|  | 
  |  Re: الموت... (Re: عبدالعزيز عثمان) |  | هزمتْك يا موت الفنون جميعها .
 هزمتك يا موت الأغاني في بلاد
 الرافدين . مِسلٌة المصريٌ ، مقبرة الفراعنةِ ،
 النقوش علي حجارة معبدي هزمتْك
 وانتصرتْ ، وأِفْلت من كمائنك
 الخلود “
 فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريد
 
 وأنا أريد ، أريد أن أحيا “
 فلي عمل علي جغرافيا البركان .
 من أيام لوط إلي قيامة هيروشيما
 واليباب هو اليباب . كأنني أحيا
 هنا أبدا ، وبي شبق إلي ما لست
 أعرف . قد يكون الآن أبعد .
 قد يكون الأمس أقرب . والغد الماضي .
 ولكني أشدٌ الآن من يدِهِ ليعبر
 قربي التاريخ ، لا الزٌمن المدوٌر ،
 مثل فوضي الماعز الجبليٌِ . هل
 أنجو غدا من سرعة الوقت الإلكترونيٌ ،
 أم أنجو غدا من بطْء قافلتي
 علي الصحراء؟ لي عمل لآخرتي
 كأني لن أعيش غدا. ولي عمل ليومي
 حاضري أبدا . لذا أصغي ، علي مهلي
 علي مهل ، لصوت النمل في قلبي :
 أعينوني علي جلدي . وأسمع صرْخة
 الحجر الأسيرة : حرٌِروا جسدي . وأبصر
 في الكمنجة هجرة الأشواق من بلدي
 ترابيٌ إلي بلدي سماويٌ . وأقبض في
 يد الأنثي علي أبدِي الأليفِ : خلِقت
 ثم عشِقْت ، ثم زهقت ، ثم أفقت
 في عشْبي علي قبري يدلٌ عليٌ من
 حيني إلي حيني . فما نفْع الربيع
 السمح إن لم يؤْنِس الموتي ويكْمِلْ
 بعدهمْ فرح الحياةِ ونضْرة النسيان ؟
 تلك طريقة في فكٌِ لغز الشعرِ ،
 شعري العاطفيٌ علي الأقلٌِ . وما
 المنام سوي طريقنا الوحيدة في الكلام /
 وأيٌها الموت التبِسْ واجلسْ
 علي بلٌوْرِ أيامي ، كأنٌك واحد من
 أصدقائي الدائمين ، كأنٌك المنفيٌ بين
 الكائنات . ووحدك المنفيٌ . لا تحيا
 حياتك . ما حياتك غير موتي . لا
 تعيش ولا تموت . وتخطف الأطفال
 من عطشِ الحليب إلي الحليب . ولم
 تكن طفلا تهزٌ له الحساسين السرير ،
 ولم يداعِبْك الملائكة الصغار ولا
 قرون الأيٌِل الساهي ، كما فعلتْ لنا
 نحن الضيوف علي الفراشة . وحدك
 المنفيٌ ، يا مسكين ، لا امرأة تضمٌك
 بين نهديها ، ولا امرأة تقاسِمك
 الحنين إلي اقتصاد الليل باللفظ الإباحيٌِ
 المرادفِ لاختلاط الأرض فينا بالسماءِ .
 ولم تلِدْ ولدا يجيئك ضارعا : أبتي ،
 Mahmoud Dirweesh
 |  |  
  |    |  |  |  |