كل رجال الباشا مقال رائع لحمور زيادة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2014, 02:38 PM

سامى عبد المطلب
<aسامى عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 1814

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كل رجال الباشا مقال رائع لحمور زيادة

    جريدة السوداني - الاربعاء 15 اكتوبر 2014
    عام 1997 نُشر في بريطانيا كتاب "كل رجال الباشا" لمؤلفه د. خالد فهمي، ، استاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وفي عام 2001 صدرت طبعته العربية الأولى من القاهرة بترجمة د. شريف يونس.
    الطبعة العربية أحدثت هزة في قناعات صمدية سابقة لدى القارئ المصري. يمكنك أن تقرأ بعض ردود الأفعال على صفحة الكتاب في موقع جود ريدز (goodreads).
    وهذا أمر طبيعي – أعني الهزة – في مجتمعات تتلقى الوطنية والتاريخ عبر تلقين حكومي، يفرض رواية ورؤية وحيدة للتاريخ، ولا يُسمح لك بغيرها. لدينا في السودان شيء كهذا، رغم ان تعاقب الأنظمة الديموقراطية والعسكرية أحدث خلخلة في مقدرة الدولة على فرض نسختها الوطنية من التاريخ. لكن المجتمع قام بالدور الأكبر في تقديس رؤى محددة، وتغييب رؤى أخرى، مع خفوت الأصوات البحثية الموضوعية.
    في كتابه المهم "كل رجال الباشا – محمد علي وجيشه وبناء مصر الحديثة" يتتبع د. خالد فهمي، عبر الوثائق، رحلة بناء جيش محمد علي باشا حاكم مصر، وغازي السودان. يتتبع الكتاب "في معظم فصوله حياة جندي مفترض، من جنود جيش محمد علي. من تجنيده إلى هربه، مروراً بتدريبه وحياته في المعسكر وسلوكه داخل المعركة، ورعايته صحياً".
    وهذا التتبع – بلا شك – يعرض للسودان والجندي السوداني، لعلاقة محمد علي وجيشه ببلاد السودان. فهذا الكتاب، بشكل ما، رغم انه يتناول الشأن المصري، ويركز على الجندي المصري الفلاح، لكنه جزء من تاريخ السودان. تلك البلاد الواسعة جنوب مصر التي قرر الباشا أن يخوض مغامراته فيها.
    في فصله الثاني، المسمى "مولد جيش: التجنيد والمقاومة"، يفرد د. فهمي قسماً تحت عنوان "استعباد السودانيين". وهو عنوان قوي، صادم. لا يتعارض فقط مع اكذوبة "البلد الواحدة"، لكنه يتعارض وبقوة مع كتاب لمؤرخ مصري آخر هو د. عبد العظيم رمضان، بعنوان " اكذوبة الاستعمار المصري للسودان". حاول مؤلف الكتاب الأخير أن يتملص من احتلال محمد علي باشا لبلاد السودان باسلوب "ما فيه من خير فمن عندنا، والشر ليس إلينا".
    أما د. فهمي فهو يمشي خلف الوثائق بلا وجل، ليقرر ان غرض محمد علي من الغزو كان "لإمداد جيشه الجديد بجنود مطيعين ليني العريكة" يؤسس بهم هيئة الجند لغزو الحجاز و "استغلال مناجم الذهب التي أشيع أنها متوفرة هناك، وأيضاً رغبة الباشا في القبض على من تبقى من أمراء المماليك الذين لجأوا إلى الصعيد ثم إلى كردفان، وكذلك رغبته في السيطرة على تجارة البحر الأحمر".
    لعلك ستلاحظ ان الأسباب المذكورة يعرفها كل طفل سوداني في المدرسة تقريباً. لكنها أسباب غير معروفة للمواطن المصري. ففي مصر تشتهر رؤية عبد الرحمن الرافعي التي كتبها في "عصر محمد علي "، وتعتبر سبب الغزو "ضمان سلامة مصر، وتأليف وحدتها السياسية مع السودان". هذا جزء من أزمة التأريخ المتناثر بين الدول في المنطقة. السوداني مثلاً سيُدهش اذا اطلع على تغطية التايمز البريطانية لمقتل غردون، وكم التفاصيل التي لم ترد في المناهج المدرسية، أو الأحاديث السياسية المفتخرة بمقتل باشا الترك الانجليزي على سلم السرايا. وإن كان جزءاً لا بأس به مذكور في كتاب "كرري" لعصمت حسن زلفو.
    كتاب "كل رجال الباشا" يخبرنا ان الجيش الغازي للسودان أرسل في صيف 1820، في حملتين معروفتين لدينا. حملة اسماعيل باشا، وحملة الدفتردار. "ووصل مجموع الحملتين إلى ألفي جندي من المغاربة والبدو المصريين، بالإضافة إلى قوة من المشاة والفرسان من المتحدثين بالتركية". تم بعد ذلك دعمهم بمجموعة من عربان الهوارة، "حين تبين سريعاً أن القوات التي أٌرسلت مع إسماعيل باشا ومحمد بك لا تكفي لفتح مناطق السودان الواسعة والسيطرة عليها".
    ويصف الكتاب اسماعيل باشا وأفعاله بقوله "أثبت إسماعيل باشا انعداماً شنيعاً في الكفاءة في قيادة الجيش، إذ كان عديم الخبرة وغير قادر على الحسم، وعنيداً ولا يتمتع بشخصية قيادية. وكان أبوه يحثه باستمرار على طلب نصيحة الأكبر سناً من بين مرافقيه. إلا أن إسماعيل لم يستمع إلى نصيحة أبيه وانتهى إلى خسارة ثقة رجاله فيه، فتخلى عنه عدد ينذر بالخطر من رجال المدفعية حين كان في أشد الحاجة إليهم. وفوق ذلك انفجرت ولاية سنار بأكملها في ثورة عارمة بسبب الضرائب الجديدة التي فرضها والطريقة التي جٌمعت بها".
    تلك الضرائب التي كان اسماعيل باشا أرسل لأبيه بشأنها مفتخراً، فكان رد الباشا واضحاً "إن سبب تكبد هذه النفقات وتجشم تلك المصاعب ليس جمع المال، كما كتبت لك مراراً، ولكن جمع الرجال الذين يناسبون مشاريعنا".
    وبحسب الكتاب –وبمرجعية وثيقة مكتوبة في 8 أغسطس 1822 – فان محمد علي طلب من ابنه جمع "6 آلاف من هؤلاء العبيد".
    لكن العدد الإجمالي للشحنة الأولى من "العبيد" الذين بعث بهم اسماعيل كان 1900 رجل وامرأة وطفل. "اختير منهم من يصلح للخدمة العسكرية، وبيع الباقون في أسواق العبيد في القاهرة، وفيما بعد أرسل هؤلاء العبيد إلى أسوان، حيث بٌنيت لهم خصيصاً ثكنات لاستقبالهم".
    المأساة تتجلى في إن العدد النهائي من العبيد الأسرى الذي جمعه اسماعيل – ومن بعده الدفتردار – كان أقل من الجيش الذي أرسل أصلاً. لأن العدد الأكبر من الأسرى كان يموت في الطريق إلى مصر. مما أضطر محمد علي لبناء قوارب نيلية لنقلهم، واستئجار عدد من الأطباء الأمريكيين ليعالجوهم.
    يقول د. فهمي في كتابه "اتضح للباشا سريعاً أن خطته في تكوين جيش من السودانيين تسير على نحو بالغ السوء. فمثلاً حين علم أنه من بين 2400 عبد وصلوا إلى أسوان لن يٌرسل سوى 1245 إلى القاهرة قال : ياللهول! هل بذلنا كل هذا الجهد في جلب هؤلاء العبيد بصحة جيدة وقادرين على العمل من مناطق بعيدة لا لشيء إلا لكي يموتوا بيننا وأمام أعيننا!"
    في اعتقادي الشخصي أن واحدة من مآسي منطقتنا أنها ما زالت تعيش عالة على التاريخ وبه. نحن أمة مازالت تحلم باعادة غزو الأندلس، ونتباكى عليها. الوجود العربي انتهى في الأندلس في 1492. منذ 522 عاماً، لكنه أمر حاضر في ذاكرتنا، ويشتهي كل طفل – أو بالغ بجنان طفل – أن يكون في طليعة الجيش الذي يأسر لعيبة فريق ريال مدريد.
    ومثله يتعامل بعضنا مع التاريخ كأنه مازال يعيش في مملكة سنار، بعد أشهر من قدوم جيش الباشا.
    هذه الضلالات التاريخية عبء خطير. لكن الأخطر أننا لا نتناول التاريخ الحقيقي بالبحث والتقصي. ونكتفي بنتف منه، نمضغها بمرارة الواقع وفخره.
    قبل حوالي 6 أعوام وقفت على كتاب نادر جداً، هو ترجمة لوثيقة كتبها رحالة أمريكي كان في صحبة جيش اسماعيل لما غزا السودان. لكن المترجم السوداني لم يجد غضاضة لأن يشير في مقدمته أنه حذف مقاطع من الكتاب لأن كاتبها أساء فيها لسكان مدينة بربر! هذا نوع من الضلالات التاريخية، التي تعتبر كتابة أمريكي في منتصف القرن التاسع عشر مهينة ويجب ممارسة الرقابة عليها في القرن الواحد وعشرين.
    كتاب "كل رجال الباشا" يعرض جانباً مهماً ومؤلماً من التاريخ السوداني، قد لا يكون مجهولاً لكثيرين، لكنهم يعيشون ضلالاته كأنه الحاضر. لكن الكتاب – من ناحية أخرى – مهم لكل من يحب التاريخ والبحوث الدقيقة الموضوعية فيه.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de