تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2014, 02:51 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video)

                  

10-07-2014, 03:08 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: Kostawi)


    سعادة اللواء فضل الله برمة ناصر .. درشكم درش لما ريحتكم بقت طير طير.

    بريمة
                  

10-07-2014, 03:45 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: بريمة محمد)




    لأحزاب السودانية .. بعيداً عن (القضايا الوطنية) .. قريباً من (الثوابت الوطنية) .. !!

    الأحزاب السودانية ..
    بعيداً عن (القضايا الوطنية) .. قريباً من (الثوابت الوطنية) .. !! (3-3)

    عادل إبراهيم شالوكا
    mailto:mailto:[email protected]@hotmail.commailto:[email protected]@hotmail.com.


    حكومة الصادق المهدى و تسليح المليشيات فى جبال النوبة :
    بعد سقوط النميرى وتولى حكومة الإئتلاف ( حزب الأمة - الإتحادى الديمقراطى) السلطة بعد الفترة الإنتقالية وإجراء الإنتخابات فى 1986م, لم يتغير الحال كثيراً عن فترة حكم جعفر نميرى, فقد إستمرت الحرب فى الجنوب وجبال النوبة التى أصبحت جزءاً من الحركة الشعبية والجيش الشغبى لتحرير السودان منذ العام 1984م والنيل الأزرق فى عام 1985م, وأُجهضت جميع محاولات حل المشكل السودانى والوصول إلى تسوية شاملة لقضايا هذه المناطق كما ذكرنا فى المقال السابق, وفى هذه الفترة قامت حكومة الصادق المهدى بتبنى إستراتيجية جديدة للحرب ضد الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان, فقد قام وزير الدفاع انذاك فضل الله برمة ناصر بتسليح مليشيات للقبائل العربية وتنظيم قوات (المراحيل) التى قوامها نفس هذه القبائل, وبدأ تدريب المتطوعين في الميادين العامة بمدينة كادقلي وفي جبال شيبون, وبالتالى تم تجييش القبائل العربية وإدخالها فى دورة الحرب لمنع تمدد الحركة الشعبية والجيش الشعبى شمالاً. *وفي عهد الإنقاذ تم تقنين هذا الوضع بتأسيس الدفاع الشعبي، الذى أُعتبر جيش جهاد، وتمت التعبئة من الدولة، والتحريض لفتح جبال النوبة و(نشر الإسلام) فيها بالقوة !!* واعتبر جميع النوبة اعداء للحكومة، مما أدى لرد فعل عنيف زاد من ابناء النوبة وسط الحركة الشعبية، مما ألحق بجيش الحكومة خسائر فادحة .. وحين حاول بعض رجال الإدارة الأهلية في المنطقة، إجراء مصالحات بين القبائل، وقَّف ممثلو الحكومة فى المنطقة من المهووسين دينياً، هذه المحاولات، وأصروا على قتال وإبادة (الكُفار) .. ومن هؤلاء والي كردفان آنذاك اللواء بحري/ سيد الحسين عبد الكريم، فقد أجهض جميع محاولات السلام، وعمد لإعتقال كل من عمل لإحلال السلام، بدعوى التآمر مع الحركة الشعبية، وجلب الخيل وسلَّح الفرسان، وحشد كل القبائل العربية للتحرك نحو جبال تلشي لدحر قوات الحركة الشعبية، وقد فتح بذلك، باسم الإسلام،* باباً من الفُرقة، لم يغلق حتى اليوم، حيث تمزق النسيج الاجتماعي بطريقة لا يمكن معالجتها في الأمد القريب، ودخلت المنطقة في معاناة الفقر جرَّاء الحرب، مما ألب على حكومة الانقاذ الرأي العام العالمي، والمنظمات الدولية آنذاك.

    (عدل بواسطة أنور أدم on 10-07-2014, 06:02 AM)

                  

10-07-2014, 03:47 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: أنور أدم)


    تم حذفه بسسب خروجه عن سياق الموضوع

    (عدل بواسطة أنور أدم on 10-07-2014, 06:07 AM)

                  

10-07-2014, 03:51 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: أنور أدم)



    النُّوبة بين عهدين (1985-1989م)
    الأربعاء, 04 شباط/فبراير 2009 10:02

    حكومة الصَّادق المهدي (1986-1989م) .. ظلام عند الظَّهيرة
    د. عمر مصطفى شركيان
    mailto:mailto:[email protected]@yahoo.co.ukmailto:[email protected]@yahoo.co.uk
    وتذكرة للصَّادق والذين حكموا معه في عهد ما سمِّي ب"الديمقراطيَّة الثَّالثة" لعلَّهم يتذكَّرون ويعتذرون للنُّوبة، وذلك أضعف الإيمان.
    إنَّ حيازة السلاح لغير المنوط بهم في الجبال قد تسبَّبت في حوادث نهب مسلَّح منذ أوائل الخريف العام 1986م حينما قام ثلاثة مسلحون يرتدون زيَّاً عسكريَّاً بنهب عربة لوري كانت تقل عدداً من المغتربين بالقرب من مدينة لقاوة. كان أخطرها ثلاث حوادث وقعت "في الفترة من 15 آذار (مارس) 1988م حتَّى أوائل نيسان (أبريل) 1988م". "فالحادث الأول وقع في الطَّريق بين مدينتي المُجلد ولقاوة، حيث اعترض مسلَّحون عربة كانت تحمل مرتَّبات الوحدة العسكريَّة بلقاوة، والحادث الثَّاني وقع في نفس الطَّريق وتمَّ نهب ما يُقدَّر بألفي جنيه خاصة بركاب عربة قادمة من المُجلد في طريقها إلى لقاوة، والثَّالث - والذي راح ضحيته أحد رجال الشرطة - وقع في طريق لقاوة كادقلي."(52) إنَّ هذه الحوادث لتكشف بوضوح شديد لا لبس فيه أنَّ السلاح الذي كان مملوكاً عند القبائل والأفراد كان يفوق في معظم الأحيان ما تمتلكه الحكومة، وإلاَّ فما وجد هؤلاء المسلَّحون سبيلاً للاعتداء على عربة تحمل مرتَّبات الوحدة العسكريَّة وكان يقوم على حراستها ثلاثة من رجال الشُّرطة. تردت الحالة الأمنيَّة في المنطقة الجنوبيَّة بصورة مؤسفة، حتى قال النائب يوسف مرفعين كوكو (الحزب القومي السُّوداني): "إنَّ 88 شخصاً قتلوا وفُقِد 13 آخرون في منطقة أم دورين على أيدي المليشيات ... وأضاف أن 904 قطيَّة (منزل) أُحرقت تماماً، وتم نهب 4,680 بقرة، و650 رأساً من الضَّأن."(53) كذلك، من التصرفات الطَّائشة لدي السُّلطات المحليَّة في جنوب كرفان نورد الحدث المأسوي الآتي: أثر بلاغ خاطئ من أحد المواطنين للجَّيش بأنَّ شيخ قرية هيبان يخبئ عدداً من "الخوارج" (أفراد الجَّيش الشَّعبي لتحرير السُّودان) في منزله، وتصادف وجود رجال الشُّرطة بمنزل الشَّيخ الذين حضروا لإرجاع أبقار من "الخوارج". وقد قذف الجَّيش المنزل (بمدافع) الهاون توفَّى على أثره ثلاثة من رجال الشُّرطة وجرح أثنان، وردَّت الشُّرطة مما أدَّى لوفاة أثنين من الجَّيش.(54) لم تبذل الحكومة أي جهد للتحقيق في الحادث. وللمزيد من الأدلة الكاشفة، يذكر محمد سيد أحمد المطيب في "قصَّتي مع الجَّبهة (القوميَّة) الإسلاميَّة".. وقفات وتأمُّلات": "أنَّه قد أُتيحت له فرصة للقيام بزيارة صحفيَّة لإقليم كردفان العام 1988م تلبية لدعوة كريمة من حاكم الإقليم آنذاك الأستاذ عبد الرسول النُّور.. ومن مدينة الأبيض – حاضرة إقليم كردفان – امتدَّت بي تلك الرحلة إلى مناطق جبال النُّوبة برفقة وفد من جماعة الأخوان المسلمين كان قد قدم من العاصمة الخرطوم إلى كردفان تتعلَّق بتفقد الأوضاع هناك والوقوف على أحوال ما يسمى ب"عمليات الدفاع العسكري الشَّعبي" في مواجهة عمليات حرب العصابات الأهليَّة التي يقودها (العقيد) جون قرنق.. وخلال تلك الزيارة الصحفيَّة لمست بنفسي كيف أنَّ ذلك الذي كان يسمَّى ب"الدفاع الشَّعبي" لم يكن سوى مليشيات مسلَّحة معادية لأهالي جنوب كردفان من المواطنين النُّوبة البسطاء."(55)
    في إطار برنامجها لتثقيف الرِّيف، بعدما عجزت السُّلطة المركزيَّة عن القيام بهذا الدَّور، نظَّمت رابطة هيبان بالجَّامعات والمعاهد العليا أسبوعاً ثقافياً صيفيَّاً تحت شعار "الطِّفل نصف الحاضر وكل المستقبل" في منطقة ريفي هيبان. وفي وضح نهار الدِّيمقراطيَّة، قامت "بعض أفراد القوات النِّظاميَّة بتعطيل الأسبوع، ودعوا لحل الرَّابطة، وأمروا أفرادها بمغادرة المنطقة، ومنعوا لجنتهم من الاجتماع بالضَّابط الإداري، واعتقلوا بعضهم صباح الثلاثاء 3 أيار (مايو) 1988م لمدة يومين."(56) هذه السُّلطات التي تمنع قيام ونشاط عمل اجتماعي بحت ولا دخل للسياسة فيه هي التي تسعى لعقد مؤتمرات سلام محليَّة. فبالرَّغم من عدم قيام هذه المؤتمرات، ما كانت أن تحرز أي نجاح نسبة لهشاشتها وسوء القصد. إنَّ المشكلة الأمنية في جنوب كردفان لا تتجزَّأ من مشكلة الحرب الأهلية في السُّودان؛ فعليه إذا أرادت الحكومة معالجة الوضع جذريَّاً، كان من الأجدر لها مخاطبة قيادة الحركة الشَّعبيَّة سياسياً وفي المؤتمر القومي الدَّستوري الذي ما فتأت الحركة الشَّعبيَّة داعية لها منذ أمد غير قصير، لأنَّ عساكر الجَّيش الشَّعبي لتحرير السُّودان في الجبال ماهم إلاَّ جنود الميدان، لا يحق لهم عقد اتِّفاقات أو إبرام صفقات مع النِّظام متجاهلين قياداتهم. كان الشئ المتوقَّع من حكومة الصَّادق المهدي كثراً، لكن هذه الحكومة المنتخبة في انتخابات جزئيَّة، والحديث للسيِّد حسن كندة كرية - أحد قادة تضامن قوى الرِّيف، "سارت في نفس نهج الحكومة الانتقاليَّة فقد دعا السيِّد (العميد) فضل الله برمة ناصر لتسليح القبائل، كما أيَّد ذلك السيِّد بكري أحمد عديل في لقاء جماهيري بمدينة الدَّلنج في تموز (يوليو) 1988م".(57) وفضل الله برمة ناصر قد يكون اسمه منسيَّاً بعض الشئ اليوم. غير أنَّه خلال الثمانينيات من القرن العشرين كان ملأ الأسماع والأبصار في الخرطوم والتخوم، وبخاصة مجتمع جبال النُّوبة.
    على أيَّة حال، إنَّ الحكومة التي طالما صمتت حول التَّوصيات الخطيرة التي خرج بها مؤتمر الرواوقة بكادقلي، بدأت في تنفيذها علناً. هؤلاء القوم ائتمروا وأرادوا قتل الحزب القومي السُّوداني تحت دعاوي واهيَّة لا يسندها القانون الذي يكفل حريَّة التَّعبير وتكوين الأحزاب السِّياسيَّة. وما "اعتقال 37 عضواً من أعضاء الحزب القومي السُّوداني في جنوب كردفان من بينهم جميع أعضاء المكتب السِّياسي بمدينة كادقلي وكذلك النائب البرلماني هارون إدريس كافي"(58) إلاَّ تكريساً للدكتاتوريَّة المدنيَّة التي سعى إليها السيِّد الصَّادق المهدي. فقد علمنا أنَّ الاستخبارات العسكريَّة هي التي قامت باعتقال هؤلاء المواطنين الأبرياء، ولم تأت أيديهم ولا ألسنتهم بشئ به يستدعي توقيفهم، حيث أنَّ مؤاخذة الإنسان البرئ بذنب لم يرتكبه ظلم صراح. وعندما تسلَّم السيِّد رئيس الوزراء ووزير الدِّفاع – السيِّد الصَّادق المهدي - مذكرة الحزب القومي السُّوداني، كما قال محمد حمَّاد كوة - أحد قياديي الحزب القومي السُّوداني، حوَّلها إلى وزير الدَّاخليَّة؛ إذ أنَّ الجهة التي اعتقلتهم تابعة لوزارة الدِّفاع وكان عليه أن يعالج القضيَّة بنفسه بصفته وزير الدِّفاع دون تحويلها إلى وزير الدَّاخليَّة. تلكم هي حال الحزب القومي السُّوداني الذي ارتضى أسلوب العمل السِّياسي الشَّرعي في التَّفاعل مع حكومة السيِّد الصَّادق المهدي التي انتهجت هي الآخرى القهر التَّعسُّفي في التَّعامل مع الذين لا يشاركهم في الرَّأي.
    مهما يكن من أمر، فقد عزا عبدالله محمد أحمد (حزب الأمَّة) – الوزير السَّابق في حكومة الصَّادق المهدي ونظام "الإنقاذ" لاحقاً – تولي السيِّد الصَّادق المهدي حقيبة وزارة الدِّفاع مع أعباء رئاسة مجلس الوزراء والحرص أي الحرص على تبعيَّة جهاز الأمن لرئاسة الوزراء لعلاج ما فيها من خلل. فما هو الخلل في التركيبة العسكريَّة والأمنيَّة الذي يدَّعي الوزير السَّابق وهو زعيم أنَّ الصَّادق المهدي هو كان أول من سبق الآخرين أكتعين في معرفة هذه الحقيقة الغائبة عنهم؟ يقول عبدالله محمد أحمد: "لقد اكتشف رئيس الوزراء المنتخب أنَّ 85% من القوات المدرَّعة والمشاه وسلاح الدبَّابات المتمركزة في الخرطوم من عناصر غير عربيَّة فاتَّخذ إجراءات أوليَّة لعلاج الموقف فأمر أن تكون نوبات الحراسة المسائيَّة في يد ضباط موثوق بهم من غير ذوي "الهُويَّة أو الميول العنصريَّة" إلى أن يتمكَّن من علاج الخلل بهدوء لحساسيَّة الموضوع". ثم يمضي الوزير الكاتب قائلاً: "إنَّ الأب فيليب عبَّاس غبوش (قد) اكتشف هذه الظروف ليدبِّر مؤامرة عنصريَّة لإقصاء العنصر العربي السُّوداني من كل أوجه الحياة السياسيَّة والتَّنفيذيَّة وأفرقة البلاد".(59) هذه هي حالنا في السُّودان؛ بيد أنَّ الأمر يختلف في شبه الجزيرة الهنديَّة، فقد أمر مستشارو رئيسة وزراء الهند – السيِّدة أنديرا غاندي – أن لا تعيِّن المواطنين السيخ في طاقم حراستها الخاصة. تُرى ماذا كان رد السيِّدة رئيسة الوزراء؟ قالت لهم: "إنَّني لست بمفرِّقٍ بين أبناء شعبي". مهما يكن من شأن السيِّدة غاندي والهند، إذ أنَّ شطارة السيَّد الصَّادق المهدي – رئيس وزراء السُّودان – التي أسعفته في إفشال ما تُعورِف على تسميتها ب"المؤامرة العنصريَّة"، لم تساعده هذه الشطارة في إحباط الإنقلاب "الإنقاذي" لاحقاً. معبِّراً عن رضائه عن هذه الاجراءت التعسفيِّة، أعلن الدِّكتور عمر نور الدائم - الأمين العام لحزب الأمة - أثناء لقائه بالجالية السُّودانيَّة بالرياض، حاضرة المملكة العربيَّة السعوديَّة، "أنَّه تمَّ إعادة التَّوازن في القوات المسلَّحة، حيث كشف أن 85% من العناصر المنخرطة في الجيش كانت من الجنوبيين والوثنيين وغيرهم بينما كانت العناصر العربيَّة والإسلاميَّة الأخرى داخل الجيش تمثِّل 15% فقط، مما أحدث خللاً بيناً داخل القوات المسلَّحة بالنظر إلى الخارطة السكَّانيَّة التى تشمل 80% من العرب والمسلمين".(60) وأي إساءة أكثر من وصف قطاع كبير من المجتمع بالوثنيين! أما الحديث عن الأرقام والنِّسب المئويَّة فلا ندري من أين له بهذه الاحصائيات التي هي مبلغ ريبتنا وشكوكنا في الأمر كله.
    كان على أهل الحكم في السُّودان أن يدركوا أنَّ بروز الجَّيش على قمة الهرم السُّلطوي هو النتيجة الحتميَّة من "صراع القوى بين الأجهزة المدنيَّة (الذي) يقود إلى تفتت وانعدام فاعليَّة أجهزة السُّلطة المدنيَّة.. وانعدام الفاعليَّة يقود بدوره إلى خلق فراغ لا تملؤه إلا القوَّة الوحيدة المنظَّمة، والمالكة لوسائل الحسم والرَّدع والسيطرة الفعَّالة، والتي تضم في تكويناتها المختلفة نماذج لكل طوائف المجتمع. وهي مع هذا تتحرك بصورة عفويَّة ومؤسَّسيَّة وبتلقائيَّة وطوعيَّة تحمل المقود على طاعة القائد حتَّى وإن أدَّى هذا إلى هلاكه. وهذه العناصر هي: الوحدة، والتماسك، والقدرة على التحرك السَّريع الحاسم، والقوة الماديَّة عناصر يكمل بعضها البعض. وانتفاء أي واحد من هذه العناصر يؤدِّي إلى تشقق في الجيوش أخطر بكثير من تشقق الأجهزة المدنيَّة، لأنَّه إن كانت وسيلة تصفية الخلافات بين المدنيين هي عد الرؤوس، فهي بين العسكريين تهشيم الرؤوس." ومع ذلك، كان علي أهل الحل والعقد في البلاد أن يعلموا ويعوا أنَّ "ضعف القوى الموازية، كالأحزاب، والنقابات والطوائف لا يعني أنَّ هذه الأحزاب والمؤسسات الاجتماعيَّة لا تملك القوَّة العدديَّة، ولكنه يعني إما أنَّ هذه القوى تمارس لعبة سياسيَّة لا تحترم أحكامه.. أو أنَّها تعمل في إطار دستور لا تلتزم به .. أو أنَّها تنادي بديمقراطيَّة تتجاوزها باخضاع كل العمل السياسي للإشارة والتفرُّد.. أو أنَّها تقفل الباب، بمثل هذه الممارسات، أمام القوى الحديثة إلى سدة الحكم. ولا شك (...) أنَّ الذي جعل التَّجربة الهنديَّة تنجح حتى الآن في الهند هو وعي القيادات الهنديَّة بأنَّ بقاء النظام رهين باحترام الحاكمين لقواعد اللعبة السياسيَّة، مثل احترام الدَّستور، احترام القضاء، الاعتراف بالفوارق الثقافيَّة، احترام الرأي الآخر المعارض بتوفير حريَّة التَّعبير، والتَّشاور حول القضايا القوميَّة، وكفالة حق الأقليَّة في أن تصبح أغلبيَّة."(61) فعلام التباكي والتصايح، إذن، على ولوغ الجَّيش في السياسة قبل إصلاح السياسة أولاً؟
    لم يتعرَّض السيِّد الصَّادق المهدي في سفره "الأموي"، الدَّيمقراطيَّة في السُّودان: عائدة وراجحة، عن لجنة تقصِّي الحقائق حول ملابسات اعتقال النَّائب هارون إدريس كافي ومجموعة أعضاء المكتب السِّياسي للحزب القومي السُّوداني بكادقلي، على الرَّغم من أنَّ السَّفر قد مُلأ وزُيِّن باسماء لجان التَّحقيق - وهميَّة كانت أم حقيقية - وأعضاء هذه اللجان، دون أن يعترف رئيس وزراء السُّودان السَّابق أن حكوماته الثلاثة (حكومة الوحدة الوطنيَّة 1986-1987م، الوفاق الوطني1987-1989م، والجبهة الوطنيَّة المتَّحدة آذار (مارس) 1989 - حزيران (يونيو) 1989م) كانت كلها خطل وزلل. تلكم اللَّجنة التي تكونت من النَّائب العام، الاستخبارات العسكريَّة، الشرطة والمستشار القانوني للجمعية التَّأسيسيَّة وبقرار من مجلس الوزراء تلكأت حتَّى في السَّفر إلى كادقلي لاستجلاء الحقائق والإتيان بالنبأ اليقين. لماذا تجنَّب السيِّد الصَّادق المهدي ذكر هذه اللَّجنة، التي كوَّنها هو شخصيَّاً، كأنَّها رجسٌ من عمل الشَّيطان؟ ومما يبعث الأسى، أيضاً، إشارة الصَّادق في السفر المذكور آنفاً إلى أحداث دارفور الدَّامية بتبسيط مخل ومجافي لحقيقة المذابح وقتذاك. وقف الصَّادق المهدي عند الصراع الذي كان يعرف ب"النَّهب المسلَّح" في أقليم دارفور حينما كان يتحدَّث عن مشاكل الحكومة مع الاتحادي الدِّيمقراطي، موجزاً تلك الدَّماء التي سالت في خمس كلمات: "بعض الأوضاع الأمنيَّة في إقليم دارفور،" هكذا كتب الصَّادق. أمَّا عن أحداث الضِّعين المؤسفة، فتجاهلها الصَّادق كأنَّها لم تحدث ولم يسمع بها، وسوف نتطرَّق إلى هذه المذبحة وإفرازاتها في مكان آخر من هذا البحث. كانت حكومات الصَّادق المهدي يعتورها الفشل المؤسسي؛ فلم توفِّر الأمن والطمأنينة للإنسان الأعزل في مناطق الصراع، بل أصبح هذا الإنسان الأعزل هدفاً مقصوداً من أجهزة الدولة الأمنيَّة والعسكريَّة؛ ولم توفِّر الغذاء والدواء والكساء في المناطق المهمَّشة التي تنوشها سهام الحرب، بل استخدمت المجاعات القاتلة كسلاح حربي ضد أولئك وهؤلاء مما لا جريرة لهم في هذا النِّزاع، حتَّى اضطرَّ الفقراء الملجؤون إلى الاستجارة بغيرهم. هكذا ينطبق قول الشَّاعر وضَّاح عن مثل هذا النمط من الحكومات التي تُدار بغير هدي، وفي عبث، وهي – فوق ذلك – لا نور يطل منها ولا نهار. إذ أنشد وضَّاح:
    مصائرنا تُدار بغير هَدي ونجهل كيف في عبث تُدار
    حكومات تلوذ بظل أخرى ولا نورٌ يطل.. ولا نهار
    ولا فجر يضئ بأفق ليل ولا رأيٌ يجئ.. ولا قرار
    فمثل حكومات السيد الصَّادق المهدي كمثل البناء الذي ما انهدَّ جانبه حتى تهاوى باقيه، كقول الشَّاعر:
    إنَّ البناء ما انهدّ جانبه
    لا يأمن النَّاس أن ينهدّ باقيه
    بعد هذا وذاك، يخرج علينا بعض الكتَّاب بكتابات لتمجيد السيِّد الصَّادق المهدي وحرق البخور للإمام الهمام؛ ذلك أنَّ مثل هذه الكتابات قد يصحُّ اعتبارها أوفى نموذج لكتب الرياء المتهافتة، إذ تكتبها أقلام مرائية ومداهنة.
    وبما أنَّ السيِّد الصَّادق المهدي قد رفض الاعتراف أنَّهم سلَّحوا القبائل العربيَّة ضد القبائل غير العربيَّة، إلاَّ أنَّه أقرَّ بتجربة الدِّفاع الشَّعبي الذي بدأ في عهده إذ قال: "سلَّحنا قبائل الغرب (دارفور وكردفان) كي تشارك السُّلطة في سعيها إلى وضع حد لظاهرة النَّهب المسلَّح في دارفور وكردفان".(62) فهل حقاًَّ وضعت هذه القبائل المسلَّحة حدَّاً لظاهرة النَّهب المسلَّح في هذين الإقليمين؟ إنَّ الإجابة لهذا التساؤل هي النفي. وفي هذا الصدد "يعتقد القائد عبد العزيز آدم الحلو بأنَّ السُّلطة المركزيَّة في الخرطوم كانت تدعم العدوان على قبائل الزرقة (الأفارقة في دارفور) منذ العام 1986م، وإنَّ ما كانت الحكومة تطلق عليها عمليات النَّهب المسلَّح هو عمل منظَّم بإشراف السُّلطة المركزيَّة ومباركتها، وهو حرب إبادة على القبائل الأفريقيَّة في دارفور." ويذكر الحلو "أنَّ في العام 1989م تحرَّكت أعداد كبيرة من بعض القبائل العربيَّة من ولاية كردفان القريبة على ظهور الخيل والجمال إلى دارفور للمشاركة في الحرب ضد الفور، وتمكَّنت تلك القبائل خلال حربها ضد الفور منذ العام 1986م من حرق حوالي 2,500 قرية واحتلال 235 أخرى في وادي صالح، وقتل حوالي 5,000 من المدنيين ونهب ما يزيد على الأربعين ألفاً من المواشي."(63)
    ومن جانب آخر، نجد أنَّ الإعلام في عهد حكومة الصَّادق المهدي – كما في أي وقت مضى في السُّودان - قد اُستخدِم بصورة منحازة لشريحة بشريَّة بعينها مما أضر بالنسيج الاجتماعي في البلاد؛ إذ أفرز هذا السلوك غير المستقيم الحراك الاجتماعي الذي ينشأ في المدن بين الفينة وأخرى. هؤلاء الأغيار الذين يناطحون غيرهم بألسنة حداد وإليهم يلحدون، دون أن يسألوا أنفسهم في أنفسهم وغيرهم من ذا الذي يترك قريته الهادئة الوادعة ليذهب إلى الخرطوم دون أن يكون له أي سبيل لكسب العيش الكريم، إلاَّ إذا كان مرغماً. عليه، عندما يُصاب البنية التحتية باهتراء، وتنتشر الفاقة في التخوم، وتتحطَّم العلاقة التي كانت سائدة بين الحياة الاجتماعيَّة والعوامل البيئيَّة ينزح الناس داخليَّاً إلى الخرطوم ليكوِّنوا الطبقة الكادحة في المدن وفيها يقوموا بالأعمال الوديعة. وخبرنا أنَّ الحكومات المسؤولة تساعد دائماً هذا النوع من الفئات البشريَّة في المدن بدعم الحرف التي يؤدونها لأنَّها تمثِّل دعائم الاقتصاد الوطني على المستوى الشَّعبي، فبدلاً من طرد باعة السجاير من الطرقات ينبغي منحهم تراخيص لتشييد الأكشاك ودفع الضرائب، وبدلاً من هدم منازلهم وتهجيرهم إلى الخلاء ينبغي فتح الطرق وتشييد المدارس والمراكز الصحيَّة والميادين العامة ومجاري لتصريف المياه وتوصيل الماء والكهرباء وتوفير التَّدريب المهني ومطالبة سكان هذه الأحياء بدفع قيمة مالية مقابل الأرض والخدمات على أن تُجبَى منهم في شكل أقساط للذين لا يستطيعون تسديدها كاملاً. وكذلك ينبغي على الدولة حل القضايا التي تشكِّل مؤشِّرات النِّزاع مثل: الوسائل المتفاوتة (Differential access) في الحصول على الخدمات الاجتماعيَّة، التباين الثَّقافي، لعنة العنصريَّة، الصحة العامة، رفاهيَّة المواطنين، الأخلاق والسياسة، ومَنْ يستحق ماذا وغيرها من العوامل الماديَّة التي تحرم المجموعات المهمَّشة اجتماعيَّاً من فرص الحصول على الخدمات الاجتماعيَّة. إذ لا يمكننا اعتبار متغيِّرات الحرمان المادي وحالة الطبقة الإثنيَّة هما العنصرين الوحيدين والمسؤولين عن التَّهميش دون الأخذ بالعامل السياسي والعنصري والثَّقافي في عدم المساواة في الصحة والتَّعليم والتَّنمية والخدمات الاجتماعيَّة الأخرى؛ وهنا تجدر الإشارة إلى الهُويَّة الإثنيَّة والثَّقافيَّة وكافة الأشكال غير الاقتصاديَّة للتمييز العنصري. فالفقر كرصيد اجتماعي (Poverty as social capital) يمكن أن يتحوَّل إلى متغيِّر وبائي (Epidemiological variable) حينما تتلاشى الوقاية الطبيعيَّة في الإنسان المعلول، والظلم كرصيد اجتماعي يمكن مع العسر عسراً أن يتحوَّل – طال الزَّمن أم قصر – إلى صراع سياسي عقيم عندما لا تبدو في الآفاق أيَّة بارقة أمل للإنصاف والعدالة.
    [B/]

    (عدل بواسطة أنور أدم on 10-07-2014, 06:14 AM)

                  

10-07-2014, 05:21 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: أنور أدم)

    06-20-2014 03:25 AM
    «الجنجويد» وملف تسليح القبائل العربية


    الصادق المهدي

    نشرنا أمــس حلـــقـة أولى من ملاحظات الصادق المهدي الفكرية والتاريخية حول السودان في عنوان «الهوية السودانيـة بين التسبيك والتفكيك» وهنا حلقة ثانية:

    < لأقاليم السودان هوياتها الصغرى ضمن هوية الوطن الكبرى، تتجلى فيها حقائق إثنية وطوبوغرافية وتاريخية متنوعة، وعلى رغم التنوع الذي يطاول الجميع فلدارفور خصوصية زائدة، خصوصاً ما يتعلق بالتاريخ الحديث.

    دارفور موطن سلطنة للداجو، ثم للتنجر، ثم للفور. واستمرت سلطنة الفور المستقلة تحكم منذ قبل قيام دولة الفونج إلى ما بعد سقوطها وغزو محمد علي باشا السودان، ولم تنضم دارفور للحكم العثماني إلا لعشر سنوات فقط، في حين أن وسط السودان وشماله عاشا فيه لأكثر من ستين عاماً.

    ودارفور تأخر ضمها للسودان الحديث الذي أقامه الاحتلال الثنائي اسماً، البريطاني حقاً، عقدين من الزمان.

    ولدى ظهور فجوة التنمية بين دارفور ومناطق أخرى في السودان ظهرت في دارفور جبهة نهضة دارفور بعد ثورة أكتوبر 1964 معبرة عن نداء مثقفيها وتطلعاتهم لمستقبل أفضل. حزب الأمة، باعتباره صاحب التأييد السياسي الأكبر في دارفور، اتخذ موقفاً تعاونياً مع جبهة نهضة دارفور، ووصل معها إلى ورقة تفاهم انضمت بموجبه الجبهة لحزب الأمة.

    وفي مرحلة لاحقة عندما كوَّن حزب الأمة الحكومة الائتلافية بعد ثورة رجب/ نيسان (أبريل) 1985، اتخذ الحزب موقفاً إيجابياً من تمكين أهل دارفور من المشاركة في السلطة وفي رسم برنامج التنمية وتمكين أبناء الإقليم من حكم إقليمي بصلاحيات واسعة، لذلك عندما نشرت أسماء حكومة الأمة الائتلافية هاجمها المزاج الخرطومي في شكل كاريكاتير لهاشم كاروري قائلاً: آدم، أبكر، سرنوب... دي حكومة ولا سكن عشوائي؟ وقال أحد أقطاب الجبهة الإسلامية القومية «دي حكومة ولا قطر نيالا؟».

    ومع مشاركة د. علي حسن تاج الدين من المساليت في مجلس رأس الدولة، واختيار د. عبد النبي علي أحمد من البرتي حاكماً للإقليم، ثم د. التجاني سيسي أحد أبناء الفور حاكماً للإقليم، ظهرت في أواخر العهد الديموقراطي نبرة استقطابية، إذ زعم الشرتاي منصور عبد القادر (فوراوي اتحادي) أن حزب الأمة منحاز للعرب في دارفور. كان سبب الاتهام غير المنطقي أنه يريد استقطاب العناصر غير العربية، لا سيما الفور، إلى حزبه.

    وفي عام 1999 وقع صراع على السلطة بين أعضاء المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم، صراع أدى إلى انقسامه إلى مؤتمرين: الوطني والشعبي.

    انضم بعض أبناء دارفور إلى المؤتمر الشعبي وتبنوا نقد المؤتمر الوطني من زاوية التهميش، على نمط ما جاء في «الكتاب الأسود» الذي وثق لتهميش أهل دارفور ومناطق أخرى.

    صار الموقف الجديد في دارفور:

    عناصر من القبائل غير العربية تحالفت مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وفي 2002 أعلنت تكوين حركة تحرير دارفور، ثم سمتها حركة تحرير السودان على سُنّة الحركة الشعبية.

    - وعناصر خرجت من المؤتمر الوطني مع المؤتمر الشعبي، فكونت «حركة العدل والمساواة».

    ونتيجة لسياسات النظام الانقلابي الجديد تضخم دور الحركة الشعبية بقيادة د. جونق قرنق وما صحب ذلك من مكاسب حققتها الحركة.

    انتقلت حركة التظلم في دارفور من الصيغة المطلبية، كما في جبهة نهضة دارفور، إلى حركات مسلحة مركزها دارفور، لكنها تجد دعماً من قوى سياسية أخرى ودعماً من جهات دولية.

    ومن أخطاء الحزب الحاكم الفادحة الانقياد وراء توجهه الإسلاموي العروبوي والعمل على مده غرباً من دارفور مستعينا بعناصر غير نظامية من الإثنية العربية لدعم الحكومة في مواجهة التمرد المسلح، هؤلاء دعموا القوات المسلحة بوسائل حربية غير نظامية، ما أدى إلى تجاوزات كثيرة وتعديات على حقوق الإنسان؛ استنساخاً لما كان يجري في حروب التركي عند غزوهم دارفور: الجيش التركي (الجيش الرسمي)، الباشبوزق (ما يعادل الدفاع الشعبي)، والخيالة (ما يعادل الجنجويد لاجتياح البلد وأخذ الرقيق).

    لكن الاستنجاد بعناصر عربية وما قاموا به من أعمال، عمّق التباين الإثني في دارفور إلى درجة غير مسبوقة. تضاف إلى ذلك المزاعم حول استجلاب عناصر إثنية عربية من دول الجوار الأفريقي وإحلالها في أراضي القبائل الأفريقية المهجرة والمطاردة. كثير من ضحايا هذه الأعمال، لا سيما من الفور والمساليت، لجأوا إلى معسكرات نازحين كبيرة قرب المدن، وبعضهم ومعهم زغاوة ومسيرية جبل لجأوا إلى معسكر لاجئين في تشاد هرباً من استهداف قراهم في وسط وغرب وشمال شرق دارفور. الفكرة الأمنية في هذا الهجوم على القرى المدنية هي تجفيف البركة لحرمان السمك من بيئة حاضنة.



    رحلتنا إلى دارفور

    حينما انفجرت الأوضاع في دارفور انشغل بها الإعلام العالمي بشكل غير مسبوق في عامي 2003 و2004، وفي عام 2004 وحده زار 209 صحافيين أجانب دارفور، ونشرت 17 مليون مادة خبرية عن دارفور في أربع وكالات كبرى (وكالة الأنباء الفرنسية، أسوشييتد برس، رويترز، بي بي سي) على مدى عشرين شهراً فقط، بينما ظل الإعلام المحلي ينكر تماماً أن يكون ما ينقله الإعلام العالمي صحيحاً. قرر حزبنا أن يرسل وفداً رئاسياً لولايات دارفور للاطلاع على حقيقة الأوضاع، فكانت الرحلة في الفترة من 23 إلى 25 حزيران (يونيو) 2004، وشملت عواصم ولايات الإقليم الثلاث آنذاك: الفاشر، ونيالا والجنينة. فزرنا معسكرات النازحين في تلك المدن واستمعنا إلى شهادات كثيرين ممن حضروا لينورونا.

    أما بالنسبة إلى النازحين فقد أحصينا في ذلك الوقت أكثر من مليون نازح (العدد الآن نحو ثلاثة ملايين) الأغلبية الساحقة منهم كانوا حينها من أصول قبلية ثلاثة: فور، زغاوة، مساليت. وهم يروون قصة واحدة فحواها: أحرق حلالنا. ضربتنا طائرات من الجو. وفي الأرض هاجمتنا قوى مسلحة غير نظامية تلبس زياً عسكرياً وتمتطي خيلاً وإبلاً. استهدفنا لأرضنا، ومالنا، ولون جلدتنا!

    هذه القصة يجمع عليها النازحون ويؤيدها من دون تحفظ زعماء قبائلهم الموجودون في المدن الكبيرة، كما يؤيدها المثقفون من أبناء هذه القبائل. وفي الجنينة أيدتها أمامنا قيادات المؤتمر الوطني من أبناء المساليت. وهم يعتبرون أن العدوان عليهم مدعوم من الحكومة أو من عناصر بعينها داخل الحكومة، ويذكرون تفاصيل عدوان همجي كثيرة روعنا لها، وحينما عدنا طالبنا بإجراء مساءلات فورية والتحقيق في ما يحدث في دارفور. وقلنا بوضوح إنه ما لم تتم مساءلة قانونية حاسمة لهذه التعديات فإن الأمم المتحدة سوف تتدخل تدخلاً تجبرها المعاهدات الدولية عليه، ولكن، لا حياة لمن تنادي.

    أعمال التصدي للحركات المسلحة وما صحبها من إجراءات، مثل حريق القرى، لفتت نظر الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان، ما أدى إلى إرسال مجلس الأمن بعثة لدارفور شهدت بحدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ووصل الأمر بعد عام 2004 إلى سلسلة من قرارات مجلس الأمن تحت البند السابع بخصوص دارفور، وكان من بينها القرار (1593) الذي أدان جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وحوّل المتهمين بارتكابها إلى المحكمة الجنائية الدولية. هكذا تحولت قضية دارفور من تظلمات جهوية إلى مواجهات عسكرية ثم إلى قضية دولية.

    قبل المضي في موضوعنا نبحث قضية أُثيرت باستمرار، وما تجاهلنا لها إلا لأنها كانت من نوع الدخان المصنوع الذي لم ينتج عن نار حقيقية. وهي قضية تسليح القبائل العربية ضد الأفريقية.

    ظلت هذه التهم موجهة ضد حزب الأمة يثيرها بدون وعي وإلمام منافسوه في الساحة السياسية بطريقة منظمة ومخطط لها بغرض تأليب الرأي العام السوداني وتشكيك قواعد الحزب في مناطق ثقله بخطه وقيادته على مستوى المركز والأقاليم. وأهمها اتهامه بتسليح القبائل العربية ضد النوبة في جنوب كردفان، وتهمة دعم القبائل العربية بدارفور ضد الزرقة، وتهمة ضلوعه في أحداث الضعين بين الرزيقات والدينكا التي أنجبت كتاب بلدو/ عشاري المتعلق بتهمة الرق. حزب الأمة بريء من كل ذلك، والحقائق الدامغة تؤكد سلامة موقفه من هذه التهم المثارة، وقد ظللنا نطالب بتحقيق شفاف واستجلاء للحقائق وكشف للمظالم منذ الاستقلال، ونعتقد أن هذا التحقيق ضروري لتنقية الحياة العامة في السودان لمعرفة المظالم وتثبيت الانتهاكات وعدم نسيانها، وكذلك لتبرئة الذين طاولتهم يد الدعاية والتشويه من دون وجه حق. ظل حزب الأمة في كل وثائقه السياسية يقول بضرورة تكوين مفوضية عدالية للتحقيق في كل المظالم والأحداث التي وقعت في الحياة العامة لاستجلاء الحقائق والإنصاف، ليشمل الإجراء الفترة منذ استقلال السودان في 1956 إلى يومنا هذا.

    ونعتقد أن الأسباب الحقيقية لهذه الإشاعات هي:

    ‌أ - أن الحكومات الشمولية التي استولت على الحكم للفترة الأطول، لعبت دوراً إقصائياً بهدف تشويه الدور التاريخي للحزب والعمل على تفتيت قواعده وتغيير مفاهيم أتباعه، فروّجت «الإنقاذ» لهذه الفرية وإن كانت هي التي قامت بما تتهم به حزب الأمة.

    ‌ب - تلقفت الحركة الشعبية التهمة منذ البداية لأنها تتماشى مع ما تبشر به من قطيعة إثنية داخل الشمال، وحذا حذوها بسبب الكيد السياسي كثير من الأحزاب العقائدية والمنافسة، بهدف تغيير الولاء التقليدي للمواطنين وإيجاد مواقع لهم في المناطق التي تدين بالولاء لحزب الأمة.

    ‌ج - الحروب التي كانت، وما زالت تدور في غرب السودان شكلت بعداً جديداً، وذلك بتجسيد المشاكل القبلية والعرقية للعنصر الأجنبي، بغرض الحصول على المال والسلاح وكسب عواطف الأقوياء لمساعدة المستضعفين في المناطق المذكورة.

    د - عدم تصدي الحزب لهذه الشائعات في وقتها ودحضها ساعد كثيراً في انتشارها، في ظل غياب الديموقراطية وحرية الكلمة.





    مراحل تسليح القبائل

    وفي ما يلي المراحل التي صاحبت تهم تسليح القبائل:

    المرحلة الأولى: بعد اندلاع حرب الجنوب الأولى في أيلول (سبتمبر) 1963 وانطلاق أولى طلقات التمرد في نقطة فشلا بمديرية أعالي النيل، والتي كانت تضم عدداً قليلاً من الشرطة، ونسبة لاتساع الرقعة الجغرافية وقلة القوات المسلحة في المديرية (كتيبة واحدة)، اتخذت السلطات العليا قراراً بتسليح سلاطين قبائل النوير في مراكز الناصر وأكولو وفنجاك بانتيو، وكذلك قبيلة المورلي في البيبور والدينكا في مركز بور وقبيلة الشلك في مركز كدوك.

    كانت المرة الأولى التي تم فيها تسليح للقبائل من طريق سلاطينهم لحماية أرواحهم وأموالهم من هجمات التمرد التي كانت تستهدفهم. هذا التسليح حدث في عهد الفريق إبراهيم عبود.

    المرحلة الثانية: مرحلة أيار (مايو) (196 بعد اتفاقية أديس أبابا 1972، ومع بداية مرحلة نزع سلاح المتمردين وإعادة دمجهم في القوات المسلحة، اتخذت السلطة العليا أيضاً قراراً بتخصيص كتيبتين من القوات المسلحة، إحداهما تتمركز في منطقة سفاهة تتحرك مع قبيلة الرزيقات في مراحيلهم من الشمال للجنوب حتى مركز أويل، والكتيبة الثانية تتمركز في الميرم للتحرك مع قبيلة المسيرية في مراحيلهم حتى مركز قوقريال. وأطلق على هذه الكتائب (قوات المراحيل) وذلك للحيلولة دون حدوث اشتباكات بين القبائل العربية المذكورة والقبائل في جنوب السودان، حفاظاً على استمرار اتفاقية أديس أبابا وعدم إعطاء أي ذريعة للقوات المتمردة الجاري استيعابها للإخلال بالأمن والاستقرار.

    الإنسان الــــعادي أصبح لديـــه مفهــــوم عام مغلـــوط بأن قوات المراحيل هي قوات قبليـــة سلّحتها الحكومة، بينما في الحقيقة أن قـــوات المراحيل تابعة للقوات المسلحة تـــم تكليفها بمهمة حماية مراحيل الرعاة ولا علاقة لها بالتهم المثارة بتسليح القبائل.

    المرحلة الثالثة، مرحلة الفترة الانتقالية: بعد انتفاضة نيسان (أبريل) المباركة، أُعلِن وقف إطلاق النار من جانب واحد لتشجيع الحركة الشعبية لتحرير السودان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكن للأسف، ردت الحركة من جانبها بأنها ستنقل عملياتها إلى مسرح العمليات الرقم 2، وهذا يعني منطقة جنوب كردفان وسموا الحكومة وقتها حكومة جنرالات مايو الثانية (May2). وبعد أسبوعين من وقف إطلاق النار من جانب واحد ضربت الحركة عدداً من القرى والفرقان والنقاط الخارجية في جنوب كردفان، نذكر منها على سبيل المثال: القردود، الأزرق، الليري غرب، الليري شرق، وكالوقي. هذه الهجمات تعتبر الأولى من نوعها على جنوب كردفان، الأمر الذي أحدث اضطراباً وهلعاً في نفوس مواطني المنطقة، وعليه قررت السلطات العليا إرسال وفد عالي المستوى من المجلس العسكري ومجلس الوزراء برئاسة اللواء فضل الله برمة ناصر وعضوية كل من د. حسين سليمان أبو صالح وزير الصحة، د. عابدين وزير الزراعة، الفريق أحمد عبد العزيز (رحمه الله) قائد المستشفى العسكري والمسؤول وقتها من الإغاثة ونائبه العقيد وقتها الفريق حالياً إبراهيم سليمان، واللواء مصطفى محمود الحاكم العسكري لإقليم كردفان الكبرى. وبعد وصول الوفد مدينة كادقلي اجتمع مع السلطة الرسمية والشعبية، وكان محافظ جنوب كردفان وقتها الأستاذ جبريل تيه من أبناء كادقلي. قدّم المواطنون في كادقلي للوفد ثلاثة مطالب تكررت في جميع المناطق التي زارها الوفد. وهي وفق إفادة اللواء برمة بحسب الأسبقيات التالية:

    أولاً: نطالبكم بتوفير الحماية لنا من هجمات الخوارج، أو تساعدونا لكي نحمي انفسنا، أو نحن سننضم إلى الجهة الأقوى.

    وكان الرد عليهم: بدءاً بالنقطة الثالثة: انضمامكم للأقوى يعني انضمامكم للمعتدي عليكم وهذا التصرف يخالف القوانين الشرعية والوضعية ومن حقكم الدفاع عن أنفسكم وصد المعتدي عليكم والذي لا يدافع عن عرضه وماله فقد كفر. أما طلبكم الخاص بتوفير الحماية لكم فهذا طلب مشروع وهو من حقكم على الحكومة فالدولة التي لا توفر الحماية لمواطنيها دولة غير مسؤولة، ولكن، نحن لا نود أن نخدعكم ونقول إننا سنوفر لكم ذلك ولا نفي بوعودنا نتيجة لانشغال القوات المسلحة في العمليات بالجنوب وسوء المواصلات بالمنطقة وصعوبة حركة القوات في فصل الخريف.

    أما طلبكم الثاني والخاص بمساعدتكم لحماية أنفسكم فهو مطلب معقول وقابل للتنفيذ، وعليه سنقوم بتسليح جميع القبائل على خط التماس (عرباً ونوبة) بطرق قانونية بواسطة النظار والسلاطين والعمد بإشراف القوات المسلحة والشرطة. وروى اللواء برمة أنه بعد عودة الوفد إلى الخرطوم أوضحوا للمجلس العسكري الانتقالي ومجلس الوزراء أهمية تسليح مواطني التماس بطريقة موقتة للحيلولة دون التسليح العشوائي، وأهمية معرفة السلاح الذي سلم للمواطنين والسيطرة عليه وسهولة جمعه بعد إحلال السلام. كما أوضح الوفد للمجلسين أنه في حال عدم الاستجابة للتسليح بالطريقة القانونية فإن مواطني المنطقة ذكروا للوفد بأنهم يملكون الثروة والرجال وسيقومون بتسليح أنفسهم، ولا يستبعد ظهور أسلحة ثقيلة إذا لم تتم السيطرة على التسليح بالطرق المشروعة، وأن أعضاء المجلسين وافقوا على فكرة التسليح، ولكن لم يتم التنفيذ نتيجة الحملة الإعلامية المكثفة التي مارستها الأحزاب العقائدية، وقد كتبت إحدى الصحف بالخط العريض «المهدية تعود»، وفي ذلك الوقت لم يكن لحزب الأمة وجود في السلطة.

    المرحلة الرابعة: في عهد حكومتي ما بعد أيار (مايو) 1986 حينما تقلدت لفترة وزارة الدفاع وكان اللواء الركن فضل الله برمة ناصر وزير دولة للدفاع، تقدم الإخوة في هيئة القيادة بطلب في اجتماع مشترك معهم مفاده أن القوات المسلحة استنفدت الكثير من احتياطياتها في العمليات التي اتسعت رقعتها بالجنوب، وأنهم في حاجة ماسة إلى عملية إسعافية سريعة لحماية ظهر القوات المسلحة. واقترحنا عليهم فكرة إنشاء قوات للدفاع الشعبي لكنهم فضلوا التصديق لهم بإعادة تجنيد المفصولين من الخدمة العسكرية، على أن يعملوا في مناطقهم الواقعة على خط التماس من دون نقلهم لمناطق أخرى، وذلك بهدف توفير الحماية لأهالي المنطقة والقيام بالواجبات الثانوية (حراسة المنشآت وأطواف الإمدادات)، والحق أن معظم العائدين من المفصولين كانوا من أبناء النوبة.

    تقدم الإخوة في هيئة القيادة مرة أخرى بطلب لمساعدتهم في حث المواطنين على الالتحاق بالقوات المسلحة لدعمها بالرجال... ولسد النقص الناجم عن عدم رغبة الموطنين في التجنيد أصدرت مرسوماً بتكوين لجنة من أحزاب الأمة والقومي والاتحادي الديموقراطي والجبهة الإسلامية القومية لوضع قانون تنشأ بموجبه قوات للدفاع الشعبي تحت إمرة القوات المسلحة، ولكن للأسف قام انقلاب حزيران 1989 قبل أن تنتهي اللجنة من إجراءاتها، وقامت الجبهة الإسلامية القومية بسرقة الفكرة وتنفيذ المشروع بطريقة جعلت من قوات الدفاع الشعبي قوات موازية للقوات المسلحة وليست تابعة لها. هذا تنفيذ خاطئ لفكرة صائبة.




    التقاطعات السودانية الحالية

    لدى حلول القرن الميلادي الجديد في عام 2000 اشتدت الاستقطابات في السودان حول نقاط التقاطع الآتية:

    أولاً: المشروع الإسلامي الذي جاء به النظام، مع أنه استفز التيارات غير الإسلامية لكنه استفز تيارات إسلامية تتطلع إلى أسلمة أكثر أصولية، هذا النقد من اليمين للتجربة صار حاداً جداً بعد إبرام اتفاقية السلام في 2005.

    كانت التجربة قد واجهت نقداً إسلامياً منذ بدايتها على يد كيان الأنصار، نقداً للانقلاب كوسيلة للأسلمة، ونقداً للمشروع نفسه من زاوية إسلامية، فصار هنالك أكثر من موقف إسلامي. وفي المقابل نشأت تيارات علمانية بعضها متحالف مع الحركة الشعبية وبعضها الآخر ينادي بقومية عربية.

    ثانياً: في السودان عدد من التكوينات الإثنية الثقافية: عربية، وزنجية، وبجاوية، ونوبية، ونوباوية. حول هذا التباين، وبمقدار تبني النظام للعروبة وحماسة الحركة الشعبية ثم حركات دارفور المسلحة للأفريقانية، اشتد صراع الهوية بين العروبة والأفريقانية.

    هناك وعي بالعروبة عنصري ضيق. العروبة مفهوم ثقافي. إنسانية العروبة هي التي جعلت شعوباً كثيرة فارسية وتركية ونوبية تستعرب وتقود المعارف العربية، على نحو ما فعل سيبويه، والبخاري، ومسلم، والطبري، والجاحظ وغيرهم. إن عرب السودان أصيلون في عروبتهم لا يحتاجون شهادة من أحد، ولكن، عليهم فهم عروبتهم في إطارها الإنساني والثقافي وقبول الآخر وإلا خلقوا استقطاباً مدمراً. كذلك إن للعروبة في السودان خصوصية تنبغي مراعاتها. وفي عروبة السودان هجنة. فينبغي أن تتخلى عن أصوليتها المشرقية وتستنطق واقعها الإنساني. لأن جد العرب العدنانيين نفسه، إسماعيل عليه السلام، لم يكن عربياً لأبيه إبراهيم عليه السلام وأمه هاجر. والنبي صلى الله عليه وسلم قال مقولة تنضح إنسانية وتجعل العروبة أمراً متحركاً مكتسباً لا إثنياً جامداً إذ قال: «ليست العربيةُ بأحدكم من أب ولا أمّ، وإنما هي لسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي».

    والحقيقة في هذا المجال أن في العالم العربي وجوداً كبيراً لمجموعات وطنية غير عربية، كالأكراد، والبربر، والتركمان، والزنوج، وغيرهم. وإذا استطاعت النظم الدكتاتورية هضم حقوقهم في الماضي فإن حقوق الإنسان العالمية والثقافية، والتحول الديموقراطي المزمع، تجعل احترام الهويات الثقافية حتمياً.

    ولكن أسوأ ما أفرزه التيار العروبوي الجامد في السودان هو الخطاب العنصري البغيض الذي غمر الساحة الإعلامية بمفردات لا تليق بعد أن وصلت الإنسانية هذا الوعي واجتمعت على لفظ العنصرية. والأسوأ أنها تنطلق من جهات ترفع شعارات إسلامية، والدين الإسلامي واضح بشكل جلي في لفظ العنصرية «دَعُوهَا، فإنها مُنْتِنة» على حد تعبير النبي صلى الله عليه وسلم.

    يقابل التيار العروبوي تيار زنجوي مضاد. الإحساس بوعي أفريقي نما في الأوساط السوداء في منطقة البحر الكاريبي، ثم في الولايات المتحدة، ثم في بريطانيا، وفرنسا. إنه إحساس بهوية مخالفة في بيئة إثنية معادية. هذا الإحساس بانتماء أفريقي يتجاوز أقاليمها وأقطارها وفد إلى القارة من خارجها. وفي أفريقيا تبناه مفكرون ورجال دولة وصاغوه صياغات مختلفة. الصياغة الوافدة من خارج القارة محملة بأعباء التنافر الإثني واللوني. لذلك لم يكن غريباً أن تبنى المفكر السنغالي والسياسي ليوبولد سنغور الفرنسي الثقافة رؤية إثنية زنجوية للأفريقانية سماها الزنجوية NEGRITUDE. هذه الرؤية الإثنية اللونية من شأنها أن تفرق بين سودان أفريقيا وبيضانها. بين شمال القارة وجنوبها. ومن شأنها أن تفرق بين سودان أفريقيا أنفسهم في مدى الطيف اللوني والإثني، لا سيما بين الإثنيات البانتوية والحامية في الساحل الشرقي من أفريقيا وشمالها.

    التركيز على الهوية الإثنية يصيب القارة في أكثر من موقع مثلما عمّق بين التوتسي والهوتو الذي أشعل أواسط القارة بالدم والنار.

    الرؤية الأخرى للأفريقانية ولدت في القارة ولم تفد إليها، وتبناها القادة المؤسسون للفكر الأفريقاني القاري PAN -AFRICAN أمثال كوامي نكروما، ونلسون ما نديلا، وغيرهما. هؤلاء عرفوا الأفريقانية تعريفاً قارياً جغرافياً سياسياً ضم القارة كلها، وانطلق من تحالفات إقليمية مجموعة الدار البيضاء واتجه إلى تكوين منظمة الوحدة الأفريقية.

    الحقيقة التي لا مراء فيها هي: أن الأفريقانية القارية هي أمل القارة، والأفريقانية الإثنية هي ضياع القارة.

    الفهم الزنجوي للأفريقانية ما زالت تتبناه عناصر فكرية وسياسية أفريقية. هذا الفهم من شأنه أن يقوض الوحدة الأفريقية الحالية. وأن يباعد بين دول وشعوب حوض النيل أكثر فأكثر، وهذا القرب أو التباعد ينعكس على استقرار المنطقة وطريقة التعامل مع النزاعات داخلها.

    وما بين العروبة الثقافية والعنصرية، والأفريقانية والزنجوية، فإن التعبير الذي سيسود السودان وأفريقيا على النطاق الأوسع سيترك صداه على مسألة التفكيك والتسبيك، وعلى ضعف العلاقات العربية- الأفريقية أو قوتها، ويمكن السودان أن يكون مثالاً من هذه الناحية، فإما أنه أعطى صوتاً قوياً للتعايش أو عضّد العقلية الاستقطابية.



    لماذا فشلت الحلول؟

    جذور المشاكل المحيطة بالسودان الآن والكامنة في أسباب الاحتراب الحالي هي:

    - الخلل في علاقة الدين بالدولة والدين بالسياسة.

    - خلل في إدارة التنوع الثقافي.

    - عدم التوازن في توزيع الثروة.

    - عدم التوازن في توزيع السلطة.

    - عدم التوازن في علاقات البلاد الإقليمية والدولية.

    ينبغي الاعتراف بأن هذه الأسباب ما زالت ترفد كثيراً من جذور التوتر والاحتراب في السودان.

    كان من الممكن للتفاوض بين النظام السوداني والحركة الشعبية، الذي استمر فترة طويلة (1997- 2005) وانتهى بإبرام اتفاقية 2005، أن يتم عبر منبر قومي وأن يشخص التأزم السوداني تشخيصاً محيطاً به، لكن طرفي الاقتتال كانا حريصين على تفاوض حزبي ثنائي، والأسرة الدولية كانت معنية بوقف الحرب أكثر من بناء السلام.

    اتفاقية السلام لعام 2005م، التي سمت نفسها «اتفاقية السلام الشامل»، ادعت هذه التسمية من دون وجه حق، فقد علقت الاتفاق على ثلاث مناطق هي: أبيي، وجنوب كردفان، وجنوب النيل الأزرق، وتركت الحرب الأهلية في الجبهات الغربية والشرقية مستمرة، واتخذت الاتفاقية مفهوماً ضيقاً للثروة هو اقتسام عائد نفط الجنوب، مع أن مفهوم الثروة أوسع كثيراً من ذلك، ويشمل الاستثمار الزراعي والصناعي، والخدمات الاجتماعية والموارد المائية، والخدمات المصرفية. اتفاقية السلام الشامل كانت محاصصة بين المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية في السلطة المركزية، والسلطة اللامركزية، والمؤسسات المسلحة واقتسام عائدات نفط الجنوب، ولم تهتم بجبهات القتال الأخرى بل، بما أنها وضعت هيكلاً يقسم السلطة والثروة على حزبي التفاوض، أي على اثنين، حالت دون أي قسمة أخرى، وبالتالي وضعت سقوفاً صارت حجر عثرة في تحقيق اتفاقيات سلام لاحقة، كما أن الاتفاقية حصرت النصوص الدستورية في مطالب الحزبين، مانعة توسيع نصوص الدستور أن تشمل حقوقاً دستورية لآخرين.

    بثمارها تعرفونها، كما قال السيد المسيح عليه السلام. اتفاقية السلام 2005 وضعت لنفسها عدداً من الأهداف، أهمها: أن تجعل الوحدة بين الشمال والجنوب جاذبة، وأن تحقق السلام الشامل في البلاد، وأن تحقق تحولاً ديموقراطياً وعد به الباب الثاني في الدستور الذي استصحب مواثيق حقوق الإنسان الدولية. ولكن:

    أضاعت الوحدة الجاذبة ثلاثة عوامل، هي: تقسيم البلاد على أساس ديني، وحصر قسمة الثروة في إعطاء الجنوب 50 في المئة من عائدات نفطه، ما صار من حوافز الانفصال للاستئثار بكل عائدات نفطه، وحصر ملكية الاتفاقية في حزبين هما على طرفي النقيض من مسألة الهوية، لذلك صوَّت أهل الجنوب بنسبة 98 في المئة لمصلحة الانفصال.

    دار الحياة

    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-153541.htmhttp://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-153541.htm
                  

10-07-2014, 05:37 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: أنور أدم)



    علي الجميع ان يجد تقسيرا لما قاله برمة و بما خطه المهدي

                  

10-07-2014, 06:30 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: أنور أدم)

    اللواء فضل الله برمـة ناصر لم يأت بجديد، وإنما أعاد تبرير السيـد الصادق لتسليح المراحيل والذى لا يمسك مــاء

    الصادق زمان قال القبائل ختتهم (الحكومة) أمام ثلاث خيارات هى بحذافيرها التى عددها سعادة فضل الله.. إما الحماية وإما التسليح وإما فإنهم سوف ينضمون للطرف القوى
    فكأنما تم تأليف هذه الشروط فى المطبخ القيادى لحزب الأمة.
    ولقد كانت حرب اهلية وليست عصابات نهب مسلح وصعاليق المدينة حتى يتم تسليحهم.. ولقد إعترف الصادق وتبعه سعادة اللواء فى اللإعتراف بفشلهم وعجزهم عن حماية
    المواطنين .. ولو كانا مسؤولان يحترمان نفسيهما لأستقال الصادق من رئاسة حكومة أعلنت انها لا تستطيع حماية مواطنيها، ولأستقال سعادة اللواء لفشل الجيش الذى يتربع
    على قيادته عن حماية الشعب.
    ولا أحد يشترى التعليل المعلول الذى يقول ان الجيش كان مشغولا بالحرب فى جبهات كثيرة.. وهـذا يدل على غياب السياسة وعلى غياب اللإستراتيجية وعلى غياب التكتيك؟
    فإن المبدأ الأساسى هو حماية ارواح المواطنين، ولا يمكن لحكومة محترمة أن تضع هذه المهمة ضمن مسؤوليات المواطن الذى تأخذ منه كل أنواع الضرائب والجبايات بدعوى
    حمايته.. وكانت مسؤولية الصادق هى أن يكون محور سياسته سلامـة المواطن قبل هزيمة الحركة الشعبيـة. كبار فى السن، صبيـة فى الأفكار..
    لم يأخذوا العبرة من السيرة النبوية وفى صلح الحديبية حين اشترى النبى سلامة المسلمين بالتوقيع على إتفاقية كانت مهينة ومذلة لأبعد حد، وهـذه كانت بنودها:

    1ــ وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض .

    2 ــ أن من آمن وأتى النبي صلى الله عليه وسلم دون إذن وليه رده ، ومن أتى قريشاً ممن كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يردوه عليه .

    3 ــ أن بينهم عيبة مكفوة .

    4 ــ أنه لا إسلال ( لا سرقة ) ولا إغلال ( لا خيانة ) .

    5 ــ أن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .

    6 ــ أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عن مكة عامه ذاك فلا يدخلها .

    7 ــ أن تخرج قريش عن النبي صلى الله عليه وسلم في العام القابل عن الحرم فيعتمر ويدخل مكة بأصحابه .

    8 ــ أن لا يكون معه في دخوله مكة غير سلاح الراكب وتكون السيوف في القرب .

    9 ــ أن لا يخرج من مكة بأحد من أهلها إن أراد أن يتبعه .

    10 ــ أن لا يمنع أحدا من أصحابه إن أراد البقاء بمكة والإقامة فيها .

    وقد تعجب بعض الصحابة من تلك الشروط حتى قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا.

    ولغياب الإستراتيجية السليمة هزمهم قرنق فى المجال العسكرى الذى تذرعوا به فى عدم مقدرتهم لحماية المواطنين.. فلا يمكن ان تضع العربة امام الحصان ثم تنتظر ان تصل مقصــداً
                  

10-07-2014, 06:42 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: Abureesh)

    احي ابوالريش

    كل عام و انتم بخير

    و كما قلت:





    Quote: اللواء فضل الله برمـة ناصر لم يأت بجديد، وإنما أعاد تبرير السيـد الصادق لتسليح المراحيل والذى لا يمسك مــاء



    يا ريت كان قدر يبرر.... حديث برمة ناصر عبارة عن تسميع لحديث رئيسه......

                  

10-07-2014, 09:11 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: أنور أدم)

                  

10-07-2014, 12:28 PM

وائل حمزه الزبير
<aوائل حمزه الزبير
تاريخ التسجيل: 07-04-2014
مجموع المشاركات: 1769

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: Kostawi)

    Quote: درشكم درش لما ريحتكم بقت طير طير.

    بريمة والله أبصم بالعشرة
                  

10-08-2014, 00:32 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: وائل حمزه الزبير)

    Thank you everyone for your input, its greatly appreciated

    Should be back later


    K

    (عدل بواسطة Kostawi on 10-08-2014, 01:07 AM)

                  

10-09-2014, 02:08 AM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: Kostawi)

    Dear Kostawi,
    Thank you for this post.
    I will get back to
    Regards
                  

10-09-2014, 09:43 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: Khalid Kodi)

    شكراً كوستاوي!
    وأهمية هذا البوست، وأهمية سؤال الأخ خالد كودي، وجواب اللواء فضل الله برمة ناصر،
    يتمثل في إرساء قاعدة للتفاهم الموضوعي بين جميع أبناء االوطن،
    حول مختلف القضايا الحسّاسة!
                  

10-09-2014, 11:20 AM

حماد الطاهر عبدالله
<aحماد الطاهر عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 2159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: تسليح القبائل و قوات المراحيل

    الناس تمسك كلام وتردد فيه بلا فهم.
    الأسلحة المتواجدة لدي القبائل في بداية السبعينيات (أي زمن المرحوم نميري)، لم تكن بيد البوليس أو الجيش السوداني،
    وكان مصدر تلك الأسلحة حرب مثلث أوزو بدولة تشاد، تسلحت القبائل الحدودية من قرعان وزغاوة وعرب أبالة، وبالتالي تغيرت
    معادلة الحروب التقليدية السابقة، وتغيرت معاملة القوات النظامية. هذا لا يمنع بأنه أصلا لدى القبائل أسلحتها، والتي تطورت
    نوعيا وتدريجيا، فملاك الأنعام يحرسون أنعامهم بأسلحتهم، والسلاح كان بأيدي العقلاء من الناس بداية ثم كثر فأمتلكه رعاع الناس
    فظهر النهب المسلح، والمراحيل، وما تبعه من حروب بلا هوية... عندك كلاش تاكل بلاش، والقبائل التي قبلت التسليح من الحكومة سواء
    أن كان في عهد السيد الصادق أو المشير عمر البشير، إنما قبلت إضطرارا لكون الحكومة عجزت عن تأمين الحد الأدني من الأمن للناس
    والبضائع أي حركة السوق ( أم دورور)، وبالتالي إمتلاك السلاح لا يحتاج لتبرير من أي كان وإنماأمر واقع فرض نفسه، وأتحدي أيا من
    هؤلاء ( المثقفاتيه) أن يخرج ( للخلاء) بدون سلاح أو بدون من يحرسه، ولو سلم بعد ذلك فليحمد الله.
                  

10-09-2014, 12:26 PM

Abdalla Teia
<aAbdalla Teia
تاريخ التسجيل: 04-02-2012
مجموع المشاركات: 235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسليح القبائل و قوات المراحيل - البروفيسور خالد كودي vs اللواء فضل الله برمة ناصر (Video) (Re: حماد الطاهر عبدالله)

    شكرا كستاوى على هذا البوست الهام.
    كانت المداخلات جيدة ولكن حاول فضل برمة وكعادة حزب الامة الالتفاف على الحقائق الواضحة. رغم ضبابة موقف حزب الامة فى جملة من القضاية.
    فمثلا عندما يتحدث الناس عن علمانية الدولة يقولوا ليك دولة المواطنة وحتى الان ما فسروا للناس دولة المواطنة دى شنو.
    ثانيا فضل برمة انكر تسليحه للقبائل العربية وهذا كلام غير صحيح . فاذا ارادة فضل برمة معرفة ذلك فاليذهب الى جبال النوبة ويطلب
    من اى قبيلة نوبية ان يغنى له اغانى من الثمانينات ابان فترة حكم حزب الامة سوف يجد جلها يتحدث عن هذا التسليح بل ان شخصه
    وهو تعبير شعبى للانسان البسيط حول ما يدور حوله من احداث .فلماذا لوى عنق الحقيقة ( الله فعلا الشينة منكورة ). فحزب الامة لا يرجى منه شى رغم ما قامة به من اتفاق مع الجبهة الثورية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de