الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-04-2014, 01:24 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت


    خديجة صفوت


    الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية

    أكانت اخر الثورات السودانية في الزمن الضائع للرأسمالية الصناعية

    الجزء الأول:

    مهداة الى الصديق العزيز دكتور محمد محمود الذى يحمل عبء اخراج كتاب بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة اكتوبر 1964 وله العتبى إن لم اشارك – وكنت قد هممت – في عمله الجليل لأسباب يعرفها.


    اقارب في هذه المجادلة – بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة اكتوبر 1964 السودانية – ما قد يهم بعض الشباب اكثر من غيرهم. وقياسا اكتب لأتعين على تبليغ القارئ ولو شيئا واحدا جديدا فعلا وحقا لا يتعين البعض على قوله. ولا استكثر على القارئ الجهد الذى تتطلبه مثل هذه المحاولة مثلما يتباهى بعضهم بأنه "لا يجهد ذهنه" وهو لا يفقه انه بمثل ذلك التباهي يؤكد انه خالي ذهن ان لم يكن اسوا؟ هي إذن مهداة الى نرجسي خالي ذهن!

    تمهيد أثمة قوى فائقة تستبق تباعا كل فكر وفعل ثوري؟

    يعتقد البعض ان ثورة 1964 قابلة لان يعاد انتاجها، رغم انها لم تفعل سوى ان اعادت النظام الى ما كان عليه قبل الانقلاب العسكري الاول 1958 مثلها مثل معظم الانتفاضات المسماة شرقية على مر التاريخ غير المكتوب. ذلك ان العالم اليوم تتنازعه قوتان قوة رأس المال المالي الصيهونية العالمية- القيامية وحليفها او إمامها وما بين يديها الصهيونية القبلية من ناحية، ومن ناحية اخرى قوة شعوب العالم وقد وعت الاخيرة ما يحاك لها وما يحيق بمعظمها تباعا فراحت تنظم نفسها فى حركات رقمية مكافئة لحركة المال والصهيونية العالمية القبلية، في تضامنات عالمية تستقطب كل من اهتدي الى/ وتمكن من/ قوة الثورة المعلوماتية وافاد من وسائل التواصل الاجتماعي تكريسا لوعي تضامني عالمي. وقد بات ذلك الوعي يقض مضجع تنويعات الصهاينة في كل مكان فراحوا يتعينون على مواجهة الحركات الشعبية والوعي الشعبي خاصة، بكل ما اوتيت الصهيونية بأنواعها من نفوذ وسلطة، الى تكنولوجيا تزييف الحقائق، واعلام يتربص بالشعوب الدوائر، وقوة القوانين وصولا الى استخدام أعتى واكثر انواع السلاح تحريما كما فى غزة-فلسطين.

    قياسات معاصرة على الثورات الشعبية:

    اذا كانت انتفاضة اكتوبر 1964 قد عبرت عن نفسها عشية الزمن الضائع للرأسمالية السلعية –الوطنية بهذا الوصف – لحساب رأس المالي المالي – الصهيونية القبلية والعالمية القيامية سوى اننا لا نعدم قياسا عليها فيما حاق بالثورة الاسكتلندية على هيمنة انجلترا التي كانت قد جسمت فوق صدر الاهالي الاصليين من شعوب الجزر البريطانية على مر التاريخ. هذا من المفيد تذكر ان اسكتلندا وانجلترا لم تتحدا حتى 1604 بعد حروب دامية، واغتيال زعماء اسكتلندا الشعبيين وامراء وملوك وملكات اسكتلندا، بمغبة التنافس على عرش انجلترا. والاهم جراء الصراع حول الموارد تباعا كما يحدث تباعا حول نفط بحر الشمال.

    ويلاحظ الناس كيف روّعت محاولة اسكتلندا للاستقلال عن المملكة المتحدة على مدى شهري اغسطس وسبتمبر وصولا الى الاقتراع على الاستفتاء الخميس 18 سبتمبر 2014 ونتائجه الجمعة 19 سبتمبر 2014. هذا فان لم ينذر استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة باحتمال تأميم نفط بحر الشمال وحسب، ناهيك عن الخطر على اقتصاد الاخيرة، فان استقلال اسكتلندا اسلم مدينة لندنThe city of London مدينة الرأسمالية المالية الصهيونة العالمية – يثرب الثانية – بامتياز لأعراض اضطراب عظيم مثلها مثل اسواق المال – البورصة - التي سرعان ما انخفضت اسعار الاسهم والسندات واوراق المال فيها ابان حملة الاستفتاء على الاستقلال، الا ان اسواق المال ما انفكت ان تنفست الصعداء، بمعنى ارتفاع قيمة الاسهم والسندات والاوراق المالية مباشرة بعد ظهور النتيجة لحساب الوحدويين.

    فحتى الملكة شهقت متغنجة she purred حسب زلة لسان ديفيد كاميرون – وذلك لحظة ان اطلعها ديفيد كاميرون بفوز الوحدويين، فالملكة تجلس فوق عرش تؤلف رواسب الامبراطورية من مستعمراته ومحمياته 21 مستعمرة ومحمية. وكان الهلع قد عبر عن نفسه في درجة الترويع الذي تعرض لها المنادين بالانفصال عن بريطانيا. فقد احتشد الساسة والمفكرين والفنانين والكتاب ومشاهير لاعبي كرة القدم وفاض الاعلام يوميا بالتحليلات المهددة بالويل والثبور، وعظائم الامور، وبمغبة الكوارث والنوازل التي ستحيق بالاسكتلندين إن استقلوا عن انجلترا. ولعل من تابع ذلك السجال العنيف يكون قد لاحظ ان التهديد والوعيد انصب اكثر ما انصب صراحة وقبل كل شيء وبعده حول التداعيات المالية المتوقعة، ابتداءا بسعر الفائدة وقيمة الاسترلينى دون التركيز – تقصدا - على ما هو اشد هولا من وجهة نظر الرأسمالية المالية خاصة - الصهيونية العالمية القيامية بالنتيجة - وهو احتمال تأميم النفط او/و جراء توقع مشروع اسكتلندا الوطني الاشتراكي بامتياز.

    وكأننا كنا بسبيل ما كان وراء اندلاع الحرب العالمية الثانية - التي لم تكن سوى تزويق الصراع بين رأس المال المالي ورأس المال السلعي - على انه دفاع عن الديمقراطية في مواجهة النازية والفاشية تكاذبا. فقد رحلت اموال وذهب وتحف العديد من الاوربيين وبخاصة صهاينة المانيا وغيرها، عشية الحرب وابانها الى امريكا، مما انتج مصرفا تمأسس فوقه البريتون وودز في 1944 ثم البنك الدولي فبداية العبودية العامة للحكام وشعوبهم فى كل مكان. مما باتت معه اي حركة شعبية بمثابة تجديف بحق رأس المال المالي وبحق الاقليات الاوليجاركيات - الصهاينة بأنواعهم في كل مكان. المهم لم تندلع حرب جراء محاولة اسكتلندا الانفصال عن بريطانيا، وانما تعين رأس المال المالي – الصهيونية العالمية باساليب "ديمقراطية وازنة على احلال المطلوب دون عنف يذكر.

    وقياسا لم يجرؤ احد على النطق باسم مغبة انفصال اسكوتلندا صراحة الا بعد اعلان النتائج، التي كان للوحدويين فيها 55% والاستقلاليين 45%. وحيث جاءت النتيجة "حاسمة" بمعني انها لم تكن حرية يان تدعو الى الشك (مثلا) ولا الي المطالبة بإعادة عد الاصوات. الا ان البعض سرعان ما راح يلمز الى امكانية التلاعب في النتيجة الحاسمة تلك جراء استخدام ماكينات رقمية لعد الأصوت. وتمكن برمجة تلك الماكينات من التأكد من حصول النتيجة المطلوبة لحساب الوحدويين. وكانت تلك الوسيلة قد استخدمت ابان منافسة جورج ووكر بوش الابنGeorge Walker Bush وال جورAl Gore في الانتخابات الرئاسية لعام 2000 حيث فاز الاول، سوى ان الديمقراطيين طعنوا في نتيجة فزر اصوات ناخبي فلوريدا الخ وقد انتهت المشكلة بان منح ال جور منصبا عالميا، هو سفير التغيير المناخي العالمي، وخصصت له طائرة وميزانية الخ ثمنا لسكوته فلا يثير مشاكلا. وكذلك استخدمت نفس الماكينات الرقمية في فرز اصوات الناخبين فى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية لجورج بوش الابن امام جون بوزمان كيرى Bonesman Kerry John عام 2004. فقد برمجت ماكينة فرز الاصوات فاختلف عدد اصوات ناخبي فلوريدا واوهايو الا ان الامر انتهى هذه المرة ايضا بانسحاب كيرى(2).

    المهم فورا فقد هزم مشروع اسكتلندا مرة واحدة والى وقت طويل. ومع ذلك انهال بالمقابل الثناء على والاعجاب بقدرات اليكس سالموند Alex Salmond الوزير الاسكتلندي الاول الذى قاد حركة الاستفتاء على مدى اكثر من 5 سنوات.
    فقد اتضح – الان وبعد ان هزم سالموند ومشروعه -فراح المقبرة اصبحت في فمه سكرة - اتضح بصورة واسعة كيف كان اليكس سالموند "عبقريا". ومن المفيد تذكر ان سالموند تمكن من ان يجعل من حزب اسكتلندا الوطني في اقل من عشر سنوات حزبا يعتد به، مما سيجعل له دورا هاما في السياسة البريطانية، كما سيؤثر الحزب بعمق على الاحزاب البريطانية بعد ان كان الحزب محض جماعة ضاغطة Pressure Group ومن المؤكد ان الحركة الشعبية لاستقلال اسكتلندا بمبادرة وقيادة اليكس سالموند رئيس الحزب الوطني الاسكتلندي The Scottish National Party (SNP) افرزت ظاهرة افزعت الرأسمالية المالية -الصهيونية العالمية - القيامية الخ. ذلك ان الشعب الاسكتلندي يسبق جميع الاحزاب والساسة.
    فقد بات معظم الاخيرين سلعة للبيع في سوق المال مثله مثل السلع المالية Financial Products اي اسهم والسندات والاوراق المالية المطروحة في سوق المال للبيع والشراء. وقياسا راح بعض المحللين يجأرون متحرجين بان "على الساسة والاحزاب أن يعيدوا النظر في وضعهم وبرامجهم". ولا يقل ذلك عن انذار ينخلع له قلب الصهاينة في كل مكان. فما بالك بالحركات الشعبية في الهوامش التي ليس لها سوى ان تأكل الهواء؟

    ..للموضوع بقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
                  

10-04-2014, 05:28 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)



    الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية
    أكانت اخر الثورات السودانية في الزمن الضائع للرأسمالية الصناعية

    *الجزء الثاني:

    تقديم:

    الثورات الشعبية بين الركانات الرأسمالية السلعية - الصناعية تعيد انتاج المجتمع الى ما كان عليه قبل كل ازمة منوالية من ازمات الرأسمالية الدورية، كما كانت قياسا تقيض اعادة انتاج مجتمعات الهوامش على ما كانت عليه قبل كل ازمة شرقية تتصل بالوراثات العسرة، والصراعات بين الدوائر العليا للحكام الشرقيين، أو من هم في مصافهم. فحتى الاعتقاد بان الانتفاضات الشعبية التي كانت تندلع ابان هيمنة الرساميل السلعية الصناعية الدولية الوجيزة - ان الاعتقاد بان الانتفاضة الشعبية في المجتمعات الغنية وبخاصة المفتقرة للحرية بان تعيد انتاج النظام الى ما كان عليه، ناهيك عن ان تنشأ به صاعدا الى اعلى. لم يكن اعتقادا قابلا للأثبات دائما او ان نتائج موضوعية بصورة كافية حرية بان تدلل على ذلك(3). ومن المفيد تذكر انه عندما فشلت البرجوازية الصناعية في ثلاثينات القرن العشرين في اعادة انتاج المجتمع الايطالي بتراتباته البرجوازية الصناعية، بان احتل العمال الطليان المصانع، وكادوا يستولون على السلطة انتفضت اوروبا الغربية ومعها امريكا لذلك الحدث ولم يغمض لكلاهما جفن حتى احبط استيلاء الطبقة الايطالية العاملة على السلطة.(4)

    المهم فورا وقياسا فان الرأسمالية المالية التي تراكم ببيع المال كسلعة وبصناعة السلاح والحروب حرية بألا تعيد انتاج المجتمع الى ما كان عليه، جراء ازماتها المتلاحقة وانفجار فقاعاتها المالية الفصلية Bust of its seasonal bubbles بصورة غير مسبوقة. فطبيعة تلك الازمات والفقاعات غير الطبيعية باتت تباعا من اهم خصائص الرأسمالية المالية. هذا فان لا تعيد الرأسمالية المالية - الصهيونية العالمية القيامية انتاج المجتمعات المتبروبوليتانية فهي بالأحرى عاجزة عن خلق شرط اعادة انتاج مجتمعات الهوامش، بل قد تخلق شرط نكوصها الى عوالم سفلية او الى مجتمعات العصر الحجري، بكل من الحروب واذعان تلك المجتمعات لصفقات سلاح، قد لا يستخدمونه مثلما تفعل دول الخليج والسعودية. وذلك فان تتواطأ الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية - جراء المراكمة ببيع المال كسلعة وصناعة السلاح وبالديون الفردية والسيادية - على إرغام تلك المجتمعات على خدمة الديون في عبودية لا متناهية للبنك الدولي وغيره من الدائنين، فإن ذلك حريا بدوره ان يخصم على شعوب تلك المجتمعات. وقياسا يتفاقم افقار تلك الشعوب، وانما تعاقب كل دولة لا تستدين، مثلما حدث للعراق وليبيا ويحدث لسوريا تباعا.

    ذلك انه ان لا تملك الدول ديونا خارجية وهي الى تملك الى ذلك رساميل سلعية وطنية معتبرة فان ذلك من شأنه ان يضعها خارج سيطرة وحظيرة رأس المال المالي - الصهيونية العالمية القيامية. اي ان تلك الدول غير قابلة لان تملي عليها شروط البنك الدولي والصندوق، بوصفها عبيد يملى عليهم ما تشاء الرأسمالية المالية الخ، في كل وقت فتسوقهم في حروب وترغمهم على التسلح والى التحالف وراء مشاريع الصهيونية العالمية القيامية التوسعية مثل اجتياح العراق، وتطبيق الفصل السابع في ليبيا، وحماية المدنيين في كوسفو، والحرب على الارهاب كما في العراق مجددا وفي سوريا إن امكن.

    ومع ذلك فمن المفيد تذكر ان محاولة اجتياح العراق مجددا، بذريعة ضرب داعش تبيت النية على تصفية حسابات الرأسمالية المالية الصهيونية القبلية مع سوريا، بغاية تغيير النظام تحت مظلة مكافحة الارهاب. ان تلك الاحبولة اذ لا تصمد لسند قانوني، فإنها تضع الرأسمالية المالية امام شعوب باتت شديدة الحساسية وعميقة الوعي لما يحاك لها. فان لم تجتح بريطانيا ايرلندا الشمالية بذريعة ان الجيش الجمهوري الايرلندي Irish Republican Army (IRA) كان يحتمي بايرلندا الشمالية، فما هو تبرير المجتمع الدولي في التواطؤ بغاية احتياح سوريا؟ وحيث تقف هذه الظواهر الرأسمالية المالية الخ عارية من ورقة التوت امام الشعوب، فان الاولي تمتلئ ضغينة على الشعوب، وما تنفك تتربض بها الدوائر. وهذه واحدة من الامور بالغة الاهمية التي ينبغي على الشرفاء والثوار التنبه إليها جيدا، في اي محاولة للخروج في مواجه الحكام المحليين، ومعظمهم يحتمى بواحدة او اخرى من الاوليجاركيات المالية العولمية ان لم يكن اكثر.

    هذا وكانت مصادرة امكانات تلك المجتمعات التنموية والنشوئية بمغبة الحروب المدمرة فيما تخلق شرط افقار تلك الشعوب ماديا وغير مادي فلا يعودون يملكون القدرة على التفكير في/ والتنظيم من اجل/ تغيير واقعهم. فان تلك الحالة تضعف العلاقة بين الحكام والمحكومين مجددا او- و فان عجز الشعوب عن التفكير والتنظيم غالبا ما يكون وظيفة ضعف هذه العلاقة، بخاصة على عهد الرأسمالية المالية. ذلك انه ان كانت يوما ثمة علاقة بين الحكام وشعوبهم، الا ان الحكام باتوا تحت هيمنة راس المال المالي وخطابه واجندته يتطيرون من شعوبهم، وفي خشية دائمة من الاخيرين، مما يدفعهم الى الانخراط في حماية أنفسهم من شعوبهم.

    للموضوع بقيـــــــــــــــــــــــــــــة
                  

10-06-2014, 08:35 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)

    الجزء الثالث:

    هل تعيد الثوارت السودانية النظام الى ما كان عليه؟

    أ- الى الشباب فهم ما بقى لنا:

    كان احد الشباب الناهض قد سألني ماذا عسانا نفعل. ولم اجد ما اقول. ولعل جانبا من هذه المجادلة قد يلقي بعضا من الضوء على ما قد يتعين علينا جميعا عمله فيما يصار اليه السودان والعالم تباعا. وقياسا تحاول هذه المجادلة موضعة انتفاضة 1964 في سياقها المحلي والاقليمي والعالمي. تحاول فهم ما حاق بها مرة، مما قد يساعد ولو نسبيا في الرد على السؤال. ومرة اخرى بغاية استبصار ما اذا كانت ثورة اكتوبر 1964 قابلة للتكرار، اي اعادة انتاجها؛ ومرة ثالثة تأمل ما من شأنه ان يساعد على ادراك الموانع والمحاذير التي تضعها كل من القوى المحلية والاقليمية والعالمية- القيامية امام مسعى الحركة الشعبية للانتفاض على الحاكم، فعلى القوى التي تسنده اقليميا ودوليا. ومرة رابعه اجادل ان معظم من يتصورون مثل ذلك الامر وهو امر شائع بعد، ينسون ان الرأسمالية قد تحوّرت منذ ما بين الحربين العالميتين، بصورة لا يمكن معها بدون محاولة تفهم تلك التحولات والتحورات الوصول الى خلاصة مجدية حقا. وهذا امر بالغ الاهمية. والى ذلك فليس من السهل، بل ازعم انه من غير الممكن، وضع تلك الحركات في سلة واحدة. ومع ذلك فان كان ثمة قياس بشأن عموميات تلك الظواهر الا انه ينبغي مع ذلك قراءة كل حالة منفردة قائمة بذاتها، ولكن في سياق ما حولها وما بين يديها.

    فهل تعيد الثورات السودانية النظام الى ما كان عليه؟ ام الى ما هو ادنى منه و-او نكوص عليه؟ ولماذا؟(5) وهل كان سفر تكوين انتفاء شرط النشوء وظيفة a function of او بمغبة التدافع الأوربي الغربي واسرائيل خاصة نحو السودان؟ كيف يُستلهم (مبنى للمجهول) فكر يخدم القهر والاستلاب، بوصفه فكر للتحرر والثورة؟ أليست أفكار وسردية الذين يخضعون من عداهم أفكار وسردية القهر؟ أليست البني الفوقية والقانون، والفن ان وجد، ولغة الحكام والغزاة والفاتحين والمستعمرين والنخب التي تتشارك واسيادها فائض انتاج المجاميع المتضورة للخبز والحرية أليست هذه كلها افكار وسردية الاستبداد؟ الم تتحور الافكار واللغة اي لغة الاخيرين وقد اخترقت اللغة مزوقات ومجاز وتقية، فصارت اللغة تنطق بهذا الوصف بما لا تعنى، كما تصادر النطق بالحقيقة؟ كيف يأخذ المخضعون عن فكر ويصدقون سردية من يُخضِعونهم ويقهرونهم؟ فهل قيضت ثورة اكتوبر لنا أدبا للفكر السياسي السوداني، او حتى فرضية تذكر او تنسى الا ما خلا تسميع معظمنا لمقرراتنا المدرسية، بإعادة انتاج الفكر الغربي بلا انتقاء؟ من اجل الاجابة على بعض الاسئلة اعلاه وغيرها ساحاول اعادة قراءة بعضا من تاريخ السودان الرسمي المشبوه Suspect official history مثله مثل كافة التاريخ الرسمي.

    للموضوع بقيـــــــــــــــــــــــة...
                  

10-07-2014, 06:16 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)



    الجزء الرابع:

    ب- احبولة الزمن الجميل وكيمياء الثورة

    تعاصرت كيمياء ثورة اكتوبر 1964 وما يسميه البعص بالزمن الجميل. واجادل ان الزمن الجميل كان تعبيرا عن الزمن الضائع للبرجوازية الصناعية اي الرأسمالية السلعية. هذا وكان الزمن الجميل كمثل تدفق النبع غزيرا قبل ان يغيض. فان كانت قد سبقت انتفاضة 1964 حركات الكفاح المسلح وحركات شعبية منها حركات التحرر الوطني في افريقيا وآسيا، ومنها ما كان تعبيرا موضوعيا عما تمثل فى حركات مشبوهة مثل الثورة الجنسية، وحركة النسوية الغربية الاصولية المغالية واعرفها بالنسووقراط، وقد تعينت الأخيرات على احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع الطبقي، خصما على الطبقة العاملة فى كل مكان، تيسيرا لعلاقات الانتاج العبودية نيابة عن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية القيامية التي راحت تتمأسس فوق تلك العلاقات في كل مكان. كما تصاحبت انتفاضة اكتوبر وحركات تاريخية مثل ثورة الطلاب فى أوروبا وأمريكا في 1968.

    وازعم ان حاصل جمع تلك الحركات كان مقدمة نكوص الرأسمالية السلعية مرة واحدة والى الابد. كما تصاحبت تلك الحركات وارتهان الدول القومية بما سمي الديون السيادية Sovereign Debts مما لم ينفك بدوره ان استعبد معظم الشعوب في درجات المقياس. ذلك انه فيما كان السودان-و مصر- يمتلكان فائض موازنة معتبر حتى بداية السبعينات، الا انهما لم تنفكا كغيرهما من الدول التي كانت تسمى نامية وقتها، ان باتتا مدينتين على نحو تركهما وقد شارفتا على فقدان السيادة واستقلال القرار. ذلك ان البنك الدولي، وقد تيسرت لديه رساميل غب ما سمى ثورة النفط فى 1973 ولم يكن يجد ما يفعله بها، فقد راح يغوى الدول بالاستدانة بسعر فائدة منخفض. ولم تلبث الاخيرة ان سقطت تحت رحمة رأس المال المالي الذى كان قد احتل مكان البرجوازية الصناعية - الرأسمالية السلعية الموصوفة في مكان اخر.

    وقياسا فقد خصم صعود نفوذ وسيادة الرأسمالية المالية Finance capitalism للعالم على ما عداها، بصورة غير مسبوقة، رغم وربما بسبب ادوات الانتاج عالية التقنية بصورة غير مسبوقة. فقد انتشر حلول علاقات انتاج تشارف العبودية كما ذكرنا.
    واجادل ان تلك الظواهر يسرت اغماض العين عن علاقات الانتاج السابقة على الرأسمالية السلعية، في امتدادات هوامش المتروبوليتانات الغربية وغيرها. كما ازعم ان الرأسمالية المالية دللت على انها حرية بان تتمأسس فوق علاقات ادنى من علاقات العمل الرأسمالية الصناعية في كل مكان في المقياس المدرج بسمسرة النسووقراط. ومن المفيد تذكر ان علاقات الانتاج الموصوفة اعلاه لم تكن غريبة على معظم مجتمعات الهوامش، وبخاصة تلك التي عرفها ماركس بعلاقات انتاح وملكية نمط الانتاج الاسيوي او الشرقي.

    ....للموضوع بقيــــــــــــــــــــــــــة.............
                  

10-08-2014, 08:08 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)

    الجزء الخامس:

    حصار الثورة المحلي:

    أ- الحزبان الكبيران بزعاىة سيدين طائفيين:

    خرج الشعب السوداني- على عادته في كل مرة ثائرا على النظام - العسكري الاول 1958- في الاسبوع الاخير من اكتوبر 1964. واستمرت المظاهرات حتى سقطت الواجهة العسكرية للنظام فيما لم يسقط وضع الاشياء الذى كان قد أدى في المحل الاول الى الانقلاب العسكري. فقد بقي ذلك الوضع يحاصر كل حكومة من بعد. وينذر بإعادة انتاج ما كان عليه النظام قبل الازمة. ذلك ان الحزبين الكبيرين اللذين كان الاستعمار قد انشأهما وكرسهما: واحد بالتجارة مع مصر، واخر بزراعة محاصيل نقدية وقمح من اجل قوات الحلفاء، فيما بين الحربين العالميتين الخ. كان الحزبين الكبيرين قد بقيا يقومان، مقام نظائرهما الانجلوساكسونيين والانجلوأمريكيين وغيرهما منذ "حزبي الملك" فحزبي الرأسمالية تباعا(6). ولعل مبدأ الحزبين الكبيرين ما كان ليختلف في كل مكان من يومها، الا في تفاصيل التفاصيل، فيما لا يسمح الحزبان بحزب ثالث منوط بالاستيلاء على السلطة بالمعنى الموضوعي، الا ما خلا سلطة مؤقتة مستهدفة ما تنفك تسلم الى انقلاب عنيف على والى اعدام القائمين عليه كما في كل مرة.

    هذا ومن المفيد ملاحظة انه ان كانت تنويعات الحزبين الغربيين الكبيريين قد بقيا في افضل الاحوال - حتى ما بين الحربين - تعبيرا مستحبا عن الديمقراطية الليبرالية البرلمانية وتنويعاتها، التي كانت تصدر عن اعادة انتاج المجتمع بتراتباته الطبقية، لحساب رأس المال السلعي الصناعي او–و التجاري في كل مكان في المقياس المدرج Scale of gradation، الا انه من المفيد تذكر ان الديمقراطية الليبرالية بهذا الوصف ما انفكت ان اخلت مكانها او الاحرى تحورت Mutated الى ديمقراطية ما بعد ليبرالية، او ليبرالية جديدة. وقياسا فقد راحت سلطة اوليجاركيات أي اقليات اسراتية مالية تتمأس فوق الديموقراطية ما بعد الليبرالية في كل مكان، رغم الحزبين الكبيرين او بالاحرى بسببهما.
    ولك ان تلاحظ(ي) ان اول تقرير رسمي علمي امريكي نشر في الاسبوع الثاني من مايو 2014 اكد ان امريكا التي تتزعم وتعمل على فرض مفهوم الحربين الكبيرين، وتشعل حروبا من اجل الديمقراطية، ان امريكا تحكمها شرعا نخب اوليجاركية اي اقلية مالية بامتياز. ويعنى ذلك ان الفرد الامريكي متوسط الحال او الفرد المسمى عادي، وقد بات اقل من ذلك بكثير، بل شوهه الافقار المنظم ماديا ومعنويا وتنظيميا، بات ذلك الفرد لا يملك بهذا الوصف نفوذا يزيد عن الصفر، ومع ذلك تجأر الاقليات الاوليجاركية ان الرأسمالية هي افضل نظام يعمل من اجل الفرد !!.

    وقياسا كان الحزب الواحد في السودان يقوم غالبا وبخاصة ابان الحكومات العسكرية التي حكمت لاكثر من 40 عاما من عمر الاستقلال – كان يقوم مقام الحزبين الكبيرين وفوق رأسيهما، كما بات واضحا منذ اولا انقلاب عسكري في 1958. ولم تنفك ثقافة الاحزاب الانقلابية ان تكرست فباتت القاعدة وليس الاستثناء. وقياسا لم يزد الحزب الواحد في السودان ولم يقل عن حاصل جمع الحزبين الكبيرين، اذ يظل منفردا بوصفه حزب رأس المال المالي. ويلاحظ فورا ان حزب المؤتمر الوطني (المنشق تفريقا له عن حزب المؤتمر الشعبي) بقيادة حسن الترابي، بقي يحكم منفردا رغم الانتخابات المتكررة، والسماح تنكلا بالتعددية. كان حزب المؤتمر الوطني مثلا يحكم خصما على كل من الختمية والانصار وحزب المؤتمر الشعبي، فيما تمأسس فوق وكان قد استقطب بعض او معظم قواعدهما حسب المسافات والادغال الاقتصادية الاجتماعية.

    وقياسا فقد هاجرت الى ذلك بعض قيادات المؤتمر الشعبي من حواري وتلاميذ الترابي النجباء خاصة، مثل على عثمان طه، الى حزب المؤتمر. مما يعيد انتاج تقليد قديم بين الطوائف والطرق الصوفية السودانية من خروج كبير الحواريين على شيخه. وعندما رفع حزب المؤتمر الوطني شعار الانفتاح، وتشارك السلطة، سارع الحزبين التقليديين الكبيرين الى ما يشارف التحالف معه، دون التنافس معه، وذلك اكتفاءا بمحض "الاشتراك الرمزيToken عبر عن نفسه في مستشارين في شخص نجلي زعيمي الحزبين التقليديين. فكان ذلك لم يزد بدوره عن وراثية تداول السلطة مرة، وكرس حقيقة ان السيدين- اي زعيمي الطائفتين وقائدي الحزبين الكبيرين لا يزيدان على سفر تكوين الحزب الواحد مرة اخرى او-و حاصل جمعهما. ويلاحظ ايضا ان زعماء الاحزاب المعارضة والاحزاب المسلحة المنشقة تلك التي خرجت على الدولة المركزية قد اصطنعت لها حدودا خارج الدولة، مما يخصم على حدود الدول القائمة، فتغدو الاخيرة غيرها تلك القومية، مما ينتقص من السيادة القومية للدولة القومية.

    ذلك انه في زمان العداء للحركات القومية تتجاوز المعارضة المسلحة - كما في السودان والعراق والجزائر - سابقا- و سوريا وليبيا و اليمن الحدود القومية. فلا تحترم السيادة القومية. وقد يتعين ذلك بحماية ما يسمى المجتمع الدولي- ولو بموجب تطبيق الفصل السابع باسم حماية المدنيين - اي بقصف المدنيين عمدا، لحساب خلافات عابرة للحدود القومية من كل صنف. وتطالب معظم تلك المعارضات والحركات المسلحة - بمال النفط غالبا - بمقاعد على طاولة التفاوض او المساومة النهائية على النفوذ والهيمنة بالسلطة والثروة، خصما على منتجي الفائض والكفاف والمجتمع. فزعماء تلك الحركات لا يسعون الى اقل من تشارك السلطة والثروة مع غيرهم من الزعماء والاسرات والبيوتات، متجاوزين مطالب الشعب وحقوقه. فالسلطة والثروة حكرا على تلك الكيانات - فيما خلا سلطة وجيزة لما عدى الاخيرين مما لا يزيد على جمل اعتراضية في سردية السلطة والثروة منذ بدء التاريخ.

    ..للموضوع بقيــــــــــــــــــــــــــــــــــة
                  

10-10-2014, 00:25 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)

    الجزء السادس:

    حصار الثورة المحلي:

    ب - انقلاب عبد الله خليل على نفسه لحساب النقطة الرابعة

    سلم عبد الله خليل رئيس حزب الامة - الممثل للانصار - تلك الخصية التي يتطير البعض تاريخيا منها جراء دورها فى ثورة 1924- سلم عبد الله خليل– زعيم حكومة السيدين السلطة في انقلاب ابيض - لمجلس ثورة عسكري اعلي، كان حريا بان يعبر عن توليفة من الانصار والختمية. وكان ذلك الانقلاب استباقا لاحتمال نجاح محاولة عبد الناصر لتوحيد الاتحاديين وسحب الثقة من حكومة السيدين وحل البرلمان. هذا وكانت زيارة الرئيس الامريكي 34 دوايت ايزنهاور -1953 -1961- واعلان مفهوم جديد للسياسة الخارجية الامريكية في مشروع ملء الفراغ في المنطقة بالنقطة الرابعة Point Four قد خلقت الاخيرة عشية ذلك الانقلاب الابيض مناخا كان حريا بان يندلع معه سخط شعبي عم المجتمع السوداني وقتها. وقياسا خرج الشعب السوداني محتجا على اعادة انتاج حكومة السيدين بملابس عسكرية، وعلى برنامج ملء الفراغ والنقطة الرابعة.

    ومن الممكن القول اذن ان محصلة ثورة اكتوبر 1964 لم تكن حرية بهذا الوصف بان توفر تشاركا للشعب الثائر في السلطة، ناهيك عن الثروة، مما لم يكن يوفر شرط مواصلة النضال من اجل انتاج نظام جديد. فرغم سقوط ضحايا راحت كافة الجهات تدعيهم فقد حرم الشعب من ثمرة الانتصار على النظام العسكري الاول. ذلك انه ان ادعى الكل الثورة فقد اجتمعوا بوعى او بلا وعى على نكران الانتصار التاريخي على الشعب السوداني. فقد ادعت كل من القوى التقدمية الحزب الشيوعي، والقوى التقليدية - الاحزاب الطائفية - حزب الامة والحزب الاتحادي – وكان الاخير بتحالف مع احزاب الاشقة - ادعت الأخيرات الشهيد احمد القرشي، فكأن أولئك الفرقاء تعينوا على سلب الشعب انتصاراته ليتركوه صفر اليدين من اي مأثرة، واشد احباطا. وكان ذلك تنويعا باكرا على ما حدث لثوار الربيع العربي الشرفاء منهم خاصة، وبالطبع في تونس ومصر وليبيا واليمن. فان تعين بعض قادة الاحزاب التقليدية وغيرها كما في كل مرة على ادعاء احتكار الثورة دون من عداهم ومن عداهن، فقد راح الاعلام غير الاهلي يذيع، وراحت الشائعات تروج قصص نضال بعضهم وبعضهن، خصما على من عداهم ومن عداهن. وهكذا يذهب فداء الشعب ومن معه من غير الاصفياء هباء. فكالعادة كتبت ليلة المتاريس وكافة احداث ثورة اكتوبر لجماعات بعينها ممن لايزالون يقطفون ثمار النضال الجماهيري من وقت لآخر، انتهازا وكلما سنحت الفرص.

    وهكذا يخرج الشعب-تلك المفردة السهل الممتنع الميسرة معا ذلك المفهوم الذى لم يتوقف معظمنا بعد فيعرفه - يخرج الشعب ثائرا، الا ان تراكماته العددية التي لا وجوه لها. لا يذكر منها احد سوى بضعة افراد و"فردات" لم يكن لهم في واقع الامر بالشعب علاقة، سوى انتحال تمثيله والحديث باسمه.(7) وعليه لم يكن غريبا انه فيما كنا مهمومين بالهموم التنظيمية للانتفاضة فقد كانت القوى الرجعية ترتب امورها على طريقتها، فارسل بعضهم احدى بناته الى الرجل المعهود كما في كل مرة، بوصفه لا لون له، فاختير لقيادة المرحلة الانتقالية فشغلته. وهكذا تمخض زواجهما عن هزيمة الثورة المضادة للثورة الموضوعية التاريخية. فالهزيمة بالزواج ظاهرة شائعة في تاريخ السودان، كما في غيره من المجتمعات سواء غربية او شرقية.(8)

    .........للموضوع بقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة...
                  

10-12-2014, 00:24 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)



    الجزء السابع:

    2-)) حصار الثورة الاقليمي:

    تعينت مصر الدولة مثلا – قبل احتلال السعودية دور مصر-على اختراق الحركات الشعبية والاحزاب اليسارية السودانية وقتها وتباعا، كما لم تتواني في الضلوع في التحالف مع بعض الاحزاب التقليدية، وتمويل حملاتها الانتخابية، الى ان نشأت السعودية صاعدة الى زعامة المنطقة. ولعل تلك التوليفة من كل من اختراق الحركات الشعبية، والاحزاب اليسارية والتقدمية، والتحالف مع وتمويل الاحزاب التقليدية، عبر عن نفسه فيما صارت اليه ثورة اكتوبر 1964 ومن بعد في ثورة هاشم العطا يوليو1971. ذلك ان ما سمى تنظيم الضباط الاحرار كان له دور هام فيما آلت اليه انتفاضة 1964 فمحمد عبد الحليم وشقيقه احمد عبد الحليم - وهما ضابطان يدينان بالولاء المباشر لمصر لاكثر من سبب - كانا في مقدمة حركة الضباط الاحرار، كما تعين محمد على شراء بعض أولئك الضباط. ويقول شوقي ملاسي في مذكراته ان محمد عبد الحليم الذي عين مديرا للبنك المصري بالخرطوم، كانت له سلطات واسعة، ولا تخضع للمحاسبة في البنك، بموجب تعليمات من مصر الدولة. فكان محمد عبد الحليم يقرب منه وشقيقه احمد اكبر عدد من الضباط السودانيين بسلطاته الاستثنائية في منح السلفيات، مما ظهر بعد تأميم البنك عقب انتفاضة 1964 (9).

    وكانت مصر الدولة، وقد تحورت تباعا الى جمهورية رئاسية فخصخصت ثروات مصر، رغم دستور مصر الاشتراكي الذى امم ادوات الانتاج، وحقق الاصلاح الزراعي بقانون مرعى في 1965 لم تكن مصر الدولة معنية بالاهتمام والتعرف على ما يحدث في السودان.(10) ولا يعنى ذلك التهوين من افضال مصر على السودان والسودانيين، من حيث التعليم والري على مر السنين. هذا فيما بقي قلائل من المثقفين المصريين يهتم بالسودان وحتى التقدميين والشيوعيين متهم كأحمد حمروش وعبد المنعم الغزالي. وقد يمارس بعضهم أبوية تجاه نظائرهم السودانيين او-حتى عنصرية تتمثل في صورة السوداني في الافلام المصرية. فكان بعضهم يشارك فى مؤتمرات جمعيات التضامن الاسيوي الافريقي، والصداقة والسلام السودانية، وفي جيوبهم التوصيات النهائية مكتوبة سلفا وكأنها تيك اوايTake away توزع في الجلسة الختامية. (من تجربتي في تلك المنظمات وغيرها).

    هذا ولم تكترث الدولة المصرية بما قال الجادون من الكتاب المصريين فى وضع سياساتها الخارجية، فيما بقيت مصر الدولة مشغولة بكل من قمع كل ثورة سودانية منذ الفونج، والأهم باتفاقية مياه النيل، فيما لا شيء بالذات يثير اكثر من غيره انزعاج مصر الدولة، وهو التجربة الديمقراطية السودانية والحركات الشعبية السودانية. وكانت أمريكا تشاطر مصر نفس الانزعاج(11). وقد بقيت بعض فصائل اليمين التقليدي السوداني، اما تستدعى قوة مصر او-و تلجأ اليها في وجه خصومها المحليين. هذا فان تحورت الدولة المصرية تباعا الى ما عرفته الامم المتحدة في ثمانينات القرن العشرين بالدول الامبريالية التابعة Sub-imperialist states او الصغيرة فقد باتت مصر الدولة واحدة من مخلوقات الرأسمالية المالية الباكرة، التي تقوم بالوكالة عنها وتسمسر في عملية سياقة الشعوب الى التطبيع مع العدو الصهيوني، والخضوع لشرطيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتيسير اذعان السودان للاولجاركيات الاسراتية المالية المحلية (النفطية) والعولمية.

    ولعل ذلك قد يستدعي ما آلت اليه مصر الجمهورية الرئاسية ونظيراتها في تيسير عمليات المراكمة المالية ما بعد الصناعية او العولمة والمشروع الاسرائيلي واجندة الصهيونية القبلية Tribal Zionism والصهيونية العالمية Global Zionismوكلها تنويعات على بعضها مع تزويق المسميات التي لا تزيد ولا تنقص عن احتواء الحركات الشعبية مسبقا او-و ترويعها. ولعله من المفيد تمييز الصهيونية القبلية عن نظيرتها العالمية - القيامية من حيث ان احداهما- الصهيونية القبلية ترانزست Transit او تكاتيك نحو استراتيجية الاخرى اي الصهيونية العالمية – القيامية. وان الاولي تصدر عن الكيان الصهيوني بوصفه متمأسس فوق يهودية قبلية. فتلك الصفة في غاية الاهمية ليهودية بعض بنى اسرائيل، التي تجعل من يهوا نبي قبلي لشعب متجانس، يتطير من الاممية. الاممية تعبر عن ما وراء او ما بعد شعب واحد الى اكثر من شعب. وقياسا فان الصهيونية القبلية توفر ذريعة – متخاتلة - للدولة العبرية. وعليه يتطير من اسميهم اعراب الشتات من الاممية تاكتيكيا، فوصولا الى استراتيجية الصهيونية العالمية او القيامية التي تتمأسس فوق اممية تستقطب – بدورها - تاكتيكا صهاينة من كل نوع من صهاينة عرب، وصهاينة مسيحيين، وكونفيوشيين وبراهمانيين وغيرهم(12). ويتنافس الأخيرون في تنويعات من الخلافات (جمع خلافة) مثل الدولة او الخلافة الاسلامية فى العراق والشام داعش، والخلافة الوهابية، وخلافة الاسلام السياسي، والخلافة العبرية، والخلافة العثمانية الجديدة .

    وقياسا فان ذلك التنافس او الصراع من شأنه ان يصادر نشوء شرط واستمرار الكيانات الوطنية والدولة الوطنية والحدود الوطنية (و يلاحظ ذلك في كيف منح محمد مرسي عمر البشير حلايب وشلاتين ابان زيارة للخرطوم استغرقت محض يوم ونصف يوم). كما ينتفي الصراع المذكور كل شرط لحماية السيادة الوطنية، باستباق الانتفاضات الشعبية، خصما على حركات التحرر الوطنى. كما يستبق تنافس تلك الخلافات المشروع القومي بوصفه زائد عن حاجة الخلافات المذكورة، كما تتطير من القومية ومن الاشتراكية اي من كل ما يمت لإعادة التوزيع فإلى اعادة انتاج المجاميع الزائدة عن الحاجة.

    وفي الجزء الثاني نتناول حصار البعد العالمي لانتفاضة اكتوبر 1964 مثلها مثل بقية حركات الستينيات الشعبية، وتنويعات الحصار القبلية والقيامية مما فاقمه انقسام المعسكر الاشتراكي.

    يتبع الجزء الثاني

                  

10-14-2014, 03:25 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)



    هوامش الجزء الأول*:

    (1) أناشد القارئ اللا يتجاوز الشروح على المتون والجمل الاعتراضية ففيها ما قد يفسر كثيرا مما لم يسمح حيز الورقة على ذكرة فى المتن. ولكم ان تتأكدوا ان الشرح على المتون والجمل الاعتراضية غالبا ما يكون بها ما يستعصى المتن على البوح به مما قد يفضح غالبا ما اسميه الكذبة الكبرى اى التاريخ الرسمي او السردية الرسمية واخطرها تلك السردية البكاءة اللوامة. وادين للجمل الاعتراضية والشروح على المتون بما اتصوره غاية المعرفة.

    (2) عرف حزبي الملك بان واحدهما كان يقف على يمين الملك-بمعنى اصحاب المال اي الاوليجاكية الباكرة ) والاخر على يسار يتلقى اوامره وحسب منصاعا وغالبا ذليلا مغلولا إلى تعاليم اباطرة الاعلام بوصف الاخيرين فيلق حيوي في ترسانة الأوليجاركيات العولمية - الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية.

    (3) من المفيد تعريف الرأسمالية المالية هنا وجيزا قياسا على الرأسمالية السلعية- الصناعية بانواعها. فالرسمالية المالية تراكم ببيع المال كسلعة فيما تراكم الرأسمالية السلعية-الصناعية بهذا الوصف تبسيطا بالانتاح-اعادة التوزيع –التبادل- الاستهلاك- الانتاج عائدا إلى نفسه مرة أخرى production-distribution-exchange-consumption- production going back to itself a new. وقياسا الا يستوي بيع المال بهذا الوصف والربا كما تقول سورة البقرة الاية 275 ؟؟ وقياسا الا يشوه الربا لااقتصاد كما يوقل ماركس؟ وعليه ما هو سبيل تلك المجتمعات الى النشوء الى اعلي او حتى المراوحة؟

    (4) انظر(ي):Google Download Gramsci and the Italian State and Working Class: The Prison Note Books

    (5) كانت جماعات قد اخضعت تعريف كلمة الشعب باكرا منذ الاصحاح القديم لكافة المفاهيم التي لا تدل على الشعب. وكانت تلك الجماعات قد احلت مكان مفهوم الشعب العامة الجماهير الدهماء المفقرين ما يسمى طبقة الشعب تكاذبا the peoples class مما قد أتعرض لتعريفه بايحاز، وقياسا ترك معظمنا نحن كما نفعل غالبا مفهوم مفردة الشعب لاعراب الشتات يعرفونها ويؤبلسونها فيتعينون على حرمانها من الابداع في التفكير والتنظيم لنفسها بل في التكاثر ومقاومة الفناء. المهم فورا أن ازعم أن مفردة الشعب تعني فيما تعنى الديمومة ومقاومة الفناء والتحور وتعني التزايد في مواجهة الابادة والتكاثر في مواجهة التعقيم والسموم. وكلما تفاقمت مواجهة اعداء الشعوب للشعوب كلما ابدعت الشعوب وسائلا للبقاء مما يثير تطير اعداء الشعوب وعلى رأسهم اعراب الشتات ومؤرخوهم واتباع الاخيرين في كل مكان. على انه حيث يدعى بعض حكام الشعوب- التي استضافت وتستضيف اعراب الشتات على مر التاريخ وتباعا تلك المجتمعات التي تمت الى التنويعات الشرقوية-تدعي مثلا قرابات حقيقية أو مفبركة مع شعوبهم وقد يتشاركون واياها الالهة الخ الا أن اعراب الشتات لا يتصلون بقرابات حتى مع شعوبهم ويخفون كنه الهتهم عنها ولا ييسرون لشعوبهم معرفة شعائر العقيدة وينكرون على العامة معرفة اللغة التي تكتب بها تلك الشعائر. وكانت بعض تلك الشعائر ومجمل اللغة المقدسة تلك قد اخفاها بعينها احبارهم وقضاتهم وتجارهم اسرارا مغلقة على شعوبهم على مر التاريخ. فاللغة ليست كلمات تحكى بها قصة أو تسرد بها حادثة وإنما تعبر كلمات اللغة عن بل هي أداء حي Live Performance. وقياساً يمكن اللعب بالكلمات-بهذا الوصف-إلى ما لا نهاية. وهذا أمر آخر غير المجاز والكناية. فالأخيرات محصلة قولبة البنى الفوقية صيغاً جاهزة للحديث لا يخرج عنها الكلام مما يبدو العامة والناس العاديون معه ببغاوات حتى عندما يحاولون التعبير عن قضية خاصة حزينة مأساوية أو بهيجة. ذلك أن قاموس مفردات العامة يختزل في بضعة صيغ للتعبير مما يقصر معه خيال وقدرة العامة على أي نوع من الإسهاب ناهيك عن الابتكار. وهكذا غدت اللغة من وقتها تقف فى طريق المعرفة.فقد اخذت تلك الجماعات الغامضة تكتب التاريخ على هواها هي، بل وتخترق الكتب السماوية فتعيد تفسير أو/و حتى إدعاء نصوص - تبرر وتسوغ وتكرس سردية بعينها لحساب تلك الجماعات الغامضة.

    (6) وعلى سبيل ذلك التاريخ الشعبي لثورة اكتوبر فقد كان من ابرز ما لاحظ الناس كيف استبدلت الاكتوبريات "الفردة ام زيق" بالثوب الذي يشارف دولاب الجزاز( الزجاج) وانتشر طلاء الاظافر بينهن والماكياج والكوافير. فقد كانت اكتوبر طفرة في كل شئ وكان من ابهاها ظاهرة الاكتوبريات. والاكتوبريات مفهوم يعود الى هاتيمكاللواتيى التحقن بالعمل الثورة لاول مرة وبالعام عموما بعد الثورة وليس لمن سبقنهن اليه بسنين.

    (7) شوقي ملاسي:2004:اوراق سودانية:الخرطوم:ص"116-117

    (8) وان اللذين اهتموا بذلك اما كانوا من الضحالة بحيث احتفوا بالكتابة عن انفسهم فى سير ذاتية مثلما كان المبشرون يفعلون ويسجلون لقاءاتهم مع الشخصيات السودانية المعروفة او-

    (9) انظري(ي) خديجة صفوت :سجال فى صحراء قاجلة: مختصر تاريخ كل شئ تقريبا:دمشق والمنامة 2013

    (10) اناشد القارئ اللا يتجاوز الشروح على المتون والجمل الاعتراضية ففبها ما قد يفسر كثيرا مما لم يسمح حيز الورقة على ذكرة فى المتن. ولكم ان تتأكدوا ان الشرح على المتون والجمل الاعتراضية غالبا ما يكون بها ما يستعصى المتن على البوح به مما قد يفضح غالبا ما اسميه الكذبة الكبرى اى التاريخ الرسمي او السردية الرسمية واخطرها تلك السردية البكاءة اللوامة. وادين للجمل الاعتراضية والشروح على المتون بما اتصوره غاية المعرفة.

    (11) أنظر(ي Amercian Democracy Nothing We Don't Know But Well Articulated ForbiddenKnowledge TV Alexandra Bruce:17، 2014 September

    (12) كانت جماعات قد اخضعت تعريف كلمة الشعب باكرا منذ الاصحاح القديم لكافة المفاهيم التي لا تدل على الشعب. وكانت تلك الجماعات قد احلت مكان مفهوم الشعب العامة الجماهير الدهماء المفقرين ما يسمى طبقة الشعب تكاذبا the peoples class مما قد أتعرض لتعريفه بايحاز، وقياسا ترك معظمنا نحن كما نفعل غالبا مفهوم مفردة الشعب لاعراب الشتات يعرفونها ويؤبلسونها فيتعينون على حرمانها من الابداع في التفكير والتنظيم لنفسها بل في التكاثر ومقاومة الفناء. المهم فورا أن ازعم أن مفردة الشعب تعني فيما تعنى الديمومة ومقاومة الفناء والتحور وتعني التزايد في مواجهة الابادة والتكاثر في مواجهة التعقيم والسموم. وكلما تفاقمت مواجهة اعداء الشعوب للشعوب كلما ابدعت الشعوب وسائلا للبقاء مما يثير تطير اعداء الشعوب وعلى رأسهم اعراب الشتات ومؤرخوهم واتباع الاخيرين في كل مكان. على انه حيث يدعى بعض حكام الشعوب- التي استضافت وتستضيف اعراب الشتات على مر التاريخ وتباعا تلك المجتمعات التي تمت الى التنويعات الشرقوية-تدعي مثلا قرابات حقيقية أو مفبركة مع شعوبهم وقد يتشاركون واياها الالهة الخ الا أن اعراب الشتات لا يتصلون بقرابات حتى مع شعوبهم ويخفون كنه الهتهم عنها ولا ييسرون لشعوبهم معرفة شعائر العقيدة وينكرون على العامة معرفة اللغة التي تكتب بها تلك الشعائر. وكانت بعض تلك الشعائر ومجمل اللغة المقدسة تلك قد اخفاها بعينها احبارهم وقضاتهم وتجارهم اسرارا مغلقة على شعوبهم على مر التاريخ. فاللغة ليست كلمات تحكى بها قصة أو تسرد بها حادثة وإنما تعبر كلمات اللغة عن بل هي أداء حي Live Performance. وقياساً يمكن اللعب بالكلمات-بهذا الوصف-إلى ما لا نهاية. وهذا أمر آخر غير المجاز والكناية. فالأخيرات محصلة قولبة البنى الفوقية صيغاً جاهزة للحديث لا يخرج عنها الكلام مما يبدو العامة والناس العاديون معه ببغاوات حتى عندما يحاولون التعبير عن قضية خاصة حزينة مأساوية أو بهيجة. ذلك أن قاموس مفردات العامة يختزل في بضعة صيغ للتعبير مما يقصر معه خيال وقدرة العامة على أي نوع من الإسهاب ناهيك عن الابتكار. وهكذا غدت اللغة من وقتها تقف فى طريق المعرفة.فقد اخذت تلك الجماعات الغامضة تكتب التاريخ على هواها هي، بل وتخترق الكتب السماوية فتعيد تفسير أو/و حتى إدعاء نصوص - تبرر وتسوغ وتكرس سردية بعينها لحساب تلك الجماعات الغامضة.
    __________________________________________________________________________________________
    *الهامشان رقم 10 و 12 هما تكرار للهامشين رقم 1 و 5 على التوالي.

    و يبدو الهامش رقم 8 ناقصاً.
                  

11-07-2014, 09:14 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)

    الجزء الثاني:

    ثورة أكتوبر والثورة العالمية المضادة
    مغبة انقسام المعسكر الاشتراكي والصهيونية القبلية

    تقديم: هل ما تبرح الثورات الشرقية تعيد النظام الى ما كان عليه؟

    حاولت في الجزء الاول تحليل الحصار الذاتي وجانب من الحصار الموضوعي وكذلك الحصار الاقليمي لقوى ثورة اكتوبر 1964 السودانية. فقد بدأت اجادل في الجزء الاول ان الثورات السودانية –ذات الطابع الشرقي بالضرورة- كانت بالنتيجة غالبا استجابة للتحاريق -التضخم-الفيضان- تفاقم تطلب شرائح السلطة على الخراج. وكانت بهذا الوصف حرية بان تعبر عن نفسها باعادة النظام الى ما كان عليه قبل الازمة. وقياسا فان الثورة –في سياق النمط الاسيوي او الشرقي- في مجتمعات الهوامش المتروبوليتانية تتعين غالبا وكما في كل مرة على اعادة النظام الى ما كان عليه قبل الازمة بإعادة الادوار المراكز والمهن الخ، اي التراتب الذى كانت الاخيرة عليه قبل الازمة.

    وكان ذلك المنوال قد بقيت شروط تحققه تتوفر تباعا حتى انقضاء زمان الرأسمالية التجارية البسيطة او البدائية وصولا الى الرأسمالية السلعية الصناعية. ورغم ما يعتقد من انغلاق المجتمع الاسيوي على نفسه الا ان ما كان يسمى التجارة العالمية بمعنى تجارة قوافل الفرعون السلطان الامير- ما بين القبائل وخارج حدود السلطنة كان قد الف بعدا اقليميا و"عالميا" لنمط الانتاج الشرقي الاسيوي. ذلك انه كان ثمة عولمة فطيرة وقتها كانت قد نشأت باكرا منذ عالم الاسرات الوادي النيلية عبورا بالعباسيين فالعثمانيين وتباعا.

    تعالق الحصار العالمي وشروط الثورة الموضوعية:

    بقي ذلك المنوال يتعاصر في الهوامش منذ ما قبل القرن الثامن عشر على الاقل والحركات الشعبية في متروبوليتانات اوربا الغربية. وكانت الحكايات الشعبية في منتصف القرن التاسع عشر قد نجحت في اسقاط عروش وواجهت البابوية مجددا وحقق بعضها الوحدة بين معظم الدول المدن الايطالية مثلا وغيرها. فلم تكن ايطاليا حتى القرن التاسع عشر اكثر من فكرة حيث لم تزد على مدن دول، وكان معظمها محتل من قبل الدول المحيطة بها. وكان القمع ادى في 1821 الى انتفاضة شعبية في نابولي وفى بولونيا فى1831.(1) ومن المفيد تذكر ان كافة تلك الثورات قوبلت بما قوبلت به ثورات الربيع العربي. فقد عصف بها وقسمت وشرد زعماؤها فانتهت الى الهزيمة والفشل(2) ذلك ان مناخ منتصف القرن التاسع عشر كان قد ازدحم بأفكار الاشكنازي وتنويعاتهم من المهاجرين من اوروبا الشرقية يومها. وقياسا فلم يكن الربيع الاوربي الغربي بهذا الوصف سوى مشروع تفتيت اوروبا الغربية بغاية التمهيد لمشروع الدولة اليهودية الذى كان بانتظار خطوة اخرى ممثلة في مشروع ويلسون لحق تقرير المصير حتى تكتمل مقومات مشروع الدولة اليهودية.

    ومن المفيد تذكر ان المشروع الاخير من شأنه ان يجب كافة المشاريع الاخرى بما فيها المطالب الشعبية المشروعة وحق تقرير المصير للقوميات الاخرى اي غير اليهودية عبورا بسايكس بيكو ووصولا الى الشرق الاوسط الكبير اوالجديد. ولعل كافة المشاريع الجيوسياسية المزوقة لم تكن يوما اكثر من تجريب اي بروفة Trial على ما سيكون عليه العالم بوجود الدولة اليهودية ونشوء الصهيونية القبلية Tribal Zionism الاصولية الجهادية التكفيرية. على انه من المفيد فورا تذكر ان الانتفاضات الشعبية الاوروبية الغربية كانت قد نجحت في فرض اصلاحات ليبرالية قليلة مثل حق الاقتراع للذكور الفرنسين، زيادة على استجابات لا معروفة بصورة كافية حول المطالب الوطنية في ألمانيا وايطاليا. وقد اتصل ذلك المنوال قبل وابان حلول الهيمنة الوجيزة للبرجوازية الصناعية ما بين النصف الثاني من القرن التاسع عشر والحرب العالمية الاولي. ومن المفيد تذكر ان البرجوازية الصناعية الفطيرة نسبيا وقتها اسقطت ما حاق بها جراء الثورات الشعبية على الاقطاع (الغربي).

    وقياسا اقسمت البرجوازية الصناعية بالا تترك شيئا من ذلك الذي حدث ابان الثورات الشعبية ان يحدث مرة اخرى وهى تجأر ب"ان لعنة على الاقطاع النغلDamn the ####### Feudalism". ولعله من المفيد تذكر ان تلك التجربة انطبعت في خاطر الرأسمالية فبقيت محصلاتها نبراسا يحتذى به حتى بعد انقضاء الرأسمالية الصناعية بوقت طويل. ولعل ذلك كان حريا بان يقف وراء عداء الرأسمالية الغربية للاشتراكية كون الاخيرة تحرض الشعوب على الثورة فالوصول الى السلطة اي الكفران بحق الرأسمالية صاحبة الحق المقدس في السلطة والثورة، خصما على ما عداها. فالأخطر هو ان الاشتراكية تحرض الشعوب على الطموح الى الاستيلاء على السلطة والثروة التي بقيت تدعيها اقليات صفووية (مشبوهة غالبا) منذ بدئ التاريخ غير المكتوب عبورا بجمهورية البندقية "الحرة" .
    _________________________________________________________________________
    و ....نواصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ...................
                  

11-09-2014, 12:55 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاقتصاد السياسي لانتفاضة اكتوبر 1964 السودانية\خديجة صفوت (Re: osama elkhawad)

    أ- مغبة انقسام المعسكر الاشتراكي:

    تعاصر استقلال السودان وبداية انقسام المنظومة الاشتراكية وانشار العداء للشيوعية واشانة سمعة الاشتراكية والتشنيع بها. والى ذلك فالرأسمالية الامريكية تناصب الاشتراكية العداء وتصنفها في عداد الخيانة العظمى. وقياسا راحت امريكا تغرق معظم المجتمعات العربية بالمواد الاعلامية والمطبوعات التي تقول بان الشيوعية تناصب الاسلام العداء رغم ان الاتحاد السوفيتى وكان قد حارب في البدء الدين الا انه عدل عن محاربة الدين بعد الحرب العالمية الاولى. ذلك ان ستالين كان قد راى في 1920 ان الدين يساعد الناس على الصمود في وجه الشدائد وابان الازمات التي كانت التجربة الاشتراكية تمر بها جراء الحرب الاقتصادية التي كانت دائرة بين الاتحاد السوفيتي والرأسمالية الصناعية الغربية، وهي تتحور الى رأسمالية مالية باضطراد وثبات. الا ان امريكا كانت قد وجدت كما تجد الان في نخب ومتثاقفي تلك المجتمعات كما في السعودية ضالتها المنشودة في نشر العداء للشيوعية مما سارع في انقسام المعسكر الاشتراكي.

    وحيث كانت انتفاضة اكتوبر1964 قد تعاصرت وتداعيات انقسام المعسكر الاشتراكي وبزوغ الرأسمالية المالية بثبات ونهايات معظم حركات التحرر الوطني ابان الستينات، والاهم بداية الحرب الباردة فقد كانت علاقات الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية قد بدأت من وقتها تتحور. ولم تلتئم بصورة نهائية فيما يبدو حتى توقيع صفقة الغاز الشهيرة ب 400 مليار دولار ابان زيارة فلاديمير بوتين للصين في الاسبوع الثالث من مايو 2014(3). المهم خلقت تداعيات تحالف امريكا والصين الضمنية غير المعلنة وقتها بعد، وعزلة الاتحاد السوفيتي أهمية بالغة في ميزان القوى في الحرب الباردة من ناحية. ذلك أنه كان لزاما على الاتحاد السوفيتي من ناحية اخرى مجابهة خصمين في الشرق والغرب يعملان معا ضد موسكو. ولعل ذلك الف نقطة نحول رئيسي في تاريخ العالم. ولعل تلك النقطة تكون قد أسهمت في نهاية الأمر في انهيار الاتحاد السوفيتي(4). كما كان من تداعيات ذلك بداية انقضاء شرط تحقق الاماني الشعبية في التحرر الوطني في كل مكان تقريبا والثورات الشعبية.

    فان عزل التيار الموالي لحركات التحرر والحركات الشعبية داخل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي تباعا فقد ترتب ان هيمنت جماعات بعينها على القرار السوفيتي مما تمثل في علاقة الاتحاد السوفيتي بالدول العربية وسطحية تلك القرارات والمواقف من حركات التحرر ومن الدول العربية كما في العراق حيث باتت سطحية القرارات تخصم على الاحزاب الشيوعية كالحزب الشيوعي العراقي مثلا. وعليه فقد دفع ذلك الشيوعيين العرب وقتها الى التفريق بين الحزب الشيوعي السوفياتي والدولة السوفياتية والتزاماتها الدولية الخ تذرعا. وقياسا عانى الحزب الشيوعي السودانى من مغبة ذلك التناقض اذ كنا نقول -ذرائعيا- ان ينبغي التفريق بين الدولة والحزب السوفيتي الا انه عندما راح الاتحاد السوفيتي يحتضن الانقساميين السودانيين والمصريين وغيرهم خصما على الرفاق المبدأيين فقد عبر ذلك وقتها عن نفسه في الانقسامات التي راحت تطل برأسها داخل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي نفسه وصولا الى ما اودي بالاتحاد السوفيتي بمغبة سيادة التيار اليميني المراجع Revisionist مما لم نكن ندركه ولا كنا ان فعلنا لنجرؤ وقتها على النطق باسمه.

    وقياسا فقد اتضح دور بعض المتنفذين المصريين في ثورة 1964 ثم في ثورة هاشم العطا (1971) وما حاق بالسكرتير العام الذى كان يقف منافحا للتيار اليميني في الحركة الشيوعية في الحزب الشيوعي السوفيتي وفي اوروبا الغربية بمغبة ما سمى التمركز الاوربي الماركسي Euro-Marxism. وقياسا اجادل انه ان مني الحزب الشيوعي السوداني مثله مثل غيره بتداعيات اليمينية وبمغبة المراجعين ما شارف الثورة المضادة فقد كان حريا ان تبدأ اعراض الجمود الفكري تعتوره وكذلك والانقسامات التنظيمية التي باتت موسمية جراء انشغال الحزب وتبديد طافته التنظيمية والفكرية بمعالجة الحركات الانقسامية وبمغبة محاولات استعداء السكرتير العام بادعاءات مشخصنة اكثر منها فكرية جراء مطامح بعضهم الفردية الخ.

    في الاقتصاد السياسي للثورات الشعبية:

    تعاصرت تلك التحورات الاقتصادية الاجتماعية الفكرية التنظيمية جميعا ونشوء الرأسمالية المالية والعكس صحيح. فقد كانت تلك التحورات Mutations –بمعنى تشوهات- بوصفها وظيفة الرأسمالية المالية وخادمتها بامتياز كلما صعدت الاخيرة ناشئة الى اعلا او الاحرى ناكصة بالقوى الاقتصادية الاجتماعية في كل مكان في المقياس المدرج فيما خلا المنتفعين بالرأسمالية المالية أي الصهيونية العالمية. وقد تخفت وراء الاخيرة الصهيونية القبلية الاصولية الجهادية التكفيرية- اي التي تكفر من عداها بلا انتقاء على الاطلاق من وراء تهمة العداء للسامية. ذلك ان الراسمالية المالية –الربوية-كانت قد راحت تتكشف عن طبيعتها التي بقيت تتستر عليها على مر التاريخ وتباعا حتى الحرب العالمية الثانية.

    فالرأسمالية ما بعد الصناعية- الرأسمالية المالية ما لبثت ان اخذت تصدر علاقات الانتاج القنية الى فضاءاتها التي راحت تمتد على طول الكرة الارضية وعرضها- فيما سمي بالعولمة - الا ما خلا الصين وكوبا وكيرالا مثلا وذلك حتى يكرس النمط الرأسمالي الصناعي تشويه النمط الشرقي مجددا مثلما كان اعراب الشتات قد حاولوا تشويهه بالربا على مر التاريخ مما تسبب في اهم ما ألم بالمجتمع العريب الاسلامي منذ ما بعد مجتمع المدينة وتباعا مثله مثل المجتمع الغربي وتباعا(5).

    ذلك ان الرأسمالية المالية كانت حرية بان تتعلم مما حاق بالبرجوازية الصناعية التي كانت قد فوجئت بمنوال صعود الطبقة العاملة تباعا الى ما شارف الوصول الى السلطة كما في ايطاليا وكاد في فرنسا وكذا مع اتساع الحركة الشعبية في انجلترا حتى حققت الاخيرة تأميم وسائل الانتاج الخ. ويلاحظ الناس في كل مكان كيف انه ما ان راحت الرأسمالية المالية تستبق شرط نضوج الرأسمالية الصناعية- السلعية حتى لم يعد ثمة مكان آمن لعش طائر، ناهيك عن ثورة شعبية تجتاح في طريقها الزبد فلا تبقي ولا تذر سوى حساب منتجي الفائض والكفاف الحياة..

    كراهية الرأسمالية المالية-الصهيونية القبلية - العالمية- القيامية للشعوب:

    ذلك ان الرأسمالية المالية لا تستثمر في رأس المال البشرى الذى لا يراه رأس المال بهذا الوصف، وانما تراه الرأسمالية المالية عبئا على المراكمة الرأسمالية المالية التي لاتنتج سلعا ولا توفر عمالة ولا تعيد التوزيع كونها تجأر تخاتلا- علنا بأنها لا تؤمن بدور العمل في المراكمة . فالرأسمالية المالية تزعم - يزعم الرأسماليون الماليون وارباب العمل انهم هم الذين يخلقون الثروة وذلك بقدراتهم الفائقة على المراكمة ببيع المال كسلعة. ولا تذكر الرأسمالية المالية انها تراكم الى ذلك بإنتاج السلاح بغاية نشر ثقافة ابادة التراكمات العددية التي لا وجوه لها بالحروب وحل المشاكل التي تخلقها الحروب بالحروب التي لم يحظ العالم من الاخيرة منها بشيء سوى يوميات فظائع وقتل بالجملة واعدامات وتسميم اطفال وكبار واشجار ودك مساجد وكنائس وايفونات من كل صنف وشواهد حجرية في علميات دمار معلن(6).

    فان لا تعتبر الرأسمالية المالية البشر رأس مال فانها تجد في البشر اعداء فترى في تكاثر معظم البشرية تهديدا لوجودها الا اما خلا بعض ابناء يعقوب. ذلك ان من الاخيرين من هم خصوم الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية- الصهيونية القبلية الجهادية التي تتعين على محاولة القضاء عليهم مثلما حاول بعض ابناء يعقوب القضاء على يوسف وبنجامين. ("وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون البقرة سورة 84) هذا فان لا تستثمر الرأسمالية المالية في البشر وحسب وانما تعمل على تبديد رأس المال البشري بالإفقار بلا انتقاء في افضل الشروط وفي الحروب والاوبئة وفي الكوارث التي من صنع الانسان لان الشعوب هي الوحيدة الباقية ممن لا تملك الرأسمالية المالية خاصة رشوتهم او شرائهم من بين من كان يوما يناصبها العداء.

    وقياسا تنتج الرأسمالية المالية اكثر ما تنتج وكلما تنتج السلاح. وتشعل الحروب لأنها هي التي تقضي على الشعوب وتهتك البيئة التي يعيش عليها سكان العالم. فقد باتت الشعوب تباد في كل مكان بالحروب والكوارث غير الطبيعة اي التي هي من صنع الانسان. وتغلف الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية- الصهيونية القبلية- مشروعها ذاك بمشروع لا اقتصادي سياسي تفبرك له كمية هائلة من عدم الصدق وعدم الامانة، وبالإباحية في القول، وبكم هائل من الكلام الذى لا يقول شئيا او يقول عكس ما تقصد الرأسمالية-الصهيونية العالمية والقبلية - أي تتعين على الاكاذيب وانصاف الحقائق في افضل الشروط.

    الاقتصاد السياسي لثورة اكتوبر 1964:

    حيث تسيق-من السياق-هذه المجادلة للسردية السودانية متعالقة واهم ما احاط بتمثلات ثورة اكتوبر 1964 وبالتالي ما يكون قد الم بها فان هذه المجادلة تحاول تحليل الثورة من وجهة نظر الاقتصاد السياسي. وقياسا تحاول هذه المجادلة التعرف على ما يكون قد اثر في محصلات الثورة من وجهة نظر الاقتصاد السياسي وما اذا كانت تلك الثورة قابلة لإعادة انتاجها مجددا. وما اذا كان ذلك صعب او غير ممكن فما هي العوامل التي ينبغي ان تتوفر للثوار؟ وما هو فكر وتنظيم ثورة سودانية يكون من شأتها ان تجتاح كل ما امامها فالوصول الى غاية الثورة؟

    وفي ذلك احاول ايضا التعين على استدعاء قياسات وتحليل تنويعات سابقة قد تساعد على فهم وتقدير الملابسات والمواضعات وصولا الى فهم اعمق ما امكن لما يحاك لنا. واحاول في ذلك ايضا توفير اكبر قدر ممكن من المعرفة المتوفرة والمفردات التي تصف تلك المعرفة من وجهة نظر المخضعين لهوان الاستبداد والاستعباد والظلم والخديعة جميعا. وفي ذلك ارجوا التوفر على تعريف المفردات اجرائيا لصالح الشباب الذي قد يقود الجماهير بوصفه هو الذى فد يصنع المستقبل دون سواه تقريبا. والشباب هم المفقرون غالبا الذين قد لا يفقدون شيئا سوى قيودهم وهم اللذين يقترعون مع ذلك لحساب المؤثرين والنخب كيما يحكمونهم بالحديد النار فالشباب ليس لديه ما يفقده سوى قيوده بعدما نجحت الرأسمالية المالية في شراء القطاعات العاملة او-و كسرت ظهر نقاباتها وتعاضداتها بالقوانين والتشريعات المعادية للعمل الحي في كل مكان. فقد باتت القوانين والتشريعات العمالية المعادية للعمال تقف في وجه الصراع الطبقى لحساب ارباب العمل ومن ثم لحساب الصهيونية العالمية القبلية خصما على المطالب العمالية لمشروعة فى كل مكان.

    المهم يبقى الشباب غير قابل لان يباع ويشتري لذلك تتقصده كافة القوى المعادية للجماهير وللثورة وكذا بعض النخب والمتثاقفين الذين يتنافسون مع الحكام على السلطة والثروة في افضل الشروط. كما قد لا يأنفون من التعاطي مع اعداء الشعب بغواية المال السياسي واسميه مال الدم Blood money وانادي باعتقال كل من يثبت عليه استلام مال الدم او-ومن تواطـأ على احباط تطلعات الشعوب العربية او اي شعوب اخرى(7) ولعل ثمة سبيل الى ذلك في شكل تنظيم جمعية على غرار جمعيات مراقبة الفساد ومحاكمة مرتكبيه(8). وازعم ان المال السياسي ليس سوى فريضة عداوة اعراب الشتات بتنويعاتهم للمستقرين اصحاب الحضارات المائية والحجرية على مر التاريخ . وتتعين اليوم تنويعات اعراب الشتات على حسم ذلك الصراع القديم الجديد بين اعراب الشتات ونظائرهم والمستقرين اصحاب الحضارات المائية والحجرية مرة واحدة والى الابد لحساب اعراب الشتات وخصما على المستقرين فى لك مكان.

    أ-تحالف قوى الرأسمالية المالية والصهيونية القبلية العالمية- القيامية على من عداهما:

    لم يعد الشعب مع هيمنة الرأسمالية المالية التى راحت تخصم تباعا على الرا- لم يعد الشعب يواجه حكامه وحدهم بل يواجه ما يسمى المجتمع الدولي- تكاذبا بالطبع- فالأخير قد لا يعدو ان يكون سوى تحالف قوى الرأسمالية المالية الصهيونية القبلية كما رأينا في مواجهة كوبا وفينزويلا ويوغسلافيا والعراق وافغانستان وليبيا وسوريا واوكرانيا الخ ولعل ضغينة السياسة الخارجية الامريكية على سوريا ومراوحتها ازاء مصر يرجع الى ان سوريا تصدر عن رأس المال التجاري - السلعي وليس لديها كغيرها من رقيق البنك الدولي ديون سيادية Sovereign Debts. التي تستعبد الدولة بخدمة الديون servicing debt قبل سداد الديون. كما ان عبد الفتاح السيسي مقارنة مع سلفه محمد مرسي الذى حاولت الرأسمالية المالية ان تعشقه كون الاسلام السياسي حليف من جهة وان كلا الرأسمالية المالية والاسلام السياسي يتطيران من اعادة التوزيع مرة ومرة لانهما يكفران بالقومية العربية، او أي قومية، لحساب خلافات (جمع خلافة) من كل نوع - ان عبد الفتاح السيسي ينتمي الى رأس المال السلعي مما يضعه في دائرة الخطر .

    المهم حيث كانت مصر الدولة الحديثة قد تمأسست على عهد محمد علي حول جيش وطني فانه ان يقف عبد الفتاح السيسي على رأس مؤسسة عسكرية مصرية تصدر عن راس مال سلعي وتتحكم تلك المؤسسة في ما يفوق ثلث ميزانية مصر زيادة علي جيش وطني فان مصر الدولة تملك نسبيا الاعتصام باشيائها وبالشعب المصري العظيم حتى يفعل الله امرا كان مقضيا. ذلك فيما يزوق مشروع الرأسمالية المالية سواء كان صهيونيا او اسلاميا الخارطة الاقتصادية للعالم على نحو يعبر عن نفسه في تقسم المنطقة العربية مثلما قسم السودان بوصفه أكثر التنويعات نموذجية: فالشمال صيني والجنوب امريكي اسرائيلي. فان كان السودان قد بات نصب عين الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية باكرا فانه ما يبرح يحظى باهتمام خاص من قبل الصهيونية القبلية منذ ما قبل قيام الدولة العبرية مما قد يفسر بعضا مما منيت به ثورة اكتوبر 1964. هذا وكان السودان قد بقي الى ذلك نصب عين الولايات المتحدة منذ بداية التركية الثانية 1898 .

    - الصهيونية القبلية والسودان:

    من اهم ما عمل على استباق ثورة اكتوبر 1964 السودانية كما بقي يستبق ما عداها من بعد مثلما حدث مع ثورة 1985 ومع غيرها هو اهتمام الصهيونية العالمية ثم القبلية او كلاهما المتصل بالسودان من حيث ان السودان كان قد بات منذ معركة فاشودا نهاية القرن التاسع عشر يعد بعدا استراتيجيا لاسرائيل . وقياسا فقد تعينت اسرائيل على خلق شرط نكوص السودان بمعدلات فلكية. ويلاحظ كيف ان المجتمع السوداني تحور مابين منتصف السبعينات بما يمكن ان يزيد على 500 عام الى الوراء. ومن اكثر ما تأثر بذلك المناخ او الكيمياء منتجي الفائض والكفاف والحياة. وقياسا فقد منيت شبه الطبقات الوسيطة التي كانت بسبيل ان تنشأ صاعدة الى طبقات وسيطة ارقى قليلا بتشوه ملحوظ ان لم يكن بتحور انهي دورها مرة واحدة والى الابد. فقد كان حظ تلك الطبقات حريا بان يتعالق بما حاق بالتعليم بكل مراحله من تدهور. وفي مناخ بهذا الوصف- ناهيك عن الترصد والمراقبة والتعقب زيادة على الافقار الذي حاق بشرائح عريضة من الشعب- في مناخ بهذا الوصف فان اكثر ما يمنى بالتدهور هو قوى الثورة وفكر وتنظيم الجماهير لنفسها. كما تعينت الرقابة والتعقب عن الهاء الطبقات الشعبية العليا والدنيا جميعا بالسعي وراء الخبز عن كل ما عدى ذلك.

    فان كانت الثورة لم تزد من قبل سوى ان تعيد النظام الى ما كان عليه- وان كان مع بعض التعديل في التفاصيل-فان الذى حدث هو ان السودان بات لأكثر من خمسين عاما وقد صودرت امكانات الشعب في الثورة فيما تفاقم بؤس التراكمات العددية ممن لا وجوه لهم. وقد تفاقم تعقب الرأسمالية المالية للشعوب في كل مكان منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وتباعا. فقد باتت قوى الثورة المضادة تقف لكل بادرة شعبية بالمرصاد وقد راحت قوات الانتشار السريع والتشريعات والقوانين المقيدة للحريات في اكبر ما يسمى بالديمقراطيات فى العالم تناصب القدرات الشعبية على الفكر والتنظيم في مواجهة الرأسمالية المالية -الصهيونية العالمية القبلية- العداء سافرا او-ومغلفا بالأماني غير القابلة للتحقق - في كل مكان في المقياس المدرج. فقد راحت الرأسمالية المالية تستعدي الشعوب على ما يسمى الحراك حتى تستبق الثورة الموضوعية او-و تقتنص الفرصة لردع الشعوب بقسوة غير مسبوقة. ذلك انه ان ثار الشعب فانه يردع ردعا مروعا حتى لا يفكر مجددا في اقتراف تلك الخطيئة المميتة –و قد تعلمت الانظمة العربية من الكيان الصهيوني كيف تتعامل مع الشعوب وغالبا ما يكون ذلك برضى وضلوع المجتمع الدولي فى التواطؤ على الشعوب. وقياسا فقد غدى الامر بحيث انه كلما ثار الشعب-ان فعل رغم كل ذلك-فانه ما ينفك -كما حدث ابان ما يسمى ربيع العربي- ينكص بوضعه الذى كان عليه قبل الثورة وبالنظام الى ما هو ادنى مما كان عليه(9).

    أ- السودان نصب عين اسرائيل:

    أجادل أنه ان باتت تداعيات معظم ما هو سوداني تؤكد ان السودان كان قد اصيح باكرا نصب عين اسرائيل الصهونية القبلية والصهيونية العالمية- منذ بداية القرن الماضي فقد كان ذلك لان اسرائيل كانت قد رأت في السودان المجتمع الاكثر تهيؤا للحركات الثورية. كما ان السودان هو الاكثر اهمية من غيره جراء موقعه بين الشمال العربي جنوب القارة الافريقية معا. فالسودان سرة القارة وسرة العالم الى ثرواته وخيراته وحجمه(10). فان كان من المؤكد ضلوع الاستخبارات البريطانية والفرنسية باكرا والامريكية من بعد في التآمر على السودان. فان المؤرخ الفرنس بيير بيان Pierre Pean يحلل ضلوع اسرائيل في الاهتمام المتآمر على السودان باكرا منذ واقعة فاشودا وصولا الى جنوب السودان ودارفور تباعا. فقد كان اهتمام تيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية بالسودان واضحا من كتاباته ورسائله. وكان الاخير يقول سأعلم الأفارقة ما علمته لقومي.

    وقياسا فان كانت الاستخبارات الاسرائيلية قد ورثت اهتمام اسلافها الاوربيين الغربيين ثم الامريكان بالسودان وافريقيا فقد وجدت اسرائيل في فرنسا حليفا مضمونا فيما يتصل بافريقيا وبالسودان خاصة. ففرنسا لم تغفر للإنجليز فقدان فاشودا في القرن التاسع عشر موطئا محوريا استراتيجيا شديد الغنى. وعليه فان غدى تحالف فرنسا واسرائيل تباعا ابعد من تحالف اسرائيل وامريكا فان اسرائيل وفرنسا تتعاونان بصورة متسترة ومتينة وصلبة معا رغم ان فرنسا كاثوليكية تناصبها الصهيونية القبلية العداء. فان ذلك الامر الذى لا يغتفر تولت شانه الجاسوسية الاسرائيلية ومع ذلك فقد كان لشيمون بيريز مكتبا شبه دائم في وزارة الدفاع الفرنسية وكان يتشارك الاسرار والادارة العامة (الفرنسية) للأمن الخارجي DOSE اي لاستخبارات الفرنسية. وقد انشأت فرنسا لإسرائيل مفاعل ديمونا من وراء ظهر امريكا وقد بدئ العمل به في جنوب اسرائيل منذ 1958.

    فإسرائيل وفرنسا تتكاتفان تسترا في مواجه عدو مشترك وهو العدو الانجلو ساكسوني الانجلو امريكي. ذلك ان اسرائيل تقسم المعارك مع خصومها فتبدأ بالعرب والمسلمين فيما تواظب على تخريب المجتمعات الاوربية الغربية والانجلو امريكية تباعا. وفي ذلك لا تألوا جهدا في خلق شرط الثورات المضادة بمعارك القضية الواحدة single issue struggles مثل معارك المثليين والنسووقراط وما بعد الحداثة والليبرالية الجديدة خصما عل الليبرالية الديمقراطية البرلمانية وخصومة الرأسمالية المالية والرأسمالية الصناعية الى عداوة الكاثوليكية والانجليكانية التطهرية الاصولية. ومن المفيد تذكر ان كافة يهود امريكا ويهود فرنسا ليسوا من قبيلة واحدة. ذلك ان بعض الاخيرين يتنافسون وبعضهم الاخر مثلما تنافس ابناء يعقوب. هذا ولا يقل صهاينة فرنسا عن صهاينة امريكا وغيرهم في العداء لكل من عادهم بدءا بالعرب والمسلمين ثم المسيحيين والكونفيشيين والهندوس الخ(11)

    وتلاحظ(ين) ذلك في حماس فرنسا لمشروع الشرق الاوسط الجديد مما يعبر عن نفسه فى دور فرنسا في ليبيا وفي سوريا وفي الزيارات المكوكية للمنطقة ما بين انقرا وبغداد والرياض الخ. ولعل اكثر ما يلاحظ دور فرنسا فيما يحيق بسوريا جراء المال الفرنسي ذاك الذي وصفه هيثم المناع بانه يأت عن طريق الديبلوماسيين الفرنسيين الذين يقفون عند حدود تركيا وسوربا بحقائب المال يوزعونه على كل من يعمل على اشعال الثورة المضادة ضد سوريا وشعبها وعلى كل من يدعى انه في معارضة النظام السوري. ولا تختلف فرنسا فيما تنزع اليه بشأن سوريا او بشأن السودان عما تروم الرأسمالية المالية الصهيونية القبلية والعالمية.

    السودان والصهيونية القبلية:

    يقول بيير بيان إن اسرائيل راحت تركز اهتمامها بالسودان منذ بل قبل استقلال السودان على الاقل، فتعينت على تدريب وتسليح الاناينا 1 ثم الانيانيا 2 وصولا الى الحرب الاهلية التي استعرت بين الجنوب والشمال لأكثر من 30 عاما حيث بقيت اسرائيل تتدخل في كل ما يحدث في السودان حتى انفصال الجنوب وتباعا بان لعبت دورا محوريا في انشاء دولة جنوب السودان منذ البدء حتى الانفصال وتباعا. فكانت اسرائيل أول دولة زارها سيلفاكير ميريدوت بعد استقلال الجنوب وكانت الزيارة في القدس، الامر الذي لم يجرؤ عليه حتى اوباما بعد. وقد قال سليفاكير يومها بالفم المليان "لولا دعمكم لنا لما كنا نحن الان في القدس. "فدولة جنوب السودان ما كانت لولا دعمكم لتقوم او ترى النور"

    وحيث لم يتوقف تدخل اسرائيل بعد انفصال الجنوب فقد اتصل بغاية تحويل السودان الى قنبلة انشطارية تتفاعل ما بين منطقة البحيرات والقرن الافريقي وبين الشمال العربي المسلم والجنوب الافريقي المسيحي او الاحيائي. فخطة اسرائيل كانت وما تبرح معلنة سواء بمحاولة تشطير السودان الى محاولات حصار مصر عن طريق بعدها استراتيجي الافريقي بدءا بالسودان بمغبة احتكار مياه النيل بخزان النهضة الاثيوبي. زيادة علي احتواء مصر والسودان بمغبة خصم أمن البحر الاحمر لحساب اسرائيل ومشروع القرن الافريقي الكبير.

    وتخلق اسرائيل-الصهيونية القبيلة والعالمية- القيامية معا الى ذلك شرط اندلاع مشاكل داخلية في مصر والسودان بحيث تبقيان مشغولتين بأنفسهما. ف"سياسة اسرائيل-حسب بيير بيان-في افريقيا منسجمة مع محيطها الافريقي ومستقرة وطويلة النفس على مر سنين عديدة وتباعا فهي ليست سياسة انية او مؤقتة. ذلك ان اسرائيل توقن ان افريقيا تؤلف العمق الاستراتيجي لامنها واستمرارها" ولعل اسرائيل -و قد اوشكت تيأس من التطبيع مع العرب بصورة مريحة-تجد في افريقيا بعدا استراتيجيا بديلا لوجودها فأفريقيا تؤلف بعدا وجوديا لإسرائيل بالوصف الاسطوري الذى تتطلبه الاخيرة دون غيرها من المجتمعات التى خلقها الله. وقياسا ففي مثل ذلك المناخ قد يتصور البعض محقا ان يستحيل تصور شئ سوى انتفاء شرط قيام ثورة شعبية لحساب التغيير ناهيك عن مصلحة المجاميع المنتجة للفائض والكفاف والحياة.

    وأجادل انه وان كان مفيدا التأريخ (بهمزة على الالف) لما مضى، خاصة بإعادة قراءته بغاية تيسير مهمة استشراف المستقبل الا ان الفكر التنبؤي يبقى اكثر اهمية من حيث انه قمين بان ينير لنا السبيل الى ما ينبغى عمله ازاء احداث تتجدد وتتنوع بصورة سريعة وغير مسبوقة. والاهم لماذا لا يعرف احدهم مفهوما واحدا بصورة اجرائية ناهيك عن نحت مفهوم لمصلحة اصحاب الحق فى اتغيير والمضحين من اجله اي من وجهة نظر المخضعين للاكاديميا الرأسمالية فيخلطون بين التحديث والحداثة. ولماذا لا يملك بعضهم النطق باسم الاشياء والظواهر كما هي فيصرون على مفردات كالقوى الرجعية فيما كانت الاخيرة في الواقع تتعين دائما على الثورة المضادة؟

    يتبع الجزء الاخير

    الهوامش:

    (1) كانت عدة انتفاضات شعبية مناهضة للعروش الاوربية قد اجتاحت اوروبا الغربية في منتصف 1848 حيث اندلعت الانتفاضات فى مواجهة حكومات اوتوقراطية وعلى حلفية غياب ما أسميه "الطبقات الوسيطة"-و لم تكن الاخيرة وقد نشأت صاعدة الى طبقات متوسطة بعد-و على تداعيات المظالم الاقتصادية مع ارتفاع الحس الوطنى . فقد ترتب على ما سمى "البعث الايطالى" مثلا نشوء حركة الاستقلال والوحدة الايطالية فى القرن التاسع عشر. فيما تأسست بلجيكا فى نفس العام. وكانت الثورات بدأت فى فرنسا اولا حيث أدى حض ومساندة الاشتراكيين الحركات الشعبية للمطالية بحق الاقتراع العام الى الاطاحة بالملك لويس فلييب. ولم تلبث الانتفاضات والمظاهرات ان اندلعت فى المانيا وايطاليا مطالبة بتوحيد المانيا وايطاليا فى جمهورية ديمقراطية. وفى النمسا اضطر الامبراطور ووزير خارجيتة ميترلينك للهرب فى وجه الانتفاضات فيما راح رعايا امبراطورية الهابسبيرج الهنغاريين على الخصوص يطالبون بالاستقلال الذاتى.

    (2) وفي كل ذلك فقد تعلمنا اسماء مدن لم نكن نعرف بها حتى بين جوانب الحضارات القديمة وبخاصة تلك التى لم تتصل بمجتمعات الحضارات القديمة, فقد اصبحنا ناخذ دروس في الجعرافيا وقد نتعلم اسماء المدن والبلدات والقري والغوطات قبل يوم او يومين من تدميرها بالكامل فمحوها من فوق سطح الارض مرة واحدة والى الابد كما في السودان والعراق وسوريا ونحن نحدق بشاشات التلفاز بلا حول او قوة على درئ شئ من كل ما يحدث وتلاحظ(ين)كيف تتستر الرأسمالية المالية على انتاج الفيروسات الفتاكة وعلى صناعة الكيمياويات في معامل كيماوية مشبوهة. فالرأسمالية المالية تتعين على تبديد رأس المال البشري الذي لا تراه كذلك بنشر اوبئة فتاكة خاصة بين الاطفال مثل شلل الاطفال وبين الشياب مثل الايدز وبين متوسطي العمر وكبار السن بالايبولا وانفلونزا الطيور ثم ما تنفك تخلق لها عقاقير وامصال فتيبيعها بمليارات الدولارات فتربح بقتل الاعداد الزائدة عن الحاجة مرة وببيع عقاقير لعلاج الباقين وامصال لمن قد ينجو من الوباء وهكذا دواليك. وتتسر الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية لحساب الصهيونية القبلية الجهادية على حلول شرط فيضانات شبه القارة الهندية وتسونامي جنوب شرقي اسيا وزلازل منطفة خيبر وايران وافغانستان مما يقضى على مئات الاف البشر كما حدث في جنوب شرقي اسيا بداية 2005 وهكذا دواليك.

    (3) في كل لم يبق سوى ان تعلمنا اسماء مدن لم نكن نعرف بها حتى بين جوانب الحضارات القديمة وبخاصة تلك التى لم تتصل بمجتمعات الحضارات القديمة, فقد اصبحنا ناخذ دروس في الجعرافيا وقد نتعلم اسماء المدن والبلدات والقري والغوطات قبل يوم او يومين من تدميرها بالكامل فمحوها من فوق سطح الارض مرة واحدة والى الابد كما في السودان والعراق وسوريا ونحن نحدق بشاشات التلفاز بلا حول او قوة على درئ شئ من كل ما يحدث

    (4) هناك قانون بمنع تكميم To muzzle الكلاب الشرسة او حتى اعدامها ان اتت على مهاجمة او افتراس ادمي, وينادى المدافعون عن حقوق الكلاب بان ذلك من شأنه الادخل فى عالم الكلاب.

    (5)هناك قانون بريطاني بفرض تكميم To muzzle الكلاب الشرسة او حتى اعدامها ان اتت على مهاجمة او افتراس ادمي, وينادى المدافعون عن حقوق الكلاب بان ذلك من شأنه المخل المخل فى عالم الكلاب.

    (6) ونحن لا نعرف سوى القليل عن داعيش ولا عن برنامجها الاقتصادي سوى نهب ثروات ضحاياها من المجتمغات التى تقع تحت سطوتها ولكننا قد نعرف ماوراء دولة او خلافة ما وراء الحدود.

    (7) كان انقسام المعسكر الاشتراكى قد اصدر عن التحالف الضمني بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة جراء سياسة الرئيس الامريكى ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسينجر. فقد اوعز الاخير للصين بالخطر الداهم من جهة القوة المتعاظمة للاتحاد السوفياتي. وقياسا فحيث راح الامريكان يكرسون قوتهم العسكرية في أوروبا-مثلما يفعلون تباعا على مشارف وداخل الجمهوريات الاشتراكية السابقة فقد خفف ذلك هواجس الصين بشأن التعرض لهجوم سوفياتي محتمل.

    انظر(ي) IIP Digital وزارة الخارجية: الأميركية: نيكسون في الصين نقطة تحول في تاريخ العالم:17 حزيران/يونيو 2008

    (8) انظر(ي) تنويعات الاستبداد الشرقي والغربي: رسالة دكتوراه 1980: جامعة ويلز بريطانيا.و انظر(ي) على محافظة 1985: موقتف فرنسا وانجلتر او ايطاليا من الوحدة العربية: 1919-1930:مركز دراسات الوحدة العربية::بيروت ص:19.

    (9) انظري(ي) خديجة ضفوت:2007: الطرق الصوفية والاحزاب الحديثة: الخرطوم.

    (10) (120انظر(ي) The Superpower And The Caliphate: in Information Clearing House :5.7.2014 :Glen Ford

    (10)انظر(ي) Pierre Péan's "Carnage: The Secret Wars of the Great Powers in Africa" [translated from the French by CM/P]

    (11) من المفيد تذكر ان صراع فرنسا اللاتينية وانجلترا لانجلوساكسونية قديم منذ الصليبية الاولى حين رفض ملك فرنسا فيليب الثاني – وعشيق ريتشار قلب الاسد-دفع فدية ريتشادر قلب الاسد ملك انجلترا لما سقط الاخير في 1191 ابان احدى الصليبيات الباكرة اسيرا لدى قوات صلاح الدين . والصراع الانجلوياكسوني والانجلو امريكي عبر عن نفسه باكرا بين بابا الفاتيكان والكاثوليكية من ناحية والبروتستانتية البيوريناتية ومعناها الاصولية المتطرفة التى شارفت الحركات الجهادية التكفيرية القتالية من ناحية اخرى منذ ما يسمي بالاصلاح الدينى Reformation وصولا الى ما يسمي التنوير Enlightenment في القرن السادس عشر.و لم يكن ما يسمى التنوير سوى اظلام على اوربا الكاثوليكية. فلم يكن التنوير غير تنويع على الحركات التكفيرية الاقصائية التقتيلية من حيث تدمير الكاتيدرائيات والاديرة والاضرحة والايقونات الكاثوليكية واغتيال الزاعامات الكاثوليكية مثل كبير اساقفة الكاثوليك وكل من خالف الملك بوصفه رئيس الكنيسة البروتستانتية . فالمسيحية البيوريتانية الغربية اذ تشخصن فى الملك فانها تناصب كل من عداه كما تناصب كل عقيدة سواها العداء بدءأ بالكاثوليكية الغربية وصولا الى الاسلام والكونفيوشية والبوذية وغيرهم.



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de