|
المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!!
|
العبارة اعلاه رددها في وسط معازيم العيزومة ( موسي الفانوس) والذي كان معلما ترك الوظيفة قبل اعوام بسبب انها ما عادت تكفي قوت عياله وانتهي به الامر ان اشتغل سائقا ل( حافلة ) حاج التوم صاحب ( العيزومة ) بمناسبة زواج نجله الطاهر وحاج التوم هو التاجر الوحيد بالقرية وامام مسجدها ورئيس اللجنة الشعبية بقرية ( كلع التور) ....ردد ( الفانوس) ذات العبارة اعلاه كي تجد حظها من الاصغاء والثناء وسط هذا الضجيج القروي العفوي الذي ليس مكانا لاحسان السمع والحوار رددها ( الفانوس) بعين واحدة كانت تتزلف مخدمه صاحب العيزومة حاج التوم واخري حذرة كانت تخشي امتعاض بعض ( المكاجرين) الذين يعرفهم جيدا من جمهور المعازيم وجلهم من فقراء القرية .ردد ( الفانوس) العبارة اعلاه بملء فم مفقر جائع وللاسف لم يجبل ابدا علي قول الحق ولم يعرف له في الاساس بوعيه السابق كمعلم اي اهتمام بالسياسة او اي موقف وطني مناهض للعصبة المجرمة او ما قبلها من طغاة بل كان دوما سلبيا وانصرافيا ليس له ادني اهتمامات بالوطن وقضاياه بل كان دوما في كثير من مجالس انس القرية مخذلا لبعض شباب القرية الناقمين علي ( الكيزان) ومبخسا لمواقفهم في مناهضة هذا الوضع الاجرامي الراهن وقد كانت كفة ميزان ضميره دوما من غير ان يشعر في صالح ( الكيزان) بالرغم انه غير منتمي اليهم بل يعرف عنه انه لا يصلي ولا يصوم و كان دوما يلقي لومه واحمال لعناته فقط علي المعارضة بالداخل والخارج وكانها هي التي تحكم البلاد و صنعت هذا الظلم والفساد من دون المساس بالوضع الراهن ورموز فساده واجرامه وهو وضع ليس مستفيدا منه في شيء لا بوظيفة محترمة ولا باي امتياز فهو شخص فقد حتي وظيفته الوحيدة كمعلم ابتدائي كان محترما ومقدرا بسببها في زمن جميل كان يحترم التعليم والمعلمين وهجرها في زمن قبيح بسبب الفقر والظلم لانها ما عادت وظيفة تكفي قوت عياله وتحفظ احترام الاخرين له مما اضطر اخيرا الي تركها واشتغل سائقا عند حاج التوم صاحب العيزومة و يعيش فقيرا علي مرتب سائق وهو لحد ما افضل ( شوية) من مرتبه السابق كمعلم ابتدائي ولذلك فهو محسوب من ضمن حزب جياع و فقراء السودان وهو الحزب الاكبر في السودان وكان لديه بن ترك مقاعد الدراسة بسبب الفقر الذي حرمه التعليم والاستقرار وتشرد الابن الي عوالم المجهول والضياع السوداني العظيم مثل الاف من الابناء والبنات السودانيات ابتلعهم ذلكم المجهول وصاروا حكايات تمضغ في مجالس الغوغاء و البلهاء للتسلية وكانها مقادير اختاروها اختيارا ! وغير معلوم حتي الان اين اختفي بن ( الفانوس) وايضا له بنت جميلة قيل انها ذهبت للدراسة الثانوية في مدينة ما و( طشت) بسبب الجوع الكافر والفقر القاهر مثلها ومثل الاف البنات ضعن في هذا الزمان الكيزاني الرديء وقد سرت شائعة في القرية بانها هاجرت الي مدينة بعيدة وقيل انها صارت تمتهن الدعارة هناك بعيدا عن اعين اهلها وكل ذلك بسبب الفقر القاهر و الجوع الكافر الذي اورثتنا اياه هذه الحقبة الكيزانية الرديئة بظلمها واجرامها وفسادها والتي وراءها اباليس فاسدون اصحاب فكرة فاسدة هي التي تسببت في كل هذا البلاء وهذا الداء الذي يجتاح البلاد والعباد.. وكل ذلك ( موسي الفانوس) بكل علمه وخبرته في الحياة لا يعي من المتسبب في كل احزانه والامه وشقائه ويبدو ان العبارة التي خرجت من فمه كانت من من موقف ضعف قاهر اضطره الي هذا البوح الرديء وهو الامر الذي جعل الزبالي ( علي الحسكنيت) يرد عليه بوعيه البسيط وبطريقة شجاعة اهتزت لها فرائص حاج التوم صاحب العيزومة بعد ان ( انبسط ) جدا من عبارة ( الفانوس) المنافقة المتزلفة :( ات ماك راجل يا هوين يا لويـــــــــــــــــطي المعارضة ان ما جابت لك حقك عاد نسويلها شنو دحين هي الظلمتك وجوعتك وطفشت بنيتك ووليدك وما معروف لهم اتر.. ات ماك نصيح ااازول دحين وين رجالتك مع الرجال عينك في الفيل تطعن في ضلو الله اقد عمارك يا الهوين الخميلة)!!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
هذا الفيديو ادناه يحكي عن بشاعة نتائج التدهور الاخلاقي في بلادنا والتي هي منتوج منطقي لرداءة الاوضاع السياسية والاقتصادية السائدة في الوطن والتي وراءها وضع حاكم يسيطرعليه حكام مجرمون فاسدون هم الذين يتحكمون في امورنا وبالتالي هم من اوصلوا الوطن الي هذه النتائج الكارثية والتي لا تستثني اي بيت سوداني لان الكوارث عندما تحل بشعب لا تستثني احدا فالفقر قاهر وهادم لاستقرار الاسر وبالتالي يعرض افرادها للضياع في متاهات كثيرة حينما يضطرهم الي ذلك اضطرارا لا اختيارا ولن يستثني احدا لان التربية مهما كانت صارمة ومحافظة لن تصمد ابدا امام الجوع الكافر وامام اغراءات الفاسدين من لديهم المال والسلطان وشهوة الاوغاد .....فمن منا يجزم ان هؤلاء الاطفال الابرياء في الفيديو ادناه اتوا من ارحام لا علاقة لنا بها....ومن منا يجزم انه يحيط بكل اسرار الناس وما في الصدور وما في الخدور وما وراء الابواب .... ومن منكم يضمن ان كل اهله معصومون وبمنجي من هذه الكوارث والافات التي تحسن الصيد في هذه المستنقعات مستغلة حوجة الاخرين... ومن منا بلا خطيئة وكلنا خطاؤون .. لذلك ان الصمت في مثل هذه الاوضاع السياسية والاقتصادية التي تجتاح الوطن كله و التي لللاسف مالاتها هذه النتائج المرة المحرجة القاسية الصادمة اعتقد انه صمت الديوث الذي يرضي لاهله هتك الشرف والعرض وهو غير قادر علي الزود عنهم في مواجهة من صنعوا هذا الخراب اي الحكام اولي الامر صناع الظلم والفساد من ادخلوا الوطن في هذا الواقع الخراب!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
ما هي قيمة الانسان حينما يكون بلا مواقف ولاكرامة ولا شرف وماذا تعني إنسانيته اذا ظل عاجزا عن نصرة الحق ومواجهة الباطل والدفاع عن كرامته وشرفه في مواجهة منتهكيهما وماذا يعني تدينه تحت اي يافطة اذا حتي الان لا يشعر بآلام وأحزان الاخرين وهو يعجز كحد ادني عن التعاطف معهم في محنهم .....وهل الحياة البشرية يمكن ان تختذل فقط في الاكل والشرب والنوم والاخراج والتناسل....وماذا يعني لنا التاريخ وصناع التاريخ من مصلحين وثوار وتضحياتهم الجمة من اجل شعوبهم هل هو ضرب من العبط لا قيمة له في الحياة البشرية ام امر مثمن ومقدر وجدير بالاحترام ..هذه تساؤلات مشروعة ومنطقية فان اجبنا عليها بما يتسق مع الفطرة السليمة وبمنطق انساني يعلي من قيمة الانسان كخليفة للرب علي الارض يمكن هنا حينها من السهولة التفاهم علي اسس راسخة تفضي الي وفاق وانسجام معقول يصلح كمدخل سلس للتغيير المنشود لرفعة الوطن واستقراره.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
من صمت ولا زال يصمت عن مظلمة الشريفة بنتنا صفية اسحق التي اغتصبها اوغاد جهاز القمع والقتل والتعذيب عليه ان يراجع ضميره ومنظومة القيم والاخلاق والتدين التي ينطلق منها لان الصمت عند هذه القضايا الحساسة المتعلقة بالشرف لهو امر جلل بل نقيصة كبري تضع صاحبها في خانة ( الديوث) الذي يقبل انتهاك شرف وكرامة اهل بيته وهو كائن لا يحق له بعد هذا الموقف المخزي ان يرفع عقيرته لانتقاد وتبخيس مواقف الاخرين من هم اشرف منه مواقف حتي لو كانت مواقفهم مجرد محاولات لم تصب شيئا ولكنها تظل كمحاولات اشرف من مواقف هؤلاء المتقاعسين الذين لا يحق لهم التطاول علي اصحاب المواقف لان فاقد الشيء لا يعطيه!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
رسالة العميد محمد أحمد الريح
الموجهة لوزير العدل في 15 أغسطس عام 1993
مثلت الرسالة التي وجهها العميد محمد أحمد الريح من زنزانته بسجن سواكن المركزي إلى وزير العدل خطوة هامة في طريق فضح نظام الإنقاذ في ممارسته للتعذيب ولمختلف أنواع المعاملة الأخرى التي تحط من كرامة المعتقلين في سجونه وفي بيوته السيئة السمعة (كما أسماها الشهيد علي الماحي السخي) التي عرفت باسم بيوت الأشباح. في اليوم العالمي لضحايا التعذيب نحيي صمود العميد محمد أحمد الريح، وشجاعته النادرة في فضح هذه الممارسات المشينة، ونحيي تجرده وهو يتجاوز الأذى والجرح الخاصين، ليكشف لجماهير شعبنا، ثم للأسرة الدولية، عن مدى البشاعة التي يتعرض لها الشرفاء في زنازين نظام الإنقاذ وفي بيوت أشباحه. لزم وزير العدل والنائب العام في ذلك الوقت، عبد العزيز شدو، صمتاً مطبقاً تجاه هذه الرسالة، وبقي العميد الريح بمعتقله ليتم نقله بعد أربع سنوات من تاريخ كتابتها إلى سجن كوبر. ولم يُطلق سراحه إلا بعد ضغوط قوية ومتواصلة من قِبل المنظمات غير الحكومية، والعديد من الوكالات الحكومية، وأيضاً من قِبل مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان في ذلك الحين. لقد جابت هذه الرسالة أنحاء العالم لتلفت الأنظار إلى بشاعة لم يسبقها مثيل في تاريخ السودان الحديث والمعاصر.
شكوى العميد محمد أحمد الريح
15 أغسطس 1993
إلى وزير العدل والنائب العام
بواسطة مدير عام السجون بواسطة مدير هيئة السجون، بورتسودان بواسطة مدير سجن سواكن.
بعد التحية،
الموضوع: شكوى
السيد وزير العدل،
أبدأ شكواي بقوله تعالى في محكم تنزيله: "أمر الله بالعدل والإحسان"، وبقول نبيه، أكرم الخلق: "ولم يغلق بابه دونهم ، فيأكل قويهم ضعيفهم" .
أنا النزيل العميد(م) محمد أحمد الريح الفكي أبلغ من العمر اثنين وخمسين عاماً، تم القبض على بواسطة سلطات جهاز الأمن في مساء يوم الثلاثاء 20 أغسطس 1991 من منزلي، وأجبرت على الذهاب لمباني جهاز الأمن بعربتي الخاصة وعند وصولي انتزعوا منى مفاتيح العربة وأدخلوني مكتب الاستقبال وسألوني عن محتويات العربة وكتبوها أمامي على ورقة وكانت كالآتي:
· طبنجة عيار 6.35 إسبانية الصنع ماركة استرا
· 50 طلقةعيار6.35 بالخزنة
· مبلغ 8720 دولار أمريكى
· فئات صغيرة من الماركات الألمانية
· خمسة لساتك كاملة جديدة
· اسبيرات عمرة كاملة لعربة اوبك ديكورد
· أنوار واسبيرات عربة تويوتا كريسيدا
· دفتر توفير لحساب خاص ببنك التجارة الألماني بمدينة بون
· ملف يحتوى مكاتبات تخص عطاء استيراد ذخيرة واسبيرات.
كل المحتويات المذكورة عرضت على في مساء نفس اليوم بواسطة عضو لجنة التحقيق الذي قام بالتحقيق معي، المدعو النقيب عاصم كباشى. وطلبت منه تسليمها صباح اليوم التالي إلى شقيق زوجتي العميد الركن مأمون عبد العزيز نقد الذي سيحضر لاستلام عربتي.
وبعد يومين أخبرني المدعو عاصم كباشى بأنهم قد سلموا العربة زائداً المحتويات للعميد المذكور.
وعند خروجي من المعتقل بعد النطق بالحكم لنقلى لسجن كوبر علمت بان العمـيد مأمـون نقد قد تم تعينه ملحقاً عسكرياً بواشنطن وسافر لتسلم أعبائه، ومع الأسف علمت منه بعد ذلك بأنه تسلم من جهاز الأمن العربة فارغة من جميع المحتويات المذكورة.
لقد تم تقديمي للمحاكمة أمام محكمة عسكرية سريعة صورية بتاريخ 23/2/1991، أى بعد شهر من تاريخ الأعتقال. ولقد ذقت في هذا الشهر الأمرين على أيدي أفراد لجنة التحقيق وعلى أيدي الحراس بالمعتقل وتعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسماني وقد أستمر هذا التعذيب الشائن والذي يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان حتى يوم النطق بالحكم بتاريخ 3/12/1991، وقد كان الحكم على بالإعدام تم تخفيضه إلى الحكم المؤبد، حيث تم ترحيلي بعده في يوم 4/12/1991م من معتقل جهاز الأمن إلى سجن كوبر ومنه بتاريخ 10/12/1991 إلى سجن شالا بدارفور.
لقد ظللت طيلة ثمانية عشر شهراً قضيتها بسجن شالا، أعانى أشد المعاناة من آثار ما تعرضت له من صنوف التعذيب التي لا تخطر على بال إنسان والتي تتعارض كلها مع مبادئ الدين الحنيف وما ينادى به المسئولون ويؤكدون عليه من أن حقوق الإنسان مكفولة وأنه لا تعذيب يجرى للمعتقلين.
هناك تعذيب رهيب لا تقره الشرائع السماوية ولا الوضعية، ويتفاوت من الصعق بالكهرباء إلى الضرب المبرح إلى الاغتصاب. وقد تعرضت أنا شخصياً لأنواع رهيبة من التعذيب تركت آثارها البغيضة على جسدي وتركتني أتردد على مستشفى الفاشر طلباً للعلاج وقد تناولت خلال هذه الفترة العديد من المسكنات والمهدئات بدون جدوى مما دفع بالأطباء إلى تحويلي للعلاج بالخرطوم بعد أن أقرت ذلك لجنة طبية اقتنعت بضرورة التحويل.
إن جبيني يندى خجلاً وأنا أذكر أنواع التعذيب التي تعرضت لها، وما نتج عن ذلك من آثار مدمرة للصحة والنفس، كما سأذكر لك اسماء من قاموا بها من أعضاء لجنة التحقيق وأفراد الحراسات بالمعتقل والذين كان لهم صلاحيات تفوق صلاحيات افراد النازي في عهد هتلر وألخصها فيما يلي، علماً بأن الأسماء التي سأذكرها هي الأسماء التي يتعاملون بها معنا ولكنى أعرفهم واحداً واحدا إذا عُرضوا عليّ:
· الضرب المبرح بالسياط وخراطيم المياه على الرأس وباقي أجزاء الجسد.
· الربط المحكم بالقيد والتعليق والوقوف لساعات قد تمتد ليومين كاملين.
· ربط احمال جرادل مملوءة بالطوب المبلل على الأيدي المعلقة والمقيدة خارج أبواب الزنازين.
· صب المياه الباردة أو الساخنة على أجسادنا داخل الزنازين إذا أعيانا الوقوف.
· القفل داخل حاويات وداخل دورات المياه التي ينعدم فيها التنفس تماماً.
· ربط الأعين ربطاً محكماً وعنيفاً لمدد تتجاوز الساعات.
· نقلنا من المعتقل إلى مباني جهاز الأمن للتحقيق مربوطي الأعين على ظهور العربات مغطين بالشمعات والبطاطين، وأفراد الحراسة يركبون علينا باحذيتهم والويل إذا تحركت أو سُمع صوتٌ، فتنهال عليك دباشك البنادق والرشاشات والأحذية.
· يقوم بكل ذلك أفراد الحراسات وهم: كمال حسن واسمه الأصلي أحمد محمد من أبناء العسيلات وهو أفظعهم وأردأهم، حسين، أبوزيد، عمر، علوان، الجمري، على صديق، عثمان، خوجلي، مقبول، محمد الطاهر وآخرون.
· تعرضت شخصياً للاغتصاب وإدخال أجسام صلبة داخل الدبر، وقام بذلك النقيب عاصم كباشي وآخرون لا أعرفهم.
· الإخصاء بضغط الخصية بواسطة زردية والجر من العضو التناسلي بنفس الآلة وقد قام ذلك النقيب عاصم كباشي عضو لجنة التحقيق.
· الضرب باللكمات على الوجه والرأس وقام به أيضاً المدعو عاصم كباشى ونقيب آخر يدعى عصام ومرة واحدة رئيس اللجنة، والذى التقطت أسمه وهو عبد المتعال.
· القذف بالألفاظ النابية والتهديد المستمر بإمكانية إحضار زوجتي وفعل المنكر معها أمام ناظري بواسطة عاصم كباشى وآخر يحضر من وقت لآخر لمكان التحقيق يدعى صلاح عبد الله وشهرته صلاح قوش.
· وضع عصا بين الأرجل وثنى الجسم بعنف إلى الخلف والضرب على البطن وقام به المدعو عاصم كباشى والنقيب محمد الأمين المسئول عن الحراسات وآخرين لا أعلمهم.
· الصعق بالكهرباء وقام به المدعو حسن والحرق بأعقاب السجائر بواسطة المدعو عاصم كباشي.
لقد تسببت هذه الأفعال المشينة في إصابتي بالأمراض التالية:
· صداع مستمر مصحوباً بإغماءة كنوبة الصرع.
· فقدان لخصيتي اليسرى التي تم إخصاؤها كاملاً.
· عسر في التبرز لا أستطيع معه قضاء الحاجة إلا باستخدام حقنة بالماء يومياً.
· الإصابة بغضروف في الظهر بين الفقرة الثانية والثالثة كما أوضحت الفحوصات. علماً بأني قد أجريت عملية ناجحة لإزالة الغضروف خارج السودان في الفقرة الرابعة والخامسة، والآن أعانى ألاماً شديدة وشلل مؤقت في الرجل اليسرى.
· فقدي لاثنين من أضراسي وخلل في الغدة اللعابية نتيجة للضرب باللكمات.
· تدهور مريع في النظر نتيجة للربط المحكم والعنيف طيلة فترة الاعتقال.
بعد تحويلي بواسطة لجنة طبية من الفاشر إلى المستشفى العسكري حولت من سجن شالا إلى سجن كوبر في اوائل شهر مايو المنصرم وحينما عرضت نفسي على الأطباء أمروا بدخولي إلى المستشفى وبدأت في إجراء الفحوصات والصور بدءاً بإخصائي الباطنية وأخصائي الجراحة تحت إشراف العميد طبيب عبد العزيز محمد نور بدأ معي علاجاً للصداع وتتبعاً للحالة كما عرضت نفسي على العميد طبيب عزام إبراهيم يوسف أخصائي الجراحة الذي أوضح بعد الفحوصات عدم صلاحية الخصية اليسرى ووجوب استئصالها بعد الانتهاء من العلاج مع بقية الأطباء. ولم يتم عرضي على أخصائي العظام بعد.
للأسف وأنا طريح المستشفى فوجئت في منتصف شهر يونيو وفى حوالي الساعة الحادية عشر مساء بحضور مدير سجن كوبر إلى بغرفة المستشفى وأمرنى بأخذ حاجياتى والتحرك معه إلى السجن بكوبر حيث هناك تعليمات صدرت من أجهزة الأمن بترحيلي فوراً وقبل الساعة الثانية عشر ليلاً إلى سجن سواكن.
حضر الطبيب المناوب وأبدى رفضه لتحركي ولكنهم أخذوني عنوة إلى سجن كوبر حيث وجدت عربة تنتظرني وبالفعل بعد ساعة من خروجي من المستشفى كانت العربة تنهب بي الطريق ليلاً خارج ولاية الخرطوم.
ولقد وصلت سواكن وبدأت في مواصلة علاجي بمستشفى بورتسودان والذي أكد لي الأطباء المعالجون بعد إجراء الفحوصات بعدم صلاحية الخصية اليسرى ووجود غضروف بالظهر ومازلت تحت العلاج من الصداع المستمر وتوابعه.
أقدم إليكم شكوتي، بعد الله، لتحكموا في قضيتي بالعدل. وإذا لم تفعلوا، أو لم تتمكنوا، فمن غيركم يستطيع؟ (...)
أسأل الله أن لا تتحمل وزر الذين أخطأوا. وأسأله أن لا تكون مسئولاً عن تجاهل ظلم الظالمين. وأسأله أن لا تكون جهة يمارسون منها ظلمهم، أو طريقاً لمحاكمتهم الجائرة، أو سلماً يتسلقونه لتوجيه أذيتهم.
أرفق إليكم مع خطابي هذا نسخة من التقرير الطبي الصادر من الطبيب الذي يتابع حالتي، ولكم شكري وتقديري.
محمد أحمد الريح الفكي
نسخة إلى: رئيس الدولة رئيس القضاء رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس الوطني الانتقالي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
رسالة الدكتور فاروق محمد ابراهيم للرئيس السوداني عمر البشير
الجمعية السودانية لمنهاضة التعذيب الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:40 المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
د. فاروق أستاذ للعُلوم بجامعة الخُرطوم، وكان من أوائل الذين استهدفهُم النِظامُ في بواكير عهده بتعذيبٍ مُهين.. والأنكى، أن تلميذه - وزميله في الجامعة من بعد- شد. نافِع علي نافِع، كان ثاني اثنين قاما بذلك الفعل القبيح!! أقدما على تنفِيذه بوعيٍ كامِل، لعِلمِهم بالشخصِ المَعني, وهو مُرَبٍ في المقامِ الأوَّل, عَلى يَدِه تعلمت وتخرَّجت أجيالٌ, وقد ظلَّ طوال حياته - وما فتئ- يُمارس السياسة بزُهد المُتصوِّفة.. مثالٌ للتجرُّد والطهر وعفة اللسانِ, مُتصالحاً مع أفكاره ومبادئه.. إن خالفك الرأي، احترم وجهة نظرك, وإن اتَّفقَ مَعَكَ استصوَبَ رأيك.. ويبدو أن هذه الصفاتُ مُجتمعة هي التي استثارَت د. نَافِع في الإقدامِ على تنفيذ فعلته!! وفيما يلي نوردُ النص الكامل لمُذكرته التي أرسلها من مقرِّه في القاهرة، إلى رئيس نظام الإنقاذ.. وترجعُ أهميَّة هذه الوثيقة إلى أنها احتوَت على كل البيِّناتِ القانونِيَّة والسياسيَّة والأخلاقِيَّة التي تَجعل منها نموذجاً في الأدَبِ السياسي, وفَيْصَلاً مثالِياً لقضيَّة يتوقفُ عليها استقامة المُمارسة السياسيَّة السُودانِيَّة, وتعدُّ أيضاً اختباراً حقيقياً لمفهومِ ”التسَامُحِ“، إن رَغِبَ أهلُ السُودان، وسَاسته بصفة خاصَّة، في استمرار العيشِ في ظله.. كذلك فإن المُذكرة، بذات القدر الذي قدَّمت فيه خيارات لتبرئَة جراح ضحايا نظام الإنقاذ, أعطت الجاني فرصة للتطهُّر من جرائمه بأفعالٍ حقيقيَّة، أدناها الاعترافُ بفداحة جُرمِه.. وما لا نشُك فيه مُطلقاً، أن فرائص القارِئ حتماً سترتعدُ وهو يُتابعُ وقائع الجُرمِ، خِلالَ سُطورِ هذه المُذكرة, رغم أن طولِ الجرح يُغري بالتناسي، على حد قول الشَاعِر!!
القاهرة 13/11/2000م
السيد الفريق/ عمر حسن البشير رئيس الجمهورية ـ رئيس حزب المؤتمر الوطني بواسطة السيد/ أحمد عبدالحليم ـ سفير السودان بالقاهرة المحترمين
تحية طيبة وبعد
الموضوع: تسوية حالات التعذيب تمهيداً للوفاق بمبدأ ”الحقيقة والتعافي“ على غرار جنوب أفريقيا ـ حالة اختبارية ـ
على الرغم من أن الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن, فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهى الجدية, وأسعى لاستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللآلاف من ضحايا التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها, ولن يكون ذلك طبعا إلا على أساس العدل والحق وحكم القانون.
إنني أرفق صورة الشكوى التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتاريخ 29/1/1990, وهى تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم, ومحاكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون. تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم وأبنائي الطلبة الذين قاموا بنشرها في ذات الوقت على النطاقين الوطني والعالمي, ما أدى لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها, بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما. وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح, وتوالى سقوط ضحايا التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, فلا يعقل والحال على هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين استبيحت أموالهم وأعراضهم ودماؤهم وأرواح ذويهم, هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة ”كافة“حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.
إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1989م ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الانتخابات أن الذين قاموا به ليسوا فقط أشخاصا ملثمين بلا هوية تخفوا بالأقنعة, وإنما كان على رأسهم اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ, والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ, وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتاريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منها لعناية اللواء بكري, فقد جابهني اللواء بكري شخصياً وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي, ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم, كما قام حارسه بضربي في وجوده, ولم يتجشم الدكتور نافع, تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم, عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم, وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة, ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص - كما ورد في مذكرتي- وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة. على أي حال فإن المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية, وثبات تلك التهم من ناحية ثانية, يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح أنموذجا يتم على نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب, على غرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
قبل الاسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:- • أولاً: تم تسليم صورة من الشكوى التي تقدمت لسيادتكم بها للمسئولين المذكورة أسماؤهم بها, وعلى رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج عني بعد أقل من شهر من تاريخ المذكرة. ولو كان هناك أدنى شك في صحة ما ورد فيها - خاصة عن السيد بكري شخصياً- لما حدث ذلك, ولكنت أنا موضع الاتهام, لا هو. • ثانيا: أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 إلى طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلاً عن حالة كل واحد منا, تحصَّلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه. وقد أبدى طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط استياءهم واستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق. وكان من بين أفراد تلك المجموعة كما جاء في الشكوى نائب رئيس اتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ صادق شامي الموجودان حاليا بالخرطوم, ونقيب المهندسين الأستاذ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببريطانيا, والدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم, وغيرهم ممن تعرضوا لتجارب مماثلة, وهم شهود على كل ما جرى بما خبروه وشاهدوه وسمعوه. • ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ, السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الاتحادي والسيدان محمد إبراهيم نُقُد والتيجاني الطيب زعيما الشيوعي وغيرهم, كلهم شهود بنفس القدر, وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من قادة المعارضة لنفس التعذيب على أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكاوى مماثلة. • رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد انتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه, فشاهد آثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة, كذلك فعل كثيرون غيره. • خامسا: تم اعتقال مراسل الفاينانشيال تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته, فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقة عن ما تعرضت له وتعرض له غيري من تعذيب, وعن محادثته الدامغة مع المسئولين عن تلك الانتهاكات وعن تجربته الشخصية.
إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة, ومع أن هذا الخطأب يقتصر كما يدل عنوانه على تجربتي كحالة اختبارية, إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها, وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق), فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة, ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيد لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة - لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً- يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات اخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت بِبَدرالدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع, ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته, فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة.
أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب على أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة لي للتسوية.
الخيار الأول الحقيقة أولا, ثم الاعتذار و”التعافي المتبادل“ بتعبير السيد الصادق المهدي
هذا النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقيا. إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه التسوية, ويختلط لدى الكثيرين مبدأ العفو مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي المرفق للسيد عبدالعزيز شدو فإنني أعفو بالمعنى الديني والأخلاقي عن كل من ارتكب جرما في حقي, بما في ذلك السيدان بكري ونافع, بمعنى أنني لا أبادلهما الكراهية والحقد, ولا أدعو لهما إلا بالهداية, ولا أسعى للانتقام والثأر منهما, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون. وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به برغم المعاناة وفى ذروة لحظات التعذيب. إن العفو لا يتحدد بموقف الجلاد ولا بمدى بشاعة الجرم المرتكب, وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامى ويرفض الانحدار لمستنقع الجلادين, فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم. فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدى ندما حقيقيا على ما ارتكب من إثم, واعتذر اعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامى يكون أقرب إلى الاكتفاء بذلك وإلى التنازل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به, بهذا يتحقق التعافي المتبادل. هذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي ارتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.
إنني انطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخذهما العزة بالإثم, أن يعترفا ويعلنا حقيقة ما اقترفاه بحقي وبحق المهندس بدرالدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, وأن يبديا ندما وأسفا حقيقيا, أن يعتذرا اعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام, وأن يضربا المثل والقدوة لمن غرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب, وائتمروا بأمرهم. حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هناك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يتقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل على نفس المنوال.
لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا اعترافه بممارسة التعذيب طالبا لمغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي انقلب على من أدخلوه وبرروه أن يكون موضوعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس ومع الآخرين والاعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسيء إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة, فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله. وإن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلى التقوى. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.
الخيار الثاني التقاضي أمام المحاكم الوطنية
إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب آخر, فلا يكون هنالك بديل عن التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعى للوفاق الوطني على غرار ما جرى في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتكم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضاءها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب, لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا جميعا في شيلى وإندونيسيا والبلقان وغيرها. كما أن هذا الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق ولعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هنالك, كما قال المتنبي العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذى ورؤية جانيه, وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية, بما في ذلك مقاضاة من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي. ذلك إذا ما اقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.
الخيار الثالث التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان
ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سوى اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها, للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الآن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها. إنني لا أقبل على مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل على حل قضايانا بأنفسنا. وكما علمت سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع آخرين ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في اتخاذ إجراءات أمر الاعتقال الذي تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمغادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروط التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوى. وإنني آمل مخلصا أن تسيروا على طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل المواطنين الذين تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ”الإنقاذ“ أن يعودوا أحرارا يشاركون في بناء وطنهم.
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد. فاروق محمد إبراهيم
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
وهذا هو الحل السلمي المدني في حده الادني وبأقل خسارة ومخاطرة للقضاء المبرم علي هذا الوضع الاجرامي الفاسد عبر الانتفاضة الشعبية الشاملة التي ستعيد الامور الي نصابها الوطني العادل عبر شرعية ثورية رادعة عادلة تنصف كل ضحايا الوطن لتقيم دولة الحرية والعدالة والمساواة المعبرة عن تطلعات اهل السودان علي اساس مبدأ المواطنة غض النظر عن الدين او اللون او الجنس او الثقافة او الجهة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
ومن عبارات هؤلاء المخذلين اذا اردتم اكتشافهم وفضحهم ستجدها متفرقة وعلي شاكلة عبارات تفضح حقيقة مواقفهم السلبية مثل :( والله ليها الحق الانقاذ تحكمنا مليون سنة لو دي المعارضة الراجينها) او( هسه انتو الفرق شنو بينكم وبين الكيزان الله العنكم والعن الكيزان) او ( والله لو ده بديلكم احسن اقعدوا الكيزان ليوم القيامة) او(معارضة ارتزاق وخمسة نجوم وعنصريين اشرف منها الكيزان علي الاقل قاعدين بكاتلوا جوه بلدهم ) او ( انت يا العامل معارض لو انت راجل تعال كاتل من جوه زي المناضلين البكاتلو في الحكومة) وكثير من العبارات التخذيلية التي تفضح مواقف هؤلاءالسواقط الذين جندوا انفسهم بالمجان لخدمة الطغيان!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
والشيء المؤسف والاخطر ان هذا الطيف المهول من السلبيين والمخذلين هو الاعرض في السودان وهم اضعاف اضعاف عدد المنتمين للعمل السياسي سواء في الحكومة او في المعارضة اومجتمعين وفيهم للاسف كفاءات علمية ومهنية راقية كان يمكن ان تسهم بعلمها في خدمة قضية التغيير الوطني ولكنهم بكل انانية اثروا سلامتهم الذاتية وصون مكاسبهم الشخصية علي الانحياز لشعبهم المظلوم و من غير ان ينفعلوا باضعف الايمان لنصرة قضيته العادلة وهو حضيض السقوط الانساني والاخلاقي واهون منه الفشل السياسي للمعارض الذي حظي بشرف الموقف الوطني حتي وان فشل في مهمة التغيير لان مجرد محاولة اللحاق بشرف الموقف الوطني لهي اشرف من الصمت الخائب الموطد لاركان الطغيان.. ولذلك احمل هذا الطيف ( الجعز سري) مسئولية التخلف والفشل وعدم الاستقرار السياسي السوداني منذ الاستقلال وحتي اليوم حيث هم لا زالوا الحزب السري الاكبر في الوطن والعميل رقم واحد لكل طغاة الوطن عبر كل حقب الطغيان منذ الطغيان الاجنبي وحتي عصور الطغاة المحليين لانهم دوما بصمتهم وسلبيتهم القاتلة يخدمون مجانا اجندات هؤلاء الطغاة عبر الحقب ولذلك الساكت عن الحق شيطان أخرس كما شبهه المأثور الاسلامي بسبب فداحة صمته عند المواقف والملمات التي تحتاج علو اصوات الحق المواجهة للطغيان لنصرة الحق والمظاليم!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
ان قضية التغيير الوطني واجب والتزام انساني واخلاقي قبل ان يكون سياسيا علي كل سوداني وسودانية من غير استثناء وهو شرط لنجاح التغيير اي ان يمارس الكل مهمة التغيير الوطني وبكل الطرق والوسائل المشروعة والمتاحة واولي خطوات التغيير هي اجتثاث هذا النبت الشيطاني الراهن عبر الانتفاضة الشعبية الشاملة الاتية بالشرعية الثورية الرادعة العادلة والتي ستعيد الامور الي نصابها الطبيعي بعد تصفية جيوب الشمولية وكل مؤسساتها ومحاسبة كل المتورطين في قهر شعبنا وانصاف مظاليمهم واعادة صياغة الدولة السودانية علي اسس قومية عادلة تعبر عن مصالحنا جميعا في سياق دولة المواطنة التي تحترم مواطنها غض النظر عن لونه ودينه وثقافته وجهته وجنسه .. وعلينا ان نرفض الان بشدة كل مشروعات التسوية الراهنة الساعية لانقاذ سيئة الذكر ( الانقاذ) من الطوفان الشعبي القادم اي ثورة الجياع والبؤساء وهي محاولات مكشوفة تسعي لانجاز تسوية ظالمة ستخرج الطغاة باقل واهون الخسائر ومن غير محاسبات بل محتفظين بجل ما اغتنموه بالباطل عبر كل تلكم الحقبة الكالحة من مقدرات وامكانيات ستحتفظ لهم بميزة التفوق مستقبلا علي كل خصومهم فرادي ومجتمعين وهو ما سيجعل كل مستقبل الوطن القادم تحت رحمتهم في اوضاع غير متكافئة لطالما سيحتفظون باسباب هذا التفوق الظالم والذي هو منتوج استباحات التمكين ونهب الدولة عبر اكثر من ربع قرن من حكم التسلط والاجرام والنهب والفساد باسم الدين وبالتالي ينذر بخراب عظيم سيقضي علي ما تبقي من وطن بسبب عجز اهله عن مهمة الاضطلاع بالتغيير وحينها لن يستثني الخراب القادم احدا منتمين وغير منتمين!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني والله العظيم وعلي بالطلاق أخير من المعارضة!! (Re: هشام هباني)
|
Quote: ان الذين لا هم في الحكومة ولا في المعارضة و عندما ينتقدون بشكل اكبر المعارضة اكثر من انتقادهم للعصبة الحاكمة بزعم تقويم العمل المعارض من حقنا ان نشكك في امرهم ونواياهم بانهم من طابور الطغمة سواء كانوا يعون او لا يعون ذلك لانه ليس من العدل ان تلقي باللوم اولا علي الضحية الواقع عليها الجور والمضطرة ان تدافع عن نفسها بكل الوسائل عندما تضيق عليها خيارات المقاومة ونتناسي المجرم الطاغية المتسبب الرئيس في كل الخراب والمخجل ان حجة هؤلاء المشبوهين انهم ينطلقون في ذلك ويبررونه من باب الحرص علي العمل المعارض وهو مسعي في ظاهره حقاني ولا انكر عليهم حقهم في انتقاد المعارضة لانها ببساطة تتكون من بشر خطائين وليسوا ملائكة نورانيين فيهم الصادقون والمبدئيون في مواقفهم وفيهم الانتهازيون المتاجرون باسم القضية الوطنية وفيهم المندسون من الطغمة الحاكمة لاختراق المعارضة لتشويهها وانتقاص مصداقيتها وهيبتها ومن حقنا انتقاد كل هذا ولكن في ذات الوقت ان من ينتقد العمل المعارض ان يكون في الاساس صاحب موقف معارض ايجابي واضح علي الارض وليس شخصا محايدا بين الحق والباطل اي بين الحكومة والمعارضة وايضا حينما ينتقد المعارضة عليه ان يتجاوزها لتقديم البديل الافضل الاكثر قبولا واحتراما والذي سيخلق التغيير وغير ذلك ففاقد الشيء لا ولن يعطيه لانه شخص غير مؤهل لاطلاق الاحكام وانتقاد الاخرين لطالما لم يحسم خياره سواء في صف الطغيان او في صف المعارضة ولكنه حسب اعتقادي بكل المقاييس فان هذا الكائن تخذيلي اقرب الي صف الطغيان لان نقده الجائر للمعارضة بهذه الصورة الظالمة والمشبوهة ومن غير ان يقدم بديلا عنها اعتبره بكل ثقة انه شخص في صف الطغمة لانه يقدم خدمة مجانية كبري للطغمة في انتقاد خصمها وفي ذات الوقت لا يجرؤ حتي اللحظة علي اتخاذ موقف واضح ضد الطغمة ومنازلتها بكل الوسائل ولو باضعف الايمان وهؤلاء ارحم منهم موقف ( جــــــــــــــعز كــــــلب السرة) الذي لا يريد ان يكون مع الحكومة مدافعا عنها ولا مع المعارضة مقاتلا معها!!
|
تحياتي النواضر .. هشام هباني كريمو ...
| |

|
|
|
|
|
|
|