ظلمتها السياسة وتجاهلها الإعلام همشكوريب .. المدينة المنسية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 02:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2014, 07:31 AM

مجاهد عثمان عبد الرحيم
<aمجاهد عثمان عبد الرحيم
تاريخ التسجيل: 07-06-2013
مجموع المشاركات: 125

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ظلمتها السياسة وتجاهلها الإعلام همشكوريب .. المدينة المنسية

    ظلمتها السياسة وتجاهلها الإعلام
    همشكوريب .. المدينة المنسية
    *مدينة القرآن تعاني حالة انغلاق ثقافي واجتماعي وسياسي
    *طلاب الخلاوي يلتحفون السماء لانعدام السكن.. ووجبتهم الوحيدة العصيدة *المستشفى بلا أطباء.. هل هناك نزاع بين السلاح الطبي ووزارة الصحة؟ *المرضى يقطعون (250) كيلو لصرف روشتات الدواء من كسلا.. منتهى المعاناة
    *ألف طالب بالمدارس النظامية مقابل (10) آلاف دارس بالخلاوي
    همشكوريب: مجاهد باسان

    الساعة كانت تشير إلى الثامنة من صباح الإثنين وأنا أشد رحالي إلى مدينة همشكوريب، المدينة المنسية على حد تعبير أحد الزملاء من خارطة إنسان كسلا نسبة لبعد المسافة وبعد الخدمات، وأنا في طريقي إليها لأول مرة لم يتبادر إلى ذهني أي تصور عن طبيعة المدينة وتضاريسها ولا مناخها كذلك، كل ما كان في خاطري أنني أود زيارة همشكوريب التي سمعت عنها كثيرا منذ الصغر ولارتباطها بالقرءان في أذهان السودانيين، شكل ذلك الارتباط دافعاً لأقف على تلك المدينة وتلك الخلاوي بجانب الوقوف على طبيعتها ومصالحها الخدمية.
    الوصول للمدينة ليس سهلاً نسبة لطول المسافة الفاصلة بينها وبين عاصمة الولاية كسلا. فالرحلة الى همشكوريب تحتاج لأكثر من أربع ساعات متواصلة لتصل إلى نهاية الأسلفت الذي ينقطع عند بداية المدينة.
    لم يتبادر إلى ذهني أن تكون هنالك معاناة للوصول إلى همشكوريب نسبة لانقطاع الطريق منذ أكثر من شهر ونصف بسبب السيول التي تتدفق من الجبال الجنوبية والتي لا تبعد كثيرا عن المدينة لتبدأ حالة من المعاناة للوصول إلى الضفة الأخرى من الطريق المسفلت مرورا بالعديد من المطبات والسهول الرملية التي يصعب على السيارات العادية تجاوزها لعدم توفر خاصية الدفع الرباعي التي تتوافر في السيارات التي كنا على متنها، أكثر من ربع ساعة خارج عن مسار الطريق الذي يربط المدينة بالشارع الرئيس والذي يمر بولاية كسلا وولاية البحر الأحمر، الطريق المقطوع على حد تعبير أحد الأهالي بالمنطقة انقطع منذ أكثر من شهر ونصف دون أن تلتفت إليه السلطات، والأغرب من ذلك هو أن السلطات أيضاً تمر بذلك الطريق المقطوع منذ انقطاعه لكنها لم تبد أي اهتمام لأن أغلب سيارات الحكومة دفع رباعي في مقدورها اجتياز الطرق الوعرة.
    الوصول إلى همشكوريب عبر ذلك الطريق المقطوع فيه الكثير من المعاناة بالنسبة للمواطنين الذين يركزون في رحلاتهم على الحافلات الصغيرة بجانب (اللواري)، لكنها لا تستطيع قطع الطريق في ظل وجود أمطار أو سيول وعلى حد تعبير المواطنين بالمدينة أنهم ينتظرون ساعات حتى تتوقف السيول لعبور ذلك الطريق المقطوع.
    مدينة همشكوريب المطلة على سلسلة الجبال الفاصلة بينها وبين الحدود الإريترية مدينة بعيدة عن كل شيء، لا تنتمي لأريتريا من حيث الثقافة ولا تقترب من كسلا من حيث العمران، ليغلب على طابع المدينة ظاهرة الانغلاق الثقافي والاجتماعي والسياسي كذلك، كما أن العادات أسهمت في تقنين ذلك، لتحول دون أن تدخل معالم القروية إلى المدينة دعك من المدنية التي هي من المحرمات، همشكوريب التي تبعد 280 كيلو جنوب شرق مدينة كسلا بعيدة عن كل شيء. بعد أكثر من أربع ساعات متواصلة وصلنا إلى المدينة والتي لم نمض فيها أكثر من 4 ساعات كان في استقبال الوفد الذي كنا في مرافقته بعض السكان بجانب معتمد المحلية وبعض القيادات بالمنطقة بغرض الوقوف على المشاريع التي يشرف عليها برنامج الغذاء العالمي بجانب العون الإيطالي الذي يعملون بصورة واسعة في المنطقة بمشاريع تسهم في تنمية المدينة وتطوير إنسانها عبر المساهمة في برنامج الغذاء من أجل العمل وبرنامج التغذية المدرسية الذي يسهم في تحفيز الطلاب على مواصلة الدراسة، الجولة في المدينة برفقة الوفد جعلتنا نتعرف على معالم المدينة بجانب نشاطات أهل المنطقة والتي تنحصر في التجارة فقط بالمدينة، أستثمرنا تلك الجولة في التعرف على معالم المدينة والمدارس والمستشفيات بجانب بعض المؤسسات الحكومية، المدينة لا يوجد بها سوى مبنى للمحلية بجانب مبنى للجيش ومستشفى خالي من الأطباء ومدرسة للأساس وأخرى للثانوي ومستوصف صغير للأمراض العادية التي لاتتعدى فيها حالات الالتهاب والملاريا وغيرهما من الأمراض الصغيرة. خلال تلك الساعات القليلة وقفنا على كل المرافق الصحية والتعليمية بالمنطقة ، أغلب المواطنين في المنطقة منهمكون في أعمالهم قليلاً منهم من تجده خارجاً عن دوامة العمل سواء كانت الأعمال تجارية في سوق المدينة الكبير أو زراعية والتي يعتمد السكان فيها على الزراعة بالري المطري بجانب الرعي . المدينة على حسب آخر تعداد يصل سكانها إلى أكثر من 200 الف نسمة إلا أن ذلك العدد ربما يفوق المعدل الطبيعي لسكان تلك المدينة التي على حد تعبير أحد المواطنين لايصل عدد سكانها إلى 100 ألف نسمة دعك من 200 الف نسمة. *مستشفى بلا أطباء
    أكثر ما شدني في تلك المدينة هو وجود مستشفى مجهز بأحدث التصاميم ومدعم ببعض الأجهزة الحديثة لتستقبل من خلاله المستشفى الحالات الطارئة بجانب تقديم الخدمات الطبية بالصورة التي تتناسب مع مستوى مواطني المدينة، لكن المصيبة الكبرى ليس في المستشفي بل في عدم وجود أي طبيب أو كادر طبي مؤهل يسكن ذلك المبنى الذي لم يستقبل مريضاً منذ أن أنشأه رئيس الجمهورية على حسب التسمية التي أطلقت عليه، فالمستشفى أنشئ على مساحة تتعدى الـ (2000) متر مربع إلا أن تلك المساحة خالية تماما من أي شيء منذ إن أنشئ في العام 2012م ، يقول معتمد محلية همشكوريب: المستشفى منذ أن تم تشييده لم يوظف له أطباء متخصصون وكوادر مؤهلة، هنالك بعض الروايات التي تقول بأن هنالك نزاعا بين السلاح الطبي ووزارة الصحة وهذا ما جعل المستشفى منذ إنشائه وإلى هذه اللحظة رغم سعته خال من كل شيء حتى من المواطنين، كما أن المستشفى أصبح مجرد معلم وليس مرفقا يلجأ إليه المرضى لتسكن على أرضياتها المكسية بالسراميك الأتربة وتتخذ العناكب من أركانه بيوتاً ليصبح مجرد مبنى خال رغم الجهود التي بذلت فيه. بعض الملاحظات والتلميحات كان يود المعتمد أن يرسلها للقائمين على الأمر في ولاية كسلا ووزارة الصحة الإتحادية ليقفوا على حجم تلك المعاناة التي يجسدها واقع المستشفى بجانب معاناة المرضى ليعبر بصورة عاجزة وهو يفتح لنا أبواب المستشفى ليعرفنا على الأجهزة التي كانت من المفترض أن تضيف للمدينة لا خصما عليها، فأغلب الأجهزة الحديثة بالمستشفى التي وجدناها لاتجد من يستطيع تشغيلها نسبة لعدم وجود الكادر المؤهل بجانب عدم حاجتهم إليها لأن أغلب الحالات هي حالات خفيفة أما بالنسبة للحالات الطارئة ترسل إلى أقرب وحدة صحية والتي تبعد أكثر من 200 كيلو متر تكن فيها احتمالات النجاة ضعيفة جدا إضافة لعدم وجود وحدة إسعاف مركزي بالمدينة، فمحلية همشكوريب لاتتعدى سوى مبنى واحد يجمع مكتب المعتمد ومكاتب الإداريين بالمحلية بجانب سيارة للمعتمد وأخرى إدارية لا تصلح لنقل المرضى. المدينة رغم التعداد الذي يفوق المعدل الطبيعي للسكان إلا أنها لايوجد بها طبيب سوى عمومي واحد بجانب ممرضين آخرين يساعدان الطبيب في عمله المعتاد بجانب صيدلية واحدة يشترى منها كل اهل المدينة علاجاتهم، فهنالك بعض الأدوية لاتتوفر بالصيدلية الوحيدة في المنطقة والتي يضطر المواطن فيها للذهاب لأكثر من 200 كيلو لوجود العلاج او تفضيل الموت فضلاً عن قطع تلك المسافة إن لم يكن قادرا على دفع تكاليف تلك العلاجات على حد تعبير أحد مواطني مدينة همشكوريب.
    *التعليم بالمنطقة
    أغلب سكان المنطقة يحبذ التعليم التقليدي والذي تكون فيه للخلوة السلطة الكاملة لفرض تعاليمها على الصغار من خلال منهج محدد تتبعه سياسة الخلوة منذ أكثر من 50 عاما وهو حفظ كتاب الله كاملاً بجانب تأهيلهم للدراسات القرآنية في المنطقة وهي كلية الدراسات القرآنية بمدينة همشكوريب والتي يجد الدارسون فيها أحقية الدخول إلى جامعة القرآن الكريم بالولاية أو بالخرطوم، أما بالنسبة للتعليم المدرسي فنسبة الإقبال عليه ضعيفة جدا مقارنة بطلاب الخلاوي والذي يفوق عدد الدارسين بالخلاوي أكثر من 10 آلاف دارس مقارنة بـ أقل من ألف طالب منتظم في المدارس بالمحلية، التعليم نسبة للعديد من الإشكاليات التي يرجع فيها السبب لالتزام المحلية بتوفير المعلمين وتغاضيهم عن مشكلة التعليم في المنطقة واستغلال جهل المواطنين بالمنطقة وبأثر التعليم عليهم بجانب عدم توفير المعلمين جعل هذا كل يصب في عملية ثقافة التعليم غير مرغوب فيها لعدة اعتبارات وهي أن التعليم في المدارس يكلف الآباء بعض التكاليف المادية من وجبة وغيرها من المستلزمات التي هم في غنى عنها لذلك لايجد التعليم حظه بالصورة المطلوبة، أما بالنسبة لتعليم البنات ففي وقت قريب كان من المحرمات وأن فكرة إنشاء مدرسة مخصصة للبنات قوبل بالرفض بل وصل بهم الحد إلى تدمير المدرسة بالكامل، إلا أن المجتمع بدأ متسامحا بعض الشيء مع تعليم البنت في الفترة الأخيرة وبإشراف العون الإيطالي ومنظمة الأغذية التي توفر نظام التغذية المدرسية، لكن كل ذلك في حدود، لتبلغ نسبة البنات الملتحقات بنظام التعليم 90 بنتا فقط مقارنة بنسبة تفوق ال2000 بنت في مدينة همشكوريب.
    *الخدمات بالمنطقة
    المدينة بالرغم من إتساعها إلا أنه لايوجد بها محطة مركزية للكهرباء ولا شبكة مركزية للمياه، كما أنها مازالت تعتمد على الجانب التقليدي في جلب المياه بجانب الاستعمال المحدود لها، أما بالنسبة للكهرباء فالمدينة تعتمد في أغلب الأوقات على نظام الطاقة الشمسية لإنارة بعض الأماكن العامة وبعض المرافق الصحية بجانب اعتمادها على مولدات الكهرباء، فالمدينة لا تعتمد كثيرا على الكهرباء في أنشطتها اليومية لذلك تتعايش مع الواقع بصورة أريحية لايجد السكان ضيقا في مجئ الكهرباء أو انقطاعها لذلك المسؤولون في السلطة لم يكلفوا أنفسهم عناء التوصيل واكتفوا ببعض المولدات التي تعمل عند الضرورة. *خلاوي علي بيتاي
    الخلاوي في همشكوريب عبارة عن مرتكز أساس بالمدينة كما أن أغلب السكان في المنطقة يبدأ حياته بالدخول في الخلوة ومن ثم التدرج فيها حتى يحفظ القرآن بصورة كاملة تأهله للدخول لكلية القرآن إن رغب أو الدخول للمدرسة إن استطاع، فقصة الخلوة تعود للشيخ (علي بيتاي) الذي بدأ بخلوة صغيرة لتغدو مركزا لشبكته الدينية، الخلوة تستقطب في كل شهر عددا كبيرا من التلاميذ من منطقته ومن مناطق السودان الأخرى القريبة والبعيدة، بل ومن الدول الأجنبية كذلك. كما أنها تعتمد بصورة واضحة على فيض المحسنين في تسيير أمرها إضافة إلى مساهمات الحكومة وعطاياها من حين إلى آخر على حد تعبير مشرف الخلاوي (محمد علي)، الخلوة تضم أغلب سكان المدينة إلا أن السلطات لم تهتم بها او تلتفت إليها لتبقى تلك الخلاوي على حالها الذي وجد عليها أغلب أحفاد الشيخ علي بيتاي وهي الراكوبة الكبيرة بجانب بعض المظلات الزنكية التي يكون فيها الطلاب كما المستجير من الرمضاء بالنار، هذا إضافة إلى أن طلاب الخلوة يحتاجون لبعض المعينات الغذائية نسبة لاعتماد الطلاب على الوجبة الوحيدة وهي العصيدة ، الطلاب يلتحفون السماء نسبة لعدم وجود سكن يستوعب كل اولئك الطلاب نسبة لكثر أعدادهم وتزايد نسبتهم بين الحين والآخر.
    *رسالة لمن يهمهم الأمر
    الحديث كثير والواقع أكبر لكن تبقى المسؤولية الكاملة في أعناق سلطات الحكومة في المركز والولاية المعنية للالتفات إلى تلك البقعة المنسية من شرقنا الحبيب. فمدينة همشكوريب لاتحتاج لأكثر من حقها المشروع كما أن همشكوريب، مدينة ظلمتها السياسة وتجاهلها الإعلام وظلمها أهلوها، أتمنى أن تلتفت الحكومة وتصدر توجيهات بدراسة حالة المدينة ومعاينتها وأن يسجل والي ولاية كسلا الذي هو المسؤول الأول عنها,زيارة ويقف على تلك المدينة المنسية واحتياجات أهلها .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de