الطريق الناعم والطريق الوعر: دروس استفتاء اسكتلندا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 06:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2014, 08:10 PM

د. عمرو محمد عباس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطريق الناعم والطريق الوعر: دروس استفتاء اسكتلندا

    د. عمرو محمد عباس محجوب

    بعكس الموجة الاولي في الخمسينات والستينات من توجه دول للاستقلال من الاستعمار، والتي كانت تتكون من دول متعددة الاعراق والاديان، فقد تميزت الموجة الثانية من الاستقلال وتكوين دول مستقلة جديدة منذ التسعينات بمظهر مختلف. من استقلال الدولة القومية المتعددة والمتنوعة، جاءت الدول الجديدة على ارضية التجانس العرقي والثقافي (الدين جزء من المكون الثقافي)، وتم ادماج دول من المانيا واليمن على نفس الخلفية. منذ بداية التسعينات تكونت اكثر من 30 دولة جديدة كانت كلها تابعة لدول اكبر، فقد انقسم الاتحاد السوفيتي السابق إلى 15 دولة، يوغسلافيا 7 دول، وتشيكوسلوفاكيا إلى دولتين، ناميبيا، تيمور الشرقية، واخيراً جنوب السودان. تمت اغلب الاستقلالات بالطريق الناعم، إلا في بوسنيا، تيمور الشرقية، ناميبيا وجنوب السودان. ونلاحظ ان احد الاطراف في الصراع في ثلاث دول من المسلمين.

    على نفس الخلفية تتواجد كثير من الحركات الداعية للاستقلال: كتالونيا من إسبانيا، وهى حركة مبنية على أساس وجود دولة وأمة لها تاريخ ولغة وثقافة، تم تجاهلها حين ضمت كتالونيا إلى إسبانيا. إقليم الباسك من اسبانيا. الفلامون من بلجيكا. البوليساريو من الغرب، تقودها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وهي حركة تأسست جبهة البوليساريو في 10 مايو 1973 وتسعى إلى الانفصال عن المغرب وتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. الحركة الوطنية لتحرير ازواد من مالي، كيبك من كندا، التاميل من سيريلانكا ، ونمور التاميل تمثل الاقلية التاميلية التي تريد الانفصال بدولة مستقلة لان الاغلبية السنهالية هي التي تحكم البلد وتسيطر علي ثرواته. هذه مجرد امثلة من العشرات من الحركات حول العالم.

    اسكوتلندا: العيش المشترك أفضل لنا

    بعد ثلاثمائة عام من الوحدة، توجه حوالي 3.6 مليون اسكتلندي، يوم الخميس 18 سبتمبر2014 بنسبة مشاركة بلغت 84.6% من مجموع من يحق لهم الاقتراع وصوتوا لصالح الوحدة مع بريطانيا بنسبة 55.25% "نعم" للوحدة. رغم تركيز القوى الداعية للاستقلال تركز على المشاعر القومية، قضية الهوية والاستغلال، إلا أن المحرك الاساسي هو تحسين الوضع الاقتصادي في اسكتلندا ووضعية السكان، على رأس أوليات الناخبين، وقد كان هذان العاملان أساسيين في ترجيح كفة المنادين بالحفاظ على وحدة المملكة المتحدة.

    يقع هذا البلد الصغير شمال انجلترا وهو يمثل ثلث مساحة المملكة المتحدة. يعيش فيه أكثر من خمسة ملايين نسمة. تعرف إسكتلندا بمساحاتها الشاسعة وبثرواتها النفطية المتواجدة في البحر وبسواحلها الغنية بالثروة السمكية. كما يعتمد هذا البلد في اقتصاده على الخدمات والبنوك وعلى إنتاج " الويسكي". ورغم النمو الاقتصادي الذي عرفته إسكتلندا في الآونة الأخيرة، إلا أن نسبة البطالة لا تزال تطال ستة بالمئة من المواطنين.

    الحملة التي تقوم بها جماعة "العيش المشترك أفضل لنا" ترى أن إسكتلندا لن تكون قوية إلا في حال بقيت في كنف إنجلترا التي تملك عملة قوية واقتصاداً قوياً. كما أن إنجلترا تشكل سوقاً كبيرة لإسكتلندا، وهي الوحيدة القادرة على استيعاب الكم الهائل من الشباب الإسكتلنديين وانخراطهم في الحياة المهنية. يرى أنصار "نعم" أن استقلال إسكتلندا سينهي سنوات التبعية السياسية لنظام بريطاني محافظ في حين تميل أغلبية شعب إسكتلندا إلى اليسار، وسيسمح لشعب إسكتلندا أن يحافظ على نظامه الصحي الخاص، المهدد من قوانين لندن، وعلى منظومته التربوية، لا سيما مبدأ التعليم المجاني في الجامعات في وقت تتطلب الدراسة في الجامعات الإنجليزية أموالا كثيرة.

    قصة إسكتلندا مع الاستفتاءات ليست جديدة. الفكرة تبلورت في الستينيات مع استقلال الإيرلنديين. فاقم هذا الوضع سياسات مارغريت تاتشر والتي تسببت في غلق العديد من الشركات في قطاعات المناجم وبناء السفن... وظهور أول المشاكل المتعلقة بالبطالة. فتم تنظيم أول استفتاء شعبي في 1979 تم بموجبه إنشاء جمعية وطنية محلية، وفي 1997 تم تنظيم استفتاء ثاني منح بموجبه إسكتلندا استقلالاً ذاتياً مع صلاحيات واسعة في عدة مجالات، مثل الصحة والتعليم والقضاء. في 2007، تمكن الحزب الوطني الإسكتلندي الذي فاز بالانتخابات التشريعية من تشكيل أول حكومة مستقلة في تاريخ هذا البلد.

    في تعليق لرئيس الوزراء كاميرون إن هناك ضرورة لاحترام حقوق الشعوب الأخرى في المملكة المتحدة، وكذلك هناك ضرورة لإيجاد علاقة أكثر عدلاً وتوازناً بين جميع أجزاء المملكة المتحدة. وتعهد كاميرون بالالتزام بتعهداته التي قطعها بشأن منح اسكتلندا سلطات واسعة تتعلق بالضرائب والانفاق والرخاء الاجتماعي. وفي موقف موحد أصدرت الأحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى أمس الثلاثاء بياناً رسمياً مشتركاً يعد الإسكتلنديين بتوسيع الحكم الذاتي لمنطقتهم في حال صوتوا لرفض الاستقلال.

    جنوب السودان والوحدة المنفرة

    عندما توجه ملايين الجنوبيين بحماس واجواء احتفالية لمراكز الاستفتاء لاختيار خيار "الاستقلال" بنسبة غير مسبوقة في أي استفتاء، كانت في الواقع تصوت ضد انظمة سودانية فشلت خلال 66 عام بعد الاستقلال في التوصل لحلول مقنعة لجميع الاطراف. ويعتبر استفتاء جنوب السودان خلال يناير 2011، أعلى نسبة في تاريخ الاستفتاءات، حيث فضل 98% الاستقلال عن الخرطوم، تليها نتيجة استفتاء استقلال إيسلندا من الدنمارك ب 97%. في مايو 1944.
    ليس بمقدوري من واقع الوثائق والمشاهدات والشهادات الحية، القول أنه كانت هناك حملة، كما رأينا في اسكوتلندا، للمؤيدين للوحدة. كتبت آلاف المقالات في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، الاشعار، الاغاني، والشعور الفياض للسودانيين تجاه الجنوبيين، لكن لاحمله. خاطبت المقالات والكلمات الشجية سكان الوسط والشمال وبعض المثقفين الجنوبيين، لكنها لم تصل إلي ملايين الجنوبيين من الذين ظلوا في اماكنهم او من كانوا في الجوار الوسطي والشمالي. احتكر الحملة تراجعات النظام عن تطويرآليات العمل المشترك ودعاة الانفصال الشماليين. ربما نظن أن هذه آخر تجربة سوف نخوضها في هذا المجال، لكننا على نفس الدروب سائرون.

    لماذا لا يأتي الناس من العاصمة إلى هنا؟

    جاء في مقال ((Can art help to bring peace to Sudan?، http://www.theguardian.com/world/2014/aug/18/art-film-activist-peace-sudanhttp://www.theguardian.com/world/2014/aug/18/art-film-activist-peace-sudan لريم شوكت، أنه عندما توجه حجوج كوكا، المخرج السوداني، لفيلم "ايقاعات الأنتونوف"، لمخيمات النازحين داخلياً واللاجئين، تراوحت الاسئلة من نوع: "لماذا لا يأتي الناس من العاصمة إلى هنا؟ لماذا الطبيب الوحيد في المنطقة اميركي وليس السوداني؟ أين المركز في كل هذا؟ " وغيرها. ووصلت الكاتبة لعدم قدرة الحركات السياسية والاجتماعية السودانية، على التواصل مع مناطق النزاع وعجزها عن "الشرح للمواطن العادي السوداني أن الحرب هي أكبر مشكلة لبلادهم، كما أنه يؤثر على كل شيء من الاقتصاد، إلى الرعاية الصحية ونظام التعليم. أكثر من 70and#1642; من عائدات البلاد تذهب إلى الجيش والأمن؛ وبعبارة أخرى، تؤثر الحرب على الحياة اليومية للجميع".

    السودان على مفترق طرق

    إذا مثل إستفتاء انفصال الجنوب نقصاً شديداً في إدارة حملة الوحدة الجاذبة كما رصدناها من قبل، فإننا سنرصد النتائج التي يمكن توقعها من الوضع الحالي في دارفور، جنوب النيل الازرق والنيل الازرق. منذ اندلاع الحرب الاهلية الدارفورية، تم فرض اجراءات مشددة على تحركات السكان، سواء بإغلاق الطرق الموصلة بين المدن، الانتقال بالطائرات، وحصار القرى وغيرها. اما على المستوى الاخر فقد اثر انعدام الامن، المليشيات، القتل العشوائي، الاغتصابات على خشية السكان من التحرك الحر. ادى هذا إلى انغلاق السكان في مواقعهم والخوف من التحرك داخل وخارج دارفور.

    نتيجة للصراعات العنيفة المتعددة والمتنوعة، فقد انشأت معسكرات ضمت في سنوات منها اكثر من مليوني مواطن، بجانب معسكرات لاجئين فب الدول المجاورة. هذه المعسكرات المغلقة في مدن الاقليم، استدعت تواجد اكبر بعثة عسكرية تابعة للامم المتحدة (اليوناميد). هذه المعسكرات في الحقيقة هي سجن كبير يحرم القاطنين من التحرك خارجها. في هذه المعسكرات نشأ جيل كامل من ابناء دارفور. هؤلاء لم يذهبوا للمدن السودانية خارج وربما داخل اقليمهم، لم يلتقوا بابناء البحر وحلفائهم من المليشيات العربية إلا كمعتدين، اغلبهم لايعرفون عن الثقافة، الرياضة والاغاني السودانية إلا القليل. وعندما شارك بعضهم عام 2012 في نيالا، ووجهوا بالرصاص على عكس اقرانهم في المدن الوسطية.
    حتى الذين اتاحت فرص نادرة وصولهم للمدن السودانية في اواسط السودان والعاصمة خصوصاً، فلم يكونوا اوفر حظاً. فمعظمهم يعيشون في اطراف المدن في احياء عشوائية، يعملون في مهن هامشية او متشردين. الذين اتاحت لهم فرص الحياة النادرة الالتحاق بالجامعات، ووجهت كل محاولاتهم للاحتجاج على وضعهم البئيس بعنف مفرط من القتل والالقاء في الترع كما حدث لطلاب جامعة الجزبرة او الاغتيال كما حدث لطالب جامعة الخرطوم، الشهيد علي أبكر بعد ان القى خطاباً حول الوضع المتدهور في دارفور.

    لأن قادة الجبهة الثورية جزء من الحياة السياسية والاجتماعية السودانية، عاشوا في مدنها، سافروا في انحائها وتعرفوا على قوس قزح الاعراق المختلفة، ويشاركون مع غيرهم لصياغة سودان المستقبل. رغم ذلك تدفعهم جماهيرهم المنعزلة تماماً عن باقى الوطن نسبياً، إلى الدعوة إلى إعتماد نظام فدرالي قائم على اقاليم منفصلة خلال الفترة الانتقالية ل دارفور جنوب كردفان/ جبال النوبة والنيل الازرق. وربما كما حدث في كل العالم تدفعهم إلى مواقف اقوى واكثر جذرية.
    بمراجعة كافة الحركات الاستقلالية في العالم نجدها تبدأ من قلة من السكان ثم تراكمها الاحداث العنيفة، سواء الجسدية او الاقتصادية الاجتماعية، حتى تصبح مطلباً عاماً للسكان. تجربة جيل كامل في دارفور، جبال النوبة والنيل الازرق مع حكومة الوسط والشمال تتركز في المعاملة القاسية، القصف بالطيران، هجمات المليشيات على القرى، حرقها، نهبها، اغتصاب نسائها وتهجيرهم والاستيلاء عليها.

    تعطينا نتائج استفتاء اسكتلندا رسالة واضحة "اوضحت استطلاعات الرأي أن كل الفئة العمرية مابين (16 حتى 59 عاماً ) كانت نسبة التصويت أكبر لصالح الاستقلال .. بينما كان تصـويت الفئة العُمرية فوق الـ 60 برفض الإستقلال عن بريطانيا بنسبة كبيـرة". تجربة اسكتلندا حول الحكم الذّاتي الذي اقترحته الحكومة العمّاليّة سنة 1979، كانت نتيجته 52% بنسبة 33% من الذين لديهم حق التصويت ، بينما ارتفعت نسبة المصوتين عام 2014 بنعم إلى 45% بنسبة تصويت بلغت حوالي 85% من الذين لديهم حق التصويت.

    على الحركات والمنظمات الاجتماعية عبء ثقيل في شرح هذه العلاقة الملتبسة وأن يفرقوا بين جلادين الشعب السوداني وضحاياه في كل اطراف السودان. ربما تفيدنا تجربة حملة استفتاء اسكتلندا، لكنني اظن أن افضل تجاربنا وخططنا المستقبلية سوف تأتي من مراجعة تجاربنا الماضية، الفاشلة منها مثل انفصال الجنوب، والناجحة في عشرات اشكال العمل سوياً سواء على مستوى القيادات او بين من هم في الميدان.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de