|
|
 نص كلمة د. الطاهر الدرديرى فى الموتمرالعام السادس للمغتربين بالخرطوم
|
بسم الله الرحمن الرحيم.
سعادة السفير/ حاج ماجد سوار الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج .
المحترم .
سعادة /عوض محمد أحمد بن عوف .. سفير جمهورية السودان بسلطنة عمان.
المحترم.
الموضوع "" دعوة الامين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج لزيارة السلطنة "".
فاسمح لنا أولا أن نهنئك بهذا المنصب الجديد الذي ظلت أعين المغتربين منذ زمن طويل ترمق المسئولين عنهم , والقائمين بتدبير شؤونهم , والذين تم إختيارهم لهذا المنصب الرفيع , وظلت تطيل النظر والإنتظار رجاء أن يقدموا لهم ولو مكسبا واحدا , ثم يرجعون البصر كرتين , فينقلب البصر إليهم خاسئا وهو حسير. وإنا لنزف إليك التهنئة الحارة باختيارك لهذا المنصب الذي تشرئب إليه كثير من الأعناق والنفوس . وإنا قد نفائلنا خيرا بختيارك , ومن حقنا أن نفرح ونبتهج , ونمني أنفسنا ,ولو لمرة واحدة فقط في عمرنا . فقد سبقت الى مسامعنا عنك شخصيتك المتميزة , وقوتك في قول الحق , وجسارتك , ودفاعك عن منتسبيك . وإن مجلس تنسيق الجالية بسلطنة عمان ليبادر بدعوتك الي زيارة سلطنة عمان لتري حال أفراد الجالية السودانية على الطبيعة , وتسمع ما لاتستطيع أن تسطيره الأقلام .وقديما قيل :
ياأبني الكرام ألا تدنو فتبصر ما ....... قد حدثوك فما راء كمن سمع.
سعادة السفير: لقد ظللنا زمانا ننادي بالعدل بينن أبنائنا وبين إخوانهم السودانيين في القبول للجامعات السودانية. وكان التمييز واضحا بينهم وبين غيرهم . وكان التطفيف والكيل بمكياليين لا يحتاج إثباته الى دليل ولا إلي برهان . فطبقت عدة تجارب على أبنائنا , كلها كانت تجارب خاسرة . فكان مكتب القبول الموحد بالسودان زمانا طويلا يأخذ من كل طالب من عمان عشر درجات , ثم عدل الى نظام النسبة , ثم عدل الى نظام ""الكوتة"" لكل دولة عدد محدد من المقاعد. ونتيجة لهذه المعاملة كانت رغبات أبنائنا تذهب أدراج الرياح . فترك كثير من أبناء المغتربين وطنهم, ويمموا وجوههم شطر بلدان أخري قصية . أضافت الى والديهم زيادة النفقات, ولوعة البين ,والتشتيت ,والإغتراب, وفراق أسرهم ووالديهم لطلب العلم في سن مبكرة .ولو رأيتهم وأسرهم في صالات الانتظار في المطارات -وماء الشجون يسيل من خدودهم-لأحزنك الأمر :
وطفلة مثل حسن الشمس إذ برزت..... كأنما هي ياقوت ومرجان .
فيا رب أم وطفل حيل بينهما.............. كما تفرق أرواح وأبدان .
وكان -والله - الأذي النفسي جسيما بفرقتهم إلى الصين أو ماليزيا أو الباكستان أو أوروبا
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحي..... وأدمعي مستهلات وأدمعه.
ويكفيه من لوعة التشتيت أن له..... من النوي كل يوم ما يروعه.
ما آب من سفر إلا وأزعجه .........رأي الى سفر بالعزم يزمعه.
كأنما هو في حل ومرتحل ..........موكل بفضاء الأرض يذرعه.
لاأكذب الله ثوب الصبر منخرق..... عني بفرقته , لكن أرقعـــــــــــــه.
وليس بألامر الهين أن يفقد كثير من المغتربين أولادهم وهم في عنفوان الصبا , وريعان الشباب . وفقدت البلاد بفقدهم كثير من العملات الحرة . وفقد الأبناء في هذه السن المبكرة محبة الحنين الى الأوطان , ولأرضك حرمة وطنها , كما لوالدتك حق لبنها, فالكريم لا يجفو أرضا بها قبائله , ولا ينسي دارا بها قوابله . وورثت أسرهم بعد بعدهم شجا وغصة في حلوقهم :
أودي بني , وأعقبوني غصة بعد الرقاد وعبرة لا تقلع .
فغبرت بعدهم بعيش ناصب وأخال أني لاحق مستتبع.
فالعين بعدهم كأن حدقهــا سملت بشوك فهي عور تدمع .
سعادة السفير : لقد طالبنا - حتي بحت أصواتنا- بإمكان إصدار الجواز الإلكتروني من السفارة السودانية بمسقط أسوة بعدد من السفارات في الخليج . ولقد وعدنا سعادة السفير عوض محمد أحمد بن عوف بتحقيق هذه الأمنية الغالية , ونقل إلينا –مشكورا -هذا الوعد عبر سعادة مدير عام الشرطة بالخرطوم الذي أبدي تفهما وأريحية وسماحة . وظللنا أشهرا ننتظر تحقيق هذا الوعد :
ولا يورق العود من رعد بلا مطر ........ إذ ليس يسقي سراب القاع ظمآنا.
والوعد عند السادة المالكية ملزم شرعا .
ولكن الى ألآن لم نر شيئا من قبل المسئوليين في السودان مع تقديرنا الكبير لما يقوم به سعادة السفير السوداني بسلطنة عمان والذين يعيش معنا همومنا لحظة بلحظة . وأصبحنا نردد صباح مساء مع عمرو بن معديكرب الزبيدي :
لقد أسمعت لو ناديت حيا..... ولكن لا حياة لمن تنادي .
إن ما نعانيه , وأسرنا , وأطفالنا من سوء المعاملة في المطارات العالمية من اغترافنا لحملنا الجواز القديم شيئ فظيع لايكاد يحس به حملة الجوازات الدبلوماسية , ولا الوفود الرسمية التي تفتح لها قاعات كبار الزوار. وأصبحنا كما قال النابغة الذبياني:
فبت كأن العائدات فرشن لي ........ هراسا به يعلي فراشي ويقشب .
فلا تتركني بالوعيد ,كأنني ....... إلى الناس مطلي به الغار أجرب.
ولقد طالبنا من قبل أن تكون مدة سريان الجواز الالكتروني لعشر سنوات أسوة بعشرات الدول المتحضرة التي تعمل على راحة مواطنيها . وقلنا لهم : خذوا من الضرائب ما شئتم في سبيل راحة مواطنيكم وهي غاية في حد ذاتها. وإن السفر قطعة من العذاب , ولولا الأدب مع النبي صلي الله عليه وسلم لقلنا : إن السفر هو العذاب كله . ثم إن المسافر يعان ولا يهان .وكتبنا من قبل أن معظم الدول لا تمنح تأشيرة الدخول إلا إذا كان الجواز ساريا لمدة ستة أشهر. وعلى هذا إذا فالجواز الإلكتروني لاتزيد مدة سريانه إلا اربع سنوات وأربعة أشهر فقط .مما استدعي بعض أبنائنا الذين حصلوا على الجواز الإلكتروني قبل خمس سنوات أن يتكلفوا أتعاب السفر, وقيمة التذاكر للذهاب الى السودان لتجديد جوازات سفرهم .واستدعي الأمر أن يترك كثير من الأساتذة والأكادميين كثيرا من المؤتمرات والورش نتيجة لعدم تجديد الجواز الجديد الذي استخرجوه من السودان .
سعادة السفير : لقد تركنا المطالبة بإلغاء تاشيرة الخروج مع إنها مطلب مشروع بنص الدستور , لكنه مطلب بعيد المنال , وطالبنا من قبل أن تكون تاشيرة الخروج –وهي البدعة التي لاتوجد إلا في السودان الآن , وفي والعراق سابقا–أن تكون لمدة سنة كاملة , وصالحة لعدة سفرات, لكل المغتربين دون إستثناء ما دام أنهم يدفعون الضرائب لمدة سنة كاملة , وأنهم يدفعون الزكاة لمدة سنة كاملة , فما الذي يمنع أن تكون التأشيرة لمدة سنة كاملة غير الجباية وضياع الوقت , والتردد على مكاتب الجهاز المكتظة بالمراجعيين .ولكنها- أي التأشيرة المتعددة -قصرت على فئة دون أخري وبشروط غير ميسرة .وإن ما يعانيه المغترب الذي يحضر للسودان في ظروف طارئة -وما أكثرها- من مشقة , وضياع للوقت والمال, لشيئ لا يوصف وليس له ما يبرره .
ولقد رفعنا مذكرات متعددة مفادها السماح للمغترب باسيراد سيارة له ولأسرته معفية من الجمارك تماما .فكان الطلب كالطالبات السابقة من المستحيلات . ثم جاء منشور بنك السودان الأخير الصادر بتاريخ 9 يونيو 2014م القاضي بضوابط استيراد السيارات والبكاسي فزاد الأمر سوء .وكان المنشور كثالثة الأثافي . وأصبح حالنا كحال أبي الطيب المتنبئ القائل :
ماذا لقيت من الدنيا , وأعجبه ............ أني بما أنا باك منه محسود .
نعم وإن كان هذا المنشور قد استثني الدبلوماسين والمغتربين , لكن نخشي أن يزيد علينا مزيدا من تعقيد الأجراءات , وليس ذلك ببعيد , فما زال يأتينا من المسئولين في السودان كل عجيب , واصبح حالنا كأبي ذويب الهذلي :
حتي كأني للحوادث مروة .......... بصفا المشرق كل يوم تقرع .
سعادة السفير / إن الغضب – والله- أصبح يشتعل في صدور المغتربين من كثرت ما ألم بهم من الظلم, والاستهانة, والمهانة . ومن كثرت الغش والخداع , وما زال كثير من المغتربين في السلطنة يحملون أوراقا ثبوتية بالعملة الحرة منذ عشرين عاما في مشروع سندس الزراعي . حتي أصبح الأمر بينهم أحدوثة وقصة للتندر. وأصبح الخداع في سندس مثلا , وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها, ومع التحذير النبوي"" لا يلدغ المؤمن من حجر واحد مرتين . "" . فقد لدغ المغتربون من الجهاز عدة لدغات . وفقدوا الثقة , ونفرت القلوب .
وإن القلوب إذا تنافر ودها ...........مثل الزجاجة كسرها لايجبر .
واسمح لي سعادتكم أن أردد قول نصر بن سيار الكناني :
أري تحت الرماد وميض نار..... وأخشي أن يكون لها ضرام.
فإن النار بالعودين تذكي ....... وأن الحرب أولها كلام.
فإن لم يطفها عقلاء قوم ........ يكون وقودها جثث وهام .
فقلت من التعجب ليت شعري...... أأيقاظ أمية أم نيام .
سعادة السفير/ حاج ماجد سوار نرجو كريم تدخلكم الشخصي بإيصال صوتنا لمطبخ القرارات الصعبة التي تمس كل حياة المغتربين وأسرهم . ونكرر دعوتكم الكريمة لزيارة السلطنة لتروا مكتب جالية سودانية يعمل من غير موارد , ويتحمل فوق طاقته .
وإن مجلس تنسيق الجالية السودانية بسلطنة عمان ليشكو مر الشكوي من كثرة القرار المتضاربة الجائرة التي تصدر من المسئولين في السودان بين الحين والآخر .
سعادة السفير / لقد شكي كثير من إخواننا الذين عادوا لأرض الوطن في الأشهر الماضية , الإخلال بما سبق من منشور بإعفاء الأغراض المستعملة من الجمارك , وذكروا صنوفنا من التعذيب , وعسر الإجراءات في تخليص أغراضهم .
وإنا لنرفع أكفنا مع النبي عليه الصلاة والسلام "" اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا , قلة حيلتنا, وهواننا على الناس . أنت رب المستضفعين وأنت ربنا لاإله إلا أنت إلي من تكلنا,إلى بعيد يتجهمنا , أم إلي عدو ملكته أمرنا ,إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي,غير أن عافيتك أوسع لنا. نعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السموات والأرض , وأشرقت له الظلمات, وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة , من أن يحل علينا غضبك , أو ينزل علينا سخطك . لك العتبي حتي ترضي , ولا حول ولا قوة إلا لنا إلا بك .
دكتور / الطاهر محمد الدرديري محمد.
رئيس مجلس تنسيق الجالية السودانية بسلطنة عمان .
|
|
 
|
|
|
|
حيدر امين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست