|
اللقاء الأخير بين (عبدالسلام نور الدين ) و(تاج السر الحسن )..ست لوحات (ليس للحوار)!!1
|
وقفت اليوم الإثنين غرة سبتمبر 2014 على مقال فخيم جدا للبروف عبدالسلام نور الدين حماد أستاذ الفلسفة بأكثر من جامعة والناشر الشهير عبر (دار النسق )قديما و صاحب المؤلفات الثرة جدا فى (العقل والحضارة ) ( الشريعة والحقيقة ) وغيرها محوره لقاء أخير خلال زيارته للسودان بعد ربع القرن من الزمان والضرب فى أرض الله الواسعة بالشاعر السودانى الكبير تاج السر الحسن ( من أبناء النهود كردفان وجزيرة أرتولى بالشمالية ) وصاحب التجربة الشعرية الكبيرة جدا فى ديوان الشعر السودانى الحديث والترجمة المباشرة من الروسية إلى العربية . قيمة المقال تكمن فى تطواف البروف عبدالسلام نور الدين ( من أبناء كردفان القديمة ودرس بالفاشر ) بحب ومتعة فى مغانى وأشجار وروائح وأطعمة و مفردات ووجوه كردفانية كثيرة جدا بعضها غاب فى جوف الثرى .. كذلك عبدالسلام له مقالات رفيعة جدا فى نقد الشعر محورها فضيلى جماع (المجلد ) عالم عباس (الفاشر ) مثلما له مقالات كثيرة (بعضها غير منشور ) عن شعر المتنبى .
سوف أنزل المقال فى شكل لوحات عددها ستى ثم أثبت المصدر . بروف عبدالسلام نور الدين (تشرفت بقراءة مقررا علميا فى الفلسفة اليونانية فى مجالس درسه قديما بأداب جامعة الخرطوم )
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اللقاء الأخير بين (عبدالسلام نور الدين ) و(تاج السر الحسن )..ست لوحات (ليس للحوار)!!1 (Re: احمد الامين احمد)
|
اللوحة الأولى من المقال ا تاج السر الحسن الحسين (2013 1930) المشهد الاخير .. بقلم: د. عبدالسلام نورالدين طباعة أرسل إلى صديق
الإثنين, 01 أيلول/سبتمبر 2014 10:57
**
تنوية: كل الاشعار الواردة في هذه السطور من داووين الشاعر تاج السر الحسن باستثناء المقطع الوراد في الاستشهاد رقم (10 ) للشاعر جيلي عبدالرحمن.
-1-
الدرويش الهائم في حلقات ذكر "الطريقة الانسانية "
بعد غياب قارب ربع قرن من الزمان كل يوم منه مقداره الف عام مما تعد نفسي هبطت بي طائرة تركية في مطار الخرطوم في منتهى النصف الاول من شهر يناير من عام ( 2012)
كان من سعدي اثناء زيارتي القصيرة للخرطوم اللقاء عبر الهاتف مع الباذخ النبيل الشاعر تاج السر الحسن الحسين - الدرويش الهائم في حلقات ذكر "الطريقة الانسانية. وكان ذلك من منزل عالم عباس محمد نور الذي يجلس ايضا على منجم من ماس الموهبة - فاعذرني تاج بسماحته أن لم أت اليه مباشرة بعد وصولي الى السودان ولم ينشد بالطبع: تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكموا علي اذن حرام, فطفت من اعماقي وطافت اناشيده القديمة.
"عندما اعزف يا قلبي الاناشيد القديمة
ويطل الفجر في قلبي على اجنح غيمة
ساغني اخر المقطع للارض الحميمة
**
ههنا من كل دار كل ممشى
نتلاقى كالرياح الاسيوية
كاناشيد الجيوش المغربية"1
تاج السر الحسن الشاعر والمترجم الكبير له الرحمة والمغفرة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللقاء الأخير بين (عبدالسلام نور الدين ) و(تاج السر الحسن )..ست لوحات (ليس للحوار)!!1 (Re: احمد الامين احمد)
|
اللوحة 6 6-
سباق مارثون التلاشي بين دبوجة وتاج
قد قرأت في فبرابر( 2013 ) أن العلم الذي ظل يرفرف خفاقا لاكثر من ثمانين عاما فوق ذري جبل حيدوب -محمد ابراهيم دبوجة قد احترق الى الابد ولم يعد بوسع عيون مدينة النهود رغم كرامات شيوخها –ابو قمراية –والزبال –ومحمد عبدة –وحمد النيل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان تراه بجلبابه الطويل يجوبها بعطر روحه وعقله متهدجا بالتوزيع المعروف لموسيقى صوته . ثم طوي العالم في الرابع عشر من مايو( 2013 ) خبر جاءني بالاضطراب والزعازع أن قلب تاج السر الحسن الحسين ايضا قد توقف عن الخفقان في الحاج يوسف فبرق وشع وهب أمامي على التو جيلي عبدالرحمن ( 1931 -1990 ) صنوه و صفيه وتوأمه في الترحال والتجوال والمالات الحزينة : ينشد بصوته الاسر الحزين على بوابات "صاي "وعبري" "وحي عابدين" و"موسكو" و"عدن" و"وهران" و"غرناطة" : الصمت زجاج مكسور واجمة كالثكلى الدور . قد انطفأ المصباح فما جدوى الزيت.
"كم غنيت الحرية والموت
فالحرية تلد الفرحة للناس
والموت رقاد لا عتمة فيه ولا صوت
ما اعمق هذا الاحساس
ان لاح جناز قد هرول فى صمت للقبر
وارتاع الناس على الافريز بكوا من غير دموع
فليرحمه الله
ثم انسابوا فى موجات النهر"10
هل انساب "تاج" حقا ذرات مذابة تحت اقحاف الرمال التي وردت بعددها في اشعاره بعد ان شدا للخور و"الصرفان" و"الدومات" واللالوب والهشابات والنيمات واللبخ والنهيدات ورأى التبلدي ينشر روائع اللوحات من فروعه المشرئبه الى ودق سحاب كردفان في خريف "العينة السايق".
"فلقد شدا للخور والدومات
ورأى التبلدي ينشر الاعلام
في كردفان روائع اللوحات
تزهو بهن على المدى الايام
*
ورمال النهود حيدوب على الوديان
نسيت خطاه تعبر الصرفان
وبكاه حيدوب قبيل الموت
ونعته كل معاشر العربان"11
*
اطل "تاج" اخيرا واخرا بوجهه الصوفي النبيل من حلقة ذكر الانسانية بعد الدورة الابدية لمارثون سباق التلاشي بعد أن نال بجدارة كأس الغياب.
شجيرة (الهشاب) ياصحاب
نسيتموها.. أم تُرى أنساكم الغياب؟
أم أن هذه الحياة كلها سراب؟"12
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللقاء الأخير بين (عبدالسلام نور الدين ) و(تاج السر الحسن )..ست لوحات (ليس للحوار)!!1 (Re: احمد الامين احمد)
|
على الفيس بوك أدناه أضاف الأخ العزيز محمد كبر يقول : **صديقي احمد الامين ..حبابك تحية عبرك لاستاذنا دكتور عبد السلام وحكاويه البهية.. تسمية المدارس بالجهات الجغرافية فكرة غريبة ولي معها تجربة..فلقد درست السنة اولى ابتدائي في لقاوة الجنوبية ثم مدارس الدويم بخت الرضا لاعود ادرس السنة السادسة في لقاوة الشرقية.. ايضا في جوار الدلنج توجد منطقة هبيلا وفيها مشاريع زراعية كبيرة وطريقة توزيع اراضي تلك المشاريع في زمن نميري كانت سبب لالتحاق كثير من النوبة بالحركة الشعبية منتصف السبعينات...!!!!!!! خماس اكثر من قرية بنفس الاسم والبروف مشكور ذكر تلاتة خماس الدونكي ..خماس حلاب ..وخماس حجر.. طبعا شباب اليومين ديل احتمال يتذكروا اغنية نانسي عجاج (اندريا/مندريا حسب تحليل صديقنا عبدالمنعم عجب الفيا)..فالاغنية نشات في وتحدثت عن خماس الدونكي .. كتر خيرك لاشراكنا القراءة.. كبر ******** سلام كبر وشكرا على الإضافة ودخولك عبر الفيس بوك (اوع تكون موقوف كمان زى ناس الرجل الشجاع وهبة ؟؟) 1- فعلا تسمية المدارس بالجهات الجغرافية فكرة غريبة جدا وتنم عن (تجريد ) و إستخفاف برموز كثيرة جدا عاشت أو تعيش حيث هذه المدارس والفكرة ليست حكرا على تلك المناطق بل حتى مدينة ثابتة زى ود مدنى بها مدرسة تحمل إسم إتجاه جغرافى . 2- مدرسة المجلد الغربية الإبتدائية تحديدا تكاد تكون من أقدم المدراس بالسودان (القديم ) ودرس بها رموز كثر من أجيال عديدة ( أكثر من 7 وزير سودانى فى حكومات مختلفة درس بها ) إلى جانب نواب برلمان وأدباء وموظفى خدمة مدنية كبار جدا عليه حرى بهذه المدرسة أن يتم إعادة تسميتها بإسم أحد خريجيها والأنسب هو الناظر بابو نمر على الجلة أحد خريجيها وأشهرهم على الإطلاق وأكثرهم تأثيرا فى مجرى الأحداث سلبا وإيجابا بوطنه . بذات الدرجة كل المدارس التى تحمل أسماء جهات يمكن تسميتها مجددا بإسم رمز من رموز المنطقة .. 3- على ذكرك مدارس الدويم وبخت الرضا غالبا تقصد مدرسة (الألفية ) ويلاحظ أيضا رغم إكتظاظ الدويم بالرجال المتعلمين المؤثرين فى تأريخ السودان وغيره إلا أن المدارس المتوسطة بها فى فترة ما كانت تحمل أسماء أرقام وليس غير ذلك ؟؟؟؟؟ مثل المحطات الخلوية بين أبى حمد وحلفا القديمة التى تحمل أرقام فقط لوحشتها وقفرها من الحياة والبشر .... مدرسة الريفية بالدويم تقريبا أعظم مدرسة فى مستواها بتأريخ السودان وقد درس بها المحجوب ، نصر الحاج على ، عتيق ، تجانى الماحى ، سر الختم خليفة كما عمل بها جمال محمد أحمد وربما محمد عمر بشير كمدرسين لذا حرى ان تحمل إسم أحد هؤلاء الأفذاذ . 4- بخصوص منطقة هبيلا التى تجاور الدلنج وقد إشتهرت بالمشاريع الالية فيها للزراعة عهد نميرى علما أن أكاديمى سودانى قد قام بتحضير دكتوراة فى المانيا تسعين القرن الماضى حول توزيع الأرض بتلك المنطقو وعلاقات الإنتاج وتهميش لأبناء المنطقة وتقريبا ذكر ان المستفيدين من المشروع من خارج المنطقة (قرأت عرضا للدكتوراة تلك فى مجلة سودانية كانت تصدر من المانيا و يمكننى الإتصال بصاحب الرسالة عبر طرف ثالث تربطه به صلة رحم وتربطنى به صداقة عمر جميل ) كذلك د. عطا البطحانى ( علوم سياسية جامعة الخرطوم ) فى رسالته للدكتوراة من جامعة بريطانية (ثمانين القرن الماضى مطبوعة فى كتاب يباع فى السودان ) تعرض بدرجة ما لتلك المنطقة من حيث التنمية وغير ذلك ( دراسة ميدانية ). أخيرا أغنية (أندرينا - مندرينا ) نانسى عجاج وين تلقاها حتى تنسب لها عبر ذاكرة شباب اليوم ..؟؟ ناس نانسى ديل بلقوا الغُنا السمح ده جاهز لحن وكلمات ومزيكا وبمشوا بسجلوا فى التلفزيونات والسى دى يهات عبر رش قليل من (التوابل ) عليه على سبيل (المعالجة والتطوير ) تحية وتقدير كبر ولدكتور عبدالسلام و صعب تجاهل مرورك على الفيس بوك ياكبر رغم أن (البوست ليس للحوار ) حيث لا أملك سوى جلبه من مظانه ونشره هنا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللقاء الأخير بين (عبدالسلام نور الدين ) و(تاج السر الحسن )..ست لوحات (ليس للحوار)!!1 (Re: عبيد الطيب)
|
تحية وتقدير الأخوين العزيزين : 1- محمد عبدالجليل. 2- عبيد الطيب ود المقدم وأنتما (تبحتان ) البوست من عمق سحيق والتحية نرفعها عبركما إلى الأستاذ المحترم المتواضع (اكرر المتواضع ) بروف عبدالسلام نور الدين ببلدة ليدز وقد طاف بنا عبر هذا الحب الجارف بعد ربع القرن من الغياب الجسدى عن الوطن فى ربوع فجاج كردفانية و وجوه قديمة عبر هذا المقال الممتع وأعد إن طال العمر إن شاء الله بإبتدار بوستا عن بعض مؤلفات د. عبدالسلام نور الدين ومقالاته الثرة المتناثرة فى أكثر من مكان (أحتفظ بملف به مقالاته فى صحيفة الأيام السودانية ثمانيين القرن الماضى ) وغير ذلك . لكما التحية وله التقدير وللأخ كبر (فيس بوك ) التحية مجددا.
صورة بانورامية لسماء كردفان عند الخريف وهو الفصل السابق ل (الدرت ) علما ان الناظر بابو نمر قد شبه لندن حين زارها أربعين القرن الماضى أنها (تشبه المجلد فى الخريف ) وقد صدق له الرحمة . ود المقدم شاهد كردفان على الطبيعة بحكم الميلاد والتنشئة عليه الصورة مهداة لمحمد عبدالجليل وعسى يا محمد ان ترافقنى يوما فى زيارة إلى كردفان ..
صورة أخرى من بادية الكردفان الملهمة (أكرر الملهمة ) ذات الثراء الطقسى والإنسانى والحضارى والإقتصادى المدهش هؤلاء البشر فى حالة (ظعن ) ويسمونها ( ضعينة ) وإبدال الضاد ظاء شائع حتى فى قراءة سورة الفاتح تحديدا عند اهل اليمن الكرام وهم أصل العرب . تحية مجددا للكرام ومثلها لبروف عبدالسلام نور الدين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللقاء الأخير بين (عبدالسلام نور الدين ) و(تاج السر الحسن )..ست لوحات (ليس (Re: احمد الامين احمد)
|
لازال عبدالسلام نور الدين يكتب بحب عن الشاعر تاج السر الحسن عبر هذا المقال ويبدو من (متابعتى ) للأسافير وجود عبدالسلام مؤقتا غربى الأطلنطى وغالبا المقال مصدره الضفة الأخرى للميحيط وعلمت من أحد المعارف متابعة وو قوف عبدالسلام على هذا البوست وقد أثار إنتباهه وهو اليقظ الهامش فى متنه ووصفه ب (نص موازى ) فتأملوا **8 المقال الجديد يبدأ من هنا : تاج السر الحسن: حينما تعرو سيدة الرمال الظمأى رعشة الموت من طائف الغرق.. بقلم: د.عبدالسلام نورالدين الثلاثاء 28 تشرين1/أكتوير 2014 10:45
-8 - حينما تعرو سيدة الرمال الظمأى رعشة الموت من طائف الغرق "وعند كوخ أحمد الفلاح حيث تعانق القصب وكأنه طاقية مهروءة النسيج يقبل القطرة حين تهجر السحب والحاجة العجوز وأحمد الفلاح زوجها العجوز يحكون للصغار "شعيب" وابنة يدعونها "هدى" عن قصة الحجيج ايامنا يا ايها الصغار وفي بلادنا قد دخل الكفر ولم نكن نملك غير هذه الاقدام والحب للنبي محمد عليه صلى الله والاصحاب ومكة الكريمة الاعتاب والمقام وزادنا بليلة من الذرة ومسبحة وقرعتان وكان لي عكازة وتحت ابطي حربتان وكومة من الخرق والسحب الدكناء تنقش الافق وقد نوينا باسمه العظيم الحج والسفر وحولنا تجمع الكبار وصبية صغار ورددت قريتنا زغرودة الفرح بالبركات والوصول والسلام للنبي وأن تقضى الحاجيات للجميع بالنبي وكنت يا شعيب طفلا صغيرا تكثر الصراخ وفوق ظهر امك العجوز كنت يا شعيب قد حزمتك فوقه بخرقه قديمه وتكثر الصراخ" كتب ناقدا الاستاذ المصري محمد مصطفى هدارة في كتابه تيارات الشعر العربي* " ان قصيدة (مهاجرون للحج) من ديوان (القلب الأخضر) لتاج السر الحسن فيها مجافاة للدين رغم أنها عالجت موضوعاً دينياً بأدوات الفن" يبدو أن * "الدكتور علاء الدين سيد أحمد أغا أستاذ اللغة العربية بجامعة فرانفكورت، قد تفحص ذلك الراي برويه في سياق نقده لنقد هدارة ومحمد النويهي في مؤلفه (تاج السر الحسن وقضايا عصره) الذي صدر في المانيا عام 6002م بمناسبة مرور خمسين عاماً على صدور ديوان ( قصائد من السودان) ,وعلق بحصافة "أن قصيدة مهاجرون للحج تحتاج الى معرفة بالموروث الشعبي السوداني، فهى تتبعت طريق الحج من مجاهيل أفريقيا وأدغالها مروراً بطريق حجيج السودان حتى وصولهم إلى الحجاز"" تتلاقي كل الدروب وتختلف وتتقاطع -المهاجرون من اقصى غرب افريقيا في طريقهم الصاعد والهابط الى مكة المكرمه عبر الجنينة -الفاشر –أم كدادة –جبل حلة –الدم جمد –ودبندة فالنهود والمسيرية الحمر من ادنى بحر العرب في ظعائن الخريف هروبا من ذباب الصعيد الى روابى "فوجة" و"ام بل" الشمالية ولابد للبقاري في غدوه متباطئا وفي رواحه عجلا ان يغشى أم القرى في دار حمر وليس له كما يزعم المثل السائر خيار في ذلك حتى اذا كان جاحدا اذ ان " الفولة بتتملي والبقارة حلبت بجو" وكذلك الابالة الغريسية والمنانعة وبني بدر والمناظير والكبابيش والكواهلة والشنابلة في رحلة النشوق المعاكس صيفا بحثا عن الماء والبطيخ والشعلوب والبغيل في الجنوب وويدب "البحارة " المعدمون القادمون من وسط شمال السودان الطامحون في الثراء العريض باي ثمن دبيبا ليلتحقوا بركب سلفهم الصالح والطالح من وكلاء شركات المحاصيل وتجار الماشية ومالكي الناقلات السفرية أوباولئك شذاذ الافاق "العنقالة " الذين غنموا واثروا حينما امتصوا دم الاهالي ثم قذفوا بهم في مستودع الهالكين عظاما نخرة ,وتستقبل المدينة ايضا بمزيد من الحفاوة علماء الفقة وحفظة القران ومداح الرسول والهدايين وعازفي الكيتة والربابة وام كيكي من كل حدب وصوب –تتلاقى كلها "كالرياح الاسيوية"كاناشيد الجيوش المغربيه" في مدينة حجرالجير الابيض" منقرمنقر" التي تقع غرب(الجبيل -) بلون أسنان ابنائها الوسنى التي زججها قلم اصفر يغمس حد ريشته )لابد أن قد قدت منحجر العطرون( في دواة تنثال من ندى وجم "آبار جبرونا"على شمال "فريق الشايقية" وتجري من تحت المدينة غرب الجبيل "الخيران" زاحفة برملها الذي لا يعتاده السيل الا نادرا ومفاجئا وعاديا فتغدو النهود في لحظات جد نادرة مدينة البندقية الأيطالية وهي لا تصدق أن الذي يكاد أن يودي بحياتها ليس العطش الذي لا يفارقها الا قليلا في بعض ايام الخريف وأنما لعجائب المفارقات التدافع المفاجئ لفيوض جنوح السيول التي تجتاحها كالصرعات المتقطعة من هضبة "النهيدات" في جنوبهاالشرقي و من "حيدوب" في شرقها و ومن اغوار "ود الحليو" و"ارقد فايق" في غربها"فتعرو سيدة الرمال العطشى رعشة الموت من طائف الغرق . "والليل حول بيتنا يقطر المطر والسيل عانق البيوت والشجر حيدوب ذلك الجبل كأنه الشيخ المهيب أحمر المقل دموعه تهدد البشر وانت مستلق على السرير عيناك لم تغمض فقد كانت تضج بالصور" كتب روبرت سيسيل ميال مساعد ثم مقتش مركز النهود (1923 -1931 ) (في احدى امسيات خريف النهود( 1926) بينما كنت جالسا بمنزلي الطيني مع بعض الزوار نتسلى بلعب البيردج جاء احد افراد البوليس مندفعا وذكر بشئ من الدراما أن هنالك امطار غزيرة بالخارج وان مكاتب المركز والسجن والسوق قد أصابها الغرق جراء السيول المندفعة. تناولت ومعي اصدقائي مصباحا وذهبنا للاستطلاع حيث لم نبعد اكثر من 12 خطوة خارج المنزل الا وقد وجدنا انفسنا والماء يحيط بنا من كل جانب حتى مستوى الخصر كما تحولت المباني الطينية تحت انظارنا الى ركام من الطين. وزاد الطين بلة اندفاع السيل بين هذه المكاتب ومنازل السكان لمسافة تزيد على المائة ياردة حيث لا يستطيع أحد السباحة. حاولنا العبور عن طريق ربط انفسنا بحبل معا ليسهل لنا العبور ولكن دون جدوى مما اضطرنا للعودة الى المنزل انتظارا لما يسفر عنه الصبح.بحلول الصباح خرجت من المنزل لتفقد ما أحدثه السيل من دمار وقد أكتشفت لسوء الحظ أنه لم يبق شئ من مباني المكاتب كما تحطم كل الاثاث والملفات.د-حاج سالم مصطفى –دار حمر ص122 -2014 ) -9- منتهى الارض ليس نقضا لتجربة الترحال والتساكن والتجوال بين "الاريت" و"الحلال" والقرى الصغيرة والكبيرة والحواضر أن يقال أن لكل مدينة بكل ما تحمل الكلمة من دلالة حضور ومواقف وتجليات في حياتها وفكرها اليومي ومن تجليات النهود انها منتهي السودان بالمعنى الذي اراده الشاعر عمربن ابي ربيعة لعدن اليمن تقول عيسي وقد وافيت مبتهلاً ------- حجاً وبانت ذرى الأعلام في عدن أمنتهى الأرض يا هذا تريد بنا ----------- فقلت: كلا ولكن منتهى اليمن أطلق الجغرافيون والمؤرخون في الحضارة الاسلامية ( البلاذري- المسعودي –الطبري –ابن حوقل –ابن اياس-ابن خلدون –ابن اياس-ابن تغرى –ابن خلكان-الادريسي –الاصطخري-ابن جبير-المقريزي -الوزان واخرين) مصطلح بلاد السودان على الفضاء الجغرافي والسكاني الذي يقع بين البحر الاحمر والسنغال وتجسد النهود ذلك الفضاء الكلي في ابعاده المتعددة في ذاتها الواحدة وليس ذلك بمستكثر عليه ** تنبيه : قد أعود ب (هامش ) لهذا المقال وقد لا أعود والله أعلم مع التحية لصاحب المقال وقد وصلت الرسالة عبر وسيط فى بريده الالترونى وسوف نتواصل والله أعلم .
| |
|
|
|
|
|
|
|