|
|
 صورة الإله في العلاقات الإقتصادية الإجتماعية
|
"هاك أنبيائك سالمين
وأنزل ... مسافة تهبشك غنية
واناولك كاس"
عاطف خيري
في هذا المقطع من قصيدة "سيناريو اليابسة" يقارب الشاعر فكرة محو شعب من قبل الخالق بناءاً على عصيانهم له، ويحتج على الصورة المرسومة للإله في الأديان الإبراهيمية ويطالب برب حميم، يشارك الإنسان محنته الوجودية ،إله لا يعتبر الإيمان أو الإلحاد، الخطأ والصواب، الحسنة والمعصية معياراً ليتعاطف مع البشر.
ما أريد أن أشاركه الناس هنا، أنه وبغض النظر عن معرفة وعلم المتدينيين أو عدم معرفتهم فأن تصوراتهم الدينية لها علاقة بوجودهم الدنيوي وبل يؤثر ذلك التصور على المؤسسات الدنيوية ويغيرها.
إن التصورات التي تشمل إلهاً يصدر عدد من الأوامر والنواهي ويطالب العابدين بإتباعها غض النظر عن فهمهم لحكمة مشروعيتها، ومن ثم يعاقب العاصين والخارجين على هذه الأوامر والنواهي بعقوبات قد تتسبب في إنهاء حياتهم التي خلقها فيصيروا خارج زمرة الأحياء الذين يعملون لربهم سواء بعصيانه او طاعته، إن هذه التصورات تجد صداها وتطبيقاتها في حياة المجتمعات فتجد إنعكاس صورة هذا الإله في (الأب) ، (وشيخ) الطريقة، و(زعيم) الحزب و(رئيس) الدولة الذي يؤمر فيطاع وإلا فإنتظر عقاباً وحشياً بالضرب أو النبذ خارج الدائرة أو حتى بالقتل. تسود هذه التصورات عندنا منذ بدايات الإقطاع السوداني وحتى الآن، وتؤثر في التربية والتعليم، في السياسة وفي الإقتصاد، وفي حقوق وحريات الأفراد والمجتمعات.
في المقابل فإن تصورات عن إله محب ورحيم، يقف مع المؤمنين به وغير المؤمنين في كل الأحوال ويفسح لهم مجالاً للإختيار والحرية الغير مشروطة بداهة يقابله مجتمع الحريات والحقوق والديمقراطية.
صدق أو لا تصدق، ولكن تصوراتك عن الإله وتصوراتك عن الدين تساهم في تشكيل المجتمع : نحو الحرية والإنعتاق، أو نحو الكبت والإنغلاق.
وربما يقوم المؤمنين في السودان من مسلمين ومسيحيين وأصحاب ديانات سودانية وغيرهم ، ببناء تصوراتهم عن الإله التي ستتطابق مع ما يطمح له السودانيين من إنسانية و(حرية) وإخاء وعدالة.
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صورة الإله في العلاقات الإقتصادية الإجتماعية (Re: aydaroos)
|
| Quote: في هذا المقطع من قصيدة "سيناريو اليابسة" يقارب الشاعر فكرة محو شعب من قبل الخالق بناءاً على عصيانهم له، ويحتج على الصورة المرسومة للإله في الأديان الإبراهيمية ويطالب برب حميم، يشارك الإنسان محنته الوجودية ،إله لا يعتبر الإيمان أو الإلحاد، الخطأ والصواب، الحسنة والمعصية معياراً ليتعاطف مع البشر. |
حيا الله عيدروس!
والواقع أنّ الرّب جلّ في علاه حميم رحيم بعباده،
ويُشارك الإنسان في محنته الوجوديّة!
أما الإيمان فهو النّافذة التي من خلالها يُتاح للإنسان أن يتلمّس
مواقع الرحمة الإلهية وأن يتلقّاها!
وليس الإيمان معياراً مفروضاً، أو قيداً مشروطاً،
لكنه الحقيقة الكونيّة الكبرى، وواقع فطري راسخ في حياة البشرية،
فلا ريب أنه من أبسط الحقائق وأكثرها بداهةً:
وكيف تستقيم الحياة إذا لم يعرف المخلوقُ الصغير
ربّه الكبير!؟
وعندئذٍ يجد نفسه أنه ليس مجرد إنسانٍ كادح مكافح،
تنقطع مسيرة حياته فجأةً بالموت عند محطة القبر، ولكن قدرٌ إلهيٌّ،
وجزء لا يتجزأ من نظام الكون، وكائناً فريداً خلقه الله واصطفاه،
ووعده بأروع حياةٍ!
وجعل هذه الحياة الدنيا طريقاً إليها، عبر المجاهدة
والانحياز إلى رايات الحقّ!
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)
وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} [يس: 30 - 31]
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صورة الإله في العلاقات الإقتصادية الإجتماعية (Re: صلاح عباس فقير)
|
تحية الزميل صلاح عباس فقير
بالتأكيد، وكما يحتوى القرآن والكتب المقدسة على الرحمة والمحبة، كذلك تحتوي على الوعيد بالعذاب والنار الخالدة
الفكرة الأساسية إنو رؤية جموع المتدينيين لأديانهم (تبدأ) من ظروفهم الإجتماعية الإقتصادية
فإن كان هناك قمع وقهر وتراتبية إجتماعية ، تستلم القوى السائدة الريادة في تحوير التصورات الدينية وتستلهم فقط ما يخدم أغراضها من عنف وقهر
وإن كانت هناك حرية وإخاء ومحبة تنعكس هذه كذلك في التصورات الدينية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صورة الإله في العلاقات الإقتصادية الإجتماعية (Re: aydaroos)
|
إن التصورات التي تشمل إلهاً يصدر عدد من الأوامر والنواهي ويطالب العابدين بإتباعها غض النظر عن فهمهم لحكمة مشروعيتها، ومن ثم يعاقب العاصين والخارجين على هذه الأوامر والنواهي بعقوبات قد تتسبب في إنهاء حياتهم التي خلقها فيصيروا خارج زمرة الأحياء الذين يعملون لربهم سواء بعصيانه او طاعته، إن هذه التصورات تجد صداها وتطبيقاتها في حياة المجتمعات فتجد إنعكاس صورة هذا الإله في (الأب) ، (وشيخ) الطريقة، و(زعيم) الحزب و(رئيس) الدولة الذي يؤمر فيطاع وإلا فإنتظر عقاباً وحشياً بالضرب أو النبذ خارج الدائرة أو حتى بالقتل. تسود هذه التصورات عندنا منذ بدايات الإقطاع السوداني وحتى الآن، وتؤثر في التربية والتعليم، في السياسة وفي الإقتصاد، وفي حقوق وحريات الأفراد والمجتمعات.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
aydaroos
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست