الساحل والسودان.. تأثر وتأثير ,, رؤية للكاتب الموريتانى ابراهيم ود عبدالله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 03:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-21-2014, 00:05 AM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الساحل والسودان.. تأثر وتأثير ,, رؤية للكاتب الموريتانى ابراهيم ود عبدالله

    منطقة الساحل الإفريقي والصحراء الكبرى، هي اليوم قلب الاهتمام الدولي، وتحتل موقعا متقدما في أجندات محركي صانعي القرار على المستوى الدولي تضاهي وتنافس مستوى الاهتمام الدولي في مناطق أخرى من العالم، كالشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا المعروفة تقليديا بأهميتها الإستراتيجية، نظر لكونها منابع للطاقة، ومناطق توتر ساخن..

    قبل السنوات العشر أو الخمسة عشر الأخير لم تكن هذه المنطقة تعني الشيء الكثير بالنسبة للعالم والمجتمع الدولي، ولم تحرك مطالب السكان المحليين كالطوارق والعرب في الشمال المالي مثلا وقضية حقوقهم المسلوبة من طرف حكومة بامكو المركزية أي أهتمام عالمي ودولي، اللهم ما كان من سعي الأطراف الإقليمية الفعالة للتدخل في قضية هذا الصراع سلبا أو إيجابا، قبل أن تدخل على الخط نهاية القرن الماضي الحركات الموصوفة بالإرهابية على ساحة هذا الصراع من باب تحويل منطقته إلى مركز لتجمع هذه الحركات وتدريب عناصرها في حربها على حكومات المنطقة والإقليم، وهي الحرب التي ستأخذ طريقها إلى التدويل موازاة مع الحرب الأمريكية، على الإرهاب سنة 2001، وما تلاه من تحول وتطور في نهج هذه الحركات التي أوصلها إلى اعتبار نفسها وكيل لتنظيم القاعدة العالمي في منطقة المغرب والساحل أو ما سيعرف سنة 2007 بميلاد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بفروعه وفصائله المختلفة. الذي جذب إليه الاهتمام الدولي أكثر من خلال ظاهرة خطف الرهائن الغربيين والانغماس في تجارة المخدرات التي شكلت أيضا تهديدا لأوربا لا يقل عن تهديد التفجير والخطف باستخدام السلاح.

    وبعد أن دخلت الحركات التي توصف بالإرهاب على خط هذه الأزمة مستغلة المساحة الشاسعة للمنطقة وفشل الدولة المالية في بسط نفوذها على مناطقها المترامية، ما أدى إلى توسع هذه الرقعة الجديدة للحرب الإرهاب لتضم إليها مناطق في إقليم الساحل عموما أصبحت مهددة بالإرهاب ومهدد أيضا بأن تكون ساحة مواجهة بين الغرب وهذه الجماعات وتقع شعوبها الغير معنية بالضرورة بهذه المواجهة بين فكي كماشة الإرهاب والتدخل الأجنبي.

    لم يكن تحول الصراع إلى حرب دولية على الإرهاب تدار على أرض شمال مالي، هو المتغير الوحيد الذي سيرسم خارطة جديد للصراع في منطقة الساحل بأن زلزل الربيع العربي الذي أدى إلى انهيار بلد له تأثيره القوي في منطقة الساحل هو ليبيا سيؤدي هو الآخر إلى الدفع أكثر نحو تدويل الاهتمام بالساحل وتعاظم المخاطر والتحديات الأمنية التي لم تعد تهدد فقط دول هذه المجموعة الإقليمية بل أيضا امتدت شظاياها المتطاير لتصيب باللهيب أطراف أخرى ودول على تماس مع هذه المنطقة وتهدد بالتالي أمنها القومي خصوصا إذا أخذنا في الحسبان أن الخطر الأمني في الساحل وفوضى السلاح ونشوء الحركات المسلحة الموصوفة بالإرهاب جلب إلى المنطقة ما يمكن وصفه المستعمر الجديد بعد كان قد غادرها في بداية عقد ستينات القرن الماضي، وهو ما زاد الطين بلة بالنسبة للأمن الإقليمي لدول الساحل والدول المتأثرة بصراع الساحل خصوصا إذا ما أخذنا في الحسبان أن المستعمر الجديد لا يسعى فقط إلى بسط نفوذه من جديد ومحاولة وضع اليد على خيرات المنطقة الطاقوية والمعدنية بل أن أيضا لم يألوا جهدا في مساعي تصفية الحسابات القديمة مع بعض دول الساحل، وبعض تلك الدولة المأثرة بأزمة الساحل، حيث سيسعى لركوب الموجة والزهو بعودة المظفرة لإعادة ترتيب شؤون مستعمراته السابقة للنكاية أكثر فأكثر بتلك الدول التي يحتمل أن تشكل خطرا على مشروعه الجديد.

    بلد كالسودان وإلى حد ما الجزائر هم في الأساس في مرمى نيران المستعمر الجديد القادم إلى الساحل وجيوشه التي بدأت في خطط نشرها في بلدان المنطقة وإعادة تموقعها في مراكز تحقق له أهدافه خصوصا مع حجم التحديات التي يواجهها البلدان وهما يواجهان بؤر توتر بعضها قديم والآخر أتت به رياح المتغيرات الطارئة التي هبت على المنطقة في السنتين أو الثلاثة الأخيرة

    وإذا الجزائر الدول الكبيرة التي انتزعت استقلالها عن فرنسا، رغم استماتة المستعمر في الاحتفاظ به بلدا مستعمرا قد تكون أمام مكائد وخطط ستحاك له من جبهة الشمال المالي حيث مركز التواجد العسكري الفرنسي الجديد، فإن بلدا كالسودان ورغم بعده نسبيا فإنه قد يكون هدفا لسهام العداء المنطلقة من مراكز تواجد ونقاط تمركز القوات "الاستعمارية" المعاد انتشارها في منطقة الساحل، خصوصا أنه يلملم جراح عشر سنوات من مشكلة دارفور التي لم تكن في الأصل سوى مشكلة مفتعلة من أطراف قد لا تبتعد في ذاتها أو مصالحها من أهداف ومصالح هذا الوافد العسكري الجديد إلى أرض الساحل.

    فالحجج والمبررات قد تكون مطروحة كعائق أمام مساعي تصدير أزمة شمال مالي إلى دارفور خصوصا مع ما يطرح البعض من توقعات أن تلجأ فرنسا إلى تلفيق أدلة على فرار المسلحين الإرهابيين المفترضين إلى دارفور بعد ضرب معاقلهم وإسقاط حصونهم في شمال مالي، وهي قد تجد لها من يروجها في وسائل الإعلام المعادي التي صنعت أصلا وروجت مشكلة دارفور وغذتها حتى أخرجتها من سياقها المحلي نحو التدويل.

    ليست أرض الشمال المالي هي جبهة الساحل الوحيدة التي قد تتأثر منها السودان سلبيا بإرادة ومسعى ممن القوى الامبريالية والغربية التي تناصب هذا البلد العداء أصلا بل أن ما بدأت بوادره وإرصاهات في ليبيا من محاولات للتدخل الفرنسي في صيغته وطبعته الجديدة قد يكون أيضا ميدانا للإضرار بالسودان وأمنها القومي من هذه المنطقة خصوصا مع ما بدأت تتكفل به وسائل أعلام من تلفيق لاتهامات فحواها وجود دور للسودان في ما يجري في ليبيا الآن من صراعات مسلحة بين الفصائل والأطراف المتقاتلة على أكثر من ساحة وجبهة في هذا البلد الذي تمزقه الحرب الأهلية منذ 2011.

    وهي اتهامات تترافق مع حديث عن بدء قوات غربية فرنسية وأمريكية عمليات خاصة يعتقد أن هدفها ترتيب الأوضاع لصالح إقامة نظام حكم جديد يقوده الجنرال الليبي السابق "حفتر" أو ما يسمى عملية الكرامة.

    هو إذن الصراع في الساحل الذي فرض نفسه بقوة على شعوب المنطقة وجعلها مهمومة بمختلف السياسيات ومتأثرة بها، يضم إليها أيضا بلدان وشعوب ليس بالضرورة ضمن الحوزة الجغرافية لمنطقة الساحل لكنها متأثرة بشكل كبيرة في أمنها القومي وفي التحديات التي تواجهها جراء هذا المعطى والمتغير الجديد في المنقطة خصوصا بعد أن وصلت مشكلة شمال مالي ومشكلة ليبيا إلى مرحلة الصراع والمواجهة المباشرة بين الغرب والحركات المسلحة ووقع المحظور وهو التواجد الفعلي للجيوش الاستعمارية سابقا إلى مناطق ودول كانت قد نالت استقلالها من مستعمرها السابقة قبل أكثر من خمسين أو ستين سنة خلت من الآن.

    لكن دول وشعوب الساحل وتلك الدولة الإقليمية المتأثرة بما يجري في الساحل تبقى مع هذا الواقع قادرة على تولي زمام المبادرة في إعادة ترتيب البيت الداخلي، إذا ما امتلك الشجاعة الإرادة لتحقيق هذا الهدف وقبل ذلك القناعة بأن الوجود الأجنبي مهما كانت مبرراته ومصوغاته لن يؤدي سوى إلى تعقيد أكثر للأمور وفتح أبواب المنطقة نحو المجهول.

    وهنا تقع المسؤولية أمام الدولة الوازنة في المنطقة وذات الموقف الوسطي من بين أطراف المشهد في الدولة منبع التوتر، القادرة على لم شمل الأطراف المتصارعة فيها حتى يتم حل مشاكل الإقليم بعيدا عن التدخل الخارجي، والتأثير الإيجابي إذن في مجريات الوضع، وحتى من خلال التطوع والاستعداد للعب دور الوساطة في ما يجري مثلا في ليبيا أو ما يجري في مالي وحينها يمكننا القول بأن السودان أو غيره من الدول المعنية بأزمات المنطقة أمام فرصة التأثير الإيجابي في ما يجري بدل أن تبقى مكتوفة الأيدي في وقت تتعرض فيها لاحتمالات التأثر السلبي بهذه الأوضاع غير المستقرة في الساحل، وجوارها الإقليمي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de