|
يا أهل السودان رفقا بفاطمة أحمد إبراهيم
|
يا أهل السودان رفقا بفاطمة أحمد إبراهيم ... فاطنة هموم إختها ووطنها بفطنة سابقة لأوانها ... على غرار الممثلة القديرة فايزة عمسيب ... إستقرارا وجدانيا بما أن فاطمة ترفل في نعيم عظمة المملكة المتحدة ... (والعظيم الله) حيث العناية الفائقة والعلاج الأمثل ... حيث (لا خيار وفقوس) وهذا مفلس وهذا بفلوس ... حيث الصراط المستقيم في دنيا الغرب (آل سيم) . فليس بهذا وحده يسترخي الإنسان نفسيا وعصبيا ووجدانيا ... خاصة في طور الشيخوخة التي تمر بها فاطمة . فاطمة تفتقد إلى مكمن مكان كينونتها ... إلى تراب وأنهار وطنها الأم ... لوجدانيات أهله وذويها ... لعطف وطمأنينة بناتها وبنيها ... وفصيلتها التي تؤيها ... قلبي يدمي على فاطمة في غربتها الموحشة ... ولا حيلة لي أن أفديها ... بما قدمت وكلنا مديونيها ... فهل يا مغيث من مغيثيها ؟ وأسأل لك المولى لرب بنت لم تلديها . فاطمة التي إستبسلت من أجلكن وأنجزت دون من ولا أذى ... لا جزاءا ولا شكورا ... حاملة لواء أختها في الله والإنسانية والوطن ... عندما كانت أختها تقبع في بيت عنكبوتي ... واهن الأفكار ... أساسه الجهل وركائزه الدجل والشعوزة ... عندما كان دورها قاصرا في تفريخ الأطفال كأنثى الخراف ... عبثا لتحكم قبضتها على مولاها الرجل ... حيث لا كينونة لها لضمان عيشها هي وأطفالها . كانت فاطمة تتطالب بعقل راجح وإيمان راسخ بتطويع عقلها وصقله لتنشئ جيل صالح لوطنه ... طالبت بمزيد من المدارس للمرأة لينهض المجتمع بشقيه واعيا سليما معافا . عندما كانت إختها محاطة بجدران من العزلة ... بسياج شائك من العادات الضارة ...كانت فاطمة تتصدى لإنارة طريقها ... بكماء لاتملك حق الدفاع عن نفسها لأبسط حقوقها ... حيث كان خروجا عن الأعراف والملة والعقيدة . كانت فاطمة تلهث جاهدة وراء تحررها وإنعتاقها من قيودها المكبلة ... بإلقاء المحاضرات عن طريق الجمعيات الأدبية ... بإصدار مجلة صوت المرأة نظيرة بمجلة حواء المصرية آنذاك لحل مشاكلها الخاصة والعامة وتوعيتها سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا ... وبالخطب السياسية في المنابر العامة ... وبدخولها البرلمان إلى موقع صنع القرار ... فحققت للمرأة حق الإنتخاب والترشيح ... والأجر الممتساوي للعمل المتساوي ... حيث كان مرتب المرأة يساوي أربعة أخماس مرتب الرجل علما بأنها تؤدي عملها إسوة بزميلها في العمل ... فاطمة حققت إجازة الوضع (شهران) حيث كانت المرأة تضطر للتخلي عن وظيفتها ... وساعة رضاعة ... حققت تعديلات في قوانين الأحوال الشخصية ... كإلغاء بيت الطاعة والنفقة العادلة لأطفالها في حالة الطلاق أمام القاضي إذا إستعصى ... صونا لكرامة أختها إذا إنتهكت . فاطمة مثلت أختها في المجتمعات العالمية المتحضرة ... ليست إنتهازية لسلك الطرق الملتوية للمآرب الذاتية ... عفيفة النفس واليد واللسان ... لم تشيد قصرا ... كما سنحت الفرص لذوي السلب والنهب ... فليس في شرعتها ولا من طينة إنسانيتها المميزة ... في العفة والإخلاص والنبل ... وخير من نخلد ذكراها وخير من نعترف بإنجازاتها ... فاطمة شيدت قصر ذكراها العطرة ... كأريج نسمات نيلنا العظيم . فبقليل من الإعتراف لمن لا يعترف والتقدير والعرفان للجميل ... بغض النظر عن لونها السياسي ... كما يقول مثلنا السوداني (التاباه خاف الله فيه) أليس من حقها أن نرفع راية مجدها عاليا ... أن نخلد ذكراها ... أن نقدر جهودها التي أضحت سارية المفعول منذ عقود من الزمان ؟ ... حتى بالنسبة الرجل ... فما أنجزته فإما لإخته أو لزوجته أو إبنته . فلك التحية يا فاطمة ... يا فاطنة هموم وطنك في زمن العصور المظلمة ... ولك التقدير الذي يليق بوطنيتك ... بندرتك يا نجمة الستينات تألقا في الإنسانية ... يا أم الكل وأخت الكل (وعرش الضل) فكم تظللنا بمكتسباتك العظيمة فجزاك الله خيرا ... فكنت مثال الإخلاص والعفة والكرامة ... أنت السودان والسودان فاطمة ... يا بنت الوطن العزيز ... ملء روحي أنت يا بنت بلادي ... وأسأل الله لك العافية وراحة البال والعمر المديد .
أختك في الله والوطن آمــال مـحــي الديـن حـســيـن راســــخ
|
|
|
|
|
|