|
زكريا تامر : (تلك الكلمات العابثة الماكرة!)
|
=
المدن الجديدة
توحدت الكلمات المحبة للإنسان والحيوان والنبات، وبنت أجمل مدينة في الدنيا، فهرع إليها الناس، وسكنوا في بيوتها، ومشوا في شوارعها، وقعدوا في حدائقها، وأرسلوا أبناءهم إلى مدارسها وجامعاتها ومرضاهم إلى مستشفياتها وموتاهم إلى مقابرها، ولكن أهل الرياء رأوا أنها تحتاج إلى إضافات لا بد منها، فبنوا قصوراً شاهقة لسلطانهم وسجوناً لمعارضيه، فصارت مدينتهم قدوة لكل مدينة جديدة. ... .. .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زكريا تامر : (تلك الكلمات العابثة الماكرة!) (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
=
القصيدة المطلوبة
طلبت الكلمات المبتلة بالدموع إلى شاعر أن يكتب قصيدة رثاء لشهداء دفنوا في قبور مجهولة لن يتاح لأمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم الوصول إليها، فسارع الشاعر إلى كتابة قصيدة طويلة يرثي فيها قطته الوديعة التي ماتت بعد مرض طويل.
وطلبت الكلمات نفسها إلى أديب معروف أن يكتب عن بيوت تحولت خرائب، فكتب مطولاً عن الموسيقى التي تهب مستمعيها أجنحة تتيح لهم التحليق في السماء السابعة.. ... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زكريا تامر : (تلك الكلمات العابثة الماكرة!) (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
=
رأس المهرج
ابتكرت الكلمات المرحة رجلاً مهنته إضحاك السلطان في كل الأوقات، ولكنه في أحد الأيام أخفق إخفاقاً ذريعاً، فغضب السلطان عليه، وأمر بقطع رأسه، فنُفذ أمره فوراً، وتدحرج الرأس المقطوع على الأرض، وارتطم بقدمي السلطان، فسأله السلطان بمرح: هل متّ؟ فقال الرأس المقطوع: من المؤسف أني متّ قبل أن أطلعك على آخر نكتة تروى عنك في البلد. فسأله السلطان بفضول: وماذا تقول النكتة عني؟ فلم يجب الرأس المقطوع، وتدحرج بطيئاً نحو جسده، والتصق به، وأغمض عينيه، وهمدت حركته، فابتسم السلطان بغيظ لكونه حرم سماع آخر نكتة ومعرفة أسماء مختلقيها ومروجيها، ولكن أعوانه اعتقلوا القاعدين في المقاهي والسائرين في الأسواق والمصلين في المساجد والطلاب في الجامعات والنيام في البيوت، وانتزعت منهم الاعترافات المطلوبة طواعية أو قهراً.
... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زكريا تامر : (تلك الكلمات العابثة الماكرة!) (Re: محمد أبوجودة)
|
=
شكراً أخي (أبوجودة) و أشكركم على تشريف البوست، وقد افتقدتك وربما افتقدك أيضاً الأخ (عبيد الطيب "ود المقدم" ) في بوست (المُكاكاة والمُتكأكئين في تحكيم آل كابون).
وتأمل أخي محمد كيف يتشابه إجرام الطغاة وأفعالهم وإن اختلفت إيديولجايتهم ومرجعياتهم إن في سوريا أو السودان، وكيف يتطابق صوت تلك الطبول الجوفاء التي تحيط باؤلئك الزعماء الجـوف .
ونستأذنكم لنواصل مع الكبسولات و" التحاميل" التي أعدها المبدع (زكريا تامر) صباح اليوم لتناسب مقاس كل الطغاة.
... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زكريا تامر : (تلك الكلمات العابثة الماكرة!) (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
=
المسرحية المنتظرة
صنعت بعض الكلمات البلهاء طرائف غير مألوفة تتهكم على القتيل معجبة بقاتله، ولكنها عندما رويت للمقتولين والقتلة لم تنجح في إغرائهم بالضحك، فالمقتول كان عاجزاً عن الضحك لأنه ميت، والقاتل كان يعتبر الضحك إسفافاً لا يليق به، فاضطرت الكلمات البلهاء إلى التخلي عن تأليف الطرائف الساخرة، شرعت في تأليف مسرحية عن شعب ظالم وحاكم مظلوم واثقة بأنها ستحظى بالتقدير المادي والمعنوي.
... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زكريا تامر : (تلك الكلمات العابثة الماكرة!) (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
= نشاط اجتماعي
رافقت الكلمات الشبيهة بالعشب رجالاً باتوا بلا مأوى بعد أن تهدمت بيوتهم، وقالت لهم: لا تحاولوا بناء بيوتكم إلا بعد أن تتخلصوا من عشاق الخرائب. وسارت الكلمات في جنازات أطفال، وزارت أهلهم معزية، وقالت لهم: سيعود أطفالكم إلى الحياة حين يتوارى قاتلهم تحت التراب. ودخلت الكلمات إلى مستشفيات ملأى بالجرحى، ورأت الموت يتجول بين الجرحى والأطباء عجوزاً يئن متعباً، فقالت له: أما آن لك أن تستريح؟ وحاولت الكلمات أن تضحك، فأخفقت، فما حولها لا يغري إلا بالعويل والولولة.
... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زكريا تامر : (تلك الكلمات العابثة الماكرة!) (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
=
نوم الليل والنهار
نامت الكلمات المتعبة، ولكن الطغاة ظلوا مستيقظين يحمون كراسيهم وما نهبوا من ثروات. نامت الكلمات تنتظر محبيها الصادقين الذين سيبنون لها قلاعاً لا تقهر. نامت الكلمات، فاليوم ليس يوم الكلام بل هو يوم الأفعال. نامت الكلمات، ورأت في نومها أنها قد تسلحت بأحدث الأسلحة وتهاجم أعداء الناس وترغمهم على الركوع والتلويح بالرايات البيض. ... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زكريا تامر : (تلك الكلمات العابثة الماكرة!) (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
Quote: وقد افتقدتك وربما افتقدك أيضاً الأخ (عبيد الطيب "ود المقدم" ) في بوست (المُكاكاة والمُتكأكئين في تحكيم آل كابون).
|
إعتذاري الشديد، والله
لم أرَ المداخلتين ألّا بعد تنبيهك، فشُكرا ..
والجايات أكتر من الرايحات، بمشيئة الله ..
وتحايا لك، وللأخ عبيد الطيب "ود المقدَّم" ..
ودُمتما بخير
| |
|
|
|
|
|
|
|