جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2014, 04:46 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة)

    جِدَّنا الدُب
    من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا
    كما رواها سيد المكان

    (1)
    في سنوات مضت عندما كان الهنود في انسجام تام مع الطبيعة و كانت المعتقدات الروحية هي أساس الحياة اليومية عاش في موطن قبيلة ما بنت و ولد كان لأي واحد منهما مكانته المختلفة. البنت نجلة زعيم القبيلة و وحيدته و كانت جميلة أما الولد فهو يتيم، فقير و وسيم يعيش مع اقربائه. أحبّ الولد تلك الفتاة و هي أحبته دون علم أهلهما. لم يجرءآ علي الجَهْر بعلاقتهما أمَام الناس و كان ذلك نتيجة لإختلاف مكانتيهما و ظروف نشأة أىٍ منهما. تمنعهما العادات القبيلية من الجَهْر بعلاقتهما أو من التعبير عن رغبتهما في الزواج خاصة و إن البنت من عائلة الزعيم القبلي و ليس من الامور المقبولة أن يشاهدها الناس برفقة شاب غير متزوج. فقرُ الشابِ و يُتْمه عقّدا أمر علاقتهما بصورة أكبر. في تلك الأيام جرت العادة بأن يطلب الشاب الراغب في الزواج يد محبوبته من أبيها و أن يقدم لعروسته مهراً، مباركة ابوي البنت للزواج أمر ضروري و لا فكاك منه. و كان الناس في تلك الأيام يقيسون ثراء البعض بعدد الخيول التي يمتلكونها كما يحدد عدد الخيول المملوكة لشخص ما مكانته الاجتماعية.لم يمتلك الشاب حصاناً واحداً حتي. منعته العادات و التقاليد و حالته الاجتماعية من التصريح بمشاعره او التعبير عن رغبته في الزواج من نجلة زعيم القبيلة. فهو مجرد يتيم و فقير. ماذا سيفعلان؟
    لم يكن هنود تلك القبيلة يرّبون الخيل بل يغنمونها بغاراتهم علي مساكن القبائل المجاورة حتي لو تتطلب الامر قتل ملّاك تلك الخيول أو التضحية من دونها. عادة ما يتعرض شبان القبيلة للمخاطر و ربما الموت عندما ينجزون غاراتهم من أجل انتزاع الخيول من ملّاكها. و لم يكن يقدم علي تلك المخاطر غير الشجعان من فتيان القبيلة الذين يتوفرون علي القوة و المهارة اللازمتين بالإضافة للسند الروحي. فالخيل هو عزّ القبيلة و من يظفر به يصير ذو مكانة عالية و يعتبر ثرياً.
    أتفقت بنت الزعيم مع حبيبها اليتيم و الفقير علي اتمام زواجهما في المستقبل. و في تلك الأيام أعلن مجموعة من رجال القبيلة رغبتهم بشنّ غارة علي القبائل خلف الجبال التي تغطي قممها الثلوج. و لقد جرت العادة علي أن يبلّغ المبادرون من الرجال رفاقَهم الراغبين في المغامرة بارواحهم من أجل نزع الخيول من ملّاكها. يقوم الرجال المستعدون للغارة ببعض التحضيرات الضرورية كصنع الأخف الجلدية المناسبة و أعداد السلاح المطلوب و يكون ذلك مع حلول الربيع و مع هبوب رياح الجنوب الدافئة و بداية ذوبان الثلوج.
    عندما حلّ الربيع إلتأم شمل الشباب المغيرين عشيّة يوم الرحيل و أعلنوا نذورهم في أغنيات و صلوات رددوها و كان بينهم ذلك الشاب اليتيم الذي حزم أمره و قرر مغالبة المصائر المجهولة بالاشتراك في الغارة التي ستضيف للقبيلة عزا و مجدا. جهزت بنت زعيم القبيلة بصورة سرية لحبيبها خفّين و مجموعة من الحبال الجلدية القوية علي أمل ان يعود إليها بالخيل الذي سيكون مهر زواجهما. تحركت الغارة مع حلول الفجر و كان قائدها في المقدمة و الشاب اليتيم في مؤخرتها لانه كان أصغر المغيرين سنّا. و لقد وجّه قائد الغارة رجاله بألا ينظروا وراءهم و ليثبت أي رجل عيناه علي الدرب أمامه و قال إن من ينظر للوراء سيسرح من الغارة و يُرَد إلي خيمته و حينها كما جرت العادة فالخالف سيجبر علي ارتداء ثوب زوجته و لن يكون بعدها رجلاً يُعتَد به او يكترث لرجولته كما هو معروف.
    مرّت علي فرسان الغارة أيام و كانوا في ترصُدٍ كاملٍ لأي حركة و كان الشاب اليتيم بينهم منشغل الفكر بما ينتظره من سعادة مع محبوبته بعد العودة بالخيول و بما سيمكن أن يحدث من أهوال حين تنفيذ الغارة. استدعي الشاب من ذاكرته منظر و اصوات الطيور و الحيوانات التي شاهدها في مسيرة الغارة و استدعي جمال وجه محبوبته لمغالبة الجوع و العطش الذين لازماه طوال وقت الرحلة. تحددّت ملامح مستقبله بين افراد القبيلة فقط من رفقته للشجعان من فرسان القبيلة و ياله من شرف! الفرسان الذين اقتسموا معه الزاد و بذلوا له كلمات التشجيع المفعمة بالأمل.
    أخيراً و عند بداية الصيف بدت أمامهم الجبال التي تغطي قممها الثلوج و إلتمعت كمرايا عملاقة مع ضوء النهار، خلف تلك الجبال كانت مساكن القبيلة التي يحوز فرسانها الأشداء الخيول العاتية. مع تقدمهم اقتربت الجبال الشامخة و ظلّتهم بجبروتها. نزل الفرسان في غابة عظيمة عند سفح أحد الجبال و ابتنوا لانفسهم معسكرا ثم تحدث إليهم قائدهم و قال:" لقد أعطينا خيلاً من خلف هذه الجبال، خيل سيرجع بعضكم بها إلي قبيلتنا كما سييستحيل علي بعضكم الرجوع للأهل بسبب الموت او الإصابة. عند الفجر ستذهب فرقتان منكم للاستطلاع و ستعودان في أربعة ايام بالمعلومات الدقيقة عن عدد الخيول و عدد الرجال الذين يحرسونها".
    مرت ثلاثة أيام منذ مغادرة فرقتي الإستطلاع خلال تلك الأيام تحدث الرجال مع بعضهم عما ينتظرهم من المجد لو عادوا لأهلهم بالخيول ملأت تلك الأحاديث صدور الرجال بالعزم و الجسارة لمنازلة الصعاب و من بينهم كان اليتيم الذي احتشدت الآمال في صدره بفكرة الظفر بما يريد في محاولته الأولي مع رجال القبيلة من أجل الخيل و الأمجاد. هنا فكّر الشاب و قال لنفسه" خلف هذه الجبال سيتحدد مستقبلي بحيازة الخيل او ساصبح جزءا من تراب هذه الارض العزيزة و أي النهايتين فخرٌ لي و لمحبوبتي". بنهاية اليوم الثالث عادت فرقتا الاستطلاع بالاخبار و قيل:" خلف هذه الجبال نهر صغير يتدفق عبر جُرْف ما و عند نهاية الجُرْف معسكر لرجال القبيلة الاخري و عند بداية النهر تجمعت الخيل في اعداد كبيرة". عند سماع القائد لتلك الاخبار تهلّل وجهه بالبشر و تقدم بكلمات الشكر لرجال فرقتي الاستطلاع ثم قال:
    "هي نهاية الانتظار و الترقب و بهذه الاخبار قد انتهت التحديات و حُسِمت". بسماع الرجال للاخبار تقدمت مسيرتهم و كمنوا ليراقبوا معسكر رجال القبيلة الاخري و من مكامنهم حصروا عدد الرجال و الخيول التي يحرسونها و درسوا مواقعهم بحَدْب. عند حلول الليل افترش الفرسانُ العشبَ و لم يكن ذلك للنوم انما لمزيد من المراقبة و الترصد لأدق حركة في معسكر القبيلة الأخري. ارتاح الشاب اليتيم قليلا بذلك الاستلقاء علي العشب الندي و لم ينم بل تذكر أبواه و جِدّه لأبيه الذين عرفتهم لمدة وجيزة قبل موتهم و هو بعدُ صغير في سنين طفولته الأولي و تذكر كيف كانت تزوره روح جدّه في الايام القاسية التي عقبت رحيل والديه و كيف كانت الروح الحانية قريبة منه، لقد استشعر حضور تلك الروح الآن و لقد مدّه هذا الحضور بمزيد من العزم و الأمل هنا أدرك الشاب أنه لم يعد ولداً بل فارسٌ متَحزّمٌ لمنازلة الصعاب فإمتلأت نفسه بالبشر.

    طه جعفر
                  

05-22-2014, 04:47 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) (Re: طه جعفر)

    (2)

    بالليل غشى النعاس الشاب اليتيم فنام و في منامه زارته روح جدّه و قالت:" أنا جدّك و لقد أعطيتك حصانين احدهما أبيض و الثاني أسود و لتنالهما يتحتم عليك أن تعرف مرارة الألم". استيقظ الشاب اليتيم قبل بزوغ الفجْر بقليل و في حينها كان المغيرون قد بدأوا استعدادهم للتحرّك نحو قطيع الخيل بالجُرْف. أشار قائد فرقة المغيريين ببدءِ المسير. اثناء الغارة و بفضل حبال الجلد المتينة التي صنعتها له حبيبته تمكّن الشاب اليتيم من الإمساك بفرس أسود و عند محاولته الإمساك بالفرس الثاني أصابه سهمان واحد في الركبة و الثاني بالفخذ، مزّق السهمان جلده و تسببا في جرحين غائرين بالرغم من ذلك تمكّن الشاب اليتيم من الإمساك بالفرس الابيض و اعتلائه. بذلك كان الشاب اليتيم مجروحا يعتلي صهوة حصان ابيض و ممسكاً بطرف الحبل الذي لفه حول عنق الحصان الاسود. متتبعين مهربهم الذي خططوا له غادر المغيرون بسرعة البرق بخيولهم التي اغتنموها، ركضت بهم الخيل في ممرات بين الجبال و الغابات. بعد قليلٍ ألجم المغيرون الخيول و أجبروها علي الإبطاء ليتوقفوا و عندها حصر قائد الفرقة عدد الرجال الذين سقطوا و نعاهم ثم حصر عدد الخيول التي غنموها. هنا سقط الشاب اليتيم عن صهوة حصانه الأبيض، كان متعباً و نازفاً و لقد رأي رجال الغارة دماءه علي جنبتي الحصان الابيض. ابطأ الرجال مسيرهم حتي لا تسوء حالة الشاب اليتيم أكثر مما هو حادث. في وقت الضحي كان رجال الغارة في طرف الغابة علي الجهة الأخري من الجبال التي تغطيها قممها الثلوج كانوا بمأمن . توقف الرجال ليرتاحوا و ليطببوا جراحهم. عرف الشاب اليتيم أن جراحهم غائرة و لن يتمكن من مرافقة الرجال في درب العودة فطلب منهم أن ينصبوا له خيمة و يتركوا له طعاماُ، ماء و حطبا لطبخه و للتدفئة و ليتركوه. فعل ذلك لأنه أحسّ بأن مرافقته للرجال ستبطىء مسيرتهم و تعوقهم. ثم قال للرجال " لقد حققت ما جأت من أجله و اشار للحصانين و قال لأحد الرجال أن يأخذ الحصانين لبنت زعيم العشيرة لأنه جاء للغارة من مهر بنت زعيم القبيلة. نصب الرجال خيمة كبيرة له و عبأواها بما طلبه لشاب اليتيم ثم اعطوه سهاما اضافية ليتدبر بها أمر الدفاع عن نفسه إذا تعرض لهجوم.
    انتهي الصيف و حلّ الخريف حيث بدأت الاشجار تغير لون أوراقها. و خلال تلك الفترة كانت نجلة الزعيم القبلي تطالع الأفق كل يوم و ساعة عسي أن يعود حبيبها برفقة الرجال. و في أحد أيام نهاية الصيف و بداية الخريف انطلقت صيحات بمعسكر القبيلة لأن البعض قد رأوا رجال علي صهوات الخيول بقمة الجبل المجاور للمعسكر. لم يعرف الناس ما أذا كان الرجال هم ابناءهم أم مغيرون يترصدون معسكرهم. أظهر الرجال علي صهوات الخيول في قمة الجبل المجاور اشارة فهم منها الناس أنهم ليسوا أعداء و كانت تلك الاشارة بتحرك ركب من الرجال علي صهوات الخيول بقمة الجبل جيئة و ذهاباً. اقترب الركب و كان صائحهم يردد أسماء الرجال الذين لم يتمكنوا من العودة و كان من بينهم الشاب اليتيم. عندها سمعت بنت الزعيم القبلي صيحات الرجال و النساء و هو يمجدون جسارته و شجاعته. انسحبت بنت الزعيم القبلي دامعةً لخيمة ابويها. جمعت بنت الزعيم القبلي ضفائر شعرها كعلامة علي الحزن و الحداد. سمعت بنت الزعيم القبلي منادياً جوار خيمة أبويها و كان رجلاً من العائدين يود محادثتها و عندما خرجت لملاقاته كان مع الرجل حصانان واحد أبيض و الآخر أسود و قال لها:" لم يمت الشاب اليتيم بل هو مصاب و لقد ارسل لك هذين الحصانين". ثم كلمها الرجل عن فداحة إصابة الشاب اليتيم و سوء جراحه و اخبرها أنهم تركوه بخيمة بسفح احد الجبال التي تغطي قممها الثلوج علي حسب طلبه.
    كان ذلك بالصيف و الآن قد حلّ الخريف. فكرت بت الزعيم في أن الشاب اليتيم قد سيظل علي قيد الحياة و سيكون بمقدورها نجدته لذلك سألت الرجل أن يصف لها مكان الذي تركوه به . سألته عن شكل السهل،

    طه جعفر
                  

05-22-2014, 04:48 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) (Re: طه جعفر)

    (3)

    كيف هي قمة الجبل هناك؟ و عن الاودية و الانهار سألته ليصف لها المكان بدقة. حصلت الفتاة علي أكبر قدر من التفاصيل بعدها دخلت خيمة أبويها لتبديء تجهيزاتها للذهاب بحثا عن الشاب اليتيم. جهزّت زوجين من الأخف الجلدية و أعدت مقدارا من اللحم المجفف يكفيها لطول الطريق . اثناء احتفالات قبيلتها بعودة الفرسان قبّلت أمها و أباها مودعةً و بعد أخبرتهما بنيتها في اللحاق بالشاب اليتيم ليعود معها. مضت في طريقها و بعد قليل لم تعد تسمع أغنيات النصر و الاهازيج من معسكر قبيلتها؛ لقد ذهبت.. لقد ابتعدت. كانت تركض ليل نهار بإتجاه مكان حبيبها، لم تكن تتوقف إلا قليلاً لتأكل شيئاً او لتصلح عطباً في خفّها. ركضت و ركضت لأيام و أيام و في أحد ايام ركضها رأت الجبال التي تغطي قممها الثلوج التي التمعت أمامها ببريق مدهش. اختارت مخبأ لترتاح فيه و تقضي الليل و في الصباح بدأت بحثها عن اوصاف المكان كما حفظتها من ذلك الرجل جوار خيمة ابويها.وجدت المكان بسفح الجبل و به عانقت انفها رائحة احتراق الحطب و بدخولها للغابة و بعد مشىٍ قليل لاحت أمامَها خيمةٌ كبيرة. كان الهدوء عميقا و لم تعرف ما ينتظرها، ضج الإسئلة بخاطرها. قررت ولوج الخيمة و عندها سمعت صوتاً يقول:" لو كنت ستقتلني فعليك احتمال عذاب تقطيعي لاجزاء لحمك ، لن أكون فريسة سهلةً لك". لقد سمع الشاب اليتيم وقع الخطوات و عرف أنها لآدمي فجمع سهامه لجانبه و شد وتر قوسه بسهم وجهه نحو مدخل الخيمة. مستدركة الخطر علي حياتها بدخولها الخيمة نادته باسمه قائلة هل انت بخير؟ هنا ردّ الشاب اليتيم بالايجاب. دخلت بنت زعيمة القبيلة الخيمة و كان بالفعل بداخلها الشاب اليتيم مستعداً للدفاع عن نفسه. كان نحيل الجسد و لقد أعاقت الجراح غير الملتئمة حركته و لم يكن معه طعام! فلقد نفد المخزون الذي تركه له رفاقه و لقد قاربت الدلاء التي تركها له الرفاق مربوطة علي أوتاد منغرسة بالأرض من الجفاف الكامل. اتضح لها أن الشاب اليتيم قد اقتصد في استهلاك الماء و الطعام منذ أن غادره رجال الغارة؛ أكل و شرب فقط بما يجعله حياً. دون إبطاء شرعت بنت زعيم القبيلة في إيقاد النار لإعداد الطعام و مضت لتجلب له ماءً ليشرب و لتطبخ به و جلبت معها عشبات شافية لتداوي بها جراحه. أنها نهاية الخريف و بداية الشتاء لذلك قضت بنت الزعيم بقية ايامها تجمع الثمار، تصطاد و تقطع الأخشاب لتجهز لشتاء طويل سيقضيانه معا فالشاب اليتيم مازال متأثراً بجراحه. جمعت ما يكفيهما من الطعام لفصل الشتاء بفضل المهارة التي اكسبتها لها تلك التجربة في الصيد و قطع الاخشاب. شفي الشاب اليتيم من جراحه بفضل رعايتها له. خلال ليالي الشتاء الطويلة حكي لها عن تجربته مع رجال الغارة و عن الغارة نفسها. و خلال تلك الايام و الليالي الشتوية الطويلة طالما فكّر في الماضي و حاول أن يستَكْنِه المستقبل و ماذا سيكون مصيرهما إذا لم يستطع أن ينجز إلتزامه لها و كيف سيكون الحال أذا نجح في الظفر بها. و طالما جال بنفسه سؤال حول ملازمة روح جدّه له و هل ستظله روح جدّه من جديد أم هي تلك المرة العابرة في الليلة قبل الغارة. لقد حكي لها زيارة من روح جدّه له و كيف كانت عونا و سندا في مغالبة الصعاب و حكي لها أن جدّه قال له " يا حفيدي، لقد أعطيتك حصانين و لتحوزهما عليك أن تعرف معني الألم". تذكر الشاب اليتيم كيف أحسّ بمرارة الهجر و الوحشة عندما تركه رجال الغارة ليغالب آلام جراحه و بقية الاخطار. هنا عرّف كيف هو سعيد بحضورها و ممتن لها و شاكرٌ لرعايتها التي أعطته فرصة جديدة للحياة. لقد كلمته عن عذابها خلال ليالي و أيام انتظارها له، حكت له عن رحلتها و كيف ركضت لتصل إلي مكانه و كلمته عن تحوُّل احزانها لافراح بلقائها له.
    مرّت ايام الشتاء و هاهي ريح الجنوب الدافئة تهب لتذيب الثلوج. في فجر أحد الايام ببداية الربيع كلمّها عن رؤيته لجدّه في المنام و أن جدّه قد قال:" حان الوقت لتعودا لدياركما بعد أن نلت قسطا من الراحة، عليك أن


    طه جعفر
                  

05-22-2014, 04:51 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) (Re: طه جعفر)

    (4)

    تستعد للرحيل لأنني سأجيء لمرافقتكما في أي لحظة قادمة". بسماعها لذلك شرعت في تجهيزاتها و أعدت طعاما و شرابا يكفيهما لاربعة أيام ثم جهزّت لنفسها زوجين من الأخف الجلدية المتينة التي ستحتاجهما علي حسب ما قال لها الشاب اليتيم. بعد تلك التجهيزات انتظرا قدوم جدّ الشاب اليتيم روحاً تتجسد. كان الضباب في تلك الايام من الربيع ينزل علي أعالي الاشجار في الغابة خلال الليل و يبرح في الصباح منها علم الشاب اليتيم أن نزول الضباب و زواله هو علامة علي قرب ساعة قدوم جدّه. عند ساعة الغروب في أحد الايام سمعا زئيرا عند باب خيمتهما، لم يكن الزئير عالياً أو عدوانيا لكنه كان مسموع بوضوح شديد. معلوم أن هذا النوع من الزئير هو علامة حلول أرواح الأجداد بالمكان. حملا اغراضهما و فتح الشاب اليتيم باب خيمتهما و عند خطوهما لخارج الخيمة تجلي امامها دبٌ، أسود و كبير، فَزِعت الفتاة و عندها قال الشاب اليتيم:" هذا جدّي و سيأخذنا إلي الديار لنلاقي أهلنا". ركب الشاب اليتيم بصعوبة و كانت معه اغراضهما علي ظهر الدب الأسود الكبير و كانت بنت الزعيم علي قدميها، ركض الدُبُّ في البداية ببطء و البنت ماشية إلي جواره، ثم أسرع الدب في ركضه فركضت البنت و ركضت. الشاب اليتيم علي ظهر الدُبّ و بنت الزعيم علي قدميها يركضان إلي حلول الفجر. عند الفجر توقفا و شرَع الشاب اليتيم في أعداد خيمتهما و قال لبنت الزعيم:" سنقضي نهارنا هنا و سيذهب جدي الدب ليرتاح و مع غروب الشمس سنستأنف المسير. أبلي الركضُ خُفّي بنت الزعيم فغيّرتهما بالزوج الآخر. عند الغروب عاد الدُبّ و استمر الحال؛ البنت علي قدميها و الدُبّ إلي جوارها بالشاب اليتيم علي ظهره يركضان طوال اللليل و يتوقفوا عند الفجر ليرتاحوا نهارهم بخيتمهما و يمضي الدُبّ ليعود. استمر ذلك لليلتين أُخريين. في الليلة الرابعة قال الشاب اليتيم لبنت الزعيم :"هذه أبعد نقطة يستطيع سفرها جدّي برفقتنا و علينا أن نمشي بعدها و قبل انقضاء هذا النهار سنري معسكر قبيلتنا". عندها انصرف الدُبّ نحو المكان الذي منه قد جاء ليسرع بهما إلي ديار قبيلتهما. مشي الزوجان وكان المشي مضنياً للشاب اليتيم فمازالت قدماه تؤلماه، تيبسُ الجلدِ بعد برء الجراح جعله يعْرُج. قبل الظهيرة بقليل كانا علي قمة الجبل المُطِلّ علي معسكر قبيلتهما. طلب منها الشاب اليتيم أن تمشي جيئة و ذهابا في إشارة لأهلهما أنهما ليسا من الأعداء. لقد رآهما فرسان القبيلة و سرعان ما ركب بعضهم ليستطلعوا من يكونان. عندما عرفهما فرسان القبيلة سرعان ما قفل أحدهم راجعا ليخبر زعيم القبيلة بعودة بنته سليمةً و علي أحسن حال. لقد كان الشتاء طويلاً علي أبويها و ظنّا أن بنتهما لن تعود ثانية، ملأهما الحزن و لم يبرحا خيمتهما طوال الشتاء إلا قليلاً. عندما جاءتهما البشارة بسلامة عودة بنتهما انطرحت اساريرهما بالبشر. بعودتهما لم يعد الشاب اليتيم يافعاً بل رجلٌ من وجهاء القبيلة. باقتراب بنت الزعيم من خيمة أبويها استقبلاها بالقبلات و الدموع، بعدها دخل الزعيم خيمته و عاد معتمرا قبعته التي تزينها ريشة الصقر و قال للجمع أمام خيمته:" لقد باركتني أرواح الأسلاف بعودة وحيدتي إليّ و لم تعد بنتي وحيدةً فلقد جاءني معها ابن و هو صهري". وضع زعيم القبيلة القبعة التي تزينها ريشة الصقر علي رأس الشاب اليتيم الذي هو الآن ليس فارسا و وجيها من أعيان القبيلة فحسب بل زعيمها الجديد علي حسب التقاليد، زينت رأسه قبعة المجد و الزعامة، بذلك فهو الزعيم و قد كان
    .......................................................... انتهت
    سأفيدكم بمعلومات عن الحكاية و أصلها و كيف و كيف يمكنكم أن تجدوا نسختها الانكليزية
    و من هم هؤلاء الهنود و أين يسكنون .

    طه جعفر

    (عدل بواسطة طه جعفر on 05-22-2014, 05:12 PM)

                  

05-23-2014, 01:50 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) (Re: طه جعفر)

    القصة منشورة في كتاب تفاصيله كما يلي
    Earth Elder Stories
    by: Alexander Wolfe
    :Published in Canada by
    Fifth House ltd
    A Fitzhenry and Whitehouse Company
    1511-1800
    4Street W
    Calgary-Alberta-Canada
    T2S-2S5
    1-800-387-9776
    www-fitzhenry.ca
    first published in USA in 2002

    النص في الصفحات 11-19 من الكتاب بعنوان
    Grandfather Bear
    told by: Earth Elder

    يعيش الهنود الذين ينتمي إليهم رواي الحكاية في اربعة محافظات كندية و في ثلاثة ولايات امريكية و يصل عدد هؤلاء الهنود الآن فقط بضعة مئآت
    تم نشر حكاويهم حتي لا يندثر تراثهم . الفرد من هذه القبيلة اسمه في لغتهم الأصلية anishnaybak
    إلههم طوطم خشبي في هيئة صقر
    و لهم معتقدات متنوعة و تعاليم دينية تنظم حياتهم
    انتشرت هذه القوميات تاريخيا في شرق كندا فنالوا بذلك النصيب الاوفي من الإفناء علي يد الغزاة الاوربيين
    ماتوا قتلا اثناء الحروب و حصدت حياتهم الاوبئة الاوربية مثل الحصبة الالمانية و الانفلونزا الاسبانية بصورة اساسية و كثير من الحميات الأخري و الامراض المنقولة جنسيا
    لذلك اعتقد هؤلاء الهنود أن الرجل الابيض ملعون لأنه ارتبط عندهم بالأمراض القاتلة باإضافة إلي نشاطه الشديد في القتل و تخريب الارض و السيطرة عليها
    تم اجبارهم علي تغيير دينهم بالتنصير الوحشي و تم أخذ اطفالهم قسراً بمدراس سيئة السمعة اسمها المدارس الداخلية و كانت إلي الستينات تدريرها الكنائس و لقد عرف عن هذه المدارس
    الكثير من الجرائم ضد الاطفال و التعذيب و القتل غسل الدماغ و الاعتداء الجنسي. انتحر معظم خريجي هذه المدارس نتيجة لعذاب طفولتهم لدرجة أنه ساد إعتقاد بين الهنود بأن من ماتوا صغارا في هذه المدارس هم المحظوظون
    و هم أهل المقام الروحي الكبير و مازال الكثيرون يظنون ان ارواح هءلاء الأطفال تحرسهم
    قدم رئيس الوزراء الكندي الحالي استيفن هاربر اعتذارا رسميا للهنود عن الفظائع التي ارتكبت تاريخيا و عن الممارسات الوحشية بالمدارس الداخلية
    و يتشكك المثقفون الهنود في صدقية هذا الاعتذار و يرفضون التعويض و يقولون إن ما يريدونه هو الأرض و ليس المال او التعويضات و ما يريدونه هو الحكم الذاتي وانهاء نظام المحميات التي يعيش فيها معظم الهنود اليوم
    و ان يتوقف استغلال اراضيهم عن طريق المستثمرين الكنديين

    طه جعفر
                  

05-23-2014, 08:39 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) (Re: طه جعفر)

    قرات بشغف ومتعة...
    التحية لك الحبيب طه،،
    هذا جد شيق..
    سمح ومثير للاهتمام..
    اظل دوما اتصيد مشاركاتك الزاهيات..
    لعلنا من نفس البرج
    محبة...
                  

05-24-2014, 03:17 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) (Re: عبدالعزيز عثمان)

    Quote: قرات بشغف ومتعة...
    التحية لك الحبيب طه،،
    هذا جد شيق..
    سمح ومثير للاهتمام..
    اظل دوما اتصيد مشاركاتك الزاهيات..
    لعلنا من نفس البرج
    محبة...


    شرفت البوست زيارتك
    يا عبد العزيز يا اخوي
    و بزيارتك بيتنا نور
    شكراً

    طه جعفر
                  

05-29-2014, 02:44 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) (Re: طه جعفر)

    الحكايات الشعبية
    تكون اساسا للحكي بالكلمات المسموعة لكنها بالنهاية قصص مبتدعة من مؤلفين لا نعرفهم نسميهم الموروث او خلافه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de