|
إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو)
|
آرثر غابرييل يـاك
هـذه ليسـت قصـة نسجتـها العناكب الموجـودة، فقـط، في مخـيّلة الكـاتـب، تلك العناكب المسئـولة عن حيـاكـة خـزعبــلاتٍ نسميها بالإبـداعية، لكنها — والحق لا بد أن يـقال— قصـة واقعيـة، واقعيـة جـداً لا عـلاقـة لهـا بالواقعيـة السحـريـة إلى درجـة يصـعب معها فـك خيـوط الحقيقـة المتشـابكـة مع تفـاصيل الخيـال المنغمسـة فيهـا! قصـة حـدثت للكاتب فأصيب بحيّـرة كـادت أن تفقـده تماسـكه و أوشـكت أن “تلخـبط” سلـوك عقله في غفـلةٍ منـه أو بالأحـرى، في غفـلـة منـي!
نعم أن أرى أنا، شخصياً، الكاتب الكـولومبي، غابرييل غارسيا ماركيز، قـبل وفـاتـه بأيـامٍ، يمشي، مُسرعاً الخـطى، بطوله القصير وحجمه الذي دنا من التـرهل إلا قلـيلاً، وبشاربـه الأبيـض المفتـول، وممسـكاً، بتعجـرف، بيـده اليسرى سيكاراً كوبيـاً ضخما لا يُستـبعد أن يـكون مـغشـوشـاً؛ أو قد يـكـون مُهربـاً على متن إحـدى الشاحنات القادمة من تلك المدينة التي تعشق نسائم المحيط الهادي الملفحة لوجـوه القراصنة. نعـم أن أراه في رابعـة النهار، بعد أن تـأكدت بأنني لا أعاني من هلاوس مرض التيـفويد الـذي يـوّزع مجـاناً في الأطعمـة المـلوّثة، فهـذا أمر لا يُحتمل أبـداً ولا يُصـدق البتـةّ! أنها صدمـة شبيهة بارتطام رأس على الإسفلت بعد ان يـكون قد دهسته دراجـة بخـاريـة تطيـر بسرعة 150 ميل في الساعة.. أو ربما، كـظهور شخص عزيـزُ لك مات قبل سنين بعد أن تكـون أنت نفسك ضمن الـذين واروه الثرى، فجأةً أمامـك، بعـد أن تـكون أنـت قـد غسلت يـديك في الماسورة التي يتسول حولها الـذباب والشحـاذين ورزازات الميـاه المتنـاثرة، لتجـده جـالساً في الكرسي المقابل لك، وقد بـدأ هو يأكل من الوجبة التي طلبتها لتوك! هكـذا ألفــته يأكـل بنهم من لم يـأكل لمدة سنين، فتقدح زنـاد فكـرك بسـؤال غير منـطقي: هل يـأكل المـوتى أيضاً؟ او ربمـا أغمـي عليـك!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
“غـابو. غـابو!”
ناديـته، كمـا ينـادي أهـل كـولومبيـا غابرييل غارسيـا ماركيز، بصـوتٍ عالٍ شبيـه بصـافرة قطـارٍ يـدخـل مـاكـوندو لأول مـرة؛ صـوت أزعج القصاب الـذي كان يقطع اللحم بمديتـه الحادة فحـدجني كأني أخرجـت خاصتي وأخـذت أتبول على مـرأى من المتبضعيـن في السـوق. توقف “غابو”، التفـت إلي فترقـرقت عينيـه بالـدموع، فـأطـفأ تلك السيكارة الكـوبية الضخـمـة وأشعل سيـجـارة وأخـذ يشفـط دخـانها بينـمـا يـده ترتعش وشفتـيـه تنقبضان وتنفرجـان، ومـا لبث أن ركـض نحـوي بأقصى سرعة.. سرعة جـعلت شرطي المرور الواقف عند منتصـف الشارع القـادم من قسـم الملكية والمؤدي إلى شارع طمبرة، يفغر فـاه بـلاهةً، فأسقـط الصفارة التي ظلـت مُعلّقة بين شفتـيه، وما كان من سائقي البـصات الصغيـرة إلا إهتبـال سـانحـة ولـوج ذلك الشرطي المروري في عـالم ذهـولـه الـغريب، فـأخـذوا يسوقـون بسرعةٍ جـنونية كـأنمـا أشبـاحٍ تـطاردهـم!
كان الجميع يفسـحون له الطريق وهو يركـض نحـوي بسرعةٍ إلى أن التصق بي وحضنني طـويـلاً. بين الحين والآخر، كان ينـظر إلى وجـهي ويتفحصني بيديه المعروقتين المرتعشتين وعينيـه تسكبان الدمع بـدون توقف. “أوه كـولـونيـل أورليانو بوينديـا. كم افتقـدتك يا أورليـانو!” قـال ذلك بلغـةٍ اسبانيـةٍ لا تخـلـو من لكنـة فرنسيي مدينة مارسيليا. أردت أن أقـول له أنا لست الكـولونيـل أورليـانو بوينـديا الـذي إخترعته في (مائة عامٍ من العزلة)، لكنـه قـاطعني قـائلاً: “أين أنت يا كـولونيـل أورليانو بوينـديا؟ لقـد أوشكت على الإنتـهاء من الجزء الثاني لـ(مائة عام من العـزلة)، لكنـك اختفيت فجأة!” أطلقت نصف ضحـكة، ثم تصنعـت الجديـة حتى لا أنـرفزه بعد أن لمحت سحابة غضبٍ أخـذت تتجمـع حول حـدقات عينيه. علمت أن ذلك الغضب المتكـدس حول عينيه لم يـكن إلا عطفـاً نحـوي حين أخـذ يبـكي فجأةً، قـائلاً: “ما كان قصـدي وضعـك أمام كتيبة الإعـدام. لكن الحبكـة الروائية أرغمتنـي على ذلك يا أورليانـو!”
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
ضَحِـكْتَ، وضَحِكَـتْ الجمهرة التي التفت حولنا وهم ينظـرون إلينا كأننـا كـائنات مثيرة للـذهول خرجـت من بـاطن الأرض في غفـلةٍ من النـاس.. حاولت أن أقنـع غابـو بأنني لست الكـولونيل أورليانو بويـنديا بل وحتى لم أرى مـاكوندو، تلك القرية المعلـقة في مخيّلـته وأصبحت واقـعية في صفحات “مـائة عام من العـزلة” بل وحاولت أن أقـول له بأنني لم أعبر المحيـط الأطلنطي ناهيك عن الـذهاب إلى كولومبيا! قاطعني غابو قـائلاً: “أعرف كل ذلـك!” ثم استطرد قـائلاً بعد أن سحب نفسـاً عميقاً من سيجـارته التي أوشكـت على الانطفاء: أعرف أنـك لست كـولومبياً، لكنك الكـولونيل أوريلـيانو بوينـديا، نعم أوريليـانو بوينديا تلك الشخصية التي اخترعتها وهربـت من أسـر مخيّلتـي لتأتي وتستقـر في ذلـك الحـي المُنـدس في جُعبة سوق كنجـوكنجـو بمـدينـة جـوبا التي ترضـع من ثـدي بحـر الجبل منـذ ذلك الـزمن البعيـد الـذي زار فيهـا ملكيـاديس مـاكـوندو. نعم أخيـراً قابلتـك يا أوريـليانو. أسـأل زوجـتي مرثيـدس كيف بكيت في تلـك الليلـة التي قتلتك فيها روائيـاً! نعم لقـد عشـتك شهور وأنت لم تغـادرني إلا في تلك الأمسيـة الكـولومبية بشمسها الخُـلاسية المتسربلـة بسـموم البحر الكـاريـبي الحارقـة.. في تـلك الهنيـهة كان زعيم كارتـل المُخـدرات قـد أتصل بـي وطـرح لي فـكـرة أن أكـون رئيساً لكـولومبيا. تخيّـل يا أورليـانو! تخـيّل، غـابو رئيسـاً لـدولة كـولومبيا! شـئ مُضحـك ومُثير للتقيـؤ أن أصبـح دكتـاتوراً وربما انتـهى بي الأمـر إلى الـجنائية الـدولية أو منفيـاً ومتسـكعاً في دولـةٍ ما وحينها سـأصبح “الكـولونيل الـذي لم يـكاتبه أحـد”.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
أخـذت أحـملق في المـارة والمتطـفلين الـذين أخـذوا يتهـافتون وينصتون إلى حديث “غابـو” معي. أومـأ لي أحـدهم برأسه وغمز بعينه في إشـارة بأن من يحـدثني ليس إلا معتـوه. أشعـل غابرييل غارسيا مـاركيز سيجارة بعُقب أخـرى وكـح كـحةً أرغمته على إخـراج بلغمـاً نيـكوتيـاً ممزوج بشميم الجعة الهـولنـديــة وأخــذ يحـدثني بلـغةٍ أجهـلها تمـاماً لكني لا أعرف كيـف فهمتـها رغم السـرعة التي كـان يتحـدث بها وغمـوض كلمـاتها! قال لي: لمـاذا الناس هنا في بـوغوتا أصبـحوا لا يهتمـون بالأدب؟ لم أرد لـه. لا بـد أن أعراض الزهـايمر قـد سيـطرت على ذاكـرته وطـريقة تـفكيره وخـلطه للمـدن؟ وإلا، فكـيـف يصبـح مدينـة جـوبـا، بوغـوتا الكـولومبيـة أو حتـى أراكاتـاكا مسـقط رأسـه؟ ظنـنت أول الأمر بأننا في العاصمـة الكـولومبية، بـوغوتا. نـظرت حـولي باستـغراب فعرفـت بأننا في سـوق كنـجو كنـجو حين رأيت اليوغنـديات بائعات الـفواكـه وسائقي الدراجـات الناريـة مترابطون عند حافة السوق بجوار الجـزارة. أخـذت أقـلـب الـنظــر في عينـيه الـزرقـاوين وشعـــر حواجـبـه الكثـيـف كثـافة دغـل على حـافـة قـريةٍ افريقيـة لأتـأكــد من أن الـذي يـقف الآن، وسـط السوق ليس إلا الكـاتب الكـولومبي غابرييل غارسيا مـاركيـز، وليس ذاك الكـولونيل الـذي لا يـكاتبه أحـد! أو ربمـا يـكون مجـرد متـسـوّل كـولـومبي تقطعـت به سبل العيـش في تضاريـس احـدى الـدول الاستـوائيـة فانتهى به الحـال فقيـراً متقمـصاً شخصـيـة الكاتب الكـولومبي، أو ربما أجـرى عملـية تجمـيـل مشـوّهـاً وجـهه الوسيـم ليشبـه “غابو” أو قـد يكـون قـد حشـا عقلـه بـذاكـرة ماركـيـز الـذي فقـد ذاكـرته في أخـريـات عـمره! لكـني أبعـدت ذلـك الافتراض عن خيالي عندما الفـت كـرشه المنتفخـة شبيهة بـكرش “أجمـل غريق في العالم”. وبينما كنـت أعصف ذهني في محـاولة مني لتـذكر أين رأيت هذا الاسباني للوهلـة الأولي قبل خمسـة وعشرين عاما في شـارع دولـة متـوسطـية قـد تـكون شارع “الشـانزليزيه” في القاهرة أو ربما لمحـته على حين غرة تحت بـرج “ايفـل” وزوجتـه تأخـذ له صورة تـذكارية بطريقـة كأنها تسرق تلك اللقـطة سرقة! وأنا اقلب الأفكـار في رأسي، رأيـت غابـو يدخل يـده في كيس كان معلق علـى كتفـه اليسـرى، ويخـرج رواية ثـم أخـذ يقـرأ الباب الثالث فعرفت أنها مقتطـفات من روايـة ” الحب في زمـن الكـوليرا”.. أطـلق احـدهم، كـان يمشي بالقرب منا ووقف فجأةً، ضحـكة سـاخرة تقضب لها جبـين “غابو” كأنـه تلـقى صفـعة على وجـهه..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
غصت مرة أخـرى في دهاليـز ذاكرة منبعجـة كـادت أن تنمـحي بفعل تهالك السقوف المثبتـة للزمن فتهـت وتاهت أفكـاري وكـدت أنسى غابو لـولا أن الشـرطي قد تـدخل، فجـأة، في الوقت الـذي شرع “غابو” في لـكم ذلـك الرجل الذي أطلق ضحـكة ساخرة في وجـهـه المحتقن بدم الغضب. فصرخ “غابو” محتـجاً لأنـه لم يتمـكن من التعبير عن غضبـه بالأسـلوب البـدني كـطريقة مثلى في تلقين أمثاله من رعاع الناس الذيـن لا يـكنون احتراماً لقامة أدبيـة مثلـه، كمـا قال غابرييل غارسيا ماركيز عن نفسـه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
كانت كئـوس شراب الـ(Tequila) المشعشع كأنما عُصرت فيه نبات الخششاش، لا تـكف عن تقبيل شفاهنا وتخبيل عقولنا كأننا غارقون في بركة نشوة لذيذة حين ضجت الحانة، فجـأة، صادحـةً بموسيقى لاتينـية صاخبة أحمرت لها وجنتا غابرييل غارسيا ماركيز الـذي أخـذ منـه الحماس كل مأخـذ وهو يصرخ عالياً: ماكـوندو، مـاكونـدو! ولما لم يعـد يقاوم تناغيم تلك الأغنية الساحرة الآتية التي حركت مشاعره وزجت به، على ما يـبدو، في نوستالجيا أيام صباه حين كان يعشق الصبايا في مزارع الموز الكولومبية المحجبة للآفاق، هب من مـكانه وأخـذ يرقص رقصـة التانغو بعد أن أخـرج، من شنطـة كـتف قـديمة مهترئة، قبعة فيـولتياو الكـولومبية المـكونة من شرائـط مصنـوعة من النخل المجفف ذي اللون الأسـود والمنقوش عليها رسـوم شعبية، وأشعل سيـكارة كـوبية تبـدو من رائحـتها، أنها من النـوع الرخيص الـذي يـدخنـه الفلاحين في ليالي الريف الكوبـي الباردة.. بـدأ أولاً برقصة الفلامنـكو مطقـطقاً كعب حـذاءه على أرضية الحانة المتـآكلة، وما أن وجـدها طينـية لطخت حـذاءه حتى تحـول إلى رقصة التانغو الأرجنتيـني وهو يحـرك يـداه كأنه يمسـك بأنثى تتلـوى بين يـديـه اللتين تتحـركان بخفة ورشاقة، إلى أن أعلن الكـون عن مـولد يوم جـديد بنشر خيـوط الفجر في الأفق الشرقي الضاحـك، وما أن أخـذت صاحبة الحـانة التي كانت تسب وتلعن بعربي جـوبا مخللة بلكنـة أثيوبية في إخطـارنا بأنهـا على وشـك النـوم، حتـى ارتمى غابو على الأرض وأخـذ يشخر كثور مـاتـادور مطـعون في حلقـه، وراح في سبـاتٍ صيـفي عميق، لم يستيقـظ منـه إلا عند السادسة صباحاً، حين أخـذ النشاط يـدب في روح سوق كنجـو كنجو، وأطلق سائقي سيارات الأجرة العنان لماكينات سياراتهم التي أخـذت تكركر كمرضى الدرن، وشرعـن النسوة في افتراش ثمار المانجو والباباي والموز اليوغندي حلو المذاق على الطـاولات الخشبيـة القـديمـة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
“غابو، غابو!”
ناديتـه بصوت عالٍ كأنني أحـاول إيقاظ كل سـكان مدينـة جـوبـا التي استيقـظـت على أصـوات تنـاكـر الميـاه القــذرة التي تجعـل المـرء يحـرش جـلـده كأنـما قـد أصابه الجـرب.
ناديت بصوتٍ أعلى من المرة الأولـى وأنا أحـاول إيقاظه، لأنني، والحقيقـة الـتي لا بـد أن تقـال حتى لا يظن القـارئ بأني أمـارس معه بعض من تخاريج مخيـلتي التي أبوح بها في قوالب قصصيـة، كنـت أظن أن غابرييل غارسيا ماركيز الممـدد والمنتفـخ هناك على أرضية الحانة قـد أخـذ يلـعب لعبته السـحريـة التي خـدع بهـا العالم بأن ذاكـرته قـد أصبحت كسبورة نظيفة خالية من أي حـرفٍ؛ تلك الذاكـرة التي أبدعت “مائة عام من العزلـة”، أو ربما أنـه قـد أسلـم الـروح ويـدعي بأنه ما زال حيـاً وذلـك بتحـريك شاربه الكثيفة الخاضعة لبوخ أنفـاسـه التي مـلأت المـكان سخونة ممزوجـة برائحـة الخمر المكسيـكي المعتـق، أو ربما أسـلاك ذاكـرتي قـد تشابـكت والتمست بأسـلاك ذاكـرته ففقـدنا نحـن الاثنين خـزانات ذاكرتنـا فأصبـحت تـائهاً في معرفة إن كان الـذي يرقـد أمـامي الآن، على أرضـيـة الحـانة في ركـنٍ قاتمٍ من أركـان سوق كنجـو كنجـو، هو غابرييل غارسيا ماركـيز، أم ذاتي التي ربما تقمصت شخصيـته الأسطـورية، وأن غـابـو لم يظـهر إلا في مخيـلتي أنا؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
لا شـك أنـه هـو نفـسـه؛ غابـو كما ينـاديـه أهل القيتـو في بـوغـوتـا و زعـماء كارتـلات المخـدرات المنتـشرين في شـوارع مادلين والمثقفون في صالونات نيـويورك ورواد مسرح البرودواي ومقـاهي باريس المطـلة على الشـوارع المكتـظـة بشقراوات يـدخـن السجائـر ويتحـدثن الفرنسيـة بغنـج أنـثوي جـامح. حـاولت إيقـاظـه بركلـه ثـلاث مـرات فلم يستجيب، أخـذ يتنفـس هذه المـرة بصـوتٍ عالٍ ويمضغ اللعـاب كأنـه يلعـك شيئـاً، فاقترحت صاحبة الحانـة أن أسـكب على رأسـه ماءً مثـلجـاً قـد يفيقـه من غيبوبـة السـكر التي ولـج فيها عندما أخـذ الفجـر تنشر خيـوط ضـوئية في سماء السوق، وانفض الزبـائن من حـول المـوائد الصغيرة المليئة بزجاجات فارغة وكئـوس تعبق بروائح الخمـور المختلفة، وامتنـع الاسباني الـذي كـان يمـلأ المـكان بأغاني ال “سالسـا” عن الغنـاء، ولم يـبقى في هذا العالم الـذي كان، قبل سـويعات، مسرحاً للسكر والغناء والرقص والصخب إلا الهـدوء وبعـض الـذبـاب المتهـافتـة وشخـير غابرييـل غارسيـا مـاركـيز المـزعج بعـد إنتهـاءه من كتـابة مخطـوطـة (الحـب في زمـن الكـوليرا)!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
حاصرتني جمهرة كبيرة واقتحمت أنفي نتـانـة المرحاض الكبير، وما أن استسلـمت، حتى استمتـع جسـدي بآلام استقبلتها لكمـاتٍ وركـلاتٍ وصفعـاتٍ أمـطرتني من كل حـدبٍ وصوب.. جـاء عدد كبير من الرجـال يرتـدون أزيـاء عادية ويخبـئون على جنباتـهم تحت قمصـانهم، كـالعادة، آلاتٍ تُنبـئ عن خـطر محـدق ، لكـنهم، على غير تـوقعاتي، أنقـذوني من براثن السابلة ومخالب المتشردين حتى أصابع النشـالين التي تسللت إلى جيوبي وأنـا منهمك في صـد اللكمات وجردتني بعض الجُنيهات الممـزقة.. حمـدته كثيراً لأنـه أرسـلهم في الوقت المناسب، عاملوني بحسنةٍ ودافعـوا عني مجبرين الجمـهرة التي أحاطتني، كسـوارٍ، على الانفضاض من حـولي، سـاقوني، كشـاةٍ يسـاق إلى حيث ينتـظر عنـقهـا نصـل حاد، إلى القسم الذي كـانـت رائحـة البشر فيه لا تـقل عن رائحـة مرحاض عام لم ينظـف لأكثر من عام.. كانت عيونهم تتفحصنـي وتحـاول أن تخترق جيـوبي التي أدمنـت الفـلس شهورُ وسنين! قـلـت لهـم أنني تعـرفت عليه أول مـرة عنـدما رأيتـه علـى غـلاف كـتابه الـذي عشقـتـه أكـثـر من تـلك الصبيـة التي طبـعت على شفتـي أول قبلـة كـادت أن تفقـدني صـوابي؛ رعشـاتٍ جعـلـت شيء ينتفـخ كـرأس ثعبـان كـوبـرا، وقـلـت لهـم أن أسمـي آرثـر غابرييل يـاك وليس الكـولونيل أورليـانو بـونـديا. كـان الضـابط، أو على مـا يبـدو، يرمقنـي بنـظـراتٍ تنبـعث منـها شـك وريبـة وعدم ثقـة وبـلاهة مُفـرطة. وكـان يـبدو وهو يـحمـلق فيّ كـأني أتحـدث لغـة يـابانية بطـلاقـة، ووضـع قلمـه دون أن يخـربش حرفـاً. قـاطعنـي غابرييـل غارسيـا ماركـيز وهو يقـول بلكنـة مـاكونـدوية أنـه لا يـريـد منـي شيـئـاً، فقـط أن أسمـح لـه بتكمـلة الجـزء الثـاني بـعد أن يبعثنـي إلى الحيـاة لأني، كمـا قـال، كنـت قـد مُت، خطـأً، في مـاكونـدو في ستيـنيات الـقرن المـاضي بـعد أن أخـطأ هو في الحبـكة التي استخـدمها في روايتـه تلـك والتي أدت إلى قتـلي. قُـلت للضـابط أن هـذا الواقف أمـامه بكـرشه المنتفخـة مـا هو إلا روائي أصيـب بمرض الزهـايمر و لا يعـرف عن مـاذا يتحـدث. وأنـه يقـول أني شخصيـة كـولومبيـة حـشرهـا في روايتـه ذائـعة الصيت وأن اسمـي ليـس آرثـر غابـرييـل يــاك بـل كـولونيل أورليـانو بـويـنديــا! هـل كان يعـلـم ذلـك الضابـط المُنهـمـك في خربـشاتـه عمـاذا أتـحـدث ؟ وابـل من الـذهـول أمـطـرني فـجـأة حـين رأيتـه، أي الضـابـط، قـد طـلـب فلوسكـاباً آخراً بـعـد أن مـلأ ثـلاثة. إنـه يكـتب الإنجـليـزية أليس كـذلـك!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
فـجـأةً، قـفـز غابـريـيل غارسيـا مـاركيـز من غيبـوبتـه التي كـان يمـارسهـا بصـوتٍ عـالٍ داخـل القـسم فسـأل الشـرطي إن كـان هـو قـد سمـع أسمـي بالتمـام أم أنـه واقعـيـة سـحريـة خرجـت من جُعبـة روايـتـه وتجـسـدّت في شـخـصي داخـل مـركـز الشـرطـة في وسـط سـوق كنجـوكنـجو. رد الشـرطـي والكلمـات تخـرج من فمـه بصعـوبـة كـأنه كان يدفـع مبلـغ من المـال عند كـل كلمـة يخـرجهـا: نعم اسمـه آرثـر غابريــيل يـاك! لـم يتمـالك غـابو نفسـه فأنكـب علي وأخـذ يقـبل جبهـتي ورأسـي و يضـع رأسـي بين يـديـه و يحمـلق في وجــهي و زرفـت عيـونـه دمـوعٍ غـزيـرة و بـكى كـأنـه فقـد أمـه، لويسـا سانتياجـا مـاركيث إجواران، لـتـوّه وصـرخ بصـوتٍ شبيـه بنـشيـج نـاقـةٍ: إبنـي! إنفـجـر الضابـط، الجـالس خـلف ترابيــزة صغـيرة يبـدو أنهـا استـعـارهـا من بـائـعة الطمـاطـم الجـالسـة هنـاك بالقـرب من طاولات شحـن الهـواتـف الجـوالـة، ضـاحـكـاً وكـاد أن يـقــع مـن كـرسيـه لـولا الجـنـدي الـواقـف خلـفـه والـذي اعتقـدتـه من شـدة نحـافـتـه عنـدمـا رأيتـه أول وهـلـة، كـأنـه بــزّة عسـكـريـة عتيـقـة وممـزقـة معـلـقـة على الحـائط، فبحـركـة رشيـقـة وسـريعـة ثبـت الكـرسي مـن الخـلـف مـانعـاً الضـابـط مـن السـقـوط على قـفــاه ولكـنـه، في نفـس الـوقت، لم يتمـكن من منـعـه من ركـل التـربيزة برجلـه اليمنـى فتـطـايـرت أوراق الفـولسـكـاب التي كـنـت قـد ابتعتـهـا لتـدويـن محضـر بـلاغٍ غـريـب غـرابـة صـاحبـه الـذي لم يـأبـه بالضـابط المنفـجر ضحـكـاً فأستمـر في مـا كان يفعـلـه في ابنـه المـزعـوم الـذي هـو أنـا! وبعـد أن استجـمـع الضـابط ربـاطـة نفسـه وتمـاسـك و مـلاء كـرسيـه بجـسـده الأعجـف وشمـيـم شـراب العـرقي الممـزوج بالعـرق يفـوح من إبطيه، قطـب جبيـنـه ومـط شفتيـه وتـفرّس في وجـه غابرييـل غارسيـا مـاركيـز مـليـاً بعـد ان وضـع قـلم البيـك جـانبـاً وقـال ملقيـاً بسـؤالـه في وجـه غـابو: ابنـك ولا شخصـية في روايتـك؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
أشـعل، غـابو، سيكـارتـه التي اطـفـأها بالأمس عنـدما شـاهدني في وسـط الـسوق بعـد أن أخـرجـها من جيـب صديري رمـادي اللـون، وسحـب نفسـاً عميـقاً كـأنـه لم يـدخن منـذ أمــدٍ بعـيـد ثم كـح مخـرجـاً بلغمـاً بلـون مـزارع المـوز الكـولومبي و تمتم بكـلمـاتٍ اسبـانيـةٍ جعلـت الضـابط يفغـر فـاه كـاشفـاً عن أسنان سـوّدتـهــا السعـوط ولسـان تراكـمت عليهـا الفـطريـات وبـقايـا طـعـام. اسمـي غـابرييل واسمـه آرثر غابرييـل يـاك إذاً هـذا ابنـي! بصـوتـه الجهـوري وبلغـة عربيـة غير بلـيغــة، قـال مخـاطبـاً الضـابـط، ودون أن يحـره الضـابط رداً، اردف غابـو قـائـلاً: ابنـي أو كـولونيـل أوريـليـانـو بوينـديـا هـذا لا يهـم، المـهـم هـو أن يـذهب معـي إلى كـولومبيـا لأكمـل روايتـي..
أعـ رف، يـا كـولونيل أوريليـانـو بوينـديـا، أني قتلـتـك وأنت متكـئـاً على جـزع شـجـرة الكستنـاء بينمـا كـنت تسـكب آخـر قطـرات بـولـك عليهـا.. كـنت أفضل أن تمـوت شهـيداً يـا كـولونيـل أوريلـيانـو بويـنديـا في الحروبـات التي قدتــها ضـد حـزب المحافطـين أو على الأقـل في تلـك الغرفـة الصغيـرة التي كـانت هي كل عالمـك وأنـت تصنـع تلـك الأسمـاك الذهبيـة الصغيـرة. نعم يـا كـولونيل…!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
كـان السوق هـادئـاً عنـدما خـرجت من قسـم الشـرطة حيـث لم يكـن هنالك بـاعة أو متبضـعين، لسعـات بـردٍ توخز جلـدي وصيـاح ديـك اخـترق أذني فعلـمت أن الـوقت ليـس إلا السـاعات التي تسـبق شـروق الشمـس، صـداع خفـيف يأتي وينسحـب ويختـفي بين مخابئ عقـلي لـكنـه مُزعـج للغـايـة. إنـه ذلـك الصـداع الـذي يصـاحب الآثـار الصبـاحيـة المتبقيـة من شـرب الخمر في الليـل الـسـابق.. “الكيـتـوك!” تسلـلت إلى حـانـة الأمس فـالفتـها تقـف في وجهـي بغتـةً كأنهـا كانت تبـحث عني لسـنواتٍ ولـم تجـدني إلا الآن.. ولجـتها لعل أجـد مـا يُزيـل تلك الآثار المتبقية من خمـر ليلـة أمـس فوجـدتها هنـاك جـالسـة بجسـدها الواهن يبـدو من النـعاس الـذي كـانت تقـاومـه بأنهـا ربمـا، ربمـا بالغـت في ممـارستـه لل… ليلـة الأمس.. ضحِـكَتْ عندمـا سمـعت صـوتي أطـلـب جعـة وكـأس فـودكـا كأسرع طـريق لإزالة تلك الآثـار الكحـوليـة.. و خـاطبتني قـائـلـةً: يـا غابو.. فقـاطعتـها مباشرةً عنـدما شعـرت بأن هنـالك مـؤامـرة تحـاك ضـدي وقـلت لهـا: غـابو هـو اللقـب الـذي يُنـادى بـه غابرييـل غارسيـا مـاركيـز، امـا أنـا ف… ضحـكت بصوتٍ عـالٍ وهي تضـع الجعــة وكـأس الفـودكـا التي أخـذت تتمـاوج في قعــرهـا وقـالـت بلغـة أهـل مـاكونـدو: أعرف انت اسمـك غابرييل غارسيـا مـاركيز، وأعـرف أيضـاً بـأن عقـلـك قـد أصبح خـاوي بفعـل مرض الزهـايـمـر إلا مـن صفـحـة بيـضـاء كبيــرة لا تصلـح لشيء.. كيـف بالله لعقـل مثل عقـلك يـا غابرييـل غارسيـا ماركيـز أن لا يتـذكر شـيء، أي شـيء حتى الغـجر الـذين كـانوا يـأتـون بكـل جـديد في العـالم إلى مـاكـونـدو؟ الجـم، منطق صـاحبـة الحـانـة، التي عرفـت فيمـا بعـد أنهـا (فيـرمينـا داذا)، لسـانـي وسكـبـت الجعـة سـريعـاً في معـدتي و طلبـت أخـرى إلـى أن غبـت بين صفحـات كتـاب ضخـم وأصبـحـت إحدى الشخصيـات التي اغتيـلــت في تـظاهـرة عمـال شـركة المـوز في مـاكـونـدو. فحمـلتنـا عربـات القطـار الطـويلـة بعيـداً ومن ثـم تـم رمينـا في البحـر.. لـم أكن ميتـاً حين ألقى بنـا الجنـود في عربـات القطـار لكنـي مُت، اختناقا، في الطـريق.. كان القـطار ينـأي بـعيداً ويسـير ببـطء وبخـجـلٍ وهـو يشـق جـدار الليـل السمـيك الأسـود..لـم أشـعر بنفسـي يـا غابو حـين الـقي بي في عـرض البحـر فـروحي كـانت قـد صعـدت قـبل سـاعاتٍ من وصـول القـطار إلى محـطتـه الأخـيرة: مقـبرة البـحر!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
كـانت عقـارب سـاعتي البيولوجيـة تشـير إلى الثانيـة والنصف فجـراً عندما أخـذت استمـع إلى زخـات المطر الموسيقيـة المتسـاقطة على الزنـك الأحمـر، وضفـادع تنـق للحصول على مزيـد من المطـر.. فجـأةً خـرج صـوت من جهـازي الصغيـر وهـو يعـلن بحـزنٍ مـوت الروائي الكـولومبي الشهـير غابرييـل غارسيـا ماركيـز.. لا بـد أنهم قتلـوه داخـل تلـك الزنزانـة لأنـه لـم يستـطع دفع شـيء مـا ليطـلقـوا سـراحــه حتى يمشي الهوينى في سوق كنجـو كنجو لعلــه يجـد شخصيـة ربما تُصلـح لروايـة ما.. خـرجت إلى الباحـة فالفـت نفـسي في منـزل عتيـقٍ تقـف شـاهـداً على أجيالٍ وأجيـال من أسـرة بـويـنديـا التي عاشـت هنـاك مئـات السنين. انهـا مـاكونـدو، قلـت لنفسـي. كـانت شجـرة الكستـناء مـازالت ترفـرف كأنهـا تعـبر عن سعــادتهـا بمـوت خـالق هـذه القريـة وذلـك البيت الكـبير، وكـانت ريمـيديو الجميلـة مازالت هنـاك واقفـة تنشـر الملابـس وفجـأة أخـذت تتحـلق في الفضـاء بعـد أن أخذتها هبـوب الشيـطان.. كـان جميـع أسرة بوينـديـا هنـاك، جـالسين تحـت خيمـة عـزاء كبيـر وهـم يصـلون بخشـوع وأمـامهـم وضعـت بإتقـان شـديـد، جثـة جميلـة أنيـقـة لخـالقهـم الـذي مـات أخيـراً: غابرييـل غارسيـا مـاركيـز. نعـم كـانوا جميعـاً هنـاك، لم يمـت منهـم أحـد كمـا قتلـهم غابـو في روايتـه الشهـيرة مـائـة عـام من العزلـة، لـم يكـن لأن الـله قـد منحـهم الحيـاة الأبديـة دون أن يتـذوقـوا طعـم المـوت، بـل لأنهـم جميعـاً كـانوا مجـرد شخـوص روائيـة أبدعتـها مخيلـة رائـد الواقعيـة السحـريـة؛ غابـرييل غارسيـا مـاركيز الـذي رحل بهـدوء وتـرك خلفـه عـالمين: عـالم خلـقه الله، وعـالم آخـر خـلقــته عقليتـه الإبداعيـة السحـريـة الفـذّة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ أنــــــــــــتــــــــــــهــــــــــى ـــــــــــــــــــــــــــــــ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
دائما كان ذلك اليقين التام ،بان ماكوندو انما هي قرية بكل مكان،نفس بيوت القصب والقضار ،الاكواخ والرواكيب،المبعثرة في كل الانحاء،بل ان الحجارة البيضاء والملساء هي نفسها،التي تنساب عليها مياه خور ابي عنجة او نهر شيري في مجاهيل افريقيا البعيدة. ما الذي حدث هناك امام فصيل الاعدام ولم يحدث في اماكن اخر،الف اولاندو بوينديا والف حلم وحنين،،ليت ملكيادس يطل اللحظة ليحكي عن تفاصيل ايامه بامدرمان القديمة،،المقاصل هي المقاصل،ولا حتي شولة فارغت موضعها منذ مذبحة عمال السكر وحتي تبعثر اجساد الصبايا في الخرطوم امس القريب،،كل لم يحدث بفرمان رئاسي،كما تصنع القداسة بامر من السلطان... الحقيقة انه هو هو،،ذلك مما ادركه جوفينال اوربينو،او فلورتينو اديثا،اورسولا اوحتي مرسيدس،،انه موجود في كل مكان،،حين رفت العقبان علي شرفات القصر الملكي،،حيث انتظر الجنرال كتابا لم يجئ،او حين ابحرت فرمينا داثا علي سفينة لسان خوان... نفس الرجل الغريق يتكرر في كل الانهر.. نفس اللصوص الذين يبدون كقديسين... ولذلك فان من التقي بك عزيزي دينق هو هو،،صديقنا غابو الذي يعرف كيف يلعب لعبته الخطرة،،التواجد في كل الاماكن في نفس اللحظة مع كل الاشخاص،،،طوال الازمنة،،ولذا هزم العزلة ،وانتصر للحياة... الحقيقة دائما ما عن لي ان ماكوندو هي حلالنا نحن،اكثر من اي مكان اخر،،وانه حاكينا العظيم... ولعلي قد اعود... شكرا لاثارة الاشجان...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: باسط المكي)
|
تسويق رخيص للغاية ،من كادر العنف اللفظي ،بيت الأشباح دينق اخوان..!!! ما هذا؟ هل تريدون ان ان تكفروا عن سيئتاكم في ارتكاب موبقات العنف اللفظي من شاكلة الكذب و اشانة السمعة في حق الأبرياء والبريئات من شعوب امسودان؟... هلى تظنون ان التخفي وراء مظلة ماركيز او غابريال..سيمحو عن ذاكرة الناس سيئاتكم؟... قد يكون كادر العنف اللفظي بيت الأشباح شرذمة دينق اخوان بلا ذاكرة...لأن المأزوم نفسيا بلا ذاكرة...ولكن ليس بالضرورة ان كل الناس بلا ذاكرة..!!!! لعبة رخيصة منكم..وبرضك ما جابت حقها..!!! نصيحتي ليكم أن تتوبوا وتغتسلوا من موبقات الكذب والتحرش واشانة السمعة ، سبع مرات..وبعد داك الجماهير مخيرة تغفر ليكم أم لأ..!!! ما ياهو قاعدين تتدهنسوا لحكومة الشياطين مرة بمفاوضات اديس ابابا ومرة بفرية حديث الوثبة المعطوب...وعاملين هدنة...هل تظنون انكم تختلفون عنهم ، شياطين الجبهة الإسلامية؟.... وبرضك بعين قوية دايرين تختوا الختة في وفاة ماركيز..!!!! تبا لكم من شياطين تنسى افعالها..وتظن انها صارت سوية مثل بقية خلق الله..!!!!!!!! اختشوا يا عالم يا وهم هوي..!!! كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
اول سطر في البوست:
كبر كتب:
Quote: هلى تظنون ان التخفي وراء مظلة ماركيز او غابريال..سيمحو عن ذاكرة الناس سيئاتكم؟...
|
فجاء كادر العنف اللفظي بيت الأشباح دينق اخوان وكتب:
Quote: مسكين محمد النور كبر.
الرجل دخل البوست ، وحتى ما عارف من الذي كتب الموضوع، وهمه الأول والأخير هو شتيمة دينق.
|
بيت الأشباح فقد صواب العقل و اصبح يهضرب مثله مثل مشوطن..!! الواحد يجيب ليهو اسم زول..ولمن الناس التانيين تكتب نفس الإسم ،يجيك طاير ويقول ليك انت ما عارف صاحب الكلام..؟..ومال (غابريال )التانية دي اسم منو؟..يعني اسم دينق ولا شنو؟..
تسويق رخيص من كادر العنف اللفظي ، وهو يحاول أن يكفر سيئاته في ارتكاب اشانة السمعة والكضب...!!
ياعالم يا وهم كضبوا في نقل كلام الآخرين ، لكن تكذبوا في كلامكم بعضم لسانكم..فهذه والله هي الهضربة في ذات عينها ،و ياما ح تهضربوا كتير خلاص..!!
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Kabar)
|
كتب دينق:
Quote: البشاري.
أنت رجل جبــــــــــــــــــان وإنسان رخيص وبتندس خلف كلام الأخرين.
خلي عندك شوية شجاعة وخليك واضح وصريح يا رعديد.
|
يعيب كادر العنف اللفظي بيت الأشباح دينق ، على الأخرين الإستشهاد بكلام الناس ويعتبر هذا جــــبــن وخوف ، وهنا دينق يتدس خلف كلام الأخرين وهو يحاول أن يكفر عن سيئاته من شاكلة الكذب واشانة السمعة و السخرية من الجماهير الطيبة..فهل يريد دينق أن يقنعنا بان الجمل ما بشوف عوجة رقبتو؟.. في هذا المنبر سوف نجعل الجمل يشوف عوجة رقبتو شاء ام ابى..!! كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Kabar)
|
كتب دينق:
Quote: زولك كبر ده أكبر منافق في هذا المنبر. ومواقفه المخزية معروفة بالنسبة لي. يا سجم الرماد رد باللغة التي تريحك، و ح تلقاني أنا ذاتي موجود لك. راجع تليق صاحب البوست علشان تعرف من أين أنطلق أنا. واضح جدا أنك مثل المعتوه كبر، مجرد طرش في زفة.
|
كادر العنف اللفظي بيت الأشباح دينق..مواقف مخزية حتة واحدة؟..هل ارتكب كبر اشانة السمعة في حق الناس؟..و ما انتم غير سقط متاع يتخبأ خلف الأسماء المستعارة و يطرش الكلام النتن ويخشى أن يتحمل المسئولية حينما يكتب باسمه الحقيقي..!! قلت مواقف كبر معروفة بالنسبة ليك؟..اضحكتني في هذا الشتاء العجيب يا بيت الأشباح..من انتم حتى تقيمون الناس وتعرفون مواقفهم؟..وهل تظنون أن احكامكم لها قيمة؟..بالعكس الناس لا تصدق السفهاء الذين يرتكبون اشانة السمعة و الأكاذيب..!! تتدسوا وراء وفاة غابرييل ماركيز و انتم تجتهدون لتكفير سيئاتكم..؟!!!..وين يا وهم..من يتعود أذية الأخرين لن يجد احترام ..حب الأذية من طباع العقرب و العقرب لا تستحق غير ان تدهس..!! كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Kabar)
|
Quote: (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) |
أخى العزيز دينق فى مخيلتى صوره رائعه لسوق كنجو كنجو تعود ذكراها لمنتصف السبعينات عندما كنا نقضى إجازة نهاية الأسبوع نتجول فى أطرافه لشراء بعض إحتياجاتنا من المنتوجات المحليه وفى بعض الأحيان تتواصل مسيرتنا فى كل أحياء كتور ونمره تلاته وأطلع بره , كما شاهدنا بعض جلسات محكمة سلطان أندريه ذلك السلطان والذى ملأت سمعته الآفاق. التحيه لك ألأخ العزيز دينق وآمل مواصلتك لهذا السرد القصصى الجميل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
El Aula Magna, او القاعة العظيمة لجامعة هابانا و عمرها تجاوزت ثلثمائة عام و الصورة لغارسيا و هو يلقى محاضرة عامة .
و انا و مجموعة من السودانين الجنوبين كنا حضور عندما القى البابا يوحنا الثانى هذه المحاضرة قبل ستة عشرة سنة فى ال El Aula Magna فى جامعة هابانا و هى My Ama mater بتاعى و الصورة اللا تحت تظهر تمثال ل Alma mater على مدخل الجامعة و الغريبة ان ال كلومبيا الاميركية بنيت طبقا لجامعة هابانا و التى تعد احدى اقدم الجامعات فى الاميركيات. ماركيز استاذ emeritus فيها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى غابرييـل غـارسيــا مـاركيـــــز في عليـائـه (غـابـو يرقص التانـغو في سـوق كنـجوكنـجو) (Re: Deng)
|
زورها يا اخى. شعب بسيط و ثقافة عالية جدا و يحترمون الغريب. يعتز معظمهم بجزورهم الافريقية و جامعة هابانا طبعا تجد فيها عتاة اليسار فى الاكاديميا الاميركية. فقد حاضرنا نعوم تشومسكى, صاحب نظرية "Logical Structure of Linguistic Theory" و اليس واكر, مؤلفة "The color Purple و تونى موريسون و روبورت لويس و نتلفورد و اتشيبى و غيرهم. و حتى صاحبنا بيل برس, بتاع Cross Fire زمان كان بيزورنا. بيت هيمينغوى, دى وكر للمشاهير بتاع اميركا و يمكنك ان تشوفهم و هم حائمين مع بنات فى سن بناتهم. بلد فى غاية الجمال.
| |
|
|
|
|
|
|
|