|  | 
  |  محجوب شريف يودع شعبه فى طريقه للمقابر(صور) |  | (ملى  جفون بنوم متاكد)
 
 انت الاول  وكل العالم بعدك .تانى
 
 
  
 
 
 ولم (يكذب) أبداً يا إسحاق ..!!
 المرحوم – محجوب شريف شاعر الشعب
 صلاح الدين عووضة
 
 *تأبت على قلمي الكلمات حين أراد أن يكتب عن محجوب شريف البارحة ..
 *إنها (حالة) لم يمر بمثلها عندما انتويى الكتابة عن وردي و زيدان والحردلو وحميد ؛ ومن قبلهم مصطفى سيداحمد..
 *فمحجوب شريف (حاجة تانية خالص !!) ..
 *ولا أعني أنه (يتميز) على هؤلاء – إبداعاً – وإنما هو يتميز على مبدعي بلادنا كافة في (شئ عجيب) ..
 *فهو يكاد يكون (الوحيد) – من بين ذوي الشهرة – الذي تهرول نحوه الأضواء وهو منها هارب ..
 *أو هو عنها عازف ، وزاهد ، و(مستغني !!) ..
 *فهل منكم من يذكر متى رأى محجوب شريف – آخر مرة – عبر شاشات التلفاز؟!..
 *أو استمع إليه عبر أثير الإذاعات ؟!..
 *أو قرأ له كلاماً (خاصاً) عبر صفحات الصحف ؟!..
 *هو كان في حالة خصام ( عجيب) مع أجهزة الإعلام في (زماننا هذا !!) ..
 *بل وحتى في (أزمنة سابقة) هو كان زاهداً في الظهور الإعلامي (الدعائي) ..
 *فهو لم يسع أبداً إلى ترويج نفسه لـ(الشعب) استغلالاً لعلاقاتٍ إعلامية وقد كان عنده منها الكثير..
 *ورغم ذلك نال – بإمتياز – لقب (شاعر الشعب!!)..
 *وكل صحف الأمس – بما فيها الموغلة في (التبعية) – نعته بالصفة هذه ..
 *زرته – ذات أمسية – في بيته فأسرتني منه (بساطة!!) فوق قدرة المرء على التصور..
 *رائحة الأرض (المرشوشة) بالماء – أمام داره – أضفت على ما خرجت به من (مدهش القول) جواً سودانوياً خالصاً ..
 *وإبنته هي التي (تقول) – وليس هو – عقب (محنة!!) كان قد تعرض لها وقتذاك ..
 *تقول أن أباها يقول لها وهي صغيرة – على خلفية تلكم المحنة – : (يابنتي الإسلام كويس ، ليس العيب فيه!!) ..
 *وما زلت إلى يومنا هذا أحن إلى (قعدة الشاي) ذات (الطمأنينة!!) تلك التي تذكرني بجلسات شاي جدتنا روضة ساتي المسائية في أيام الصبا الخوالي ..
 *وما يُؤثر عن شاعر الشعب هذا – يا إسحاق فضل الله – أنه لم يكن (يكذب!!) قط ؛ أبيضه كان أم أسوده ..
 *بل حتى حين نعى نفسه – بقصيدةٍ له قبل أيام – كان (صادقاً) في إحساسه بدنو أجله..
 *ولا تزال بلادنا (تنزف!!) مبدعيها ؛ الواحد تلو الآخر ..
 *ومن لم يزل عائشاً منهم (ينزف) هو أسى كحال الجزلي حين يتلفت جَزِعاً من حول أمه المريضة هذه الأيام فلا يبصر إلا (سراباً) و (تنكراً) و(وعوداً !!) ..
 *والوعود هذه – للعلم – بعضها من (جهاتٍ!!) تجيد فقط الـ(ظهور الإعلامي) بعد أن يقول القدر كلمته ؛ وليس (قبل) ..
 *بل حتى (البنك المركزي) – حسب قوله – تمنع عليه في دولارات (حُددت) لعلاج والدته هذه بالخارج رغم إنها من (حر ماله !!) ..
 *وأخيراً نقول لك يامحجوب شريف – وأنت في عليائك – أنك كنت (صادقاً) حتى في قصائدك داحضاً ما يُقال عن (أعذب الشعر) ..
 *فقد صدقت ما عاهدت نفسك – والشعب عليه – بأن تظل (صامداً) في وطنك ليكون (معه انتظارك ولو بالكفاف !!) ..
 *و(عنه بعيداً أبيت الرحيل) إلى أن كان (رحيلك أنت!!)..
 *يا (شريفاً) تسامى يا هذاالهمام !!!!!
 
 
 
 
 
 
 
 المصدر اخبار عازة
 
 http://www.rassd-sd.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA...AD%D8%A7%D9%82.html
 |  |  
  |    |  |  |  |