|
قصة تاريخية غريبة: قصة الملك أشاكونتي ملك الأشانتي وزوجته الملكة زنتاريا وبناتهما الأربعة ..
|
الملك أشاكونتي كان من أعظم وأقوى ملوك مملكة الأشانتي في غرب إفريقيا عاش في القرن الخامس عشر الميلادي وتربع على عرش المملكة وهو في السابع عشر من عمره بعد وفاة والده الملك أشاكونتي الأكبر .. وكان الملك أشاكونتي يحوي صيد الغزلان .. وكان كثيراً ما يخرج بصحبة أمهر الصيادين في رحلات صيد إلى نواحي وادي زنتامور وهو وادي يقع شمال مملكة الأشانتي وقد إشتهر هذا الوادي بكثرة الغزلان والطيور والأسماك .. وفي إحدى المرات وبينما كان الملك أشاكونتي في رحلة صيد شمال المملكة إلتقى بفتاة جميلة إسمها زنتاريا من مملكة تمبكتو .. فأعجب الملك بالفتاة وأحضرها إلى مملكته وأكرمها وجعلها تجلس مع علية القوم من حاشيته .. ولم تمر أيام كثيرة حتى تم إعلان زواج الملك من فتاة تمبكتو زنتاريا .. فعم الفرح والسرور كل أرجاء مملكة أشانتي .. وبزواجها من الملك أشانتي أصبحت زنتاريا فتاة تمبوكتو ملكة أشانتي .. وعاش الملك والملكة حياة سعيدة .. وأنجبا أربعة بنات جميلات يشبهن أمهن زنتاريا .. ولكن العلاقة السعيدة بين الملك والملكة لم تستمر كثيراً بعد إنجاب أربعة أميرات .. فقد بدأ الخلاف يدب في حياتهما .. ولم يعد سكان المملكة يرون ملكتهم تسير إلى جنب ملكهم في المناسبات كما كانت العادة .. وإزدادت العلاقة بين الملك والملكة سوءاً .. فقررت الملكة أن تنفصل من الملك .. وفعلاً تم الإنفصال رسمياً .. وأصبحت الملكة تعيش في مسكن خارج قصر الملك .. وفي يوم من الأيام جاءتها خادمتها العزيزة وهي خائفة وقلقة وقالت لها: مولاتي لقد سمعت أن الملك يضمر لك سوءاً .. وعندما سمعت زنتاريا هذا الخبر إنتظرت حتى جن الليل ونام الناس فخرجت سراً برفقة نفر من حاشيتها المخلصين لها ثم هربت شمالاً إلى أن وصلت مملكة مراكش في أقصى شمال مملكة الأشانتي .. وفي مراكش أستقبلها ملك المراكش وأكرمها ومنحها قصراً لتسكن فيه مع حاشيتها .. وسمع الملك أشاكونتي بقصة هروب زنتاريا إلى مملكة مراكش .. فغضب أشاكونتي أشد الغضب .. بعد أيام أرسلت زنتاريا خطاباً إلى بناتها الأربعة تطلب منهن أن يلحقن بها في مملكة مراكش .. وعندما جن الليل إستعدت الأميرات الأربعة للهروب إلى مملكة مراكش .. ولكن أحد حراس الملك أشاكونتي سمع بخبر محاولة هروب الأميرات الأربعة للحاق بالملكة زنتاريا في مملكة مراكش .. فذهب ذلك الحارس وأخبر الملك بمحاولة هروب الأميرات الأربعة .. فغضب الملك غضباً شديداً .. ثم أمر رئيس الحرس بحبس الأميرات الأربعة في غرفة وألا يسمح لهن بالخروج ولا بالكلام مع أي أحد .. ثم كتب خطاباً للملكة زنتاريا جاء فيه ( لن تشوفي بناتك بعد اليوم حتى الموت) .. فحزنت الملكة زنتاريا حزناً عميقاً .. وبكت بكاءاً شديداً لفراق بناتها ولحبس بناتها وحرمانهن من الخروج ومن الكلام مع أي إنسان .. وبقيت الملكة زنتاريا على هذه الحال 14 سنة .. والأميرات الأربعة محبوسات في إحدى غرف قصر الملك أشاكونتي .. ممنوعات من الخروج .. وممنوعات من الكلام من أي شخص .. وممنوعات من الزواج .. ولا يأكلن إلا القليل من الأكل .. وبعد 14 عاماً خرجت الملكة زنتاريا عن صمتها .. فأرسلت رسائل إلى كل الممالك إلى مملكة كوش وإلى مملكة وداي ومملكة الفور ومملكة الحبشة ومملكة الزولو ومملكة الفراعنة ومملكة زنجبار ومملكة سنار ومملكة الصومال .. وعندما سمع ملوك هذه الممالك بمأساة الأميرات الأربعة وإنهن محبوسات لمدة 14 عاماً بأمر من الملك أشاكونتي .. تحرك جميع الملوك والأمراء ومن كل أرجاء إفريقيا .. فترى رسل الملوك عند بوابة الملك أشاكونتي زرافات ووحداناً .. وعندما علم الملك أشاكونتي مدى الضغط الدولي الذي يتعرض له أصدر قراراً ملكياً بالإفراج عن الأميرات الأربعة .. وفي صباح اليوم التالي خرج الأميرات الأربعة من الحبس وسط أفراح ورقص وغناء سكان المملكة الذين خرجوا عن بكرة أبيهم فرحاً بخروج الأميرات الأربعة .. وبعد عشرة أيام وصل موكب الأميرات الأربعة إلى مملكة مراكش وكادت الملكة زنتاريا تطير فرحاً عند رؤية بناتها بعد 14 عاماً من الفراق ..
|
|
|
|
|
|