|  | 
  |  يوم سقطت بغداد .. كيف تصنع ليبرالية بنت كـلـب من فوق ظهر مُجنزرة امريكية ؟ . |  | 
   1 ارق وشجون
 امس , الجمعة 28 مارس 2014  اتبانتى حالة الارق المعتادة وسهرت حتى وقت متأخر من ساعات الفجر الاولى لليوم التالى .
 افادنى هذا الارق فى متابعة برنامج على فضائية الـ BBC العربية , كانت اسرة وزير خارجية (العراق) الاسبق والمسجون حالياً (طارق عزيز) تتصدر ساحة برنامج (المشهد) , السيدة زوجته (فيوليت نبوت)  وابنته (زينب عزيز) .
 تحدثتا من منفاهما الاردنى عن وضع (طارق) الصحى , عن عدم قدرته على الكلام والمشى , عن حبسه الانفرادى , عن اعتزازه برئيسه السابق حتى الان .
 (طارق عزيز) صاحب السيجار الشهير , المسيحى الذى وصل الى ارقى المناصب فى حزب شديد التعقيد والقسوة على اعضائه وعلى ابناء شعبه فى آن .
 (طارق) كان يتمتع بروح دعابة وسـخريـة  جـبارة تتدفق من بين خطبه الراتبة فى الاجتماعات الرتيبة .
 عملاق السياسة الخارجية العراقية فى واحدة من اهم واخطر مُنعطفات تاريخ تلك البقعة العربية التى تنضح بالنفط فى العالم .
 صادروا بيته الشخصى  اولئك الليبراليون الجدد , القادمين على ظهور خيول المُجنزرات الامريكية , العشرة المًبشرين بالنار والمبشرين بـ (عراق) الخلاص , ما امتلكوا حتى شرف الحضور على ظهر ثورة شعبية حقيقية ومُبهرة مثل جارهم اللدود الراحل الامام (الخمينى)  , صادورا كل (العراق) وتحول الحلم على يديهم الى كابوس , قالت (زينب عزيز) ان رقابة السجن تقوم بمراجعة الكتب التى يتم ادخالها الى (طارق) فى محبسه , تمنع بعضها وتقوم بتمزيق بعض الصفحات من بعضها الاخر ! .
 هذا التعذيب مُهين وغريب , غريب جداً لمن كتبوا مانفيستو التحرير ووثائق حقوق الانسان وهم فى طريقهم نحو الميدان الرئيسى لقلب العاصمة المحتضرة تحت حماية ورعاية وكفالة (المارينز) .
 التحول من دولة ديكتاتورية الى دولة ديمقراطية هو مفتاح حل الازمة الوطنية النهائى , هذا هو شعار القوى الليبرالية الجديدة فى كل دول العالم الثالث , شعار تحول الى نكتة كبيرة , فمن تفاخروا بادخال حديدة مُدببة فى مؤخرة (القذافى) دون مراعاة لابسط قواعد القانون الجنائى كما يدرسها طلاب كليات القانون وهم فى صفهم الاول , كان مستوى معيشة المواطن الليبى فوق مستوى الشبهات , ومن قتلوه مثل حشـرة ما حصدت (ليبيا) منهم غير الرماد وتدهور مستوى معيشة المواطن والوافد .
 الغريب فى كلامه والغريب فى ملابسه وصاحب اللسان السليط , مات غريباً ومتفرداً فى طريقة موته (لم يحدث ان تم اغتصاب رئيس دولة قبل قتله) , والان تتحول (ليبيا) الى وطن قابل للانفجار مثل عربات غاز المستودعات , وللتفكك لعدة دويلات .
 فشل تام فى كل دول الربيع العربى , دماء وانتهكات وحنين لماضى الديكتاتورية , الوحيدة (تونس) تبقى مثل سكران يترنح .
 الخروج من جحيم الديكتاتورية لا يعنى ميكانيكياً الدخول فى جنات (عدن) , ها هى (يوغسلافيا) السابقة والتى خرجت من عباءة (تيوتو) ذلك الشمولى الفذ النجيب لتدخل فى حمى نيران الديمقراطية  / وليس شرطاً ان تكون نيران صديقة / , خرجت لتتفتت مثل كتلة (زئبق) بعد عنف دموى احمق .
 ايام (مبارك) كانت (القاهرة) عاصمة السهر , كنت فى نوبات الارق  المزمنة انزل للشوارع فى الثانية صباحاً اشترى سندوتشات (فول وطعمية)  وصحف (الاهرام, والاخبار , والجمهورية) , الان وبعد التحول الديمقراطى اصبحت اخاف من خروج زوجتى او خروجى بعد التاسعة مساءًفى شوارعها الحزينة .
 (القاهرة) الديمقراطية اصبحت مُخيفة للغاية , (طرابلس) الديمقراطية اصبحت مُخيفة, (بغداد) ما بعد (صدام) صارت ملعونة وفقدت ذلك البريق والبهاء .
 ـ
 |  |  
  |    |  |  |  |