|
المعارضتوفوبيا
|
الاختلافات العقلية والنفسية بين البشر واختلاف المعتقدات الدينية منها والسياسية وغيرها من الاختلافات لا شك انك تتفق معي أنها واقع لا يحتاج لبرهان، هذه الاختلافات كلها أو بعضها بالمنطق تؤدى أن يتخذ الناس مواقف مختلفة تجاه القضايا التي تهمهم. من أهم هذه القضايا: قضية من يأخذ ماذا، متى، كيف ولماذا في اطار ما يسمى بالدولة (الأرض، الشعب، الحدود السياسية، الموارد ونظام حكم). هذه القضية (القضايا) لما لها من أهمية كبيرة في حياة الانسان شهدت تطويراً مستمراً في المفاهيم والسبل التي تهدف للوصول الى أفضل الطرق لتحقيقها، وبالتالي تحقيق أكبر المكاسب للإنسان. أكتر هذه الطرق تطوراً هى ما سمي بالديمقراطية بالمعنى الواسع، وهي طريقة بالتجربة أثبتت فعاليتها وجدواها الكبيرة عند أكثر من نصف سكان الارض، مما أرتقى بمستواهم المعيشي والانساني، وهذا ما يمكن ملاحظته بكل يسر في جميع الدول التي تتبنى الديمقراطية، وهذا ما يدعونا للمناداة بالاتجاه نحو تبنى هذه الصيغة وفق خصائصنا المحلية، بغية تحقيق أكبر قدر من الرفاهية لانسان السودان. من أهم استحقاقات الديمقراطية الايمان بأن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات حسب ما ينظمه القانون، وليس لأي مواطن كان حقوق أو واجبات غير ما يكفله القانون أكثر من الآخرين بناءاً على اللون، النوع، السن ... الخ. في ظل هذا الفهم والايمان أظن أنه لا يوجد ما يبرر الهلع، الخوف المرضي والعداء الشديد لأصحاب الآراء المخالفة تجاه القضايا التي تهمهم بصورة خاصة أو قضايا الوطن الذي يجمعهم بالآخرين، ونعني في هذا الصدد من هم في سدة الحكم الان في السودان ومناصريهم، فاعتبار أي حديث في أي موضوع يتعلق بالاوضاع السياسية، الاجتماعية والاقتصادية في السودان حديث عدائي وخيانة أمر غير مبرر أبداً، ولا يمت للمنطق بأي صلة، وأعتبار كل معارض لما يحدث سلباً في السودان عدو مبين ويجب اسكاته.
|
|
  
|
|
|
|