ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 03:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2014, 10:25 AM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد

    غيبه الموت عنا في يوم الخميس 22 مارس 2012 م في لندن بعد أن سافر إليها طلباً للعلاج.






    من مواليد مدينة القطينة 1930م وتلقى تعليمه الأولي والوسطى بالعديد من مدن السودان حيث ظل متنقلاً مع عمه. وشارك الفقيد في المظاهرات ضد الاستعمار عام 1946م إبان مرحلة الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين. تلقى تعليمه الثانوي بحنتوب الثانوية وكان من بين زملاء دفعته الرئيس الأسبق نميري.
    أكمل نقد دراسته الجامعية ببراغ (تشيكوسلوفاكيا سابقاً) وتخرج من كلية الاقتصاد بعد أن فصل من جامعة الخرطوم كلية الآداب.
    وعاد للسودان وتفرغ للعمل السياسي في سكرتارية الحزب الشيوعي .
    وانتخب عضواً بالبرلمان عن دوائر الخريجين فى عام 1965م مرشحاً عن الحزب الشيوعي.
    وأصبح سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوداني في عام 1971م ثم اختفى من نظام مايو حتى انتفاضة أبريل 1985م.
    وانتخب عضواً بالبرلمان عن الحزب الشيوعي السوداني عام 1986.
    وباشر العمل السياسي حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير 2009م حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي.
    ولنقد العديد من المؤلفات منها: "قضايا الديمقراطية في السودان" و"حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" و"علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض" و"حوار حول الدولة المدنية".

    (عدل بواسطة عادل البراري on 03-22-2014, 10:34 AM)

                  

03-22-2014, 10:30 AM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

                  

03-22-2014, 10:30 AM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

                  

03-22-2014, 10:32 AM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

                  

03-22-2014, 10:52 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    Quote:
    غيبه الموت عنا في يوم الخميس 22 مارس 2012 م في لندن بعد أن سافر إليها طلباً للعلاج.


    الأخ الاستاذ الفاضل عادل .. تحية خاصة .

    رحم الله قدوتنا الاستاذ نقد وطيب الله ثراه .
    وهكذا يرحلون اوفياء الوطن والشعب ويتركون
    بصمات لا تمحي وخطوات يجب اتباعها ومواصلة
    مشوارها . وماشين في السكة نمد .

    الخلود لك ايها المناضل الحاضر .

    ودمتم اخي عادل .. وعاش نضال الشعب السوداني .

    ولي قدام .
                  

03-22-2014, 11:19 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: مني عمسيب)

    Quote: سلام عليك من كل القلوب المؤمنة الطاهرة .
    سلام عليك صديقاً ورفيقاً في انبل قضية عرفتها الانسانية . ان الحياة تمنح مرة واحدة فما أسعد من قال وهو يفارقها :
    لقد قضيت حياتي في خدمة انبل قضية انسانية ـ قضية الاشتراكية .
    عن اصدقائك ورفاقك
                  

03-22-2014, 11:58 AM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    عاش صادقاً عفيف اليد واللسان
    عاش مبتسم رغم الصعاب وكل ايام سريته
    عاش ودود جاذبك بإطمئنان
    وقوياً لا يجامل في الحق
    لم يتغير لم يتبدل كما عرفانه من حين تقابلنا معه حتى أخر ايامه .. فقد كان شامخاً
    Quote: سلام عليك من كل القلوب المؤمنة الطاهرة .
    سلام عليك صديقاً ورفيقاً في انبل قضية عرفتها الانسانية . ان الحياة تمنح مرة واحدة فما أسعد من قال وهو يفارقها :
    لقد قضيت حياتي في خدمة انبل قضية انسانية ـ قضية الاشتراكية .
    عن اصدقائك ورفاقك
                  

03-22-2014, 11:52 AM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: مني عمسيب)

    Quote: بصمات لا تمحي وخطوات يجب اتباعها ومواصلة
    مشوارها . وماشين في السكة نمد .

    استاذى منى
    عالي التحية
    نقد ليس في مقدور اقلامنا أن تكمل كامل صورته فقد كان رائعاً دوماً
    فوق
                  

03-22-2014, 12:01 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    قال محجوب شريف:

    مبروك يا محمد

    مهدك ولحدك

    ما بيناتم إلا الخير
                  

03-22-2014, 12:04 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    نقد كان من مؤسسي الشمولية السودانية ، كلس ودمر الحزب الشيوعي وذهب به في طريق اليمين الرجعي ..
    شارك بالتؤاطؤ في اغلب انقلابات السودان وخصوصا انقلابي مايو 1969 ويوليو 1971 وغضالنظر عن انقلاب الانقاذ وهو يعلم به ..
    مارس التسلط حين بقى في قيادة حزبه حتى بلغ ارذل العمر ، ولم يسن سنة حسنة بالتنحي حتى حينما اصيب بالمرض، فكان احد ديناصورات السياسة السودانية وانانييها
    كان الرجل لطيفا مع اعداء الشعب جلفا مع من هم اضعف منه، اساء للاموات ممن قدموا لحزبه ولشعب السودان، مثل شيبون وخضر نصر ووصفهم بالجنون .
    لم يكن الرجل امينا حتى مع سلفه حين اخفي اوراق عبد الخالق محجوب الاخيرة فتامر بذلك على التاريخ وحق الناس في المعرفة ...
    كان الرجل مستهزئا متعاملا بخفة مع القضايا الوطنية ويتضح ذلك في حديثه القبيح عن قضية حلايب المحتلة وعن الجنوب الذي تحدث باحتقار عنه وعن طموحاته ...
    كان الرجل ممثلا للثقافة العروبية - الاسلاموية بلا منازع رغم شيوعيته المزعومة ...

    فلترحمه السماء ان ارادت اما موقعه في تاريخ شعبنا فسلبي ..
                  

03-22-2014, 03:28 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    Quote: فلترحمه السماء ان ارادت اما موقعه في تاريخ شعبنا فسلبي ..


    كتب دكتور ( عبدالسلام نورالدين ) في جريدة الميدان الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوداني في عددها 2792 – الخميس 20 مارس 2014

    Quote: قد ذهب في غيبة كبري ذلك الفذ في تجليات الظهور والخفاء(1-2): محمد ابراهيم نقد 1931 – مارس 2012

    د- عبدالسلام نورالدين

    -1-

    محمد ابراهيم نقد – عبدالرحمن المهدي- علي الميرغني واسماعيل الازهري

    قد هز رحيل محمد ابراهيم نقد في الثاني والعشرين من مارس( 2012 ) أعماق بحيرات المشاعر في الشعب السوداني، فاضطربت ثم فاضت حينما تخلى بعد نزاع مع عدو قد إستشرى في خلايا دماغه فدمرها - عن فضاء السودان الواسع ليغمض عينية إلى الأبد في حجرة صغيرة تستقر في وجدان أهل السودان ، وللمفارقة الجديرة بالنظر تضم تلك الحجرة أيضا رفات عبد الرحمن المهدي (1885 – 1959 ) وعلي الميرغني ( 1885 -1968 ) واسماعيل الأزهري ( 1900 – 1969 ) وإذا كان لعبد الرحمن المهدي إحدى كبرى الطوائف الدينية ( الأنصار ) وحزب نافذ (الأمة) وثروة طائلة (دائرة المهدي) وتراث أب قاد مزارعين فقراء وظاعنين بداة حفاه من كردفان والجزيرة ودارفور ليقهر بهم الامبراطورية البريطانية، أبان عصرها الذهبي في القرن التاسع عشر الميلادي، تعضدها الدولة الخديوية التي تستمد شرعية حكمها من تركيا ، الخلافة الاسلامية تبرر وترفع للسيد عبد الرحمن شأن ذلك المقام.

    وإذا كان لعلي الميرغني طائفة الختمية وحزب الشعب الديموقراطي وثروة طائلة لها أصول وفروع ومنقولات في مصوع والحجاز، وعطر يحمل اسمه من مصانع “الشبراويشي” في شمال وادي النيل ، وسند لا يتخلف من الدولة المصرية بوابة السودان الى عالم العرب والاسلام وثقافة البحر الابيض المتوسط تسوغ له الجدارة بالمكان، وإذا كان اسم اسماعيل الأزهري المؤسس الاتحادي (1900 – 1969 ) قد تماهى مع رفع علم الاستقلال ( يا عسكري ما تزدري علم السودان رفعه أزهري)، وقد التقت في شخصيته بتلقائية، العلمانية على الطريقة السودانية، التي اعلنت موت القداسة على أعتاب السياسة مع الرمزية الناعمة لأكثر الطرق الصوفية التي تتحلق حولها قبائل نافذة، تمتد من شمال السودان إلى أقصى الغرب، كالتيجانية، والعمراب والكتياب والكبابيش ودار حامد والجوامعة والفور، والعدد الغالب من قيادات الادارة الأهلية في كردفان ودارفور الى جانب الطريقة القادرية التي تتسور بالعركيين في شندي والجزيرة وأبوحراز والابيض والنهود وطريقة الشيخ الطيب البشير السمانية التي تسندها قبيلة الجموعية، وفي المقدمة الطريقية الاسماعلية التي أسسها جده الأكبر السيد المكي، تتحاماها البديرية الدهمشية والجابرية وبعضاً مقدراً من الركابية، ما يعزز عراقة الأزهري من القلوب التي لم تفارق بعد التحيز للقبيلة والطريقة.

    أما محمد ابراهيم نقد الملقب من معارفه الاقربين وأصدقائه المحبين “بود ملين” ، الذي لا سند له من طريقة او قبيلة أو أقليم أو ثروة، ولم يطف بخاطره يوماً أن يتسلق شجرة حسب أو نسب، فقد إخترق كل ذلك كما ظل يخترق بمقدماته المنطقية الصادقة مغالطات عشاق قلب الحقائق في الفكر اليومي ، فرفعه تقدير بسطاء السودانيين ومثقفيهم إلى مقام الصالحين الخالدين، إذ أدهشهم بفتون أن يفني شخص كل عمره منذ أيامه الأولى بالمرحلة الثانوية بحنتوب وحتى وفاته بلندن، ليجعل من السودان مكاناً لائقاً بمواطنيه. الجدير بالتوقف أن نقد يملك كل المقومات التي جعلت من بعض زملاء مقاعد الدراسة في مرتبة مساوية له أو أقل كحسن الترابي وجعفر النميري وآخرين لا حصر لهم ، أن يسيروا في اتجاة مغاير له، فبذلوا كل ما أوتوا من مواهب ومهارات، إما لترقية ذواتهم بمعايير الثراء أو الوجاهة أو قد برعوا في صناعة المكارة، فالحقوا دماراً كاد أن يكون شاملاً في كل أوجة الحياة في السودان، وظل نقد وفياً لمطالب دائرته الانتخابية التي تتشكل من كل الشعب السوداني.

    -2-

    عمر الجاوي – جاراللة عمر وعبدالخالق محجوب

    ظل محمد ابراهيم نقد إلي لحظاته الأخيرة رجل المهام العسيرة على كل المستويات – له موهبة فذة في إدارة الحوار مع الآخر، سواء كان خصماً لدوداً له سيبتسم جذلاً، إذا تاتي له أن يراه جثة هامدة ، أو معارضاً له من داخل صفوف حزبه يسمه باليمينية أو الانتهازية الفكرية، أو مفاوضاً كثير الاضطراب ، يقدم إليه رجلاً ويؤخر أخرى. المثير للدهشة دائماً، قد لا يتحقق لنقد كل ما يصبو إليه من المقاصد النهائية في حوارته المتعددة مع الأفراد والجماعات ، ولكنه يخرج دائماً بتقدير وإعجاب الطرف المناوئ له ، والأهم من ذلك تغدو القضية موضع الاختلاف والنظر، أكثر وضوحاً وأقرب إلى الإفهام بفضل نهج نقد ، الذي يفضل الوصول إلى الحقيقة المجردة ، عبر المحسوس والملموس في القياس المنطقي.

    تمتع محمد أبراهيم نقد بجسارة وانسانية عمر الجاوي* من وهط لحج وعدن و قدرات نفاذ جاراللة عمر * إلى عقول وقلوب أكثر مناوئيه الذين يقفون على الطرف الآخر من الجسر، الشئ الذي حرض الصبي الذي قدمه الضابط عبد اللة السلال قبل سبتمبر 1962 لولي العهد الأمير البدر بن الامام أحمد، ليسوس له خيوله، فرفعته أكروبات السياسة في اليمن بعد عشرين عاماً من ذلك التاريخ من أستبلات حفيد الامام إلى قصر الرئاسة ، حيث رأى خطراً ماثلاً في جاذبية جار اللة ومواهبة واختراقاته في توحيد المعارضين لاستئصال نظامه ، فقتله بمكر لئيم بيد أصولي أعمى البصر والبصيرة.

    لقد كان لعقل عبد الخالق محجوب (1927 -1971 ) جبروت النار التي تلتهم كل شئ أمامها ، أما عقل نقد فله نفاذ الماء الذي هادئا ينساب، يغمر ولا يجتاح .

    نافح عبد الخالق طوال حياته أن يظل مفكراً طليعياً لنفسه ولحزبه ولشعبه، أما محمد ابراهيم نقد فقد نافح طوال حياته ليفكر مع نفسه وحزبه مع شعبه ، ولا بأس لديه أن يصيب ويخطئ في سبيل ذلك . كان عبد الخالق إذا مشى أسرع وإذا تحدث أسمع وإذا هاجم أوجع ،أما نقد فقد كان مع أسرته وحزبه وشعبه إبناً وأخاً وأباً وقائداً، في انسجام و اتساق ونسق، وليس على اللة بمستنكر أن يجمع “مشو” والقطينة والمناقل وكل العالم في نقد.

    -3-

    منازل ليلة القدر لها في القلوب منازل:
    لو أن قد نزلت ليلة القدر على ذئب لكان الأثير من مطالبه : أنفذي بي يا ليلتي “الليلية” حيث قطيع من الغنم في بادية السودان الشرقية أو الغربية، وسأدبر بعد ذلك أمري بنفسي، ولو نزلت ليلة القدر على جهبوذ من الأشاوس الميامين في المؤتمر الوطني، وقد أحسن من قبل الدكتور حسن الترابي تأدبيه وتدريبه على تطبيقات فقة الضرورة ، لكان مطلبه الأثير: تمكين من أخمص قدمي إلى مفرق شعري، بحكم لا يزول ومال لا يحصى ولا يدول ، ونساء لهن أعجاز التبلدي ومأذون شرعي يدور معي حيث أدور وسأدبر بنفسي بعد ذلك كل شئ في يسر تام. ولو نزلت نفس ليلة القدر على محمد ابراهيم نقد لجالسها بأدب وود ليجاذبها أولا أطراف الحديث لمعرفه أحوالها وأسرارها ولسألها على طرائقه في مزج الطرافة بالسخرية الباردة التي يطلق عليها السودانيون “المساخة” المحببة ثم ساءلها ولماذا يا سيدتي لا تنزلين على كل الشعب السوداني دفعة واحدة فيرتاح وترتاحين منه الى الابد فتتفرغين بعد خلو خاطرك من متاعب السودانيين لقضاء شئؤونك الهامة الاخرى وعلى اية حال – لست بالمستغني عن تنزلات فتوحاتك المباركة ، ولكني كفيل بتدبير أمري ، إذا زالت الكروب التي تتناوب في تصاعد منتظم على سودان الجن هذا.

    محمد الحسن العسكري :
    حينما تعددت وتكاثرت مقاتل الطالبيين*( ابناء واحفاد على بن ابي طالب – الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعلي زين العابدين على ايام بني أمية 662 إلى 750)، ثم أزدادت تصاعداً في الزمان العباسي الأول ( 750 -862 ) صاغت الشيعة الأثنى عشرية عبر تشكلها الدرامي الدامي، عقيدتها في المهدي المنتظر الذي يظهر ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً . خرج محمد الحسن العسكري (260ـ 329هـ))، الامام الثاني عشر الذي تجسدت فيه سمات وقسمات وشروط المهدي المنتظر، للنهوض بمهامه الشيعية المقدسة، فتدافعت لقتله جحافل جيوش العباسيين وحاصرته من كل الكوى والزوايا والأركان، حتى استحكمت عليه الحلقات من كل جانب، في تلك اللحظة التي لا توأم لها أو نظير، أنشق رضوى الذي أنتصب أمامه جبلاً فالقى بنفسه في جوفه وعاد الجبل إلى سابق عهده في استوائه على عروق الأوتاد ( وجعلنا الجبال أوتاداً) وما زال الامام الذي ولج رضوى في أنتظار الوقت ( ساعة الصفر) مستتراً ليتجلى في رجعة كبرى للخلاص الأخير للأثنى عشرية وكل العالم الذي ينتظره بشوق لاهب.

    الفرق بين الفرق: الشيعي والشيوعي:
    مع مراعاة فروق الوقت في المكان والمطالب والمنهج في الزمان، وإذا جاز لنا استعارة ولو إلى حين “مفارقات الأشباة والنظائر” التي برع فيها المستعربون السودانيون في الأسماء والصفات، فقد كان في محمد ابراهيم نقد شيئاً من المهدي الامام محمد الحسن العسكري فكلاهما يحمل نفس الاسم الحبيب لدى كل مسلم – محمد بن عبداللة – الجدير بالذكر أن نقد اللة هو عبد اللة في لغة الدناقلة.

    واذا كان محمد الحسن العسكري إماماً فذاً لدى الشيعة الأثنى عشرية، له حوزة في المقام الأرفع لا يدانيه فيه الا جده علي بن أبي طالب، الذي مات شهيداً فقد كان أيضا محمد إبراهيم نقد ( إماما) قائداً فذاً في الشيوعية، التي كان أحد مجدديها دون ضجيج ( الغاء الاستغلال – ديمقراطية التعددية الحزبية – العدالة الاجتماعية والقضائية – المجتمع المدني – حقوق الانسان) يبدو أن لا فرق بين الشيعي والشيوعي في أحرف الهجاء سوى الواو التي تقلب في العربية ياءاً أو تدغم فيها وتخلتط وتتداخل الأحرف والمعاني بين الشيوعي والشيعي لدي بعض عامة المسلمين، هذا إذا اسقطنا كيد المدلسين والمغرضين العرب لينبهم الفرق بين الفرق. الأعجب من كل ذلك فإن الأستاذ عبد الخالق محجوب الموهوب في النطق والقراءة والكتابة والخطابة في العربية والانجليزية، يميل إلى الياء حينما ينطق الحزب الشيوعي . وبالمثل فقد احتل محمد ابراهيم نقد مركزاً شاهق العلو في البيت المرفوع ذي الجوانب الفساح، الذي أرست قواعده الحركة السودانية للتحرر الوطني من العام 1945 وأستقر فيه وأطل من شرفاته وزاد عن عرصاته بعض الوقت أو كله، عبد الوهاب زين العابدين وعبدة دهب وعوض عبد الرازق وعبد الخالق محجوب والتجاني الطيب وعبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة ، وأحمد سليمان والجزولى سعيد وقاسم أمين والشفيع أحمد الشيخ وإبراهيم زكريا وعزالدين علي عامر ومحمد السيد سلام وكامل محجوب وشيخ الامين ويوسف أحمد المصطفى وبرقاوي وحسبو ابراهيم وشاكر مرسال وحسن سلامة وحاج الطاهر أحمد والطاهر عبد الباسط والرشيد نايل وحسن الطاهر زروق وعبدالطيف كمرات ويوسف عبد المجيد الجعفري وحاجة كاشف وخالدة زاهر وفاطمة أحمد ابراهيم ودولة محمد الحسن وحسن شمت وآخريات وآخرين كثر لا يتسع المجال لذكرهم . وإذا كان عبد الخالق محجوب واسطة عقد شهداء الحزب الشيوعي فقد جعل محمد ابراهيم نقد لتلك الشهادة شعل لا تنطفئ ، لتلهم الأحياء ولتبقي جذوة عبد الخالق متقدة متأججة الالق لدي شباب ولدتهم أمهاتهم في تلك الليلة التي داعب فيها عبد الخالق شانقه السجان قائلاً : أرجو أن يكون حبلكم متيناً فقد تاكم رجل من الوزن الثقيل.

    وأذا كانت الغاية الكبرى من وجود وخروج وغيبة ورجعة المهدي المنتظر أن يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً، بعد أن ملئت جوراً وظلماً فتلك هي أيضاً ما كرس محمد أبراهيم نقد حياته لها ، منذ أن مست خطاه على نهايات صباه، عتبات مدرسة حنتوب الثانوية بود مدني في النصف الثاني من عقد الأربعين 1948 وحتى فاضت روحه بلندن في الثاني والعشرين من مارس 2012 ، باختلاف في ديباجة الخطاب وطرائق طرح المقدمات واستقراء النتائج والنظر في السنن الكونية، ويمكننا أن نقول يعود ذلك الخلف والاختلاف في النظر والتطبيق بين الشيعي الذي استتر والشيوعي الذي حضر ، تلك الفجوة في حركة الزمان التي تقدر ب 1273 عاماً تقريباً، التي تفصل بين محمد بن عبد اللة المهدي المنتظر الشيعي ومحمد بن عبد اللة نقد اللة الشيوعي السوداني وبينهما خرجت الحضارة الاسلامية من التاريخ وصدر البيان أن الرأسمالية التي أضحت نظاماً عالمياً ليست نهاية التاريخ.

    زاول الائمة الهداة من الشيعة الاثني عشرية “العمل السري” لازالة الملك العضوض للأمويين والعباسيين من دار الاسلام، وكان لابد خضوعاً لضرورات نشر تعاليمهم وتعبئة الجماهير، إعمال الذهن لتموية المظهر وتغيير الاسم وإبداء ما يخالف المخبر، ولما كان الكذب من أيات المنافق في الإسلام فقد صاغوا وأضافوا مبدأ “التقية “ إلى معتقداتهم ، بأن يجوز للداعي الشيعى أن يبدي خلاف ما يبطن للنجاة من مطاردات وبطش الطغاة ، فكان لكل داع أكثر من أسم وصورة وفكر ظاهر وآخر باطن، وفقاً لمقتضى الحال في الاقاليم التي يجوسونها لانهاضها ، ولم تكن الغيبة والاستتار والرجعة سوى الترجمة الذرائعية المؤقتة للمبدأ الجديد، الذي أضيف إلى منظومة العقائد التي وطنها محمد الباقر وجعفر الصادق بناة المؤسسة الأثني عشرية، ولابد أن قد كانت لمحمد الحسن العسكري المهدي المنتظر الذي استتر، أسماء وتنكرات وتزاويق في الكلام، لينفذ بها في كل مرة إلى مراميه وغاياته ،ولما ضاقت عليه الحلقات التي أحكمها الذين أحترفوا ذبح الطالبيين، إنفرج الجبل رضوى فاستتر محمد الحسن العسكري في جوفه متحرفاً لرجعة كبرى ينشر فيها العدالة الاجتماعية في دولة الشيعة الأثنى عشرية الفاضله.

    لم يكن محمد ابراهيم نقد الذي تمرس على فن الأستتار في رضوى الشعب السوداني، والظهور في كل مرة إلى العلن على صهوات صافنات إنتفاضاته الظافرة، حتي كاد أن يجعل منه علماً مستقلاً، ليس في حاجة أبداً إلى فقة التقية أو إلى إختراق الجبال، إذ كانت الأبواب مفتوحة في وجهه، ومسالك التسلل معبدة تحت أقدامه حينما تحاصره قوات الطوارئ بعد إعلان حظر التجوال، بعد وفي ثنايا الانقلابات التي تكاثرت على مواطني السودان كنصال الهموم التي ظلت تخترق صدورهم لاكثر من نصف قرن، أما كيف تأتي “لمحمد صالح” “وعبد الرحمن” وتعددت الأسماء لمحمد ابراهيم نقد الواحد ، كلما دارت عليه دوائر العسس السري باجهزة رفيعة التقنية التي لم تتوفر لعمال وولاة الامويين والعباسيين، أن يصبح في غمضة عين فص ملح وقد ذاب في النهر، الذي يتجدد ماؤه على الدوام ، فقد ضن “نقد” بعلمه الخاص في هذا الشأن الشائك على الصحافيين وعشاق استطلاع الخبايا أن يفك لهم شفرته، وكانت له حجه مفادها أن لاتزال حلقة السودان الشريرة ( أنقلاب and ديموقراطية and أنقلاب ) دائرة فلماذا يفض أمام الجميع مغاليق فن أنتزاع الدسر(المسامير) من دواليب وأجهزة تشغيل محركات سفن النظم الاستبدادية . لا يخلو هذا الحجاج من وجاهة وأن كان لا يلبي تطلعات ذبذبات الإثارة في أعصاب أولئك الذين شد حامل الأسماء المتعددة، خيالهم الاسطوري والعلمي لسنين عددا، بقدراته الخارقة أن يكون خفياً وظاهراً في نفس المكان، وليس فيه في ذات الوقت ولكن حامل سيف الذكاء القاطع والأسماء والمواهب المتعددة والإرادة الحديدية ، يدرك بما لا يقاس أكثر من المتحلقين حوله لسماع القصص والأساطير التي تدور عن شخصه من فمه أو قلمه، أن العبء الأكبر في صناعة الألياذة التي أصبح بطلاً لها، يقع على مؤسسات حزبه التي ساهم وأشرف على استقلالها وفصل سلطاتها ، وفي مقدمتها في أوج المداهمات والسرية جهاز التأمين ، الذي نشأ منذ وقت باكر وشب ونما وتوطد على أكتاف كادر ينأى بالطبائع الشخصية للناشطين فيه، عن الاضواء ولغو الكلام ، وقد تربى وتدرب وأعجم عوده على التضحية ونكران الذات، ولما غاب جهاز التامين لحظة لعلل خارج إرادته وخارج مشيئة لجنته المركزية في حمى فوضى 19 يوليو 1971 حينما تولى التنظيم العسكري (وقد هدد محمد ابراهيم نقد قبل انقلاب 19 يوليو بحله) مسئؤولية ما أطلق عليها تحرير عبد الخالق محجوب من محبسه في السجن العسكري بالشجرة، قدم الأخير عنقه، ثمناً لذلك الغياب والقرار.
                  

03-22-2014, 04:52 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    شكرا اخونا عادل البراري علي الاتيان بمقال عبد السلام نور الدين

    لفتتني هذه النقطة
    ((حينما تولى التنظيم العسكري (وقد هدد محمد ابراهيم نقد قبل انقلاب 19 يوليو بحله) ))

    وقد حله فيما بعد .. يحكي الخاتم عدلان في مذكرات سجلتها له الصديقة ماجدة نوري في 1995 كيف انه لما صعد لسكرتارية اللجنة المركزية وكان الحزب الشيوعي مطاردا وفي نفس الوقت يتحدث عن رد الصاع صاعين، انه تسلم مسؤليةالاشراف على الجناح العسكري سياسيا ، ولذلك طلب مرارا اللقاء مع مسؤول ذلك الجناح ولكن كانت هناك مماطلات ..في النهاية توفق بلقاء الزجل والذي اتضح انه ضابط صف، وقد سأله الخاتم: كيف الوضع ؟ فرد الرجل وضع شنو ؟ اعاد سؤاله عن وضع الجناح العسكري وكم فيه من ضباط وضباط صف ؟ اجاب الرجل مستغربا انه ليس هناك جناح عسكري ، وان مهمته كانت تتمثل في حل هذا الجناح وتفكيكه ، باوامر مباشرة من محمد ابراهيم نقد ، وذلك حتى لايقوم هذ الجناح بانقلاب اخر .

    قال الخاتم انه لم ينم الليل في ذلك اليوم ، وقال انه لما سمع تصريحا اخر لقيادي في الحزب الشيوعي انهم مستعدون لحرب المدن ، عرف ان الرجل يكذب بوقاحة ..

    هذه الامور ذكرهاالخاتم تلميحا لا تصريحا في استقالته ورفاقه من الحزب الشيوعي ، حيث ذكر:
    ((• فشل الحزب في سياساته إزاء القوات النظامية و حدث ذلك في نفس الوقت الذي عمدت فيه القوى المعادية للديمقراطية و على رأسها الجبهة الإسلامية القومية إلى بناء مراكز منيعة داخل هذه القوات و قد أدى هذا في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالديمقراطية
    • مقدرة الحزب على الدفاع حتى عن نفسه و رد العنف الموجه إلى أعضائه و قادته، دع عنك العنف الموجه إلى الحركة الشعبية، تكاد تكون معدومة، منذ 22 يوليو 1971 و حتى اليوم. و هذا الواقع قد أغرى به أعدائه فأوسعوا أعضاءه ضربا و تعذيبا و قتلا على قارعة الطريق و في بيوت الأشباح. دون أن يخشوا أي عقاب مهما كان. و لكن ذلك لم يمنع قيادته من رفع الشعارات و التهديدات حول الثأر للشهداء و حول دماء الشيوعيين التي لن تتحول إلى ماء.))
                  

03-22-2014, 07:20 PM

مصطفى عبيد
<aمصطفى عبيد
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    Quote: ؟ اجاب الرجل مستغربا انه ليس هناك جناح عسكري ، وان مهمته كانت تتمثل في حل هذا الجناح وتفكيكه ، باوامر مباشرة من محمد ابراهيم نقد ، وذلك حتى لايقوم هذ الجناح بانقلاب اخر .


    وهل هذه مأخذة على الحزب الشيوعي والأستاذ نقد _ عدم الرغبة في المشاركة في الإنقلاابات العسكرية _ وهل ترى أنه يجب أن يكون للأحزاب اجنحة عسكرية؟؟
    يا أستاذ عادل أنت رجل لا يخالجني الشك لو للحظة أنك قد تبخس الناس أشيائهم ... لذلك وفقط لوجه الحق إعط الأستاذ محمد إبراهيم نقد حقه
    هو رجل عاش كل حياته ولم يسع لمصلحة شخصية وإن أراد لما منعه شئ من تحقيق مصالحه

    رجاءاً فقط إعط الرجل حقه إن أصاب وإن أخطأ ... هل هدف لغير مصلحة هذا الوطن والشعب
    وأي فائدة جناها من الحياة بلا أسرة ولا ثروة ولا أبناء
                  

03-22-2014, 08:39 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: مصطفى عبيد)

    Quote:

    * شخصيا كنت بالمناقل عندما وقع الإنقلاب، وبعد أن أكتشفت أن كل قيادة الحزب هناك أعتقلت، خرجت من المدينة ليلا، وحافظت على سلامتي الشخصية لأكثر من شهر، كانت هي الفرق بين الموت والحياة. الصورة التي كانت في ذهني في تلك اللحظات هي صورة الشيوعيين الأندونيسيين الذين قتل منهم أكثر من مليون ونصف المليون في إنقلاب سوهارتو في الستينات. وعندما تجمعنا في كوبر وجعلنا نحكي قصصنا وجدت أن أغلب الناس اختفوا بطرائقهم الخاصة وبمبادرتهم الخاصة مستفيدين من أسرهم وعلاقاتهم الإجتماعية وبراعاتهم في التخفي، مثل الاستاذ إبراهيم جاد الله، الذي أضحك الناس كثيرابقصة هروبه في تلك الايام الماساوية.
    * كل هذا ربما لا تكون له علاقة مباشرة بنوع التعامل الذي كان من المفروض أن يلقاه عبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب، ووجهه، والمرشح للموت عند القبض عليه بصورة لا يرقى إليها الشك مطلقا.كان من المفروض بمجرد ظهور إرهاصات الهزيمة أن يأتي جهاز الحزب السري ويؤمن عبد الخالق ويضعه بعيدا عن المخاطر، وهو ما لم يحدث بالطبع. وهذا لم يحدث ليس لأن هناك مؤامرة دبرت في تلك اللحظات الحالكة للتضحية بعبد الخالق، فالحزب لم يكن قادرا وقتها حتى على التآمر. أقول هذا فقط لاستخدام الظروف السائدة وقتها في البرهان على مقولتي، وليس لأن هناك من كان يفكر في تلك المؤامرة ولم يستطع تنفيذها. اي أنه حتى إذا كان هناك من يريد التضحية بعبد الخالق، لأي سبب خاص به، فإنه لم يكن يملك أن يجتمع بالجهاز السري في تلك اللحظات ليبلغه بمثل هذا القرار!
    * المسألة إذن لا تتعلق بقرار حزبي أو تآمر فردي أو جماعي على حياة عبد الخالق. ولكنها ببساطة إنهيار الأجهزة الحزبية في تلك اللحظات بما فيها الجهاز السري المسؤول عن تأمين القيادة. ونسبة لأني على معرفة ما بهذا الجهاز، فأرجو أن أقول كلمات قليلة، تكفي للبرهان على ما أقول دون أن تضير أحدا من قريب أو بعيد. والنقطة الأولى هي أن هذا الجهاز، مثله مثل بقية الأجهزة، ليس بالكمال الذي يظنه فيه البعض، سواء من قبيل الجهل بالشيء أو حسن النية في الحزب. وأعلم تماما أن قادة الحزب الآخرين، وتحديدا الأساتذة محمد إبراهيم نقد والتجاني الطيب باكر والجزولي سعيد وسليمان حامد، أختفى كل منهم بطريقته الخاصة، واجتمعوا فيما بعد، من فرط ضيق الإمكانيات في غرفة واحدة، أقاموا فيها عدة أشهر، في منزل لا يمكن أن يقال عنه بأية حالة من الأحوال أنه منزل "سري" وفي وضع بالغ الهشاشة كان يرشحهم فرادى ومجتمعين للوقوع في يد السلطة وربما الإنتهاء إلى نفس المصير الذي إنتهى إليه عبد الخالق محجوب. وهذه مسأئل تاريخية فوق الخلافات وفوق الكيد أو المكائد، فقد لعب هؤلاء الرجال في تلك اللحظات أدورا بطولية بالفعل. ويجب الأ تدفع الخلافات اللاحقة معهم اي شخص إلى التخلي عن المصداقية في وصف حالهم وأدوارهم، لأن من يفعل ذلك يكون هو الخاسر، وليس هم.


    من ارشيف الراحل الخاتم عدلان
                  

03-22-2014, 10:50 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: elsharief)

    الاخ الشريف تحياتي

    ما نقلته عن الراحل الخاتم عدلان لا علاقة له بما كتبته انا اعلاه، اذا كان القصد ان يكون ردا علي
    من ناحية ثانية اذا اردت ما قاله الخاتم عن نقد ، مباشرة وفي هذا المنبر ، فسانقله لك

    بالنسبة لي الخاتم مرجعية ، وهو لا يكذب ، فهل تقبل به مرجعية في كل الامور ، في هذا البوست ؟
                  

03-22-2014, 08:53 PM

dardiri satti

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 3060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: مصطفى عبيد)

    تذكرت ، ونحن نحتفل بعيد الأم في أيامنا هذه،
    تذكرت آخر لقاء به في الدوحة، في 2011م
    وكان قد حضر لمؤتمر بشأن دارفور.
    فجأة وجدتني وحدي معه في فناء الفندق ،
    وقد تفرق من كان حوله،
    سألني ماذا فعلت في سنين غربتي لالطويلة،
    فأجبته ، مازجاً ،
    حججت أمي ، حجت أمي ثلاث مرات ، وأحضرتها لعمرة!!!!!
    كست وجهه جدية ، جديته المعتادة ،
    واعتدل في جلسته، قائلاً:
    "تعرف ، يادرديري ، دي ممكن تكون أحسن حاجة عملتها في حياتك !
    صدقني أحسن من أي حاجة ، القروش والعرس والأولاد,, دي أعظم حاجة."

    والراحل التجاني الطيب ، كثيراً ما كان يردد،
    عندما يتخلف أحدهم عن الوفا بالتزاماته الحزبية المالية ،
    متحججاًبالتزامات أسرية طارئة:
    "Hospitality begins at home"

    وداعاً المناضل الأستاذ محمد إبراهيم نقد
    عزيزنا ، رفيقنا ،
    بشوش الوجه نقي اليد ، سليم الفؤاد ،
    صارم اللسان والقلم ،
    سلاماً عليك في عليائك .
    سلاماً عليك ملتزماً جمرتك ملتهبة مضيئة
    سلاماً عليك في الخالدين ؛
    سلاماً عليك يوم ولدت ،
    سلاماً على حواء بلادنا الودود الولود.
    سلاماً عليك في طريقك الذي سلكت
    بحماسة الصبا، وعنفوان الشباب، وعزم الكهول،
    وبحكمة الشيوخ المتفائلة.
    سلاماً عليك جائعاً ، مطارداً ، وملاحقاً
    سلاماً عليك في كل معتقل ، وسجن ، وعرين نضال .
    فلم تك ممن قال فيهم تعالى:
    " أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ " [الأحقاف: 20].
    سلاماً عليك .
    سلاماً عليك مرتقياً في سماء بلادنا
    ملتحقاً برفاقك الأماجد
    أنجماً قطبية زاهرة ، ثابتة ، وفية
    يستضيء ويستهدي بها كادحو بلادنا وفقراؤها ،
    وشبابها المتوثب للفجر الجديد .
    عليك السلام ،
    عليك السلام
    عليك السلام في القلوب ومنها .
    "منازل الأحباب بالدربِ
    مضيئة فانزل على الرحبِ"
    سلاماً عليك في الخالدين ،
    في الخالدين عليك السلام .
                  

03-23-2014, 11:14 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: dardiri satti)

                  

03-24-2014, 09:51 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    عبدالعاطي :
    Quote: نقد كان من مؤسسي الشمولية السودانية ، كلس ودمر الحزب الشيوعي وذهب به في طريق اليمين الرجعي

    كلام مجاني مرسل لا تسنده وقائع التاريخ ، متى تأسست الشولية في السودان وعلى يد من من الاشخاص و التنظيمات والعهود ؟
    لو بحثنا فلن نجد الحزب الشيوعي السوداني و لا محمد إبراهيم نقد من ضمن مؤسسي الشمولية في السودان
    ليس نقد ولا حزبه هم من سلموا الحكم للفريق عبود في أول إنقلاب عسكري
    وكان قدح الحزب الشيوعي ونقد من ضمن قياداته معلى في هزيمة ذلك الإنقلاب و مخططات الرجعية السودانية في اكتوبر 1964
    أجهضت حكومة جبهة الهيئات التي دعمها الحزب بتآمر من الحزبين العتديين و من خلفهم جبهة الميثاق الإسلامي
    تاريخ طويل ومجيد في منافحة الديكتاتوريات و كذلك الشمولية المدنية الملتحفة رداء الديمقراطية في الحزبين والقوة الدافعة من ورائهما والمحرضة
    .....الخ
    أخر تقييم للحزب وصف الصادق المهدي و الميرغني بالتواطؤ مع سلطة الأخوان المسلمين الفاسدة ومشاركتهما بأبناء السيدين في الرئاسة
                  

03-24-2014, 11:19 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: أبو ساندرا)

    عبدالعاطي:
    Quote: شارك بالتؤاطؤ في اغلب انقلابات السودان وخصوصا انقلابي مايو 1969 ويوليو 1971 وغضالنظر عن انقلاب الانقاذ وهو يعلم به ..

    العجيب ان عبدالعاطي بيعرف تمامآ الظروف التي سبقت إنقلاب مايو ، وتعرض الحزب للظلم من قبل اليمين الاسلاموي الرجعي بطرد نوابه المنتخبين من البرلمان
    ثم حله ، وبالرغم من هذا فإن وقائع التاريخ أثبتت من أعترافات نميري نفسه أن الحزب الشيوعي حاول اثنائه عن الإنقلاب ، و أن الضباط الشيوعيين لم يشاركوا في التحرك
    ماعدا عثمان أبوشيبة ( ده حكاية براها ) فكيف كان هذا التواطؤ ؟
    سيجاوب عبدالعاطي بأن الحزب لم يبلغ السلطات ، وأنه شارك لاحقآ
    لو بلغ الحزب السلطات فلن يعدم من ينتقده ويصفه بالخيانة و ان فعلته ليست فعلة رجال و بالتأكيد سينعت الحزب بالواشي و الشيوعيين بالوشاة
    شارك نعم ، لكنه حاول أن تكون مشاركته من موقع مستقل حماية لشعاراته التي تبنتها مايو
    ، وبرنامجه الذي صاغه في إطار دعم ترشيح السيد بابكر عوض الله في انتخابات رئاسة الجمهورية التي قطعها الإنقلاب ، هو البرنامج الذيإعتمد عليه بيان الثورة الأول
    هذه المشاركة والعلاقة إمتدت فترة عام تقريبآ كانت كلها صراعات مع السلطة و خلافات داخلية أسفرت عن إنقسام كبير و مؤثر و ملاحقات للشيوعيين ونفي لعبدالخالق محجوب
    مرة إلى مصر عبدالناصر ، ثم الإعتقال بعد عودته ، ثم طرد الشيوعيان بابكر النور و هاشم العطا ومعهما فاروق حمد الله من مجلس الثورة ، و إبعاد معظم الضباط الشيوعيين
    ومن أعضاء تنظيم الضباط الاحرار من الجيش ، ومتلى كل ذلك وصولآ إلى 19 يوليو وماتلى إنقلاب ذلك اليوم من محاكمات ومجازر

    19 يوليو لو كان لدى عبدالعاطي قرار صادر من الحزب في أيآ من وثائقه يشير إلى أن الانقلاب من مسؤوليته فليزودنا بها

    تعديل لإضافة الفقرة أدناه :
    انقلاب الإنقاذ قام الحزب بتوصيل ما توصل اليه من معلومات إلى السيد رئيس الوزراء المنتخب الذي تلكأ في إتخاذ ما يلزم
    قد يرد سؤال : ولماذا لم يحرك الحزب الجماهير ليقطع الطريق أمام الإنقلاب ؟
    الإجابة : كتبت الميدان في كلمتها و في عنواينها الرئيسية تحذيرات من الإنقلاب الوشيك
    وما أظن قدرات الحزب حينها كانت تسمح بأن يأتي الحزب بعمل على غرار ليلة المتاريس

    (عدل بواسطة أبو ساندرا on 03-24-2014, 11:25 AM)

                  

03-24-2014, 11:32 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: أبو ساندرا)

    عبدالعاطي :
    Quote: مارس التسلط حين بقى في قيادة حزبه حتى بلغ ارذل العمر ، ولم يسن سنة حسنة بالتنحي حتى حينما اصيب بالمرض، فكان احد ديناصورات السياسة السودانية وانانييها

    الثابت عندي أن محمد إبراهيم نقد إعتذر عن ترشيحه لقيادة الحزب
    و أن لجنة سعت إلى إقناع نقد ، وعندما عرفت إصراره على عدم الترشح ، ضغطت عليه بالذي جعل نقد يقبل .. مصلحة الحزب
    الشاهد أن الرجل لم يكن يرغب في الترشيح ، وكنت أتمنى لو استجابو لرغبته
                  

03-24-2014, 09:50 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: أبو ساندرا)

    ابو ساندرا

    ساتي للرد بالتفصيل على نقاطك

    بالمناسبة الست انت القائل على لسان نقد التالي ؛ في الخطاب الذي لم يقله ولن يقله الرجل ابدا؛ ام هو ابو ساندرا اخر :

    Quote: وما لن يقله الإستاذ نقد أبدآ:
    __________________________________

    ولا يفوتني-إعلاءآ لشان النقد والنقد الذاتي الذي سطرناه في لوائحنا ولم نطبقه أبدآ - أنتهز هذه السانحة
    لأتقدم بإعتذار شفيف لأعضاء الحزب ولجماهير الشعب السوداني التي بادلته الإحترام والتقدير
    عن قيادتي الضعيفة الواهنة لهذا الحزب الشامخ والتي تقاصرت كثيرآ دونه
    وقيامي بإعتقال قدرات الحزب حتى تجاوزته الحركة الجماهيرية أو كادت
    بل وحتى صار الأعداء لا يأبهون له وكأنه نكرة وهو الذي ظل يؤرق مضاجعهم من جرأته وسبقه وقدحه المعلى
    بفضل القيادة الملهمة للشهيد عبدالخالق محجوب الذي تنكبت طريقه وتجنبت شجاعته ففي الوقت الذي لم يتوانى فيه
    في ان يعتلي المقصلة مقدمآ نفسه شهيدآ وقربانآ لمبادئه في شجاعة متناهية ، كنت انا أتحاشى ذاك المصير المشرف
    وآسرت السلامة وكان نتاج ذلك هذه الأزمة التي يعيشها الحزب وإنفضاض الأعضاء من حوله ناهيك عن الأصدقاء
    والمؤيدين الذين خزلناهم أو بالأحرى خزلتهم أنا تحديدآ وطفقت أسير في ركاب أعداء حزبنا أوادد الصادق المهدي وأجامل الترابي
    كانت تعوزني الشجاعة اللازمة والثقة في الشعب وفي الحزب وأعترف بأنني لم أكن خير خلف لخير سلف

    وأنتقد نفسي في تقصيري تجاه رعاية أسر شهداء الحزب والسيادة الوطنية وقد أدمى قلبي ما سمعته
    عن إنضمام أحد أبناء الشهداء الأماجد إلى الجبهة الإسلامية وكفر آخرين بالعمل السياسي عمومآ وبالحزب خاصة
    هذه قضية لم أوليها إعتبار ،وأتقدم بإعتذاري هذا بدءآ للشهداء ثم لأسرهم وآمل أن تستعيد القيادة الجديدة ثقتهم
    بعد معالجتها لأخطائي وإزالة أثار قيادتي التي أقر مرة أخرى بضعفها وقلة حيلتها
    ولن أبريء نفسي من نجاح إنقلاب الجبهة الإسلامية الذي أدخل البلاد في مأزق تاريخي وهدد وحدتها وإستقرارها
    وأحالها إلى خراب وإدقاع بما أدى للتفريط في السيادة الوطنية وتكمن مسؤليتي في إتخاذي لقرار يتسق مع رعبي
    من مصير عبدالخالق وذلك عندما قمت بحل التنظيم العسكري للحزب تحت ستار رفضنا للإنقلابات العسكرية
    مع إنه كان يمكن تغيير العقيدة الأساسية للتنظيم لتتسق مع عقيدة الجيش وواجبه الأول وهو حماية النظام الديمقراطي
    إذا لم أرتكب ذلك القرار الكارثة كان يمكن لكوادرنا في الجيش إحباط إنقلاب الجبهة أو هزيمته في أي وقت لاحق لنجاح إنقلابها المدمر

    أردف إعتذاري وأسفي وندمي بالقرار الوحيد الصائب وهو التنحي عن موقعي كسكرتير سياسي للجنة المركزية
    وهو قرار لارجعة فيه بل وأطلب إعفائي حتى من عضوية اللجنة المركزية
    وسأتفرغ للكتابة والتأمل في تجربتي الماثلة ليعتبر بها الرفاق القادمون
    المرجع : Re: ما لم يقله الأستاذ نقـد في ندوتـه بالديـوم

    وماذا ابقيت للرجل حتى ننتقده فيه ؟؟
                  

03-26-2014, 10:58 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    السيد ابو ساندرا تحياتي

    كتبت
    Quote:
    كلام مجاني مرسل لا تسنده وقائع التاريخ ، متى تأسست الشولية في السودان وعلى يد من من الاشخاص و التنظيمات والعهود ؟ لو بحثنا فلن نجد الحزب الشيوعي السوداني و لا محمد إبراهيم نقد من ضمن مؤسسي الشمولية في السودان. ليس نقد ولا حزبه هم من سلموا الحكم للفريق عبود في أول إنقلاب عسكري
    الشمولية السودانية أسستها الاحزاب العقائدية وعلى رأسها الحزب الشيوعي والاخوان المسلمين بتفرعاتهم ووالعروبيين من ناصريين وبعثيين؛ كما كان لحزب الامة دور كبير في تأسيسها .. نشرت هذه الاحزاب في مجملها ايدلوجيات معادية للديمقراطية مرات باسم الطبقة ومرات باسم الدين ومرات باسم القومية .. سمت هذه الاحزاب انفسها بالاحزاب الطليعية والرسالية ؛ ودعت الى ديكتاتوريات الطبقة العاملة او الاغلبية المسلمة الخ ؛ نشرت ما يسمي باقكار الديمقراطية الجديدة او الاسلامية والتي كانت في تضاد بل وصراع مع افكار الديمقراطية الليبرالية ؛ بل تآمرت على الديمقراطية ونظمت ودعمت الانقلابات العسكرية الناجحة والفاشلة ؛ ونشرت اساليب العنف السياسي واغتيال الشخصية والقيادة الابدية وما بدلت تبدبلا

    بالنسبة للحزب الشيوعي فله دور كبير وخاص في ذلك؛ باعتباره من اول احزاب الشمولية السودانية ومن ناشرة الايدلوجية الشيوعية وهي ايدلوجية شمولية بامتباز ؛ بل هي من الشموليات الكبرى في القرن العشرين . دخل الحزب في مختلف الانقلابات العسكرية ؛ وكان اول من جند ضباطا في الجيش لهذا الغرض ؛ حيث انشا تنظيما شيوعيا سريا للضباط ، يقول محمد محجوب عثمان في توثيق هذا النشاط " يعود تاريخ النشأة الحقيقية وعملية التأسيس إلى ما قبل الاستقلال السياسي للسودان بداية عام 1954 ؛ وما صحب هذا من زخم وانفتاح ديمقراطي نسبى ؛ أتاح الفرصة لعناصر متفتحة من الحركة الطلابية لولوج المؤسسة العسكرية . " إلى أن يقول " وفى تلك الظروف تفتحت الفرص أمام مجموعات من الطلاب ذوى الميول الديمقراطية و آخرين من أعضاء الحزب –رابطة الطلبة الشيوعيين – للدخول للكلية الحربية والتخرج منها كضباط صغار في الجيش . ولقد شكل ذلك النواة الأولى لتنظيم الضباط الشيوعيين " .( كتاب كتاب الجيش والسياسة في السودان ) كما يكتب محمد سعيد القدال " وكان الحزب الشيوعي قد بدأ منذ الخمسينات في إقامة تنظيم داخل الجيش تحت إشراف عبد الخالق مباشرة " –كتاب معالم من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني صفحة 211-.

    Quote: ليس نقد ولا حزبه هم من سلموا الحكم للفريق عبود في أول إنقلاب عسكري
    نعم ولكنهم بعد ذلك انخرطوا في الانقلابات العسكرية وفتحوا شهية غيرهم لها ؛ وفي هذا يقول مؤرخ الحزب الدكتور محمد سعيد القدال:"وكان للحزب الشيوعي دور في كل المحاولات الانقلابية التي تمت ؛ والتي انتهت بالفشل وبالإعدام والسجن والتشريد للعناصر الوطنية في الجيش " ( المرجع السابق)

    Quote: وكان قدح الحزب الشيوعي ونقد من ضمن قياداته معلى في هزيمة ذلك الإنقلاب و مخططات الرجعية السودانية في اكتوبر 1964 وأجهضت حكومة جبهة الهيئات التي دعمها الحزب بتآمر من الحزبين العتديين و من خلفهم جبهة الميثاق الإسلامي
    تاريخ طويل ومجيد في منافحة الديكتاتوريات و كذلك الشمولية المدنية الملتحفة رداء الديمقراطية في الحزبين والقوة الدافعة من ورائهما والمحرضة
    بل كان له قدح معلي في الهجوم على الديمقراطية بالمقابل؛ وفي اشاعة العقلية الانقلابية ؛ وفي تنظيم الانقابات من بعد ؛ وفي السكوت عنها ؛ ولقد كتبت عن هذا بالتفصيل في المقال ادناه :

    Quote: دور الحزب الشيوعي في تخريب التجربة الديمقراطية والنظام الدستوري في السودان








    لعب الحزب الشيوعي السوداني دورا خطيرا ؛ مع غيره من بعض أطراف القوى السياسية السودانية ؛ في تخريب التجربة الديمقراطية في السودان ؛ وفى تقويض النظام الدستوري ؛ عن طريقين مباشر وغير مباشر . أنني اعتقد أن أي محاولة لبناء الديمقراطية السودانية على أسس مستقرة ؛ تحتاج إلى مراجعة ونقد وتوثيق لكل الأطراف التي أدت إلى انهيار التجربة الديمقراطية والنظام الدستوري في السودان . إنني ف العجالة اللاحقة اسرد بعضا ما أراه من دور الحزب الشيوعي السوداني السلبي في سياق تطور التجربة الديمقراطية السودانية .

    إن متابعة دقيقة لنشاط الحزب الشيوعي ؛ لمدة 56 عاما من نشاطه في الساحة السودانية ؛ توضح أثره غير المباشر في تخريب التجربة ؛ وذلك عن طريق الآليات التالية :

    1. تأسيس الفكر الشمولي :
    كان للحزب الشيوعي السوداني قصب السبق فى التأسيس للفكر الشمولي في السودان ؛ وإدخال مفاهيم معادية للديمقراطية ؛ مقتبسة من الفكر والتجربة والممارسة الستالينية ؛ مثل مفاهيم ديكتاتورية البروليتاريا ؛ والدور الطليعي للحزب ؛ والحزب الحديدي ؛والمركزية الديمقراطية ؛ وهى مفاهيم لا تنسجم مع التجربة الديمقراطية ؛ ولا مع مفهوم الحزب كمؤسسة مدنية ؛ الأمر الذي أدى إلى ترسيخ الفكر الشمولي في وسط قطاعات كبيرة متأثرة بالحزب ؛ كما استفادت من بعض هذه المفاهيم تيارات شمولية أخرى من يمين البعثيين والقوميين العرب والأصوليين ؛ وقد أشار احمد عثمان مكي والترابي وموسى يعقوب الى تعلمهم من تجربة الحزب الشيوعي – وهو تعلم من الجانب الاسؤا في تجربة الحزب -. كما أشار العديد من الباحثين إلى دور هذه المفاهيم في إغناء الأدب الشمولي لمعظم الحركات والأنظمة الشمولية في بلادنا .

    2. تغييب الديمقراطية الحزبية :
    غيب الحزب الشيوعي السوداني أسس الديمقراطية الحزبية في داخله ؛ واسهم بذلك في تقليص الفضاء الديمقراطي في داخل مؤسسته ؛ وبالتالي في تقليصه في المجتمع ؛ وعمل في ذلك جنبا بجنب مع الأحزاب الطائفية الأخرى على إرساء تقاليد سيئة في الحياة الحزبية السودانية . تتبدى أزمة الديمقراطية الحزبية في المظاهر التالية :
    - عدم السماح بتعدد المنابر في الأحزاب ومعاملة كل اختلاف كأنه تكتل وانقسام ؛ ومطاردة المختلفين والمستقيلين والخارجين عن الحزب بحملات الدعاية السوداء واغتيال الشخصية ؛
    - طرد الأعضاء وتشويه مواقفهم استنادا على خلافات سياسية وفكرية ؛ مثل السكرتير العام الأول عبد الوهاب زين العابدين ؛ والسكرتير الثاني عوض عبد الرازق ؛ ومحمد حسن سلامة عضو اللجنة المركزية في 1958 الذي دعا إلى تكوين حزب انتخابي جماهيري ؛ ومحمد السيد سلام الذي دعا إلى تقليل تسييس الحركة النقابية ؛ وكامل محجوب قائد منطقة النيل الأزرق الذي طرد وابعد واتهم بالانتهازية لأنه دعا إلى … الإضراب السياسي – راجع كتاب لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي لعبد الخالق محجوب وثورة شعب الصادر عن الحزب بعد ثورة أكتوبر .
    - عدم الالتزام بمقررات الوثائق الحاكمة الحزبية ؛ ومن ذلك تغييب قرار بناء الجبهة الوطنية الديمقراطية المقر من المؤتمر الرابع للحزب ؛ وعدم إنجاز ذلك إلى اليوم –راجع تقرير المؤتمر المنشور باسم الماركسية وقضايا الثورة السودانية ؛ وقرارات المؤتمر والتي نشرت في كتيب منفصل .
    - عدم نقاش السياسات الجوهرية للحزب مع القاعدة الحزبية ؛ ومن ذلك قرار الدخول في المجلس المركزي فى عام 1961؛ وقرار الاشتراك في حكومة مايو الأولى ؛ وقرار تغيير تكتيكات الحزب من بناء الجبهة الديمقراطية إلى بناء جبهة عريضة مع قوى المعارضة اليمينية في 1977 – راجع وثيقة جبهة عريضة للديمقراطية وإنقاذ الوطن الصادرة عن الجنة المركزية للحزب في ذاك العام – الخ الخ .
    - تعيين القيادة في المجال المركزي والمحلى ؛ ومن ذلك إن معظم اللجنة المركزية الحالية وسكرتاريتها معينة ؛ وكذلك السكرتير العام ؛ ومن بين 32 عضوا انتخبهم آخر مؤتمر للجنة المركزية يوجد باللجنة الحالية منهم 4 أعضاء ؛ وحتى هؤلاء انتهت دورتهم منذ 31 عاما !!
    - تغييب المؤتمرات العامة الحزبية ؛ وهى أعلى سلطة في الحزب حسب نص اللائحة ؛ وحرمان العضوية بذلك من حقهم الديمقراطي في إدارة وتحديد سياسة الحزب ومحاسبة القيادة وانتخابها – عقدت أربعة مؤتمرات خلال 56 عاما وكان آخرها في عام 1967- في حين تفرض لائحة الحزب أن يقوم المؤتمر مرة كل أربعة أعوام ؛
    - انعدام وجود مؤسسات الرقابة الحزبية أو الهيئات القضائية الحزبية المستقلة ؛ والتي يمكن أن يرجع لها الأعضاء المتضررون أو مؤسسات النظام الديمقراطي .
    3. مهاجمة التجربة الديمقراطية :
    مارس الحزب الشيوعي دورا خطيرا في مهاجمة التجارب الديمقراطية ؛ وذلك عن طريق نحن وتعميم مصطلحات تؤدى الى أضعاف هيبة النظام الديمقراطي ؛ وتشكك في شرعيته ؛ وتلحق الخلط بالوعي الديمقراطي الناشئ ؛ كما تشكل قاعدة أيدلوجية للممارسات المعادية للديمقراطية . كان من ذلك وصف النظام الديمقراطي بأنه يمثل الديكتاتورية المدنية ؛ ؛ والديمقراطية البرجوازية ؛ وديمقراطية الطائفيين ؛ وغيرها من المصطلحات التي هوجم بها النظام الديمقراطي . كما استخدم الحديث العام عن عدم تمثيل القوى الحديثة ؛ والشعارات الفضفاضة عن الديمقراطية الجديدة من بعض قيادات الحزب ومن أطراف متأثرة به في سياق تدبيرها وتبريرها للانقلاب على الديمقراطية كما تم في 25 مايو 1969 – راجع في توثيق ذلك مساهمة عبد الخالق محجوب للمؤتمر التداولي للحزب في 1970 ؛ وفى كتاب محمد سعيد القدال الحزب الشيوعي السوداني وانقلاب 25 مايو ؛ وكتيب محمد إبراهيم نقد عن التجربة الديمقراطية في السودان وكراسته : مراحل الانتقال الحرجة .


    4. استغلال وتحريف دور الحركة النقابية ومؤسسات المجتمع المدني :
    لعب الحزب الشيوعي السوداني دورا خطيرا في استغلال الحركة النقابية كذراع مساند له ؛ الأمر الذي أدى لحرفها عن دورها المطلبي الأساسي ؛ والى إدخال الصراعات الحزبية والأيدلوجية في داخلها ؛ والى محاربتها الفظة من قبل الأنظمة الدكتاتورية ؛ كما أدى إلى انفضاض قطاعات واسعة عضويتها عنها ؛ احتجاجا على تحزبها الصارخ ؛ والى تهميش دورها في الحياة العامة . انو الحركة النقابية التي بدأت ونشأت بجهد مشترك من الاتحاديين والشيوعيين والعناصر المستقلة وبدعم من مختلف القوى الوطنية ؛ ما لبثت أن دخلت في صراعات مريرة فى داخلها ؛ ومغامرات غير محسوبة في خارجها نتيجة لمحاولات الاحتواء الشيوعية ؛ فكان إضراب العمال الفاشل في 1952 ؛ والصراع غير المبرر مع سلام في فترة الستينات ؛ وغيرها من الممارسات التي أدت لان يفقد الشيوعيين سيطرتهم على أهم نقابة عمالية وهى نقابة عمال السكة الحديد فى أواخر الستينات والى اليوم . كما تبدى استغلال الحركة النقابية في دفع الشيوعيين لاتحاد العمال لدعم انقلاب 25 مايو 1969 ؛ ودفعه مرة أخرى لدعم انقلاب 19 يوليو 1971 ؛ الأمر الذي استعمله السفاح نميرى ذريعة لتصفية الحركة النقابية وقياداتها المختلفة من شيوعيين وغيرهم .
    إن هذا النهج الذي مورس في نقابات العمال ؛ قد نقل الى نقابات المهنيين ؛ والى منظمات المجتمع المدني المختلفة ؛ والتي كان يتوسل بها الشيوعيين للضغط على خصومهم ؛ ولتمرير خطهم السياسي ؛ الذي لا يستطيعوا تمريرهم بوزنهم الجماهيري والبرلماني الضعيف . وقد اضعف ذلك من مصداقية هذه المؤسسات ؛ وجعل الأحزاب الأخرى تتسابق إلى ممارسة نفس الاستغلال ؛ وقد تحولت المنظمة السودانية لحقوق الإنسان مثلا ؛ والتي تأسست بجهد شعبي وأكاديمي ؛ إلى غنيمة توزعتها فيما بينها أحزاب التجمع؛ بما فيها الحزب الشيوعي ؛ في القاهرة ولندن ؛ فأبعدتها بذلك عن وظيفتها الرئيسية وعن صيغة الحياد السياسية المطلوب في مثل هذه المؤسسات .

    5. إدخال الجيش في السياسة :
    كان الحزب الشيوعي من أوائل الأحزاب السياسية التي اخترقت الجيش السوداني ؛ وبدأت في تكوين خلايا سرية لها في داخله . ونحن وان كننا نفهم ضرورة إلا يعزل الجيش عن السياسة ؛بل واستحالة ذلك ؛ ونقف مع دعوات إصلاحه ديمقراطيا ؛ إلا أن الطريق لذلك لا يتم عبر الخلايا السرية و إنما عن طريق الإعلام والعمل السياسي والإصلاح المؤسسي . إن التنظيم العسكري الشيوعي الذي تأسس في مطلع الخمسينات ؛ قد دعم الاتجاهات الانقلابية داخل الحزب وفى الجيش ؛ كما شجع الأحزاب الأخرى على اختراق الجيش ؛ فبدأت الحركات الشمولية الأخرى من بعثتين وناصريين وأصوليين في بناء تنظيماتها السرية داخل الجيش ؛ بل واستغل البعض هذه الحقيقة ؛ حقيقة الاختراق الشيوعي للجيش لتبرير تنظيماتهم واختراقاته اللاحقة – راجع حديث البشير لفتحي الضو في كتاب أزمة الصفوة السودانية – .
    يقول محمد محجوب عثمان في توثيق هذا النشاط " يعود تاريخ النشأة الحقيقية وعملية التأسيس إلى ما قبل الاستقلال السياسي للسودان بداية عام 1954 ؛ وما صحب هذا من زخم وانفتاح ديمقراطي نسبى ؛ أتاح الفرصة لعناصر متفتحة من الحركة الطلابية لولوج المؤسسة العسكرية . " إلى أن يقول " وفى تلك الظروف تفتحت الفرص أمام مجموعات من الطلاب ذوى الميول الديمقراطية و آخرين من أعضاء الحزب –رابطة الطلبة الشيوعيين – للدخول للكلية الحربية والتخرج منها كضباط صغار في الجيش . ولقد شكل ذلك النواة الأولى لتنظيم الضباط الشيوعيين " . كما يكتب محمد سعيد القدال " وكان الحزب الشيوعي قد بدأ منذ الخمسينات في إقامة تنظيم داخل الجيش تحت إشراف عبد الخالق مباشرة " –معالم صفحة 211-
    <<راجع تفاصيل قصة التنظيم الشيوعي السري في الجيش السوداني في كتاب الجيش والسياسة في السودان لمحمد محجوب عثمان ومعالم من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني والحزب الشيوعي السوداني وانقلاب 25 مايو لمحمد سعيد القدال وفى مذكرات عضو ذلك التنظيم عبد العظيم عوض سرور عن انقلاب 19 يوليو المنشور بعضها في قضايا سودانية وفى موقع جريدة الميدان بالإنترنت .>>

    غير ذلك ؛ لعب الحزب دورا مباشرا في تخريب التجربة الديمقراطية واغتيال الديمقراطية الدستورية ؛ عن طريق الآليات التالية :
    - تدبير الانقلابات العسكرية :
    وقد ساهم الحزب الشيوعي في العديد من الانقلابات العسكرية ؛ سواء في صورة المشارك التابع أو المشارك الرئيسي ؛ ومن العجب إن اكثر الأحزاب تشدقا بالديمقراطية قد اشترك في حزمة من الانقلابات العسكرية ؛ ولم ينتقد أيا منها إلي اليوم ؛ وان كان يحاول التحلل من مسئوليته عنها ؛ وهو نهج غير مسؤول ؛ ويتناقض مع قيمة النقد الذاتي التي يزعم الشيوعيون توفرها في حزبهم . إننا في الفقرات التالية نوضح مساهمة الحزب الشيوعي السوداني في تدبير الانقلابات العسكرية المختلفة سواء بدور الشريك التابع أو المحرض الخفي أو المنفذ الأول :
    - ساهم الحزب الشيوعي في اغلب الانقلابات التي تمت إبان حكم الفريق عبود ؛ وفى ذلك يقول مؤرخ الحزب الدكتور محمد سعيد القدال:"وكان للحزب الشيوعي دور في كل المحاولات الانقلابية التي تمت ؛ والتي انتهت بالفشل وبالإعدام والسجن والتشريد للعناصر الوطنية في الجيش "!!…
    وقد كان إسهام الحزب الأكبر في هذه الفترة في انقلاب على حامد في 1959 ؛ وهى المحاولة التي اشترك فيها بنشاط اثنان من أعضاء التنظيم الشيوعي السري في الجيش ؛ وهما محمد محجوب عثمان وعبد المنعم محمد احمد – الهاموش – جنبا إلى جنب مع ضباط ….الإخوان المسلمين ومرشدهم العام آنذاك الرشيد الطاهر بكر . وقد حاول مؤرخي الحزب من بعد التملص من مسئوليتهم عن المشاركة بإلقائها حصرا علي كاهل عضوي اللجنة المركزية احمد سليمان ومعاوية إبراهيم سورج ؛ واللذان باركا المحاولة ووافقا على مشاركة أعضاء الحزب فيها ؛ وتنكرا من بعد لها . ومن الغريب أن هذين الرجلين لم يتعرضا لأي مسائلة من قبل الحزب بعد أكتوبر ؛ بل اصبح أحدهما وزيرا ممثلا للحزب في حكومة أكتوبر –احمد سليمان - ؛ولم تستغل هذه المسالة ضدهما إلا بعد خروجهم من الحزب في عام 1970 ؛ أي بعد اكثر من عشرة أعوام على الحادثة .
    -في العام 1966 حاول الملازم أول خالد الكد تنفيذ انقلاب عسكري اعتمادا على جنود ومجندين جدد ؛ وقد أشارت أصابع الاتهام حينها إلى الحزب الشيوعي وعناصر محددة من قيادته ؛ إلا انه لم يثبت عليها الدليل . وقد اتضح لاحقا إن خالد الكد شيوعي ملتزم ؛ ولم يفصح خالد الكد حتى فترة الديمقراطية الثالثة ؛ عمن وقف خلفه في هذه المحاولة ضد النظام الديمقراطي ؛ في المقالات التي نشرها بجريدة الميدان حول ذلك الانقلاب .
    - في عام 1969 ؛ نفذ تنظيم الضباط الأحرار ؛ وهو تنظيم مشترك للشيوعيين والقوميين العرب وعناصر أخرى ؛ انقلاب 25 مايو 69 . وقد حاول الشيوعيون كل وسعهم التملص من مسئوليتهم في تنظيم ونجاح الانقلاب ؛ إلا إن الشهادات اللاحقة للانقلاب ؛ تثبت تورط الحزب الشيوعي وجناحه العسكري في تدبير وتنفيذ ذلك الانقلاب ؛ في الفقرات التالية نذكر جزءا منها .
    يذكر محمد محجوب عثمان " إن تطور الموقف حول فكرة الانقلاب الذي تبنته عناصر القوميين العرب من ضباط تنظيم الضباط الأحرار ؛ والذي لاقى اعتراضا من الحزب في اجتماع المكتب السياسي فى مارس 1969 ؛ ما كان له أن يحدث لولا الكتلة التي دعمت فكرته داخل اللجنة المركزية التي استطاعت تمرير موقفها على المستوى القيادي ؛ وهذا ما يفسره لنا وقوف غالبية اللجنة المركزية مع فكرة المشاركة في حكومة مايو على المستوى الوزاري بعد رفضها للاقتراح المقدم من السكرتير العام للحزب بعدم قبول كراسي وزارية " كما يمضى ليؤكد " فقد شارك العسكريون الشيوعيون في العملية الانقلابية بتوجيه من الحزب ؛ ودخلوا في ساعات الصباح الأولى القيادة العامة وقاموا بتأمينها والاستيلاء عليها بجسارة أذهلت بقية الانقلابيين الآخرين " – من كتاب الجيش والسياسة في السودان – ص 35 .
    إن اشتراك الشيوعيين في التخطيط والتنفيذ تثبته واقعة إن مجلس قيادة الانقلاب قد احتوى على عنصرين شيوعيين ؛ هما المقدم بابكر النور – رئيس التنظيم الشيوعي السري فى الجيش – والرائد هاشم العطا . كما عين المقدم عثمان حاج حسين أبو شيبة قائدا للحرس الجمهوري ؛ وهو عضو رئيسي في التنظيم الشيوعي السري في الجيش ؛ واحد المدبرين والمنفذين لاحقا لانقلاب 19 يوليو 1971.
    - بعد الخلاف مع القوميين العرب ؛ وبداية العداء بين الحزب الشيوعي وسلطة مايو ؛ و إبعاد العناصر الشيوعية من السلطة في 17 نوفمبر 1970 ؛ نفذ التنظيم العسكري الشيوعي انقلاب 19 يوليو 1971 ؛ بمعرفة تامة من السكرتير العام للحزب والمكتب السياسي للحزب . إلا أن الحزب الشيوعي قد أصر كالعادة على نفى مسئوليته في تدبير وتنفيذ ذلك الانقلاب ؛ متهربا تحت ستار جملة أدبية " شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها " . إلا أن الشهادات التي أتت من الضباط المشاركين ؛ ومن وثائق الحزب نفسه ؛ تثبت معرفة الحزب للانقلاب ؛ ومناقشة المكتب لقيادة التنظيم العسكري حول تفاصيل خطة الانقلاب ؛ وغيرها من الدلالات التي توضح مسؤولية الحزب السياسية والمعنوية عن ذلك الانقلاب الذي أدى قيامه وفشله إلى اخطر النتائج في تاريخ الحركة السياسية ؛ والى تقوية سلطة نظام مايو إلى سنين طوية قادمة " راجع حول ذلك الانقلاب كتب القدال ومحمد محجوب عثمان ؛ وثيقة تقييم انقلاب 19 يوليو الصادرة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ؛ كتاب اللبناني فؤاد مطر الحزب الشيوعي السوداني نحروه أم انتحر ؛ مذكرات عبد العظيم عوض سرور المنشورة في قضايا سودانية ؛ الفصل المكرس للسودان في كتاب جاك وودز " الجيوش والسياسة " ؛ وكتاب محمد احمد كرار عن الانقلابات العسكرية في السودان .

    - دعم الأنظمة العسكرية :
    دعم الحزب الشيوعي نظام مايو منذ بدايته الأولى وحتى 16 نوفمبر 1970 ؛ حين ابعد الشيوعيين من مجلس قيادة الثورة ومن المواقع الحساسة ؛ إلا إن الثابت إن الحزب الشيوعي قد ألقى بكل ثقله فى تأييد نظام مايو ؛ وتبدى ذلك فى تنظيم العناصر المرتبطة به لمسيرة تأييد مايو في 2 يونيو 1969 ؛ وفى انخراط الشيوعيين فى آلة النظام السياسية والإعلامية وحتى الأمنية ؛ وهى كلها ممارسات موثقة ومشهود بها ؛ وقد كانت هناك لجنة مشتركة للتنسيق بين الحزب الشيوعي ومجلس قيادة الانقلاب ؛ وكان دعم الحزب الشيوعي لانقلاب حاسما في تقوية مواقعه في الحياة السياسية السودانية . ولم يدع الحزب الشيوعي رغم الضربات التي وجهت له بعد 61 نوفمبر 1969 إلى إسقاط النظم ؛ إلا في 30 مايو 1971 في بيان من اللجنة المركزية للحزب .

    - التقاعس عن حماية النظام الديمقراطي :
    تقاعس الحزب الشيوعي مرتين عن حماية النظام الديمقراطي الذي كان طرفا فيه ؛ وذلك في عامي 1969 و1989 ؛ وان كان تقاعسه فى المرة الاولى من نوع الاشتراك فى المؤامرة ؛ وتقاعسه فى المرة الثانية من نوع العجز السياسي .
    فحين بدا التحضير لانقلاب 25 مايو ؛ اتصل الانقلابيون بالحزب الشيوعي للحصول على تأييده ؛ أخطروا الحزب بكل تفاصيل الانقلاب ؛ فما كان التصرف من طرف الحزب؟ لقد ناقش الفكرة فى اجتماع اللجنة المركزية فى مارس ؛ واعترض عليها هناك عبد الخالق محجوب ؛ الا ان الحزب لم يقف موقفا واضحا ضد فكرة الانقلاب ؛ او يقنع الانقلابيين بخطرها ؛ الأمر الذي جعل زعيم الانقلاب يلتقي مرة أخري بعبد الخالق والشفيع احمد الشيخ ومحمد إبراهيم نقد ؛ ودار بيتهم حديث طويل ولم يتوصلوا فيه الى شي ؛ ومن بعد التقى فاروق حمد الله وبابكر عوض الله فى نفس الموضوع مع قيادة الحزب ؛ وتم نقاش قصة الانقلاب فى اجتماع المكتب السياسي فى 9 مايو 1969 ؛ وتحت ضغط عبد الخالق رفض المكتب السياسي المشاركة . إلا ان الحزب عشية الانقلاب لم يكتف بعدم محاولة إيقافه ؛ بل دعا العسكريين الشيوعيين من أعضاء تنظيمه السري لدعمه ؛ وفى ذلك يقول محمد محجوب عثمان ؛ عضو التنظيم الشيوعي السري داخل الجيش " فقد شارك العسكريون الشيوعيون في العملية الانقلابية بتوجيه من الحزب ؛ ودخلوا في ساعات الصباح الأولى القيادة العامة وقاموا بتأمينها والاستيلاء عليها بجسارة أذهلت بقية الانقلابيين الآخرين" - مصدر سابق .
    إن وثائق الحزب الشيوعي ؛ وخصوصا وثائق المؤتمر التداولي لكادر الحزب ؛ الذي انعقد في العام 1970 ؛ توضح معرفة الحزب وتستره على انقلاب مايو ؛ بل ودعوته للضباط الشيوعيين لدعم النظام . إن هذه الحقيقة قد أثبتها أيضا الباحثين جاك وودز وفؤاد مطر ؛ كما سجلها السفاح نميرى فى كتابه النهج الإسلامي لماذا ؛ وان ادعى فيه البطولات وزعم فيها انه ارهب القادة الشيوعيين لكيلا يفشوا السر ؛ وفى نظرنا إن هذه مجرد جعجعة من طرف النميرى لا دليل لها .
    إن محمد إبراهيم نقد ؛ أحد المشاركين في تلك الحوارات والمفاوضات بين قيادة الحزب والانقلابيين ؛ قد اعترف بذلك على استحياء فى إفادته لمحكمة مدبري انقلاب مايو . ألا انه لا الحزب ولا نقد قد قام بتقديم كشف حساب ونقد ذاتي واعتذار علني على تسترهم على المتآمرين على الديمقراطية . وربما ظن نقد والحزب إن التستر على الانقلاب وعدم إفشاء سره هو جزء من الأخلاق ؛ كما فهمها الرائد مأمون عوض أبو زيد ؛ والذي قال " نحن نحفظ للحزب الشيوعي أخلاقه . لم يفشى الأسرار رغم رفضهم للانقلاب .. لكن كلم ناسوا ؛ فشاركوا في التنفيذ " – الجيش السوداني والسياسية – صفحة 61 .
    إن محمد إبراهيم نقد نفسه ؛ والذي لم يحرك يدا في فضح انقلاب مايو او تعطيله ؛ قد عرف بانقلاب الجبهة القومية الإسلامية في 30 يونيو 1989 ؛ وجاءته المعلومات مؤكدة وموثقة ؛ فماذا فعل ؟ هل توجه إلى البرلمان وأعلن الحقائق ؛ هل ذهب إلى التلفزيون وفضح المخطط ؛ هل أقام ندوة وذكر فيها أسماء المخططين وتفاصيل خطتهم ؛ هلا اصدر بيانا للجماهير بما تحصل عليه من معلومات ؛ هل طرح الأمر على عضوية الحزب ودعاهم إلى اليقظة والحذر ؛ هل اتصل بالنقابات ودعاها إلى التنظيم والمقاومة ؛ هل وزع السلاح على كوادره الخاصة ودعاهم لحماية النظام الديمقراطي ؛ لا لم يفعل أيا من هذا ؛ وكلها خطوات ينبغي أن تنجز في حالة كهذه ؛ فماذا فعل إذن ؟
    اتصل حضرته بجهاز أمن حزب الأمة ؛ وجهاز الأمن الوطني ممثلين في شخص رئيس الجهازين – يا للهزل – عبد الرحمن فرح ؛ والذي أكد لهم انهم يسيطرون على كل شي ؛ وكان حديثه كحديث الفريق مهدى بابو نمر ؛ رئيس الأركان حينها ؛ والذي قال لضباط الجيش في لقاء تنويري في منطقة الخرطوم بحري العسكرية قبل أيام من الانقلاب " ما في واحد يقدر يعمل انقلاب ونحن ( أي هيئة القيادة ) موجودين .. ونسى سعادته في غمرة انفعاله قول أهلنا البسطاء (حواء والده) " – السر احمد سعيد – السيف والطغاة – ص 166.

    ولقد قال التجاني الطيب ؛ عضو سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ؛ فى محاولة خجولة للاعتراف بهذه الحقائق المرة ؛ وفى محاولة لتقليل أهميتها في نفس الوقت ؛ قال: " لقد رأى الحزب الشيوعي التخطيط العام للانقلاب ؛ ولكن لم يضع خطة مضادة تعتمد على الجماهير " – الجيش السوداني والسياسة – ص 264 . ولعمري فقد كانوا يعرفوا الخطة التفصيلية للانقلاب ؛ ولكنهم فضلوا بدلا من الاعتماد على الجماهير ؛ والتي نسوا دربها منذ زمن ؛ الاعتماد على أجهزة مخابرات خربة ومتهاوية ؛ وعلى حليفهم رئيس الوزراء الغرور المأبون ؛ فيا بئس الطالب والمطلوب .

    - الانكفاء والتخبط وسط حركة المعارضة الوطنية :
    رغما عن البطولات والمقاومة الفذة التي قام بها أعضاء الحزب الشيوعي ضد مختلف الديكتاتوريات ؛ ونشاطهم ضد سياسات الحكومات المدنية ؛ الا ان قيادة الحزب كانت ترتكب العديد من الأخطاء ؛ وتمارس التكتيك وضده ؛ ولا تعترف بأخطائها البتة ؛ الأمر الذي لم يساعد ولا يساعد على قيام معارضة ومقاومة وطنية موحدة ومستديمة وظافرة ضد مختلف الديكتاتوريات .

    إننا في الفقرات التالية سنذكر ثلاثة فقط من الأخطاء السياسية التي قامت بها قيادة الحزب الشيوعي؛ ولم تنتقدها رسميا حتى الآن :
    -فى العام 1961 أسس الفريق عبود برلمانا هزليا ؛ اسماه المجلس المركزي ؛ والذي كان بمثابة ديكور للديكتاتورية . إن الحزب السياسي الوحيد الذي اشترك في تلك المسرحية ؛ قد كان الحزب الشيوعي السوداني ؛ معطيا بذلك شرعية لكامل ذلك الهزل السياسي ؛ ومدافعا عن موقفه في الاشتراك حتى بعد عمليات التزوير وحتى بعد استغناء عبود عن مجلسه المتهالك - راجع جزء من التبريرات فى كتاب ثورة شعب .
    ورغم إن هذا الاشتراك قد كان خطأ سياسيا كبيرا ؛ إلا إن الحزب الشيوعي لم يجد فى نفسه الشجاعة للاعتراف به ؛ ومن ضمن عشرات التبريرات الهزيلة الصادرة عن الحزب ؛ وجدت اعترافا خجولا بخطأ تلك الخطوة في مقال التجانى الطيب هاكم اقراؤا كتابيا ؛ والمنشور بأحد أعداد مجلة قضايا سودانية فى …النصف الثاني من التسعينات !! وحتى الآن فإننا لا نجد اعترافا من الحزب الشيوعي بخطأ تلك الخطوة المدمرة ؛ ولا تقديما للإسبال الحقيقة التي أدت إليها .
    - فى العام 1989 ؛ وبعد الانقلاب مباشرة رفض سكرتير الحزب محمد إبراهيم نقد الاختفاء ؛ وانتظر رجال الأمن فى بيته . وعندما سئل عن أسباب ذلك من جريدة الشرق الأوسط أجاب بأنه كان يعتبر نفسه مسؤولا عن الحكومة السابقة لان حزبه كان مشاركا فيها – بوزير واحد – ؛ وانه لن يتهرب من المسائلة ؛ وانه لم يفعل شيئا يستحق الاختفاء و إخفاء نفسه . وفى الحق فلو كانت هذه دوافع حقيقية ؛ فهي تعبر عن سذاجة سياسية بالغة . فالحكومة السابقة كانت حكومة ديمقراطية والحكومة التى أتت ديكتاتورية لا شرعية ؛ وليست لها صلاحيات المحاسبة ؛ وانما ينبغي حشد كل الجهود لمقاومتها والصراع معها وهزيمتها ؛ ولا ينبغي تسليم النفس اليها طائعين مختارين ؛ اذا كان فى الإمكان الاختفاء والعمل من تحت الأرض ضدها .
    لقد كلف هذا الخط السياسي الفادح قواعد وكوادر الحزب الشيوعي الكثير من الجهد والوقت والإمكانيات ؛ لحماية حياة السكرتير العام ورفيقه التجانى الطيب. وإني أذكر الجهد الخرافي الذي قمنا به في الخارج للضغط على النظام لتامين سلامة من سلموا نفسهم طائعين مختارين ؛ وهو جهد كان سيثمر الكثير لو صب فى نضالات أخرى ؛ ولم نكن مهمومين بسلامة هؤلاء القيادات ؛ ولو لم يغامروا هم بحياتهم وبقيادة الحزب وقتها ؛ بدلا من ممارسة الجعلية السودانية القريبة من الحمق .
    - في الأعوام 1989-2002 ؛ دخل الحزب الشيوعي في تحالف مكشوف في إطار التجمع الوطني الديمقراطي ؛ مع حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي ؛ وهما الحزبان المسؤولان عن إجهاض الديمقراطية الثالثة . ولم يكتف بذلك بل ودعم على تدعيم مواقف هذين الحزبين في التجمع ؛ وتحالف مع اكثر العناصر رجعية فيهما ؛ فى الوقت الذي حملتهما فيه جماهير واسعة المسؤولية الأولى عن فشل التجربة الديمقراطية الثالثة .
    وفى هذا الإطار فان الحزب الشيوعي قد كان من المبادرين باقتراح مبارك الفاضل المهدى لان يكون سكرتيرا عاما للتجمع ؛ ومن المبادرين ولا يزال من الداعمين لرئاسة محمد عثمان الميرغنى للتجمع . والأول انتهازي سياسي من المقام الأول ؛ ومن المسؤولين المباشرين عن انهيار الديمقراطية الثالثة وعن الفساد فيها عندما كان وزيرا للتجارة ؛ وهو معتقل الأساتذة المشاركين في ورشة أمبو عندما كان وزيرا للداخلية فى الديمقراطية الثالثة ؛ والثاني زعيم طائفة عاطل من المواهب والكاريزما ؛ متقلب يبنى سياسته حسب ما تأتى به الأحداث ؛ منفعل لا فاعل ؛ وليست له أي قدرات قيادية تؤهله لقيادة نضال طويل وشرس ضد عدو كنظام الإنقاذ .

    لقد رفض الحزب الشيوعي دعوة حلف للقوى التقدمية كان قد أطلقها الفريق فتحي احمد على وفاروق ابو عيسى فى عام 1993 ؛ وتأرجحت تحالفاته ما بين دعم للامة مرة ودعم للاتحادي مرات ؛ ورفض فى داخله مختلف الدعوات لتجميع القوى الجديدة وقوى السودان الجديد ؛ وقد عبر عن هذا الأستاذ طه إبراهيم فى تقريره الذي قدمه فى عام 1999 إلى اجتماع قوى السودان الجديد بالقاهرة ؛ ولا يزال خط التحالف مع القوى الطائفية مسيطرا على الحزب ؛ بل وصل العداء بالحزب الشيوعي إلى أن يقف في صف واحد مع القوى الطائفية ضد دخول حركة القوى الجديدة الديمقراطية ( حق ) للتجمع ؛ وهى قوة جديدة وعلمانية ؛ وان كان الشيوعيون يعتبروها منشقة عن تنظيمهم ؛ كما لم يسجل الحزب الشيوعي أي مواقف ضد انعدام تمثيل المرأة السودانية في قيادة التجمع ؛ وعندما استطاعت الأستاذة فاطمة احمد إبراهيم ؛ بفضل نضالها ودعم الحركة النسائية والعديد من الشخصيات والمنظمات أن تصبح عضوه في هيئة القيادة ؛ ما لبث الحزب الشيوعي أن تخلى عنها في أول سانحة ؛ وذلك حين أشعل إعلام النظام حملة ضارية ضدها استغلوا فيها شريط فيديو مسرب ؛ وتحالف عليها سدنة التجمع من كل صوب ؛ ومنعت من دخول مداولات التجمع في القاهرة ؛ بل ودفعها الصادق المهدى دفعا عن طريقه ؛ حتى كادت ان تسقط على الأرض !! فماذا فعل الحزب الشيوعي ؟ لقد وقف مع الطائفيين ضد عضو قيادي فيه ؛ واصدر بيانا يدينها ؛ الأمر الذي جعل شخصية نضالية كفاطمة احمد إبراهيم ؛ خارج نشاطات التجمع ؛ وجعلها تبحث عن منابر أخرى وتؤسس لتنظيمات جديدة ؛ في عزلة إجبارية لها عن حزبها وعن التجمع الوطني الديمقراطي المزعوم ؛ حيث لا هو بتجمع ؛ ولا هو بوطني ؛ وليس للديمقراطية إليه من سبيل .
    وبعد فقد كانت هذه بعض الملاحظات حول الدور السلبي للحزب الشيوعي في صيرورة التجربة الديمقراطية والنظام الدستوري فى السودان ؛ ونتمنى أن يكون الحوار حولها موضوعيا وخاليا من التشنج المرضي والتعصب الأعمى ؛ وان يحتكم الى المنطق و الحقائق ؛ فالحق يعلو ولا يعلى عليه .

    المرجع : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=4768

    في كل هذا كان لمحمد ابراهيم نقد القدح المعلي
                  

03-26-2014, 10:45 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: أبو ساندرا)

    كتب السيد ابو ساندرا :
    Quote: العجيب ان عبدالعاطي بيعرف تمامآ الظروف التي سبقت إنقلاب مايو ، وتعرض الحزب للظلم من قبل اليمين الاسلاموي الرجعي بطرد نوابه المنتخبين من البرلمان
    ثم حله ، وبالرغم من هذا فإن وقائع التاريخ أثبتت من أعترافات نميري نفسه أن الحزب الشيوعي حاول اثنائه عن الإنقلاب ، و أن الضباط الشيوعيين لم يشاركوا في التحرك
    ماعدا عثمان أبوشيبة ( ده حكاية براها ) فكيف كان هذا التواطؤ ؟
    سيجاوب عبدالعاطي بأن الحزب لم يبلغ السلطات ، وأنه شارك لاحقآ
    ظروف شنو وكلام فارغ شنو البيخليك تشارك في انقلاب او تدعم انقلاب ؛ وانت الذي وصفت في وثيقتك الاشهر الخط الانقلابي بأنه تكتيك البرجوازية الصغيرة ؟؟ اما الضباط الشيوعيين فقد شاركوا كلهم في التنفيذ بقرار من الحزب الشيوعي ؛ يذكر احد اعضاء التنظيم العسكري الشيوعي وعضو اللجنة المركزية السابق للحزب الشيوعي وأخ عبد الخالق محجوب ؛ اي السيد محمد محجوب عثمان هذه المعلومة فيقول " فقد شارك العسكريون الشيوعيون في العملية الانقلابية بتوجيه من الحزب ؛ ودخلوا في ساعات الصباح الأولى القيادة العامة وقاموا بتأمينها والاستيلاء عليها بجسارة أذهلت بقية الانقلابيين الآخرين " – من كتاب الجيش والسياسة في السودان – ص 35 .

    Quote: سيجاوب عبدالعاطي بأن الحزب لم يبلغ السلطات ، وأنه شارك لاحقآ
    لو بلغ الحزب السلطات فلن يعدم من ينتقده ويصفه بالخيانة و ان فعلته ليست فعلة رجال و بالتأكيد سينعت الحزب بالواشي و الشيوعيين بالوشاة
    وليه يبلغ السلطات ؟؟ ما ينشرها في الاعلام عديل؛ بدلا من ان يلاقي الانقلابيون بليل بل ويوجه عضويته بالاشتراك في العملية الانقلابية ؛ والسياسة وقضايا الديمقراطية ... ولكن يبدو ان الحزب ونقد معه كانوا يؤمنون بقيم غبيةى يظنونها قيم سودانية ؛ ويظنون ن التستر على الانقلاب وعدم إفشاء سره هو جزء من الأخلاق ؛ كما فهمها الرائد مأمون عوض أبو زيد ؛والذي قال : " نحن نحفظ للحزب الشيوعي أخلاقه . لم يفشى الأسرار رغم رفضهم للانقلاب .. لكن كلم ناسوا ؛ فشاركوا في التنفيذ " – الجيش السوداني والسياسية – صفحة 61 .

    Quote: شارك نعم ، لكنه حاول أن تكون مشاركته من موقع مستقل حماية لشعاراته التي تبنتها مايو
    ، وبرنامجه الذي صاغه في إطار دعم ترشيح السيد بابكر عوض الله في انتخابات رئاسة الجمهورية التي قطعها الإنقلاب ، هو البرنامج الذيإعتمد عليه بيان الثورة الأول
    هذه المشاركة والعلاقة إمتدت فترة عام تقريبآ كانت كلها صراعات مع السلطة و خلافات داخلية أسفرت عن إنقسام كبير و مؤثر و ملاحقات للشيوعيين ونفي لعبدالخالق محجوب
    مرة إلى مصر عبدالناصر ، ثم الإعتقال بعد عودته ، ثم طرد الشيوعيان بابكر النور و هاشم العطا ومعهما فاروق حمد الله من مجلس الثورة ، و إبعاد معظم الضباط الشيوعيين
    ومن أعضاء تنظيم الضباط الاحرار من الجيش ، ومتلى كل ذلك وصولآ إلى 19 يوليو وماتلى إنقلاب ذلك اليوم من محاكمات ومجازر
    هل يجوز للترابي وتنظيمه ان يقولا نفس الشيء عن تنظيمهم ومشاركتهم في نظام البشير ؟؟؟ اها ولا نسيت انت الان متحالفون مع الشعبي وفقا لنهج نقد ؛ فلن تسالوه حتى ؛ وفي الحقيقة نقد والترابي وجهان لنفس العملة ؛ وكذلك الشيوعي والشعبي

    http://www.sudaneseonline.com/board/460/msg/1395725903.html

    Quote: 19 يوليو لو كان لدى عبدالعاطي قرار صادر من الحزب في أيآ من وثائقه يشير إلى أن الانقلاب من مسؤوليته فليزودنا بها
    ههههه ؛ غايتو دي لذيذة ... لقد نفذ الانقلاب التنظيم العسكري الشيوعي في الجيش ؛ وكتب عبد الخالق محجوب اسماء وزراءه ورئيس وزراءه؛ واخرج الشيوعيين مسيرات تاييده ذات الرايات الحمراء ؛ وحمل بعض الشيوعيين من المدنييين السلاح دفاعا عنه ... عموما سنوثق هذا كله في مقال منفصل او قل كتاب حتى لا تنتصر قوة العين على الحقيقة ..

    Quote: انقلاب الإنقاذ قام الحزب بتوصيل ما توصل اليه من معلومات إلى السيد رئيس الوزراء المنتخب الذي تلكأ في إتخاذ ما يلزم
    قد يرد سؤال : ولماذا لم يحرك الحزب الجماهير ليقطع الطريق أمام الإنقلاب ؟
    الإجابة : كتبت الميدان في كلمتها و في عنواينها الرئيسية تحذيرات من الإنقلاب الوشيك
    وما أظن قدرات الحزب حينها كانت تسمح بأن يأتي الحزب بعمل على غرار ليلة المتاريس
    اها هنا مارس الوشاية وفي مايو 1969 رفضها ؟؟ يا للتناقض !!
    عموما ردي هو رد الخاتم عدلان؛ والذي قال في الامر :


    و لكن النقطة الأكثر تدنيا في مسيرة الحزب الشيوعي السوداني تمثلت في فشله الذريع في التصدي لإنقلاب الجبهة الإسلامية القومية في يونيو 1989، فقد توفرت لقيادة الحزب معلومات موثوقة حول التخطيط للإنقلاب، و الأسلحة التي سينطلق منها، و بعض أسماء قادته، و توقيته على وجه التقريب، توفرت هذه المعلومات الخطيرة لقيادة الحزب الشيوعي فلم تعلن حالة الطوارئ داخل صفوف الحزب، لم تدعو هيئاته و فروعه للإجتماعات الطارئة، لم تطرح أمامها كل المعلومات المتوفرة لديها حول الإنقلاب، لم تطرح عليها الخطط المحددة لمواجهته و هزيمته، لم تعلن التعبئة العامة في الشارع السياسي، لم تبصر الشعب بالخطر الداهم و كيفية مواجهته، لم تدع التجمع الوطني و تخاطبه على أعلى المستويات، لم تضع الجميع أمام مسئولياتهم المنصوص عليها في ميثاق الدفاع عن الديمقراطية.

    • لم تفعل قيادة الحزب شيئا من ذلك، مع إنها لو فعلت لتمكنت من سحق الإنقلاب في مهده، لأن سحق الإنقلابات لا يحتاج إلى قوة عسكرية مكافئة بل يحتاج إلى إلغاء الشرط الأساسي لنجاحه و هو السرية.

    • و بدلا من ذلك اختارت قيادة الحزب أسلوبا أمنته بطول الممارسة، هو أسلوب "البلاغات" العادية التي نقلتها إلى مدير الغستخبارات و إلى وزير واحد في الحكومة. و فعلت ذلك و هي تتوهم أنها تمارس نوعا من السياسة العليا، لا تكشف أسرارها لرجرجة الحزب و دهماء الشعب.

    • إن قيادة الحزب بمسلكها هذا مسئولة أكثر ممن عداها عن نجاح الإنقلاب، بحكم دقة معلوماتها، و بحكم إستبانتها للخطر الماحق الذي تمثله الجبهة الإسلامية على حزبها بالذات.


    المرجع : للتاريخ: استقالة الراحل الخاتم عدلان و رفاقه من الحزب الشيوعي السوداني!!!

    ويمكن لمن اراد ان يسمعها من فم الخاتم نفسه ؛ وقد عاش الخاتم بعد ذلك عشرة سنوات ؛ ونقد 15 سنة ؛ لم ينفي فيها نقد ولا الحزب الشيوعي هذه المعلومات ولم يرد على هذا التحليل :

                  

03-26-2014, 10:52 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    كتب السيد ابو ساندرا :
    Quote: الثابت عندي أن محمد إبراهيم نقد إعتذر عن ترشيحه لقيادة الحزب
    و أن لجنة سعت إلى إقناع نقد ، وعندما عرفت إصراره على عدم الترشح ، ضغطت عليه بالذي جعل نقد يقبل .. مصلحة الحزب
    الشاهد أن الرجل لم يكن يرغب في الترشيح ، وكنت أتمنى لو استجابو لرغبته
    دا كلام ساي ؛ ليس لنا عليه دليل ؛ ولو ثيت فهو لا يعفي نقد من المسؤولية ؛ اذ ان القرار قراره؛ واي مصلحة للحزب او الشعب تكون في تكريس مبدأ القيادات الابدية ؛ وان يظل الرجل في منصبه حتى يبلغ ارذل العمر ؛ وحتى ينزعه عنه الموت ..

    القاء المسؤولية هنا على الاخرين ونزعها عن نقد غير كريم وغير سليم؛ تماما كالقاء مسؤولية انقلاب 19 يوليو على العسكريين الشيوعيين المساكين ..
                  

03-26-2014, 10:15 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: أبو ساندرا)

    لا لخلق الاصنام ،

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 03-26-2014, 11:02 AM)

                  

03-25-2014, 02:13 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: مصطفى عبيد)

    استاذنا مصطفى عبيد تحياتي وشكري لأسئلتك الكريمة



    Quote: وهل هذه مأخذة على الحزب الشيوعي والأستاذ نقد _ عدم الرغبة في المشاركة في الإنقلاابات العسكرية _ وهل ترى أنه يجب أن يكون للأحزاب اجنحة عسكرية؟؟
    لا ؛ لا اعتقد انه على الاحزاب اقامة اجنحة عسكرية ؛ ولكن ما دامت قد اقامتها فليتم حلها بقرارات تنظيمية من اللجنة المركزية وليس قرارا فرديا من احد؛ وليتم تقييم سياسي للامر وليس ان يكون الامر خوفا وفرقا ؛ كما انه يمكن ان نستصحب فكرة السيد ابو ساندرا والتي قال فيها انه كان يمكن تغيير العقيدة العسكرية لذلك التنظيم بأن لا يلجأ للانقلابات ولكن ان يحمي الديمقراطية والنظام الدستوري ...

    الغريبة انه بعد ذاك دخل الحزب الشيوعي في مغامرات عسكرية وبدأ في ارسال شباب للتدريب العسكري لموسكو في فترة الديمقراطية الثالثة ( هناك وثيقة عن ذلك من ارشيف الحزب الشيوعي السوفيتي) ؛ كما ارسل بعد هذا الانقلاب مجموعة تدربت في لبنان عند منظمة العمل الشيوعي ؛ وانضمت للقيادة الشرعية ودخلت في مغمامرات عسكرية كانت ستكون وخيمة العواقب عليهم وعلى مستقبل النضال الديمقراطي لو نجحت ...

    Quote: يا أستاذ عادل أنت رجل لا يخالجني الشك لو للحظة أنك قد تبخس الناس أشيائهم ... لذلك وفقط لوجه الحق إعط الأستاذ محمد إبراهيم نقد حقه
    جاء في الاثر " ولا يجرمنكم شنان قوم الا تعدلوا" ؛ وانا احاول ان اتحرى العدالة ما وسعي ؛ ولكني للأسف لا اجد للرجل ايجابيات بل اعتبره مثله مثل الترابي والصادق من الذين افسدوا الحياة السياسية السودانية ؛ ولو جمعت سيئاته الكثيرة مع حسناته القليلة المجهولة بالنسبة لي لمحقتها محقا .. بالقطع كتبه التوثيقية حول علاقات الرق وحول قضايا الارض لا باس بها ؛ ولكن كما يقول اهلنا القلم ما بيزيل بلم ولقد كتب الصادق اكثر منها وربما افضل ولكن ما الفائدة ؟؟

    Quote: هو رجل عاش كل حياته ولم يسع لمصلحة شخصية وإن أراد لما منعه شئ من تحقيق مصالحه
    رجاءاً فقط إعط الرجل حقه إن أصاب وإن أخطأ ... هل هدف لغير مصلحة هذا الوطن والشعب
    وأي فائدة جناها من الحياة بلا أسرة ولا ثروة ولا أبناء
    هدفه كان السلطة ولو في حزب صغير ؛ والدليل انه لم يتخل عنها حتى بعد ان بلغ ارذل العمر وبعد ان نخره المرض ؛ وهو في هذا ساهم في السنة السيئة لابدية القيادات .. وانا شخصيا لا اعتبره زاهدا فقد عاش بشكل مرفه على حساب الفقراء ؛ ولكن حتى لو كان فهذا لا يغير من الامر شيئا ؛ وقديما قال الشاعر : وقد صبرت عن لذة العيش أنفس * وما صبرت عن لذة النهي والأمر!!

    لك الاحترام ...
                  

03-25-2014, 01:42 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    الاخ عادل البراري

    تحية لك ومعذرة على اقتحام بوستم وانت من الناس المحترمين ولكن الحقيقة يجب ان تكون فوق العقيدة

    الاحظ ان هناك اغلاطا كثيرة في بوستك حتى على مستوى الحقائق؛ فاذا كانت الحقائق المعروفة غائبة او غير سليمة فهل نتوقع ان يغوص البوست عميقا ليصل للمسكوت عنه في سيرة هذا الرجل الذي تريدون ان تجعلوه صنما جديدا في دنيا السودان الملئية بالاصنام .

    كتبت :
    Quote: من مواليد مدينة القطينة 1930م
    اعتقد ان عام الولادة هو 1932

    Quote: وشارك الفقيد في المظاهرات ضد الاستعمار عام 1946م إبان مرحلة الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين.
    لا اعتقد ان هذه المعلومة صحيحة .. ربما شارك في عام 1949 وأكيد في عام 1952 حينما تم فصله لمشاركاته في نشاطات مؤتمر الطلبة 1949-1954 والذي خرجت منه الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين

    Quote: أكمل نقد دراسته الجامعية ببراغ (تشيكوسلوفاكيا سابقاً)
    ليس براغ بل صوفيا وليس تشيكوسلوفاكيا بل بلغاريا

    Quote: وعاد للسودان وتفرغ للعمل السياسي في سكرتارية الحزب الشيوعي .
    لا اعتقد انه عند رجوعه بنهاية الستينات قد عمل بسكرتارية الحزب الشيوعي ولا اعلم ان كان وقتها هناك جسم بهذا الاسم .. من ناحية اخرى فقد عمل لمصلحة اتحاد العمال في تحرير بعض نشراته وادبياته

    Quote: وأصبح سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي السوداني في عام 1971م ثم اختفى من نظام مايو حتى انتفاضة أبريل 1985م.
    وانتخب عضواً بالبرلمان عن الحزب الشيوعي السوداني عام 1986.
    وباشر العمل السياسي حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير 2009م حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي.
    كان نقد قد انتخب سكرتيرا سياسيا للجنة المركزية في 1971 بعد اعدام عبد الخالق ورفاقه؛ وليس سكرتيرا عاما ؛ولكن كان الشيوعيون يسمونه بالسكرتير العام وكان يقبل هذا اللقب ؛ وطوال فترة الديمقراطية الثالثة وما بعدها كاان يوصف في جريدة الميدان بالسكرتير العام دون وجه حق وكان موافقا .. لم يصحح المعلومة الا بعد ان انتشرت المعلومات التي نقلها الاستاذ بشرى الصائم والاستاذ محمد علي خوجلي وآخرون عن الشهيد خضر نصر ي اوردوا فيها معلومة ان انتخابه كان سكرتيرا سياسيا وليس عاما ؛ وبعدها بدأ نقد يقول انه ليس هناك سكرتير عام في الحزب الشيوعي ؛ وفي هذه فهو كان يكذب فقد كان عبد الخالق محجوب سكرتيرا عاما؛ كما ان منصب السكرتير العام موجود في كل الاحزاب الشيوعية .. نقد لم يجد في نفسه الجرأة والشجاعة الكافية ليعترف بصحة معلومات اساتذتنا محمد علي خوجلي وبشرى الصايم ( ومن خلفهما الشهيد خضر نصر ) ؛ وفي نفس الوقت كان ذكيا (او خبيثا) كفاية ليتنصل من المسألة بالقول لاحقا في حالة اتضاحها انه انكر ان يكون سكرتيرا عاما وأنه مجرد سكرتير سياسي ؛ وهذا هو ما يسمى بالاستهبال السياسي .

    طبعا في المؤتمر الاخير وما بعده اصر على الشيوعيين الغبيانيين (اللجنة المركزية) ان ان يكون المنصب سكرتيرا سياسيا؛ ووافق هؤلاء الغبيانيين دون ان يعرفوا السبب ......

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 03-25-2014, 01:48 PM)
    (عدل بواسطة Abdel Aati on 03-25-2014, 01:50 PM)

                  

03-25-2014, 01:59 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    كتب الاستاذ بشرى الصائم في احدى مقالاته :
    Quote: فاز الزميل محمد إبراهيم نقد بالمسئولية السياسية للسكرتارية المركزية وليس السكرتير العام كما يصفه الجميع وقد أكدها عند زيارة قيادة جهاز الامن اليه في مخبئه بضاحية الجريف , في اول حوار صحفي لحظة خروجة نقلته جريدة اخبار اليوم قائلا ( نحن ما عندنا سكرتير عام والسكرتير العام دي لصقوها فينا ساكت عندنا سكرتارية مركزية فيها مسئول سياسي ومسئول تنظيمي .. الخ )
                  

03-26-2014, 07:58 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    سلام عليك مع الخالدين
                  

03-26-2014, 11:17 AM

محمد علي البصير
<aمحمد علي البصير
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 5367

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    ياسلاااااام
    رحم الله نقد ـ أخر الراحلين من جيل السماحة والزهد والوطنية الحقة

    كنت أكن تقدير ومحبة خاصة لهذا الرجل
    لا أنتمي لحزبه ، ولكني كنت أراه أكثر من يعبر عني
                  

03-26-2014, 11:20 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: فرح الطاهر ابو روضة)



    يا ابو ساندرا خلينا من (عثمان اب شيبة) رحمه الله

    قولك شنو في هاشم العطا (ولا ما شيوعي؟)

    هاشم العطا كان شايل أوراقه وجاري ما بين ثكنات الجيش وقيادة الحزب الشيوعي

    يقول ليهم يا أخوانا ساعة الصفر قربت أدونا البيان ولو أخرنا الإنقلاب حيقلبوها الإسلاميين

    ألحقونا نحنا إنكشفنا في الجيش خلاص بقينا معروفين عاوزين نسوي إنقلاب

    يعني لو ما سوينا الإنقلاب برضو حيعدمونا ولو سوينا الإنقلاب عندنا فرصة بنجاحه

    والكلام دا في ناس حيين وشاهدين عليه

    كدا راجع خالتكم فاطمة أحمد إبراهيم بتلفون خاص بتديك المفيد

    إجتماعات الضباط الأحرار والتي يمثل فيها هاشم العطا الحزب الشيوعي كان هاشم يأتي بأجندتها من قيادة ىالحزب الشيوعي

    لتلك الإجتماعات

    يا أخوانا ما تغالطوا في المشاركة في الإنقلاب باي حال من الأحوال

    دي حاجات إتكشفت زمان وعندكم وثائق حقتكم بالمواضيع دي



    (عدل بواسطة Asim Fageary on 03-26-2014, 12:23 PM)

                  

03-26-2014, 11:54 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    عبدالعاطي :
    Quote: وماذا ابقيت للرجل حتى ننتقده فيه ؟؟

    كنت متأكد إنك ح تأتي بتلك الكتابة ، لا انكرها
    و موقفي كان خاطيء تمامآ ، خاصة بعد ما تأكدت أن الرجل كان مريض يعاني
    ولاحقآ كتبت في ذلك المعنى ورأيت أنه من الأصوب أن يتركونه يرتاح ، هكذا نفعل مع كبار العائلة الذين يمرون بذات الظرف
    وللسن أحكامها مضافآ عليها ظروف الإختفاء
    عندي إنتقادات أوسع لكنها تتعلق جميعها ب حالة الجمود التي إعترت الحزب ، نقد وطاقمه مسؤولون عنها
    لكني لا أخونه ولا أنكر دوره الكبير في تجميع الحزب ومن ثم قيادته في ظروف عصيبة ، قيادة عملت تحت الضغط و الملاحقة
    في اسوأ فترات الديكتاتورية خاصة عندما إرتدت عباءة الدين و أعدمت و قطعت من خلاف

    لاحقآ أكد الشعب السوداني محبته وتقديره لمحمد إبراهيم نقد وحفظ له مجده القديم ، وتغاضى عن فترة الوهن والمرض
                  

03-26-2014, 12:34 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: أبو ساندرا)

    السيد ابو ساندرا تحياتني

    Quote: كنت متأكد إنك ح تأتي بتلك الكتابة ، لا انكرها
    و موقفي كان خاطيء تمامآ ، خاصة بعد ما تأكدت أن الرجل كان مريض يعاني
    طبعا من حقك التراجع عن رأي اذا تبين لك خطئه؛ ومن واجبنا ان نحترم تحولك هذا ؛ ولكن لا يجب الا يكون الرأي مبنيا على مرض؛ كما ان المريض اذا تبين له مرضه يجب ان يترك الساحة لغيره .. انا شخصيا عاتب على الراحل العظيم الخاتم عدلان رغم موقعه في قلبي انه لم يتخل عن قيادة حركة حق في حياته؛ وخصوصا بعد مرضه ؛ وكان بذلك سيسن سنة حسنة ؛ رغم انه ترأس الحركة لعشر سنوات فقط ؛ بينما ترأس نقد حزبه لاكثر من 40 عاما ؛ ولن يمنعني حبي واحترامي للخاتم العظيم من ان اسجل ان هذه كانت واحدة من سلبياته واخطائه .

    Quote: ولاحقآ كتبت في ذلك المعنى ورأيت أنه من الأصوب أن يتركونه يرتاح ، هكذا نفعل مع كبار العائلة الذين يمرون بذات الظرف
    وللسن أحكامها مضافآ عليها ظروف الإختفاء
    يقول مثلنا السوداني : الحفلن خلوهن اقرعوا الواقفات .. لماذا يصر العجائز على ان يقودوا احزابنا مع هرمهم ومرضهم ؟؟ لماذا اختار الحزب الشيوعي عجوزا في السبعين ليخلف نقد في مجتمع 60% منه هم دون الثلاثين ؟؟ ذلك لأن نقد خط لهم سنة سيئة ؛ هي الاستمرار في السلطة حتى بعد ان بلغ الثمانين ... يا حبيب هذا المنطق لا يجدي وكلام كبار العائلة هنا لا يفيد فنحن نناقش مستقبل وطن وليس قضايا اسرة او عائلة ..

    Quote: عندي إنتقادات أوسع لكنها تتعلق جميعها ب حالة الجمود التي إعترت الحزب ، نقد وطاقمه مسؤولون عنها
    جيد اننا نتفق حول هذا

    Quote: لكني لا أخونه
    وانا ايضا لا اريد ان اخونه وقد انتقل من عالمنا ولم يعد فاعلا؛ ولكن موقفه من قضية حلايب مريب ولا يتفق مع المصلحة الوطنية العليا؛ وهو جزء من موقف شيوعي متساهل من القضية منذ الخمسينات ؛ وموقفه لا يزال يؤثى على موقف الشيوعيين ويقعد بهم ؛ وقد يستغله المصريون ضدنا؛ ونحن لا نقبل بهذا ابدا ؛ لأنه يهدد السيادة الوطنية ببساطة .. لذلك اذا لم نرد التخوين وردود الفعل فليكف الناس عن محاولات التقديس الفارغة وصناعة الاصنام الخاوية لان كل فعل له رد فعل ...

    Quote: ولا أنكر دوره الكبير في تجميع الحزب ومن ثم قيادته في ظروف عصيبة ، قيادة عملت تحت الضغط و الملاحقة في اسوأ فترات الديكتاتورية خاصة عندما إرتدت عباءة الدين و أعدمت و قطعت من خلاف
    ما عندي مشكلة .. اعترفوا ايضا بدور اناس مثل خضر نصر ولا تخونوهم ومثل الخاتم عدلان ومثل محمد السيد سلام ومثل شيبون الخ ؛ قاموا بمثل دوره واكثر ؛ وكفوا عن وصفهم بالخيانة والجنون وغيره من ساقط القول كما فعل نقد ؛ نترك لكم نقد في حاله .. اما ان تصنعوا من الرجل بطلا ومن هؤلاء خونة فهذا غير مقبول ولن ينتج عنه الا تخوين مضاد وعنف لفظي وتجريد للرجل من حسناته - ان وجدت - كما جرد هو وبعضكم من ورائه الاخرين من حسناتهم .

    Quote: لاحقآ أكد الشعب السوداني محبته وتقديره لمحمد إبراهيم نقد وحفظ له مجده القديم ، وتغاضى عن فترة الوهن والمرض
    الشعب السوداني مسكين يتيم يبحث عن بطل في وسط هذا الحطام العظيم ...

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 03-26-2014, 12:37 PM)

                  

03-26-2014, 11:58 AM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    استاذ Abdel Aati
    تحياتي قد لا تذكرني لزمن موغل في القدم قد تجاوزنا مروراً وشتات
    لم أترك البوست لم تغب عيني عن مشاركاتك حتى هذه اللحظة
    فهذا حقك
    مثل إن الإعتقاد لا يمكن أن يكون موضع ثبات معلومة أو يعين ممكن أن نطلق منه
    Quote: تحية لك ومعذرة على اقتحام بوستم وانت من الناس المحترمين ولكن الحقيقة يجب ان تكون فوق العقيدة

    الاحظ ان هناك اغلاطا كثيرة في بوستك حتى على مستوى الحقائق؛ فاذا كانت الحقائق المعروفة غائبة او غير سليمة فهل نتوقع ان يغوص البوست عميقا ليصل للمسكوت عنه في سيرة هذا الرجل الذي تريدون ان تجعلوه صنما جديدا في دنيا السودان الملئية بالاصنام

    أود أن أوضح شي ما
    أننا نحن كشيوعيين سودانيين ( مع إعفاء نفسي جانب أخري / ليس لك به علاقه ولا الاخرون ) ندرك ما مره به الحزب وله وعليه وراضون عن الاداء وما تم في الماضي والحاضر
    ثانياً الدور التاريخي الذي قام به الزميل نقد لا ينكره الا مكابر أو أحد من حملة النصوص البينوية وهم كثربيننا لهم حقهم في إطلاق ما يتم احتسابه وفق معاييرهم بان جيد ولا نذهب ناحية ذلك كثيراً
    ثالثاً الواقع الراهن ينادي بشحذ الاقلام في وجه ما يعتري الواقع من تمذق وهذه مهمة الشيوعين واليسار والديمقراطيين فهذه ليس وقت إرهاق الاقلام بمنح ليالي السكاكين الطويل موضع نصل في موضع كبدي ترشف لنا مزيد من التقدم حتماً سيأتي صراع لحقاً يفصل مزيد من الاقطاب أو يكوم مزيد من الكيمان .
    ليس الهدف تكميمك بقدر ما هو إعلاء درجات الصراع وأحقية البذل والدحضت ومن حقك كما شئنا لك أن تعدو بخيلك الي نهائيات ما تريد
    نحن الأن عند رحيل زميل أعطى هذا الحزب وقدم مع أخرون في نفس الصف أو دونه ما تم القيام بها منذ 1971 ليس نتاج فرد واحد أن كان فيه مبادرات ونكران ذات من أخرين
    فقط ما اريده أقول أمل أن لا تأتي بمخالب لتكون بها او أن تسود بها
    نحن ليس بصانعي القباب
    لك تحياتي
    وسلامي

    (عدل بواسطة عادل البراري on 03-26-2014, 12:14 PM)

                  

03-26-2014, 12:19 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    Quote: هاشم العطا كان شايل ورقه وجاري ما بين ثكنات الجيش وقيادة الحزب الشيوعي

    يقول ليهم يا أخوانا ساعة ىالصفر قربت أدونا البيان ولو أخرنا الإنقلاب حيقلبوها الإسلاميين


    معقولة برضو
    حين يأتي 19 يوليو
    ليس هناك من إعتراض

    تسلم علي جمال المرور
                  

03-26-2014, 12:51 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    استاذنا عادل البراراي تحياتي

    Quote: تحياتي قد لا تذكرني لزمن موغل في القدم قد تجاوزنا مروراً وشتات لم أترك البوست لم تغب عيني عن مشاركاتك حتى هذه اللحظة فهذا حقك مثل إن الإعتقاد لا يمكن أن يكون موضع ثبات معلومة أو يعين ممكن أن نطلق منه
    والله ان الذكرى باقية رغم الزمن وانت من الناس المحترمين عندي واحترم خياراتك وحقك في ان ترى ما ترى ؛ ولكن بنفس القدر لي رؤية اخرى وشكرا ان اعترفت بحقي فيها

    Quote: أود أن أوضح شي ما أننا نحن كشيوعيين سودانيين ( مع إعفاء نفسي جانب أخري / ليس لك به علاقه ولا الاخرون ) ندرك ما مره به الحزب وله وعليه وراضون عن الاداء وما تم في الماضي والحاضر
    مشكلتكم انكم تظنون هذا الحزب ملككم واحدكم ولا حق لاحد بأن يقول عنه شيء باعتبار انه لا ينضم اليه .. هذا رأي خاطيء فاي حزب سواء كان الشيوعي او الليبرالي ينبعي ان يكون ملك المواطنين لا مجرد عضويته؛ وكونه يشارك في العمل السياسي والاجتماعي ويؤثر على حياة المواطنين يحق لكل فرد ان يقول فيه ما لم يقله مالك في الخمر ؛اذا رأى فيه عيبا ؛ ويجب ان تسموعوا كلامهم اكثر مما تسمعوا كلام انفسكم؛ حتى لا ينطبق عليكم المثل : شكارتها دلاكتها

    Quote: ثانياً الدور التاريخي الذي قام به الزميل نقد لا ينكره الا مكابر أو أحد من حملة النصوص البينوية وهم كثربيننا لهم حقهم في إطلاق ما يتم احتسابه وفق معاييرهم بان جيد ولا نذهب ناحية ذلك كثيراً
    والله تقييم الناس يختلف بدرجة وعى الناس ومعرفتهم ؛ فالتابع البسيط للصادق او الميرغني يراهم كأنصاف الهة .. رايي انا حول دور نقد التاريخيس سلبي جدا ..

    Quote: ثالثاً الواقع الراهن ينادي بشحذ الاقلام في وجه ما يعتري الواقع من تمذق وهذه مهمة الشيوعين واليسار والديمقراطيين فهذه ليس وقت إرهاق الاقلام بمنح ليالي السكاكين الطويل موضع نصل في موضع كبدي ترشف لنا مزيد من التقدم حتماً سيأتي صراع لحقاً يفصل مزيد من الاقطاب أو يكوم مزيد من الكيمان .
    ليس الهدف تكميمك بقدر ما هو إعلاء درجات الصراع وأحقية البذل والدحضت ومن حقك كما شئنا لك أن تعدو بخيلك الي نهائيات ما تريد
    نحن الأن عند رحيل زميل أعطى هذا الحزب وقدم مع أخرون في نفس الصف أو دونه ما تم القيام بها منذ 1971 ليس نتاج فرد واحد أن كان فيه مبادرات ونكران ذات من أخرين
    فقط ما اريده أقول أمل أن لا تأتي بمخالب لتكون بها او أن تسود بها
    نحن ليس بصانعي القباب
    يا حبيب الخلاف من طبيعة الاشياء ؛ لكن اذا لم ترد خلافا لا تفتح مواضيع خلافية ؛ ولا ترفع انسانا للقمة وانت تعلم ان له مخالفون لأنه حينها ببساطة سيعبرون عن رأيهم .. المنهج التقديسي وصناعة الاصنام سيقابله منهج نقدي وهدم للاصنام .. هذه هي طبيعة الحياة ومن الاشياء القليلة الجيدة التي علمنا لها الحزب الشيوعي هي هدم الاصنام؛ رغم انه بعد ذلك صنع اصنامه الخاصة ولكننا قد برأنا من هذا ...

    انقل لك تحته مقالين عن صناعة الاصنام والاسطرة واحد عام لصديقي الاستاذ عثمان محمد صالح والثاني لشخصي الضعيف عن حزبكم ...
                  

03-26-2014, 12:59 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    الإسـتشهاد و الشـهداء في شـمـال السـودان

    (زاوية نظر سـوسـيولوجـية)

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( إلى كل من عـلمني حـرفاً من كـتاب الخـليقة و الوجـود )





    الإستشهاد: محاولة للتعـريف:

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ثمّة شيء مُـلغِـز يغـلّــف فـكرة الإسـتشهاد وسـلـوك المسـتشهِـّد أشـبـه بالهالة السحــرية. لكن الإسـتشهاد ـ رغـماً عـن هذا الغـمـوض الذي يـلـفـه أو ربما بفـضله ـ آسـر و جـذاب !

    الإستشهاد هـو حـدث تـتضافـر في عـمـلـية إنـتاجـه كافة عـناصر: الإسـتـثـنائـية ، خـرق حكم العادة، المـروق عـن المألـوف و الخـروج عـن " النص" الثابـت قـرار وإخـتيار المسـتشـهـّد..إنـه فـعـل" غـير يومـي" يـسـتدعـي إجـتراحـه طاقة فـذة و إسـتعـداد ذهـني ونفـسي قـّل أن يـتوفـر لدى كـل البشـر المنهـمكـين في" شؤون الحـياة الصغـيرة " هـرباً من وسـواس فـكرة المـوت المُـلـحّـة، ولهذا السـبب فـهـو فـعـل ضـنـيـن في الحـدوث و مُـقــّل في الـتـواتـر.


    يـنـتـسـب الإستشهاد ، وبجـدارةٍ لايرقى إليها شـك، إلى مجـال " الواقـعـات الإجـتماعـية" الكـبرى ذات الصدى العالي و الأثـر العـمـيق الغـور. إن" المقـعـد السامي" الذي يحـتـلـه الإسـتشهاد في الذاكرات الجـمعـية للشـعـوب و الأقـوام تكـسـبه صفـة " العلامة المـضـيـئة" في المسـار الروتـيـني للأحـداث اليومـية.



    الإستشهاد هـو واحـدة من الآلـيات المـُـنـشـّطـة للحـياة الإجـتماعـية ( كّـم من الثورات والهـبـّات والإنـتـفاضات حـرّكهـا سـقـوط شـهـيد، و مـنحـتـها بسـالـته في مـواجـهـة المـوت المؤكد جـرأة المـواصـلـة، و حـصـنـتها ذكـراه ضد عـدوى الخـوف والإنكسـار و التـراجـع ، فاتحـةً أمامها مغالـق أبـواب النصر وآفـاق السـمـاء )!



    لكي يـتسّـنى للمستشهـد إجـتراح فـعـل الإسـتـشهاد لابـّد من تـوافـر عـناصر أهـمها:

    ( أ ) جـسارة فـوق ـ العادية.

    ( ب) قـناعة بصوابية قـرار الإسـتشهاد.

    ( ج ) منظومة من الأفكار و المـُثـل العـليا تمـتـلك من السطوة والجـاذبية القـدرالكافي الذي يجعـل الدفاع عـنها و التضحـية بالـنـفـس في سـبـيـلهـا أمـراً مـُبـرّراً بل و مطلوباً أيـضاً.



    الإستشهاد هـو أقـصى درجـات التضحـية و البطولة، لكـن الـمرء لا يـُقـدِ مُ عـلى فـعـل الإستشهاد إلاّ عـندما تتجـلّى أمام ناظريه ـ في لحظة المـوت ذاتـها ـ جـلالـة وقـدسية الهدف الذي يسـتحق أن تـُبارح مُـتع الحـياة لأجـلـه( دون شـعور بالندم).

    ليس ثـمـة إسـتشهـاد من أجـل" الشـهادة" فـقـط!. الإسـتشهاد لـيـس هـدفـاً في حـد ذاتـه وإلاّ أصبح مُـفـرغـّـاً من كل مضمـون. يـتضـمّـن الإستشهاد فـكرة( التـبادل و الـمقـايضة): العـطـاء مقابل الأخـذ ، الخـسارة مقابل الربح ، الهـبة مقابل الـثنـاء، التضحـية مقابل الأجـر ، الدنيا مقابل" الآخـرة"، الفـناء مقابل الخـلود، كـل ذلك حـتى لـو تـمّ تـمويـه الأمـر وتـدثـيره بغـطاءِ سـمـيـكٍ تغـزل نـسـيـجـه " أنـوال" مـن الأهـداف المـثـاليـة" دنـيـوية الطابع كـانت أم آخـرويـتها ( جـنة الله عـلى الأرض أم جـنات عـدن تجـري من تحـتهـا الأنـهـار)". لا يـنضـو المستشـهـّد عـن جـسـده " أثـواب الحـياة" وهـو يـغـذ الخـطى سائراً في سـكـة الفـناء إلاّ لـيـرتـقـي ـ عـابراً بـوابـة المـوت ـ "سُـلـّم الخـلود"، مكـتسـباً بـذلك صـفـةً أسـاسـية ً من صـفات الألـوهـية : هي الصـمـديـة و الأبـديـة !.



    وجه الشـبه بين الإستشهاد و الإنتحـار شـكلّي فـقـط لا يـتـجـاوز حـدّ أن كـلا الفـعـلـين يصـدران عـن قـرار فـردي يُـخـتـتم بـمـوت الفاعـل ، لكن الـهًـّوة بينهـما جـد سـحـيـقـة : الإنـتحار هـدفـه " خـلاص الفـرد الفاعـل" أمـا الإستشهاد فـغايته "خـلاص الجـماعـة" .إن الشعـوب و الأقـوام تسير دومـاً عـلى طريق رصفـته وعـبدّ تـه جـثـث الشـهـداء لا المنتحـرين! الشهيد هـو دومـاً شهيد فـكرةٍ مـا، هـدفٍ مـا ، حـلم مـا يـقـدّره ويـجـلّه المجـتـمع الـمـعـين أو قـطاع مـنه عـلى الأقـل، لأن في فعـل الإستشهاد تتحـد و تـنصهر أكثر الخصال نبالةً و مـقـدرةً عـلى حـيازة أعـلى درجـات التـقـدير في الـسُـلّـم الـقـيـمـي للمجتمع : البسالة ، الإخـلاص في سبيل المـبدأ و الهدف، نـكران الذات و التضحـية من أجـل الآخـرين. الشـهـيد هـو دائـماً شـهـيد" الفـكرة" لكن إستشـهاده يـصـيّـره الفـكـرة نـفـسـها.

    الإستشهاد هـو أقـصى درجـات الذهـد و أنـصـع تـجـليات فـلسـفـتـه عـن نعـيم الدنيا الفـانـية وعـرضـهـا الزائـل.


    للإستشهاد جـذور تاريخـية يُـفـضـي تـتـبعـهـا بـخـطـى الباحـث في التاريخ القـديم الى ممارسـات تقـديم القـرابين والأضاحي البشـرية من أجـل الآلـهـة : الظاهـرة التي عـرفـتها كـثير من الأديان في المجـتمعات القـديمة.



    الإستشهاد في شـمال السـودان :

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    للإستشهاد في شمال السودان جـذور عـميقـة تـمـتـد ـ في حـدود معرفـتنا المتواضعة بالتاريخ القـديم ـ الى طقـوس ما كان ُيعـرف عـند النوبـيـيـن بفـدية"عـروس النـيل " ، بالتالي فإن " الإستشهاد" ليس ظاهـرة إبـتدعـتها الثقافة العربية الإسـلامـية الوافـدة و لا حـكـراً للمـنـتمـين لهـا.



    مـن الأهـمية بمكان الإشـارة ـ في هـذا السـياق ـ إلى حـقـيقـتين أسـاسـيـتــين هـمـا:

    (1) بدخول الإسلام في السودان إكـتسـب فعـل الإستشهاد مضـمـونـاً آخـروياً قـوامـه فـكرة الصـعـود الى جـنة الخـلد ، و هـذا ـ برأيـنا المتواضع ـ تـحـّول نـوعـي جـدير بالملاحظة و التسجـيل، إذ أن "مـركـز الثـقـل " تـحـّول من فـكـرة الفـداء القائم على التضحية بالذات و ذوبانها الكامل في جـسـد الجماعـة التي ينتمي إليها القـربان البـشـري بهدف المحافـظة عـلى إستمرارية بقاء المجموعة هـنا على الأرض وذلك بإرضاء الإله و شـراء عـطفه وإتـقـاء ثـورة غـضبه المدمّـر، الى فكـرة الإستشهاد الذي يتسـامى بالفـرد فـوق الجـماعـة. بتعـبـير آخـر : ممارسات الأضاحي البشرية كانت تتجـه بالقـربان البشري الى " أسـفـل"، الى الأرض ، عاملة عـلى تجذيره في تربـة " الجـماعـة" ، أما الإستشهاد في مفـهـومه الإسـلامي فـفـيه" تحـرير" للفـرد من قـيود الدنيا و " إنطلاقة" بـالشهيد الى" أعـلى " حـيث يصير بإمكانه الإنتسـاب الى عـالم آخـروي ، ميتافـيزيقي ، سـماوي .

    (2) عـنصر" المـكـسـب الشـخـصي" الذي يـحـصـل عـليه الشـهيد بإجـتراحه فـعـل الإستشهاد أكثر وضوحـاً في المفهـوم الإسلامي للإستشهاد مـنه في طقـوس تـقـديم القـرابـيـن البشـرية.

    (3) وسـم(القـرابين البشرية = الشـهـداء) بـمـيـسـم الذكـورة بعـد أن كان حـكـراً على النـساء، و هـذا باب في التأمـل و البحـث واسـع و كـبـير.



    (3) الشـهـداء في شمال السودان :

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الشـهداء في شمال السودان كائنات فـوق البشر بالتالي فوق الحـساب ، فـوق النقـد ، فـوق المساءلة، ويُـنـظَـر الى أية محاولة للتـنقـيب النـقـدي في تواريخـم بعـين الريبة و كأنه معادل لنـبـش قـبورهـم و تـدنـيـس لطهارتهم و إنتهاك لحـرمة الموت المقـدس فالمبدأ السـائد هـو : أذكـروا مـحـاسـن مـوتـاكـم ! وهـذا ليس بالأمـر الغـريب في ثقافة تـقـدّس الموت أكـثر من الحـياة، الأسـلاف أكـثر من الأحـفاد ، المـاضي أكـثر من المسـتقـبل!

    السودانيون في الجـزء الشمالي من البلاد تطربهم سِـيـّر الشـهداء أكثر من أحاديث الهـوى و جـمال الحـياة و نعـمها! السوداني الشمالي هـو :"مـشـروع شـهـيد مـؤجـّل " لم تـحـن سـاعـة إسـتـشـهاده بـعـد!


    (4) الإسـتشـهاد في الحـقـل السياسي :

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الإستشهاد مفـهـوم مـركزيّ بالنسبة للعـقـل السياسي لشمال السودان . إنـه " الفـصل " السـّري اللامكـتوب من برامج الأحـزاب السياسية و مكـوّن أساسيّ من مكونات صورة كل حـزب عـن نفـسه و آليات عـملـه في مجال الدعـاية و التـبـشـير و الإسـتـقـطاب.

    مـن العـسـير العـثـور عـلى حـزب سـياسي ـ راسخ ـ لا يمـتـلك فـعلياً أو يـدّعـي إمـتلاكـه لرصـيد من الشـهـداء في" بـنـك السياسـة "، وكـأن ممارسـة السياسة مـرادفـة للمـوت، لكن الأمـر ليس كـما يتـبـدّى للوهـلة الأولى، فالرسـالة " الخـفـيّة" تـقـول ما يلي : أنا حـزب الشـهـداء ، إذن أنا موجـود ! و بقـدرما تطول قائمة الشهداء بقـدر ما يُـمـنـّي الحزب المعـيّن نـفـسـه بإكـتـسـاب عـمـر مـديـد .

    الشهداء هـم " العـقـار الثـابت " في عالم الخـلود (الغير قابل للحـجـزأو المـصادرة). إنـهـم " جـبـل أرارت" الذي يـعـتـصم بأمـان عـلـيائـه كل حـزب حـين تـعـصـف بسـفـيـنـته أنـواء السياسـة و أعـاصـيرهـا.


    إن في تـرسـيـخ " مكانة " الحـزب (أيّ حزب) في " عـالم الـغـيـب" حـيـث يقـطن الشهداء هـو في الأساس ترسـيخ لوجوده "الأرضي" و شـرعـنـة لبـقـائه ـ هـنا و الآن ـ في عـالم الأحـياء.



    إن الشـهـداء هـم عـضوية الأحزاب الأكثر إخلاصاً و وفاءاً، ليس لأنـهم إستشهدوا في سبيل أهـداف أحـزابهم فحـسب بل ولأن ولاءهم أبـديّ لا يتحـوّل و لا يـتـبـّدل. أكثر من هـذا : إنـهـم العـضوية الأكثر فاعـلية و نشاطاً حـتى في ظـل أكثر الأنظمة قـمـعـاً و إرهـاباً و بطشاً لأنهـم لا يتـعـرّضون ـ مـثل الأحـياء ـ لقـيـود المراقـبة والمـطاردة والإعـتـقـال و الإغـتـيال.



    قـبـيـل الشهداء هـو أكثر ما تـتـفاخـر به الأحـزاب و تـتـباهـى لأن التـقـديـر الإجـتماعـي للشهداء السياسيين ما يزال عالياً وما برحـت أسماؤهـم و الأساطير التي تـســرَد عـنهـم تـملأ عـلى الناس أفـئـدتـهم وعـقـولهم و تـشـرح صـدورهـم( هـل من قـبيل الصدفة ـ ياتـرى نشـؤ ظاهـرة تـنافـس الأحـزاب و تـزاحـمـها عـلى " ملكـية" الشــهـداء و خاصةً أولئك الذين يسـقـطـون في أزمـنـة التـحـولات السياسـية الكـبرى في إتجاه إسـتعادة الديمقـراطـية؟.

    إن الأحزاب لاتتنافـس على إحـتكار الفـضاء السياسـي فحـسب بل و تتنازع نـزاعـاًلا هـوادة فـيه ولا يقـل عـن الأول ضراوة وبأسأً وهـي تسعى وتـجاهـد لوضع يدهـا على" مفهـوم الإستشهاد" أولاً ، ثم فـرض سـيطرتها عـلى " فـضاء الخـلودالإجـتماعي " الـذي تـعـمـّر أرجـاءه ــ مع آخـرين ــ عـشـيرة الشـهـداء السـياسـيـيـن.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عـثمان محمد صالح

    فـنراي ـ هـولندا

    28 أبريل2004


    ـ


    المرجع : http://www.sudaneseonline.com/board/45/msg/1103870576.html
                  

03-26-2014, 01:03 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)


    هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني: الميثولوجيا والمارتيرولوجيا في تربية الشيوعيين

    الميثولوجيا في اللغة هي الاسطورة؛ والمارتيرولوجيا هي الاحتفاء بالشهداء؛ أو قل هي روح القربنة؛ اى الاحتفاء بالشهداء – القرابين وتعليقهم ايقونات على الصدور؛ او بالتعبير القديم قل هى البكاء على الاطلال والقبور.

    الشيوعيون في تطويرهم لملامح غيبية قوية في اطار ايدلوجيتهم التي يقال انها علمية؛ ادخلوا كثيرا من الميثولوجيا والمارتيرولوجيا قى نظامهم لتربية الاعضاء؛ وهذه ظاهرة يمكن رصدها في تجربتهم على المستوى العالمي؛ او في صيغتها المحلية في السودان.

    هذه الاسطرة للتاريخ الخاص؛ والبكاء الدائم على قبور الشهداء – القرابين؛ تحول الحزب السياسي من كونه أداة للفعل السياسي؛ لتحقيق برنامج سياسي بعينه؛ الى هدف في حد ذاته؛ ويتحول الحزب نفسه – بفعل الاستخدام الطوطمي لتاريخه وقادته وشهدائه - الى اسطورة والي ايقونة يصلي تجاهها؛ او الى صنم جديد يعبد من قبل من رفضوا الاصنام القديمة.

    يقول عثمان محمد صالح؛ في استخدام الشهداء في صنع ايدلوجيات الاستلاب السياسي والوجودي في شمال السودان؛ وهي الظاهرة التي مارسها الحزب الشيوعي عن جدارة:
    "الإستشهاد مفـهـوم مـركزيّ بالنسبة للعـقـل السياسي لشمال السودان . إنـه " الفـصل " السـّري اللامكـتوب من برامج الأحـزاب السياسية و مكـوّن أساسيّ من مكونات صورة كل حـزب عـن نفـسه و آليات عـملـه في مجال الدعـاية و التـبـشـير و الإسـتـقـطاب. مـن العـسـير العـثـور عـلى حـزب سـياسي ـ راسخ ـ لا يمـتـلك فـعلياً أو يـدّعـي إمـتلاكـه لرصـيد من الشـهـداء في" بـنـك السياسـة "، وكـأن ممارسـة السياسة مـرادفـة للمـوت، لكن الأمـر ليس كـما يتـبـدّى للوهـلة الأولى، فالرسـالة " الخـفـيّة" تـقـول ما يلي : أنا حـزب الشـهـداء ، إذن أنا موجـود ! وبقـدر ما تطول قائمة الشهداء بقـدر ما يُـمـنـّي الحزب المعـيّن نـفـسـه بإكـتـسـاب عـمـر مـديـد . ( عثمان محمد صالح: الإسـتشهاد و الشـهداء في شـمـال السـودان : زاوية نظر سـوسـيولوجـية؛ فرناى – هولندا؛ 28/4/2004)

    هذه الاسطرة للتاريخ والبكاء الدائم على الشهداء واستخدامها عاملا لربط العضوية بالحزب وتراثه الرمزي؛ نجدها تدخل في تربية الشيوعيين منذ أول ملامسة لهم للحزب؛ أى في مراحل الدعاية والتبشير والاستقطاب؛ وفي ظل واقع تنتشر فيه الافكار الغيبية والميتافيزيقية؛ ويأتى فيه الانسان الى مواقع العمل السياسي المتأدلج الى درجة كبيرة؛ مليئا بالحماس والنهج الرسالي؛ يكون لهذا المنهج بعض الفعالية مرات؛ ولكنه لا يؤدي بأي حال الى بناء الوعي النقدي والعلمي المرتقب في ومن حزب ثوري.

    هذا المدخل لا يستخدم فقط للاستقطاب؛ وانما لزيادة لحمة الاعضاء بالحزب؛ حيث يصبح الارتباط بالحزب ليس ارتباطا ببرنامجا سياسيا محددا؛ وانما بتراث روحي طويل؛ ممتلئ بالشهداء – القرابين؛ الذين يملاؤا على العضو كل مسامات حياته؛ وتصبح قمة المني ليست الحياة والانجاز فيها؛ وانما الموت مستشهدا؛ وتصبح بذلك حقا ممارسة السياسة مرادفة للموت؛ ويكون حينها الخروج عن الحزب؛ اذا ما عاد يوافق آراء الانسان؛ او تم الاختلاف مع قيادته؛ بمثابة موت معنوي؛ وتخلي عن كل هذا التراث الروحي العظيم.

    نفس الشي يتم انتاجه وتطويره عن القادة الأحياء ؛ والذين تروي عنهم ايضا قصص تقرب للأساطير؛ ويتم تضخيم انجازاتهم و"تضحياتهم" الى حدودها القصوى؛ ويفرض نوع من الغموض والسرية والهالا ت النورانية عليهم؛ ويتم التعامل معهم كشهداء – أحياء؛ ويكون مجرد استمرارهم في قيادة الحزب لعقود؛ غض النظر عن نتيجة هذا الاستمرار او سببه او مثالبه؛ مصدرا للفخر ؛ كعلامة للصمود؛ وتكون اى محاولة لنقدهم؛ فكريا او سياسيا؛ بمثابة هرطقة وكفر عظيم بالمقدسات والمقامات.

    هذا طبعا لا ينفصل عن الطبيعة التقليدية للمجتمع السوداني؛ بكل ما فيه من ارث طائفي وعشائري وابوي؛ ووجود المؤسسات التسلطية والقمعية والقهرية التي اشرنا اليها سابقا؛ حيث سلطة الاب مستمرة على ابنائه وبناته حتى الموت؛ ولو بلغوا – وبلغ – من العمر عتيا؛ اما المريد فهو في يد شيخه؛ كالميت في يد الغاسل؛ والاستاذ في تعامله مع التلميذ لا يقبل حوار ولا نقدا؛ وزعيم الطائفة يكاد يُعبد من قبل اتباعه؛ الخ الخ؛ لذلك لا غرابة ان تنخرط القيادة اليمينية للحزب الشيوعي وان تنسجم مع هذا الجو العام؛ وان تستمرأه وتعيد انتاجه في حزبها الذي قيل انه "من طراز جديد" ؛ وخصوصا انه كلما كبر عمر الانسان؛ زاد ميله للحلول التقليدية وابتعد عن دعوات وممارسات التغيير والتجديد.

    هذا كله يؤدي الي بناء عقليات غير نقدية؛ وسط عضوية الحزب الشيوعي؛ تتعامل مع حزبها بصورة صنمية؛ ومع قادتها بصورة عاطفية؛ وتؤدي الي الرد الرافض العنيف والتعامل بتشنج مع اية اطروحات نقدية؛ تأتى تجاه هذه القيادة او الحزب؛ وتجعل اعدادا كبيرة من هذه العضوية متحجرة تجاه النقد ودعوات التغيبير التي تأتي من خارج القيادة؛ وفي نفس الوقت تتعايش بخضوع مع كل ما تأتي به القيادة من سياسات وممارسات؛ مهما احتوت من تناقضات؛ ومهما صادمت مقتضيالت الواقع؛ او خالفت اهداف ومبادئ وبرامج وتاريخ وتراث الحزب؛ او شذت عن المنطق السليم؛ او تصادمت مع مصالح الشعب الملحة.

    من كان يصدق قبل 5 سنوات مثلا؛ ان بعض الشيوعيون سيدافعوا عن تعامل قيادتهم مع حزب الترابي؛ وزياراتهم للرجل ومحاولتهم ادخالة حلبة السياسة السودانية من الباب؛ بعد ان اخرجه منها تلاميذه – الاعداء من النافذة؛ وانهم سيهاجموا كل من يرفض هذا السلوك الانتهازي؛ وانهم لن يألوا جهدا في ذلك؛ وسيطوعوا كل المناهج البراجماتية وسيجعلوا من الفسيخ شربات؛ لتبرير ما لا يبرر بالعقل والمنطق"؛ وينفوا ما هو معلوم بالضرورة.

    من كان يصدق مثلا؛ ان يوافق بعض الشيوعيون على انخراط قيادتهم في صفقة نيفاشا؛ وتقديمها التنازلات الواحدة تلو الأخري تجاه نظام الانقاذ الدموي الفاشي؛ وان تدوس على دماء الشهداء؛ وان تجعل سقف مطالبها منخضا حتى عن مطالب الاحزاب الطائفية؛ وان تتراجع عن دعم ما طالب به المجتمع العالمي من محاكمة مجرمي النظام؛ والذين استشهد عشرات الشيوعيين تحت ايديهم؛ كما جاء في موقفها المضطرب من قرار مجلس ألامن رقم 1593؛ والذي عجزت قيادة الحزب الشيوعي اليمينية عن صياغة موقف واضح منه؛ بعد شهور عديدة من صدوره؟

    التعامل الصنمي مع الحزب؛ يظهر كذلك في أدبيات الشيوعيين؛ في تقديم الحزب على الشعب؛ حيث نجد قولهم "شهيد الحزب والشعب " ؛ " قضية الحزب والشعب " ؛ " مصالح الحزب والشعب" ؛ الخ الخ ؛ ونحن هنا نتسائل؛ هل هذا الحزب هو كيان خارج الشعب؛ حتى يُميز عنه؛ وهل هو اهم من الشعب؛ حتى يقدم عليه ؟

    من الواضح ان الشيوعيين ينظروا للشعب ومصالحه وقضاياه؛ من منظور حزبهم ومصالحه وقضاياه؛ ويعتقدوا ان حزبهم هو خلاصة الشعب السوداني؛ وان الانتماء اليه هو قمة الانتماء لذلك الشعب؛ وان كل الانتماءات السياسية والفكرية الاخري؛ هي مشبوهة باحسن الاحوال؛ وخائنة في اسؤاها؛ ومن هنا يتبدى ويُفهم لنا حجم الهستيرية والتشنج والعداء والكراهية التي يتعامل بها بعض الشيوعيين مع الخارجين عن حزبهم؛ حيث يعدونهم مباشرة خارجين عن الشعب؛ الذي تماهى لهم مع حزبهم.

    هذا يفسر ايضا؛ كيف ان العديد من الشيوعيين؛ ممن توصلوا الى قناعات مخالفة تماما لاطروحات حزبهم؛ يتخوفوا من الخروج من ذلك الحزب؛ او الانضمام الى حزب آخر؛ وذلك بسبب من صورة ذلك الحزب الاسطورية في لاوعيهم؛ وحفاظا على العلاقات الاجتماعية والنفسية التي طوروها اثناء وجودهم فيه؛ وخوفا من السقوط في عيون "الزملاء"؛ والذين هم اشداء كل الشدة مع رفاقهم السابقين؛ والذين يقف معظمهم في الصف الديمقراطي والثوري؛ ورحماء كل الرحمة اليسوم مع قادة النظام والفاشيين مثل الترابي ومع الزعماء الطائفيين؛ رغم مواقفهم المعادية للشعب و"الحزب الشيوعي".

    ان هذا ما يفسر وجود شيوعيين مغتربين داخل حزبهم؛ يلهجوا بلسان؛ وحزبهم بلسان آخر؛ وفي ذلك فانني اذكر ان احد الاعضاء في فرع الحزب الشيوعي ببولندا؛ قد كان يتبني اطروحات اقتصادية متطرفة في دعوتها ودفاعها عن الراسمالية؛ في اكثر اشكالها يمينية؛ ومع ذلك كان عضوا في الحزب الشيوعي. اذكر انه قد دارت لي محاورات مطولة مع هذا العضو؛ والذي كنت اقف على يساره من ناحية الآراء الاقتصادية؛ وذلك بعد خروجي من الحزب الشيوعي؛ ولم يستطع ان يقدم شرحا لانتمائه للحزب الشيوعي السوداني؛ مع تبنيه لتلك الاطروحات الاقتصادية الراسمالية المتطرفة؛ غير الانتماء التاريخي والعلائق العاطفية وعجزه عن قطع الحبل السري مع صورة ذلك الحزب الميثولوجية والمارتيريولوجية التى تربى عليها عبر السنين.

    هذه الممارسات والعقلية والنهج؛ لا يمكن بأى حال من الاحوال ان تطور بناء علاقات سليمة فيما يتعلق بعلاقة العضو بالحزب؛ فالعلاقة هنا ليست مع تنظيم زمني؛ تقوم على الاتفاق على برنامج؛ والالنتزام بلائحة؛ وانما هي علاقة روحية ميتافيزيقية؛ يكون فيها العضو دائما تحت الضغط الهائل لميثويلوجيا الحزب؛ ولهيمنة قيادته؛ وهي هلاقة في حدها الادني تشكل علاقة استلاب؛ وفي اشكالها الاكثر تطرفا؛ تشكل علاقة عبودية.

    ان صورة الحزب الشيوعي في عيون بعض اعضائه؛ او قل الصورة التي يربي عليها العضو؛ لا علاقة لها بعلم السياسة الحديث؛ حي الحزب السياسي ما هو الا اداة واحدة؛ من ادوات العمل السياسي. وليس العمل السياسي نفسه؛ الا شكلا واحدا من اشكال النشاط العام؛ لا تتوقف الحياة دونهما؛ ولا ينبغي ان يعطيا اكثر من حجمهما؛ كادوات لتحقيق اهداف اهم منهما؛ وهذه الاهداف هي ما تستحق النقاش والحوار والتمسك بها؛ طالما اقتنعنا بها؛ وليس الادوات المتغيرة؛ والتي يمكن ان تبلي وان تتغير؛ بمرور الايام وتبدل الاحوال.

    هذا العلاقة الطوعية والصحية لعلاقة العضو بالحزب؛ والتي تفترض حق الاختلاف والنقد والخروج عن الحزب وتغييره؛ تنبع اساسا من مفهوم المواطنة؛ ومن حرية وكرامة الفرد وحقوقه ككينونة مستقلة؛ وان يكون المواطن هو الهدف والغاية؛ وليس الحزب او الايدلوجية او القائد؛ وهذا هو لب النهج الليبرالي او الديمقراطي.

    بالمقابل فان علاقات الخضوع والاستلاب والعبودية؛ المطورة عبر آليات الأسطرة وعبادة الشهداء والقادة؛ أنما تنتمي الي مجال فكري واجتماعي آخر؛ اقطاعي - طائفي عشائري على المستوي الاجتماعي؛ وعقيدي رسالي ميتافيزيقي على المستوى الفكري؛ يُغيّب فيه الانسان لصالح المؤسسة ( التي تصبح طائفة)؛ وينسحق فيه التابع امام القائد؛ وتضيع فيه الحقيقة امام الاسطورة؛ ويتراجع فيه الواقع امام الايقونة؛ وينهزم فيه العقل امام الصنم.

    عادل عبد العاطي


    المرجع : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=48695

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 03-26-2014, 01:06 PM)

                  

03-26-2014, 12:16 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    Quote: غيبه الموت عنا في يوم الخميس 22 مارس 2012 م في لندن بعد أن سافر إليها طلباً للعلاج.
    كم من الشيوعيين البسطاء المرضى ؛ ذُهب بهم الى لندن طلبا للعلاج ؟
    انا شخصيا اعرف عددا من الشيوعيين ومن افراد اسرهم؛ ممن ماتوا في ريعان شبابهم؛ ولم يُذهب بهم للقاهرة ؛ ناهيك عن لندن للعلاج ؛ فما بالك تاخذ رجلا بلغ الثمانين لتعالجه في لندن ؟؟؟ وهل للهرم علاج ؟؟

    لو ذهب نقد بامواله الخاصة او اموال اسرته فلا جناح في ذلك ؛ ولكن ان ذهب بأموال الحزب الشيوعي المجموعة من عضويته؛ فهذا انتهاك منه ومن القائمين على تلك الاموال لمبدأ تكافؤ الفرص والشفافية والمحاسبية في ادارة المال العام ...
                  

03-26-2014, 12:22 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    أبو ساندرا
    أبو روضة
    والزملاء الاخرين
    أمل أن لا تجف اقلامكم
                  

03-26-2014, 12:27 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    ليس لدينا من إعتراض
    وأن تكرر الموقف مره ثانية نحن علي هبة الاستعداد
    فانا اتنازل عما يخصني
    لرجل بسماحة هذا الوطن
    لرجل كان يجلس بجانبي وسألنا ما بكم احوالكم
    وحين يمر أن لم يبتسم لا يمضى
    فأنا خبرته في بيته وفي داخل صحيفة الميدان
    فندركه جيداً والي أي مدى نعرفه
                  

03-26-2014, 12:54 PM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    Quote:

    فاطمة احمد ابراهيم: عبدالخالق و نقد وهاشم، وسعاد خططوا لانقلاب 19 يوليو

    الصحافة
    العدد رقم: 4005
    2004-07-22

    فاطمة احمد ابراهيم: عبدالخالق، نقد، هاشم، وسعاد ابراهيم احمد هم الخططوا للانقلاب! أحمد سليمان طلب مني أن أسترحم نميري... فرفضت!
    أستاذة فاطمة.. أكثر من ثلاثين عاماً مرت على 19 يوليو .. ماذا تقولين عنها اليوم؟
    ـ قبل أكثر من شهر ذهبت إلى بلغاريا مستشفية وفي يونيو توفت والدتي فأخبر والدي الشهيد الشفيع بأنني شديدة الارتباط بالوالدة فعليه من الأحسن ان يذهب ولا يعود بي للسودان. وقد كان ولم يخبرني بوفاة الوالدة وإنما أرجع سبب حضوره إلى بلغاريا إلى سوء الأوضاع السياسية خطيرة جداً ولا أعلم ماذا سيحدث ويحل بالسودان ورأيت أنه من المناسب رجوعك للبلد ويبدو بأن حاجة خطيرة ح تحصل... وواصل: أنا ح أحكي ليك قصتين حدثت لي أولاهما كان معي المرحوم حسن قسم السيد بالمنزل ببري ودق الباب وعندما فتحته وجدت أبو القاسم محمد إبراهيم ومعه معاوية سورج وأحمد سليمان زين العابدين محمد أحمد وضعت لهم كراسي بالحوش وطلبت منهم الدخول فرد على أبو القاسم .. لا ماح نتفصل .. شوف يالشفيع انا عاوز أسألك ورد على بأمانة.... أنا عايز أعرف أنت معانا ولا ضدنا؟ فضحكت .. وقلت حتى أرد عليك أدخل أولا وبعدين أجاوبك... وفجأة تدخل معاوية سورج وقال أيوه حدد لينا موقفك ، وأضاف أحمد سليمان بحدة، أيوه لازم تورينا .. وكنت أقابل كل ذلك بالضحك .. وعندها انفعل زين العابدين محمد أحمد وقال أخرسوا يا قليلي الأدب... أنا ما قايل أنكم جايين تحققوا مع الشفيع، ولعلمك بأن منزل الشفيع وفاطمة عندي مكان مقدس، وأخرج مسدسه «يا قليلي الأدب .. تطلعوا قدامي ولا أرصصكم» وخرجوا .. القصة الثانية ذهب أحمد سليمان ومعاوية سورج الى منزل منصور احمد الشيخ وكان معه الهادي ووضع احمد سليمان رجله على الكرسي وهو واقف ورفض الجلوس وقال اسمع يا منصور والهادي قولو للشفيع اذا ماحددت موقفك وواقف وين نحن ما ح نخليك وكان امام منصور كباية موية حدفها في وجوهم .. ورد عليهم بلاش قلة ادب انتو ما بتحققوا مع الشفيع وخرجوا وقال لي الشفيع دي الاحوال البمر بيها السودان حتى وصلنا السودان علمت بوفاة الوالدة وكنت بمنزلنا بالعباسية والشهيد الشفيع ببري وعندما مرت الايام اخذت ابني احمد وذهبت معي شقيقي الهادي الى منزلنا ببري، المهم سلم الشفيع على ابنه احمد وسألني بعض الاسئلة وبعد فترة قال لي انا عاوز استحم لاني دعوت الي اجتماع لجنة مركزية فوق العادة لانني اشعر بان الضباط الاحرار ضاغطين على هاشم العطا للقيام بانقلاب... بالاضافة الى اعضاء اللجنة المركزية فقد دعوت هاشم العطا ليعرف رأي الحزب في الانقلابات وواصل انتظريني استحم وح اعتذر ليك عن عدم حضورك للاجتماع بعد دخول الشفيع الحمام جاء شقيقه الهادي وعندما كنا قاعدين سمعنا طرقا شديدا على الباب فقام الهادي وفتح الباب وجاء المحامي غازي سليمان مسرعا ومنزعجا واخذ يردد الشفيع وينو.. الشفيع وينو..» قلت له انه في الحمام ورد عليَّ بحده .. لا امشي خليهو يطلع انا عاوزو في امر ضروري... مشيت للحمام وناديت على الشفيع واخبرته بان غازي سليمان عاوزك وهو منزعج جدا فقطع الشفيع حمامه وخرج وبادر غازي سليمان عندما رأي الشفيع رسلني ليك هاشم العطا عشان تكتب الخطاب فقال له الشفيع خطاب شنو؟ فرد عليه غازي هاشم العطا عمل انقلاب!! قال ليهو الشفيع شنو!! فرد غازي ايوه هاشم عمل الانقلاب ، هنا سأل الشفيع غازي... انت عسكري؟! فرد لا.. وواصل الشفيع.. طيب دخلت القيادة العامة كيف.. ولا هاشم العطا جاءك؟! أنا ما بكتب خطاب وانا داعي لاجتماع لجنة مركزية وهاشم مدعو عشان يسمع باضانو انو اللجنة المركزية ضد الانقلاب وبعدين قول لهاشم العطا اذا مابعرف يكتب خطاب عامل الانقلاب ليه؟ وبعدين كيف يمقلب اللجنة المركزية والحزب وقول ليه انك ركبتنا فوق ظهر اسد اذا قعدنا فيه ح يأكلنا واذا نزلنا منو برضو حا يأكلنا... وانا ماح اكتب خطاب ولا انا عسكري عندو.. وكان منفعلا جدا وخرج غازي سليمان وجلس صامتا لفترة طويلة وبعدها قال لي يا فاطمة هلا هلا على الجد الجماعة ديل عملوا الانقلاب عشان يمقلبو اللجنة المركزية وده غلط عشان كده انا وانت نتفارق امشي بيتكم في العباسية لانو اذا جاءوا لاعتقالي فانهم سوف يأذوني فيك وفي احمد .. وقاد العربة الهادي وعندما وصلنا الكبرى وجدناه مغلقاً...
    الساعة كانت حوالي كم؟!
    ـ كانت الساعة الرابعة واجتماع اللجنة المركزية من المفترض ان يكون في الساعة السابعة مساء 19 يوليو وعندما وصلنا بري طلب من الهادي ان يأخذنا الى منزله وعندما طلبت منه ان يأتي معنا رفض.
    استاذة فاطمة اذن من الذي خطط للانقلاب هل هاشم وحده ام مع عبدالخالق؟
    ـ عبد الخالق... ونقد وسعاد ابراهيم احمد وهاشم هم الذين خططوا للانقلاب.. اما الشفيع فقد عزل لانه كان معترضا على فكرة الانقلاب واللمسات الاخيرة للانقلاب تمت بمنزل صلاح ابراهيم احمد فلم تتم دعوة الشفيع لذلك الاجتماع وعندما تمت دعوة اللجنة المركزية للاجتماع الساعة السابعة من مساء 19 يوليو عجلوا بالانقلاب من الساعة الثالثة ظهراً.. ارجع ليك لمنزل الهادي.. الشفيع قال لي «يا فاطمة ده يوم الامتحان العسير ولازم نتعاهد على عدم افشاء أسرار الحزب وحتى لو قطعونا أرباً اربا..».

    ماذا عن يوم 22 يوليو؟
    ـ شاهدت نميري في التلفزيون وأخذ يتوعد بالشيوعيين ويحرض على ملاحقتهم وعندها اقترح على الهادي اخذي وابني احمد الى منزل ابن عمهم وعندما دخلت المنزل مازال نميري يتحدث في التلفزيون ، وقال احذر اي انسان من ايواء اي شيوعي واذا حصل هذا فسوف نقوم بمحاكمته وعندها قلت لابن عم الشفيع انا ما ح اقعد معاكم وما ح اجيب ليكم بلية واخذني الهادي الى منزله ووجدت شقيقي صلاح بالمنزل وجاءت شقيقتي نفيسة وركبنا جميعا عربة الهادي وذهبنا الى منزلنا بحي العباسية بامدرمان ، عندما كنت بمنزل الهادي جاء ضابط وهو يشهر مسدسه وقال اي واحد يقترب من الشفيع انا ح اضربه الشفيع قال ليهو ترصصو ليه ما يمكن يكون برئ واخذ منه المسدس، في هذه الاثناء دي جاء محمد عبد الغفار وقال للشفيع لقينا محل نختفي فيه فرد الشفيع بانه لن يختفي وكيف اقابل العمال اذا عاوزين يقابلوني .. اخذ المسدس من الضابط «حريكة» وقال لمحمد عبد الغفار امشوا اخفوا حريكة والمسدس في المكان الكان معد لاخفائي عندما وصلت أمدرمان اخبرني شقيقي صلاح بان احمد سليمان اتصل من الشجرة وطلب مني ان احمل ابني احمد واحضر لمعسكر الشجرة حتى استرحم نميري بان لا يعدم الشفيع .. وقلت لشقيقي صلاح الشفيع لم يرتكب جرما ليقتل وقول لاحمد عشان يقول لنميري اذا قطعت الشفيع اربا اربا قدامي انا ما استجديه ولن اركع امامه وبعد ذلك توجهت الى منزل شقيقي ولحق بي ابي وشقيقي الرشيد وبعد دخولهم سمعت «رجة» وعندما فتحنا الباب وجدنا عربة بها عساكر جيش وضابط يجلس في الامام وفهمت بانهم جاءوا لاعتقالي فاخذت اهتف بسقوط وموت نميري وكان ده في يوم 26 يوليو فقام عسكري بتعمير سلاحه واراد قتلي وهنا قفز احد العساكر ونكس سلاحه وقال ليه الاوامر اعتقالها ما نرصصها ، وجاء ابي وشقيقي وحملاني الى الكومر وسألهم ابي مودينها وين؟ فاخبره الضابط باننا سوف نوديها قسم البوليس». وفعلاً ذهبنا الى قسم البوليس ووجدت نائب مدير البوليس فطلب لي كباية موية واجلسني على كرسي ولم يتحدث معي على الاطلاق بعد شويه طلب مني ان اصطحب احد العساكر لاخذي الى الضابط الذي سوف يحقق معي، فلم يسألني الضابط اي سؤال وكان طوال الوقت منكفئاً على الطاولة يشخبط بقلمه عليها .. وقال لي مفروض ان احقق معك لكن حالتك لا تسمح بذلك لهذا سوف احولك المستشفى وخرج وبعد قليل جاء واخبرني بان الدكتور سوف يأتي بعد قليل الى هناك ، وفعلا جاء الدكتور ولم يفحصني وحتى لم يدخل المكتب ومن الخارج كتب تقريره الذي جاء فيه بان صحتي لا تسمح باستجوابي وامر بتحويلي الى المستشفى.. وهنا تدخل الضابط وقال ان ابو القاسم محمد ابراهيم مصرَّ على مقابلتي بوزارة الداخلية وفعلا اخذوني الى هناك عندما وصلت قابلت احد الضباط وقال لي «البقية في حياتك» وعندها اخذت اهتف يسقط السفاح نميري... يسقط السفاح الصعلوك فلم يعترضني احد.. وبعد ذلك دخلت في غيبوبة وحين فتحت وجدت نفسي طريحة الفراش وفي حالة اعياء شديد، المهم بصعوبة جلست وعندها دخل ضابط واخبرني بأن مدير البوليس يريد مقابلتي وفعلاً ذهبت لمقابلته واستدعى ثلاثة عساكر واخبرهم بانهم سوف يرحلون امرأة عظيمة من هنا الى منزلها .. واخبرني بان وزير الداخلية قبل اقتراحهم بحبسي بالمنزل بدلاً من السجن وقال لي سوف يستمر ذلك الحبس الى عامين ونصف وحين هم العساكر بالخروج اوقفهم وامرهم بان يحسنوا معاملتي وخطب فيهم قائلاً: «هذه المرأة وهبت حياتها لهذا الشعب وعانت ما عانت في سبيل ذلك» حين سمعت هذا الكلام بكيت وقلت للضابط لم أكن اتوقع ممن هو في منصبك ان يقول مثل هذا الكلام وشكرته واخبرته بأنني لست نادمة على فقد زوجي وأعاهدك أمام عساكرك بأنني سوف أواصل السير في نفس الطريق حتى لو كان مصيري مصير زوجي




    ـ عبد الخالق... ونقد وسعاد ابراهيم احمد وهاشم هم الذين خططوا للانقلاب.. اما الشفيع فقد عزل لانه كان معترضا على فكرة الانقلاب واللمسات الاخيرة للانقلاب تمت بمنزل صلاح ابراهيم احمد فلم تتم دعوة الشفيع لذلك الاجتماع وعندما تمت دعوة اللجنة المركزية للاجتماع الساعة السابعة من مساء 19 يوليو عجلوا بالانقلاب من الساعة الثالثة ظهراً.. ارجع ليك لمنزل الهادي.. الشفيع قال لي «يا فاطمة ده يوم الامتحان العسير ولازم نتعاهد على عدم افشاء أسرار الحزب وحتى لو قطعونا أرباً اربا..».
                  

03-26-2014, 01:16 PM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Asim Fageary)

    Quote:
    هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني: الميثولوجيا والمارتيرولوجيا في تربية الشيوعيين

    الميثولوجيا في اللغة هي الاسطورة؛ والمارتيرولوجيا هي الاحتفاء بالشهداء؛ أو قل هي روح القربنة؛ اى الاحتفاء بالشهداء – القرابين وتعليقهم ايقونات على الصدور؛ او بالتعبير القديم قل هى البكاء على الاطلال والقبور.
    الشيوعيون في تطويرهم لملامح غيبية قوية في اطار ايدلوجيتهم التي يقال انها علمية؛ ادخلوا كثيرا من الميثولوجيا والمارتيرولوجيا قى نظامهم لتربية الاعضاء؛ وهذه ظاهرة يمكن رصدها في تجربتهم على المستوى العالمي؛ او في صيغتها المحلية في السودان.

    هذه الاسطرة للتاريخ الخاص؛ والبكاء الدائم على قبور الشهداء – القرابين؛ تحول الحزب السياسي من كونه أداة للفعل السياسي؛ لتحقيق برنامج سياسي بعينه؛ الى هدف في حد ذاته؛ ويتحول الحزب نفسه – بفعل الاستخدام الطوطمي لتاريخه وقادته وشهدائه - الى اسطورة والي ايقونة يصلي تجاهها؛ او الى صنم جديد يعبد من قبل من رفضوا الاصنام القديمة.
    يقول عثمان محمد صالح؛ في استخدام الشهداء في صنع ايدلوجيات الاستلاب السياسي والوجودي في شمال السودان؛ وهي الظاهرة التي مارسها الحزب الشيوعي عن جدارة:
    "الإستشهاد مفـهـوم مـركزيّ بالنسبة للعـقـل السياسي لشمال السودان . إنـه " الفـصل " السـّري اللامكـتوب من برامج الأحـزاب السياسية و مكـوّن أساسيّ من مكونات صورة كل حـزب عـن نفـسه و آليات عـملـه في مجال الدعـاية و التـبـشـير و الإسـتـقـطاب. مـن العـسـير العـثـور عـلى حـزب سـياسي ـ راسخ ـ لا يمـتـلك فـعلياً أو يـدّعـي إمـتلاكـه لرصـيد من الشـهـداء في" بـنـك السياسـة "، وكـأن ممارسـة السياسة مـرادفـة للمـوت، لكن الأمـر ليس كـما يتـبـدّى للوهـلة الأولى، فالرسـالة " الخـفـيّة" تـقـول ما يلي : أنا حـزب الشـهـداء ، إذن أنا موجـود ! وبقـدر ما تطول قائمة الشهداء بقـدر ما يُـمـنـّي الحزب المعـيّن نـفـسـه بإكـتـسـاب عـمـر مـديـد . ( عثمان محمد صالح: الإسـتشهاد و الشـهداء في شـمـال السـودان : زاوية نظر سـوسـيولوجـية؛ فرناى – هولندا؛ 28/4/2004)



    نعم يا عادل هو ذات التصنيم الذي كثيراً ما نشير إليه، والذي إما يكون تصنيم لشخص أو شخاص بعينهم

    وقد يكون فقط لمواقف معينة إما أن تكون صحيحة ومضخمة بعض الشيء وإما أن تكون مصطنعة في حد ذاتها

    من اصدقائهم ومن بطانتهم المقربين لتصويرهم كأشخاص أساطير

    وكما أن ذات التصنيم يمكن أن يكون تجاه المنظومة نفسها كما ذكرت تصنيم (للحزب السياسي نفسه) فكل ما ينزل من الحزب

    ومن قياداته من بيانات وتصريحات تصبح أقوال مقدسة يجب أن تكون صحيحة إلى درجة (ولو طارت عنزة) !

    وهذا هو ذات المنهج الذي تحرص الأحزاب الطائفية مثلها مثل الأحزاب العقائدية أن تكرسه في عضويتها

    وللأسف الشديد أن يكون كذلك حزب يدعي أنه يساري وتقدمي وديمقراطي

    لكن طبعاً مسألة الديمقراطية نفسها والعلمانية تتطرقنا إليها كثيراً


    وهنالك نقطة أساسية حساسة جداً وهي أن تؤطر لنظام إقتصادي محدد (مثل أن تتبنى فكرة إشتراكية أو تكون هي الأفق الإقتصادي الذي تنشده)

    هذه لوحدها كافية لنفي الديمقراطية عن الحزب

    لأن الإشتراكية كنظام إقتصادي تفسيرها معروف وهو تحكم الدولة في وسائل الإنتاج وحجم الحقوق الفردية في التمتع بالعمل الحر

    وهذا يقودنا لكثير من التناقضات ليس فقط التصنيم ضد الديمقراطية وحرية الفكر !



                  

03-26-2014, 01:16 PM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Asim Fageary)

    Quote:
    هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني: الميثولوجيا والمارتيرولوجيا في تربية الشيوعيين

    الميثولوجيا في اللغة هي الاسطورة؛ والمارتيرولوجيا هي الاحتفاء بالشهداء؛ أو قل هي روح القربنة؛ اى الاحتفاء بالشهداء – القرابين وتعليقهم ايقونات على الصدور؛ او بالتعبير القديم قل هى البكاء على الاطلال والقبور.
    الشيوعيون في تطويرهم لملامح غيبية قوية في اطار ايدلوجيتهم التي يقال انها علمية؛ ادخلوا كثيرا من الميثولوجيا والمارتيرولوجيا قى نظامهم لتربية الاعضاء؛ وهذه ظاهرة يمكن رصدها في تجربتهم على المستوى العالمي؛ او في صيغتها المحلية في السودان.

    هذه الاسطرة للتاريخ الخاص؛ والبكاء الدائم على قبور الشهداء – القرابين؛ تحول الحزب السياسي من كونه أداة للفعل السياسي؛ لتحقيق برنامج سياسي بعينه؛ الى هدف في حد ذاته؛ ويتحول الحزب نفسه – بفعل الاستخدام الطوطمي لتاريخه وقادته وشهدائه - الى اسطورة والي ايقونة يصلي تجاهها؛ او الى صنم جديد يعبد من قبل من رفضوا الاصنام القديمة.
    يقول عثمان محمد صالح؛ في استخدام الشهداء في صنع ايدلوجيات الاستلاب السياسي والوجودي في شمال السودان؛ وهي الظاهرة التي مارسها الحزب الشيوعي عن جدارة:
    "الإستشهاد مفـهـوم مـركزيّ بالنسبة للعـقـل السياسي لشمال السودان . إنـه " الفـصل " السـّري اللامكـتوب من برامج الأحـزاب السياسية و مكـوّن أساسيّ من مكونات صورة كل حـزب عـن نفـسه و آليات عـملـه في مجال الدعـاية و التـبـشـير و الإسـتـقـطاب. مـن العـسـير العـثـور عـلى حـزب سـياسي ـ راسخ ـ لا يمـتـلك فـعلياً أو يـدّعـي إمـتلاكـه لرصـيد من الشـهـداء في" بـنـك السياسـة "، وكـأن ممارسـة السياسة مـرادفـة للمـوت، لكن الأمـر ليس كـما يتـبـدّى للوهـلة الأولى، فالرسـالة " الخـفـيّة" تـقـول ما يلي : أنا حـزب الشـهـداء ، إذن أنا موجـود ! وبقـدر ما تطول قائمة الشهداء بقـدر ما يُـمـنـّي الحزب المعـيّن نـفـسـه بإكـتـسـاب عـمـر مـديـد . ( عثمان محمد صالح: الإسـتشهاد و الشـهداء في شـمـال السـودان : زاوية نظر سـوسـيولوجـية؛ فرناى – هولندا؛ 28/4/2004)



    نعم يا عادل هو ذات التصنيم الذي كثيراً ما نشير إليه، والذي إما يكون تصنيم لشخص أو شخاص بعينهم

    وقد يكون فقط لمواقف معينة إما أن تكون صحيحة ومضخمة بعض الشيء وإما أن تكون مصطنعة في حد ذاتها

    من اصدقائهم ومن بطانتهم المقربين لتصويرهم كأشخاص أساطير

    وكما أن ذات التصنيم يمكن أن يكون تجاه المنظومة نفسها كما ذكرت تصنيم (للحزب السياسي نفسه) فكل ما ينزل من الحزب

    ومن قياداته من بيانات وتصريحات تصبح أقوال مقدسة يجب أن تكون صحيحة إلى درجة (ولو طارت عنزة) !

    وهذا هو ذات المنهج الذي تحرص الأحزاب الطائفية مثلها مثل الأحزاب العقائدية أن تكرسه في عضويتها

    وللأسف الشديد أن يكون كذلك حزب يدعي أنه يساري وتقدمي وديمقراطي

    لكن طبعاً مسألة الديمقراطية نفسها والعلمانية تتطرقنا إليها كثيراً


    وهنالك نقطة أساسية حساسة جداً وهي أن تؤطر لنظام إقتصادي محدد (مثل أن تتبنى فكرة إشتراكية أو تكون هي الأفق الإقتصادي الذي تنشده)

    هذه لوحدها كافية لنفي الديمقراطية عن الحزب

    لأن الإشتراكية كنظام إقتصادي تفسيرها معروف وهو تحكم الدولة في وسائل الإنتاج وحجم الحقوق الفردية في التمتع بالعمل الحر

    وهذا يقودنا لكثير من التناقضات ليس فقط التصنيم ضد الديمقراطية وحرية الفكر !



                  

03-26-2014, 01:19 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Asim Fageary)

    قالت الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم وهي لا تزال حية بين ظهرانينا ولم تنف نسبة هذا الكلام اليها :

    عبد الخالق... ونقد وسعاد ابراهيم احمد وهاشم هم الذين خططوا للانقلاب..

    عليكم الله ما تشكورا لينا الراكوبة في الخريف .....

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 03-26-2014, 01:20 PM)

                  

03-26-2014, 01:25 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Asim Fageary)

    Quote: ـ عبد الخالق... ونقد وسعاد ابراهيم احمد وهاشم هم الذين خططوا للانقلاب.. اما الشفيع فقد عزل لانه كان معترضا على فكرة الانقلاب واللمسات الاخيرة للانقلاب تمت بمنزل صلاح ابراهيم احمد فلم تتم دعوة الشفيع لذلك الاجتماع وعندما تمت دعوة اللجنة المركزية للاجتماع الساعة السابعة من مساء 19 يوليو عجلوا بالانقلاب من الساعة الثالثة ظهراً.. ارجع ليك لمنزل الهادي.. الشفيع قال لي «يا فاطمة ده يوم الامتحان العسير ولازم نتعاهد على عدم افشاء أسرار الحزب وحتى لو قطعونا أرباً اربا..».

                  

03-26-2014, 01:33 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    استاذنا عادل البراري سلامات

    Quote: ليس لدينا من إعتراض وأن تكرر الموقف مره ثانية نحن علي هبة الاستعداد فانا اتنازل عما يخصني لرجل بسماحة هذا الوطن لرجل كان يجلس بجانبي وسألنا ما بكم احوالكم وحين يمر أن لم يبتسم لا يمضى فأنا خبرته في بيته وفي داخل صحيفة الميدان فندركه جيداً والي أي مدى نعرفه
    اذا كان هذا المقطع ردا على ما اثرته من خطأ تمويل الحزب الشيوعي لسفر نقد للندن - ان كان قد ذهب باموال الحزب - ؛ فأسمح لي أن اقول لك انك يمكن ان تتنازل عما يخصك؛ ولكنك لا يمكن ان تتنازل عن حق عام هو ملك للشعب . مبدأ تكافؤ الفرص ةعدم المحسوبية والتوزيع المنطقي للموارد الصغيرة هي من مبادئ الحق العام ؛ وهي ما يجب ان تحرص عليه الاحزاب؛ رغما عن عواطف عضويتها ؛ اذا ما اردنا بناء بديل معافي قائم على مبادئ الحقوق المتساوية والمحاسبية والعقلانية .

    الحزب الشيوعي السوفيتي صرف اموالا طائلة على علاج برجنيف ةوابقاءه على قيد الحياة ؛ بعد ان تجاوز الثمانين؛ وهي الاموال التي كان يمكن ان تعالج مئات ان لم نقل الاف من الشباب والاطفال المصابين بامراض خطيرة .

    الان علاج الدولة للبشير في الخارج يصب في نفس المجري السيء ؛ في وقت لا يجد فيه المواطن العادي الدواء في بلده؛ وهو مرفوض تماما ...
                  

03-26-2014, 02:01 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    أستاذي أمل أن يلجمي ادبي وأنا اتحاور معك
    كما أمل أن سقط لفظاً ان تبعد عنه ناظريك

    Quote: ان تتنازل عما يخصك؛ ولكنك لا يمكن ان تتنازل عن حق عام هو ملك للشعب

    استاذي
    نحن لا نمول من قبل الشعب نحن نمول من قبل أشتراكتنا وفق اللائحة
    هذا من جانب هناك أسهمات من أبناء الشعب عامة اصدقاء متعاطفين ... الخ
    لكن حين نضع لفظ شعب هنا يرن اللفظ في المشهد بهدف أخر أمل تصحيح مقامك في ذلك
    هذا من ناحية ومن أخرى هناك إرادة قد مورست من قبل من قدم أمالها فلست أنت بعادل الشامي وعذراً في ذلك فأنت ليس ثوباً ولا قميصاً فضفاض لا أبكاتو أخرى
    فعذراً أن أتى الحديث كما لا اشتهي فاعتبره مزاحاً وليس خصاماً
    أستاذي أنت لا تعلم ولا تدري كيف سافر من دفع من خصم من رصيده من ومن لا تدري فأمل أن يكون الحديث في حدود ما نعلم فقط فإحتمال انا أو اي شخص أخر أو من بيته أو من معارفه فأنت لا تدري فأمل أن لا تبحث عن النقد عبر سلطة جنونية طابعها زوبعة وإثارة
    استاذي الجميل عادل كما يحلو لي فيذاتي
    لسنا نحن بيض البشرة وليس نمتد من جزع شجرة برنادوف أو ترتيسكي أو ميدادوف
    نحن سلالة من طين السودان من لدن شعب بقايا جيناته لدي ولديك ولدى الاخرين الذي يصتفون في صف السودانية بكل ألوانا فلا تأتي بعباس وتلمه مع دباس فلكل واحد كيانه والخاص رغم حالة الطباق التي تعتري الاسمين وليس كل يحي بيحيا أليس كذلك ؟
    ان كنت مازلت تحمل الكثير ناحية رفاقي أمل أن لا تلوث أوكسجين معزتي بذلك
    Quote: . مبدأ تكافؤ الفرص ةعدم المحسوبية والتوزيع المنطقي للموارد الصغيرة هي من مبادئ الحق العام

    استاذي مازلت فاتح مكتب محاماة بلا أجر في هذا الزمن الاغبش فهنيئا للشعب بك

    أستاذي أعذرني أن تماديت قليلاً
    لك الود مني كما تشتهي بلا عتاب
    سلامي

    (عدل بواسطة عادل البراري on 03-26-2014, 02:03 PM)

                  

03-26-2014, 02:34 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: عادل البراري)

    استاذنا عادل البراري وقسما انا واثق من انه لن يسقط منك لفظ فانا واثق من ادبك واحترامك للآخر ولولا ذلك لما كان النقاش

    بالنسبة لما ذكرت ربما تتابع الازمة الدائرة في جنوب افريقيا مع الرئيس زوما وشبهة اتهامه بالفساد؛ وقبلها شبهة الاتهام بالفساد عند اعضتاء البرلمان البريطاني عندما استخجموا موارد عامة من اجل اهداف خاصة .

    الشاهد انك تقول انكم تتلقون اموالا من اصدقاء لحزبكم او عامة الشعب؛ بل تتلقون اموالا من اعضاء حزبكم قد لا يعرفون بأوجه صرفها .. لذا فان قواعد الصرف يجب ان تكون واضحة ومبنية على العدالة وتساوي الفرص

    Quote: نحن سلالة من طين السودان من لدن شعب بقايا جيناته لدي ولديك ولدى الاخرين الذي يصتفون في صف السودانية بكل ألوانا فلا تأتي بعباس وتلمه مع دباس فلكل واحد كيانه والخاص رغم حالة الطباق التي تعتري الاسمين وليس كل يحي بيحيا أليس كذلك ؟
    انا اقف مع حق الاطفال والشباب في العلاج قبل العجائز والهرمة ؛ ولو كان العجوز عبقريا ...
                  

03-26-2014, 06:57 PM

عادل البراري
<aعادل البراري
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 4051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل من لم يغب عنا ... الشامخ محمد إبراهيم نقد (Re: Abdel Aati)

    Quote: وقسما انا واثق من انه لن يسقط منك لفظ فانا واثق من ادبك واحترامك للآخر ولولا ذلك لما كان النقاش


    استاذي لك عالي الاحترام
    أو ربما لهم الية يوصلون بها معلوماتهم فهذا في دائرة اختصاصهم
    ودي العميق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de