استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2014, 05:49 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها

    حاورها من الخرطوم-محمد نجيب محمد علي


    استيللا قايتانو كاتبة شابة من جنوب السودان، ولدت وعاشت في الخرطوم حتى وقع الانفصال لتجد نفسها أجنبية، فرحلت -مكرهة- إلى وطنها الجديد الذي لم تعرفه إلا عن طريق الحكايات. الآن وجدت نفسها غريبة اللسان والوجدان رغم أن الأرض أرض أجدادها، فما الوطن يا ترى؟ التقتها الجزيرة نت وحاورتها حول هذا الواقع الجديد.

    من هي استيللا؟ وما حكايتها مع كتابة القصة؟
    استيللا قايتانو من مواليد مدينة الخرطوم بحري، خريجة جامعة الخرطوم كلية الصيدلة، أم لطفلين وكتاب واحد، كنت طفلة شديدة المرح وأحب نسج القصص من الخيال، ذات يوم حكيت لأخواتي قصة من خيالي المحض وأصبحت القصة تتناسل وتتكثف ولم أشعر بأن لها نهاية قريبة، نام الجميع وواصلت الحكي وسط تثاؤبي، حتى انتهرتني أمي لأسكت وأظنني نمت بسرعة شاكرة أمي لإنقاذي من تلك القصة الـ"بلا نهاية"، نمت وبقيت القصص مستيقظة في خيالي تتربصني لأحكيها يوما ما.

    متى تكتب استيللا.. هل من طقوس وأجواء معينة؟

    لا شئ من ذلك، عندما يستفزني نص أو موقف أو جملة أو رائحة أو طقس مناخي أو حتى هزة نفسية أمسك القلم وأشرع في الكتابة. هناك نص لي أسميته "خرائط لعوالم مجهولة" كتبته أثناء امتحان للفيزياء في الجامعة، كان امتحاناً صعباً لم أستطع أن أجيب فيه سوى عن سؤال ونصف سؤال آخر، كان أمامي الكثير من الأقلام والورق الأبيض ووقت طويل تبقى من زمن الامتحان، لم أدر كيف استنفده، فكتبت ذلك النص على ظهر ورقة الأسئلة. طبعا رسبتُ في الامتحان، ونجحتْ القصة.

    هل كانت كتابة القصة اختيارا؟

    حقيقة لا أدري، ولكن كثيراً ما أفكر في أني خلقت لأقرأ وأسمع القصص، ومن ثم أكتب قصتي وقصص الآخرين بكل حب.

    عندما كتبت ونشرت أعمالي كان الأمر عشوائيا، كنت لا أعرف ما شروط كتابة القصة القصيرة، وعندما عرفت بعض الشروط اكتشفت أنني كنت أتمرد على الكثير منها، لأنني لا أعرف كيف أصمت ما دامت هناك بقية من الحديث، ولكني بعد ذلك قرأت كثيراً لكتاب سودانيين وعالميين بقصد أن أطور نفسي وأصنع بصمتي.


    هل صحيح أنك نقلت أساطير قبيلة اللاتوكا في جنوب السودان للغة العربية؟

    قد يكون ذلك صحيحاً، السودان كان -ولا يزال- كنزاً من الجمال المتنوع، هناك نصوص جميلة محبوسة في قبو اللغات واللهجات المحلية في ظل الإهمال الواضح لتشجيع وكتابة تلك اللغات وإنقاذها من الاندثار. كثيرا ما أتساءل: لماذا نقرأ لغابريال غارسيا ماركيز وإيزابيل الليندي وغيرهما وهم يكتبون حكايات أميركا اللاتينية -نستمتع بها ونقدرها- وهنا في أنحاء السودان الكبير أخوة لنا قريبون منا لا نعرف تفاصيل حياتهم، ثم عندما تشتعل الحروب نتساءل بغباء لماذا نقتل بعضنا؟

    الآن بعد أن رحلت من السودان إلى جنوب السودان، ماذا عن الهوية، استيللا كتبت ذات مرة "صحوت من نومي ذات صباح ووجدت نفسي أجنبية"، هل تتنازعك أكثر من هوية؟

    غالبا عندما أسأل عن مسألة الهوية تلك استحضر قول المفكر الرائع أمين معلوف في كتابه "الهويات القاتلة"، أحس بأنني أملك هوية واحدة بانتماءات متعددة، فانا كنت سودانية أنتمي إلى جنوب السودان لدي قبيلتي بلغتها الخاصة، وكلما تدرجت في الحياة أتعرف على آخرين لهم انتماءات تختلف عني لكننا كلنا نكوّن الهوية السودانية المتفردة بأفريقيتها وعروبتها.

    الانتماء العرقي والإثني شكل لي عقدة لأنه مثار لكثير من الجدل والمشكلات، والتعمق في هذه المسائل سوف يجلب واحدة من اثنين: إما الشعور بالدونية أو الإحساس بالاستعلاء وكل من الشعورين أسوأ من الآخر ومحصلتهما الصدام، الشعور بالدونية يجعل المرء قابلا للانفجار في أي لحظة ومستعدا للانتقام، بينما الاستعلاء يغري بالرغبة في البطش واضطهاد الآخر، دون مراعاة لإنسانية وخصوصية الآخرين.

    والحقيقة أنا فخورة جدا لما أنا عليه الآن جنوب سودانية الجذور ولدي لغتي الخاصة التي أجيدها، سودانية شمالية بالميلاد والنشأة واكتسبت اللغة العربية وأجيد التحدث والكتابة بها أيضا دون أي تحسس أو مخافة الاتهام بالاستلاب، سودانية الوجدان، فهذه أنا صنيعة الظروف السودانية لم أختر كل هذا وليس لي فيه يد، رغم ذلك فإننا الآن على محك خيارات مؤلمة أهمها تحديد هويتنا، ولكن عندما تكون هويتنا الإنسانية سليمة حينها سوف تنمو وتزدهر أفكارنا في أي مكان وزمان ولن نكف عن الحلم بأن يسع العالم الجميع.


    توقفت عن كتابة القصة منذ زمن، هل هذا صحيح؟ ولماذا؟

    هذا صحيح، من بين صفاتي السيئة أنني مقلة في الكتابة، وفعلا لوقت قريب كانت آخر نصوصي التي كتبت هو "كل شيء هنا يغلي"، وكتبته عام 2002، ولكن بعد ذلك وأنا في جوبا كتبت نصين "أنا خائفة" و"عبق مهن"، والآن مرعوبة لكتابة رواية.
    لكني أكتب في الصحافة، وهو لون من الكتابة وجدت نفسي متورطة فيه وهو السبيل الوحيد المتاح لي حاليا للتفاعل اليومي مع قضايا الوطن والمجتمع وعرض الآراء والأفكار وهي طازجة، وهذا النوع من الكتابة محرقة للأفكار والإبداع، وقد خصم مني الكثير وأفقدني الصبر على الكتابة الإبداعية، ولكنها تجربة لها أهميتها بالطبع.


    أنت الآن بأكثر من ذاكرة، كيف تنظر استيللا الكاتبة لهذه الوضعية؟

    هذه صفة اعتبرها ثراءً وربما تجلب لي حسد زملائي الكتاب، عندما كنت في الخرطوم كتبت عن جنوب السودان بذاكرة سماعية، والآن أتيت للجنوب وأحاول أن أصنع تلك العلاقة بيني وبين الأرض والمطر والغابات والناس لأجد موضعا لجذوري المقلوعة تواً من أرض لم تعد تخصني الآن حسب الدستور، كان السودانان أرضا واحدة، وعندما كانت الحروب تشتعل في الشمال كان الناس يلجؤون للجنوب والعكس صحيح.. هل من جنون أكثر من هذا؟
    ماذا عن المبدعين في دولة جنوب السودان الآن، هل هناك كيان يجمعهم: رابطة، أو إصدارة، أو أي كيان آخر، وما أجناس الإبداع التي تسود: القصة أم الشعر أم المسرح... إلخ؟

    شخصياً أحس باليتم والوحدة القاسية والإهمال، حقيقة أنها دولة وليدة، الكل في عالمه، ليس هناك ثمّ ما يجمع الناس، الفنانون الذين كانوا يحسون ببعض الاهتمام في الشمال تم إهمالهم تماما في الجنوب ولا ندري هل هذا بقصد أو لعدم معرفة، كما أن عددا كبيرا من المبدعين لا يعرفون بعضهم لأن كلا منا أتى من مكان مختلف في الشمال أو من دولة أخرى أفريقية أو أوروبية، وهناك حاجز غير مرئي بين المبدعين الذين يبدعون باللغة العربية والآخرين الذي يكتبون بالإنجليزية.

    وعن الكيان، هناك كيان يجمع الكتاب ولكن هناك الكثيرين خارجه بسبب أننا -ككتاب جنوب السودان- لا نعرف بعضنا حتى الآن، ثم أنه لا توجد مطبعة ولا دار نشر.

    أما أجناس الإبداع السائدة، فهناك القصة والشعر وهذان اللونان يسودان بسبب سهولة النشر في الصحف، أما المسرح فهو موسمي رغم انتشار الكثير من المجموعات والفرق المسرحية من المحترفين والهواة، ولعل من أكبر الإنجازات المسرحية حتى الآن هو ما قامت به فرقة "مسرح جنوب السودان" التي ترجمت مسرحية "سمبلين" لشكسبير إلى ما يعرف بـ"عربي جوبا"، ومثلت جنوب السودان في الخارج، المرة الأولى كانت في الهند على نفقتهم الخاصة، والثانية في مسرح شكسبير في لندن على نفقة الفعالية وهى ذكرى مسرح شكسبير العالمي.


    أخيرا، ماذا تقول استيللا لأصدقائها وزملائها وزميلاتها من المبدعين في السودان؟

    شكراً لكم، لقد ولدت بين أيديكم، سقيتموني السماحة والتسامح، علمتموني أن بإمكاننا حمل الأوطان كحلم قابل للتحقق في أي مكان وأي زمان، والآن أنا هنا -في جنوب السودان- لن أخذلكم، أعمل بكل طاقتي من أجل غد أفضل لقومي ووطني، وكما تقولون دائما إنني في قلوبكم فأنتم كذلك رغم أن بعدكم يُشعرني باليتم والحنين ولكن لا طريق آخر سوى المضي قدما، أتمنى لكم الخير، وكونوا على قيد الكتابة.

    المصدر:الجزيرة نت
    http://www.aljazeera.net/news/pages/0d33155e-9706-4a02-8aea-61fa7431ad33
                  

02-12-2014, 06:56 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: معاوية الزبير)

    Quote: شكراً لكم، لقد ولدت بين أيديكم، سقيتموني السماحة والتسامح، علمتموني أن بإمكاننا حمل الأوطان كحلم قابل للتحقق في أي مكان وأي زمان، والآن أنا هنا -في جنوب السودان- لن أخذلكم، أعمل بكل طاقتي من أجل غد أفضل لقومي ووطني، وكما تقولون دائما إنني في قلوبكم فأنتم كذلك رغم أن بعدكم يُشعرني باليتم والحنين ولكن لا طريق آخر سوى المضي قدما، أتمنى لكم الخير، وكونوا على قيد الكتابة.


    سلام وشكرا يا معاوية على هذا الاختيار الجميل

    و

    قد يجمع الله الشتيتين بعد أن يظنا كل الظن أن لا تلاقيا

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-13-2014, 06:48 AM)

                  

02-13-2014, 02:21 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا ياسر الشريف
    تعرفت على استيللا (بمعية خطيبتي) عام ألفين هي وخطيبها آنئذ "عادل" وهو شمالي (كم تبدو بغيضة هذه الكلمة)
    وهي كمعظم الجنوبيين الذين عاشوا في المناطق الطرفية للخرطوم، (الحاج يوسف)، كانت تحيا حياة بائسة
    عاشت في بيت معدم متهاو، وكانت واعية لوضعها هذا وتعرف مصير أمثالها لكنها عنيدة
    في نهايات التسعينيات أكملت كلية الصيدلة جامعة الخرطوم بمشقة، موزعة بين الدراسة ورعاية أسرتها
    بين تكاليف الدراسة في الجامعة وبين مصاريف أخوانها الصغار. وكثيرا ما كانت تترك الدراسة لتدبير العيش.
    ووسط كل هذا لم تتخل عن مشروعها الأدبي الذي كان يبدو نشازا في تلك الظروف والبيئة الاجتماعية،
    شخصيا أتوقع لها موقعا مميزا في خارطة الأدب الآفروعربي رغم أن ظروفها ازدادت سوءا بانتقالها إلى الجنوب
    وهي تربي أسرة تتنازعها الهوية، ويتجلى ذلك عند تنقلهم بين مطاري جوبا والخرطوم وبالعكس،
    هذا غير ما تلاقيه من تعامل أقل ما يقال عنه أنه غير منصف، في الشمال والجنوب على السواء.
    التحية لعادل واستيللا وأطفالهما الجميلين الموزعين بين بلدين يتشكلان بالدم: جنوب ممزق وشمال هلامي
    التحية لهم وهم يجسدون مأساة وطن من بلدين.
    وشكرا يا ياسر من جديد
                  

02-13-2014, 04:25 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: معاوية الزبير)

    معاويه الزبير

    و

    معاويه المدير

    و

    معاويه الصايم

    ما اجملكم يا ايها المعاويات….

    شكرا معاويه علي نقل المقال

    وشكرا لاستيلا الجميله المبدعه…..ربنا يعدل طريقها وين ما تقبل….ويطرح….البركه فيها و في ذريتها هي و عادل.

    وامثالهم…. هم من سنتوقع منهم الخير وين ما يقبلوا.لها المجد.





    اتمني ان يتمكن المبدعين و الكتاب الشمالين مد ايادي الدعم(رغم شح امكانياتهم) لاخوتهم بالجنوب لمساعدتهم لانشاء اتحاد الكتاب و دعم مسيرتهم الابداعيه رغم التحديات.
                  

02-13-2014, 06:24 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: Tragie Mustafa)

    Quote: اتمني ان يتمكن المبدعين و الكتاب الشمالين مد ايادي الدعم(رغم شح امكانياتهم) لاخوتهم بالجنوب لمساعدتهم لانشاء اتحاد الكتاب و دعم مسيرتهم الابداعيه رغم التحديات.
    والله يا تراجي يا ريت. تعرفي الناس في الجنوب مشغولين بأشياء أخرى، هي عمليا أكثر إلحاحا، ووسط المشاغل دي تضيع استيلا وأمثالها من المبدعين والمهمومين بالشأن الثقافي.
    الجنوب ثري بثقافته المتنوعة، ينابيع من الدرر تنتظر الصياد الماهر الموهوب ليستخرجها ويعرضها على العالم.
    فعلا مشكلة المبدعين الجنوبيين الآن هي غياب كيان يجمعهم مثل اتحاد الكتاب وغيره من الكيانات الثقافية
    وليت أقرانهم في الشمال، وخاصة في دول المهجر والاغتراب، يمدون لهم يد العون
    تعالي نجعل من هذا البوست نقطة انطلاق لتحقيق هذا الهدف. واستيلا يدها معانا.
    لك كل التقدير.
                  

02-13-2014, 07:20 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: معاوية الزبير)

    بتفق معاك يا معاويه
    انه الناس في الجنوب مشغولين بحاجات ثانيه.


    لكن الان الحزن انه صار علينا الصلاة من اجل سلامة استيلا و زوجها و صغارها

    فالقتل قد تمدد الان بشوارع الجنوب.

    بل يصل بي الامر ان اطلب من اصدقائها المقيمين بالشمال…..دعوتها للعوده لحمايتها الان ومن ثم نفكر في تكوين ذلك الاتحاد.





    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    انا كمتابعه عن قرب لما يحدث بالجنوب الان صدقني انا حزينه ومتمزقه لما يحدث هنالك.
    وقلقه علي كل اخواني و اخواتي هنالك….ربنا يغطي علي استيلا.
                  

02-13-2014, 09:59 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: Tragie Mustafa)

    من التعليقات على الحوار في موقع الجزيرة نت
    -------------------------------

    حازم الجنداري منذ 12 ساعة (4) (0)
    الرائعه جدا استيلا انها السياسة التي جعلت ابناء الوطن الواحد كالضد كوني بخير


    متابع منذ 13 ساعة (3) (6)
    بعيدا عن العواطف والمجاملات فنحن نعلم ان ثمانية وتسعين بالمائة من الجنوبيون اختاروا الانفصال
    اما عن المغلق الذي يذكر بان أوربا تتوحد ونحن ننقسم فحرام ان تقارن أوربا بالسودان او الدول العربية
    فبسبب التعامل اللاانساني من قبل السودان وبقية الدول التي تضطهد أقلياتها
    هو الذي يدعو تلك الأقليات للمطالبة بالانفصال فضريبة الجنوبيين كانت اتنين مليون إنسان قتيل


    ميادة صديق شيخ الدين منذ 14 ساعة (5) (2)
    تختفي و تختفي وتظهر بالمفاجآت استاذ نجيب استيلا وأمثالها كثيرون ممن ذاقوا مرارة الانفصال
    هم الناس الحقيقيون الذين يستحقون ان نستمع لآرائهم و نحس باحاسيسهم التي تكون نابعة من وجدانهم
    وليس عن السياسات والسياسيون .قبل حدوث تقرير المصير اتفقنا انه اذا انفصلنا فنحن جيران
    واذا اتوحدنا فنحن اخوان لكن ضاعت هذه الشعارات سدى وحصد ثمارها امثال استيلا .


    Ahmed Mohammed Ibrahim منذ 16 ساعة (4) (1)
    شكراً لهذا التلاقي الجميل، وأعتبر أن الأستاذ محمد نجيب قد تحسس مكامن الألم فينا
    في هذا الوطن الجريح المسمى ب إستيلا، وعرفتها منذ أول نص نشرتة في صحيفة البينان 1999 على ما أذكر،
    وهي ترسم لوحة أبنوسية مضاءة بإرث أسطوري وثقافة محتشدة بمناخ السافنا وغزارة الأمطار ورائحة طين كتابتها
    التي تستدعي ذاكرة مكان نعشقة وننتمي إلية بذات الوجدان الواحد المتماسك،
    فإذا كان للساسة حق في التصرف في جغرافية المكان، فنحن لنا سلطتنا في جغرافية الوجدان،
    وجداننا الخاص الذي يتشكل فيه الوطن ب إستيلا وهي تشجرنا بأبنوسيتها


    صلاح الدين سر الختم على منذ 16 ساعة (3) (1)
    حوار جميل (بعدكم يشعرنى باليتم والحنين) هذا هو لسان حال أهل السودان بالضفتين الشمالية والجنوبية،
    ليس هناك شعور بالانفصال فى داخل السودانيين الا على المستوى السياسي،
    لكن يبقي مع ذلك واقعا مرا يقف شاهدا على فشل النخبة السودانية في ادارة حوارها الداخلى
    وحوارها مع العالم بصورة سليمة،
    لم نستطع المحافظة على وحدة السودان ولم نستطع تعميره ولم نستطع حتى المحافظة على ما بناه المستعمر
    من بنيات تعليمية وصحية، وقفنا نبكى ونحن ننظر اليه
    وهو ينحدر الى حضيض من صنعنا وجحيم اشعلناه وما يزال مشتعلا....


    Adil Elzibeer منذ 17 ساعة (3) (1)
    مساء الخير نجيب استيلا . نقف حياري من الحاصل احسسنا دوما باننا اخوه في الانسانية
    حرمتنا ساس يسوس من الفه كانت ومازالت بيننا .
    شكرا بجيب ايها الرائع الباحث دوما عن الدرر في بلادنا برغم الاه
    شكرا استيلا علي هذا الابداع والحس الانساني الجميل


    ابن فؤاد العربي منذ 18 ساعة (4) (1)
    الوطن هو المكان الذي ترعرع فيه الإنسان وكون صداقات وذكريات جميلة.
    أنا ولدت وترعرعت في دولة غير دولة أبي ولا أشعر بأي انتماء أو شوق لدولة لأبي.
    وأطفالي ولدوا في روسيا ويحبونها ويشعرون بالانتماء والشوق لها
    ولا أقول لهم كلا أنتم عرب فهم ليسوا كذلك لا لغويا ولا عاطفيا ولا ثقافيا.
    ما يسمى الوطنية وتفرعاتها كحدود وجنسية وغيرها هي مفاهيم سيئة عنصرية
    اخترعها مخلوق واحد من ملايين المخلوقات على الأرض
    وهو الإنسان بسبب جشعه وحبه للتملك وعنصريته.
    الأرض وطني وأي إنسان أخي والسلام.


    Apoalward Mamoon منذ 18 ساعة (3) (1)
    حوار رائع استاذ محمد نجيب ويبكي القلب من هذا الفراق الذي فرض علينا كشعب واحد
    تحياتي وتقديري استاذ الحرف الجميل


    سوداني منذ 19 ساعة (7) (1)
    تدمع عيني وانا اقرأ هذا الحوار..نبدوا مثل حبيبين فرق بينهم القدر..يوماً سنعود باذن الله
                  

02-13-2014, 01:31 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: معاوية الزبير)

    وهذه الصحفية أجوك عوض الله جابو تكتب عن مأساة ملكال


    كأن مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل في دولة جنوب السودان قطعت على نفسها عهدا دائما مع الدم والدموع،
    يشهد بذلك واقع الحال في المدينة المدمرة بالكامل على أيدي رفاق الأمس فرقاء اليوم.

    ربيكا نين فوك واحدة من أهالي المدينة النازحات اللائي لم يجدن ملاذا آمنا غير جدار مستشفى ملكال التعليمي المتهالك،
    ولا يختلف الحال بالداخل عما عليه بالخارج حيث يجد الزائر أواني منزلية ومفروشات مبعثرة محاطة بجيوش من الذباب،
    وأسراً أرهقها ثالوث الجوع والخوف والمرض.

    أطفال هتك الفزع والرعب البادي على وجوههم ستر براءتهم، ونساء يتحركن من دون هدف بين جنبات السور
    بينما رهط ثالث منهن يطهون الطعام على مواقد "بلدية".

    تحت إحدى الأشجار جلست ربيكا نين فوك حاملة رضيعا بين يديها وبعد أن ردت التحية قالت للجزيرة نت
    إن وضعهم غاية في البؤس وتكالبت عليهم كل أنواع المحن،
    مشيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها ملكال للقصف والنزوح
    لكن كل ما حدث سابقاً شيء وما حدث هذه المرة شيء آخر.

    وتضيف أن روائح الجثث الملقاة تفوح في أرجاء المدينة بعد أن تحللت، ثم تواصل قائلة
    "فقدت ابني البالغ 13 عاما ولا أدري أين هو الآن.. اضطررنا للاحتماء بأسوار المستشفى
    إثر مشاهدتنا مذابح أسر بأكملها ودون استثناء داخل الأحياء".

    أما الوضع داخل مستشفى ملكال فينذر بكارثة صحية وإنسانية قريبة لا سيما وأن عدد النازحين في تزايد
    في ظل غياب أي دور للحكومة، بحسب ربيكا.

    وسط الإحباط العام الذي يخيم على مستشفى ملكال "تلوح في الأفق بوادر أمل في غد مختلف"،
    بحسب المنسقة العامة لمبادرة "شباب من أجل بلادي" الدكتورة استيللا قايتانو التي أوضحت للجزيرة نت أن
    الأيام الماضية شهدت تدشين المبادرة بمشاركة عدد من الفانين المشهورين في جنوب السودان.

    وتقول قايتانو إن فكرة المبادرة "نبعت من استشعارنا لحقيقة أن البلاد ليست بخير ولعل دوي القنابل والرصاص خير مترجم
    لذلك كان لا بد من أن يكون لنا دور إزاء ما تتعرض له دولتنا الوليدة".

    وكانت تقارير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ذكرت أن عدد النازحين في دولة جنوب السودان
    منذ اندلاع العنف في البلاد بلغ حوالي مائتي ألف شخص فرّ نحو 57 ألفا منهم للاحتماء بقواعد تابعة للأمم المتحدة
    في المناطق التي تضررت من أحداث العنف.

    وذكرت قايتانو أن المبادرة تجمع حاليا مواد غذائية وثيابا لكافة الأعمار،
    بعد أن سبق أن جمعت إعانات عينية سلمتها للصليب الأحمر بجنوب السودان لتوصيلها للمنكوبين في المناطق المأزومة،
    لكنها تشكو ضعف الإمكانيات وترى أن ذلك يعيق إيصال الإعانات، مشيرة أيضا إلى صعوبة الحركة في المناطق المنكوبة.

    يذكر أن دولة جنوب السودان الوليدة شهدت مواجهات دموية في عدد من مدنها منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي
    بين القوات الرسمية للدولة وأخرى مناوئة لها تابعة لـرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت
    الذي اتهم مشار بتدبير محاولة انقلاب عسكري ضده.

    المصدر:الجزيرة نت

    http://www.aljazeera.net/news/pages/8e39ebf4-4079-458f-9b70-a64562d20e09
                  

02-13-2014, 10:25 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: معاوية الزبير)

    قالت استيللا في حوارها مع نجيب محمد علي
    Quote: علمتموني أن بإمكاننا حمل الأوطان كحلم قابل للتحقق في أي مكان وأي زمان، والآن أنا هنا -في جنوب السودان- لن أخذلكم، أعمل بكل طاقتي من أجل غد أفضل لقومي ووطني،

    وسرعان ما تماهت مع وطنها الجديد
    Quote: وسط الإحباط العام الذي يخيم على مستشفى ملكال "تلوح في الأفق بوادر أمل في غد مختلف"،
    بحسب المنسقة العامة لمبادرة "شباب من أجل بلادي" الدكتورة استيللا قايتانو التي أوضحت للجزيرة نت أن
    الأيام الماضية شهدت تدشين المبادرة بمشاركة عدد من الفنانين المشهورين في جنوب السودان.
    وتقول قايتانو إن فكرة المبادرة "نبعت من استشعارنا لحقيقة أن البلاد ليست بخير ولعل دوي القنابل والرصاص خير مترجم
    لذلك كان لا بد من أن يكون لنا دور إزاء ما تتعرض له دولتنا الوليدة".

    (شباب من أجل بلادي) لقد نعمنا بخيرات الجنوب زمنا طويلا، فلنمد أيادينا له في محنته
                  

02-13-2014, 10:37 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: معاوية الزبير)



    وطن الكتروني - استيلا قايتانو
    بعد ان تحول الوطن من خرم ابرة لا يسع سوى اناس بعينهم الى سن ابرة يوخز كل من يقترب منه او من مشاكله وخزة الم لا تنسى في اكثر الامكنة حساسية، وما بين خرم الابرة وسنة الابرة مشاوير يقطعها الشباب يوميا، تخش خرم الابرة تنجم حبة ثم تخرج لتأخذ وخزة ثم نطة.

    وما بين الالم والنطة والضيق هرب جيل اليوم الى عوالم اخرى ليس فيها حدود جغرافية كي ترسم ولا ثروة كي تقسم مع اصطحاب ان الكثيرين منهم لديهم احساس قاطع بان ما يحدث اليوم في السودان ليس لهم يد فيه ولكن بطريقة مباشرة او غير مباشرة تقع العقوبات فوق روؤسهم ، لذا هربوا الى عالم الفيس بوك .

    حتى وقت قريب لم يكن لي اي ارتباط بعوالم الفيس بوك لاني اقول : ما دام الواحد ما قادر يلاقي الناس اخير من الشحتفة بعد ان ورطنا الوطن في ماريثون المعيشة دون تحديد الكليومترات التي يجب ان نجتازها، ولا حتى تحديد من سيكون الفائز في النهاية، اذا كانت هناك نهاية، على ما اظن الفائز هو الذي يموت من الجري من غير اي فرفرة.
    اي واحد تسألو وين ياخ مختفي ؟ يقول ليك والله جري بس ، وادخلنا في طاحونة المعيشة التي تجعجع دون طحين وعندما تجرد حسابك اخر الشهر عن ماذا فعلت تجد انك لم تخرج عن ثلاثة نتائج شفافة ونزيهة اكل كعب، نوم بتعب، شغل صعب.

    الى ان ورطتتني صديقة في هذا الامر ومن ثم عينك ما تشوف الا النور كمية من الاصدقاء والصديقات من الكلية وغيرها يطلبون الصداقة كل يوم اجد اكثر من خمسين طلب صداقة اناس اعرفهم واخرون اعرفهم نص نص واخرون احتاج الى التذكر حتى يركو لي وايييييييك .
    فقلت لصديقتي التي ورطتني : دا الكنت خايفة منو هسي الناس ديل اعمل ليهم شنو لو قبلتهم ما حاقدر اتواصل معاهم، قالت لي اتجاهلي وحدين، قلت كيف تتجاهلي زول قال داير يصاحبك؟
    ومسكت الجماعة اصحبك اصحبك وبالذات مع موضوع الانفصال دا بقيت كأني شغالة بنظرية الحشاش يملأ شبكتو، وبنهم تحصلت على اصحابي واصحاب اصحابي واصحاب اصحاب اصحابي وكل يوم كنت اقول في سري : ينصر دين الخواجات ! كأنهم كانو عارفين بحكاية الانفصال دي بالله شوف دي عليك الله ما هدية من ربنا للشباب السوداني المتورط في العقوبات التاريخية الما ليهو ذنب فيها اتخيلو انو كان مافي تلفون ومافي انترنت ومافي فيس بوك كان الوضع حيكون عامل كيف؟ نحي التكنولوجيا التي ستمسح كلمة الوداع من قاموس العلاقات الانسانية بتجاوزها للزمان والمكان والاحداث. يعني الناس البخصوك ممكن تتكلم معاهم وتتونس وتقطع وتقيل معاهم عديل وتتابع اخبارهم على رأس كله دقيقة وتشوفهم وتفرح معاهم وتحزن معاههم وكل شي تاني اكتر من كدا داير شنو عشان يكون معاك بعضمو ولحمو الا كان داير تأكلو ؟!!

    في تلاتة قعدات في المدعو فيس بوك عملت خمسين صاحب كما قالت صديقتي لانهم اصلا ناسي من زمان بس فرقتنا الايام وافاعيل القدر ومجرد ما اقعد في الكمبيوتر اكون شغالة حي يا فلان وكليك في كلمة ( كونفيرم) يعني خلاص قبلتك صاحب وكمية من الكونفيرمات دي لقيتم ايييييك شعب كامل من الاصحاب البتحبهم والبحبوك كدا ساكت لله في لله ، بيناتكم قواسم مشتركة من الاصحاب والاحباب والميول والاهتمامات اخر الامر قلت لنفسي : الله يجازيك يا استيلا بتعرفي الناس ديل كلهم .. ولسه هناك الكثير في الانتظار هذا (الكونفيرم) واكيد بتعريفيهم ، كيف لم اجري تعدادا لاصدقائي من قبل؟ اذا لم يسطتع وطن بمليون ميل مربع ان يسع كل هؤلاء ، كيف لقلبك الواجف من الفقد ؟ تستاهلين خمسين جلدة في ميدان عام انت واصدقائك بتهمة اللمة الفاضحة على اعتاب فرقة الاوطان وانتم تفتحون بيوت للصداقة في غرف القلب الاربعة بعيدا عن اعين عسس العنصرية ومتوهمي نقاء الهوية الذين يجيدون النعيق في الديار الخالية .

    هنيئا لكم وطنكم الالكتروني وانتم تثبتون لهم ان لاحدود بين الانسان وانسان كي ترسم وان الوطن الالكتروني يخفف علينا فواجع وطن من تراب وماء وشجر يذوب مثل البسكويت بحجة فشل جعل وطن بمليون ميل مربع جاذبا واطول انهار العالم لا يجد كل من يركع فوقه وجهه معكوسا فيه، ويشكك فيه او ترتاب في وجود وجهك، اما انه لا يصلح كمرآة او ان ليس لك وجه من اساسه

                  

02-13-2014, 10:54 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استيللا قايتانو.. غريبة في أرض أجدادها (Re: معاوية عبيد الصائم)




    ولدت وعاشت وأنتجت إبداعاتها بالخرطوم
    الأديبة إستيلا قايتانو ومحنة الرحيل إلى جوبا

    الكاتبة السودانية إستيلا قايتانو (الجزيرة)
    عبد العزيز بركة ساكن
    تحزم إستيلا قايتانو الأديبة السودانية سابقا الجنوب سودانية حاليا، حقائبها وتحمل أطفالها، الذين هم من أب شمالي، لتولي وجهها شطر الجنوب المستقل حديثا، تاركة زوجها وتاريخها وجزءا من ذاكرتها وأحلامها ومحرضاتها الإبداعية في الخرطوم لأجل غير مسمى.

    تمثل قايتانو المحنة الحقيقية للإنسان الجنوبي والشمالي في وقت واحد، في معاناته من أزمة الانفصال وتبعاته. ولدت بالخرطوم، ودرست كل مراحل تعليمها بالشمال، وتخرجت في كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم، وتزوجت من رجل تنحدر أصوله القبلية من شمال السودان، وهي لا تتحدث غير عربي الوسط، تكتب باللغة العربية، وتحلم بها، وتبادلت كلمات الحب الأولى بها أيضا، وعملت صحفية بجريدة "أجراس الحرية"، التي كانت تصدر من الخرطوم.

    هي لم تزر جوبا إلا بعد الانفصال، وهي لا تجيد عربي جوبا أو اللغة الإنجليزية، فقد نشأت وتكونت في الشمال، مثلها مثل أي فتاة من أي قبيلة شمالية، وبعد الانفصال كانت تنوي البقاء في الشمال أيضا، لكن السلطة السياسية لا ترى فيها ما لا تراه في غيرها، مجرد مواطنة أجنبية أو لاجئة من دولة الجنوب.

    "
    تمثل الأديبة إستيلا قايتانو المحنة الحقيقية للإنسان الجنوبي والشمالي وهما يعانيان من أزمتي الانفصال وتبعات ما بعد الانفصال
    " طردت الأديبة الشابة من وظيفتها بالصيدلية التي تعمل بها، وكانت جريدة أجراس الحرية التي تكتب بها عمودا ثابتا قد صودرت من قبل وأغلقت إلى الأبد! حددوا لها تاريخا بآخر يوم لها في وطنها، وعليها أن ترحل للدولة الجديدة، التي هي أيضا وطنها الجديد، بيد أنها لا تعرف عنه شيئا.
    قبل سنوات كثيرة تعرفت إستيلا بينما كانت هي طالبة بجامعة الخرطوم وأنا معلم بجهاز التعليم الإريتري بشرق السودان، لكنني كنت كلما زرت العاصمة التقيتها عند جامعة الخرطوم Afro-Asian مع أصدقائي الشعراء، الصادق الرضي وبابكر الوسيلة وعاطف خيري والروائية كلتوم فضل الله والشاعر الإريتري محمد مدني، وكان ذلك في تسعينيات القرن الماضي.

    كنا نتحدث عن كل القضايا ما عدا الانفصال، رغم أنني قد تنبأت به في روايتي "رماد الماء"، التي كتبتها في 1997، وهي من غرائب الصدف تصور الانفصال كما حدث الآن، كما تنبأت بحرب ضروس بين الدولتين سوف تقضي عليهما تماما، وأتمنى أن تكذب الرواية فيما تبقى من أحداث.

    محنة إستيلا أنها ستبدأ حياتها من جديد، وعليها أن تتعلم لغتين على الأقل، لغة جوبا واللغة الإنجليزية التي هي اللغة الرسمية للدولة، وعليها أيضا أن تبحث عن وظيفة تكفل لها ولأطفالها العيش الكريم، وعلى أطفالها أيضا أن يبدؤوا تعليمهم المدرسي بمنهج شرق أفريقيا، وهو المنهج المدرسي المتبع في جنوب السودان.

    على إستيلا أن تستأجر منزلا في جوبا، وهذا أصعب من أي عقبة أخرى، نسبة لارتفاع قيمة الإيجارات في عاصمة جنوب السودان وندرة البيوت، فجوبا مثل مدن الهامش الأخرى لم تجد حقها من التنمية منذ استقلال السودان، ولم تكن مهيأة لكي تصبح عاصمة لدولة سيعود إليها ما لا يقل عن ثلاثة ملايين من مواطنيها بين ليلة وضحاها، خاصة في مجال البنية التحتية، مما يجعل مستوى المعيشة مرتفعا جدا وفقيرا جدا أيضا، وتقع الطبقة الوسطى في الهوة بين الفقراء المدقعين وأباطرة المال، وإستيلا تعي ذلك تماما، ولكن كما يقول المثل "المضطر يركب الصعب".

    "
    إستيلا بارعة في السرد الواقعي، ويستطيع القارئ أن يشم رائحة المكان ويستمع إلى صرير الأزمنة وهي تمضي وتأتي وتتسكع في نصها
    "
    تعجبني كتابات إستيلا قايتانو عندما تحكي عن جدتها وبيتهم وأسرتها، ووضع النازحين على أطراف مدينة الخرطوم وساكني بيوت الكرتون، وتشدني لغتها السهلة العميقة جدا، وطريقة توظيفها للوصف وتحميله ما تود قوله، هي بارعة في السرد الواقعي، ويستطيع القارئ أن يشم رائحة المكان ويستمع إلى صرير الأزمنة وهي تمضي وتأتي وتتسكع في النص، ويحس بريح السموم التي تتسرب عبر الجدران لتلعق وجوه النازحين وهم على فراش الموت أو الميلاد.

    كتبت مجموعة قصصية واحدة موسومة بـ"زهور ذابلة"، ولكن لها الكثير من المقالات الصحفية في جريدة "أجراس الحرية" وجريدة "المصير" التي تصدر بجوبا. احتفى أهل الخرطوم بها في بادئ الأمر للأجواء الغرائبية عليهم والواقعية جدا لديها، التي تصورها في قصصها القصيرة، ثم انتبه لها السياسيون لأنها من الجنوب وتكتب باللغة العربية، وقد تصبح جسرا للتواصل وتمرير خطاباتهم، وهو الشيء الذي لا تصلح له إستيلا.

    انتبه النقاد لها كامرأة تكتب قصصا ناضجة بلغة رفيعة، ثم أخذ حب الجميع لها يتوغل في عظامها ويصيبها بعلل أقلها التوقف عن الكتابة الإبداعية، فآخر قصة كتبتها كانت "كل شيء هنا يغلي" في 2003، وقد بدأت الكتابة فعليا في أواخر التسعينيات، أي أن عمرها في الكتابة الإبداعية -منذ بدأت إلى أن توقفت- لا يتجاوز خمسة أعوام.
    _______________
    كاتب وروائي سوداني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de