..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!.........

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2014, 12:26 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!.........

    خرج من المنزل ونظر إلى الأفق الشرقي..إلي خيال المآتة الذي يقف في انكسار وسط حقول الذرة الشامي.. في انكسار وقد استباحته الغربان والطيور وسلحت على رأسه وفكت بمناقيرها مشدة الرأس وجعلت الثوب الأبيض أشبه بخارطة العالم السياسية في أطلس مناهج التربية..
    ******

    ان خيال مآتة في شكل مواطن عادي لا يجدي مع هذا النوع الخبيث من الأعداء..في هذا اليوم اعتزم أمراً جللاً..عاد إلى البيت ودخل غرفته التي يرتفع منها غطيط زوجته النائمة وضرا طها أيضا..فتح خزانة الملابس القديمة واخرج بزة الجنرال العتيدة المزينة بالأنواط والنياشين التي أسبغتها عليه الحكومة لجهوده المقدرة في قمع كافة أشكال التمرد والعصيان في طول البلاد وعرضها..ثم نضى الغبار عنها وتركها جانبا واحضر الأخشاب اللازمة لصنع خيال مآتة برتبة جنرال
    ******

    في اليوم التالي ...أصاب الغربان والطيور الفزع الشديد وهربت من كل أنحاء البلاد وفي كافة الاتجاهات تتخبط باجنحتها..والتزمت جحافل النمل بحظر التجوال...وعم السكون المطبق المكان إلا من حفيف السنابل مع الرياح..كأنها جماهير الغوغاء تهتف بحياة الجنرال الشامخ المزين بأنواط الشجاعة ووسام الخدمة الطويلة والممتازة الذي يتوسط الحقول...

    ضحك الجنرال،ظل يحدق في الأفق المعتم .. إلي الطاغية الجديد..تتلامع النجوم والنياشين على صدره مع أشعة الشمس الغاربة..عاد إلى المنزل سعيدا..بعد انجازه أول وأخر انقلاب ناجح قام به في حياته دون تدبير قوى خارجية أو أرصدة في البنوك...دلف إلي غرفته التي يرتفع منها غطيط زوجته المعتاد وضرا طها أيضا..تناول آخر قرص فياجرا أرسله له ابنه الذي هاجر إلى أمريكا منذ أمد بعيد وتناول عشاؤه الخفيف قطعة خبز مع جبن فيلادلفيا واستلقي جوار زوجته ونام ..لحظات وارتفع غطيطهما معا...وتبادلا إطلاق نار متقطع في سيمفونية الليل المرعبة..

    ******
    في الخارج خيم السكون المطبق على كل الأرض بعد الهجرة القسرية للغربان والطيور ...والتزام كافة جحافل النمل بحظر التجول..رعبا وفرقا من الجنرال الجديد المصنوع من الخشب الذي حكم البلاد
                  

02-10-2014, 04:21 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: adil amin)

    عندما يحس المسؤل الياباني انه اخطا في حق اليابان...يضع حد لحياته بالانتحار...
    عندما يحس المسؤل الاوروبي بانه اخطا في حق بلده يعتزل السياسة وياوي الى ركن رشيد لكتابة المذكرات
    وعندما يحس المسؤل السوداني انه اخطا في حق السودان يتم تكريمة...ثم اعادة تدويره ونقله من مكان الى اخر تماما كما يفعل الحاج بالقملة في الحج
    مع الاعتذار للقملة
    ماعلاقة الجيش بالسياسة في السودان؟؟ ويا حليل قوات دفاع السودان...قبل الاستقلال...
    في الدول المتحضرة يقولون المحكمة الدستورية العليا هي حامية الدستور والجيش حامي الحدود
    ونحن المستلبين الغوغائيين احفاد رماة الحدق لا صوت يعلو فوق صوت المعركة...وغوغائية الحقبة الناصرية حتى الان...
    والجيش حامي الدستور...وهلمجرا

    وهذه القصة نهاية جنرال واحد
    ومن المدفع طلع خاذوق
    خواذيق البلد ذادت
    وفي مصر يعدون انفسهم لخاذوق جديد
                  

02-10-2014, 04:23 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: adil amin)


    الواشي
    عادل الأمين*


    - يا حاج عبدالله..وينو القش بتاع الحمار؟!!
    - نسيتو يا ولية !! ما تقدي لي راسي...!!
    - تنسى كيف وتبيت الحمار القوى؟!
    - يا كلتوم الحمار يطير ..انا فتران.. أديه من مشك الجداد ده ..عشيه وخليني أنوم بكره عندي شغل كثير في سوق البهايم...
    دار هذا الحوار بين عمنا عبد الله وزوجته كلتوم في بيتهم النائي في مدينة الدامر..وقد سكنت الكائنات إلا من نقيق الضفادع البعيد بعد ليلة ممطرة...
    *****
    في ظهر اليوم التالي أسرجت كلتوم الحمار عصرا...للمشوار المعتاد..الرحلة اليومية المعتادة إلى "الجو"...والعودة الروتينية مخمورا ومحمولا على الحمار الذكي إلى البيت..يغني بصوته الجهوري الأجش...
    - قول لأهل الجور والمساخر .....ما فى أول ما ليه آخر_
    ما بدوم العز والمفاخر.......وما بدوم الظل والحصون

    ولكن دوام الحال من المحال...في عز قوانين سبتمبر 1983 والحمار الممتعض من بطنه الخاوية والمشك البغيض, قد بيت أمراً جلالاً.. مخطئ من بني البشر من يظن أن الحمير تمتاز بمؤهلات جنسية جبارة فقط ...ظل عم عبدالله يترنح في حماره في طريق العودة مغمض العينيين...وعندما فتحها...وجد نفسه في فناء مركز شرطة السوق...صعقته الدهشة وقد تحلق حوله الجنود وبينهم قاضي ملتحي..يدمخ عينيه الشريرتين بالكحل...وعرف عمنا عبدا لله الأمر قد قدر وغمغم في حزن
    - الله ...الليلة أمانة ما مات راااجل..
    ضحك الجنود في استهزاء
    - الليلة الجابك بي جاي شنو يا عم عبدالله؟؟!!
    - انا بجيكم يا خولات؟!!...جابني المعفن ده...ناكر العشرة .."الغواصة"...
    التفت الحمار اليه ساخطا
    - الناكر منو...والمشك ...المشك الهاري بطني يا عم عبدالله..تقعدني بلا عشا..
    - يعشعش دينك يا (.........) ..حرررم الليلة ننجلد سوا...يا جماعة الحمار ده ماكل مشك امس ..
    - وما الو...ننجلد سوا...لكن البمرقك بكره من مسخرة ود الجعلي وعوض الله ود نفيسة... منو وتعمل كييييييييييف مع كلتوم..وجارتكم السليطة بت تامزين... وخجيجة ام كحل الجمجارة دييك.... وعيييييييك ...آآآآهاهاها....هاها..ههه....
    ****
    في اليوم التالي تجمهر سكان المدينة...ليرو إحكام الشريعة تطبق في العهد الميمون..تم جلد عم عبد الله وهو يسب ويسخط ويتوعد الحمار المسكين بالويل والثبور وعظائم الامور...وعندما جاء دور جلد الحمار..بتهمة انه أضحى "أداة سكر "تحمل صاحبها إلى أماكن الرزيلة بعيدا عن مقاصد الشرع.. كما انه له سوابق من زمن ثورة مايو الاشتراكية..ضاجع حمارة ود الجعلي في قلب السوق أمام الجزارة بايعاذ من صاحبه المأفون..حاج عبد الله وأسلوبه المتفرد في تصفية الحسابات...
    أكثر شيء جعل عم عبد الله يتميز غيظا...أن الحمار السعيد بالجلد كان يردد أغنيته المفضلة لبادي محمد الطيب في تلذذ مقيت:
    - الثبات معروف لي معاصر ......لو بقيت في داخل معاصر -
    و الإله غير شك لي ناصر........رغم انف الواشي الخؤن
    *****
    قول لشاهد الزور فيما ثائر.......هدى روعك قبل الخسائر
    يا ما قبلك عميت بصائر........من لساني ...وقولي الهتون
    *****
    قول لأهل الجور والمساخر .....ما فى أول ما ليه آخر
    ما بدوم العز والمفاخر.......وما بدوم الظل والحصون
    *****
    عن لسان الحق مانى نافر....وما جحدت الخير مانى كافر
    ما ضمرت السوء مانى حافر......للصديق هاويات السجون
    *****
    قال الراوي ود الجعلي: بعد ما اخدو جلدتم الكاربة...اتفارقو فراق الطريفي لي جملو....
    خجيجة ام كحل الجمجارة نشرت القصة ملت بيها الدامر ووصلت لحدي عطبرة وبربر وابوحمد وفي رواية أخرى كريمة ودنقلا وحلفا وزادت ليها توم وشمار ..وعمك عبدالله ضاقت بيه الدنيا بما رحبت ..هاجر للسعودية وجاور... وقعد في المدينة المنورة.... ...
    اما الحمار العجيب مشى مصر ومن هناك طلب لجوء لامريكا بسبب عدم احترام دولة نميري الاسلامية للحريات الشخصية التي كفلها دستور 1973 بعد اللوثة ..وبعد أن تنصّر انضم إلى للحزب الجمهوري، بسبب الشعار و شارك في حملة جورج بوش الابن الانتخابية الثانية وجاء مع بلاك ووتر العراق....للتنكيل بالعرب والمسلمين...

    ****


    كاتب من السودان
    هوامش"المشك" :بقية الذرة التي صنعت منها المريسة او الخمور المحلية في السودان


    (عدل بواسطة adil amin on 02-10-2014, 04:27 AM)

                  

02-10-2014, 02:31 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: adil amin)

    أم كواكية*
    أم كواكية*
    09-30-2013 07:41 AM



    ادب الثورة(1)

    استيقظ في الصباح مذعورا..خطف مسدسه من جواره وأطلق النار على سارية العلم عبر النافذة حيث كان يجب ان يكون هناك غراب ينعق في الفضاء ويسلح على علم البلاد..لم يكن هناك غراب يسقط مضرجا في دمائه ويقوم الحراس بدفنه في المقبرة الجماعية في فناء المنزل تحت أشجار الليمون والبرتقال
    لم تنهض زوجته مذعورة توبخه على هذا الفعل المشين والمكرور...إذ أنها لم تكن موجودة الى جواره هذا الصباح"ما هذا الصمت المخيف؟؟!!"..فرك عينيه وأصاخ السمع..عله يسمع صفارة قطار بعيدة من قلب المدينة او أزيز طائرة من مطارها او الضجيج المعهود في الشارع..."هل هذه كوابيسه المستمرة والتي جعلته يجوب بلاد العالم لطببتها...أم أنها الحقيقة؟؟!!"
    لم تأتي سيارة الرآسة التي تقله الى القصر الرآسي ، رفع سماعة التلفون ووجد المجيب الآلي في الانتظار"ناسف..أما هذا الرقم خارج نطاق التغطية أو الهاتف مغلق"...تناول الريموت وأراد إدارة التلفاز..ظهرت الشاشة البلورية عارية من كل بث ..فقط التشويش الذي ينبعث من مثل هذه الأجهزة الالكترونية...أدار مؤشر الراديو..تكرر نفس الأمر ..انطلق صفير ولم يجود له المذياع بمحطة إخبارية واحدة"رباه ..ما هذا الذي يحدث في العالم؟!!"
    هب مذعورا واخذ يركض في ردهات القصر وشرفاته الخاوية والأشجار في الفناء تحملق فيه في ذهول وقد خلت من زقزقات عصافيرها"خطب ما الم بالمدينة وأغرقها في هذا الصمت المريب؟؟"...
    ارتدى ملابسه على عجل وقرر أن يقود سيارته بنفسه...خرج الى الطرقات المقفرة والمتشحة بالغبار...شاهد أوراق ومنشورات تغطي الشوارع...تحملها الرياح وتصفع بها زجاج سيارته...مر أمام الشارع المعهود...حيث كانت تقبع مريم بائعة الشاي...وتداعي الى ذهنه المجهد ذكريات من نوع خاص....

    كان عندما يمر بموكبه وضجيجه المعهود أمام الشجرة التي تجلس تحتها عن كثب من قصر الرآسة...لا يطيق النظر إليها...ونظراتها الممتلئة بالوعيد والاحتقار تشوي جسده وتخذه كالإبر...ويحس بالأزيز يجتاح كيانه بقوة ألف ديسبيل ..كأنما سحقته طائرة بوينج 747...

    عجز رجال الأمن عن إزاحتها شبراً واحداً من مكانها ولم ينبت احد منهم بكلمة عن ما يحدث له كلما شرع في مضايقتها..حتى إنهم مرة احضروا مشعوذ المدينة الشهير الذي تلجأ له الحكومة في ملماتها...لهزيمة سحرها الأسود...كانت حادثة...اقشعر لها بدن الجميع وأصيبوا بالغثيان والخوف معا..جعلتهم يقبلوها كأمر واقع...سقط الرجل مغشيا عليه لمجرد أن حدجته بنظرة من تلك النظرات المخيفة وتمتمت بتعاويذها الغامضة التي علمها له الرجل في صغرها.. ثم نهض يتقصع ويسير ويتحدث في ميوعة فقد استوطنت جسده فجأة امرأة...ليت الأمر انتهى إلى هذا الحد...أضحى المسكين...تحت رغبة لا تقاوم يتسكع عند المدارس يبحث عن عنفوان المراهقين...يصطاد احدهم ويأخذه معه إلي بيته البعيد في أطراف المدينة...ويتم الأمر الذي قد قدر من اجل حفنة نقود..

    بائعة الشاي مريم من قبيلة المساليت في أقصى غرب البلاد..التي تحيط بها الأساطير...لم تأتي إلى المدينة بطوعها...وحبا في مباهجها...أحرقت طائرات الانتينوف الروسية قريتها في دارفور...داست سنابك خيل الجنجويد على أجساد أهلها الطاهرة...قتل أبيها الشجاع وأصيب زوجها بطلق الناري جعله مقعدا ويعاني من مرض الدرن الباهظ التكاليف..وابنها الوحيد يقبع جوارها...وتقيم في هوامش المدينة الغربية...
    عندما كانت مريم طفلة ترعى الماعز في فيافي دارفور الموحشة...ظهر لها رجل فجأة..امسك بها بقوة وطرحها أرضاً وأجرى لها عملية جراحية غريبة..دفن شيء ما في لحمها الطري أعلى الفخذ..كان يردد على مسامعها الغضة"لا تبكي يا الزينة بنت الزينين...ستتالمي الآن ولكنه سيحميك من أم كواكية ومن ناس الخرطوم بقية حياتك كلها"...ومن يومها وهي تحمل سرها معها..كانت تخيف الرجال... خاصة هؤلاء الأوغاد الذين يتعهرون معها دون حياء ولا يتكلمون بصورة لائقة معها كامرأة ملتزمة تبيع الشاي... لها زوج وطفل...
    أضحت الحادثة المشينة للمشعوذ...القشة التي قصمت ظهر البعير..وانتشرت وغدت مكان تندر المواطنين.....وفرضت وجودها المخيف تحت شجرة اللبخ جوار قصر الرآسة ،

    نظر إلى موقعها تحت الشجرة بعين متوجسة...لمح كل أدواتها قابعة في مكانها والمقاعد الصغيرة متناثر تعبث بها الريح...ولا احد..."تبا..حتى هذه المرأة المخيفة..رحلت !!..ما دهى هذه المدينة؟؟!!..ظل يتجول بالسيارة في الطرقات المقفرة...كان الزمن يمضي...والسيارة تائهة في الطرقات...المدينة التي سكنها الضجر منذ أمد بعيد...الأوراق المريبة تعبث بها الرياح في كل حدب وصوب... والأتربة أيضا..

    شارفت شمس ذلك اليوم على الغروب..عاد بسيارته منكسرا وعندما مر جوار ملعب المدينة الفخم...شعر بالأسى..."اليوم المباراة النهائية على كأس أعياد الثورة الظافرة...كان الملعب قابع في الظلام..كأنه جبل مرة..وتبرز أبراجه الكهربائية من أركانه الأربعة...مثل كائنات جيمس كاميرون الأسطورية...ترجل من السيارة ونظر إلى هذا الصرح العظيم الذي كان يملا المدينة ضجيجا وحيوية وقد خيمت عليه سكينة اللحد العميق..تملكه الأسى والرعب تماما..."هل يعقل أن احدهم أخلى المدنية بأكملها دون علمه؟؟أين الأجهزة الأمنية والعسس؟؟!!..أين زوجته الوفية؟؟..أين مريم بائعة الشاي؟؟..إلى أين مضى هؤلاء؟؟...
    التفت حوله نحو الأوراق التي تغطي المكان وتصفعه من كل جانب..تناول أحداها التصقت بوجهه ودسها في جيبه وطفق عائدا بالسيارة إلي قصره المنيف والغارق في الصمت المؤسف.....دلف يجرجر أقدامه كأنه يسحب قاطرة خلفه....دخل غرفته وأضاء الشموع..حيث لم يعد هناك كهرباء أو حياة تدب في جسد المدينة...اخرج الورقة من جيبه وأدناها من عينيه وقرا...كلمة واحدة بخط عريض احمر.. أنيقة وحاسمة"قرفنا"....
    هب كالملسوع واخذ يردد في هذيان مرير وينتف شعره" فعلوها...الأوغاد الملاعين"...

    ....

    هوامش: أم كواكية:الفوضى الخلاقة بلغة أهلنا في دارفور
    قرفنا :مجموعة من الشباب ناشطة سياسيا
    من مجموعة شفرة ابن عربي صدرت من مركز عبادي للدراسات والنشر2010 –صنعاء-الجمهورية اليمنية

                  

02-11-2014, 11:18 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: adil amin)

    ياقوت العرش

    دنيا لا يملكها من يملكها
    أغنى أهليها سادتها الفقراء
    الخاسر من لم يأخذ منها
    ما تعطيه على استيحاء
    والغافل من ظنّ الأشياء
    هي الأشياء!
    تاج السلطان الغاشم تفاحه
    تتأرجح أعلى سارية الساحة
    تاج الصوفي يضيء
    على سجادة قش
    صدقني يا ياقوت العرش
    أن الموتى ليسوا هم
    هاتيك الموتى
    والراحة ليست
    هاتيك الراحة
    * * *
    عن أي بحار العالم تسألني يا محبوبي
    عن حوت
    قدماه من صخر
    عيناه من ياقوت
    عن سُحُبٍ من نيران
    وجزائر من مرجان
    عن ميت يحمل جثته
    ويهرول حيث يموت
    لا تعجب يا ياقوت
    الأعظم من قدر الإنسان هو الإنسان
    القاضي يغزل شاربه المغنية الحانة
    وحكيم القرية مشنوق
    والقردة تلهو في السوق
    يا محبوبي ..
    ذهب المُضْطَّر نحاس
    قاضيكم مشدود في مقعده المسروق
    يقضي ما بين الناس
    ويجرّ عباءته كبراً في ال########ه
    * * *
    لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا
    لن تعرفنا
    ما لم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا
    أدنى ما فينا قد يعلونا
    يا قوت
    فكن الأدنى
    تكن الأعلى فينا
    * * *
    وتجف مياه البحر
    وتقطع هجرتها أسراب الطير
    والغربال المثقوب على كتفيك
    وحزنك في عينيك
    جبال
    ومقادير
    وأجيال
    يا محبوبي
    لا تبكيني
    يكفيك ويكفيني
    فالحزن الأكبر ليس يقال
                  

02-12-2014, 06:09 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: adil amin)

    ونهديها للراعي الواعي

    الروح لا تروح
    عادل الأمين

    عندما جاءني هذا الخبر الجلل عبر التلغراف بان أخي الأكبر حسن ارتكب جريمة قتل في انداية بت بعشوم في بلدتنا النائية في أقصى الشمال ، نزل علي كالصاعقة،أخي حسن الذي تكفل برعايتنا بعد وفاة الوالد منذ أمد بعيد،أخي الذي دفعني لدراسة القانون في جامعة الخرطوم وتعهدني برعياته حتى أضحيت قاضي محكمة عليا،يرتكب جريمة قتل ، بهذه البساطة ودون دوافع حقيقية،يذبح رجل في الانداية من الوريد إلى الوريد بعد أن يسدد له خمس طعنات نافذة في القلب ،جريمة قتل من الدرجة الأولى ،لن ينجوا من الإعدام..دارت هذه الأفكار السوداء في عقلي المجهد وانا اقلب أوراق القضية أمامي في طريقي لزيارته في سجن المدينة..
    كان ينتظرني بهدؤه الحزين ونظرة الشعور بالذنب التي لم تفارق عينيه منذ أن كنا صغار في البلدة..نهض وسلم علي بالأحضان وجلست قبالته وحدقت في عينيه مليا وانبريت
    - حسن..أنا أخوك ولست قاضي محكمة عليا ،أصدقني القول ودعك من الإفادات المشوشة وغير المنطقية التي أدليت بها في كل مراحل التحقيق بأنك قتلت رجل لا تعرفه لأنه سبك وأهانك على الملا وبسكينك التي تحملها منذ عقود ولم نراك تذبح بها حتى خروف العيد...أنت لم تقتل الرجل..وقلبي أيضا يخبرني بذلك وأنا الأثير عندك دون سائر الأخوان والأخوات وأنت الذي دفعتني لدراسة القانون..أنت لا ترتكب جريمة بهذا الغباء والتهور... أليس كذلك ؟!
    حدق في حسن مليا وتنهد وردد كلمات غريبة بصوت هامس يقطر ندما "الروح ما بتروح يا احمد" وأردف
    - أنا لم اقتل الرجل..ولا اعرفه حتى..كنت اجلس في الركن اشرب نصيبي من المريسة وسكيني معلقة في مسمار جواري..وهم يتنازعون ..وهؤلاء أصلاً يعملون في سوق البهائم ويأتون لتصفية حساباتهم في الانداية، كان صياحهم المزعج مع امتلاء مثانتي بالبول السبب الأساسي الذي دفعني للخروج إلى الخور لأتبول وكما ترى..أن الخور يبعد مائة متر والتبول يستغرق وقتا بعد احتساء صفيحة مريسة ..سمعت الجلبة والصياح يزداد وشاهدتهم يتراكضون هاربين..قفلت راجعاً ووجدت سكيني الملوثة بالدم ملقاة عن الباب حملتها ودخلت ، لأجد رجل يتخبط في دمائه وخرجت صاحبة الانداية تولول..ورأت السكين في يدي والرجل عند قدمي يحتضر وأدلت بشهادتها على ضوء ما رأت ..هذا هو كل ما في الأمر.لم اقتله يا أخي وأنا اشهد لك أنت فقط..
    بدت لي فعلا أنها القصة الحقيقية وهذا أخي وإنا اعرفه جيدا لا يكذب ابداُ ولكن لماذا اعترف بقتله الرجل في كل محاضر التحقيق؟! ،ولماذا يعترف أخي بقتل رجل لا يعرفه؟!..تملكني غضب شديد
    - لماذا إذاً تريد تحمل جريمة قتل لم تقترفها..لماذا تريد أن تموت هكذا؟؟
    - الروح ما بتروح يا اخي
    قال ذلك وتهدج صوته،انبريت له
    - لماذا تردد هذا المثل بين الفينة والفينة ..ما علاقة هذا بالأمر الذي نحن بصدده الآن
    - نعم أنا لم اقتل الرجل والله على ما أقول شهيد ولكن هل تذكر يا أخي قبل عشرين عاما تلك العروس التي جاءت مع زوجها الغريب تقيم في بلدتنا واختفت وقيل خطفها التمساح وفقد زوجها عقله وجلس يناجيها جوار الشاطي سنين طوال؟!!
    - المرحومة محاسن وزوجها الطاهر !!
    أربكني الأمر لوهلة وحدقت في أخي مليا ولم يسعفني طويلا وألقى باعتراف زلزل كياني
    - أنا قتلتها بنفس هذه السكين اللعينة يا أخي ونهبت حليها وذهبها ودفنتها جوار الطاحونة القديمة..ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش جحيم حقيقي..دفعني لمعاقرة الخمر..كل ما غمض عيني أراها تمسك بخناقي وتزعق في وجهي "لماذا قتلتني؟"و..
    صعقتني الدهشة وأطلقت سيال من التداعيات والشجون وبدأت الحقيقة تتجلى أمامي
    - و..ماذا .؟؟.هل اغتصبتها أيضا ؟!!
    قفز كالملسوع وكاد يصفعني وانبرى لي غاضبا
    - معاذ الله..لست بهذه الوضاعة..فقط كان ينقصني المال لشراء التراكتور من البنك الزراعي لفلاحة أرضنا وكما ترى أن موسم زراعة البصل آن ذاك هو الذي جعلني من الأثرياء، كنت صغيرا وفي ذلك العمر لا يقدر الإنسان فداحة ارتكاب الجريمة والأمور التي تقف أمام أحلامه المشروعة..
    أشعرني بالذنب لتسرعي فأردفت مهدئا خواطره..
    - آسف جدا يا أخي الحبيب..أنت أسمى من ذلك بكثير..نحن لا نعرف الزنا والاغتصاب هذا النوع من الجرائم المشينة..
    بعد كل هذه السنين الطويلة التي تصل إلى عقدين ،حرر اعتراف أخي حسن كل المواجع واستطاع أن يجد ا جابات لأشياء كثيرة استعصت على فهمي تماما آن ذاك...
    " ظل أخي يلي عناية خاصة بزوج المغدروة محاسن الرجل الغريب الطاهر الذي فقد عقله واتخذ ظلال الأشجار مسكنا وظل ينوح عليها عند الشاطئ..كان يجبرنا أخي نحن أخوانه وأبناءه بان نمسك الطاهر بالقوة ونأتي به إلى المنزل بأسماله البالية..كان أخي يقوم بحلاقة شعره وتحميمه وإلباسه ملابس نظيفة بنفسه..لازلت اذكر أن الرجل المختل والمفطور القلب يسب أخي بأقذع الألفاظ عندما يدخل الصابون الحارق في عينيه "أنت داير عندي شنو يا ل.وطي ؟!!..أنت أمي !!أنت أبوي!! تحميني ليه ؟!!.. ما عايز استحمى ..فكني انعل دينك !!"ويركله بقسوة ،وأخي يحتمل ذلك في صبر جميل ..واذكر أن ابن أخي مرة استاء من الطاهر عندما كنا نمسك به ونقيده لإحضاره إلى البيت..بعد أن ركله في مكان حساس، فلطمه في انفه وأسال دمه..غضب حسن وحمل سوطه وسكب جام غضبه علينا وعلى ابنه المسكين..وبعد قمنا بتقيد الطاهر في العمود،طفق حسن يمسح الدماء عن انفه في حنو بالغ..والرجل ويرغي ويزبد.."
    حدقت في وجه أخي الجليل الذي كساه الارتياح النبيل بعد أن أدلى باعتراف خطير انزل عن كاهله إصر انقض ظهر ه سنينا عددا، وفات علينا إدراكه ورعاية أخي المستمرة والغربية للطاهر دون سائر أثرياء البلدة أمام ناظرنا . ويثير حفيظتنا ،كنا تحت السخرة الحميدة ، مجبرين أن نحمل للطاهر الطعام عند الشاطئ،عند مرسى البواخر النيلية..ونتركه يأكل الطعام حتى أخر قطعة خبز ويقذفنا بالأواني الفارغة ،ثم يعود لنواحه المؤلم ،يناجي زوجته الراحلة محاسن التي خطفها التمساح وهي تتجول ليلا عند الشاطئ .. ولم يعثر لها على اثر ."
    - إذا أنت كنت تعتني بالطاهر لهذا السبب..
    - نعم فطرت قلبه المسكين..ليته يسامحني الآن..وأتمنى ان يطهرني الموت الآن وأقابل ربي بقلب سليم..
    نظرت إلى وجه أخي الطيب وتداعت شجون من نوع خاص
    " في يوم جاءت الباخرة كربكان من دنقلا تقل الحجيج في طريقها إلى كريمة ثم عطبرة إلى بورتسودان بالقطار في طريقهم إلى الأراضي المقدسة ، كان الطاهر يجلس ساهما في ظل شجرة اللبخة الظليلة يحدق في الأفق البعيد..نزل احد الحجاج الدراويش من أبناء جبال النوبة الذين يقيمون معنا في الشمال بملابسه الخضراء والمسبحة التي تتلوى حول عنقه وتقدم نحو الرجل المجنون دون وجل وجلس قبالته ووضع يده على رأسه واخذ يتمتم كلمات غريبة بلغة أهل الجبال ونحن نرقب عن كثب أن ينفجر الطاهر كالديناميت ويشمت بالرجل الغريب ولدهشتنا حدث العكس تماما..احتضن الطاهر الرجل وبكى بحرقة ونهض ممسكا بيد الرجل وعاد معه إلى الباخرة المؤذنة بالرحيل..تملكنا الرعب الشديد،كيف نواجه أخي برحيل الطاهر مع حجيج الباخرة..وعدنا إلى البيت نتخافت..نقدم رجل ونؤخر الأخرى ولكن ابن أخي الذي عانى الأمرين من الطاهر ،انبرى في تشفي قائلا..
    - أبي.لقد رحل الطاهر إلى الأراضي المقدسة..أخذه احد حجاج دنقلا معه..
    ولدهشتنا..انبسطت أساريره وأضاءت وجهه ابتسامة نادرة..
    - حسنا فعل.. ..الدنيا مقام غريب يا أولادي أكرموا الغرباء، لقد.جاء الطاهر غريبا ومضى غريبا كسرا حزينا مفطور الفؤاد ، نرجوا أن يغفر لنا ما فعلناه به ويدعو لنا عند بيت الله الحرام...
    انتهى وقت الزيارة ،نهضت مودعا أخي بحرارة.. وخرجت اجر أقدامي إلى الخارج ،تحت ثقل الصدمة والأفكار التي اجتاحت كياني...والشعور البغيض الذي لم يجترحني طيلة عملي في وزارة العدل السودانية.. وأنا اصدر إحكامي الرادعة وفقا للقرائن والأدلة وإفادة الشهود ، دون الانتباه للعدالة العليا المهيمنة على كل ذرة في الكون بالقسط والقسطاس... والقضاء والقدر...
    ******
    جئت مع لفيف من أهلي المكلومين إلى محطة السكة الحديد لوداع أخي حسن الأخير ، الذي سيرحل بالقطار إلى السجن المركزي في الخرطوم لتنفيذ الحكم..كان يرفل في قيوده ويبدو ساكن النفس..ظلت الزغاريد والأهازيج المشجعة تعكر صفو المكان، اخذ يحدق إلي بعينيه النافذتين وغير آبه بأسرته وبقية أفراد العائلة..الذين غمرت أعينهم الدموع ، وهو يحدق في وجهي والقطار يتحرك مبتعدا يتلوى، اختفت كل مشاعر الذنب التي كانت تكسو وجهه النبيل ..وحل مكانها صفاء وسكينة ،لا تطل إلا من وجه إنسان..غير مجبول على ارتكاب جرائم مشينة أو تعايش معها ،كجريمة القتل العمد والقتل غير المبرر..نفس ذكية أرادت أن يطهرها الموت من دنس الحياة ومباهجها الزائفة وينقيها كالثوب الأبيض الذي يرتدي جل أهلنا في الشمال...عند جبل البركل العظيم، والحكمة المتجلية التي حفظتها الصخور وحملتها الصدور عبر العصور،وحضارة كوش العظيمة"
    إنني لا أكذب
    ولا اعتدي على ملكية غيري
    ولا ارتكب الخطيئة
    وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء
    إنني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل
    ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي
    ولا أدفع بخادم استجار ني إلى صاحبه
    ولا أعاشر امرأة متزوجة
    ولا انطق بحكم دون سند
    ولا انصب الشراك للطيور المقدسة
    أو اقتل حيوانا" مقدسا"
    خليوت بعانخي-معبد البركل"
    كاتب من السودان مقيم في اليمن

    (عدل بواسطة adil amin on 02-12-2014, 06:14 PM)
    (عدل بواسطة adil amin on 02-12-2014, 06:18 PM)

                  

02-13-2014, 08:14 AM

Mohamed Redman
<aMohamed Redman
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 45

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: adil amin)

    السلام عليكم

    Quote:
    ضاجع حمارة ود الجعلي في قلب السوق أمام الجزارة بايعاذ من صاحبه المأفون..حاج عبد الله وأسلوبه المتفرد في تصفية الحسابات...


    اهم حاجة انك توصف لينا احساس ود الجعلي بعد ان تمت مضاجعة حمارته في قلب السوق
    ههههههههههه
                  

02-13-2014, 09:03 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: Mohamed Redman)

    Quote: اهم حاجة انك توصف لينا احساس ود الجعلي بعد ان تمت مضاجعة حمارته في قلب السوق
    ههههههههههه

    ده عمل سياسي يا محمد ردمان
    ود جعلي
    هو الحرش خجيجة ام كحل واداها تذاكر القطر لي كريمة عشان تنشر قصة الجلدة الكاربة والشماتة الطفشت حاج عبدالله ومرقتو من البلد
    والخيل الحرة تظهر في اللفة
                  

02-18-2014, 02:54 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: adil amin)

    النازحين يصعدون الى السماء
    06-13-2013 12:16 PM

    فتح النافذة وأطل منها كعادته كل صباح ونظر إلى معسكر النازحين الذي يقع في الجوار … هذا المعسكر يضم كل متضررين الحرب في جنوب السودان .. كان المعسكر المشيد بالخرق ، أشبه بالبثور تقبح وجه الحي الراقي الذي تقيم فيه شقيقته مع زوجها الثرى ، خط السكة الحديد وطريق اسفلت يفصلان بين الجنة والنار ،شرد بعينيه بعيداً حيث كانت نقطتان تتحركان لرجل يحمل خرقة بين يديه تحوي جسد صغير وامرأة تسير مترنحه " اللعنة .. هذه الجثة الرابعة والعشرون ، منذ أن هاجم رجال الأمن المركزي المعسكر بحثاً عن قتلة عثمان صهر الشيخ عبد الباسط تاجر العملة الكبير وذو النفوذ الجبار ".
    * * *
    أن لمقتل عثمان قصة غريبة يكتنفها الغموض، في يوم عاصف ، قبيل الغروب سمع أهل الحي دوي طلق ناري حملته الرياح التي كانت تعبث بالتراب في الضاحية النائية .. في صباح اليوم التالي عثرت الشرطة على جثة ملقاه جوار المعسكر وبجانبها حقيبة مليئة بالعملات الأجنبية ، كان قادماً من السعودية .. إنتشرت الاشاعات أن ذاك ، إن الذين قلتوه هم قطاع الطرق ، قامت الشرطة بمهاجمة المعسكر بحتاً على القتلة وإقتادت نفر غير قليل من المعسكر إلى المحفر .. أخبرته ميرى وهي إمرأة من النازحين ، تحضر إلى المنزل تغسل الملابس .. أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وقد أدى ذلك إلى موت العديد من الأطفال .
    ظلت هذه التداعيات تدور في خاطره وعيناه تتابع الرجل والمرأة في طريقهم إلى المقابر … كانت المرأة تولول والرجل يحمل الطفل المسجي كالخرقة ، تنهد طارق وردد في نفسه في آسى " هؤلاء المساكين الموت وحده هو الذي يساويهم مع سكان الضاحية … كانوا يدفنون موتاهم في مقابرها " .
    * * *
    ظل يتابع الجنازة بعينين دامعتين ، كانت جنازة مهيبة ، موكب مكون من شخصين فقط أب وأم وطفل فارق الحياة في لحظة من لحظات الزمن الأسن … ارتدى ملابسه على عجل ونزل الدرج وانطلق صوب الموكب الحزين الذي كان قد شارف على المقابر .. قام بمساعدة الأسرة الصغيرة في دفن فقيدها ، لم يكن ذلك يثير الدهشة … لأن كل سكان المعسكر يعرفون طارق عثمان المحامي الثائر الذي كان يتصدى دائماً لحملات الشرطة الجائرة ويدافع عنهم في المحاكم بدون أجر … كما أن شقيقته وزوجها الفاضل لهم أيدي سابغة على أطفال المعسكر.
    سار مع الأسرة بعد انتهاء مراسم الدفن ودخل إلى المعسكر وطفق يتجول بين أكواخ النازحين والنساء والتواكل ، أخذ يتحرى منهم عن من قتل المذكور عثمان ؟! أنكر كل من له قدرة على القتل ارتباطه بأي جريمة من هذا النوع .. كان يعرف أنهم يصدقونه القول … كان شد ما يخيره " أن القاتل لم يأخذ معه النقود إذا … ماذا كانت دوافعه "؟!
    * * *
    جلس طارق وصديقه الرائد محجوب في الكافتيريا على مقعدين يطلان على النيل تبدو عليهم الحيرة الشديدة .. يتداولان أمره هذه الجريمة الغامضة … ونهضا واتفقا أخيراً أن يسعى كل منهما إلى مزيد من الجهد ومضت الأيام كاد اليأس يتسرب في نفس طارق ، حتى حدثت مفاجئة أخبرته ميرى المذعورة التي تغسل الملابس في بيوت الأثرياء بالقصة العجيبة أن رجل التقطها من الطريق وأخذها إلى البيت هناك حذرها الرجل بأن لا تدخل إلى داخل المنزل فقط تجلس في الفناء تغسل الملابس، بعد خروج الرجل سمعت نشيج مكتوم ونواح ينبعث من داخل المنزل … نهضت وهرعت إلى داخل ضاربة بكلام الرجل عرض الحائط .. سمعت طرق عنيف على باب إحدى الغرف … فتحت الباب امرأة نصف مجنونة تصيح وتولول بأن زوجها أطلق على صهره النار وقتله ! . قتل عبد الباسط شقيقها القادم من السعودية أثناء لعبهم للقمار وقد لعبت الخمر برأسيهما … حبسها الرجل حتى لا تبلغ الشرطة" .
    * * *
    جلسا في مكانهما المعهود في الكفتيريا أخبر طارق صديقة محجوب بالقصة وامسكا بطرف الخيط وتلي ذلك أن توفرت معلومة أخرى … أخبر شرطي الدورية الذي يجلس عند الطريق ، أنه في ذلك اليوم الأغبر كان يقف على جانب الطريق ،رأي سيارة مرسيدس زرقاء تنطلق بسرعة لا تلائم ذلك الجو العاصف كان يبدو على سائقها المخمور الرعب الشديد وبحدثه الأمني سجل رقمها … وبذلك اكتملت خيوط القصة إذا قتل الرجل الثري صهره كعادة المترفين عندما يختلفون ودفع ثمن ذلك أهالي المعسكر التعساء .
    * * *
    بدأت المرحلة الصعبة والمؤلمة فقد فشلت تماماً جهود طارق وصديقه محجوب في إدانة الرجل.. أستغل عبد الباسط نفوذه الجبار في الدولة حتى لا يلتف حبل المشنقة حول عنقه … نقلت زوجته إلى المصحة بعد أختل عقلها تماماً وأضحت لا تصلح كشاهدة إثبات ،مات شرطي الدورية في ظروف غامضة ، تناول طعام مسموم أعطاه له أحد سائقي السيارات الذين يمرون بالمكان .. أقيل محجوب وفصل من سلك الشرطة … تعرض طارق لضرب مبرح من رجال مجهولين في ليلة ممطرة وأصيب بكسر مضاعف، جعله يمشي على عكازتين .
    * * *
    أوقف الصديقان سيارتهم عن كتب ينظران إلى سكان المعسكر يجوسون كالديدان بين الخرق والخيام المتناثرة ، التفت إلى صديقه الساهم .
    - أنا خسرت ساقي ، وأنت فقدت وظيفتك ، ولا زال المعسكر يعاني من الشرطة والغاز المسيل للدموع .
    - نعم إنه كذلك .. كنا أشبه بمن يريد أن يوقف قطار مندفع بالوقوف أمامه ..
    التمعت فكرة في ذهن طارق فالتفت وحدق في عيني صديقه الدامعتين في إصرار .
    - وجدت الحل لسكان المعسكر المساكين!!.
    نظر إلى القمر البازغ في كبد السماء والذي كان يجلو بأشعته الفضية المكان، حدق محجوب في دهشة إلى صديقه الذي هب واقفاً على عكازتيه .
    - هيا معي !!
    - ماذا تريد أن تفعل ؟؟!!.
    ردد طارق في نبره تشفى .
    - سأصعد بهم إلى السماء !! إلى مدينة الله التي لا يظلم فيها أحد !!…..
    * * *
    كان التقرير الذي أرسله قائد الطائرة البوينج الأمريكية التي كانت تمر عبر أفريقيا في ذلك المساء غريب حقاً.. أزعج الإدارة الأمريكية وفسر ظاهره اختفاء سكان المعسكر الذي كانت تعوي فيه الرياح " أكد الطيار أنه أثناء مروره ليلاً بالطائرة فوق السودان شاهد أقوام ترحل صوب السماء ، يتقدمهم محامي أعرج وضابط شرطة في مقتبل العمر ،يستشعران المرارة وتبدو عليهما الكآبة الشديدة" .
    شمبات الاراضي 1989م
                  

02-18-2014, 05:35 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: adil amin)


    خليت بضاعة خان الخليلى وبقيت كاتب قصة قصيرة !! .. أنت أشبه بالهنود السيخ، يوم علمانى ويوم مسلم صوفى ويقوم طاشى شبكة ساكت ..



    بريمة
                  

03-12-2014, 11:24 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ..............خيال مآتة برتبة جنرال !!!......... (Re: بريمة محمد)

    Quote: خليت بضاعة خان الخليلى وبقيت كاتب قصة قصيرة !! .. أنت أشبه بالهنود السيخ، يوم علمانى ويوم مسلم صوفى ويقوم طاشى شبكة ساكت ..



    بريمة



    يا بريمة درب العيشة ما فيه نبيشة
    والسودانيين في المنافي التي يضجر من نفسه فيها الضجر
    ام حامل مسك او نافخ كير
    حوار مع الكاتب السوداني عادل الأمين
    من إعداد عبد القادر كعبان من الجزائر

    عادل الأمين كاتب من السودان مقيم في اليمن، يجسد ذاته من خلال كتابة المقالة و القصة القصيرة و الرواية، فأصدر عديد الأعمال منها "كل ألوان الظلام" (1999)، "كتاب الإنسان" (1999)، "الإمام الأخضر" (2005)، "الساقية" (2005)، "قطار الشمال الأخير" (2010)، "شفرة ابن عربي" (2012) وحفيف الأجنحة (2013) و غيرها.

    بداية من هو عادل الأمين؟
    إنسان أملاكه في العالم "ريشة وضمير وكمان" يبحث عن مدينة فاضلة موجودة في الإبداع وغير موجودة في الحياة...
    بحكم إقامتك في اليمن، هل يرجعك الحنين للوطن الأم السودان؟
    نعم سيظل الوطن في داخلي بكل ما فيه من جمال ويظل الحنين إلى الوطن الوقود الذي يدير ماكينة الإبداع في داخلي وكما يقول الشاعر"لاشيء يعدل الوطن".. وأهلنا في شمال السودان يقولون"المربى تربة"...
    ما مفهوم القصة القصيرة لدى عادل الأمين؟
    *القصة القصيرة جبل جليد عائم، ما يختفي منها أكثر من ما يظهر، وأنا اكتب القصة القصيرة لمعالجة ظاهرة أو عكس وضع معيين بطريقة أشبه بالذي يفعله الأطباء والصيادلة في تغليف الدواء المر بغطاء من الحلوى حتى يسهل بلعه..ما اعجز عن توصيله عبر المقال الفكري أو السياسي أسعى لنقله عبر القصة القصيرة والرواية.. كتبت روايتي(الساقية) عن تجربة الرئيس نميري1969-1985 ومجموعة قصصية(قطار الشمال الأخير2010) عن معاناة النازحين بسبب الكوارث والحروب.. وتضميد أوجاع الوطن.. وأنا لا اخجل من نفسي عندما اعري عاهات وطني والأمراض التي تنفر منه لأنك إن لم تتطهر أمام نفسك ستظل النجاسة تغمر دواخلك مهما استخدمت من ماء وصابون..


    برأيك هل لدينا كتاب قصة اليوم بمستوى توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، طه حسين و يوسف السباعي مثلا؟
    * لكل دولة رجال، هؤلاء كانوا نجوم عصرهم وليس كل العصور ولكننا يجب أن نؤمن بقاعدة تعاقب الأجيال والتحرر من تمجيد القديم والصنمية الفكرية والثقافية والسياسية والانكفاء والنكوص إلى الماضي عبر ايدولجيات النظام لعربي القديم ونفتح الباب للأجيال الجديدة تعبر عن عصرها وباللغة التي يعرفوها..وحتما سيكون هناك نجوم جدد... ويتنحى الحرس القديم عن المشهد الفكري/الثقافي/السياسي الراهن..
    لان الفكر العاطل يشوه الثقافة والثقافة المشوهة تفسد السياسة والسياسة الفاسدة تفكك المجتمع وتفكك المجتمع يدمر النفوس والنفوس المدمرة لا تنتج معرفة تجعلنا شركاء في هذا العصر وحضارة الإلكترون وليس مستهلكين فقط لها وانظر بنفسك هل تنتج جامعاتنا معرفة؟؟..انظر إلى أقسام الفلسفة فيها لتعرف إلى أي مدى ماتت هذه الأمة فكريا....وفي انتظار فجر صادق يشرق من أي مكان،قد يولد أناس عظماء ولكن أيضا الإنسان العظيم قد يأتي من أي مكان..
    كما هو حال محي الدين ابن عربي الذي جاء من الغرب إلى الشرق وتيمنا وعرفانا لهذا الرجل العظيم أنجزت مجموعة قصصية باسم(شفرة ابن عربي 2012).. ونشرت أيضا من دار سندباد المصرية مجموعتي الأخيرة(حفيف الأجنحة 2013)..وهي حالة حنين إلى الوطن كما يقول أهلنا السودانيين في الشمال "المربى تربة" ومدعمة بقصص تصف الوضع الراهن في أكثر من دولة عربية..كمحاولة أخيرة..لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل مجيء التتار في دورة أخرى من دورات التاريخ...

    ماذا تشكل لك مجموعاتك القصصية؟ و ما هي رسالتك من خلالها؟
    تشكل لي مجموعاتي القصصية وهي أربعة مجموعات أربعة زهرات في بستان الإبداع العالم ثالثي والكوكبي حيث معاناة الإنسان في كل مكان وأتمنى أن يتعهدن النقاد/البستاني بالرعاية وتكون في متناول الناس.. ورسالتي إيقاظ الإنسان النائم فينا...
    ماذا عن تجاربك الشخصية في الكتابة الروائية؟
    هي تجارب في الأدب الذي ينتمي إلى الواقعية السحرية (الساقية2005) و(أكثر من رسالة1999) وأدب الحرب(زهور بابل) لم تطبع بعد..
    لمن يقرأ عادل الأمين عربيا و عالميا؟
    • إني اقرأ كل ما يقع تحت يدي من كتب،لأني أحب القراءة تفتحت عيناي في بيت كان والدي الله يرحمه يملك مكتبة جبارة ومنفتحة على كل الاتجاهات..يعجبني عربيا حنا مينا وعالميا جورجي امادوا...
    المشهد الثقافي في اليمن هذه الأيام من وجهة نظرك؟
    *بالنسبة لي اليمن كانت استراحة محارب بين قلوب الناس الطيبين في سهول تهامة أو فيافي الصحراء في محافظة الجوف إبان العمل في وزارة التربية اليمنية...
    أنا أثمن تماما "إحداثيات الإبداع "التي تجعلك في الزمان والمكان المناسب مع القلم والأوراق والسكينة والجمال ليندفع سيال من تداعي الحر وتعبر عن هذا الكون العجيب.. وكتبت روايتي(أكثر من رسالة1999) تجربة فنتازية لمعلم سوداني في اليمن ومجموعة قصصية(الإمام الاخضر2005) عن أحوال الناس العاديين في اليمن وأنجزت كتابي(الإنسان-مقالات فلسفية1999) الذي اعتبره العمود الفقري لكافة كتابتي الإبداعية التي طبعتها ونشرتها في اليمن أو خارج اليمن.. أو على شبكة الانترنت(موقع الحوار المتمدن).. * يوجد في اليمن حراك ثقافي كبير منذ الوحدة 1990 ولكن المركزية الثقافية للنظام العربي القديم هي التي تحجب إبداع الهامش واعتقد ألان قد تشكل أكثر من مركز ثقافي جديد في الوطن العربي وعلى اليمن والثقافة اليمنية أن تتماهى مع دول مجلس التعاون الخليجي بحكم موقع اليمن الجغرافي وتشابه البيئة الاجتماعية في هذه الدول..


    الكتابة الإبداعية في زمن الإنترنت، كيف تقيمها؟
    * الانترنت قاد إلى ثورة في العلم والمعلوماتية وفتح العالم والشعوب ليتعارفوا وحتما خدم قضية الحرية والديمقراطية والثقافة وجعل الكل قادر على توصيل إبداعه إلى كل العالم وهذا التفاعل ضروري جدا والزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض.. وأنجزت ديوان شعر بفضل الانترنت بالغة الانجليزية وضعته في موقع أمازون "Home is Best"

    للتعريف الحضارة السودانية القديمة المغيبة...حضارة كوش...وقيم المجتمع السوداني..باسترجاع أقوال حكيمة نقشت على جدران المسلات والأهرامات السودانية..."



    كيف تنظر الى واقع الثورات العربية التي بتنا نشهدها اليوم؟
    * للأسف الربيع العربي أضحى فجر كاذب كلف الكثير من الدموع والدماء،بعد صعود الإسلاميين على موجة التغيير وتم إعادة صراع مذهبي قديم شيعة /سنة كحرب باردة جديدة بين الغرب وإيران وأبعدت المنطقة كثيرا عن الدولة المدنية الديمقراطية الحقيقية ودون مراعاة للانفتاح المعلوماتية الذي نقل إلى الوعي الناس الكثير من ما يدور في العالم ومن الثورات المخملية التي جاءت بعد سقوط جدار برلين وانفراط عقد الاتحاد السوفييتي السابق ونموذج الدولة المركزية التي تدور في فلكها الكويكبات الأخرى وشقت كل دولة طريقها نحو الديمقراطية وفقا لخصوصيتها الذاتية دون استنساخ مخل لتجارب الآخرين..اعتقد إننا كنا في حاجة لثورة دستورية وفكرية أكثر من ثورة شعبية باهظة التكاليف و إعادة تدوير مقيتة أشبه برواية انميال فارم لجورج اوريل..
    لازلنا في محاولة إيجاد برنامج ومشروع عربي ليبرالي جديد يناسب العصر ويكون له القدرة على الإجابة على الأسئلة الحرجة المتعلقة بعلاقة الدين بالدولة والمركز بالهامش والفدرالية والمواطنة والأقليات والمرأة..

    ما هي تطلعات عادل الأمين من خلال كتابة المقالة السياسية؟وعن رؤيته لمستقبل السودان؟
    ان نحصل عل مدينة فاضلة تناسب القرن 21 وهي مجتمع ديمقراطي اشتراكي في بلدي السودان ليكون نموذجا لدول العالم الثالث.. وعن بلدي السودان الحديث ذو شجون المشهد السياسي السوداني يعاني من أزمة فكرية/ثقافية/سياسية ناجمة عن إننا في السودان فارقنا المسار الذي تركنا عليه الانجليز كدولة رائدة في الديمقراطية الليبرالية، اعني بذلك ديمقراطية وست منستر منذ الاستقلال الذي ناله السودان من برلمان منتخب 1954 ودخلنا حالة استلاب فكري/ثقافي /سياسي مريعة باستيراد ايدولجيات عروبية واسلاموية من البيئة العربية وعجزنا عن توطينها في السودان الأفريقي وخلقت دولة مركزية عنصرية همشت الملايين وخلفت حروب مريرة بين المركز والهامش قادت إلى انفصال جنوب السودان 2011 كنتيجة لهذا الفشل المتراكم..ولازلنا نبحث عن مسارات جديدة تقودنا إلى الديمقراطية التي فارقناها قبل ستة عقود...وبعد كساد هذه الايدولجيات الوافدة حتى في بلد المنشأ..رغم أننا لدينا برنامج سودانية،(دستور السودان 1955-محمود محمد طه) و(اتفاقية نيفاشا الدولية 2005 د.جون قرنق ديمبيور) وكلها تهدف لبناء الدولة المدنية الفدرالية الديمقراطية التي يجب أن يكونها السودان منذ الاستقلال.. ونبذتها النخبة السودانية المتعلمة خلف ظهورها وأدخلتنا في متاهة النظام العربي القديم الذي يحتضر الآن.. وان نعاه شعراء لا يتبعهم الغاويين منذ أمد بعيد كالشاعر نزار قباني واحمد مطر...
    ما هي مشاكل التي باتت تعرقل عملية الإبداع في نظرك؟
    الحرس القديم والوصاية المركزية من البعض وانسداد الأفق في المشهد الثقافي الرسمي والعجز عن ربط الفعل الثقافي بالمشهد السياسي والمجتمعي وظل المثقفين في أبراج عاجية بعيدا عن هموم المواطنين وانعدام الوسائط التي تربط فعلا بين المثقف والمواطن في دول لا توجد بها صناعة سينما أو تلفزيون أو إذاعة تهتم بمنتجهم الثقافي وتحوله الى دراما لتوعية وتنوير المواطنين ..لذلك حتى هذه اللحظة لا يجد المثقف لنفسه دور في صناعة وطن يسع الجميع.. وأتمنى أن نحصل على كومون ولث ثقافي جديد من المحيط إلى الخليج من منتجين ومخرجين دراميين يعرف بالأوطان والشعوب وهمومها المستمرة...ويجمل صورة العرب عبر العالم.
    هل من كلمة أخيرة للقارئ؟
    • أتمنى أن أكون عرفت ذاتي الإبداعية بصورة مرضية واشكر الأخ العزيز عبد القادر كعبان لإتاحته لفرصة لنا لنطل على عالم المغرب العربي الفكري /الثقافي /السياسي ومن الجزائر الشقيقة..وبفردك مساحة لنا لنعرف الناس بنذر اليسير عن المشهد السوداني الراهن...وشكرا لكل من يمر من هنا...




    كانت حبوبتنا الراحلة الحرم الكوشية التي تقيم عند جبل االبركل العظيم تقول "الما ببقي نفسه زول ما في زول ببقيه "
    يا بريمة انقرع

    (عدل بواسطة adil amin on 03-12-2014, 11:25 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de