|
قد يؤوب طه جعفر ذات يوم ويصبح داعية للإسلام منافحا عنه ذو مؤلفات فيه (وما ذلك على الله بعزيز)
|
وقديما كان الناس يقولون: (لو يسلم حمـار عمر لم يسلم عمر ) والمقصود عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأسلم عمر وأصبح هو من هو.
أقول ذلك في خيالي قصة الداعية والأستاذ/ سيد قطب عليه رحمة الله، وسأورد هنا رواية عنه (رغم اعتراض البعض عليها بأنها لم تثبت) لكن البعض أوردها ممن أرخ لتاريخ حركة الإخوان المسلمين في مصر ..
Quote: جاء في كتاب(آفات على الطريق) تحت عنوان (ضيق الأفق أو قصر النظر) للدكتور السيد محمد نوح (2/244) -وأصل الحوار من كتاب (أحداث صنعت التاريخ) (1/191-192)-: «حسبنا أيضا ما قاله الشيخ حسن البنا ردا على مؤلف كتاب ( أحداث صنعت التاريخ ) وقد حمل إليه مقالاً كتبه يبطل فيه المقال الذي نشره سيد قطب في جريدة الأهرام في أواخر الثلاثينات حيث دعا سيد قطب في هذا المقال دعوة صريحة إلى العرى التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم ..
قرأ الشيخ حسن البنا الرد ثم أطرق طويلاً -على غير عادته- والتفت إلى كاتب مقال الرد واسمه (محمود )، وقال له : يا محمود! إن المقال متين الأسلوب، قوى الحجة، جدير أن ينشر، وقد سبق أن أجزت لك بعض ما نشرته في بعض الصحف اليومية ولكن في هذه المرة مرت بخاطري عدة خواطر أحب أن أعرضها عليك فقال:
أولاً : لاشك أن فكرة المقال مثيرة، تجرح قلب المؤمن .
ثانياً : كاتب هذا المقال شاب متأثر بالبيئة التي تعرفها ونعرفها؛ وهي التي تغذيه بمثل هذه الأفكار .
ثالثاً : إن هدف هذا الشاب من كتابة هذا المقال ليس مجرد التغيير عما يؤمن به، وإنما هو محاولة جذب الأنظار إليه، على أساس عرفهم، من أن الغاية تبرر الوسيلة .
رابعاً : إن قراء (الأهرام) عدد محدود بالنسبة لسكان هذه البلاد -يعنى بها مصر- وليس كل قراء (الأهرام) قد قرأوا هذا المقال،فأكثر قراء الأهرام لا يقرأون فيه إلا الأخبار، وأكثر الذين قرءوا المقال لم يستوعبوا فكرته؛ لأنهم اعتادوا قراءة المقالات غير الرئيسة قراءة عابرة .
خامساً : إذا نشرنا ردا على هذا المقال في (الأهرام) كانت لذلك النتائج الآتية :
(أ) سيثير نشر الرد اهتمام الذين لم يقرءوا المقال الأصلي إلى البحث عنه وقراءته، كما سيدفع الذين قرأوه قراءة عابرة أن يقرأوه مرة أخرى قراءة متأنية، وستبرز بذلك فكرة المقال في مختلف المجتمعات، وتكون موضوع مناقشة واهتمام، ونكون بذلك قد عملنا من حيث لا نقصد على تحقيق مأرب صاحب المقال من جذب الأنظار إليه، وجعل اسمه على الألسنة .
(ب) نكون -من غير قصد- قد تسببنا في لفت الأنظار إلى لون من الرذائل ربما علقت به بعض النفوس الضعيفة، ولو لم نرد عليه لمرت الدعوة إلى هذه الرذائل في غفلة من الناس، غير معارة أي اهتمام ولطمرت في طيات النسيان .
(ج) الرد نوع من التحدي يخلف في نفس المرء المردود عليه نوعاً من العناد، وهذا العناد يجعله يتعصب لرأيه مهما اقتنع بخطئه ونكون بذلك قد قطعنا عليه خط الرجعة، وفي هذا خسارة نحن في غنى عنها .
وهذا الكاتب شاب، وترك الفرصة أمامه للرجوع إلى الحق خير من إحراجه، وما يدريك لعل هذا الشاب يفيق من غفلته، ويفئ إلى الصواب، ويكون ممن تنتفع الدعوة بجهوده في يوم من الأيام، ثم قال : ما رأيك في هذه الخواطر ؟ قلت - أي كاتب الرد - إنها مقنعة تمام الإقناع ....ومزقت الرد بين يديه
|
دعا سيد قطب (بحسب ما نقل عنه) إلى العري ولكنه تاب وآب وأصبح سيد قطب المفكر الإسلامي وصاحب تفسير (في ظلال القرآن) وصاحب المؤلفات الإسلامية المعروفة، والتي يقال قديما أن صاحب مكتبة لو أوشك على الإفلاس فإنه يطبع مؤلفات سيد قطب لكي ينجو من الإفلاس .. وكان حتى بعض أصحاب المكتبات الأقباط يطبعون كتبه لأجل الربح المادي.
مات سيد قطب في سبيل عقيدته، وبسبب مؤلف كتبه وهو (معالم في الطريق) وقام جمال عبد الناصر بإعدامه وكان مستعدا للعفو منه لو أنه كتب ورقة استرحام فقال قولته المشهورة: (إن أصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية لا يمكن أن تكتب حرفا تقر به حكم طاغية مثلك)، وعندما سيق لخشبة الإعدام جاءه الأزهري الملقن وقال له: (قل لا إله إلا الله محمد رسول الله) فقال: أنتم تعيشون بها وفي سبيلها نموت.
اللهم ارحم سيد قطب واهد طه جعفر فإنه على خطر عظيم.
|
|
|
|
|
|