( دعاء الخروج من الزنزانة ) بقلم المسرحي والشاعر الغنائي : الدكتور عز الدين هلالي (2)
اليوم وأمس والبارحة ، اتصل بي الدكتور عز الدين هلالي في يوم الاثنين 27 يناير 2014 ، وكنت أشهد محاضرة عن " نظرة جديدة في سيرة الإمام : محمد أحمد المهدي " كان يقدمها الدكتور " محمد الواثق الجريفاوي " وأرسل لي رسالة يحدثني عن ضرورة إنعاش الذاكرة في زمان يعود بنا الحاضر إلى ملف التاريخ
* وكتبنا فيما مضى : * في اليوم الذي يوافق العيد الحق للاستقلال " 26 يناير 1885 م – 2010 " يحق لنا أن نستعرض البصيرة النافذة التي يتمتع بها الدكتور عز الدين هلالي ، من خلال مسيرته المسرحية في السودان محاضراً في معهد الموسيقى والمسرح منذ زمان ومن خلال أعماله المسرحية في مصر خلال إعداده رسالتي الماجستير والدكتوراه في المسرح ، وفي السودان من خلال مسرحياته التي سبقت عصرها . بعد استئذان الدكتور " عز الدين هلالي " على نشر قصيدته " دعاء الخروج من الزنزانة " التي تحمل ذات اسم ديوانه الشعري المنشور في أبوظبي عام 2005 م، رأينا أم نبُث مدونة " سودانيزأونلاين " هذا العمل الرائع . وكما حذر الدكتور " عز الدين هلالي " من مغبة الاستغلال السيّئ للديمقراطية خوفاً من انقلاب عسكري كان يراهُ قريباً وكُنّا نراهُ بعيداً ، ونذكر هنا مسرحيته " انقلاب للبيع " عام 1987 م ، والتي كانت نبوءة حقيقية بانقلاب العام 1989 م ، مع مطابقة الكثير من أسماء شخوص المسرحية بأسماء الانقلابيين ، عسكريين ومدنيين في المسرحية الحقيقية التي نُفذت بانقلاب العام 1989 م وكأنه كان يقرأ الغيب ويفتح شُرفات المستقبل للنظر البعيد. هاهو ذا عاد ليحذرنا مرة أخرى عام 2005 م من مغبة الدخول في ديمقراطية جديدة قبيل محاكمة كل الانقلابات العسكرية السابقة . هذه دعوة صادقة لإعادة قراءة هذه القصيدة بتمعُن وتفكُر علّنا نعي الدرس .
" دعاء الخروج من الزنزانة " بقلم الدكتور عز الدين هلالي :
**
يا إلهي تُبْ علينا من بيانات العساكرْ يا إلهي بلسانٍ لكَ شاكرْ وفؤادٍ لكَ ذاكرْ نطلبُ العفوَ وندعو في الصباحات البواكرْ يا ألهي تُبْ علينا من بياناتِ العساكرْ يا إلهي تُب علينا من خرافاتِ الكوادرْ ياإلهي تُب علينا من خلافاتِ الجواكرْ أنتَ تدري يا إلهي بالسَّواهي والدّواهي والتّناكرْ وابتِلاءات البلادِ وبِأنّا يا إلهي نحنُ من دونِ العبادِ قبل أن يُشرقُ صبحُ نترُكُ النّومَ ونصحو ببياناتِ العَساكرْ يفرشون البحرَ طحنا تستَحيلُ الأرضُ سجنا ويظلونَ سنينَ قتلهم في النّاسِ مدحُ ويُصيبُ القومَ قرحُ ويهبُّوا ثائرينَ ويشدُّوا العزمَ فينا فندكُّ الظُّلمَ دكَّا ونغنِّي منشدينَ بدَّدَ الظُّلماتِ صبحُ ونحيّي الثائرينَ وإذا ما التأمَ جرحٌ جدَّ بالمارشاتِ جرحُ يا إلهي تُبْ علينا قبلَ أَن يُشرقَ صبحُ أنتَ أدرى يا إلهي بالسّواهي والدّواهي والتّناكرْ يــاهـ ... " يــا ... لسّه فاكرْ ولاّ ناكرْ !! الله قادرْ !!!" جاء بعدكَ من له في الظُّلمِ أنتَ تظلُّ طفلاً ذبحُكَ الآلافَ ركلا ركلُكَ الآلافَ سحلا لا يساوي قتلَ يومٍ في صيامٍ دون ذنبٍ غير مارشٍ ليس إلاّ ! وهو بالمارشاتِ حلَّ !! وهو بالمارشِ استحلَّ !!! من يُحِلُّ المارشَ صبحاً ويُدينُ المارشَ ليلا !!!؟ من أتى بالمارشِ يوماً سوف يحيا الدّهرَ ظلاّ وستحكيه النّوادرْ يا إلهي بلسانٍ لكَ شاكرْ وفؤادٍ لكَ ذاكرْ نطلبُ العفوَ وندعو في الصباحاتِ البواكرْ يا إلهي تُبْ علينا من حكاياتٍ نوادرْ من خُرافاتِ العساكرْ واختلافاتِ الجواكرْ نطلبُ العفوَ وندعو بلسانٍ لكَ شاكرْ وفؤادٍ لكَ ذاكرْ أَن نُقيمَ العدلَ فينا لا سلامٌ لا كلامٌ قبلَ تسليم الدّفاترْ والحساباتِ الدفينة والمواثيقِ الحواكمْ لا سلامٌ لا كلامٌ قبلَ جلساتِ المحاكمْ ولنساوي في الدّعاوَى بين محكومٍ وحاكمْ وندينُ الظّالمينَ منْ أحلَّ القتلَ يُقْتَلْ مَن أحلَّ السّحلَ يُسحَلْ مَن أتى بالمارشِ يوماً حُكمُهُ دنيا ودينا والصلاةُ عليكَ دوماً أيها المبعوثُ فينا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة