أنا وسيلفيا الهولندية أو (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين نسخة إكترونية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2014, 00:39 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا وسيلفيا الهولندية أو (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين نسخة إكترونية

    قصة "أنا وسيلفيا الهولندية" من جديد (رواية: حرب الأنهار) نسخة إلكترونية.. معليش للتكرار لمن قرأ الإعلان ذاته من قبل وهم أقلية قليلة.. فأنا لا أملك وسائط إعلامية إحترافية للإعلان غير صفحتي هذي على الفيسبوك ولا أملك أي شيء غير شقاوتي وحدي وحفنة نيرة من الأصدقاء نعيش وسط غول كبير من الإعلام والأفلام والأرقام حول العالم الموحش .. ولا حول لنا ولا قوة في عالم الخبر والإخبار عن القليل الذي نصنع إلا عبر الجهد الذاتي .. فلا صحف لنا ولا قنوات فضائية مستقلة ولا دولة لنا .. فلنا الله.. لذا أتمنى أن تكون يد البعض منكم مع أمثالي من المستضعفين في الأرض وإلا فقلوبكم والصبر الجميل!.

    النسخة الإلكترونية (الطبعة الثانية من الرواية ) تجاوزت معظم الأخطاء الفنية والمطبعية التي حوتها النسخة المطبوعة.. فمرحباً بكم في الموقع الرسمي لرواية: "حرب الأنهار":
    http://riverswar.com/
    ---
    رواية حرب الأنهار "قصة سيلفيا الهولندية وأحمد سند السوداني" على الإنترنت كنسخة إلكترونية في صفحة خاصة تحوي أيضاً روابط لكل مساهماتي الكتابية الممكنة وربما في المستقبل القريب مساهمات وكتابات ذات نوعية مشابهة لكتاب وأدباء سودانيين وآخرين..
    فمرحباً بكم في الموقع الرسمي لرواية: "حرب الأنهار":
    http://riverswar.com/
    يسعدني جداً التواصل معكم عبر هذا الموقع الجديد الذي خصني به الصديق الفنان التشكيلي والمصمم الطيب سعيد.. ومرحباً بإرشادكم ونصحكم كما نقدكم البناء وتساؤلاتكم ومقترحاتم.. وأكون شاكراً مقدما.. تحية ومحبة كبيرة لكم أجمعين.
    هذا الموقع المتخصص جاء بمبادرة من شركة 45 للتصميم والوسائط المتعددة والإتصالات كبداية لمشروع طموح هدفه كسر حاجز العوائق و الوسائط الرتيبة التي تحول بين المبدع "من كان" والعالم من حوله كما من خلال ذلك ينال المبدع حقوقه المادية على إنتاجه الإبداعي بالصورة المثلى وتحت إشرافه المباشر.
    http://riverswar.com/

    ملاحظة هامة مع التكرار: النسخة الإلكترونية (الطبعة الثانية) تجاوزت معظم الأخطاء الفنية والمطبعية التي حوتها النسخة المطبوعة!.

    وأكون شاكراً مقدماً للصحاب و أهل الهم والإهتمام وناس النفير توصيل هذا الإعلان إلى أكبر قطاع ممكن من القراء المحتملين كون أي عمل فني أو أدبي يقاس بقدر إنفعال الناس به ومعه وذاك لا يحدث إلا عبر الإطلاع عليه حرفياً وفق الشروط الممكنة. وهذا ما أتمنى أن أراه: سلباً أو إيجابا.. كله خير.. تلك هي طبيعة الحياة والأشياء أي طبيعة اللعبة الأزلية.. فلنلعب معاً!.
    http://riverswar.com/
    تحياتي

    محمد جمال

    -----------------

    حرب الأنهار
    المؤلف: محمد جمال الدين

    All Rights Reserved to The Auther
    [email protected]
    https://www.facebook.com/Md.Gamaleldin

    تصميم الغلاف: أيمن رياض

    الإخراج الفني والتصميم الداخلي: طيب سعيد

    http://www.45site.com/ara.html

    الإرشاد والتوجيه النقدي: أستاذ عبد اللطيف على الفكي

    تعليق: د. أحمد عكاشة

    قراءة ذوقية: أحمد الملك (روائي) ونورالدين شرفي (قارىء)

    لوحة الغلاف: الفنان التشكيلي د. حسن موسى

    الناشر: أوراق للنشر والتوزيع
    6 شارع زهرة رمزي-فيصل-الجيزة
    البريد الإكتروني:
    [email protected]
    التلفون: 01221110435-01112750799
    الطبعة الثانية "ديجتال": ديسمبر 2013
    رقم الإيداع:17038/2013
    الترقيم الدولي:
    978-977-5163-70-7

    حقوق الطبع والنشر محفوظة:
    يمنع نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة تصويرية أو إلكترونية أو ميكانيكية، ويشمل ذلك التصوير الفوتوغرافي والتسجيل على أشرطة أو أقراص مضغوطة أو استخدام أية وسيلة نشر أخرى، بما في ذلك حفظ المعلومات واسترجاعها، دون إذن خطي من الناشر.




    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 01-16-2014, 00:41 AM)
    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 01-16-2014, 11:03 PM)

                  

01-16-2014, 00:46 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote:
    وأكون شاكراً مقدماً للصحاب و أهل الهم والإهتمام وناس النفير توصيل هذا الإعلان إلى أكبر قطاع ممكن من القراء المحتملين كون أي عمل فني أو أدبي يقاس بقدر إنفعال الناس به ومعه وذاك لا يحدث إلا عبر الإطلاع عليه حرفياً وفق الشروط الممكنة. وهذا ما أتمنى أن أراه: سلباً أو إيجابا.. كله خير.. تلك هي طبيعة الحياة والأشياء أي طبيعة اللعبة الأزلية.. فلنلعب معاً!.
                  

01-16-2014, 00:53 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    قصة سيلفيا الهولندية نشرها صاحبها اول ما نشرها في هذا المنبر قبل تلاتة سنوات فهي تستحق الاحتفاء اليومين ديل بعد ما اكتملت هلال كتاب ورقي وإكتروني.

    نرجو تفاعلكم مع سيلفيا الهولندية الحنينة لانها تستحق واكتر
                  

01-16-2014, 04:07 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)



    محمد جمال الدين كاتب سوداني مقيم بهولندا، جبل أولياء/ الخرطوم، جامعة الخرطوم آنثروبولوجيا 1993. كتب الشعر والقصة القصيرة منذ وقت باكر ونشر عدة أعمال أدبية ببعض الصحف السودانية منها جريدة السياسة السودانية في المرحلة الثانوية واصبح رئيس تحرير مجلة إتحاد طلاب جامعة الخرطوم في العام 1991 له عدة مساهمات كتابية ذات طبيعة سوسيوآنثروبولوجية إضافة إلى أعمال أدبية وفلسفية معظمها متاح على الشبكة العنكبوتية.
    عمل ببلدية لاهاي كما عمل وتعاون مع عدة منظمات دولية تنشط في مجالات التنمية والتعاون الدولي وحقوق الإنسان. ناشط سياسي من موقع مستقل، خرج من السودان عام 1993 إضطراراً بفعل العسف السياسي الذي تعرض له من السلطات الإصولية الحاكمة.
    حوار مع الكاتب محمد جمال الدين حول روايته حرب الأنهار وقضايا أخرى متعلقة.. إعداد ومتابعة عزة عمر، إسكتلندا .
    رواية حرب الأنهار؟. ما سر الإسم ومن اين جاءت فكرة الرواية؟.
    الإسم إشارة إلى نهري النيل والراين خلاصة الأمكنة التي دارت بها أحداث الرواية، والحرب هنا رمزية ليست الحرب الفعلية وإنما في جوهرها التلاقي الحار الذي يلد السلام كما هو بائن في المشهد الأخير من العمل. هو خلاصة التلاقي الذي حدث بين سيلفيا الهولندية وأحمد سند السوداني ذاك التلاقي الحار وعلى ما به من صراع وصدام بين شخصيات ذات مرجعيات هويوية وحضارية مختلفة انتج في خاتمته سلام. غير أن السلام في حد ذاته عملية نسبية غير منتهية في تاريخانيتها فالسلام يسير في إتجاه سلام أبدي ودائم وهو الحلم الطوباوي الذي تسير نحوه البشرية قاطبة وكثيراً ما يصورونه بالفراديس في العالم الآخر. فكرة الرواية وخلفيتها غير متوقعة للكثير حين أقول أن الفكرة في الأساس نبعت من حكاية الرجل الغريب الميت الذي لا إسم له في الرواية في مقابل الرجل الغريب الحي (أحمد سند) وهما في الحقيقة أهم شخصيات الرواية بجانب الشابة الهولندية سيلفيا.
    فالرواية ليست بالضرورة أقساط رومانسية أو قصة غرامية كما يتراءى من مظهرها بل هي قطعة من الحياة بخيرها وشرها بل هي حياة جديدة مستقلة بذاتها عن الحياة الفعلية ولو إنبثقت منها.
    مشهد؟.
    أستخدمت كلمة مشهد بديلاً لكلمة "فصل" الجامدة كوني أتصور أن عملي مسرحي، تصويري وتجسيمي وكلمة مشهد تصلح عنواناً دائماً لكل فصول الرواية.
    ترتيب المشاهد؟.
    الرواية في الغالب لا تسير بطريقة رأسية من القاعدة إلى القمة ولذا كثيرأ ما جاءت مشاهد متقدمة في الزمن متأخرة في الترتيب السردي أو العكس وهذا أمر معتاد في الفن الروائي وعندك في ثنايا النص مثلاً وللضرورات الفنية موت والد سيلفيا سبق الحديث عن حياته وهناك المزيد من الأحداث جاءت على ذات النسق.
    من أنت؟.
    أنا زول بسيط ولا أريد أن أكون غير ذلك، من خلفية أسرية صوفية من ناحية والدي وخلفية قبلية فروسية محضة من ناحية والدتي، ناشط في مجال العمل العام وفق طريقتي الخاصة جل عمري. لا اصنف نفسي كاتباً إلا مجازاً إن تحدثنا عن الكتابة، ليس بعد. درست الأنثروبولوجي بجامعة الخرطوم وتخرجت في العام 1993 وخرجت من البلاد في ذات العام بسبب العسف السياسي الذي تعرضت له حيث جئت بعد حين إلى هولندا حيث أعيش الآن وأعمل وأفعل ما بوسعي . وأحلامي تحدثني على الدوام بالرجوع والإقامة الدائمة في بلادي حيث أخطط أن أقيم لي بيتاً متواضعاً (قطية) بجزيرة أم أرضة في جبل أولياء المكان الذي ولدت وعشت به جل طفولتي وصباي وشكل مخيلتي وحدد خيارات حياتي كل الوقت.
    حرب الأنهار هل هي رواية أم سيرة ذاتية؟.
    هي بالقطع رواية.. ليست سيرة ذاتية ولا رواية سيرة ولا سيرة روائية، هي رواية فحسب.. سيرتي لم تعد سيرتي!. كنت أشعرني أكتب رواية منذ اول يوم ولدت فيه وعندما دخلت هذه البلاد هولندا تقمصتني الشخصية الروائية منذ لحظة هبوطي إلى المطار. كنت بلا وعي كامل مني ارتب شخصيتي في الواقع بقدر شخصية الرواية وقدرتها ومزاجها لهذا كثيراً ما رأي بعض أصدقائي غرابة وغرائبية الواقع الذي أعيشه في منزلي حاجياتي، ألبستي، أحذيتي، كتاباتي، خطواتي على الأرض صوري هي ليست أنا حتى لأكاد أنا أندثر لأفسح الطريق بالكامل أمام الشخصية الروائية التي تتقمصني. أنا لم أعد أنا!.
    ماذا فعلت بك جزيرة أم أرضة?. هل هي ساحرة إلى هذا الحد؟.
    جزيرة صغيرة على الشاطي الشرقي من النيل من جبل أولياء. ساحرة بلا شك عندي ساحرة جداً. مسافات مفتوحة على الجهات الأربعة الجغرافية وعلى الجهات الأربعة غير الجغرافية وهي الأزل والأبد والفوق والتحت. تحدثت عنها في الرواية بكثافة تستطيع أن ترى ذلك في جميع مشاهد العمل.
    الغرب والشرق؟.
    هل انت مبهور بالغرب كالعديد من الشباب؟.
    لا. غير مبهور. عادي. الكلام حول الغرب والشرق كثير وقديم قدم القضية. أنا درست الآنثروبولوجي وعلم الإجتماع وعندما قدمت إلى الغرب كان عندي خلفية كافية ساعدتني على التعامل مع الواقع الغربي على الصعيدين النظري والعملي.
    ألم تكن دراستك بجامعة الخرطوم ذاتها إستلاب كونك درست وفق المنهج الغربي؟.
    لا يوجد شيء إسمه منهج غربي أو شرقي، المناهج أوعية وليست مفاهيم ولا ثقافة، كل الجامعات في كل مكان بما فيها الجامعات السلفية العقائدية تدرس وفق ذات المناهج التي درسنا بها بجامعة الخرطوم غيرأن المحتوى هو الذي يختلف والمادة التي درسناها ازعم انها كانت شاملة، المادة العلمية مثلاً، فالرياضيات هي الرياضيات في كل مكان كما الطب والفيزيا والفلسفة ومناهجها وإلى آخره.
    أنا أزعم أنني معتدل في نظرتي للغرب. نظرتي ليست آحادية بل شاملة علمية وفلسفية وأدبية وأخلاقية وإنسانية كما آيديولوجية. النظرة الإنسانية لا يجب أن تتجزأ كل الناس وجب أن تكون ضد ظلم الإنسان من أي جهة جاء كما هي الأخلاق وقس على ذلك. أما من الناحية الآيدولوجية فقناعاتي إشتراكية في مجملها مع نزعة ليبرالية وبالتالي فأنا أقف في الضد من العولمة الرأسمالية المتوحشة التي تجتاح العالم في الوقت الراهن من أقصاه إلى أدناه مضرسة بأنيابها ومخلفة تحت مناسمها العريضة ملايين الجوعى في كل شبر من العالم كما مهددة الثقافات الأصيلة بالتشوه والزوال دون أن تكون هي البديل الناجع والعادل. وما يحدث عندنا في السودان في الوقت الراهن ما هو إلا دليل ساطع على مثل هذا الزعم إذ أن منظومة التكافل الإجتماعية التقليدية تفتت وتعرضت للتشوه دون أن يكون لها بديل واضح في أرض الواقع مما ادي إلى إنهيار أخلاقي مباغت نشهده كل يوم في الحياة العملية تبع ذلك إرتداد مباغت بدوره وكأنه الترياق الكاذب إلى القبلية والعرقية والجهوية في الضد من النزعات الشمولية القومية والوطنية و الإنسانية التي كانت تنبت بشكل طبيعي في تربة البنيات القديمة التي تزلزلت كما أسلفنا من واقع الرشح الرأسمالي العنيف والمفاجي والذي حدث بفعل فاعل حشره حشراً تعسفياً في السياق التاريخي.
    هل أنت أممي؟.
    أنا وطني "سوداني" لكنني إنساني النزعة أو هو ما أزعم. لكن دعني أكمل قصة الإنبهار بالغرب. كي لا ننسى. أنا لست بطل الرواية. لبطل الرواية الحق في عالمه الروائي أن يفعل ما يشاء من حق وباطل، إنه شخصية حرة مستقلة عني، أنا لست محاسب على جرائر الآخرين كما لا ينالني الثواب من افعالهم الحسنة سواءاً كانو في الواقع المعاش أو الوقائع الروائية، أنا هو أنا الواقعي وفق مسئولياتي العملية والقانونية وقناعاتي المعاشة.
    وحتى لو كنت أنا صانع الشخصية الروائية فما أنا إلا كالمصور الفوتغرافي إذ يصور حرب أو إتفاقية سلام لا يهم فهو فقط ناقل للإيمان أو الكفر والرواية في الأساس هي عملية "إخبار عن وقائع" تلك الوقائع تستطيع أن تكون خيراً بقدر قدرتها على أن تكون شراً محضاً. أعرف أن بعض صفوات المجتمع التقليدية تتعامل مع الأخلاق كصكوك للبيع أو كعملة جاهزة يمكن للناس التبضع عبرها في سوق الله واكبر غاضين الطرف عن نسبية الحلال والحرام ودرجاته الغميسة في الحيزات المختلفة المكانية والزمانية.
    الجنس في الرواية؟
    الجنس معضلة أزلية في الأفهام والمفاهيم الثقافية عبر الأزمان. أنا أنظر له في الإطار الطبيعي والدور الحيوي الذي صنع من أجله.. ولا أرى الجنس عملية جسدانية وإنما هو عملية وجدانية وروحية في المقام الأول. الجنس ليس للمتعة وقل اللذة في جوهره هو عملية حيوية ولا بديل لها حتى الآن من أجل إستمرارية النوع البشري. إن الطبيعة تخضعنا بلذة الجنس الفادحة أو هي رشوة تقدمها لنا الطبيعة في غفلة عنا كي يستمر النوع. الرواية عملية خلق شاملة وإن لم يكن الراوي ملماً باقصى ما يكون بكل شيء في الحياة لن يستطيع أن يخلق عالماً موازياً للعالم الواقعي الذي نراه بأعيننا ونحسه بحواسنا الممكنة. الرواية أصعب عمل يمكن أن يفعله الإنسان، كثيرون يكتبون الرواية لكن في الحقيقة قلة صغيرة جداً هي التي تستطيع أن تكتب شيء نسميه رواية بالمعنى النهائي للكلمة. إنه التحدي الذي يواجه الجميع. نرجع للجنس والإيروسية. قلنا أن الجنس مخلوق من أجل هدف هو ليس اللذة وما اللذة إلا رشوة تقدم في لفافة ملغمة بالهدف وهو "البقاء" إستمرارية النوع الحي ومنه الإنسان طبعاً. أنظر مثلاً أن الذكر من الحيوانات يصل لحد النشوة أسرع من الأنثى وعند الإنسان في معظم الحالات يصل الرجل إلى حد النشوة والإشباع أسرع من المرأة بدرجات والسبب أن الكائنات الملقحة للبويضة لا تخرح من خصية الرجل إلا عبر النشوة (الرعشة) بينما عند المراة القصة مختلفة إذ أن المراة تستطيع الحمل دون أن تنتشي (ترتعش) ولهذا فإن الشفرات الجينية الوراثية فعلت ترتيبات خاملة في حق رعشة المرأة كونها غير حتمية لعملية الإنتاج لكن في المقابل فعلت ما هو شديد الإبهار "العواطف الفياضة الممتعة واللذيذة " والحنان. إذ أن دور المرأة لا ينتهي بالنشوة اللحظية إن حدثت أو لم تحدث بل هناك أمر خطير جداً لتواصل النوع البشري وهو الحمل والإنجاب وإطعام الكائن الجديد من حليب الثدي والمزيد إذ أن الرجل إن مات بعد الرعشة مباشرة فإن الحياة تستطيع أن تستعيده في صورة جنين من رحم المرأة التي صب بها مادة اللقاح وإن حدث العكس وأن ماتت الأنثى يموت الجنين فتتوقف الحياة لهذا فالأنثى هي الأصل "الأول" وإن كان لا مناص لها من مقابلها الذكر "الثاني في التراتبية" من حيث الأهمية. بهذا الفهم كونت أنا نفسيات الشخصيتين الأساسيتين في روايتي وهما سيلفيا الهولندية وأحمد سند السوداني. تلك هي بعض نظرتي لسؤال الجنس إنه عملية من جوهر الحياة. يتواصل اللقاء مع الأستاذ الروائي والكاتب والناشط المدني محمد جمال الدين هذا اللقاء "لايف" ومتواصل عبر الإسكايب كل يوم سبت الساعة الخامسة مساءاً، مرحباً بجميع المهتمين بمثل هذه الأمور، وعلى العموم كل من لديه سؤال متعلق بالأمر يستطيع إرساله عبر البريد الإكتروني التالي: [email protected]
    تحياتي عزة عمر
    - See more at: http://riverswar.com/author/#sthash.tWCExpZj.dpuf
                  

01-16-2014, 04:10 AM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    سلام الشيخ
    تعودت مع مجموعه في العمل على تبادل الكتب. رجاء لو في نسخ هولنديه
    مستعدين لطلبها.
                  

01-16-2014, 02:03 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: عمر نملة)

    عمر نملة حباب اخوي

    اما بخصوص الكتاب بلغات غير العربي ما عندي فكرة بس اسال واجيك صادي
                  

01-16-2014, 05:16 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)
                  

01-16-2014, 05:44 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    وفي واحدة باللغة الإنجليزية برضو موجودة على الإنترنت في نفس صفحة الادباء الهولنديين
                  

01-16-2014, 05:51 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    اعمال تحت الطبع

    - سايكلوجية الزول السوداني (دراسة مقارنة في الأنماط السلوكية للفرد “السوداني” في محيطه- الإجتماعي الخاص كما خارجه)

    - الهوية The Identity (مقاربة لسؤال الهوية في السودان من ناحية سوسيولوجية)

    - رجل من بورجوازا في أمستردام (رواية).

    - أحداث خاصة جداً (مجموعة قصص قصيرة جداً).


    - كل شيء عن هولندا والسودان في هولندا (كتاب عن الوجود السوداني بهولندا كما العلائق القائمة والمحتملة بين السودان وهولندا من المناحي التبادلية: الثقافية والإقتصادية والحضارية).

    - مقتل المؤسيقار (رواية بالغة الإنجليزية)

    - جدلية المجتمع المدني والدولة “ثلاثة مجلدات” عبارة عن مسح سوسيوآنثروبولوجي للمجتمع المدني والدولة في السودان “السودان كمثال” الدراسة خلصت إلى نتائج عامة حول طبيعة العلائق المحتملة بين المجتمع المدني والدولة بشكل مطلق.

    - See more at: http://riverswar.com/author/#sthash.8eZUcgsN.dpuf
                  

01-16-2014, 07:19 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    كنت بتكلم مع محمد جمال قبل شوية بالتلفون واستشرته في نشر نماذج من القصة السيلفاوية واخدت الاذن افعل ما اشاء

    وهو عندو رأي إنو البسو ي فيه أنا دا مجرد قبلية وجهوية ساكت :).

    وحتى لو على باليمين يا قريبي بتستاهل دا وزيادة ولو داير حركة مسلحة نيلية نعملها ليه!

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 01-16-2014, 09:37 PM)

                  

01-16-2014, 07:54 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote: ولد حكاي. كنت متابع القصة في جريدة الصحافة جنن الحكي جن يشهد الله. وهسه عندي الرواية زاتها متعة والله اكتر حاجة عجبتني الرمزيات في شقة ماركتوربورت في امستردام


    غالي والطلب رخيص يا ابو الحسن من الفيس بووك. نجيب حكاية شقة امستردام. بس انت قول لينا الرموز انا فهمت انو نادر حرفنة نسخة مزيفة من البطل والشابة سامنتا نسخة مزيفة من سيلفيا، كدا صاح؟ كان كدا بقى صاح ه اشتغل ناقد :)

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 01-16-2014, 07:57 PM)

                  

01-16-2014, 08:22 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote: رؤية قاري‏

    عزيزي القاري عزيزتي القارئة

    هذا العمل الذي بين يديك، المسمى: حرب الأنهار، كتب بعناية شديدة من حيث المحتوى وبلغة سلسة وسهلة.

    عمل كبير ينطوي على عدة أعماق تقوم فوق بعضها البعض. هو عمل سردي مباشر الطرح وكأنه تقرير رسمي في معظم مشاهده. يمكننا قراءته من السطح بهدف التسلية وهو أمر مشروع، وسنجد أنفسنا ندخل في عوالم غريبة وغرائبية ومغامرات وسعادة وبهجة ولذة جسدية وأفراح وأتراح الحياة العادية التي يعيشها الناس كل يوم. لكن سرعان ما يتكشف للقاري الحصيف وهم السطح اللذيذ المحبب ليقف أمام حقائق من أعماق جديدة تقتضي إعادة القراءة بطريقة متأنية وربما عدة مرات حيث تتكشف العلائق بين الثنائيات والرموز في ثنايا السرد.
    ودون أن أسرف في حديث قد يفسد متعة القراءة أحيلكم على بعض مواقع النص من باب المثال. ولنأخذ أولاً مشهد رقم 8 (شقة ميركاتوربورت) نستطيع أن نقرأ هذا المشهد فنجده مسلياً ونمضى إلى الأمام للمشهد المقبل وحتى نكمل قراءة العمل دون أن ننتبه إلى أعماق أخرى ربما كانت أكثر حكمة ومتعة. وهنا نقطتان وهما: حكاية الألعاب النارية وشخصية نادر حرفنة والموت الرمزي. يبدو جلياً أن نادر حرفنة هو البطل ذاته (أحمد سند) وإن لم نجد نص مباشر في السرد يقول بذلك فعندنا رموز سهلة. موت نادر حرفنة هو موت مرحلة من مراحل حياة البطل مخلفاً من ورائه شقة ميركاتوربورت ومتعلقاتها بما فيها الشابة (سامنتا كورنيل) والذهاب إلى مرحلة جديدة من الحياة (لعبة جديدة) بلغة الراوي هي سيلفيا وحياة سيلفيا أي مجتمعها.
    هنا نستعين بمقطع صغير من المشهد السابق (رقم 7) وهذا نصه: (غير أن مجيئي إلى هولندا حيث التقينا أنا وسيلفيا لم تمليه ضرورة الخيال الذي فرضته عليّ جزيرة أم أرضة قسرا لا بل ضرورات أخر أشد إلحاحا!. كان خيالا نوعيا آخرا… لم يكن كالعادة مجرد بحث عن لعبة تقتل الملل…لا. هذه المرة أظنها مختلفة مختلفة جدا… تلك هي الألعاب النارية!). وسنجد أن نادر حرفنة قتلته الألعاب، الألعاب النارية: (بدأت سامنتا كورنيل تخلع قميصي … وفي اللحظة التي كادت سامنتا كورنيل أن تجردني من آخر قطعة قماش على صلبي… تملكني الرعب، فخرجت كالممسوس من الغرفة أهرع إلى الصالون، مذعوراً وشبه عار تاركاً سامنتا كورنيل في دهشتها محبطة وتشعر بالبؤس… بعد تلك الواقعة الغريبة خرجت سامنتا كورنيل يكللها الإحباط الشديد إلى الشارع حيث نادر حرفنة وعليم الجزائري كانوا هناك بالقرب من باب الشقة في الخارج يحدقون في الفضاء المتقد ويشعلون بين الفينة والأخرى القليل من الألعاب النارية التي كانت بحوزتهم. وعلى حين غفلة جاءت شعلة نارية كأنها طلقة حية أصابت جسد نادر حرفنة مخترقة الجهة اليسرى من صدره، فسمع الناس آهاته تكدر المسافات ثم سقط ميتاً في الحال والنار تشعل ثيابه حتى أصبح بقطعة قماش واحدة على صلبه.).

    والرؤيا أن سامنتا كورنيل كانت تقف أمام رجل حي بقطعة قماش واحدة من على صلبه والآن تقف أمام رجل بنفس المواصفات لكنه ميت بذات قطعة القماش (قتلته الألعاب النارية التي لم تترك في ثيابه شي غير قطعة قماش من على صلبه) أي أن تلك الشابة بدلت الموقع من البطل الحي إلى البطل الميت. وأرى أن الموت هنا هو موت سامنتا كورنيل كرمز للمرحلة المنقضية وهي مرحلة على ما بها من تضامن وإشتراكية مرحلة فوضوية كما يخبرنا النص بصورة صريحة وتلك الفوضى هي السر من وراء موت المرحلة.
    وأما حكاية الرجل الغريب الميت فهي في تقديري مركز هذه الرواية. وجد أبي مرة جثة رجل غريب طافية على شاطئ النيل قبالة منزلنا من ناحية اليسار). ذاك الرجل الغريب الميت رفض الجميع قبوله كأحدهم بإقامة الشعائر المتبعة ودفنه في مقابرهم، غير أن والد البطل هو الإنسان الوحيد الذي تبناه وقبله بل اعتبره جزاءاً من عشيرته وأسرته. وبعد مضي بعض الوقت قبله كل الناس كواحد منهم وهو في قبره: (شرع كثير من الناس الآخرين يجيئون إلى القبر بغرض التحية على روح الرجل الغريب الميت. يبدو أن الرجل الغريب الميت ظل يفرض نفسه على الواقع كلما مر الوقت. لقد قبله الآن كل الناس الذين رفضوه في البدء كأحدهم، ولو أسكنوه في قبره وحيداً في وحشته الأبدية، وكأنهم الآن يكفرون عن خطيئة ما! ثم رويداً رويداً أصبح “الرجل الغريب الميت” جزءاً لا يتجزأ من وقائع الطبيعة العادية واليومية كما جزءاً أصيلاً من ألغازها العديدة.).
    في المقابل فإن بطل القصة هو الرجل الغريب الحي: (الرجل الغريب الوافد من “الشرق” البعيد والذي التصق بحاضرهم حتى أصبح واحداً منهم. الرجل الغريب “الحي” الذي جاء به تيار القدر إلى شاطيء نهر الراين، فلا أم له هنا ولا أب، لكن أمه “النيل” وأبوه “السحر” وعنده إرث تليد.) مشهد رقم 2. الرجل الغريب الحي الذي رفضه الجميع في البدء وقبلته سيلفيا وحدها وهنا تكون سيلفيا في مقابل والد البطل أحمد سند حيث قبل الرجل الغريب الميت وفي الختام تنتصر سيلفيا وتفرض الرجل الغريب الحي على الجميع فيقبلونه ويصادقونه يساعدها في ذلك سحر الرجل الغريب الحي والذي أصبح جزاءاً لا يتجزأ من شلة هانقلو (مشهد 13). (كنت غريباً في مائدة أسرة فان دا ليندا. غريباً جعلته الأقدار واقعاً. وكنت بلا وعي أنسجم مع غرابتي بالغرائبية. فلا أم لي هنا ولا أب، لكن أبي السحر وأمي النيل، وهما حاضران معي على الدوام.
    ) مشهد 13. ويكشف النص في أكثر من مكان عن العلاقة الروحية والتشابه المحتمل بين شخصية سلفيا ووالد البطل مما يوحي بإدغام الشخصيتين في واحدة (لسيلفيا علاقة روحية بأبي) مشهد رقم 14. وفي المشهد الرؤيا الأخير ينقذ الأب سيلفيا من الموت.

    وأما عنوان الرواية (حرب الأنهار) وردت تلك الجملة أربع مرات بمعاني مختلفة وفي سياقات مختلفة كلن منها يخدم غرض مختلف في الإطار الكلي للسرد وكلها إشارات رمزية فالحرب في النص لا تعني “الحرب” الواقعية!.
    (ولكن هذه المرة لا يخالجني شك في أنني سأعمل في جيش عدوي أسلحة محرمة لا تبقي ولا تذر. تلك هي حرب الأنهار. إنها الحرب الحرام! كان لا بد أن أفعل الحرام. الأسلحة كلها. كانت جريمة!) مشهد 3. و: (فسالت دماءهما مختلطة على تقاطع النهرين، ثم وضع تاجاً على رأسي وآخر على رأس سيلفيا. فكنت أنا مكان الملك أركماني وكانت سيلفيا في مكان الفارس المقدوني. وبدأت المعركة. معركة لا مناص منها. إنها حرب الأنهار. كانت معركة دامية. أفنى عندها الجيشان بعضهم البعض بشكل تام ونهائي فأختلطت الدماء بالماء الذي أختلط ببعضه البعض مشكلة صورة قلب من النار على مركز التقاطع. مات الكل مخلفاً دمه على صخب المياه المتشابكة. لم يبق غيري وسيلفيا، نحمل سيفينا وشعلة من الثأر وركام من الغضب والضغينة والكراهية في سبيل أن يقتل أحدنا الآخر. إنها حرب الأنهار. حرب لا مناص منها.) مشهد 17.
    (كانت الخاطرة تحت عنوان “حرب الأنهار”) الجملة الأخيرة من الرواية.

    وهناك المزيد من الرموز التي تحتاج للأناة من اجل فكفكتها فالنص ربما كان بخيلاً على القاري العجول. وتلك مجرد ملاحظات قاري مثله وبقية القراء. وربما كانت هناك قراءات وأراء مختلفة لهذا العمل الذي أتمنى أن يجد حظه من القراءة والنقد والكشف.

    د. أحمد عكاشة
                  

01-16-2014, 08:51 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    حرب الأنهار
    المؤلف: محمد جمال الدين

    All Rights Reserved to The Auther
    [email protected]
    https://www.facebook.com/Md.Gamaleldin

    تصميم الغلاف: أيمن رياض

    الإخراج الفني والتصميم الداخلي: طيب سعيد

    http://www.45site.com/ara.html

    الإرشاد والتوجيه النقدي: أستاذ عبد اللطيف على الفكي

    تعليق: د. أحمد عكاشة

    قراءة ذوقية: أحمد الملك (روائي) ونورالدين شرفي (قارىء)

    لوحة الغلاف: الفنان التشكيلي د. حسن موسى

    الناشر: أوراق للنشر والتوزيع
    6 شارع زهرة رمزي-فيصل-الجيزة
    البريد الإكتروني:
    [email protected]
    التلفون: 01221110435-01112750799
    الطبعة الثانية "ديجتال": ديسمبر 2013
    رقم الإيداع:17038/2013
    الترقيم الدولي:
    978-977-5163-70-7

    حقوق الطبع والنشر محفوظة:
    يمنع نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة تصويرية أو إلكترونية أو ميكانيكية، ويشمل ذلك التصوير الفوتوغرافي والتسجيل على أشرطة أو أقراص مضغوطة أو استخدام أية وسيلة نشر أخرى، بما في ذلك حفظ المعلومات واسترجاعها، دون إذن خطي من الناشر.
                  

01-16-2014, 08:54 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    مشهد "8"
    شقة ميركاتوربورت في أمستردام

    1-6
    طلب اللجوء السياسي في هولندا أمر مرير مشحون بالقلق وكبت قدر كبير من الحريات الشخصية بحكم الضرورات القانونية "التحقق من مسوغات طلب الحماية" كما هناك دوماً توقعات غير سارة. "أنت على الدوام في حالة تأهب كون الشرطة قد تأتي إلى غرفتك في أي لحظة بهدف ترحيلك قسراً إلى بلادك دون سابق إنذار كما قد يأتيك خبر في أي لحظة بإخلاء السكن كون طلبك قد رفض بشكل نهائي وفي كل الأحوال فأنت غير حر فعليك أن تتمم يومياً لدى إدارة المعسكر ما دمت تعيش به وإلا ستعاقب بسحب مصروفك الأسبوعي". كما أن طالب اللجوء غير مسموح له بالعمل كما عليه أن يتمم مرة واحدة في الأسبوع على الأقل لدى إحدى نقاط شرطة الأجانب وإلا سيفقد حقه في طلب اللجوء وتسحب منه بطاقة الإقامة المؤقتة "الانتظار". وإن حدثت مصادفة وهي ممكنة وإن حصلت على حق الإقامة الدائمة بناءً على طلب اللجوء السياسي فليس من حقك أن تسافر إلى بلادك الأصل، غير منطقي، كون طلب اللجوء يقوم على الشك في أن هناك خطرا على حرية أو/و كرامة أو/و حياة الإنسان في بلاده الأصل وإلا فهو من حيث المبدأ لا يحق له الإقامة بهولندا على ذاك الأساس. وإن استطاع السفر إلى بلاده الأصل فذاك يعني أن ذاك الخطر قد زال وتزول معه تلقائياً الحوجة للإقامة بهولندا. ولكن بعد مرور السنوات فمن المحتمل أن يحصل اللاجئ من أمثالنا على الجنسية الهولندية وعندها فقط يكون الإنسان حراً في السفر إلى أي مكان يريد وفق القوانين العامة والسارية.
    في لحظة من لحظات الانتظار المملة تلك جاءني في غرفتي أحد الرفاق، سوداني الأصل "نادر كميل" الشهير بـ"نادر حرفنة" نسبة لمقدرته الفائقة على المجازفة كما خداع "السيستم" كما عرف أيضاً بلقب آخر "نادر أوس" فعندما تسأله سؤالاً لا يريد إجابته من قبيل "كيف وصلت إلى هولندا أو ما قصتك؟" يضع أصبعه على شفتيه ويفتح عينيه الحمراوين إلى أقصاهما ويقول لك "أوس" يأمرك بالصمت وإلا فهو دوماً جاهز للعراك يساعده طوله الفارع وعضلاته المفتولة وتهور منقطع النظير مع أنه من ناحية أخرى رجل حساس وطيب القلب ويهب لنجدة المحتاج مهما كلفه من ثمن.
    شرب نادر معي القهوة ثم أسرني بخبر سعيد "عمل". "عمل!. أين وكيف"؟ "، نحن لا يحق لنا قانونياً العمل مهما كان نوعه وحتى لو جمع القمامة من الشوارع، أنت تعلم يا نادر". "أنا رتبت الأمر مع رجل سيرونامي من أصل هندي يعمل مدير قسم في مصنع لتعبئة الزهور". "أها". "سيتجاوز لنا مشكلة تصريح العمل عبر وسائله التي يعرف، وهو في المقابل سيأخذ ربع المبلغ الذي نحصل عليه مقابل عملنا في المصنع". خبر سعيد، أنا موافق". "سنذهب صباح الغد ومعنا عليم الجزائري وصبحي المصري وبرونو بيترسون اللايبيري".
    لم أسأل نادر حرفنة لماذا اختارني أنا تحديداً دون الآخرين إذ لا مناسبة وقد أبدد فرصتي في العمل كما لم أسأله بالطبع عن لماذا عليم وصبحي وبرونو بيترسون كوني لا أعرفهم من قبل وذاك بالطبع ليس شأني.. تكشف لي فيما بعد أنني بالإضافة إلى مهنتي الأساس في تعبئة الزهور أعمل بطريقة غير مباشرة في وظيفة مترجم ووسيط بين العمال الجدد والمدير التنفيذي للعمل، كون الجميع بما في ذلك نادر حرفنة لا يجيدون أي لغة للتخاطب مع المدير التنفيذي للعمل.
    كنا فرحين بمهنتنا الجديدة الأولى من نوعها "قص وترتيب وتعبئة الزهور" غير أن الحظ لم يحالفنا كثيراً بعد شهر واحد فقط من بداية عملنا هجمت علينا الشرطة وأخذت معها تلك اللحظة زملاءنا صبحي وعليم وبرونو بيترسون وألزمت صاحب المصنع بدفع غرامة مالية وفق النظام المتبع كونه ضبط وبمصنعه عمال وافدون وغير شرعيين لا يحق لهم العمل قانونياً. ورجعنا أنا ونادر إلى المعسكر ونحن نشعر بالغبن والمرارة والحزن على ضياع فرصتنا في العمل كما لا نعلم مصير زملائنا ولماذا أخذتهم دورية الشرطة معها، وأمرونا نحن الإثنين بالخروج من المصنع والذهاب إلى مكان سكنتنا وعدم العودة من جديد بعد أن شرح لنا أحد أفراد الشرطة الأمر الذي نعلمه جيداً وذاك أنه لا يحق لنا العمل في ظل أوضاعنا الحالية "انتظار البت في طلب اللجوء السياسي" وتلك مرحلة قد تستمر إلى بضع أشهر، سنة أو سنتين وربما عشر سنوات أو أكثر في بعض الأحيان، وكله وفق الإجتهاد كما الحظ والأقدار.

    2-6
    خلال أيام العمل بمصنع الزهور تعرف نادر حرفنة على السيدة "شوفينكا تاونفورت" إمرأة في منتصف العمر، تكبر نادر حرفنة بعشرة أعوام، إمرأة بسيطة وطيبة القلب، أنيقة، برازيلية الجنسية ولو أن أصولها العرقية من إحدى جزر الأنتيل، طليقة بحار هولندي، وتعيش منذ عدة أعوام وحدها بشقة مستأجرة في الناحية الجنوبية من حي "ميركاتوربورت" في أمستردام. الشقة مكونة من غرفتي نوم صغيرتين وغرفة جلوس كبيرة نسبياً، ستة أمتار مربعة، كانت كافية لخمسة وعشرين شخصاً يوم عيد ميلاد "سامنتا كورنيل".
    فأقام نادر حرفنة مع شوفينكا تاونفورت في شقتها وفق اتفاق ودي بينهما وكان يجيء إلى معسكر اللجوء يوماً واحداً فقط في الأسبوع، يسجل حضورا لدى قسم بوليس الأجانب وفق النظام العام المتبع في مثل تلك الأحوال. لقد ظهر نادر حرفنة تلك الأيام أكثر ثقة بنفسه وأكثر نظاماً من ذي قبل. غير أن هناءه لم يدم طويلا. إذ بعد ثلاثة أشهر فقط من سكنتهما المشتركة ذهبت شوفينكا تاونفورت في زيارة عاجلة إلى أهلها قبالة ريو دي جانيرو، لكنها لم تعد أبداً، توفيت بعد ثلاثة أسابيع فقط من وصولها إلى هناك، لكن جاءت أخبار موتها إلى أصدقاء ومعارف نادر حرفنة متأخرة ستة أشهر، مأساة جديدة تضاف إلى مأساة قائمة، كان خلال كل تلك الفترة يحاول نادر حرفنة عبثاً التعرف على أخبارها وميعاد عودتها لكن دون جدوى حتى ألمت بنادر ذاته المأساة. خلال تلك المدة توجب على نادر حرفنة فعل ما بوسعه للحفاظ على الشقة بتسديد تكلفة الإجار عند نهاية كل شهر كما تكاليف الكهرباء والماء وكل شيء. كان عليه أن يثبت أنه رجل جدير بالأمانة، أمانة شريكته هذه المرة، في الحقيقة تلك كانت قناعته الذاتية وقد فعل المستحيل من أجل ذلك.

    3-6
    بعد سفر السيدة شوفينكا تاونفورت بأسبوع واحد دعاني نادر حرفنة إلى زيارته في شقته بميركاتوربورت، ففعلت. عندما دخلت الشقة لأول مرة وجدتها محكمة النظام على النسق الهولندي التقليدي مع لمسات كاريبية لاتينية تتبدى هنا وهناك وكان نادر حرفنة حسن الهندام وتفوح منه روائح عطور نسوية محببة.
    الزيارة الثانية كانت بعد شهرين من سفر شوفينكا تاونفورت. هناك شيء تبدل في المكان وفي مزاج نادر حرفنة. هناك فوضى ورائحة التوليت تزكم الأنوف وأرضية المطبخ لزجة وتتخللها بقع سوداء. وكان هناك دستة من البشر يتجولون في المنزل ويحتلون أركانه الأربعة. بشر من جنسيات مختلفة منهم ثلاث نساء يقمن بطريقة غير قانونية وفي الغالب يمتهن الدعارة غير الشرعية مع ادعائهن أنهن يعملن خادمات نظافة في بيوت بعض الأسر الهولندية، لكن عندما تنظر خلسة إلى أظافر أصابعهن الطويلة المطلية بمنكير فاقع اللون وتشتم نفحات العطور الباريسية تفوح من أجسادهن ربما أصبح الشك حقيقة واقعية. هناك تناقضات كبيرة في المكان وتناقضات في المزاج العام وتمايزات واضحة بين البشر الذين يقطنون شقة ميركاتوربورت. لم أسأل نادر حرفنة عما يجري هناك فالأمور واضحة. كل هؤلاء الناس يستأجرون منه فراشاً ولحافاً للنوم بدراهم صغيرة ثم ينهضون في أنصاف الليالي ينشدون غاياتهم الشتيتة في غابات أمستردام الليلية ومساءاتها الصاخبة البهية. تعرفت تلك المرة على سامنتا كورنيل، شابة في مقتبل العمر، كانت ضيفة ذاك اليوم قادمة من مدينة زاندام بالجوار، كانت ضد صخب المكان تبدو هادئة وربما خائفة، اقتربت مني رويداً رويداً، في الحقيقة أنا من دفعها إلى الطمأنينة وفق خطة غير معنية بالكامل. إذ كنت في تلك اللحظة أود التخلص من أحد سكان الشقة الذي أخذ معي كثيراً من الوقت يحكي أشياء خيالية وغير واقعية ومملة عن حياته وتاريخه الذاتي وعظمة أسرته في الماضي السحيق حينما كان جده مناضلاً ضد الاحتلال الفرنسي. فأخذت سامنتا كورنيل إلى إحدى الغرف والتي تصادف أن كانت شاغرة، معتذراً بالخلوة معها، ألوذ من وعثاء الملل. كانت سامنتا كورنيل هشة وقابلة لكل شيء بما في ذلك مضاجعتها في الحال، لكني لم أفعل في تلك اللحظة، لم أستطع، فعلتها في مساء اليوم التالي. كانت سامنتا كورنيل سعيدة وشديدة الإحساس بلمساتي رغم أنني لا أهتم وكنت في البدء أعاملها كعاهرة. كانت تلك هي الحقيقة أم لا، لا يهم، كان هو شعوري الذي ربما لم تستطع حركتي الفيزيائية ترجمته في الواقع. كنت أعاملها كجسد رث وربما موبوء بأمراض الأرض كلها، كنت أشك في كل شيء فيها حتى أنفاسها. كل الأمر أنني ظننتها عاهرة، فقط احتاجتني جسدياً في لحظة محددة ليس إلا.
    ظهر جلياً في مستقبل الأيام أن سامنتا كورنيل مغرمة بهيئتي الفيزيائية: "جسدك منظم، لم أرَ أبداً مثل هذا الجسد الرفيع المرتب، أنت وسيم"، رددت سامنتا كورنيل مثل تلك الكلمات ثم انحشرت في صدري ونامت تلك الليلة كقطة وديعة هامدة. عندما صحوت عند الصباح الباكر كنت أشعر بالقرف والملل. لم أكن بالضرورة محقاً بالكامل في تصوراتي لرفيقة ليلتي، لكن تلك كانت تهيؤات الليلة التي انقضت وقد فعلتها عدة مرات أخر في غضون شهرين تاليين ثم انقضى الأمر بالحادثة المؤسفة.

    4-6
    قبل أن تكتمل فصول الكارثة بأسبوع واحد فقط تكشف لي بمحض الصدفة أن وضع رفيقي نادر حرفنة حرج، في الحقيقة هو في خطر. كان هناك عدد غير محدد من الغرامات المالية من بلدية أمستردام، شركة الكهرباء، مصلحة القطارات، الترام، الباص، الضرائب، البقالات القائمة بالجوار وأشياء أخرى. ظهر نادر حرفنة مؤخراً مهموماً، قلقا وعصبي المزاج.
    الكارثة حدثت ليلة عيد ميلاد سامنتا كورنيل. عيد ميلاد سامنتا كورنيل يصادف رأس السنة من كل عام. وكان ذاك عيد ميلادها الثاني والعشرين. كان حدثاً فريداً كونه صادف أيضاً الاحتفاء بي كعارض أزياء وفق المؤشرات الأولية التي جرت وكانت سامنتا كورنيل مخترعة الفكرة والمشرفة عليها بكل جدارة. الكل يعلم تلك الحقيقة. كنا نبدو جميعنا سعداء تلك الليلة بطريقة متجاوزة لواقعنا الصعب وظروفنا الحرجة. كان الاحتفال في شقة ميركاتوربورت صاخباً والضوضاء تملأ المكان وزجاجات الواين الأحر الرخيص تزحم أركان البيت والبعض يخبئ في جيوبه فتائل خاصة من الفودكا
    والويسكي بعضها مسروق من محلات "الخال خال" والبقالات الليلية. وهناك هدايا من عطور فاخرة باهظة الأثمان وصلت إلى سامنتا كورنيل لكنها غير مغلفة كما جرت العادة مما قد يدل على شبهة ما!.

    5-6
    عملت سامنتا كورنيل كل جهدها لإقناعي بأنني أصلح عارض أزياء. لم ترقني الفكرة، لم تكن واضحة، لم تخطر على بالي من قبل، لم أثق بكلام سامنتا كورنيل وكنت أشك في كل شيء. لكن على أي حال سامنتا كورنيل لم تيأس مني أبداً. وتحت مثابرتها الملحاحة قررت أن أجرب حظي، في الحقيقة حظ سامنتا كورنيل!. سامنتا كورنيل دائماً ما تنتهز أسهل السبل وأقلها كلفة في جلب المال وعبر الوسائل التي لا تحتاج كفاءات أو مهارات ذهنية أو أكاديمية. سامنتا كورنيل جربت بنفسها من قبل لكنها فشلت في الامتحانات الأولية مع عدة مكاتب متخصصة أهما "أؤلا وببارازي وماكس". في معظم المرات كان هناك عاملان يقفان حائلاً دون اختيارها كموديل وهما حجم أردافها الكبيرة وطولها أقل من مائة وسبعين سنتمترا، تلك عيوب حاسمة بالنسبة لمثل تلك المهنة الدقيقة. ما دون ذلك فلونها وملامح وجهها ليس في غاية الأهمية بالنسبة لتك المهنة. فكل الناس من كل الأعمار والأشكال والألوان والأمكنة تقتني بالضرورة الثياب والأحذية والإكسسوارات، وذاك ما يهم الشركات التجارية ولا شيء آخر.
    صورتني سامنتا كورنيل مئات الصور، وأخذت مقاسات جسدي كلها بما في ذلك مواضع حساسة وليست ضرورية للمهمة المعلنة، وكتبت كل الممكن من مواصفات جسدي ولوني وبالغت في وصف شخصيتي وطبائعي. ومهرت الرسائل باسمي وعنوان شقة ميركاتوربورت وأرسلتها في ظرف كبير مشحون بالصور والوثائق إلى خمسة من مكاتب الموديلات بأمستردام. كانت سامنتا كورنيل من تجاربها السابقة تعلم أن كل المقاسات تناسب المعايير وتفيض!.

    بعد عدة أيام جاءتني ردود في شكل رسائل كثيرة التفاصيل من ثلاثة مكاتب بالإيجاب يشكرونني على مبادرتي ويخبرونني بمكان وزمان لقائنا، بغرض المعاينة الأولية لوظيفة «عارض أزياء تجاري». كما تحدثت الرسائل عن الشروط الضرورية والمؤهلات، وناقشت الحوافز المالية التي ربما أحصل عليها في حالة اجتيازي الفحص النهائي.
    ذهبت للمعاينات الأولية وكانت سامنتا كورنيل بصحبتي في كل مرة من المرات الثلاث. وكاد أن يغشى عليها من شدة الفرح عندما جاء الخبر بالموافقة من كل المكاتب "الثلاثة" وبشدة. فقط كان علينا خيار أفضلها بالنسبة لنا..
    أصبحت سامنتا كورنيل بعدها لا تنام الليل، وإن لم تكن معي فإنها تهاتفني في اليوم الواحد عشر مرات وأحياناً عند منتصف الليل. وتذكرني على الدوام بأنها لمدة عام كامل ستحصل على ربع المبلغ الذي ربما أتحصل عليه من وظيفتي المتوقعة كعارض أزياء تجاري كونها مديرة أعمالي.
    وبدأت سامنتا كورنيل على حين غرة تتغير وتتبدل وتشعر بذاتها إنساناً مهماً، وتحلم وتهيم وتسرح في البعيد، وابتاعت فساتين وأحذية جديدة كي تواكب واقعها الجديد بوصفها مديرة أعمال لعارض أزياء له حاضر ومستقبل باهران، وكانت مفرطة الثقة في جدارتي وكفاءتي. وفي مرة من المرات فاض بها الخيال لتتوقع نفسها معي في ساحات هوليوود. وأصبحت تدفعني كلما تجدني لأخلع ثيابي كي تمسج لي جسدي بالزيوت العطرة وتحثني على الرياضة كلما حانت الفرص. وكان عندها خطط بعيدة الأمد وأخرى قريبة الأمد، من ضمن خططها قريبة الأمد القيام برحلات سياحية إلى البرتقال وإبيدزا وفينيسيا.
    كانت الأمور تسير بطريقة سلسة وفق ما خططت له وحلمت به سامنتا كورنيل. كان نجاحاً باهراً. وكانت برفقتي في الجولات التدريبية كلها، أخضعوني لتدريبات قاسية كثيراً ما استمرت ساعات طويلة من ضمنها كورسات نظرية ودورات رياضية مكثفة. لمدة ثلاثة أسابيع، وكان في الجولة الأخيرة من التدريبات تركيز أكبر على تعلم الوقوف والمشي والنظر والابتسام بطريقة احترافية. وكان هناك عدد من المختصين يجلسون أمامي يخبرون المدير التنفيذي بماذا شعروا من حركاتي وسكناتي، حتى إذا ما اطمأن قلب المدير التنفيذي ضرب لي موعداً للجولة الحاسمة في الأسبوع الأول من السنة الميلادية الجديدة.
    إنها مناسبة في غاية الأهمية، وهي عرض أزياء مصور الغرض منه اختيار الصور المناسبة لتنشر ضمن مئات الصور الأخرى لأناس من خلفيات وأعمار مختلفة في الكتاب الإعلاني الدوري لشركة نيكارمان وشركات أخرى لم أتعرف عليها ذاك الحين، كتاب نيكرمان الإعلاني يوزع مجاناً عبر البريد لملايين الناس من سكان الاتحاد الأوروبي.
    كل صورة ستنشر تعادل مبلغاً ما من المال. سامنتا كورنيل تملك مقدماً ربع ذاك المبلغ. كان ذاك هو الإتفاق. غير أن ما حدث في نهاية المطاف كان أمراً مختلفاً عما حلمت وخططت له سامنتا كورنيل.

    6-6
    في خضم المهرجان فوجئت بوجود زملاء مصنع الزهور "عليم وصبحي وبرونو بيترسون". لكن لا أحد يهتم تلك الساعة، فقط تصافحنا على عجل وقلنا ببعض كلمات المجاملة في وجوه بعضنا البعض دون أن يسمع أحد منا ماذا قال الآخر ونحن في خضم ضوضاء الكلام المتشابك والموسيقى الصاخبة وارتطام الأقدام على الأرض وتلاقي الأكف بالسلام وطقطقة "اللبان" في الأسنان وخبط الكؤوس ببعضها البعض وصرير السيارات في الشارع المجاور.
    عندما انتهت مراسم احتفال عيد ميلاد سامنتا كورنيل بدأت المشاعر تتهيأ للاحتفال برأس السنة الميلادية، لكن لا أحد كان عنده خطة محددة، فقط كان هناك عدد من الألعاب النارية مغلفة بالورق الملون، كانت ملقاة على الركن الأيمن من الصالون، لا أحد يعرف من هو صاحبها على وجه التحديد، ذاك غير مهم، ففي شقة ميركاتوربورت اشتراكية مطلقة وحرية مطلقة وتضامن مطلق وكل شيء مطلق!.

    وعلى أي حال عندما جاءت الساعة الحادية عشرة كان تقريباً كل من بشقة ميركاتوربورت ثمل ووجدت إحدى الفتيات نائمة في التوليت. وكثير من الناس في تلك الأثناء نسي رأس السنة وأصبح يتمتم ويتلعثم ويهيم في خيالاته وحده والبعض لا يستطيع الوصول إلى التوليت دون الاستعانة بالحيطان. في تلك الأثناء وجدت أنا سامنتا كورنيل تجذبني بغتة من يدي بقوة إلى غرفة العمليات "هكذا يسمي نادر حرفنة إحدى غرف المنزل" المخصصة للعناق واللحظات الرومانسية. كانت عقارب الساعة تحبو على مشارف العام الجديد. أذكر أن سامنتا كورنيل ذكرت لي خطتها من قبل أنها ترغبني داخلها لحظة التحول إلى السنة الجديدة، ذاك عندها من دواعي جلب الحظ والسعادة في العام الجديد. بدأت سامنتا كورنيل تخلع قميصي وعيناها في عيني تظهر عمداً تلذذها في وقاحة ودية بفتح الزراير حين تفعلها بهدوء ورقة وعناية. كانت النافذة مفتوحة ومشرعة على الآفاق الملتهبة بينما سامنتا كورنيل منكبة على تجريدي من أشياء فائضة لا قيمة لها تلك اللحظة وهي "الثياب"، هناك أضواء كثيفة وأصوات الألعاب النارية تصم الآذان. وفي اللحظة التي كادت سامنتا كورنيل أن تجردني من آخر قطعة قماش من على صلبي، شهدت على حين غرة في قلب بؤرة الضوء المتفجر كالبركان وجه فتاة جميلة وكأنها الملاك تحلق في الأفق وتسبح وسط خيوط النار تؤشر ناحيتي بكفها اليمنى بينما تمد لي اليسرى آمرة "اقرأ لي الكف يا ساحر النيل" ثم شرعت تصيح في صوت الطلقات النارية غاضبة "تعال إلى هنا، إلى بؤبؤ الضوء" تأمرني أمراً حاسماً ونهائياً " امنع تلك الفتاة عما تود أن تفعله بك". فأصبت بقشعريرة صادمة وتملكني الرعب، فخرجت كالممسوس من الغرفة أهرع إلى الصالون، مذعوراً وشبه عار تاركاً سامنتا كورنيل في دهشتها محبطة وتشعر بالبؤس.

    عندما التقيت سيلفيا لأول مرة في قطار الراين بعد عدة أشهر من تلك الواقعة شعرت بأنني أعرف هذا الوجه الملائكي من قبل وإنني رأيت حتماً تلك الكف التي مسها سحري فسحرتني. بعد تلك الواقعة الغريبة خرجت سامنتا كورنيل يكللها الإحباط الشديد إلى الشارع حيث نادر حرفنة وعليم الجزائري كانوا هناك بالقرب من باب الشقة في الخارج يحدقون في الفضاء المتقد ويشعلون بين الفينة والأخرى القليل من الألعاب النارية التي كانت بحوزتهم. وعلى حين غفلة جاءت شعلة نارية كأنها طلقة حية أصابت جسد نادر حرفنة مخترقة الجهة اليسرى من صدره، فسمع الناس آهاته تكدر المسافات ثم سقط ميتاً في الحال والنار تشعل ثيابه حتى أصبح بقطعة قماش واحدة من على صلبه. فدخل بعدها عليم الجزائري إلى المنزل وأخذ سكيناً من المطبخ واتجه ناحية جماعة من الرجال والنساء البيض كانوا يتجمهرون ناحية الركن الأقصى من الشارع ويطلقون ألعابا نارية شديدة الانفجار. جرى عليم الجزائري ناحيتهم وهو يصيح غضباً ويشهر السكين من أمامه فصادفته دورية للشرطة قادمة في الاتجاه العكسي من الشارع ففتح فيه أحدهم النار فأرداه قتيلاً برصاصة في رأسه.
    وعلى أثر تلك الواقعة المؤسفة والحزينة انتهت شقة ميركاتوربورت وانتهت علاقتي المريبة مع سامنتا كورنيل وانتهت حكاية عرض الأزياء. وعندما طلبني متعهد وزارة العدل الهولندية ليبلغني خبر حصولي على حق اللجوء السياسي بهولندا لم أفرح وكنت أشعر بالحزن والبؤس بالذات عندما علمت أن القرار صدر قبل موت نادر حرفنة وعليم الجزائري بعدة أيام وأنهما بدورهما قد حصلا على الإقامة الدائمة لأسباب إنسانية. ثم علمت فيما بعد أن شوفينكا تاونفورت قد ماتت بدورها قبل ستة أشهر خلت بذبحة صدرية بإحدى ضواحي ريو دي جانيرو. كان حزن. لكن من هنا بدأت حياة جديدة مختلفة. إنه من طبيعة الأشياء.
                  

01-16-2014, 09:04 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    كدا انا حاولت ادي الناس فكرة عن العمل. والباقي على المهتمين وناس الفن والادب نحن ناس هضبة اثيوبية ساكت والهضبة كلها أدب وفن :)

    كلمت محمد جمال يجي بنفسو يمسك البوست دا لكن كلمة السر حقتو ضايعة. نناشد صاحب الحوش بتجديد كلمة سر كاتبنا الكبير عشان نسمع الكلام من خشم سيدو.

    (عدل بواسطة الشيخ أبوجديري on 01-16-2014, 10:41 PM)

                  

01-16-2014, 10:44 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    دي الصفحة الخاصة بالرواية وفي الصفحة كتابات وافكار وقصص كتيرة

    http://riverswar.com/
                  

01-17-2014, 00:17 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    التخلف عن ركب الحضارة!

    قصص قصيرة جداً خاصتي وحكايات من المرحلة المتوسطة والثانوية (أعيد نشرها اليوم لهدف محدد في خاطري.. إسمه: التخلف عن ركب الحضارة)!.
    نشرت هذه الحكايات وأخرى بجريدتي السياسة والإسبوع السودانيتين أيام الديمقراطية 1988 ثم أعيد نشرها وأخرى وفق طلبي بجريدة الخرطوم الصادرة من القاهرة عام 1994

    (أرجو قراءة الملاحظات والخلاصة نهاية هذه الحكايات الصغيرة ً)

    الورد والمأساة
    أعطتني أول ماعرفتها وردة فأعطيتها وردة ...ثم أعطتني وردة فأعطيتها وردة وهكذا دواليك تعطيني
    وردة فأعطيها وردة... لقد كنا سعداء جدا لأننا على ثقة باننا لن نمل العطاء، ستبقى تعطيني وسأبقى أعطيها، وهكذا نكون سعداء أمام العطاء... حتى اذا حدث مالم يكن في الحسبان يوما ما ونفذ مالدينا من الورد كان لابد ان نفترق ، إذ كان عليها منذ البدء ان تعطيني من مأساتها فأعطيها من مأساتي لا الورد وهكذا دواليك لعله ينفذ مالدينا من المأساة ويبقى مالدينا من الورد

    ابتسامة
    ..وعلى حين غرة عميت عيناه عنها فصارت لا تبصرانها... تركت له ابتسامة صغيرة على المنضدة ومضت تحسس الابتسامة سرى فيه شعور بالندم اسف جداً بحث عن مكان أمين يضعها فيه، لم يجد، لكنه تذكر أخيراً حدقتي عينيه فوضعها فيهما فأشرقتا وأبصرتاها

    رجل لم يعد
    أضمرت في نفسها المباغتة....تحسست حظيرة العتاد...اخرجت مسدساً ثم صوبته تجاه شفتيها فتحولتا الى وهج أحمر قانٍ.

    ركبت على صهوة دبابة صغيرة قامت بتمشيط الاقليم الأعلى بعنفٍ أنيق.

    لبست درعاً حول جيدها ثم أمتشقت سيفها الماضي واختبرت كمال اعدادها بمناورات امام المراه وشرعت في سكب كل هذا

    في الشارع العام بملازمة مروحية محملة بالغازات الكيميائية من باب الاحتياط..

    في ذلك المساء تحدثت المدينة عن رجل لم يعد.

    في إنتظارها
    حدث أن أعطتني ثلاث وردات ووعدت بالمزيد فأعطيتها قلب واحد وكتبتها رسالة إعتذار : أني لا أملك غيره...فأخذته وذهبت به بعيدآ... ثم... لم تعد.


    هزيمة النصر

    كلما كنت على مشارف هزيمتها في معركة فاصلة تأمرني "بقبلة"
    Kiss me
    كان تكتيكآ حذقآ منها فنخرج من المباراة متعادلين 1 ل 1 ... كانت تبعثر عزيمتي ... ذاك عندما كنت يافعآ... أنا الآن أملك لياقة بدنية ومعنويات عالية ... معنوياتي تمكنني من تحمل الهزيمة 4 ل 1 .... ولياقتي البدنية تمكنني من النصر في الجولة القادمة 4 ل 3 ... "لا يوجد نصر أعظم من هذا في الوجود

    دلال

    المرة الأولى في حياتي التي شعرت فيها أن صوت المرأة عورة كان عندماحدثتني "هي"!بالرغم من انها كانت تتحدث كما ولدتها الطبيعة

    الوهم

    أنا على ثقة أن معظمالأشياء التي نشعر أننا نفتقدها بشدة في الوقت الراهن. سنجدها في نهاية المطاف تلك هي قناعتي وربما تجربتي!. غير أننا سنتأكد حينها أننا لا نحتاجها بذات القدر الذي توهمناه حينما كانت حلمآ. ستكون دهشة عظيمة... ربما رعب!... تلك الأشياء في الحقيقةموجودة فقط في دواخلنا (في مخيلتنا)

    ملاحظات:
    1- هذه المساهمات كانت مجرد إسكتشات تدريبية كتبتها ضمن محاولات أخرى (ضاعت مني) في المرحلتين المتوسطة والثانوية أيام الجمعيات الأدبية اطلعت عليها في آنها الأديب عيسى الحلو بمساعدة أستاذ الطاهر جمال الدين شقيقي الأكبر (كان آنها أستاذاً بمدرسة المقرن الثانوية) فنشرها عيسى الحلو "الحلو" بالملف الثقافي الذي كان يديره بصحيفة السياسة ونشر بعضها بجريدة الإسبوع.

    2- أعيد نشر بعض هذه المحاولات الإبتدائية وأخرى عديدة بجريدة الخرطوم الصادرة من القاهرة عام 1994
    بتشجيع من الصحافي المرموق فيصل محمد صالح.

    3- بعد دخولي الجامعة (الخرطوم) بعام واحد تقريباً حدث إنقلاب الإنقاذ فتوقفت الحياة وتوقفت أنا بدوري عن الكتابة مثل كل الأشياء التي توقفت وكانت حجتي الشخصية حينها أن لا خلاص غير الرصاص وأعتبرت الكتابة "الأدبية" مجرد ترف ومضيعة للزمن وطفقت أبحث عن عمل مسلح.

    4- بعد عشرين عاماً من ذاك التاريخ 1989 بدأت أكتب من جديد "أحاول الأدب" عام 2009 بعد أن تعلمت أن الفكرة أعظم من الرصاصة وأشد فتكاً ودائماً بطريقة موجبة.. وكم أنا نادم على ما فعلت بنفسي.. لكن أظن أن الإنسان لا يتعلم إلا بالتجربة.. إنه القدر. فكتبت الآن من جديد بعد عهد مديد: قصص وروايات وأفكار ما، آخرها كانت رواية "حرب الأنهار" دار أوراق القاهرة.

    يعني الواحد متخلف 20 سنة على أقل تقدير مقارنة بالأمم الأخرى ذات الظروف الطبيعية وقس على ذلك، كلنا تخلفنا بلا إستثناء، أي كلنا تحتم علينا أن نأجل مشارعينا الطبيعية غصباً وقهراً بوعينا أو بلا وعينا فتخلفنا!.

    الخلاصة: عندي أن كل أمة تعيش عهد الديكتاتورية والظلام تأجل كل شيء جميل من أجل البقاء وحده (متطلبات أجدادنا القدماء) فيصبح كلما دون ذلك ترف، فتتأخر أكثر فأكثر عن ركب الحضارة.. كون خلاصة الحضارة أي حضا رة هو "الترف" أي الرفاهية. وعندما يلوح الخلاص في الأفق تكون الأمة بلا نور فتضيع من جديد حتى تجد الطريق بعد كثير من التعب والعرق والدماء وهو ما يحدث الآن في مصر والعراق وليبيا وكلما يسمى بدول الربيع العربي ونحن دورنا في السودان لم يحن بعد، إذ ما نزال في المرحلة الأولى في طريق التيه الطويل .. ويا للأسف.

    ونصيحتي الصغيرة من تجربتي الصغيرة علينا أن لا نتوقف عن صناعة الفن والأدب والفكرة وأن لا نتوقف عن الحوار و النقد الواضح البناء بحجة الظروف الإستثنائية التي نعانيها جميعاً (كما لا يجب أن نتوقف عن الثورة بمعناها السياسي ولو في أقساط صغيرة، تلك هي شعلتنا الأولمبية في مارثون حتمي قد يقصر أو يطول حسب الجهد المبذول) كما علينا أن نسعى إلى صناعة مشروع فكري وإجتماعي وسياسي دون كلل ولا ملل كي نجعل الطريق أقصر في سبيل الخلاص. ودون أن نغض الطرف عن جمال الحياة ومتعتها ذاك هو الوقود اللازم من أجل المسير!. أي من حقنا أن نرفه أنفسنا لحظياً ما أستطعنا إليه سبيلا دون أن يغيب عنا الهدف النهائي والكلي "الرفاهية الجماعية أي الدائمة".
    وكله حسب تجربتي وتقديري الذاتيين مع علمي التام أن للآخرين تجارب وتقديرات مشابهة أو مختلفة "طبعاً".

    ختامه .. ليس مسكاً (حركة الإخوان المسلمين في بلادنا "بلاد النيلين"):

    كلنا يعلم علم اليقين أن الظلام موحش وخفافيش الظلام تملأ الأفق المجلل بالمأساة والفقر المادي رجل يمشي بيننا على قدمين "بكل قوة عين" ولا يجد من يقتله والفقر المادي لا نديم له غير الفقر المعنوي!.

    كلنا يعلم حتى الأطفال أن من يقود دفة الظلام إلى الظلام والموت والدمار في بلادنا هم منتسبي "حركة الإخوان المسلمين" في السودان بأشكالها وأقنعتها المختلفة.. وعندهم بأس شديد وهم رجال ونساء عندهم المال المسروق وعندهم الخبرة اللازمة للبقاء في السلطة ولا يعنيهم الثمن المدفوع من عرق ودماء البسطاء "نحن" لسنا منهم وجلدنا ليس جلدهم. وهم كما كلنا يعلم قوم شديدي القوة والمحنة والقسوة وقلوبهم من حجارة بحكم الآيديولوجيا والتنشئة والمكاسب المادية ولا ضمائر لهم ولا إنسانية ولا أخلاق ولا أفق جديد ولا أمل غير غيهم كما طغيانهم الذي هم فيه يعمهون.. تلك هي إرادة الدمار!. فماذا أنتم فاعلون يا أبناء وبنات بلادي الطيبين؟.

    محمد جمال
    https://www.facebook.com/Md.Gamaleldin
                  

01-17-2014, 09:54 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    كفاية ولا ازيد عتالة من الفيس بوك!
                  

01-18-2014, 00:42 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    الناس عندها قصص كتيرة في البورد دا عشان كدا ما بكونو عايزين يركزو في قصة أو فهم جديد.

    التحية لكل المفاهيم!
                  

01-19-2014, 05:37 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote:
    الرجل الغريب الميت

    وجد أبي مرة جثة رجل غريب طافية على شاطئ النيل قبالة منزلنا ناحية اليسار. كانت الجثة واهنة ومتحللة وهناك ثقوب في البطن وفي الظهر والأفدح من ذلك أن الأنف والشفتين كانتا مفقودتين كلية بفعل ما يبدو وكأنه اعتداء أسماك أو كائنات نيلية صغيرة على جسد الغريق، مما جعل الناس الذين تدافعوا من القرى المجاورة إلى حيث الجنازة يتفحصون جسد الغريق بأعينهم المذعورة كثيرا خشية أن يكون أحدا منهم أو شخصا ما يعرفونه فلا يستطيعون الوثوق من شيء. تحلق الرجال بجلابيبهم البيضاء حول الجثة من كل ناحية وصوب ومن خلفهم النسوة يبكين الميت في ذعر بين دون أن يتأكدن من هويته وكان الأطفال يتسللون في تلقائية من بين المناكب المتدافعة إلى حيث مكان جثة الرجل الغريب الميت. كان مشهدا مهولا من الفوضى والرعب.

    لقد وصل الخبر في لمح البصر إلى كل مكان في البلدة وإلى البلدات المجاورة وربما أبعد من ذلك بكثير. كان الخبر يزحف ناحية الصعيد "الجنوب"، ناحية تيار الماء الذي جاء بالجثة إلى هنا، إلى حيث منزلنا بجزيرة أم أرضة. ظن كل الناس وجزموا أن الغريق قادم من الصعيد، إنه الاحتمال الذي يشبه وقائع الطبيعة ليس إلا، فليس من المستبعد أن يكون الغريق ذهب إلى الصعيد بمركب شراعية وعاد محمولا على تيار الماء ناحية أهله في السافل بعد أن تسببت كارثة ما في غرقه. ربما انتحر، قتل نفسه عمدا، لا أحد يستطيع أن يجزم بشيء ما أي كان! .
    قفل الناس راجعون من حيث أتوا في سرعة البرق يتفقدون ذويهم ويعلنون خبر الجثة التي جاء بها أبي إلى منزلنا ووضعها على طاولة خشبية كبيرة في صحن الدار بعد أن غطاها بعمامته البيضاء في انتظار ما تسفر عنه الأنباء.

    بعد يوم كامل من البحث في كل أرجاء القرى المجاورة تبين جليا أن الغريق ليس من هنا. ليس من البلدة ولا البلدات المجاورة. إنه رجل غريب. في حوالي الأربعين من عمره. الأمر الوحيد الذي استطاعه أبي هو تقدير عمر الغريق من تمام أسنانه وتناسقها وبياضها. كان من المستحيل تحديد أي هوية محتملة للرجل الغريب الميت. لا أحد يستطيع تخمين قبيلته أو عرقه كون أهم محددات الهوية العرقية مفقودة وهما الأنف والشفتين. كما أن لا أحدا يستطيع أن يتعرف على دين الرجل أو أخلاقه كون ذاك أمرا غير مستطاع.
    والأدهى من ذلك كله قيل أن أحد الرجال الموتورين شك في أن الرجل الميت ربما كان من رهط الأعداء القبليين، فقالها علانية في وقاحة تضاد أي وقار محتمل لمثل تلك اللحظات العصيبة: " هذه السحنة من سحنات قاتلي أبناء عمومتنا في الصعيد". فانقسم القوم تجاه شكه يعلنون موافقتهم أو رفضهم بغير كلمات، فقط صدرت همهمات كثيرة متشابكة يصعب تحديد مصدرها أو معناها على وجه الدقة. ليس ذاك فحسب، لقد جالت برؤوس القوم الكثير من الخواطر "ربما كان كافرا أو نصرانياً، هناك شعائر مختلفة تجب في حقه"، "ربما كان مجرماً، لصاً أو قاتلاً محترفا" أو "ربما اتهمنا أهله بقتله وطلبوا الثأر". كانت الظنون والشكوك والهواجس تزحم المكان. ولكن بين الفينة والأخرى تتجلى مسافة زمنية صغيرة شاغرة تشع عندها حالة من الصمت الظاهري في لباس الخشوع، حالة هدوء يكذبها صخب الدواخل ولجاجة الضمائر. إنه هدوء مفروض قسراً بواسطة سلطان الموت الجبار.

    على أي حال كل تلك الظنون والتخمينات ليست عبطاً أو بلا معنى، فعلى أساسها سيتحدد عمليا "أين سيقبر الرجل الغريب الميت وكيف ومتى". المقابر مقسمة على أساس قبلي (عرقي) صارم وديني غير قابلين للجدل. لا توجد مقابر خاصة بالأغراب أو البشر الميتين غير محددي الهوية. تلك كانت أول حالة تواجه الناس في البلدة. دار جدال ساخن بين رجال البلد حول سؤال " مكان دفن جثة الرجل الغريب!".. كان جله جدلا عقيما وبلا جدوى:
    "أن يدفن جسد الرجل الغريب الميت مثله وأهل البلد فيغسل ويكفن وفق النظام المتبع في العادة، غير ممكن، أن ترجع الجثة إلى مكانها الذي أتت منه خلسة فيحملها تيار الماء إلى شأنها، غير متفق عليه، أن يتم إبلاغ السلطات الرسمية "الحكومية" ويترك لها حق التصرف في الجثة، غير محتمل، كون الحكومة لا تكترث بالأحياء فما بالك بالموتى".
    لقد عطب خيال القوم! .

    أخيرا حسم أبي الأمر. كان رجلاً حكيماً ويتمتع بخواص نادرة. أمر الجميع بالذهاب وترك الجثة له وحده "تلك هي لقيتي التي لقيت، أنا أتبنى هذا الرجل الغريب وأعتبره جزءاً لا يتجزأ من أهلي وأسرتي وليس له علاقة بكم ولا بمقابركم". فانفض القوم بعد بعض لأي جديد. وعند منتصف تلك الليلة وعلى ضوء القمر الخافت الحزين كفن أبي الجثة وصلى عليها وحده سراً، فقط كانت هناك امرأة واحدة تبكي بغير دموع ولا صوت تقف بجانبه تعاونه في مهمته الحتمية، تلك المرأة هي أمي، ثم دفن أبي جثة الرجل الغريب في العراء بالقرب من بيتنا حوالي مائتي متر شرقي الدار وصنع فوق القبر كتلة من الجالوص وغرز يمين القبر ويساره عصا صغيرة من أعواد السنط. وظل أبي لسنوات عديدة لاحقة ومن حين إلى آخر يذهب إلى قبر الرجل الغريب الميت يقف أمامه يرفع يديه إلى السماء راجيا له الرحمة ومتمنيا لروحه السلام. كان يفعل ذلك بصورة دؤوبة حتى رحل بدوره إلى العالم الآخر.

    وظللنا أنا وأمي بدورنا نفعل مثله كلما تحين الفرص وربما حتى نرحل مثلما رحلا "الرجل الغريب الميت وأبي". كما شرع كثير من الناس الآخرين يجيئون إلى القبر بغرض السلام على روح الرجل الغريب الميت. يبدو أن الرجل الغريب الميت ظل يفرض نفسه على الواقع كلما مر الوقت بفضل إعلانه الدؤوب عن قبره وعن وجوده في القبر!. لقد قبله في لحظة بعينها كل الناس الذين رفضوه في البدء كأحدهم، ولو أسكنوه في قبره وحيداً في وحشته الأبدية، وكأنهم الآن يكفرون عن خطيئة ما، ثم رويداً رويداً أصبح "الرجل الغريب الميت" جزءاً لا يتجزأ من المجتمعات البشرية المجاورة "الحية والميتة" وجزءاً لا يتجزأ من وقائع الطبيعة العادية واليومية كما جزءاً أصيلاً من ألغازها العديدة. - See more at: http://riverswar.com/quotes/#sthash.v2d5IPWL.dpuf[/QUOTE]
                      

01-19-2014, 05:47 AM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    سلام
    Quote: كفاية ولا ازيد عتالة من الفيس بوك!

    زيد
    قصص جميله وسرد صادق وهو اقرب الي الواقع.
                  

01-19-2014, 08:10 PM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: عمر نملة)

    اخ عمر نملة

    كلامك صاح. بس ما في زول يهتم بالناس الما عندهم شلل ولا احزاب سياسية!

    اوعدك بالمزيد، بس خليك قريب
                  

01-22-2014, 05:30 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    Quote: مزيد من التعارف في صياغات أدبية "مقاطع منتقاة متعلقة بالتعريف والتعارف كتبها المؤلف في أوقات مختلفة ونشرها وفق مناسباتها في مواقع مختلفة":


    قصة إسمي "الهدية" وحكاية "الملاك" الذي شرب المقلب!

    1 -4

    أنا والعياذ بالحق من أنا يا أهلي وأحبابي وأصدقائي، أخوكم "محمد جمال الدين". كان إسمي الرسمي "محمد هدية الله" وحتى الصف السادس الإبتدائي ثم أصبح بعد ذلك "محمدا" فقط ناقصا "هدية الله" و كثيرا ما ناداني أهلي بعده عبر السنين ب "الهدية" حافة دون إلصاقها بإسم الجلالة، غير أن إسمي الرسمي على الورق وعند الآخرين يكون على الدوام محمد (محمد جمال) وتلى ذلك تمليح إسمي ب: أبو حميد وإشتقاقات أخرى عديدة . الكلام دا يأتي من وحي الترحاب والإحتفاء الفائق الذي نصبه لي أهلي في منتديات جبل أولياء فردوس النيل الأبيض (ينصرونني ظالمآ أو مظلومآ) تحت عنوان: محمد جمال الدين ( الهدية ) أهلا ومرحبا بك… شكرآ لهم.

    ولإسمي المندثر محمد هدية الله (الذي صار إلى الهدية) قصة شيقة رواها أبي عن "الملاك" الذي زاره في المنام ولعدة مرات قبل ميلادي بعدة أشهر (أحب أن أشرككم إياها) لما فيها من بعض الطرافة!.
    قال الملاك لأبي "سيكون ولد، ذكر، سمه، محمد هدية الله". وقال أبي أن الملاك الذي زاره في المنام عدة مرات كرر له في كل مرة من تلك المرات ذات الرسالة (محمد هدية الله) وشدد الملاك على أن الولد سيكون له شأن عظيم في الحياة الدنيا وفي الآخرة. هذا الولد هو "أنا"!.
    أبي كان شيخآ في حوالي السبعين أو الثمانين من عمره عندما ولدت أنا وهو رجل متصوف ورع عرف عبر حياته الطويلة الهادئة بالصدق والأمانة والتعبد ومحاولة التقرب إلى الله.

    وكان أبي واثقا جدا مما بشر به وحكى القصة الشيقة للناس قبل ميلادي بعدة شهور وظل يرددها حتى حصحص الحق. وحينها لم يكن من وسيلة طبية لمعرفة نوع الأجنة في الأرحام. وروت لي أمي كما وجدتي وخالاتي وعماتي وجمع غفير من الناس "الشهود" أن أبي ابتاع لي قميصا وحذاءا خاصا بالولدان الذكور ، وجهز خروف "السماية" قبل ميلادي بعدة أسابيع.

    وحدث تماما ما رواه للناس. جاء ولد، هو أنا. ورأتني أمي جميلا بطريقة لا يجدي معها غير التمائم والتعاويذ ففعلت بيدي ورقبتي الصغيرة سبحا وخيوطا من صنع الشيوخ العظام والفكية الأشداء وأعتادت أن تتردد بي على قريبي الشيخ الراحل التاج أبو كساوي وكانت "تدسني" في الغرفة المجاورة عندما تزورها حاجة (س) السحارة! . هو بالطبع شعور كل الأمهات بل كل المخلوقات تجاه مواليدهم. وأسماني أبي كما حدث به (محمد هدية الله) وكان سعيدآ غاية السعادة بي وكنت أحد موضوعاته المهمة في الحياة. حتى إذا ما شب ساعدي تترت له المفاجآت غير السعيدة !.

    2-4
    قلت أن أبي تعرض لعدة مفاجآت مني لم يحسب لها حسابا وكان بعضها داويا جدا ولو أنها لم تثنيه بالكامل عن تصوراته المسبقة!.
    المفاجأة الأولى كانت رفضي لإسمي "الملائكي" وللمهمة العظيمة التي قال بها الملاك أي "حرب مع الملائكة" ثم توالت المفاجآت الواحدة تلو الأخرى فوق رأس أبي ولا أقول الملاك!.
    عندما بلغت الثالثة كان ابي مهتمآ جدا بي حيث كنا نقيم في مزرعتنا وحدنا (لا أحد غيرنا لعدة كيلومترات) في جزيرة أم أرضة من أعمال جبل أولياء. كنت أنا الوحيد مع أمي وأبي إذ أن البقية كانوا في المدارس وإذن فهم يسكنون في الحلة مع حبوبتي " آمنة بت حماد" ثم عندما يشتد عودهم يرحلون إلى منزلنا الآخر الكائن في مقدمة الحلة بالقرب من ميدان الكورة بود أبو دروس فيقيمون عيشهم بأنفسهم. وجميعنا يمر بتك المراحل. وأنا دوري بدوري سيأتي لاحقا. بدأ أبي يعلمني بنفسه مباديء القراءة والكتابة منذ الثالثة من عمري.
    وفي مرحلة محددة من دراستنا وصلنا إلى التاء المربوطة . وحدثني أبي أن التاء المربوطة تأتي لدى الأسماء المؤنثة وحدها. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى كشفت أن بإسمي "الهدية" تاء مربوطة هي ذاتها التاء التي قال لي بها أبي بنفسه ثم أكدها لي الطالب المنظم و النجيب حينها والذي سيصبح أستاذآ مرموقآ في وقت لاحق وهو الأستاذ الطاهر جمال الدين شقيقي الأكبر والذي تولى أمري بالكامل لاحقا بعد أن أوصلني ابي مرحلة محددة من الإلمام بمباديء القراءة والكتابة في حدود السنة الثالثة والنصف من عمري. ماذا حدث؟. أنني عند الرابعة من عمري رفضت أسمي رفضا قاطعا وطالبت أبي تغييره. لكنه قال لي أن اسمك من إنتقاء الملائكة "لا يجوز ولا يمكن تغييره مهما كان" وأنه إسم للأولاد لا البنات كما تظن وحاول أن يبرر لي كلما أمكن لكن دون جدوى!. فطالبته بأن يذهب للملائكة من جديد ليختارو لي إسمآ يليق بولد شقي في مقامي. لكنه تمنع بلطف شديد و أنا أصر على رفضي حتى النصر!.
    وفي مرحلة محددة سألت أبي من جديد عن فحوى المهمة التي قال بها له الملاك ذو الحسن والجمال الشديدين و الذي يلبس أبيض في أبيض ولديه جناحان من نور. قال لي أبي إنه لأمر عظيم سينجلي في أوانه وصمت صمتا وقورا وكأنه يستعيد مشهد "الملاك" في مخيلته. كان دائما هدفي هو الإلتفاف على الإسم برفضي للشأن "المهمة العظيمة" التي ورطني بها الملاك دون إستشارتي!. إذ ظننت أن رفضي للمهمة على عظمتها قد يسهل من تغيير إسمي إلى محمد فقط زي محمد ود خالتي السيدة دون أن تلحقني "الهدية". ولهذا عندما بلغت الخامسة جئت لأبي وقلت له في ما معناه "أنا ما عايز أعمل أي حاجة عظيمة" مش على كيفي؟!. قال لي: لا، ما على كيفكّ!. انت مسير غير مخير. فابتأست بؤسا عظيما وأصبح يغشاني الغم والهم من كل جوانحي. يا لهذي الورطة!. ليه أنا بس "الشقي". الملاك دا ليه ما كان إشوف زول غيري!. وظل إسمي "محمد هدية الله" حتى غيرته بنفسي عند الصف السادس الإبتدائي دون أن يعلم أبي في حينه بالأمر. فأصبح إسمي الرسمي هو "محمد" وتم شطب "هدية الله" أو "الهدية" نهائيآ بواسطة القمسيون الطبي. فانتصرت لإرادتي تعسفيا. غير أن "الهدية" ما زالت تلاحقني حتى اليوم. وكم أصبح إسمآ محببآ لدي "بس بعد ما فات الأوان" ورفضت الوظيفة الملائكية وهسه شغال أشغال بشرية مرهقة وما زال البعض يناديني ب "الهدية"، يا لي من رجل شقي!.

    3-4 | جريمة سرقة
    ستكون قصتي القصيرة جدآ هذه المرة قصة سجون. جرائم يعني. جرائمي أنا، لا زيد. أنا دخلت السجن في حياتي الصغيرة دي 9 مرات ( يعني متردد سجون) سوابق!. من سجن جبل أولياء إلى بيوت الأشباح إلى سجن مطار أمستردام حيث اتهمت بإختطاف طائرة الخطوط الجوية الهولندية الملكية (سبق أن رويت كل ذاك في أوقات سابقة).
    أول سجن دخلته كان عمري حوالي 5 سنوات (جريمة جنائية) مسجلة رسميآ تحت الرقم 543 محكمة جنايات جبل أولياء. ومعلومة للجميع. .. وهذا أمر سابق على معركة الكوشة بأربع سنوات. القصة دي ليست من الخيال بل واقع مشهود وسأرويها كما هي ولن أضيف عليها محسنات بديعية.
    والحكاية جاءت من طموحي Obsession في إمتلاك أنوار أحد السيارات "لمبات العربية" آنذاك. ولاحت الفرصة لي عندما سرق ثلاثة من اللصوص المحترفين سيارة ميرسيدس بينز آخر موديل وشلحوها في مكان ليس ببعيد من بيتنا. وكنا نسكن في شبه جزيرة في الخلاء مغطاة بكتل من الأشجار الكثيفة قصيرة القامة. لم يرهم أحد غيري. لم ابلغ أحد. كنت أراقبهم من على البعد متخفيآ تحت الاشجار وفي خلدي فكرتي الساحرة. كان لهم مأربهم الواضح في "الإسبيرات" (لم يكن ليهمني) وكان لي هدفي الواضح في "إسبيري" الخاص. عندما أخذوا من السيارة ما أرادو وفروا هاربين. لملمت أنا كل الممكن مستخدمآ قميصي كمخلاية. وجدت مجموعة من اللمبات المعطوبة والمهشمة وأشياء أخرى كثيرة غير ذات قيمة مادية والا لما تركها اللصوص وجئت بها راجعا الى البيت.
    ولأني لم أكن لأحسب ماذا سيكون رد فعل أبي أو أمي تجاه أدوات لعبي الجديدة فضلت إخفائها في مكان أمين وحتى يحين موعد اللعب غدا. غير أن في نفس الليلة وأنا نائم جاء البوليس وأخذ أبي معه الى التحقيق.
    وكان موقف أبي حرجا جدا. إذ هو معروف كشيخ ورع ولا تحوم حوله الشبهات. لكن هناك دليل مادي في بيته، شيء لا يقوى هو نفسه على تفسيره. ولا أحد طبعآ سيشك في الطفل الوحيد البري ولا أمه إذ لا أحد غيرنا التلاتة. إذن فهو الشيخ جمال الدين. وعندما علمت أنا عند الصباح الباكر بالكارثة لذت بالصمت خوفآ من عاقبة الأمر "فقد أعاقب بالجلد" وبالذات حينما يعلم خالي "الشفت" وكنت حزينا جدا من الناحية الأخرى كون جهة ما قد صادرت ألعابي غير العادية. و عندما سألت سؤالا عرضيآ من أمي إن كنت رأيت شيآ غريبا في الأمس، أقسمت بكل الآلهة أنني لم أر شيئآ لا عاديآ ولا غريبآ وإلا لكنت ابلغتها على الفور.

    على كل حال لم أكن لأتصور أن مكروها سيصيب أبي كوني كنت مؤقنا بأن أبي يمتلك قوة خارقة تمكنه من فعل كلما يريد مثله ومثل الله. وفي كل الأحوال فقد لاحظ المحقق أن الأدلة المادية على سرقة أبي للميرسيدس مخفية في قميص يبدو انه "بتاع شافع".
    عندها تحاومت قليل من الشكوك حولي!. وكان بالطبع قميصي. وجيء بي إلي نقطة البوليس. فأنكرت. ثلاثة ساعات وأنا أقول لا أدري. وفي الساعة الأخيرة من المفاوضات الشاقة والمضنية طلبت ضمانات محددة في حالة إعترافي، من ضمنها عدم إيقاع أي نوع من العقوبات علي شخصي وإستعادة "لمباتي" المصادرة. وقد حدث.
    كما أدت أقوالي المسهبة الى القبض على الجناة بعد أن إستطعت أن أصف شكل أحدهم وكان مميزآ " طويل القامة و شعر خنفس ولونه أصفر فاقع". فأصبحت شاهد ملك. وتم القبض عليه في الحال كونه سوابق وكان إسمه فوزي، وجيء به إلي فتعرفت عليه في الحال. وبهذا تم إطلاق سراحي وسراح أبي وسراح "لمباتي".

    4-4 | معركة الكوشة
    معركة الكوشة مثلت أفدح المفاجآت في سلسلة الكوارث المتتالية التى عاناها أبي العزيز.
    كان عمري حوالي 10 سنوات (جرائم ضد الإنسانية وحرب) راح ضحيتها 15 عدوآ جريحآ، مسجلة تحت الرقم 865 محكمة جنايات جبل الاولياء. عرفت بمعركة "الكوشة". ومعلومة للملأ. العقوبة كانت في البداية تغريم أبي مبلغ مالي محدد وتهديده إذا تكرر الأمر بحجزي في الأصلاحية.

    Part 1 | خلفية معركة الكوشة (الحرب أولها كلام)
    في ذات اليوم الذي جيء بي الى المدرسة الإبتدائية وعمري حوالي ست سنوات ربما أقل. كان على أن اختار بين الصف الثاني والثالث كوني متقدم على التلاميذ بحكم أنني دارس مسبقآ في منزلنا بواسطة أبي وشقيقي الأكبر الطاهر جمال الدين. غير أنه تصادف ان كان ذلك اليوم هو يوم التطعيم ضد الأمراض المعروفة وهو كالعادة يوم عصيب لا يقل في شيء عن يوم القيامة وقد يكون اسوأ بكثير، على الاقل في يوم القيامة هناك أمل في الجنة هناك ثواب لمن عمل صالحآ. لكن في يوم "التطعيم" هناك شيء واحد سيحدث لا غيره وهو "القروحة" الشيء الذي لا يقل في شيء عن "الطهورة" بدون بنج. فقد رأيت ألمآ وصراخآ وعويلآ تنفطر من وقعه القلوب. إنه يوم الحشر. وكنت أنا الشخص الوحيد الذي نجا هربآ بفعل لياقتي البدنية الجيدة. وجئت الى بيتنا لاهثآ كجرو عضه الجوع والظمأ. واقسمت أن لا أعود أبدآ الى المدرسة مرة ثانية.
    وباءت كل المحاولات الساعية الى إقناعي بالعدول عن قراري أو "فراري" بالفشل سواءا بالقوة أو الإقناع. والسر أن لا أحد أستطاع أن يشرح لي فحوى التطعيم ومغزاه وانه يوم واحد في العمر. كنت أتصور أن كل يوم كدا!. كما أن لا أحد تصور ان التطعيم هو مشكلتي الأساسية.

    وكان تفسير أمي مريحآ جدا. فأعتبرت الأمر مجرد عين "سحر". وذهبت بي الى الشيخ التاج ابو كساوي فأقر بأن بي شيء من المس. وما أخطأ!. وكان أبي أكثر عملية من الآخرين. فامر أخي الأكبر بتكثيف الحصص الدراسية التي عادة ما أتلقاها في البيت مذ كان عمري ثلاث سنوات . وكان أمرآ حسنا. وعندما بلغت مدآ محددآ بدأت الصورة "تنعدل" في رأسي واصبحت أفكر بطريقة أكثر واقعية. فدخلت الصف الثالث الإبتدائي مباشرة وكان آخر العام.
    والمفاجأة غير المتوقعة وغير السارة لبعض الناس أنني حصلت في امتحان نهاية العام "أول إمتحان في حياتي" على مائة في المائة في جميع المواد الدراسية. كنت أول الدفعة بتفوق لا أحد توقعه لدرويش صغير مثلي. إذ كان مشهودآ لي بالدروشة. كان أمرآ صادمآ حتى لي أنا "ذاتي" صاحبه. فأنا لم أكن لأتوفع "مني" كل ذاك. وفي كل الأحوال فإن ذاك أمر قد يحدث وليس خارقآ للعادة على وجه الإطلاق.

    غير أني اصبحت مكروهاً بطريقة مؤسسية من جميع الأولاد في الفصل. وبالذات أؤلئك النفر الذين اعتادوا ان يكونو في لستة العشرة الأوائل. فقد تسببت بشكل مفاجي في دحرجتهم جميعآ الى الخلف. بشكل لم يكن في وسع مداركهم الصغيرة إستيعابه. فإعتبروني فال نحس. وقال بعضهم بأني جن. ولغبوني بالكافر. وقالو أنهم رؤوني أجالس الموتى في مقابر البلدة " أصادق "البعاعيت". فدبرو لي مجموعة من المكائد الصغيرة المقلقة. بل وصل ببعضهم الحد الى التحرش بي وضربي وتهديدي باشكال مختلفة على أمل أن أغيب من الدراسة أو أرجع الى البيت كما كنت. وقد فكرت أكثر مرة في الأمر. لكني أصبحت شهيرآ في المدرسة ومحبوبا من الأساتذة وكل الناس تتحدث عني في "الحي" بشكل إيجابي وكثيرآ ما رمقنني الصبايا بعين الإعجاب. بل وتجرأت أحداهن بكتابة أو رسالة غرامية وصلتني في حياتي. كانت الرسالة من سطر واحد. كلمة واحدة. "بحبك".
    هل أترك المدرسة؟. كل ذاك المجد من أجل مجموعة من الرعاع. لا!.

    Part 2 | المبررات الأخلاقية للمعركة
    لقد تحتم علي فعل شيء ما تجاه ما يحاك ضدي من مؤامرة عفوية منظمة. كان شيئآ رهيبآ في صدر طفل غرير مثلي. كان ألمآ عظيمآ (شكل كل تاريخ حياتي المستقبلية). لقد توجب علي الرد، كان علي تأديبهم ولا مجال ولا خيار غيره أبدآ، هذا أو الطوفان. فتحتم علي النهوض بتأسيس أول منظمة "عصابة" في حياتي من وحي الضرورة. كانت أول منظمة مجتمع مدني من نوعها "في حينا" إن لم يكن في جبل أولياء قاطبة. جاء إسمها عفويآ "لازم نأدبهم". شملت عضويتها جميع المضطهدين والبؤساء في الحي. وتكشف لي أثناء المرحلة التمهيدية للتأسيس أمرآ جلل. إذ أعترف أحد الأطفال أنه لمدة إسبوع كامل لم يتناول وجبة إفطار. لماذا؟.
    لأن فلان بن فلان كان يأخذ مصروفه بالقوة كل يوم ويهدده إذا أفشى السر بمزيد من الضرب وعقوبات أخرى مادية ومعنوية. وفلان هذا تصادف أنه هو ذاته من كان يقود الحملة المسعورة ضدي "شخصيآ" لأنه كان أخاه أول الدفعة قبل قدومي إلى المدرسة "فملى رأسه بالأحقاد" . فقد كانت هدية السماء. واعترف المزيد من المضطهدين والبؤساء والمعذبين في الأرض بأمور أخرى لا تخطر على بال البالغين ولا الجن. وجاءني الصغار زرافات ووحدانا "مبايعين وآملين" في نصر مبين.

    Part 3 | التحضير للمعركة ورسم الإستراتيجيات الهجومية والدفاعية
    نظمنا صفوفنا وحددنا يوم الخميس التالي للقاء بالكفرة. هكذا أسميناهم. ولقبناهم بأسماء مثل أبو لهب وعبد الله بن سلول وهلمجرا. مما درسناه لتونا عن الصدام بين الكفار والمؤمنين في بداية الدعوة المحمدية.. وقد تم تعيين "سعادتي" بالإجماع السكوتي في مكان هو مكان النبي في معركة بدر. وكنت الآمر الناهي.
    كنا حوالي 15 وتكون الجناح المعادي من حوالي 25 فأمرت فيالق جيشي الميمون أن يعسكر في مكان إستراتيجي جاعلين "كوشة الحي" من خلفنا. وكان ذاك هو السر من وراء تحقق النصر التاريخي الميمون. وإمعانآ في التماهي مع ما درسنا عن حروب المؤمنين والكفار فقد ذهبت إلى أحد بنات خالاتي الصغيرات لتحمل لنا الماء وتهتم بالجرحى من خلفنا… ففعلت.
    وأرسلت قبل المعركة بساعات رسولي للطرف الآخر وهو إبن خالي "عثمان عبد اللطيف"… فإتفقنا مبدئأ أن نشتبك فقط بالآيادي دون إستخدام أي أدوات أخرى "مبارزة شريفة" الشي الذي يعضده إرث قديم وأصيل من تاريخ "الجعلية" كما كنا نظن أو نسمع من الكبار.
    لكن لعدم ثقتي في أمانة أعدائي فقد تحوطت بالتعسكر في مكان إستراتيجي. هو الكوشة. كوشة حلتنا. جعلت الكوشة من خلفي. آلات "اسلحة" خلقتها الظروف الطبيعية بغرض الإستعانة بها في حالة غدر الكفرة بنا (أي الخطة ب). وقد صدق حدسي تماما. كانت خطة حربية سليمة من نوع نابليوني

    Part 4 The Battle | الإشتباك (تنفيذ الخطة المرسومة)
    وبينما جندي يصطفون من خلفي في ثبات شديد برغم قلتهم النسبية… فقد فاجئنا الأعداء بوابل من الحجارة الثقيلة فأدموا كثير اً منا، في مسلك مناقض للشروط والمواثيق المتفق عليها. كان شيئا رهيبا. فما كان مني إلا أن أمرت جيشي بالفر الى الكوشة (تنفيذ الخطة ب) ثم الكر بعد جلب كل ما يستطيعون من الأدوات "الكوشية" الممكنة والمؤذية، كل شي. ثم الكر والهجوم مرة ثانية بقوة. ولكن ما حدث كان فاجعة إهتزت لها أركان الدنيا.
    إذ تصور الطرف الآخر أننا نهرب. فجرو من خلفنا يصيحون "وي وي الخواف جرى".

    وفي لحظة أنهماكنا في تسليح انفسنا "كوشيآ" إلتحمت معنا القوة المعادية في معركة غير متكافئة هذه المرة. فأوسعهم جيشي ضربآ وطعنآ "كوشيآ" في كل أرجاء الجسد بادوات الكوشة المسمومة. كان دمآ مهولآ.

    سقط 15 عدوآ جريحآ في خلال 15 دقيقة لا غير. تلقو جميعهم علاجات مختلفة في مستشفي جبل أولياء التخصصي (أي الكبير). كان حدثآ رهيبآ. لكن لا بد منه. إنها الحرب. ثم جاء البوليس. المفاوضات. فأعترف الجميع بلا إستثناء بأنني القائد والمدبر والمنظم. لم أنكر. وقفت أما القاضي كشيطان رجيم وقلت نعم!. كان إعترافي فاجعآ لأبي ولأهلي. وكان ما كان.

    Part 5 | الحلقة الاخيرة
    محاكمة المجرم "الهدية" قائد ومدبر " الحرب الكوشية" اللعينة والتي عقبها إنبلاج فجر جديد من العدل و الصلح والسلام.

    العقوبة كانت في البداية تغريم أبي مبلغ مالي محدد وتهديده إذا تكرر الأمر بحجزي في الأصلاحية. ثم حدث شيء مختلف جدآ بعد قليل. كانت براءة بعد سماع أقوال مدهشة من أطفال دافعو عني وعن موقفي من جميع الأطراف. وقال الذي كان يأكلون "مصروفه" والله "الهدية" دا أحسن زول. كويس. و"الهدية" كان إسمي الرسمي آنذاك. ثم أنتحب باكيا بكاءآ مراً ترجرجت له قاعة المحكمة. وحكى أمره كما حكى الآخرون القصص. كانت براءة جميلة… تخلل الأمر إعتراف من الطرف المعادي بأخطائه… أشبه بلجان الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا….. ثم انه كان من بعدها سلام الى اليوم. سلام في أسوأ أحياء الجعليين قساوة في جبل أولياء. هو حينا "حلتنا". فأصبح كل في حدوده. وكل يأكل ما قسمته له أمه أو أبيه. ولا فرق بين ذاك وهذا. و لم يكن موقفي في الحقيقة سليماً لكن المحكمة كانت بلدية (أهلية) وكان مستشارا القاضي هما الرجلان المعروفان في البلد (يعقوب عثمان وعلى حامد) فتمت تسوية ما مع أبي لا أعرف تفاصيلها حتى اليوم !.
    وتلك هي حكاية "الملاك" الذي شرب المقلب. شكراً للملاك والمحبة والتحية والسلام على روح أبي "جمال الدين" وعلى حسن ظنه بي وبالملاك… وأنا والله كلي أسف للملاك "الفكرة ما زبطت نسوي شنو؟" .

    تعقيب "1":
    أنا ضد العنف بكل أشكاله وبشكل مطلق. وروايتي لهذه القصص الصغيرة ليس إحتفاءآ بها وإنما أريد منها أخذ العبر الضرورية من أجل المساهمة في توجيه سلوك الأطفال نحو حياة أكثر سلمآ وإنتاجا وإبداعا. كما أنني أعتدت أت أسجل كل تفاصيل حياتي الخاصة بخيرها وشرها أظن لأنني أعيش في الغربة مذ زمن طويل وتلك الأحداث "الذاكرة" تجعلني أكثر إلتصاقاً بأهلي وبلدي، أو كأنها هي هويتي، لا أدري!.

    تعقيب "2"
    ب"الملاك الذي شرب المقلب" أعني بالطبع ذاك الشكل الذي تهيأ لأبي في أوانه دون أن أعني الملائكة بمعناها المطلق و المقدس… لدى البشر الآخرين!.

    تعقيب "3"
    لا أؤمن بالأدوار البطولية ولست "ميتافيزقياً" وأعرف أن الناس وحدها تصنع أقدارها لا الأبطال الإسطوريين. ذاك وهم!.
    - See more at: http://riverswar.com/author/#sthash.vgvsvxZ0.dpuf[/QUOTE]
                      

02-03-2014, 01:22 AM

الشيخ أبوجديري
<aالشيخ أبوجديري
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا وسيلفيا الهولندية (رواية: حرب الأنهار) لمحمد جمال الدين روعة والله (Re: الشيخ أبوجديري)

    من جديد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de