|
|
 مولانا الميرغنى فى خطاب الاستقلال ..حذرنا ان انفصال الجنوب لن يحقق الاستقرار...
|
لا فى الشمال ولا فى الجنوب ....
ببسم الله الرحمن الرحيم
خطاب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل
بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لإستقلال السودان
الأربعاء يناير 2014م
...
قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا
ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) سورة إبراهيم الآية:24-25
جماهير شعبنا السوداني :
جماهير حزب الحركة الوطنية الأوفياء :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
نحييكم اطيب تحية في هذه المناسبة التاريخية الخالدة ، ونحن نجدد في هذا اليوم المبارك الاحتفال بذكرى استقلال السودان المجيد . وننتهز هذه السانحة لنتقدم بالتهنئة بهذا اليوم الوطني لجماهير شعبنا الصابر الصامد ، كما نتقدم بالتهنئة للإخوة المسيحيين بأعياد ميلاد السيد المسيح عليه السلام . سائلين المولى القدير أن يعيد هاتين المناسبتين العزيزتين على الوطن والمواطن بالاستقرار والأمن والرفعة والنماء .
المواطنين الشرفاء :
لا بد لنا ونحن نحتفل بذكرى الاستقلال المجيد ، ان نحي صناع الاستقلال وابطاله الكرام . ونحيي في هذه المناسبة العظيمة راعي الحركة الوطنية مولانا السيد على الميرغني . والرئيس الشهيد إسماعيل الشهيد اسماعيل الأزهري ورفاقهما الأبرار من كل الأحزاب والتنظيمات السياسية في وطننا العزيز . الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل وطنهم ومواطنيهم ، وأستطاعوا برأيهم الثاقب وبتضحياتهم وكفاحهم أن يحققوا للسودان حريته وإستقلاله وكرامته ، فجزاهم الله خيراً عن أوطانهم ومواطنيهم . ورزقنا الثبات على مبادئهم السامية ، الهادفة لتحقيق مصلحة الوطن ورفع المواطن وعزته .
ولا يظن احداً أن إستقلال السودان أتى سهلاً ميسراً ، فقد جاء عبر نضال مستمر ضد الاستعمار الذي جثم على أرض الوطن لأكثر من نصف قرن ، وزج بقيادات الحركة الوطنية في السجون ، وابعد جزء منهم عن مدنهم ، وجرى نفي البعض إلى خارج الحدود، فما وهنوا ولا استكانوا ولكن ثبتوا وناضلوا ، وسطروا أسمائهم خالدة في تاريخ الوطن .
المواطنون الكرام :
عندما وقعت إتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان في فبراير 1953م بالقاهرة ، وجرت اول إنتخابات عامة في البلاد بإشراف لجنة دولية حيث نال الحزب الوطني الإتحادي أغلبية المقاعد في مجلسي البرلمان والشيوخ ، وكانت هذه الانتخابات العامة التي خاضها الاتحاديون بإشراف مباشر من راعي الحركة الوطنية والحزب الوطني الاتحادي مولانا السيد على الميرغني تكللت بالنجاح وبالأغلبية البرلمانية الكاسحة . وشكل حزب الأغلبية أول حكومة وطنية منتخبة برئاسة الرئيس إسماعيل الأزهري في عام 1954م ، واستطاعت هذه الحكومة المنتخبة بإخلاصها وجسارتها إنجاز المهام الرئيسية التي نصت عليها إتفاقية الحكم الذاتي في تحقيق السودنة وإجلاء القوات الاجنبية عن البلاد في خلال عامين فقط عوضاً عن ثلاث سنوات .
وتوحدت إرادة السودانين وإجماعهم وراء إعلان الاستقلال من داخل البرلمان 19 ديسمبر 1955م وكان الفضل في ذلك يعود لشجاعة الرئيس الأزهري ، بموازرة ومساندة راعي الحركة الوطنية مولانا السيد على الميرغني ، ودعم جماهير الحركة الوطنية الواعية .
المواطنون الكرام :
لقد أنجز اول برلمان سوداني الانجاز الوطني الأكبر ، بإعلان إستقلال السودان بتوافق جميع أعضائيه من الشرق والغرب والشمال والجنوب ، وموافقة كل الأحزاب السياسية ، وكل التيارات الفكرية ، في صورة خالدة من التآلف والتآزر ، وقد كان شعبنا وقياداته السياسية يومها يسمون فوق الأغراض والأهواء . وانحاز الجميع لمصلحة الوطن العليا ، دون نظرٍ وإعتبارٍ لمصلحةٍ سياسية أو رغبات ذاتية . وإننا اليوم بعد مرور ثمانية وخمسون عاماً من الاستقلال الوطني ، أحوج ما نكون للاهتداء بهذه الروح الوطنية السامية في واقعنا الراهن ، لنزيل عن هذا الوطن المحزن والظروف الحرجة التي يمر بها ، ولنعيد لسوداننا الحبيب مجده وعزه ، ولمواطنيه امنهم وسلامهم ووحدتهم .
إننا لا نريد نعدد مفاخر وإنجازات تلك الفترة العظيمة ، فهي راسخة في تاريخ هذا الوطن ، ولكننا نريد أن نجدد التذكير بأن هذا الحزب العريق الذي قاد النضال ضد الاستعمار وضد الأحلاف وضد العنصرية وساند حركات التحرير في أفريقيا حتى تحررت جميعها من نير الاستعمار ، وأيضاً هو الحزب الذي أستطاعت قيادته المؤمنة الحكيمة في أن تجمع الملوك والرؤساء العرب في مؤتمر الخرطوم 1967م ويستطيع أن يحقق الكثير في الحاضر والمستقبل ، استناداً على مواقفه الثابتة والمعلنة ، وعبر توحد صفوف قياداته ووعي جماهيره الثاقب . وتبني حلول سياسية ووطنية يلتف حولها الجميع .
المواطنون الكرام :
إن البلاد تعاني الأزمات والحروب ، ونؤكد أننا بعون الله وبعزيمة وإصرار حزبكم العملاق ، وثبات وسند وجماهيره الواعية المتقدمة الجسورة سنتجاوز هذه الظروف الصعبة التي نعيش تداعياتها الآن . واستناداً لمسئولياتنا الوطنية والتاريخية سنعمل على دفع وتعزيز قيم ومبادئ إستقلال السودان ، لذلك نجدد الدعوة لتحقيق الوفاق الوطني الشامل لمواجهة الاخطار والمهددات التي تحيط بالوطن ، ونحث أهل السودان قاطبة إلى وحدة الصف والكلمة ولم الشمل الوطني من اجل التوافق على الثوابت الوطنية في هذا الظرف الدقيق ، والعمل على وقف كافة اشكال العنف والنزاعات والاضطرابات في أي مكان بالسودان ، فالمسئولية الوطنية والتاريخية تحتم علينا أن لا نألوا جهداً أو ندخر وسعاً لوطن ديمقراطي آمن ومستقر يعيش فيه أهله في سلام وامان .
المواطنون الكرام :
إن الشعب السوداني الكريم حباه الله بتعدد الأعراق وتبيان الثقافات والعادات ، وترامى الأطراف والجهات ، واختلاف الألسن واللغات ، وبالرغم من حقيقة هذا التعدد الإثني والعرقي والثقافي أنصهر المجتمع السوداني ، وتصاهر حتى أصبح جسماً واحداً متماسكاً ، واستطاعت مكوناته النختلفة السياسية والدينية والقبلية أن تحقق القاسم المشترك الأدني من الوحدة ، والتي كانت صمام أمان للوطن ضد إستهداف وتفتت . الا أن هذه المكونات الجامعة لأبناء الوطن تعرضت لحملات تخريبية أضرت بالكثير من قيمها وموروثاتها ، وادى لضعف دورها في تثبيت دعائم الوحدة والاستقرار في البلاد ،وكانت النتيجة الطبيعية ظهور الكثير من العلل والأزمات السياسية والاجتماعية والأخلاقية في مجتمعنا السوداني .
إننا في هذه الذكرى الخالدة ، وكما نبهنا في مناسبات عديدة من خطر تشظي الوطن واختلاف مكوناته وما يواجهه من تهديد لوحدته واستقراره . ولن نستطيع تجاوز هذا التحدي الماثل إلا عبر وفاق وطني شامل يجمع مكونات هذا الوطن في صعيد واحد للمشاركة الفاعلة في تحقيق الإستقرار السياسي والإجتماعي ، مستلهمين الدروس والعبر من إخفاقات الماضي ، ومتمسكين بالقيم المثلى والأخلاق الفاضلة بما يجعلنا نحافظ على ديننا ووطننا ومقدراته ومكتسباته في الحاضر والمستقبل .
المواطنون الكرام :
تمر علينا هذه الذكرى الخالدة وقد مضت ثلاثة أعوام كاملة على إنقسام الوطن العزيز إلى دولة في الشمال ودولة في الجنوب ، وقد أعلنا موقفنا الثابت مع وحدة السودان تراباً وشعباً مراراً وتكراراً ، وحذرنا بأن الإنفصال لن يحقق إستقراراً في الشمال أو الجنوب ، وها هي الأحداث تؤكد رؤيتنا ، وتدلل على صحيح نهجنا عدم التنازل أو التخاذل عن شبر من ارض السودان الواحد الموحد ، فوحدة الوطن وسلامة أراضيه مسئولية تاريخية يتحملها الجميع . وإننا ننتهز هذه المناسبة العزيزة ، لنعبر عن اسفنا وحزننا على الصراع السياسي والقبلي بين أشقائنا في الجنوب ، وندعوا جميع قياداتهم السياسية بالإحتكام لصوت العقل ، واعتماد الحوار والتفوض أساساً لحل الخلافات درءاً لمخاطر الاحتراب والاقتتال ، حتى يعود التماسك والاستقرار لأهلنا في الجنوب ، فإن في إستقراره أمانُ وإستقرار للسودان .
المواطنون الكرام :
إننا في هذه الذكرى التاريخية العطرة لا بد أن نحيي جماهير الحركة الوطنية السودانية الأوفياء ، الذين وقفوا ويقفون دوماً على العهد ، يصابرون جاهدين لتحقيق الحياة الحرة والعيش الكريم لهذا الشعب الصامد ، عبرالوقوف مع قيادة حزب الحركة الوطنية في كل المواقف . وإننا نجدد لهم العهد بأن نظل متمسكين بمبادئ الحركة الوطنية التي أرساها آباؤنا الكرام صانعو الاستقلال المجيد . ونهيب بهذه الجماهير الصادقة أن تتضافر جهودها لاستكمال المؤتمرات القاعدية والولائية التي انطلقت منذ فترة ليست بالقصيرة ، حتى نتمكن من عقد المؤتمر العام للحزب في غضون هذا العام ، فهذا الإستحقاق التنظيمي الهام يتطلب منا جميعاً قيادات وقواعد الالتزام والمثابرة ، والتركيز على العمل المؤسسي والجماهيري ، والوعي بأهمية توحد الرؤى وتراص الصفوف في هذه المرحلة الهامة . إن حزب الحركة الوطنية ، وإن تماسكه وقوته هو تماسك ووحدة للوطن . وهو طريق مستقيم نسعى جميعاً من خلاله أن نرفع معاناة شعبنا الأبي ونحقق تطلعاته في حياة كريمة . ولا مجال فيه للتنافر أو التجاذب أو الخذلان ، فلنعمل جميعاً بيقين ثابت ، وعقيدة راسخة ، ورؤية موحدة ، وعقول مدركة لأهمية هذا الكيان الجامع ، الذي نحمل أمانة رفع راياته بكل صدق وإخلاص .
الإخوة الأعزاء :
في الختام نسأل الله العلي القدير ، أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير البلاد وصلاح أمرها ، وأن ينعم علينا كافة بالأمن والأمان والمحبة والوئام ، وان يلهمنا التوفيق والسداد في معالجة قضايا وطننا بكل تجرد ومسئولية ، وأن يعيننا على خدمة شعبنا الكريم بما يحقق آماله وتطلعاته .
|
|
 
|
|
|
|
Mohammed Alhasan Mohammed
أسامة خلف الله مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست