صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-30-2025, 04:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2013, 10:18 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية

    man.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    في إجتماع مع السيد / محمد السيد مدير وزارة الإستعلامات والعمل بالإنابة

    (عدل بواسطة Kostawi on 12-18-2013, 10:27 PM)
    (عدل بواسطة Kostawi on 12-24-2013, 06:33 AM)

                  

12-18-2013, 10:31 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)


    حقائق وأسرار زيارة لنيلسون مانديلا للسودان
    الأربعاء, 11 ديسمبر 2013 08:40 الاخبار - تقارير اخبارية

    : رصد وإعداد: عبد العظيم صالح

    قبل يومين كتبت في عمودي «خارج الصورة» بعنوان «مانديلا والسودان» وأوردت إشارات قالها الدكتور إبراهيم دقش عن علاقة الزعيم الأفريقي الراحل بالسودان، وتساءلت عما إذا كانت هناك حقائق إضافية يمكن أن تقال للحقيقة والتاريخ.

    وفي ذات اليوم الذي نشر فيه العمود جاءني تلفون من سيادة اللواء ركن دكتور عمر النور أحمد النور مدير إدارة المتاحف والمعارض والتاريخ العسكري يحدثني بإعجابه عن ما سطرناه، وقال ما تريده من معلومات بحوزتنا، واتفقنا على أن أقوم بزيارته في المتحف الحربي «النقل الميكانيكي سابقاً»، وهذا ما حدث بالفعل، أمس الأول جلست مع محدثي د. عمر، وهو بالإضافة إلى وظيفته الرفيعة في القوات المسلحة فهو من العلماء المعروفين ويحمل مؤهلات وشهادات دكتوراة في التاريخ والإعلام وصاحب قلم معروف في عدد من الصحف السودانية والإصدارات العلمية والعسكرية والتاريخية ومنها الإصدارة الدورية التي تصدر عن المتحف الحربي!!

    قلت لسيادة اللواء رغم أني كنت من أشد المعارضين لقرار تصفية النقل الميكانيكي إلا أنني أشعر الآن بشيء من الارتياح لأن جزءاً من المكان قد تحول إلى متحف حربي يحوي جزءاً من تاريخنا العسكري والحربي وهو تاريخ ملك لكل الأجيال كما أن هناك لمسة جمال واهتمام واضحتين بهذا المكان، والذي كاد أن يتحول لأطلال بسبب القرار الظالم بتصفية النقل الميكانيكي وشطب دوره من الحياة وقطعاً لن ينسى التاريخ لعن صاحب هذا القرار!!

    ونحن في حضرة اللواء عمر قال لي ساسلمك مادة كاملة قمت بإعدادها عن زيارة نيلسون مانديلا للسودان في 1962م هذه الزيارة التاريخية والتي كانت نقطة تحول في تاريخ النضال الجنوب أفريقي.

    والقصة بدأت عندما ذهبت شركة أمريكية متخصصة في الإعلام إلى نيلسون مانديلا بغرض توثيق قصة نضاله في فيلم وذلك بالتركيز على محطات نضاله في جنوب أفريقيا وارتريا وموزمبيق، ولكن مانديلا فاجأ محدثيه بأن يذهبوا للسودان باعتبار أن نضاله الأساسي بدأ من السودان.

    اندهش الأمريكان من هذا الموقف وذهبوا للقاء سفيرنا في اثيوبيا الفريق عبد الرحمن سر الختم والذي اتصل بالملحق العسكري في أسمرا ونقل إليه رغبة الشركة الأمريكية في أن تتوفر لها بعض حقائق علاقة مانديلا بالسودان. وكان من الواضح والحديث لا زال لسيادة اللواء عمر أن الأمريكان لا يريدون الذهاب للسودان ومع ذلك فقد استجبنا لطلبهم بعد أن كلفني وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بإعداد هذه المادة عن أول زيارة لنيلسون مانديلا للسودان وقد بدأتها بهذه المقدمة والتي تقول:

    ü سطّر السودان صفحات جليلة في سجل التضامن الأفريقي وفقاً لمواقفه الرائدة والقوية الداعمة لكافة حركات التحرر ومناهضة التفرقة العنصرية بجنوب أفريقيا، ولقد ظلت حركات التحرر في كل من أنجولا، جنوب أفريقيا، زيمبابوي، ناميبيا، موزمبيق، تجد كافة أنواع الدعم من السودان، ولقد ساهم السودان في دعم حركات التحرر الأفريقي خاصة في جنوب أفريقيا، وقد اتخذ الدعم جوانب شتى منها الدعم المعنوي والتأييد المطلق في المواقف التي طرحت على المستوى الأفريقي والدولي، واستضاف السودان على أرضه مئات المناضلين من أجل الحرية، كما كفل لهم الحرية والحياة الكريمة على أراضيه لحين إعدادهم لمهامهم المستقبلية.

    وزيارة نيلسون مانديلا في مطلع 1962 خطط لها بواسطة وزارة الحربية (الدفاع) مع وزارة الخارجية بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية وكان وقتها وزير الدفاع الرئيس إبراهيم عبود نفسه يشغل المنصب ووزير الخارجية أحمد خير ومدير الاستخبارات العسكرية محمد الصادق فريد وحرسه الخاص أحمد يحيى منصور.

    وتم استقبال المناضل نيلسون مانديلا بالمطار، وكان في استقباله اللواء محمد نصر عثمان (أبو يمن) وزير الاستعلامات ومدير الاستخبارات.

    ثم استضيف بالفندق الكبير (الذي تم إنشاؤه عام 1902م وتم تجديده في مطلع الستينيات. ونزل ضيفاً على الغرفة 217 المطلة على النيل الأزرق لمدة أربعة أيام عام 1962.

    وتم اللقاء أثناء تواجده بوزير الخارجية أحمد خير بمكتبه بوزارة الخارجية.

    ولقد كان للسودان موقف مشرف ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ويعد من أوائل الدول الأفريقية التي ثبتت ودافعت والتزمت بمساندة حركات التحرر الأفريقي ومن بينها حركات جنوب أفريقيا، ويعد السودان الدولة الأولى في أفريقيا التي اتخذت قرار مقاطعة نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، لقد شمل نظام المقاطعة عدم السماح بزيارة جنوب أفريقيا ومنع خطوط الطيران البريطانية من العبور والهبوط في مطار الخرطوم للتزود بالوقود.

    وقام السودان بإصدار جوازات سفر ووثائق سفر سودانية يسمح لصاحبه التنقل به لكل دول العالم عدا إسرائيل وجنوب أفريقيا لأعضاء حركات التحرر، وعلى سبيل سبيل المثال المناضل نيلسون مانديلا عام 1962م حينما استقبل رسمياً في زيارة كانت سرية.

    ويقول اللواء عمر:

    ü أبدى السودان تعاوناً وقاد مبادرات دبلوماسية تجاه الوضع في جنوب أفريقيا حيث استضاف مؤتمر التضامن الآسيوي الأفريقي من أجل تحرير جنوب أفريقيا الذي عقد بالخرطوم في الفترة ما بين 18-20 يناير 1969م إبان فترة رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب.

    ü فزيارة المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا 1962م تم الدعم فيها مادياً ومعنوياً، ثم تم النصح فيها للمؤتمر الأفريقي لينظم الكفاح المسلح ضد النظام العنصري والقضاء عليه، ولقد تم اعتقال المناضل مانديلا مباشرة بعد عودته من الخرطوم ولم يخرج إلا في عام 1990م ليصبح أول رئيس لجنوب أفريقيا المتحررة من التفرقة العنصرية.. ويحيلنا التقرير الذي أعدته دار الوثائق العسكرية لما ورد في جريدة الرأي العام يوم الجمعة 14/8/1962م في الصفحة الأولى خبر مفاده شعب جنوب أفريقيا يشيد بجهود الرئيس إبراهيم عبود في قضية مانديلا.. تم إرسال برقية من دار السلام للخرطوم وتقول البرقية: (تلقى ليلة أمس صاحب المعالي الرئيس الفريق إبراهيم عبود البرقية التالية من المستر أوليفر تامبو نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني في جنوب أفريقيا، ذكر المستر تامبو في برقيته أن شعب جنوب أفريقيا قد قابل بمزيد من الرضا الموقف الحازم لمعالي الرئيس في قضية اعتقال السلطات الحاكمة في جنوب أفريقيا للزعيم مانديلا).. وجاء في البرقية أن مساندتكم القوية لقضية إطلاق سراح الزعيم مانديلا مصدر إلهام قوي لشعب جنوب أفريقيا في معركته من أجل القضاء على التفرقة العنصرية البغيضة.

    وصلت البرقية ليلة أمس من دار السلام وقد نقلت فوراً إلى صاحب المعالي الرئيس في أركويت.. مما يذكر أن المستر مانديلا الزعيم الأفريقي المعتقل والمستر أوليفر تامبو كانا قد زارا السودان قبل عدة أشهر وأدليا بحديث سياسي مهم للرأي العام تناقلته الإذاعات ووكالات الأنباء، وكان المستر مانديلا والمستر تامبو قد زارا السودان في ذلك الوقت زيارة رسمية وأجريا مباحثات مع معالي السيد أحمد خير وزير الخارجية حول قضية جنوب أفريقيا.

    وحينما أدلي المستر مانديلا بحديثه للرأي العام طلب من مندوبنا تأجيل نشره حتى يصل إلى دار السلام ويعود من هناك لأنه كان في مهمة سرية وعاجلة، وهنالك عدد كبير من عملاء حكومة فيرود في نيروبي وهي أول مطار تهبط فيه الطائرة من الخرطوم إلى دار السلام عاصمة تنجانيقا، وقد تم فعلاً نشر التحقيق مع مانديلا بعد عودته من دار السلام إلى الخرطوم في طريقه إلى أكرا.

    http://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-10-12-17-53/3...-12-11-08-41-42.html
                  

12-18-2013, 10:45 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)

    mandaila.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-19-2013, 12:40 PM

عمر علي حسن

تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 3170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)

    حذف للتكرار في ارساله .. مع الاعتذار

    (عدل بواسطة عمر علي حسن on 12-19-2013, 12:53 PM)

                  

12-19-2013, 12:50 PM

عمر علي حسن

تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 3170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)

    تقرير عظيم يوثق لوجود لسودان في مطبخ الاحداث الافريقيه واسهامه المباشر في صنع الزعماء الافارقة
    ودعم حركات التحرر الوطني الافريقية في فترة حكم الرئيس عبود العسكري وحكومة اكتوبر وحكومة الاحزاب
    التالية لها ..

    واود هنا ان اشهد علي حضوري شخصيا (دون مشاركة مباشرة او غير مباشرة) علي استقبال السودان لعدد
    من شباب حركات التحرر الوطني من بينهم الزعيم الراحل مانديلا وهيستنج باندا وابيل موزاريوا وكينيث
    كاوندا وروبرت موجابي .. وعلمت عن بعد من الحدث عن زيارات لجوليوس نيريري وتوم مبويا وميلتون
    اوبوتي .. كلهم قبل ان تتحرر بلادهم او يصبحوا رؤساء لها

    وكان اكثر ما تابعت من خلال تلك الزيارات انها كانت تتم بمعرفة تامه ورعاية لصيقة من القصر الجمهوري
    ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع ويكون في واجهتها ومباشرة ادارتها من قادة الخدمة العامة او الساسة او
    العسكريين رجال علي درجة عالية من الثقافة والمعرفة بالشئون الدوليه والافريقية وذوي الجاذبية والقدرة علي
    التاثير امثال الاستاذ احمد خير والراحلين محمد عثمان ياسين (وكيل الخارجية) والسفير جمال محمد احمد
    واحمد حسن الضو (رئيس الديوان) .. ومن العسكريين القادة الاستخباراتيين ومن يوصفوا بانهم ضباط اتصال
    امثال اللواء محمد نصر عثمان واللواء حمد النيل ضيف الله .. وفي مرات قليلة كان يدفع بقلة من الصغار
    المرموقين للتواجد بصفة مرافقين ولحضور بعض اللقاءات التعريفية خارج دائرة الاجتماعات الخاصه ..
    وقد كلف بعضنا لاحقا بادوار مؤثرة في مجريات الصراعات الافريقية ..

    المثير ان النظرة السودانية لم تكن تخطئ فكما ترون فان كل من رعتهم الادارة السودانية وتعاملت من خلالهم
    مع حركات التحرر وجيوش المقاومة الوطنية اصبحو بعد تحرر بلادهم رؤساء لها

    ولا بد ان اقول هنا ان دور السودان في تحرير عدد من دول الجوار الافريقي كان يؤهل السودان لاحتضان
    منظمة الوحدة الافريقية .. ولكن الغريب كان ان اثيوبيا تحركت بفاعلية في هذ الاتجاه وسابقت بالدعوة لقيام
    المنظمة واحتضان مقرها ..

    لكم تحياتي علي هذ البوست الذي ارجو ان يتواصل الجهد فيه لاظهار جديه من خلوا وعمق نظرتهم وتخطيطهم
    لما ينبغي ان يضطلع به السودان من دور مؤثر في الجوار ..

    وان المسالة لم تقف عند حد الشعارات والهتافات الديماجوجية .. والذهاب بدون علم لدمغ الحكومات الوطنية بالغياب
    والغفلة عن الحراك الافريقي

    عمر علي حسن
                  

12-20-2013, 06:13 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: عمر علي حسن)

    شكراً كوستاوي
    وموصول لأستاذي سعادة اللواء عمر ، والذي ذكرني بموضوع دعم السودان
    لحركات التحرر الأفريقية ’ وتأثيره وتأثُّره بأحداث القارة ، فما زلت أذكر الدعم
    الذي قدمه السودان لثوار ناميبيا ، تدريباً وتسليحاً ، وقد تم إمدادهم بعشرات الحمير
    (حسب طلبهم) لأغراض نقل مواد تموين القتال ، وقد قام البيطريون السودانيون
    بإزالة حبالها الصوتية حتى لا يتسبب نهيقها في كشف تحركات الثوار ، وقد أشرت
    لذلك عرضاً في كتابي ( النهر يجري جنوباً ) الذي أتوقع ظهوره بعد أسابيع إن شاء الله.
    كما كنت ضمن وفد ليوغندا (ملتون أبوتي ) لتقديم دعم ذو شقين ، الشق الذي كان يهمني
    هو اختيار 50 طالب حربي لتدريبهم بالكلية الحربيه ، ودفعهم بعد تدريب مكثف . قصدت من ذلك
    التأكيد على ما أورده سيادة اللواء عمر عن تأثير السودان على مجريات الأحداث في أفريقيا ، في
    زمانٍ مضى!

    لكم مودتي
                  

12-20-2013, 03:31 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: محمد فضل الله المكى)


    شكرا سعادة اللواء عمر علي حسن و الأستاذ محمد فضل الله المكي على المشاركة و المرور.

    هنالك رسالة من أحد الطلبة نال بها درجة الماجستير عن علاقة السودان بالحركات التحررية في إفريقيا (1955- 1975م) قام الأستاذ محمد خير عوض الله بتلخيصها في إحدى المنتديات. سوف أقوم بالبحث عنها و إنزالها في هذا البوست لتعم الفائدة

    تحيتي
                  

12-20-2013, 05:07 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)


    محمد خير عوض الله
    عضو الهيئة الاستشارية


    المنتدى : منتدى العلوم السياسية
    افتراضي علاقة السودان بالحركات التحررية في إفريقيا 1955 – 1975م

    علاقة السودان بالحركات التحررية في إفريقيا

    1955 – 1975م

    هذه الرسالة من إعداد الطالب/ عبد الحميد محمد أحمد، نال بها درجة الماجستير بامتياز في مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية في العام 2002م، حيث أشرف على الرسالة بروفيسور/ حسن مكي محمد أحمد مدير المركز والباحث المعروف في الشأن الأفريقي.

    هدفت الرسالة إلى التعرّض لوضع السودان، خصوصاً بعد نيله الاستقلال مباشرة بعد أن رزح لأكثر من نصف قرن تحت نير الاستعمار البريطاني، وقد سبق باستقلاله في العام 1956م كل الدول الإفريقية –إلا قليلاً منها– الأمر الذي وضعه في الريادة وهو محاط بتجارب خاضها ضد المستعمر الأوربي، وجعله صاحب ذخيرة تلجأ إليها الدول الإفريقية، متصدراً الحركات التحررية في إفريقيا، مما جعله في مواجهة مع الواقع ذي الاتجاهين:

    الأول: ما يمكن أن يقيم على أساسه صلات مع الحركات النضالية في إفريقيا، لا فرق عنده بين دول الجوار أو دول الأقاصي.

    الثاني: ما وضعه في قبالة المستعمر مباشرة، والذي كان يدرك خطورة النضج السياسي والوضع الثقافي اللذين يتمتع بهما السودان، الأمر الذي جعله يوقن بأهمية وضعه في إفريقيا.

    اعتمد الباحث في كتابة رسالته على عدد من المصادر والمراجع باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى ما سطرته أقلام عدد من بقايا المناضلين في محاور الحركات التحررية، وما يؤكدون به دور السودان فيما ذهب إليه من أدوار فعّالة، وما كتبوه في هيئة ذكريات، أو ما يؤرخون به لفترة الكفاح ضد الاستعمار. كما اعتمد على الدراسات التي أعدها وزراء الخارجية والداخلية، والقائمون على أمر النازحين والمهاجرين واللاجئين ومنظمات الإغاثة والمنظمات الدعوية، إضافة إلى ما سطروه من تقارير وتوصيات وخطابات.

    كذلك وقف الباحث على ما فصّله باحثون سودانيون في دراسات جامعية شملت حركات تحررية محدودة جداً، أو خلال أوراق ومقالات أشبه بالملاحظات والاستنتاجات التي انتشرت في ثنايا دوريات ثقافية وسياسية باللغتين: العربية والإنجليزية.

    وإضافة إلى ذلك كله فقد التقى الباحث بعدد من السفراء السودانيين الذين مثّلوا السودان في دول إفريقيا بعد استقلالها، حيث وقف على تداعيات ونتائج ما أثمرته صلات وعلاقات تلك الدول مع السودان.

    وقد كان سعي الباحث حثيثاً -خلال كل هذا الجهد- للبرهنة على أن (علاقات السودان بالحركات التحررية في إفريقيا) لم تقف عند (العلاقات) فقط، ولكنها امتدت لتشمل الدور السوداني في تلك العلاقات. وبالجمع بين أطراف المصادر جاءت كل الوثائق والإثباتات تؤكد صحة ما ذهب إليه الباحث منذ البداية، بل وتطابقت لديه الرؤى الفكرية التي ظلت القوى النضالية، والحركات التحررية، والنقابات، والاتحادات، والروابط، والمنظمات تعمل عليها بتضامن تام داخل القارة الإفريقية.

    تم تقسيم الرسالة – التي تقع في (378) صفحة من الحجم العادي – إلى ستة أبواب، جاءت تحت عناوين ارتبطت ببعضها في تسلسل طبيعي سهل، حيث اشتمل كل باب على عدة فصول تضافرت مع بعضها لإقامة الحجة وتبيان الحقائق.

    وقد سبقت هذه الأبواب مقدمة هدفت التمهيد للرسالة والتعريف بمقصودها. وختمت بخاتمة أشبه بالخلاصة المركزة، أجمل فيها الباحث نتائجه وتوصياته. وأعقب ذلك كله بإثبات خمسة ملاحق في صلب الرسالة، وهي جميعها من الأهمية بمكان، لاحتوائها على نص علاقات السودان الخارجية المعمول على ضوئها حتى الآن، وملحق آخر بعنوان معجم مختصر للأسماء والمصطلحات الرئيسة في الرسالة، وهناك أيضاً ملحق بأسماء حركات التحرير الإفريقية، أما الملحقان الرابع والخامس فمتكاملان، ففي أولهما قرارات الجمعية العامة لتصفية الاستعمار، وفي ثانيهما قرارات الجمعية العامة بالقضاء على جميع أشكال التفرقة العنصرية.

    - نواصل -
                  

12-20-2013, 05:10 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)


    لسودان في إفريقيا:

    جاء الباب الأول للرسالة تحت عنوان "السودان في إفريقيا"، وقد تلمس الحقائق والمعلومات والدراسات التي أكدت أن السودان في إفريقيا يحقق غايتين:

    اولهما: أنه قنطرة ثابتة المراس تاريخياً، جيدة الموقع جغرافياً للانسياب الذي حدث بين العالم العربي بشقه الشرقي، والعالم الإفريقي بالطرف الغربي، بمعني أنه بين قارتين مهمتين لاتساع رقعتيهما، وهما تشهدان مولد ديانتين سماويتين تسلسلتا عبر الدهور في أجزاء مقدسة من الأرض الآسيوية في منطقة عرفت مؤخراً بالشرق الأوسط، وديانات إفريقية وثنية، فكان المزج الثقافي والخلط البشرى الذي نشاهده اليوم.

    ثانيتهما: أن السودان يشكِّل إفريقيا مصغرة، لما فيه من عناصر البشر المنحدرين إليه من شتي ربوع القارة الإفريقية، والأسباب الناتجة من تردي أحوال الطبيعة وما يجره وراءه ذلك التردى من مجاعات، ولأسباب من صنع الإنسان حين يجور على أخيه، فيلوذ بالأراضي الآمنة، وكان السودان بذلك ملاذاً ومستقراً طيباً.

    ومن ناحية أخرى أضحى السودان يحمل في خصائصه دواعي الاتصال بين الأقطار العربية والإفريقية، وأسباب إقامة العلاقات بينها لتمتعه بهذه الوسطية، مما جعله محطاً لأنظار الكافة، ومرسى ترسو عنده سفن المرتحلين، فأصبح كالأم الرؤوم، إذ ما من إفريقي إلا ونال حظه من غذائه الروحي والبدني في جرعات مثّلت كل ضروب العطاء، سلمية ونضالية، وهو يعطيها وينفقها بلا منٍّ ولا أذى، عساه يعين من أراد العون، ويغيث من هو أهل للغوث.

    ومن معينات السودان أنه من أوائل الدول الإفريقية التي نالت حريتها واستقلالها، وأنه بذلك صار صاحب تجربة فذة في مجال النضال، ومكافحة الاستعمار، ومعرفة خططه وخباياه وأسراره، بل ورسم بالكلمات مشاهد عادت بين الورى أدبيات ذات قيمة، مما جعلها تراثاً سودانياً أصيلاً حين يُذكر النضال ويعدد الباحثون صنوف الأسلحة.

    لكل ذلك سعى الباب إلى إبانة العلاقة الحتمية بين السودان ودول إفريقيا، بصرف النظر عن بعدها عنه أو قربها منه، إذ أن المسافة هنا لا تمثل عائقاً أو سداً منيعاً، لذا اتجه نحوه المناضلون من شتى أنحاء إفريقيا، من الدول التي آثرت الكفاح ضد الاستعمار. ولولا ثمة علاقة أزلية ما فعلت جماعات التحرر في إفريقيا ما فعلت.

    وقد أدرك الاستعمار البريطاني المكانة المرموقة التي يتمتع بها السودان، فجاء دوره حثيثاً في إقامة الفواصل لإعاقة ما يمكن حدوثه من صلات بين السودان وبقية الدول الإفريقية.

    ومما حمله الباب من مواضيع طرحت للدراسة والبحث أمران مترادفان هما:

    أ‌. علاقة السودان بالدول الإفريقية، وما تحمل تلك الوشائج من تداعيات.

    ب‌. أثر إحساس السودان بأهمية وضعه الجغرافي السياسي في إفريقيا.

    وكان قوام الباب الأول فصلان، وكل فصل احتوى على عدد من العناوين الجانبية التي هدفت إلى التركيز على شتى الأوضاع التي حققت الوجود السوداني بالقارة الإفريقية، فالفصل الأول أكد من خلال أقسامه أن السودان بمثابة الواحة التي تقع في منتصف الطريق. وللمسافر أن ينال في أي طرف من أطراف الواحة ما يضمن له الراحة، ولدابته الاسترخاء، ولرفقاء دربه الهدوء، حتى إذا حزم الأمر انطلقوا وفي واعيتهم أنهم عائدون لواحتهم. وآخرون يطيب لهم المقام بالواحة. لذلك تعددت أعراق السلالات البشرية التي وفدت إلى السودان، وأتوا بخبرات عدة في مختلف شئون كسب الرزق من زراعة ورعي وصناعة وفنون.

    وكذلك اهتم الفصل بتعريف لفظة السودان، والتي عرفت بأنها اصطلاح للرقعة الجغرافية الواسعة جنوبي صحراء شمال إفريقيا وشمالي خط الاستواء، تمتد من المحيط الأطلنطي غرباً، وتنتهي عند إثيوبيا شرقاً، أي شواطئ البحر الأحمر بلا تفصيل جغرافي، أو تحديد سياسي يقيم لكل دولة داخل هذه المنطقة الجغرافية كيانها وذاتيتها داخل المنظومة، ولعل لفظة (سودان) في هذا الجزء الإفريقي تأتي في موازنة مع لفظة (بيضان).

    ثم تتبعت الرسالة الحزام الممتد طولاً من الشمال إلى الجنوب، وأهم ظواهره الملفتة للنظر هي وجود نهر النيل الذي يشق أكثر من قطر، بدءاً من مصر ثم السودان حتى منبعه في أعماق يوغندا ومابعدها. فضلا عن النيل الأزرق الذي ينحدر من هضبة إثيوبيا وروافد أخرى هنا وهناك.

    وتتبعت الرسالة الحزام العرضي فوجدت أن منطقة بلاد السودان تختلف عن مناطق الغابات الاستوائية في الجنوب، فهي منطقة سافنا شبه صحراوية ذات أعشاب ومراعي، كما أن معظم سكانها من المسلمين. ولها علاقة تجارية ودبلوماسية قديمة بالشمال الأفريقي ومصر والحجاز، وشهدت قيام ممالك إسلامية فيما بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين. ووجدت الرسالة أن المؤرخين والجغرافيين العرب أكثر إلماماً بهذه المنطقة من أية منطقة أخرى من مناطق القارة الإفريقية السوداء.

    - نواصل -
                  

12-20-2013, 05:12 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)


    الفصل الثاني في الباب الأول من الرسالة جاء تحت العناوين التالية:

    السودان ملاذ:

    الناظر في حال المهاجرين إلى السودان أو عبره من دول غرب إفريقيا يجد بعض الحالات الأمنية التي دعت هؤلاء المهاجرين، خاصة بعد غزو البريطانيين لتلك البقاع عام 1909م، حيث ارتحل إليه العامة والعلماء، وظل السودان ملاذاً آمناً وواحة فيحاء لكل الأفارقة القاصدين الأمن والاستقرار والراحة بعد طول احتراب، والاستراحة عقب الهجير.

    ظهور المهدي:

    النبوءات التي أكدت بظهور المهدي في الشرق الأفريقي جعل السودان ضمن القبلة المنظور إليها من قبل مسلمي دول غرب إفريقيا، وشكل ظهوره مرحلة أخرى مهمة في تاريخ السودان.

    العمل والاكتساب:

    يقع السودان بجغرافيته ضمن الأجواء العامة التي تحكم جواره، لذا كان ميسوراً على الأفارقة القاصدين أرض السودان أن ينالوا حظهم من كسب العيش، لأن بيئة السودان تطابق بيئة أقطارهم من حيث الأمطار والنباتات وتضاريس الأرض وحركة الرياح وأجواء الصيف والشتاء والخريف، مع وجود العوامل النفسية الراسخة التي تطمئن الآتين للسودان وكأنهم يعيشون في بلدهم.

    المصاهرة:

    من البداهة بمكان -عند العامة- أن تجرى بينهم المزاوجة في وقت وجيز ودون تعقيدات، خاصة وأن القبائل متشابهة في شئون الحياة، ومتلامسة في الأرض والسكن، ومتطابقة في العادات والتقالي، بل يدينون بدين واحد يدعم آصرة القربي ويظلل المصاهرة، وقد اعتاد المنحدرون من غرب إفريقيا -وهم جيئة وذهاباً إلى أرض الحجاز- أن يقيموا أنى شاءوا، وأين حط بهم الترحال ووجدوا العيش ميسوراً، فكان من البساطة أن يتزاوجوا وينشأ من ذلك جيل سوداني جديد، وهو الحال الذي نراه في يومنا هذا.

    إدراك العلم:

    اشتمل السودان على مرافق نشر الدين الإسلامي وتعليم القرآن الكريم، وتأسست خلاوي حملت أسماء جهات وعائلات وقرى ذاع صيتها داخل السودان وخارجه، وأضحت مقصداً ومهاجراً، ولعل أخبار هذه الخلاوي وسيرتها الحسنة قد أقنع المسلمين بإرسال أبنائهم إليها، فمسيد ود الفادني مثلاً ضم ذات يوم جنسيات من الكاميرون، نيجريا، النيجر، السنغال، تشاد، زائير، وغينيا بيساو.

    الصوفية:

    ارتبط السودان عبر الطرق الصوفية بالعديد من الدول الإفريقية، وكانت الوشائج والصلات مضطردة بسبب هذه الطرق، لقيامها بلعب الدور الفعال في رفاهية الشعوب دينياً. فالطرق الصوفية الكائنة الآن بالسودان أضحت من أسباب الربط والعلاقة بين السودان وما جاوره من بلدان، فقد اعتنقت جماهير مسلمة في غرب إفريقيا ووسطهما طرقاً صوفية كانت عاملاً مشتركاً بينها وبين السودان، مثل التجانية والشاذلية والقادرية، حتى بدت جماهير كل طريقة تعمل متضامنة مع بعضها -رغم فوارق الأمكنة وبعد المسافات- وكأنها داخل قطر واحد.

    اللغة العربية:

    تظل على الدوام اللغة العربية هي الوسيط الأمثل بين السودان وكثير من دول إفريقيا الغربية، وتشكّل عنصراً مهماً مشتركاً بين هذه الشعوب، ذلك لأنها لغة مطروحة في الشارع العام، وإن شئوناً كثيرة تقضى بها، مثل العبادة مطلقاً، والتجارة على حد سواء. ويأتي في ركاب اللغة العربية أداة تشترك فيها أقطار إفريقية عدة تربط بينها بلسان عربي مبين ألا وهي الحرف العربي الذي اتخذته إفريقيا رمزاً في العديد من لغاتها مثل السواحلية- الهوسا- الفولاني- الصومالية...الخ.

    الاستعمار في إفريقيا :

    ترى الرسالة أن الاستعمار الأوربي لإفريقيا يمثل أكبر حدث تاريخي وأعظم أثر اجتماعي في دولها، فالاستعمار حلّ بهذه القارة بأشكال عديدة، ولكنه ذهب للحط من قيمة الإفريقي كآدمي أسود اللون، مع الاستهانة بمقدراته العقلية وعبقريته في الإبداع والابتكار.

    ولم يكن وقع الاستعمار في إفريقيا على نفس السودانيين سهلاً، إذ تعاملوا معه على أنه أزمة، وأنه عاش في إفريقيا طولاً وعرضاً. وجاء التفاعل السوداني من زاوية العضوية الجسدية التي تربط بين السودان وأشقائه من الدول الإفريقية.

    لم تظهر فكرة استعمار أوربا لإفريقيا دون أن يكون لها خلفية، وهذه الخلفية حملت في ثناياها أغراضاً وأهدافاً ذكرت الرسالة منها.

    1. أرادت أوربا أن تبحث عن طريق جديد يصل بينها وبين الهند خلافاً لمعبر البحر الأحمر الذي كانت تسيطر عليه وعلى ما حوله من أقطار الدولة العثمانية.

    2. تشكل إفريقيا بحجمها الواسع وأراضيها الشاسعة هدفاً وحاجة للدول الأوربية للاستفادة منها بأخذ خيراتها.

    3. أرادت أوربا أن تستفيد من الأيادي العاملة الإفريقية في المزارع التي ينشئها الرجل الأبيض. ونشأت تبعاً لذلك تجارة الرقيق.

    الاختراق الكنسي:

    استقبلت إفريقيا الدين المسيحي في نهاية القرن الثاني الميلادي حيث كان استقراره أولا في كل من مصر وإثيوبيا وشمال إفريقيا، وتكون المسيحية بذلك قد سبقت الإسلام دخولاً في إفريقيا بنحو ستة قرون، لكن الرسالة لاحظت أن الإرساليات والرحلات التبشيرية لم تحقق ما قدر لها من النجاح في إفريقيا، وذلك للفهم العام الذي يربط بين المسيحية والاستعمار. ولأن مفاهيم المسيحية لم يكن من السهل على الشعب الإفريقي العادي أن يفهمها. وكان البديل العقدى هو الإسلام لأنه دين الفطرة؛ ولأن ضوابطه الاجتماعية صادفت هوى في نفوس الأفارقة مثل تعدد الزوجات الذي كان شائعاً في إفريقيا. وكل هذه الأسباب جعلت الإسلام ينتشر في إفريقيا من أقصاها إلى أدناها حتى سماها بعضهم بقارة الإسلام.

    وقامت معظم الثورات الإفريقية والمقاومة الوطنية ضد الاستعمار الغربي في إفريقيا باستهداف البعثات التنصيرية والمنظمات التبشيرية باعتبارها أوكاراً للاستعمار.

    - نواصل -
                  

12-20-2013, 05:13 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)



    إسرائيل في إفريقيا:

    الناظر إلى خارطة إسرائيل يلاحظ الطوق المضروب حولها، وقد حاولت إسرائيل عدة مرات القفز إلى خارجه، وكانت إفريقيا ضمن المسارب العالمية التي تحاول إسرائيل سلوكها، ولعل السودان في موقف واضح تجاه الدولة اليهودية، وفي وجودها أصلاً فضلاً من دخولها إفريقيا وإقامة علاقات معها. فحرص السودان من خلال علاقاته الأزلية بالدول الإفريقية على اعتراض برامج إسرائيل التي تنفذها في إفريقيا.

    الذاتية الإفريقية :

    مصطلح الذاتية يطوقه أفق واسع فيه من المصطلحات الأخرى ما تعبِّر به عن المفهوم ذاته، ولعل أنشطها لفظة (القومية) و(الكيان) و(الشخصية).

    ويرى البحث أن أهمية (الذاتية) تنطلق من موجهات صميمة أهمها أن الانتماء إلى القارة الإفريقية يجئ في مقدمة هموم الدول الإفريقية، وان وجود التعصب إلى إفريقيا يجعل من دولها بؤرة للانسجام والتواد.

    ونظر البحث في العلاقة بين القومية الإفريقية والحركات الثورية، أو بين الذاتية الإفريقية والقادة الأفارقة اللذين بدا -عقب انتهاء تسلسل استقلال الدول الإفريقية من الاستعمار البريطاني والفرنسي- أنهم وحدويون من قبل أن يكونوا قوميين.

    وكانت القومية الإفريقية تربة خصبة لإنبات الثورات والانتفاضات وقيام الحركات التحررية التي ثارت على الاستعمار واقتلعته من إفريقيا في مشاهد كثيرة ومتنوعة، تحكي عن صلابة شعوب القارة.

    الثقافة والهوية:

    أهم ما يلاحظه الدارسون للثقافة الإفريقية أنها ليست ثقافة قومية واحدة تشكّل المجتمع الإفريقي، لاختلاف العناصر البشرية وأصولهم المتباينة، فضلاً عن الأديان العديدة التي يؤمن بها الشعب الإفريقي. وبالطبع فإن في إفريقيا ما لا يقل عن الألف لغة، وهذه إحدى العوائق الممهدة لشتات الهوية وعدم توحدها، ورغم ذلك فإن الأفريقي -كلٌّ على حدة- تراثاً ماضياً.

    ومما يدعم تيار الهوية الثقافية الإفريقية، إضافة إلى ما ذكر أن يتحتم على الأفارقة أن يقتنعوا بأهمية وجود الثقافة الزنجية في خضم المسار العام للثقافة حتى تدنو أو تقترب من أعظم الحضارات العالمية. وأن تنتشل الثقافة الإفريقية بعضها بعضاً من وهدة الركود إلى مناطق التفاعل.

    ومما لاحظته الرسالة هو تلك الكراهية المنبعثة من بعض الأفارقة السود -وهم جنس واحد- تجاه إخوانهم الأفارقة، وفي أغلب الأحيان يستظلون بظلال دين المسيحية الداعي إلى التوادد، وهي الكراهية التي تؤدي إلى نقض مبادئ العلاقة التي تعتبر حديثة إلى حد ما.

    ولقد شهدت إفريقيا -فيما شهدت من أحداث عظام- مولد الأفريقانية منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي مروراً بأول القرن العشرين تحت زعامة زنجية من بلاد البحر الكاريبي حتى تحمّل الأفارقة القاطنون ربوعها قضية الإفريقية أو الأفريقانية بقيادات تبادلت المراكز، أو تناوبت المقامات، أو خلفت بعضها، وكل ذلك تكريس للاستعمار، ومواجهة موجاته الصادمة.

    دواعي نشوء حركات التحرر في إفريقيا:

    سعت الرسالة للوقوف على المرتكزات الأساسية التي قام عليها نشوء حركات التحرر وبناؤه ظاهراً ومضموناً. ولما كانت هذه الحركات قد نشأت في جلّ الدول الإفريقية، جمع بينها الكفاح ضد الاستعمار، واشتركت بفخر وإعزاز في عملية التحرير.

    وكانت للحركات الثورية مطالب وألسنة تتحدث بها نيابة عن بني جلدتهم، وهي مطالب ليست صغيرة وليست بالهينة، لاختصاصها بشأن الوطن الذي غزاهالمستعمر. واستمدت هذه الحركات حيويتها واندفاعها من القومية والوطنية والحرية الموؤدة.

    وقد بدا واضحاً لمعظم القادة الأفارقة ضرورة الوحدة القارية والقطرية لتأمين نهضة شعوبهم بعد الاستقلال، لهذا دأبت كثير من الدول الإفريقية على الجوء إلى بعض الدول الإفريقية صاحبة الأثر الكبير والحضور الدائم والخبرة والنشاط السياسيين ومركزية كيانها وارتبطت بها، إما في هيئة اتفاق وحدوى بانفراد، أو برباط يحكمه اتحاد إقليمي، أو بمعاهدة اقتصادية، أو بسياق ثقافي.

    وخلاصة التوحد في إفريقيا جاء متمثلاً في منظمة الوحدة الإفريقية (1963) والتي طرحت أهدافها المشتملة بصورة أساسية على تأييد حركات التحرر الوطني بتاريخها الناصع ونضالها الشريف وقضاياها الصميمة.

    ثم طرأت في الواقع الإفريقي أحداث جعلت بعض الدول الإفريقية تبحث عن نوع من الاتحاد الإقليمي، مثل حركة التحرر الوحدوية لشرق ووسط وجنوب إفريقيا (1968) واتحاد مالي (1959) اتحاد غانا وغينيا (1985م)، اتحاد الدول الإفريقية ومدغشقر (1966م)، منظمة الدار البيضاء (1961م)، اتحاد الدول الإفريقية (1961م) ومجموعة منروفيا.

    وبإطالة التأمل فيما حدث داخل إفريقيا من حركات سياسية نجد أن نشاطها قد عمّ كل القارة، فالدول المستقلة تتحرك سياسياً في اتجاهات عدة، وقد فرض عليها واقعها هذه الحركة. وقد تعددت أساليب إنشاء الأحزاب والتكتلات والمنظمات والحركات التحررية، ومن ثم انتشر الوعي بين العامة وأدرك كل إفريقي ما عليه من واجبات وما له من حقوق.

    وفيما يبدو، فإن الأسباب التي دفعت إلى نشأة الحركات الثورية قد تعددت وتضافرت مع بعضها، إذ بعضها ينتمي إلى المسألة الاقتصادية، أو العنصرية، أو السياسية، أو الاجتماعية ذات العلاقة بالعمل والأجر وما إلى ذلك.

    مما لاحظه البحث أن الصيغة الدينية لحركات التحرر ليس لها وجود، بمعنى لم تكن ثمة إشارة إلى دين سماوي أو إفريقي تقليدي. ومن المرجح أن حركات التحرر الإفريقية لم تعر ذلك اهتماماً، ولا كان شغلاً يشغلها عن قضايا إفريقيا، بل ولم يحدث ما يخدش سلامة هذا العمل الوطني. ولم يكن اختيار الأعضاء في هذه الحركات ينبع من انتماءاتهم الدينية بقدر ما كان الأمر مهماً بالانتماء إلى إفريقيا.

    ولم ينكر البحث فضل الإرث الإسلامي والمسيحي المنحدر إلى هذه الحركات التحررية من وجودهما خلال القرن التاسع عشر الميلادي خصوصاً، وما قبل ذلك عموماً، مثل الدول والممالك والسلطنات والإمارات الإسلامية والمسيحية، إضافة إلى قادة إسلاميين مثل عثمان دان فوديو، ومحمد أحمد المهدي، ومهدي الصومال، والجزائري، وخلاف ذلك.

    مرتكزات علاقة السودان بالحركات التحررية في إفريقيا:-

    ظل السودان مهموماً بالشأن الإفريقي لصلة القربى بينه وبين أقطار إفريقيا، لا فرق بين أن تكون من دول الجوار أو على مبعدة منه ما دام الإطار العام هو إفريقيا. وقد شارك السودان بُعيد استقلاله في صياغة القرار 1415 بالأمم المتحدة حول تقرير مصير الدول، والذي نالت بموجبه الدول الإفريقية استقلالها الواحدة تلو الأخرى.ولكن: (لماذا أخذ السودان أهمية وجوده في إفريقيا)؟

    أجابت الرسالة على هذا التساؤل بالقول (لأن السودان يمثل بالنسبة للاستراتيجيات الدولية، إفريقيا مصغرة، حيث يعتبر نموذجاً مرشحاً لإنجاح تجربة الوحدة في التنوع في إفريقيا). فقد ظلت حدود السودان مفتوحة من كل الجهات لمن أراد الدخول إليه من القبائل العربية والإفريقية حتى أضحى مهجراً وملاذاً للنازحين واللاجئين والمهاجرين، فضلاً عن وجود القبائل المشتركة بينه وبين جيرانه، وجاءوا بثقافة من هنا وهناك، وأودعوها فيه، وتبادلوا معه ثقافته، فقدموا نموذجاً ثقافياً مدهشاً.

    وقد جعل السودان منذ استقلاله من قضية تصفية الاستعمار والتفرقة العنصرية هدفاً ومبدءاً أساسياً لسياسته الخارجية، وبالرغم من اختلاف أنواع الحكم بين ديمقراطية حزبية وعسكرية منذ استقلال السودان في 1956 وحتى يومنا هذا، فإن السياسة الخارجية سارت على النهج ذاته، كما ظلت الدبلوماسية على العهد تجاه الدول الإفريقية.

    اختار البحث خمس قنوات تعمل مثل الشرايين بالنسبة لجسم الإنسان للوقوف على مدى صلابة العلاقة ومتانة الصلة بين السودان وبعض الدول الإفريقية وهذه القنوات هي:

    - نواصل -
                  

12-20-2013, 05:15 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)


    1. روابط تاريخية واجتماعية:

    سميت الرقعة الجغرافية الواسعة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى وشمال المنطقة الاستوائية باسم السودان، حيث أن سكانها يغلب عليهم سواد البشرة، وهي تضم الآن دولاً أفريقية عديدة ربط بينها التاريخ ونشأت فيها مجموعات من البشر انتشر بينهم الإسلام إلى حد واسع. ولأن الرقعة الجغرافية المسماة بالسودان في هذا الجزء الإفريقي واسعة الأرجاء، فإنه لا غرو أن تسع عدداً كبيراً من القبائل، يتلامس بعضها ويتداخل آخرون. ونهضت في خضم ذلك سلطنات وممالك، وتكونت علاقات اجتماعية ربما كان الإسلام من أهم أسبابها، بينما بقية الأسباب ترجع إلى وجود علاقات ذات صيغة دنيوية مثل التجارة والاقتصاد وشئون الحياة الأخرى المتمثلة في الحرف الدنيا وفي الزراعة والرعي.

    2. تفاعلات اقتصادية:

    عرف السودان بأنه (سلة غذاء العالم) منذ عقد السبعينيات في القرن العشرين الميلادي، لأنه يعتبر أكبر قطر في إفريقيا، ولديه مخزون استراتيجي من المياه الجوفية، وكثير من أراضيه صالحة للزراعة.

    وقد تمثلت أنواع التعاملات التجارية بين السودان وبعض الدول الإفريقية في استيراده البن من إثيوبيا والشاي من كينيا، والأخشاب من إفريقيا الوسطى، ومواد البناء من مصر، والقطارات من جنوب إفريقيا.

    كما أنه يصدّر الحيوانات الحية مثل الجمال إلى مصر، والحيوانات المذبوحة إلى الجزائر، والأدوية إلى تشاد، وعربات جياد إلى إفريقيا الوسطى، والذرة إلى إثيوبيا وإرتريا، ومصحف إفريقيا إلى دول غرب إفريقيا.

    ولتأسيس هذه الحركة التجارية على سند تاريخي فقد شهد السودان عدة طرق برية استخدمها القادمون إليه والمسافرون من أو عبره، مثل (درب الأربعين) الذي يبدأ من كوبية (غرب مدينة الفاشر) إلى مصر، وطريق بربر- سواكن على البحر الأحمر، وطريق النيل إلى مصر شمالاً، وطريق القلابات- كسلا إلى الحبشة ثم مصوع. وهذه الطرق كان يستعملها معظم الأفارقة الذين يعبرون بلاد السودان إلى خارجه.

    3. وحدة سياسية:

    من المرجح أن الوحدة السياسية تنبت في بوتقة القومية متى ما كانت هذه البوتقة طيبة المنبت، خصبة التربة. وقد سعت إفريقيا إلى الوحدة في تاريخها الحديث -على وجه الخصوص- ومنذ مطلع القرن العشرين الميلادي في إرهاص موثق، دعامته الآباء المؤسسون والرواد الأوائل والذين قامت على أك########م الوحدة الإفريقية.

    لقد مرت إفريقيا -وهي في مرحلة النضال ضد الاستعمار- بوضع ازدادت فيه الحاجة إلى النهضة، ثم جاء وقت استقلت فيه الدول الإفريقية فكانت النهضة أمراً حتمياً لزوال الكثير من العوائق التي ظلت تسد الطريق، مما يعني البحث عن أسباب الوحدة السياسية والهوية.

    وقد شهدت إفريقيا خلال مراحل المخاض وعند بداية التكوين والانطلاق أنواعاً من الرؤى والخطط والأفكار الداعية إلى الوحدة من ناحية، وإلى المشاركة الشعبية من ناحية ثانية ما دام الأمر في نهاية المطاف يعني البحث عن الوحدة السياسة التي سبق أن أعلنها السودان عند استقلاله عام 1956م مباشرة.

    5. ثنائية ثقافية:

    بالتوقف أمام التنوع الثقافي بالسودان، نستطيع أن نشاهد في لوحة واحدة كبيرة المشهد الثقافي بإفريقيا، وذلك لتطابق المعنى والجوهر ما بين السودان وإفريقيا، فهو يعني "إفريقيا المصغرة" وفيه من خصائص التكوين والتوزيع والتنوع ما فيه. وتكفي الإشارة إلى أمرين من شأنهما التوحد أولا ثم المساعدة على توحيد الشعوب، وهما: الدين واللغة. فالسودان بتركيبته السكانية الإفريقية والعربية جعلته يمثل واسطة العقد في المنظومة السكانية الممتدة عبر العالمين العربي والإفريقي، في مساحة ضخمة تستحوذ على نسبة مئوية عالية من جملة المساحة العالمية.

    ولم تكن الثقافة داخل السودان حكراً له، بل كان لكثير من جيرانه نصيب منها، وذلك بتداخل القبائل واشتراكها في الأرض هنا وهناك، ففي شمال السودان يشترك النوبة ويتداخلون في مصر، وفي شرقه تشترك قبائل البجا مع ارتريا، وفي مناطق الأنقسنا تمتزج العناصر السودانية مع العناصر الإثيوبية، وهكذا الحال مع كينيا ويوغندا والكنغو وإفريقيا الوسطى وتشاد، فضلاً عن قبائل نزحت من بعيد مثل قبائل نيجيريا والنيجر ومالي والكنغو، والتي أقامت داخل السودان مشكِّلة الثنائية الثقافية التي أضافت إلى الثقافة السودانية ما أضافت.

    5. الدبلوماسية السودانية:

    تمثل هذه القناة الرفيعة الوجه الحقيقي للسياسة الخارجية السودانية، بل وتترجم بدقة الفاعل الرسمي والشعبي لما يعتمل داخل الشعور السوداني تجاه الآخرين خارجه، ولعلّ مما يذكر في هذا المقام أن الدبلوماسية السودانية تتميز بما يتميز به السودان، واقعاً سياسياً، أو وضعاً جغرافياً، أو تيارات ثقافية.

    يرى كاتب الرسالة أن الدبلوماسية في السودان ليست مرتبطة بأية حال بوجود وزارة للشئون الخارجية، مما يعني أن الدبلوماسية السودانية عميقة الأبعاد، وطيدة الأركان، نشأت من عمق الوجدان السوداني الكبير ذي الصلات بالكفاح والنضال وتنظيم المواقف وتحديد مفهوم الثقافة السودانية وما تتطلبه العلاقات.

    لقد ووجهت الدبلوماسية السودانية عقب استقلال السودان بقضايا في العالم العربي والإفريقي مثل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، ومؤتمر باندونق عام 1955م، ومؤتمرات الآفرو آسيوية، ومؤتمرات الآفرو عربية، ومؤتمرات كتّاب آسيا وإفريقيا، والنضال ضد الاستعمار، وحق تقرير المصير للدول العربية والإفريقية، وحركات التحرير في إفريقيا، وعضوية الجامعة العربية واجتماعاتها ولجانها، واللقاءات في المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية، واللجان التابعة لها، مع تفاصيل أخرى تقع في دائرة خطط واهتمام العمل الدبلوماسي للخارجية السودانية التي تعرضت خلال مسارها إلى شدائد عظام صقلتها في مستقبل أيامها حتى غدت ذات حكمة ورزانة يُؤبه لها.

    ولعل من إيجابيات الدبلوماسية السودانية أنه ما من قضية إفريقية في المحافل الدولية تُعنى بحرية واستقلال الأقطار الإفريقية إلا وساندها السودان، مؤمناً بقضايا القارة، ولم تغفل الرسالة دور الدبلوماسية الشعبية في تعزيز العلاقات بين السودان ودول إفريقيا والعالم أجمع.

    علاقات السودان بالحركات التحررية في إفريقيا :

    حرص السودان على إقامة علاقة رصينة مع الحركات التحررية في إفريقيا لسببين:

    الأول: لأنه شرب من الكأس ذاته، وعرف معنى التحرر من الاستعمار، وعانى من ويلاته، وأحس بحاجته الماسة إلى عون الآخرين له في وقت سابق لاستقلاله.

    الثاني: واجب انتمائه للأسرة الإفريقية.

    ولم يدخر السودان وسعاً، ولم يبخل بعون تجاه حركات التحرر الإفريقية، وكان المنفذ الوحيد للمناضلين إلى الخارج، وكان هؤلاء المناضلون من أمثال جشوا أنكومو قائد الكفاح في روديسا، وسام نجوما من ناميبيا، وغيرهم، يحصلون على أوراق ثبوتية ودعم مالي من السودان قبل سفرهم إلى خارج القارة.

    وتأكيدا لذلك فقد تلقى الرئيس عبود مذكرة من رؤساء مكاتب حركات التحرر الإفريقية في القاهرة فحواها أنهم يثقون كل الثقة في الإسهام العظيم الذي يقدمهُ السودان لحركات التحرير من أجل تصفية القارة الإفريقية من الاستعمار والإمبريالية.

    والناظر إلى علاقة السودان مع الدول الإفريقية لا يرى أثراً لبعد المسافة عن السودان أو قربها منه ذات أثر سالب، بل ظلت كلها على حد سواء، وتفاعل معها السودان في إطار علاقاته الخارجية على نسق واحد بلا تمييز، وهذا ما نلاحظه في ثنايا الأسطر التالية:

    - نواصل -
                  

12-20-2013, 05:18 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)



    1. إرتريا :

    شهدت الساحة الإرترية منذ الأربعينيات من القرن الماضي محاولات عديدة لحل مشكلتها السياسية. ففي أوائل عام 1946م وصل الخرطوم وفد إرتري مؤلف من 22 فرداً من الأعيان وشيوخ العشائر، وقد أعلن الوفد رغبته في ضم إرتريا إلى السودان لأنها لا تستطيع أن تستقل بنفسها اقتصادياً.

    إضافة لذلك فقد كانت هناك حركات إرترية معارضة تعمل من داخل السودان، منها حركة تحرير إرتريا التي تأسست عام 1958م بمدينة بورتسودان. ورغماً عن ذلك فلم يدنّس السودان يديه بالتدخل غير الشريف في ارتريا، ولم يتخذ طلب شريحة إرترية بالانضمام إليه فرصة لاستغلالها، واستمر العون السوداني لجبهة التحرير الإرترية بمختلف قنواته، ففي أوائل الستينيات سمحت حكومة الخرطوم للجبهة بإنشاء قيادة ميدانية لها في كسلا على طول الحدود السودانية الأرترية في أراضى قبائل بني عامر. وكانت الجبهة في الأصل تستمد منهم عوناً كبيراً.

    وإن كان السودان قد انبرى لمساندة حركات التحرر الإرترية في مسعاها، إلا أنه واجه قضية أخرى وهي هجرة ونزوح العامة هرباً من ويلات الحروب، وقام السودان بدوره تجاه هذه القضية كما ينبغي. أقام لهم معسكرات في المدن الكبيرة كبورتسودان وكسلا والقضارف ومدني وسنار والخرطوم، وظل موقف السودان مسانداً للقضية الارترية حتى نالت استقلالها عام 1991م.

    تشاد:

    أول رد فعل صدر عن السودان للتعاون مع الجماعات التشادية ما حدث من الرئيس التشادي تمبلباي في سبتمبر 1963م حيث اعتقل القيادات المسلمة، فتسرب بعض القادة التشاديين إلى السودان ومنهم محمد الباقلاني إمام الذي أقام بحي (الديوم الشرقية) بالخرطوم، وسجّل نفسه طالباً بجامعة أمدرمان الإسلامية، واستطاع تكوين خلية تشادية وتحويل جهود المهتمين من مجرد عمل اجتماعي إلى عمل سياسي عسكري، وانطلقت قوات هجومية على شرقي تشاد من داخل السودان عام 1965م فكان صداماً يعني افتتاح الكفاح وتصعيده ضد الحكومة التشادية، بل ذهب الباقلاني إلى تجميع الجماعات التشادية الموجودة بإفريقيا الوسطى مضيفاً إليها مكونات من داخل السودان حيث قام بتدريبها سراً داخل السودان النقيب هجرو السنوسي في منزل كان يقيم فيه بمنطقة الفتيحاب.

    ومما وافق عليه السودان أيضاً ذلك المؤتمر الذي وحّد بين الحزب الوطني وجبهة تحرير تشاد بنيالا في يونيو 1966م مع بداية التدريب العسكري، فتمخض عن المؤتمر كيان جديد باسم (جبهة التحرير الوطني التشادي) المعروف اختصاراً باسم (فرولينات).

    وباعادة قراءة أحداث تشاد التي نالت استقلالها عام 1960م قبل هذا التاريخ مع الاستعمار الفرنسي، وبعده في ظل الاحتراب الأهلي بذل السودان المساعي الجادة إلى أقصى حد لإعادة الاستقرار ورفاهية الشعب التشادي. وما ظللته العلاقات السودانية التشادية أبان الكفاح، ولّد صلات حميمة استمرت بعد ذلك.

    الجزائر:

    استغرقت الجزائر زمناً طويلاً وهي ترزح تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي الذي دخلها عام 1830م، وبعد حرب ضروس واستشهاد الآلاف من أبنائها حتى سميت (بلد المليون شهيد) نالت استقلالها في 5 يوليو 1962م.

    وقد كان موقف السودان المساند للجزائر واضحاً، فقد ذكر الدكتور بشير البكري الذي كان سفيراً للسودان بباريس عام 1956م أن الجزائريين كانوا يتقابلون في سفارة السودان بباريس، وربما في سفارات سودانية أخرى داخل أوربا، معزياً هذه اللقاءات إلى الملاذ الآمن الذي يجدونه في أحضان السودان وسفاراته، حيث تتوفر الثقة وتقدم المعينات. كما أشار السفير إلى أن المواطن السوداني إبراهيم النيل كان معروفاً بحبه للجزائريين وللثوار بصفة عامة، بل يكاد يكون هو الداعم الأساسي لحركة التحرير الجزائرية بالأسلحة طيلة فترة الحرب (1954 – 1962م). وقد استقبل السودان عدداً من زعماء حركة التحرير الجزائرية بالخرطوم مثل فرحات عباس، يوسف بن خده وغيرهما حيث وجدوا فرصة لتعبئة الرأي العام السوداني وإحاطته بقضية الجزائر.

    إثيوبيا:

    في الحقب الزمنية الأخيرة، ظل السودان بحكم جواره لإثيوبيا في حالات من المد والجذر، أو الاتفاق والاختلاف، ويحفظ تاريخها الحديث للسودان فضل إعادة الإمبراطورية هيلاسلاسي لعرشه الذي سلبه منه الإيطاليون عام 1936م وحتى 1941م. حيث أقام الامبراطور بضاحية بري بالخرطوم في ضيافة الشريف الهندي حتى استعاد بمعاونة بريطانيا عرشه عام 1941م حيث قامت قوة دفاع السودان بهزيمة الإيطاليين، وتابعت تقدمها حتى دخلت أديس أبابا ونصب هيلاسلاسي إمبراطوراً على إثيوبيا.

    نيجيريا:

    تتسم بصلات موغلة في القدم مع السودان، بسفر مسلميها إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج عبر أراضيه، وبقي في السودان العدد الكبير منهم، فاستضافهم وبدت آثارهم الاجتماية والثقافية والاقتصادية تظهر على السطح. ومن جانبه تحرك السودان لمساعدة حكومة نيجيريا الفيدرالية عن طريق مدها وبسعر رمزي بطائرتين حربيتين، وكانت الحكومة النيجيرية عندئذ في حاجة ماسة إلى طائرات مقاتلة وقاذفات قنابل، وقد عبّر الرئيس (يعقوب قاوون) مؤخراً عن امتنانه لحكومة السودان لمساعدتها له في ذلك الظرف الحرج.

    الصومال:

    أقام السودان علاقات دبلوماسية مع الصومال، وكانت جامعاته ومعاهده العليا -ولم تزل- مقصداً تعليمياً، وظلت علاقاته متميزة.

    وقدم السودان مساعدات فنية للصومال في شكل خبراء وفنيين في العديد من المجالات، وكثيراً ما توسط لحل الخلاف الإثيوبي الصومالي.

    تنزانيا:

    أهم ما يشار إليه هنا هو الصلة التعليمية والثقافية بين السودان وتنزانيا، وذلك بوجود أعداد كبيرة من طلاب الجامعات والمعاهد والدراسات العليا، وهي عملية تواصل ممتدة منذ أمد ولم تزل، علاوة على أن البلدين يرتبطان باتفاقية تجارية منذ عام 1972م، كما أن السودان بادر بإرسال خبراء في مجالات الري والمساحة والزراعة والتدريس ملبياً حاجة القطر التنزاني. كما أتاح فرصة كبيرة لتدريب عدد من الكوادر الفنية التنزانية في العديد من المجالات.

    موريتانيا:

    السودان هو البلد الوحيد الذي نادى باستقلال موريتانيا حتى نالت استقلالها من فرنسا عام 1960م، ثم استمرت نداءاته لتبقى موريتانيا منفصلة عن المغرب الذي سعى جاداً لضمّها بعد استقلالها. كما قام السودان بعقد لقاء صلح بين الأمير الحسن -ملك المغرب فيما بعد- وبين الرئيس ولد دادا -رئيس موريتانيا- إنهاءً للخلاف والمطامع المغربية في ضم موريتانيا.

    الكنغو:

    يمثل الوضع الجغرافي للكنغو بالنسبة للوضع الجغرافي للسودان علامة من علامات الرباط والجوار الأبدي، وتعتبر العلاقات السودانية مع الكنغو من أميز علاقات حسن الجوار، ولعل ذلك ينبع من بدايات تلك العلاقات، حيث شاركت القوات السودانية ضمن كتائب الأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام في إقليم شابا، وكان ذلك عند نشوب الحرب الأهلية عشية استقلال الكنغو.

    وقد استضافت سفارة السودان بباريس المناضل باتريس لوممبا حيث جاء متجهاً إلى نيويورك (مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة) وهي استضافة فيها إخفاء له عن عيون بلجيكا، خاصة وأنه كان يناضل من أجل استقلال بلاده الكنغو. وكدأب السودان في الوقوف إلى جانب حركات التحرير الإفريقية فقد دعمت الحكومة الحركات التحررية بالكنغو حيث منحت الثوار حق اللجوء إلى السودان وعملت على تحرير المساعدات لداخل الكنغو من مصر وغانا والجزائر، كما اهتمت بإيواء النازحين والاهتمام بأمرهم.

    أنجولا:

    تبنى السودان قضية أنجولا كدأبه الذي سلكه مع كافة الدول الإفريقية التي نالت استقلالها بعده، وقد ثبت في الدراسات اضطلاعه بالدور الكبير جنباً إلى جنب مع حركات التحرير في ميدان واحد وبسلاح واحد. وفي العام 1972م أعلن السودان في مؤتمر قمة كازبلانكا عن سياسته الواضحة تجاه حركات التحرير في المستعمرات البرتغالية بتدريب وتسليح المقاتلين، وتردد على الخرطوم عدة مرات الزعيم الأنجولي أوغستينو نيتو رئيس الحركة الشعبية لتحرير أنجولا، وأجرى العديد من الاتصالات مع وزارة الخارجية والقوات المسلحة السودانية، حيث قام السودان بتدريب مائتي عنصر من مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير أنجولا، وبدأ التدريب في نفس العام. ولم يكتف بذلك وإنما قام بتجهيز وسيلة نقل المواد والأسلحة وإعانة المقاتلين داخل أنجولا.

    جنوب إفريقيا:

    وقف السودان موقفاً مشرفاً أمام قضية التمييز العنصري التي مارستها بريطانيا في جنوب إفريقيا، وساهم من موقعه كمؤسس لاتحاد كرة القدم الإفريقي إلى إبعاد اتحاد جنوب إفريقيا لكرة القدم، فلم يعد إليه في التسعينيات بعد نهاية الفصل العنصري. كما ساهم في العام 1960م خلال الدورة 15 للجمعية العامة للأمم المتحدة بقيام حملة دبلوماسية ضد سياسة الفصل العنصري وأتبعها بخطوات عملية شملت:

    1. مقاطعته للتجارة مع جنوب إفريقيا.

    2. رفضه فتح أجوائه أمام الطائرات البريطانية العابرة إلى جنوب إفريقيا.

    3. إغلاقه لميناء بورتسودان في وجه السفن البريطانية.

    4. دعمه الفعال لمناضلي حركات التحرير في جنوب إفريقيا، فقد وصل نلسون مانديلا إلى الخرطوم في أغسطس 1962م بصحبة المناضل أوليفر تامبا وذلك في لحظة اشتد فيها حصار النظام العنصري للمناضلين، فقدم لهم السودان مساعدات مالية مقدرة.

    وهكذا استمرت الرسالة في إبراز العلاقات السودانية مع دول القارة الإفريقية وما انبنى عليها من أدوار تؤكد الصلة وتوثق القربى. ومن أهم ما تمخضت عنه هو أن الصلات التاريخية بين السودان والدول الإفريقية أثمرت جوانب هامة ثقافية واقتصادية وسياسية واجتماعية، وهي الأركان التي على أساسها تقوم العلاقات بين الدول التي تنشد رفاهية شعوبها.


    - أنتهى -
                  

12-21-2013, 02:26 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9497

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: Kostawi)

    كنا وين وبقينا وين!!
                  

12-22-2013, 02:31 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-03-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    شكراً نصر الدين على فتح هذه النافذة الهامة. سيبقى السودان بوتقة للتلاقح الانساني و التحرر، رغم غثاء العنصرية الذي طفح على غفلة.
                  

12-24-2013, 06:23 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صورة نادرة جدا: صورة لمانديلا في السودان سنة 1962 ميلادية (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de