حفل خيري بالنادي السوداني – Hayward, CA لدعم السودانيين بالمعسكرات والتكايا
|
مرثية ود البلال لـ"السمحة"
|
كان حزني دفينا ياعاصم .. فقد جمعتني بها زمالة في الخرطوم .. وامتدت نحو محاولات لانقاذ "القناة" التي أحبتها وكانت طلتها الاولي عبرها للمشاهدين رحم الله نادية وجعلها في عليين
نادية وبالحناء مخضب
تقييم المستخدم: / 0 ضعيفجيد عريساً، أول مرة إلتقيتها بالحناء مخضب، نادية عثمان مختار، هكذا قدمها بهشاشته وبشاشته الوفي الصفي عبد العظيم صالح مدير تحرير آخر لحظة الذي جمعتني وإياه عُشرة عمل منذ مطالع الثمانينات من القرن الماضي وحتى مشارف الألفية الثالثة، وإن افترقنا فالود بيننا قائم وزاده اعجاباً يبديه ولا يخفيه عبد العظيم الذي يهنأ ويسعد بمدح وتقريظ الآخرين خاصة الكاتبين، منتهى الثقة بالنفس وبأسلوبه المحكم وصياغته المترابطة عبد العظيم كاتب أول، تجمعنا وكمال ادريس ذكريات ونوادر وطرائف ومفارقات في عهد الديمقراطية الثالثة صحفيون مبتدئون ولسان حالهما يردد : لابد من صنعاء وان طال السفر، عبد العظيم عاد وكمال لازال بعيداً وود صالح قلبه لازال بالبعد معلق.
ففي (قيدومتي) والرقص والطرب لا برزخ ويمتزجان بأحاسيس غامرة وإلفة دافئة، فالناس السودانيون في يوم عرسك وشكرك سيان، محبة ووفاء نادران، يرفعوك على الأكف في الحالين بعيداً عن الثري ثريا، لا تملك إلا ان تبادلهم ذات الحب عريساً والوفاء إن رفعت الأكف منهم الى مثوى وشاطئ ثالث وبرزخ أعلى، أقبلت في ذاك اليوم من وسط (الدارة) مهللاً لمصافحة عبد العظيم وصحبه، بلباقته وحياكته للأشياء وبسماته الصافية، قطع ود صالح مصافحتي الحارة للغريبة الودودة بينهم معرفاً، فقد إلتحقت نادية بـ(أخبار اليوم) وقت ان بعدت لأيام معدودات، دعاها عبد العظيم ممثلاً أصيلاً واستجابت بين غمضة الدعوة وإلتفاتتها فسجيتها الاقبال لا الادبار.
ثم دارت الأيام وتتالت وكانت نادية عثمان مختار بضعة عزيزة من (أخبار اليوم) وعليها، أعطتها حتى ظننا أنها لم تستبق شيئاً وإذ بمكنونها المتفجر ينابيع من العطاء وقناديل من الضياء، فأين ما حلت ونزلت فهي (أهلاً وسهلاً)، وإني لأشهد، بأننا قد غُلبنا أمام حبها لعملها، فهاتفها ما ان يحل المساء لا يكف عن الهتاف من قاهرة المعز، تقدس الإلتزام تجاه الآخرين، ويوماً لم تساوم في مقابل ما بدت حريصة عليه، قدرتها فائقة، ففي السياسة صحفية ملمة بأدق التفاصل وقدرتها باهرة في القراءة والتحليل، أما في الأدب فيكفي شاعريتها التي اتخذتها لبوساً لنشاطها الصحفي السياسي، فهي تعلم مرارة السياسة فأجتهدت لتحليتها بشاعريتها المتميزة بالتلقائية والبساطة والمفردة العادية السمحة السهلة لكن الأنيقة.
نادية عثمان مختار بفطرتها قريبة من الناس ومن الشارع، ففي القاهرة والخرطوم فراشة تجيد التحليق من قرب على كل من تداخلت معهم، تملك روحاً تنفي احساس الغربة بالذات والآخرين، متصالحة، لا تتجمل وتتسحق وتتذوق باختلاق وابتداع غير نادية عثمان مختار الخارجة من بين صلب وترائب الشعبية والراضعة من ثدي السودانية، مزيج من النعومة والصلابة، الضحك والابتسام مقاومتها للشدائد وقد تكاثرت عليها فما لانت واستكانات وكما طير صلاح كل ما تعب منها جناح في السرعة زاد، زادها ايمان بالقدر خيره وشره، عبارتها التي يحفظها الآن كل من صافحها مرحباً أو مودعاً : الله يخليك يارب وخلي بالك من نفسك.
بلسان واحد، أجزل باكوها في وصفها ولم يبص احدهم في ورق الآخر، أصلاً لم يلتق بعضهم بعضاً إلا في الاتفاق على توصيف نادية عثمان مختار وما تمايزت صفوفهم إلا في المفردات والعبارات الجميلة التي تستحقها نادية عثمان مختار الراحلة عن دنيانا بسيناريو يقيناً تصورته، فليراجع كل من إلتقاها في أيامها الثلاثة الأخيرة، نظراتها عباراتها، فقد ودعتهم خفية وما دروا، ففيها من الشفافية درجة من الايمان العالي، ولمثلها الافصاح عن ما وراء حجب الغيب متاح، لتحسن الاستعداد للرحيل وقد أحسنت.
الموت في الفراش لا يشبهها، انما في الشارع العام وعرضه الفسيح، المقربون من أيامها الأخيرة كلمونا عن سعيها بذات نشاطها الانسانى والمهني الدؤوب للتوفيق بين رأسين في الحلال، وحبها الدافق في الخير لأولى القربى، أسلم صويحبتها في لحظات الموعد مع الموت الذي لقته ناظرة مستبشرة وطامعة في اتمام عقد تتكاثر به أمتها من بعدها ، فنجا الله بحبها الدفيق صويحبتها وأن تأذت فانها باذنه تتعافي وتعود كما كانت نادية التي نفتقدها ومحبتها الخالصة والوارفة لكل من ألقى عليها السلام تحية، اما ان قاسمها بعضاً من الحياة، فهنئياً له باخلاص انساني نادر.
لا أنسى وذات صباح، تلقيت رسالة نصية عبر الجوال تشد من ازري وتناصرني يوم ان ظلمني (أحدهم) تبخيساً وليس نقدا احبذه لما أبذله في هذه المساحة التي أفردها جناحي طائر لتكون النظرة أشمل، وصفني ذاك بالغباء في ما أفعل، لقد تجاوز النقد للتجريح، وعلى النفس آليت ان أتحمل الذم والقدح قبل الشكر والحمد، فلا يهزني ناقم ولا يبطرني مادح مع تمام الشكر والعرفان والامتنان، وكانت نادية عثمان مختار (الوحيدة) التي تلقيت منها رد فعل رافض ما استغربته، فعلت ذلك وهي ليست معنا عاملة، ليس بينها والمصالح معرفة والانتهازية لغة، فليرحمها الله وقد مضت في ريعان الشباب بعد حياة قصيرة بالسنوات وطويلة بالمشقات التي غالبتها بالابداع مهنيا وانسانيا حتى هون الله عليها سكرات الموت بصدمة مفاجئة قوية اسلمت معها الروح لبارئها بين غمضة عينها والتفاتتها.. وكان الله في عون من تسبب في رحيلها وعزاؤه ان الكفارة منصوصة.
البقاء للهhttp://http://akhbarelyoumsd.net/news/index.php?option=com_c...9%8A%D8%A8andItemid=75
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: مرثية ود البلال لـandquot;السمحةandquot; (Re: كمال ادريس)
|
Quote: الموت في الفراش لا يشبهها، انما في الشارع العام وعرضه الفسيح |
أخي كمال .. بعد قراءتي لهذه المقالة الرصينة توقفت عند العبارة اعلاه .. يا سلام فيها رمزية عميقة تحمل معاني سامية .. شارع للكادحين . والغلابي .. وللشعث والغبر .. وللصادقين .. والانقياء والاطهار ..
لقد قرأت مئات العبارات في رثاء الفقيدة .. ولكن هذه هي الابلغ ..
شكراً كمال ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مرثية ود البلال لـandquot;السمحةandquot; (Re: كمال ادريس)
|
Quote: ثم دارت الأيام وتتالت وكانت نادية عثمان مختار بضعة عزيزة من (أخبار اليوم) وعليها، أعطتها حتى ظننا أنها لم تستبق شيئاً وإذ بمكنونها المتفجر ينابيع من العطاء وقناديل من الضياء، فأين ما حلت ونزلت فهي (أهلاً وسهلاً)، وإني لأشهد، بأننا قد غُلبنا أمام حبها لعملها، فهاتفها ما ان يحل المساء لا يكف عن الهتاف من قاهرة المعز، تقدس الإلتزام تجاه الآخرين، ويوماً لم تساوم في مقابل ما بدت حريصة عليه، قدرتها فائقة، ففي السياسة صحفية ملمة بأدق التفاصل وقدرتها باهرة في القراءة والتحليل، أما في الأدب فيكفي شاعريتها التي اتخذتها لبوساً لنشاطها الصحفي السياسي، فهي تعلم مرارة السياسة فأجتهدت لتحليتها بشاعريتها المتميزة بالتلقائية والبساطة والمفردة العادية السمحة السهلة لكن الأنيقة. |
كانت كذلك دائما نشيطة وطموحة وذكية!
رحم الله نادية ورحم شبابها فعوضها الجنة..
البركة فيكم يا كمال..والعزاء للأستاذ عاصم.. ...............
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مرثية ود البلال لـandquot;السمحةandquot; (Re: أحمد الشايقي)
|
نادية عليها رحمة الله كانت نسمة كانت بسمة كانت شمعه
شكرا يا كمال علي إشراكنا مرثية الأخ العزيز وإبن العم عاصم البلال الطيب فهي مرثية كافية ووافية من قلب كبير عامر بالخير والجمال والمحبة هو هكذا عرفته منذ نعومة الأظافر في ديم القراي. فله الشكر علي الوفاء لنادية الإنسانة رغم إنها تركت جريدة أخبار اليوم منذ وقت كبير.
رغم تواصلي مع المرحومة نادية من خلال عضويتنا في سودانيزأونلاين إلا أنني لم ألتقيتهاوجها لوجه ألا بعد ذلك مصادفة في مكاتب جريدة أخبار اليوم وكنت في إجازة في السودان وذهبت لزيارة الأخ عاصم في الجريدة وذهبنا سويا لمكتب الأخ أحمد البلال لتحيته فوجدت الأستاذه نادية أيضا داخلة لمكتب رئيس التحرير وكانت وقتها مراسلة الجريدة في القاهرة ورغم إنها المرة الأولي والأخيرة وكان لقاءا عابرا لكن ترك في أثرا عظيما فوجدتها في الواقع كما هي في كتابتها في منبر سودانيز أونلاين إنسانة بمعني الكلمة. لها الرحمة والمغفرة ..
| |

|
|
|
|
|
|
|