حدث في مثل هذا اليوم: قاد "حزب الأمة" أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2013, 11:32 AM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حدث في مثل هذا اليوم: قاد "حزب الأمة" أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ السودان

    قاد حزب الأمة أول انقلاب عسكري في تاريخ السودان على الديموقراطية 17 نوفمبر 1958
                  

11-17-2013, 11:51 AM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ السو (Re: Frankly)

    مهندس الانقلاب العسكري هو "عبد الله خليل"

    وأداء وتنفيذ "إبراهيم عبّود"
                  

11-17-2013, 11:55 AM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ (Re: Frankly)

    Quote: وبارك انقلابه القادة الدينيون في ذلك الوقت لأكبر جماعتين دينيتين: السيد عبد الرحمن المهدي زعيم الأنصار، والسيد علي الميرغني زعيم طائفة الختمية.


    ويكيبيديا
                  

11-17-2013, 12:39 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ (Re: Frankly)

    Quote: إبراهيم عبود

    الفريق إبراهيم عبود (26 أكتوبر 1900 - 8 سبتمبر 1983)، رئيس جمهورية السودان ورئيس الوزراء السوداني للفترة(1958-1964 م)، ولد بشرقى السودان من قبيلة الشايقية، تخرج من بكلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم حاليًا) عام 1917 م، ثم التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918م، عمل بسلاح قسم الأشغال العسكرية بالجيش المصري حتى انسحاب القوات المصرية في عام 1924 م، حيث انضم إلى قوة دفاع السودان، عمل في سلاح خدمة السودان وفرقة العرب الشرقية وفرقة البيادة. عين قمنداناً لسلاح خدمة السودان عند السودنة ثم ترقى إلى رتبة أميرالاي عام 1951م. نقل إلى رئاسة قوة الدفاع كأركان حرب ثم ترقى إلى منصب نائب القائد العام عام 1954م. قاد أول انقلاب عسكري بالسودان في نوفمبر 1958 م وكان انقلابه في الحقيقة استلاماً للسلطة من رئيس وزرائها آنذاك عبد الله خليل عندما تفاقمت الخلافات بين الأحزاب السودانية داخل نفسها وفيما بينها، وقد كانت خطوة تسليم رئيس الوزراء السلطة للجيش تعبيرا عن خلافات داخل حزبه، وخلافات مع أحزاب أخرى.


    وكيبيديا
                  

11-17-2013, 06:52 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ السو (Re: Frankly)

    Quote: عبد الله بك خليل ولد بأم درمان عام 1892م

    تخرج من كلية غردون قسم المهندسين وألحق بالمدرسة الحربية.وحصل على رتبة أمير آلاي. كان من أعضاء جمعية اللواء الأبيض منفذة ثورة 1924م التي كان المثقفون (الأفندية) في طليعتها. تحول عبد الله خليل للفكرة الاستقلالية بعد فشل الثورة. وكان من أبرز المؤسسين لـ حزب الأمة كحزب يقود الشعار الاستقلالي وقد انتخب عبد الله خليل كأول سكرتير عام للحزب. كان رئيسا للوزراء في أول حكومة بعد الاستقلال وقد سلم السلطة لقيادة القوات المسلحة ممثلة في الفريق عبود في 17 نوفمبر 1958م وذلك وفق رؤية معينة نكصت عنها قيادة الجيش وبطشت به وبحزب الأمة على وجه الخصوص وبكل القوى السياسية السودانية عموما. توفي عام 1970م.


    وكيبيديا
                  

11-17-2013, 11:27 PM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ (Re: Frankly)

    قاد حزب الأمة أول انقلاب عسكري في تاريخ السودان على الديموقراطية 17 نوفمبر 1958

    المقولة اعلاه كذب و تضليل ، بل كان الانقلاب علي حزب الامة ، لم يخرج قرار من مؤسسات الحزب بذلك ، بل هو تصرف غير قانوني وانقلاب علي شرعية حكم حزب الامة بحسن نية من السيد عبدالله خليل بسوء تفدير
                  

11-17-2013, 11:33 PM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ (Re: Haytham Mansour)




    انقلاب 17 نوفمبر 1958م

    استولى الفريق ابراهيم عبود على السلطة بصورة فردية قام بها رئيس الوزراء عن حزب الأمة السيد عبد الله خليل برغم رفض مكتب إدارة الحزب، إضافة لأن الفريق عبود ناقض حتى اتفاقه مع رئيس الوزراء القاضي بتسلم السلطة من قيادة الجيش ثم اعادتها للشعب بعد إعادة الاستقرار في ظرف ستة أشهر، أما حزب الأمة فقد انتظم بقيادة رئيسه في سلك المعارضة للانقلاب منذ اليوم الأول واعتبره تجنيا على التجربة الديمقراطية الوليدة عامة وعلى حزب الأمة ورئيسه تحديدا. شكل تاريخ الحزب في هذه المرحلة السعي الحثيث والجهاد من أجل إعادة الديمقراطية الوئيدة.

    السيد الصديق المهدي


    الإجراءات الأولى للانقلاب

    أصدر الانقلاب الجديد البيان الأول وفيه حل جميع الأحزاب ومنع المواكب والتجمعات ووقف الصحف . وصدرت أوامر دستورية هي قيام مجلس أعلى للقوات المسلحة وإعلان حالة الطواريء وقف العمل بالدستور المؤقت وحل البرلمان وقد ركز في يد قائد الانقلاب السلطات الآتية: السلطة الدستورية العليا في السودان، وجميع السلطات التشريعية، والتنفيذية والقضائية والقيادة العليا للقوات المسلحة. وفي ما سمي بالحركة االتصحيحية في 2/4 مارس 1959م صدر الأمر الدستوري الذي ركز في يد الفريق عبود مزيدا من السلطات وتعطيل النقابات والاتحادات ومصادرة حرية الصحافة. هذه الحركة إضافة لإحكتم القبضة على الحريات كانت تستهدف التضييق على حزب الأمة بشكل أساسي وإبعاد اللواء أحمد عبد الوهاب من مجلس قيادة الثورة بسبب علاقاته ا########دة بحزب الأمة. وفي مارس 1959م انتقل لرحمة مولاه الإمام عبد الرحمن المهدي راعي الحزب.





    الفريق إبراهيم عبود

    معارضة الحزب لحكومة عبود:
    قاد حزب الأمة برئاسة السيد الصديق المهدي التصدي لحكومة الفريق عبود منذ اليوم الأول حيث قطع رحلته الخارجية ورجع لإعلان معارضته للوضع الجديد، وقد قدم ابنه السيد الصادق المهدي الذي كان من قيادات الحزب الشبابية استقالة مسببة من منصبه كموظف في وزارة المالية رفضا للانقلاب.
    المعارضة من 1959م- 1961م:
    بعد الانقلاب بقليل بادر حزب الأمة بتكوين الجبهة الوطنية المتحدة لمعارضة نظام عبود والجهاد من أجل اعادة الديمقراطية وتشكلت من كل من حزب الأمة، الحزب الوطني الاتحادي، الجبهة المعادية للاستعمار، الأخوان المسلمون وشخصيات شمالية وجنوبية.
    في 21 أكتوبر 1959م أرسل الامام الصديق مذكرة فحواها المطالبة بانهاء مهمة الجيش في ادارة شؤون البلاد، والدعوة لتكوين مجلس خماسي رئاسي مؤقت للاشراف على شئون الحكم، ولتأليف حكومة من مدنيين لحمل أعباء الحكم، ووضع دستور للبلاد، وانتخاب هيئة لاقرار الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية في فترة وجيزة. (نص المذكرة هنا)
    في أواخر 1959م قضى الجيش على آخر المحاولات الانقلابية العديدة واستمر نضال الفئات الأخرى الذي تمثل في اضراب العمال احتجاجا على سجن االنظام لزملائهم الذين تقدموا بمذكرة للمجلس العسكري في 1/11/1959م فتم فصلهم مما أدى لاضراب الطلبة تضامنا معهم.وقد التفت الأحزاب والقيادات المعارضة خلف حزب الأمة الذي أظهر قوة المعارضة وتأييد الشعب لها حين استقبل السيد الصديق الرئيس جمال عبد االناصر لدى زيارته للسودان وقد تقدم زعماء المعارضة بمذكرة ثانية في 29/نوفمبر 1960م فحواها: مطالبة الجيش بالتفرغ لمهمته الوطنية في حماية البلاد،على أن تتولى الحكم هيئة قومية انتقالية للقيام بمهام محددة:الحكم أثناء الفترة الانتقالية،التخطيط السليم على أسس ديمقراطية مبنية على تجارب الماضي،الانتخابات على ضوء قانون انتخابات عادل ورفع حالة الطواريء وكفالة حرية المواطنين .
    جهود الحزب لتنظيم المعارضة:
    قام الحزب بتعبئة الأقاليم بواسطة وفود للأقاليم لشرح الأحداث منذ الانقلاب بمنشور من الامام بارفاق المذكرتين المقدمتين للمجلس العسكري من قادة المعارضة في الجبهة الوطنية. وقد اتخذت الجبهة القومية المتحدة المعارضة من الاحتفال باستقلال السودان مناسبة قوية للتعبير عن مطالب الشعب السوداني، فاحتشدت الجماهير في نهاية 1960م في بيت الأمة في اتحاد صلب وراء قيادة الامام الصديق للاستماع لخطاب الامام الصديق بمناسبة الاحتفال بالعيد الخامس للاستقلال والذي لخص فيه الموقف الوطني والمطالب الشعبية بضرورة عودة الحريات. و في أوائل 1961م قدم قادة المعارضة مذكرة أخرى محملين فيها الحكومة محاربة بعض فئات المواطنين في أرزاقهم وبينوا فيها أخطاء الحكومة العديدة.
    هذا الاجماع الشعبي على معارضة النظام أزعج الحكومة فرأت التفاوض مع زعيم المعارضة الامام الصديق الذي اشترط أن تكون المفاوضات رسمية بتفويض تام لمن يفاوضونهم من قبل الحكومة. وسارت المفاوضات بشكل جيد حتى سفر أعضاء االوفد الحكومي للشمالية وفي الزيارة اغتر المفاوضون من منظر التأييد الذي لاقوه فاوقفت المفاوضات بعد رجوعهم. إضافة لذلك قام النظام العسكري بإجراءات تعسفية ضد المواطنين والمعارضين على وجه الخصوص. وقد تعرض رئيسا وفدي الأقاليم السيد الصادق(وفد كردفان) والسيد أحمد المهدي(وفد دار فور ) بعد حضورهما من واجب عزاء اثنين من كبار الأنصار هما الناظر عبد القادر هباني والسيد علي أبو سن لتحرشات من الحكومة التي أمرت باعتقالهما. فأرسل الامام الصديق للحكومة برقية في 28/5/1961م مستنكرا فيها انتهاك الحكومة للحريات الشخصية والتعرض خاصة للأنصار بغير حق. (نص البرقية هنا)
    تلك الاجراءات التعسفية ضد القيادات الأنصارية دفعت جموع الأنصار للتوجه للعاصمة وقوفا مع قيادتهم في تلك المحنة. وفي بداية العام الهجري الجديد دخل العمال في إضراب ضد الحكومة. واحتفاء بالهجرة النبوية الشريفة خاطب الامام الصديق الاحتفال الذي نظمه الأنصار متحدثا عن عبر وعظات السيرة والتاريخ الاسلامي والوطني ومسار المفاوضات مع النظام وانهيارها ثم تعرض لمنع قيادات الأنصار من السفر للأقاليم وأزمة اضراب العمال واللامبالاة التي جابهت بها الحكومة المطالب الشعبية حتى تعقدت الأمور. (نص الخطاب هنا)

    تلغراف الساسة وتداعياته:
    تجمعت معلومات لقادة المعارضة عن حادثة تعرض أحد المواطنين في الأبيض للسجن والتعذيب لاتهامه بمعارضة الحكومة اجتمع قادة المعارضة في بيت الأمة وأسفر ذلك عن تقديم تلغراف بتاريخ 7/7/1961م وقعه عن الجبهة المتحدة اسماعيل الأزهري وعبد الله خليل احتجاجا على الأعمال الوحشية للحكومة وانذارها بأن المعارضة لها بالمرصاد لكشف تجاوزاتها ولايقافها عند حدها. وقد وصل الشعور العام ذروته سخطا من الحكومة التي اختارت البطش بقادة الرأي العام السوداني واعتقلت كل المشاركين في الاجتماع الذي صاغ التلغراف وأرسلوا الى جوبا ما عدا الامام الصديق الذي قدم له لفت نظر بخطاب في 11/7/1961م، واتخذوا مزيدا من الاجراءات التضيقية ضد الأنصار وأطلقوا العنان لأجهزة الاعلام في هجمة اعلامية مكثفة على الساسة والأحزاب.
    جمع الامام الصديق مجلسه وأطلعه على التطورات وتقرر مناشدة التجار والهيئات لتنظيم اضراب جماعي وتحاشي العمل المنفرد من الأنصار. وتم إرسال خطابات سرية للمعتقلين من الساسة لاخبارهم بأن الجبهة الوطنية جاهزة لمواجهة الموقف وستطلب لقاء مع المجلس العسكري تطالبه بالتنحي الفوري عن السلطة وتسليمها للشعب وفي حالة الرفض فستواجه الحكومة الثورة الشعبية.ولمطالبتهم باعداد دراسة مفصلة باجماع المعتقلين لوضع انتقالي يعد لقيام حكم ديمقراطي دائم. وأرسل الامام الصديق رده على خطاب الحكومة (الذي فيه لفت النظر) في نفس يوم وصوله فيه يؤكد لهم على عدم رضوخ الكيان لتهديدات الحكومة وهو الكيان الذي لم تفلح في اجتثاثه دولتي الحكم الثنائي بكل جبروتها ويتأسف على حكم وطني يخدم ذات أهداف الاستعمار وطلب منهم النظر في عواقب أعمالهم وأن يعدلوا.
    - لم تنجح دعوة المعارضة في الاضراب الا في نطاق ضيق لم يكف لتنظيم عمل اجماعي كبير .
    - كتب الامام الصديق منشورا للأنصار موجها لهم ويوصيهم بالحفاظ على العقيدة والراتب وتنظيم شباب الأنصار ومطمئنا لهم أن تعنت الحكومة لن يفت في عضدهم.












    السيد إسماعيل الأزهري

    السيد عبد الله خليل
    أحداث المولد 21 أغسطس 1961م:
    - صعدت الحكومة من مواجهتها للأنصار لاجتثاث المعارضة ضدها فاستهدفت خيمتهم المخصصة داخل ميدان مسجد الخليفة وطوقتها بقوات الشرطة منذرة لهم بالتفرق دون أن تمهلهم لحظة وشرعت في صب وابل الرصاس عليهم! واجه الأنصار كدأبهم وابل الرصاص ببسالة نادرة وانقضوا على مهاجميهم بما صادفوا من عصي وأخشاب وسلاح أبيض مجبرين عدوهم على الهرب تاركا ضحاياه من الجانبين حيث قام الأنصار بستر الضحايا وجمعوا السلاح وسلموه لقيادتهم التي أسرعت لتفقد الموقف وانقاذ من يمكن انقاذه.
    - سار وراء موكب التشييع جماهير غفيرة في بيت المهدي في اليوم التالي وقد رأى الامام الصديق خطورة الموقف الذي قد يقود لحرب أهلية فأصدر بيانا يؤكد عزمهم على اللجوء للقضاء لمحاكمة من أمر بالمجزرة وشاكرا الشعب السوداني لتضامنه معهم في المحنة .
    وصية الإمام الصديق:
    وجد الامام الصديق نفسه ازاء استنفاذ سبل النصح ووصولها منتهاها في مواجهة الحكم العسكري أمام أحد موقفين: اما الثورة حتى النصر أو كبح جماح المعارضة حفاظا على سلامة البلاد. وبينما هو كذلك أصابته ذبحة صدرية في يوم السبت 30/9/1961م توفى على اثرها في عصر الاثنين 2/10/1961م وأمام جمع من الأطباء وكبار الأنصار وقيادات حزب الأمة أملى وصيته على السيد الصادق المهدي مركزا فيها على أن مطلب الأمة هو الديمقراطية واعادة الحريات للبلاد.
    مواصلة المسيرة ما بعد اكتوبر 1961م:
    اتخذ الحزب عدة تدابير للخروج من المحنة التي عطلت مسيرة المعارضة لحين منها حسم مسألة قيادة الكيان التي أوكلت للامام الهادي المهدي من قبل مجلس الشورى الذي سماه الامام الصديق في وصيته.
    في ديسمبر 1961م أصيب معظم الساة المعتقلون بعلل وأمراض وصعدوا موقفهم بالدخول في إضراب عن الطعام فأطلق سراحهم في 28/1/1962م وحاولت أحزاب المعارضة الاحتفال بهم ولكنها منعت.


    مؤتمر االوكلاء بالجزيرة أبا:
    (مقاطعة انتخابات المجالس المحلية والاتفلق على برنامج المستقبل):
    في 18/12/ 1961م صدر قرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتكوين لجنة التطورات الدستورية وقد بدأت أعمالها في 6/1/1962م وقدمت توصياتها لاجراء تعديلات على قانون الحكم المحلي لسنة 1951م وصدر قانون المجلس المركزي لعام 1962م لاقامة نظام المجلس المركزي وانتخابات المجالس المحلية وقد اتفق قادة المعارضة على مقاطعتها في ما عدا الحزب الشيوعي وكتب الامام الهادي مذكرة بهذا الصدد قدمها للحكم العسكري نيابة عن الجبهة الوطنية.ودعى السيد الصادق المهدي بموافقة الامام لمؤتمر عام للوكلاء بالجزيرة أبا لتنظيم المقاطعة وبحث مشروع برنامج سياسي مكون من 14 بندا فقرر المؤتمرون تقوية قرارات المؤتمر باجتماع الصف الأنصاري في الخرطوم والتوقيع عليه كوثيقة تاريخية وأداة للتعبئة فتم ذلك في 26/9/1964م. (نص الوثيقة هنا)
    المعارضة النقابية:
    قررت الجبهة الوطنية أن يكون احتفالها بالاستقلال في أول يناير 1964م وسيلة للتعبئة ضد النظام وقد منعت السلطات الاحتفال ومخاطبته وفشلت كل تدابير الخطط البديلة لاقامة الاحتفال مما جعل المعارضة تأخذ خط تنظيم العمل السياسي بشكل سري. وبدأ االتنسيق مع العمال والمزارعين والطلبة.

    دخل الطلبة في جامعتي الخرطوم وكذلك القاهرة في مواجهات مع نظام نوفمبر من خلال مذكرتهم في سبتمبر1959م التي تعرضوا للاعتقال بسببها. و الإضراب عدة مرات احتجاجا وتضامنا مع اعتقالات عمال السكة الحديد، و الاضراب لمدة يومين في 8/فبراير/1962م رفضا لقانون فبراير1961م الذي أصدره النظام للقضاء على استقلال الجامعة وقد رفع أساتذة الجامعة السودانيين مذكرة احتجاجا على ذلك واستنكر معهم كذلك الأساتذة الأجانب. وقد احتج الطلبة بمذكرة تاريخية في 8/11/1963م ضد قرار ضم الجامعة لوزارة المعارف في 5/11/1963م وقد طالبوا في المذكرة بانهاء الحكم العسكري ودخلوا في اضراب مفتوح وتقدم مدير الجامعة والأساتذة باستقالات مشروطة بحسب تنفيذ قرار الضم ولم تسحب الا عند وعد من الحكومة بمراجعة القرار وقد نشط الطلبة في استخدام سلاح كشف عورات النظام عبر الندوات. في هذا الصدد نشط حزب الأمة برأي يؤيد ضرورة الحفاظ على وحدة الطلبة بالتنسيق مع الأحزاب الأخرى (الشيوعيون والاخوان المسلمون) وضمان ألا تتصرف الادارة بشكل يستفز الطلبة مع الشروع في ضمان استقلالية الجامعة وقيام مؤتمر وطني لحماية حرية التعليم العالي.
    أما بالنسبة للمزارعين فقد أضرب المزارعين في خور القاش لعدم استجابة الحكومة لمطالبهم . كما جرت عدة اضرابات لمزارعي مشروع الجزيرة أنجحها اضراب ديسمبر 1963م الذي حصلوا بموجبه على مطالبهم بتضامن مزارعي القاش وجبال النوبة وطوكر. وقد كان الحزب متضامنا مع مواقفهم. من جهة أخرى فقد استمرت مواجهة الحكومة لعمال السكة حديد حتى رأت استثمار مخالفة بعضهم لقرار مقاطعة انتخابات المجلس المركزي فدعت لمؤتمر عمالي مما أعاد توحيدهم فتراجعت الحكومة في نوفمبر 1963م وأصدرت قرارات تمهد لاجراء انتخابات نقابة عمال السكة حديد والاتحاد العام.

    تم التنسيق بين الطلبة والجبهة الوطنية في أواخر 1963م بتكوين لجنة للتنسيق من أعبائها متابعة ملفات المعارضة على جبهتي العمال والمزارعين وتوفير المال للحركة وتصعيد العمل السياسي على كافة الجبهات وممارسة النشاط المعارض بصورة سرية مع الحرص على اعلان أعماله.على صعيد الحركة العمالية أعلنت نتيجة انتخاباتها وتم تكوين لجنة تأسيسية أعلنت عن موعد عقد مؤتمر عام للاتحاد العام لنقابات العمال في 15/اغسطس/1964م لكن تم الغاء ذلك قبل يومين ممن تاريخه لتستمر النقابات العمالية القائمة حتى نهاية 1965م واعتقل عدد من قادة العمال،مما جعل الوضع في عموم البلاد متحفزا للانفجار مع أول شرارة، تفجرت بالفعل بسبب الطريقة التي أدارت بها حكومة عبود الحرب في الجنوب والتي شكلت الشرارة التي أشعلت الثورة الشعبية التي أطاحت بالنظام في النهاية.


    مسألة جنوب السودان:
    عندما ناقشت الأحزاب السياسية السودانية إمكانية إعلان الاستقلال من داخل البرلمان دون استفتاءبحسب الاتفاقية الأنجلو-مصرية في 1953م، ساند ممثلو الحزب الليبرالي الجنوبي هذا التحرك ليعطى الجنوب وضعا فيدراليا عند كتابة الدستور وهو ما لم يتم بسبب الانقلاب. سياسة النظام القهرية كان لها أبعاد أخرى في الجنوب اذ تزايد خروج السياسين الجنوبين للمنفى وكونوا مع آخرين حزب سانو الذي اتخذ وسائل سلمية ولكن تكونت مقاومة مسلحة هي أنانيا-1. وفي مارس 1963م أطلق النظام سراح عدد من الساسة الجنوبين دون أن يربط ذلك بسياسة إصلاحية ترفع الغبن فكان هؤلاء الساسة زادا للحركة المسلحة. كذلك اضطهدت عبود المسيحية والمبشرين في الجنوب اذ قررت طرد المبشرين جماعيا في مارس 1964م. وحينما تفجر التمرد أرادت ان تحله عسكريا بدون أي سعي لحله سياسيا.
    موقف حزب الأمة من مسألة الجنوب :
    انشغلت الأحزاب السياسية بانهاء الحكم الديكتاتوري وأهملت مسألة الجنوب باستثناءات قليلة أهمها موقف حزب الأمة الذ مثله موقف السيد الصادق المهدي الذي أصدر كتيبا عن الموضوع خلاصته استنتاج خطأ الحل العسكري واعتبار أن المشكلة بالأصل سياسية واقتصادية، وثقافية مبينا عدم جدوى الحل العسكري ووجوب مناقشة المسألة على مستوى واسع وبحرية.

    تفجر الثورة:

    رأت السلطة الحاجة لنقاش واسع للمشكلة وتم تعيين لجنة قومية لذلك ولكن النقاش الحر ذهب بالنقاش الى النظر في المرض وليس العرض.
    تفاقم الغضب الشعبي وتم التنسيق من قبل حزب الأمة مع الطلبة والأحزاب الأخرى في الجبهة الوطنية ومع جبهة الهيئات التي كانت تجمع النقابات والتنظيمات اليسارية.
    وفي خلال العام 1964م نشطت الحركة الفكرية وسط الطلبة وعقدت ست ندوات خلال أقل من شهرين. وفي 21 اكتوبر1964م أقام الطلبة ندوة تحدث فيها الدكتور حسن الترابي بالإفكار الواردة في كتاب "مسألة جنوب السودان" وهي تختلف عن الأفكار التي طرحها لاحقا حول القضية، وتقول بخطأ حسم مسألة الجنوب بالسلاح وأنها جزء من قضية الشمال والحريات.
    موكب الثورة:
    اشترك قادة الحزب في موكب تشييع جثمان القرشي وصلى عليه السيد الصادق المهدي. بعد الموكب اتفق قادة الحزب على تسليم مذكرة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بتوقيع الإمام الهادي مطالبا فيها الجيش بالرجوع للثكنات .تم تسليم المذكرة في 23/اكتوبر/1964م فيما أرسل زعماء حزب الشعب الديمقراطي مذكرة كرام المواطنين لمساندة الحكم العسكري. (نص مذكرة الإمام الهادي هنا)
    أعلن موكب جبهة الهيئات الاضراب فساندته الجبهة الوطنية مما ضمن النجاح التام للاضراب. وقد تم التنسيق بين الجبهة الوطنية وجبهات الهيئات لتسيير الموكب وإعداد مذكرة تسلم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وفي منتصف نهار الاثنين 26 أكتوبر انعقد مجلس الوزراء واستعرض الموقف بكل جوانبه وقرر استدعاء المجلس العسكري للانعقاد وبعد ذلك أعاد عبود والضباط في المجلس الأعلى النظر وقرروا حل المجلس الأعلى ومجلس الوزراء وتكوين حكومة انتقالية لتشرف على التحول الديمقراطي وقرروا الاتصال بالجبهة الوطنية للتفاوض. فكونت الجبهة وفد التفاوض من السادة: الصادق المهدي، مبارك زروق، حسن الترابي، أحمد السيد حمد، وعابدين إسماعيل. وفي 28 أكتوبر 1964م اجتمعت جبهة التفاوض مع عبود وقدموا له مسودة الميثاق الوطني ونقلوا له رأي الجبهة القاضي بتصفية الحكم العسكري فورا وتشكيل حكومة مدنية انتقالية تعمل بمقتضى الدستور المؤقت وطلب عبود فرصة لمراجعة الدستور المؤقت، فرفعت الجلسة التي أعقبتها عودة أخرى للرصاص في الشارع. ثم حدث تراجع عن التراجع وعقد اجتماع الجبهة بالحكومة في رئاسة القوات المسلحة فتم التفاوض على شكل الحكومة الانتقالية وإجراءات تسليم السلطة للشعب.
    دور حزب الأمة في ثورة اكتوبر هو:
    - قيادة المعارضة ضد الحكم العسكري منذ قيامه وتعبئة الجماهير ضده.
    - قاد الحزب الجبهة الوطنية المتحدة من دار الأمة.
    - قاد الجبهة الموحدة المكونة من الجبهة الوطنية وجبهة الهيئات.
    - راهن الحزب على موكب التشييع (شرارة الثورة).
    - كتب مسودة ميثاق اكتوبر الذي وقعت عليه كافة القوى السياسية.


















    انقلاب 17 نوفمبر 1958م

    استولى الفريق ابراهيم عبود على السلطة بصورة فردية قام بها رئيس الوزراء عن حزب الأمة السيد عبد الله خليل برغم رفض مكتب إدارة الحزب، إضافة لأن الفريق عبود ناقض حتى اتفاقه مع رئيس الوزراء القاضي بتسلم السلطة من قيادة الجيش ثم اعادتها للشعب بعد إعادة الاستقرار في ظرف ستة أشهر، أما حزب الأمة فقد انتظم بقيادة رئيسه في سلك المعارضة للانقلاب منذ اليوم الأول واعتبره تجنيا على التجربة الديمقراطية الوليدة عامة وعلى حزب الأمة ورئيسه تحديدا. شكل تاريخ الحزب في هذه المرحلة السعي الحثيث والجهاد من أجل إعادة الديمقراطية الوئيدة.

    السيد الصديق المهدي


    الإجراءات الأولى للانقلاب

    أصدر الانقلاب الجديد البيان الأول وفيه حل جميع الأحزاب ومنع المواكب والتجمعات ووقف الصحف . وصدرت أوامر دستورية هي قيام مجلس أعلى للقوات المسلحة وإعلان حالة الطواريء وقف العمل بالدستور المؤقت وحل البرلمان وقد ركز في يد قائد الانقلاب السلطات الآتية: السلطة الدستورية العليا في السودان، وجميع السلطات التشريعية، والتنفيذية والقضائية والقيادة العليا للقوات المسلحة. وفي ما سمي بالحركة االتصحيحية في 2/4 مارس 1959م صدر الأمر الدستوري الذي ركز في يد الفريق عبود مزيدا من السلطات وتعطيل النقابات والاتحادات ومصادرة حرية الصحافة. هذه الحركة إضافة لإحكتم القبضة على الحريات كانت تستهدف التضييق على حزب الأمة بشكل أساسي وإبعاد اللواء أحمد عبد الوهاب من مجلس قيادة الثورة بسبب علاقاته ا########دة بحزب الأمة. وفي مارس 1959م انتقل لرحمة مولاه الإمام عبد الرحمن المهدي راعي الحزب.





    الفريق إبراهيم عبود

    معارضة الحزب لحكومة عبود:
    قاد حزب الأمة برئاسة السيد الصديق المهدي التصدي لحكومة الفريق عبود منذ اليوم الأول حيث قطع رحلته الخارجية ورجع لإعلان معارضته للوضع الجديد، وقد قدم ابنه السيد الصادق المهدي الذي كان من قيادات الحزب الشبابية استقالة مسببة من منصبه كموظف في وزارة المالية رفضا للانقلاب.
    المعارضة من 1959م- 1961م:
    بعد الانقلاب بقليل بادر حزب الأمة بتكوين الجبهة الوطنية المتحدة لمعارضة نظام عبود والجهاد من أجل اعادة الديمقراطية وتشكلت من كل من حزب الأمة، الحزب الوطني الاتحادي، الجبهة المعادية للاستعمار، الأخوان المسلمون وشخصيات شمالية وجنوبية.
    في 21 أكتوبر 1959م أرسل الامام الصديق مذكرة فحواها المطالبة بانهاء مهمة الجيش في ادارة شؤون البلاد، والدعوة لتكوين مجلس خماسي رئاسي مؤقت للاشراف على شئون الحكم، ولتأليف حكومة من مدنيين لحمل أعباء الحكم، ووضع دستور للبلاد، وانتخاب هيئة لاقرار الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية في فترة وجيزة. (نص المذكرة هنا)
    في أواخر 1959م قضى الجيش على آخر المحاولات الانقلابية العديدة واستمر نضال الفئات الأخرى الذي تمثل في اضراب العمال احتجاجا على سجن االنظام لزملائهم الذين تقدموا بمذكرة للمجلس العسكري في 1/11/1959م فتم فصلهم مما أدى لاضراب الطلبة تضامنا معهم.وقد التفت الأحزاب والقيادات المعارضة خلف حزب الأمة الذي أظهر قوة المعارضة وتأييد الشعب لها حين استقبل السيد الصديق الرئيس جمال عبد االناصر لدى زيارته للسودان وقد تقدم زعماء المعارضة بمذكرة ثانية في 29/نوفمبر 1960م فحواها: مطالبة الجيش بالتفرغ لمهمته الوطنية في حماية البلاد،على أن تتولى الحكم هيئة قومية انتقالية للقيام بمهام محددة:الحكم أثناء الفترة الانتقالية،التخطيط السليم على أسس ديمقراطية مبنية على تجارب الماضي،الانتخابات على ضوء قانون انتخابات عادل ورفع حالة الطواريء وكفالة حرية المواطنين .
    جهود الحزب لتنظيم المعارضة:
    قام الحزب بتعبئة الأقاليم بواسطة وفود للأقاليم لشرح الأحداث منذ الانقلاب بمنشور من الامام بارفاق المذكرتين المقدمتين للمجلس العسكري من قادة المعارضة في الجبهة الوطنية. وقد اتخذت الجبهة القومية المتحدة المعارضة من الاحتفال باستقلال السودان مناسبة قوية للتعبير عن مطالب الشعب السوداني، فاحتشدت الجماهير في نهاية 1960م في بيت الأمة في اتحاد صلب وراء قيادة الامام الصديق للاستماع لخطاب الامام الصديق بمناسبة الاحتفال بالعيد الخامس للاستقلال والذي لخص فيه الموقف الوطني والمطالب الشعبية بضرورة عودة الحريات. و في أوائل 1961م قدم قادة المعارضة مذكرة أخرى محملين فيها الحكومة محاربة بعض فئات المواطنين في أرزاقهم وبينوا فيها أخطاء الحكومة العديدة.
    هذا الاجماع الشعبي على معارضة النظام أزعج الحكومة فرأت التفاوض مع زعيم المعارضة الامام الصديق الذي اشترط أن تكون المفاوضات رسمية بتفويض تام لمن يفاوضونهم من قبل الحكومة. وسارت المفاوضات بشكل جيد حتى سفر أعضاء االوفد الحكومي للشمالية وفي الزيارة اغتر المفاوضون من منظر التأييد الذي لاقوه فاوقفت المفاوضات بعد رجوعهم. إضافة لذلك قام النظام العسكري بإجراءات تعسفية ضد المواطنين والمعارضين على وجه الخصوص. وقد تعرض رئيسا وفدي الأقاليم السيد الصادق(وفد كردفان) والسيد أحمد المهدي(وفد دار فور ) بعد حضورهما من واجب عزاء اثنين من كبار الأنصار هما الناظر عبد القادر هباني والسيد علي أبو سن لتحرشات من الحكومة التي أمرت باعتقالهما. فأرسل الامام الصديق للحكومة برقية في 28/5/1961م مستنكرا فيها انتهاك الحكومة للحريات الشخصية والتعرض خاصة للأنصار بغير حق. (نص البرقية هنا)
    تلك الاجراءات التعسفية ضد القيادات الأنصارية دفعت جموع الأنصار للتوجه للعاصمة وقوفا مع قيادتهم في تلك المحنة. وفي بداية العام الهجري الجديد دخل العمال في إضراب ضد الحكومة. واحتفاء بالهجرة النبوية الشريفة خاطب الامام الصديق الاحتفال الذي نظمه الأنصار متحدثا عن عبر وعظات السيرة والتاريخ الاسلامي والوطني ومسار المفاوضات مع النظام وانهيارها ثم تعرض لمنع قيادات الأنصار من السفر للأقاليم وأزمة اضراب العمال واللامبالاة التي جابهت بها الحكومة المطالب الشعبية حتى تعقدت الأمور. (نص الخطاب هنا)

    تلغراف الساسة وتداعياته:
    تجمعت معلومات لقادة المعارضة عن حادثة تعرض أحد المواطنين في الأبيض للسجن والتعذيب لاتهامه بمعارضة الحكومة اجتمع قادة المعارضة في بيت الأمة وأسفر ذلك عن تقديم تلغراف بتاريخ 7/7/1961م وقعه عن الجبهة المتحدة اسماعيل الأزهري وعبد الله خليل احتجاجا على الأعمال الوحشية للحكومة وانذارها بأن المعارضة لها بالمرصاد لكشف تجاوزاتها ولايقافها عند حدها. وقد وصل الشعور العام ذروته سخطا من الحكومة التي اختارت البطش بقادة الرأي العام السوداني واعتقلت كل المشاركين في الاجتماع الذي صاغ التلغراف وأرسلوا الى جوبا ما عدا الامام الصديق الذي قدم له لفت نظر بخطاب في 11/7/1961م، واتخذوا مزيدا من الاجراءات التضيقية ضد الأنصار وأطلقوا العنان لأجهزة الاعلام في هجمة اعلامية مكثفة على الساسة والأحزاب.
    جمع الامام الصديق مجلسه وأطلعه على التطورات وتقرر مناشدة التجار والهيئات لتنظيم اضراب جماعي وتحاشي العمل المنفرد من الأنصار. وتم إرسال خطابات سرية للمعتقلين من الساسة لاخبارهم بأن الجبهة الوطنية جاهزة لمواجهة الموقف وستطلب لقاء مع المجلس العسكري تطالبه بالتنحي الفوري عن السلطة وتسليمها للشعب وفي حالة الرفض فستواجه الحكومة الثورة الشعبية.ولمطالبتهم باعداد دراسة مفصلة باجماع المعتقلين لوضع انتقالي يعد لقيام حكم ديمقراطي دائم. وأرسل الامام الصديق رده على خطاب الحكومة (الذي فيه لفت النظر) في نفس يوم وصوله فيه يؤكد لهم على عدم رضوخ الكيان لتهديدات الحكومة وهو الكيان الذي لم تفلح في اجتثاثه دولتي الحكم الثنائي بكل جبروتها ويتأسف على حكم وطني يخدم ذات أهداف الاستعمار وطلب منهم النظر في عواقب أعمالهم وأن يعدلوا.
    - لم تنجح دعوة المعارضة في الاضراب الا في نطاق ضيق لم يكف لتنظيم عمل اجماعي كبير .
    - كتب الامام الصديق منشورا للأنصار موجها لهم ويوصيهم بالحفاظ على العقيدة والراتب وتنظيم شباب الأنصار ومطمئنا لهم أن تعنت الحكومة لن يفت في عضدهم.












    السيد إسماعيل الأزهري

    السيد عبد الله خليل
    أحداث المولد 21 أغسطس 1961م:
    - صعدت الحكومة من مواجهتها للأنصار لاجتثاث المعارضة ضدها فاستهدفت خيمتهم المخصصة داخل ميدان مسجد الخليفة وطوقتها بقوات الشرطة منذرة لهم بالتفرق دون أن تمهلهم لحظة وشرعت في صب وابل الرصاس عليهم! واجه الأنصار كدأبهم وابل الرصاص ببسالة نادرة وانقضوا على مهاجميهم بما صادفوا من عصي وأخشاب وسلاح أبيض مجبرين عدوهم على الهرب تاركا ضحاياه من الجانبين حيث قام الأنصار بستر الضحايا وجمعوا السلاح وسلموه لقيادتهم التي أسرعت لتفقد الموقف وانقاذ من يمكن انقاذه.
    - سار وراء موكب التشييع جماهير غفيرة في بيت المهدي في اليوم التالي وقد رأى الامام الصديق خطورة الموقف الذي قد يقود لحرب أهلية فأصدر بيانا يؤكد عزمهم على اللجوء للقضاء لمحاكمة من أمر بالمجزرة وشاكرا الشعب السوداني لتضامنه معهم في المحنة .
    وصية الإمام الصديق:
    وجد الامام الصديق نفسه ازاء استنفاذ سبل النصح ووصولها منتهاها في مواجهة الحكم العسكري أمام أحد موقفين: اما الثورة حتى النصر أو كبح جماح المعارضة حفاظا على سلامة البلاد. وبينما هو كذلك أصابته ذبحة صدرية في يوم السبت 30/9/1961م توفى على اثرها في عصر الاثنين 2/10/1961م وأمام جمع من الأطباء وكبار الأنصار وقيادات حزب الأمة أملى وصيته على السيد الصادق المهدي مركزا فيها على أن مطلب الأمة هو الديمقراطية واعادة الحريات للبلاد.
    مواصلة المسيرة ما بعد اكتوبر 1961م:
    اتخذ الحزب عدة تدابير للخروج من المحنة التي عطلت مسيرة المعارضة لحين منها حسم مسألة قيادة الكيان التي أوكلت للامام الهادي المهدي من قبل مجلس الشورى الذي سماه الامام الصديق في وصيته.
    في ديسمبر 1961م أصيب معظم الساة المعتقلون بعلل وأمراض وصعدوا موقفهم بالدخول في إضراب عن الطعام فأطلق سراحهم في 28/1/1962م وحاولت أحزاب المعارضة الاحتفال بهم ولكنها منعت.


    مؤتمر االوكلاء بالجزيرة أبا:
    (مقاطعة انتخابات المجالس المحلية والاتفلق على برنامج المستقبل):
    في 18/12/ 1961م صدر قرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتكوين لجنة التطورات الدستورية وقد بدأت أعمالها في 6/1/1962م وقدمت توصياتها لاجراء تعديلات على قانون الحكم المحلي لسنة 1951م وصدر قانون المجلس المركزي لعام 1962م لاقامة نظام المجلس المركزي وانتخابات المجالس المحلية وقد اتفق قادة المعارضة على مقاطعتها في ما عدا الحزب الشيوعي وكتب الامام الهادي مذكرة بهذا الصدد قدمها للحكم العسكري نيابة عن الجبهة الوطنية.ودعى السيد الصادق المهدي بموافقة الامام لمؤتمر عام للوكلاء بالجزيرة أبا لتنظيم المقاطعة وبحث مشروع برنامج سياسي مكون من 14 بندا فقرر المؤتمرون تقوية قرارات المؤتمر باجتماع الصف الأنصاري في الخرطوم والتوقيع عليه كوثيقة تاريخية وأداة للتعبئة فتم ذلك في 26/9/1964م. (نص الوثيقة هنا)
    المعارضة النقابية:
    قررت الجبهة الوطنية أن يكون احتفالها بالاستقلال في أول يناير 1964م وسيلة للتعبئة ضد النظام وقد منعت السلطات الاحتفال ومخاطبته وفشلت كل تدابير الخطط البديلة لاقامة الاحتفال مما جعل المعارضة تأخذ خط تنظيم العمل السياسي بشكل سري. وبدأ االتنسيق مع العمال والمزارعين والطلبة.

    دخل الطلبة في جامعتي الخرطوم وكذلك القاهرة في مواجهات مع نظام نوفمبر من خلال مذكرتهم في سبتمبر1959م التي تعرضوا للاعتقال بسببها. و الإضراب عدة مرات احتجاجا وتضامنا مع اعتقالات عمال السكة الحديد، و الاضراب لمدة يومين في 8/فبراير/1962م رفضا لقانون فبراير1961م الذي أصدره النظام للقضاء على استقلال الجامعة وقد رفع أساتذة الجامعة السودانيين مذكرة احتجاجا على ذلك واستنكر معهم كذلك الأساتذة الأجانب. وقد احتج الطلبة بمذكرة تاريخية في 8/11/1963م ضد قرار ضم الجامعة لوزارة المعارف في 5/11/1963م وقد طالبوا في المذكرة بانهاء الحكم العسكري ودخلوا في اضراب مفتوح وتقدم مدير الجامعة والأساتذة باستقالات مشروطة بحسب تنفيذ قرار الضم ولم تسحب الا عند وعد من الحكومة بمراجعة القرار وقد نشط الطلبة في استخدام سلاح كشف عورات النظام عبر الندوات. في هذا الصدد نشط حزب الأمة برأي يؤيد ضرورة الحفاظ على وحدة الطلبة بالتنسيق مع الأحزاب الأخرى (الشيوعيون والاخوان المسلمون) وضمان ألا تتصرف الادارة بشكل يستفز الطلبة مع الشروع في ضمان استقلالية الجامعة وقيام مؤتمر وطني لحماية حرية التعليم العالي.
    أما بالنسبة للمزارعين فقد أضرب المزارعين في خور القاش لعدم استجابة الحكومة لمطالبهم . كما جرت عدة اضرابات لمزارعي مشروع الجزيرة أنجحها اضراب ديسمبر 1963م الذي حصلوا بموجبه على مطالبهم بتضامن مزارعي القاش وجبال النوبة وطوكر. وقد كان الحزب متضامنا مع مواقفهم. من جهة أخرى فقد استمرت مواجهة الحكومة لعمال السكة حديد حتى رأت استثمار مخالفة بعضهم لقرار مقاطعة انتخابات المجلس المركزي فدعت لمؤتمر عمالي مما أعاد توحيدهم فتراجعت الحكومة في نوفمبر 1963م وأصدرت قرارات تمهد لاجراء انتخابات نقابة عمال السكة حديد والاتحاد العام.

    تم التنسيق بين الطلبة والجبهة الوطنية في أواخر 1963م بتكوين لجنة للتنسيق من أعبائها متابعة ملفات المعارضة على جبهتي العمال والمزارعين وتوفير المال للحركة وتصعيد العمل السياسي على كافة الجبهات وممارسة النشاط المعارض بصورة سرية مع الحرص على اعلان أعماله.على صعيد الحركة العمالية أعلنت نتيجة انتخاباتها وتم تكوين لجنة تأسيسية أعلنت عن موعد عقد مؤتمر عام للاتحاد العام لنقابات العمال في 15/اغسطس/1964م لكن تم الغاء ذلك قبل يومين ممن تاريخه لتستمر النقابات العمالية القائمة حتى نهاية 1965م واعتقل عدد من قادة العمال،مما جعل الوضع في عموم البلاد متحفزا للانفجار مع أول شرارة، تفجرت بالفعل بسبب الطريقة التي أدارت بها حكومة عبود الحرب في الجنوب والتي شكلت الشرارة التي أشعلت الثورة الشعبية التي أطاحت بالنظام في النهاية.


    مسألة جنوب السودان:
    عندما ناقشت الأحزاب السياسية السودانية إمكانية إعلان الاستقلال من داخل البرلمان دون استفتاءبحسب الاتفاقية الأنجلو-مصرية في 1953م، ساند ممثلو الحزب الليبرالي الجنوبي هذا التحرك ليعطى الجنوب وضعا فيدراليا عند كتابة الدستور وهو ما لم يتم بسبب الانقلاب. سياسة النظام القهرية كان لها أبعاد أخرى في الجنوب اذ تزايد خروج السياسين الجنوبين للمنفى وكونوا مع آخرين حزب سانو الذي اتخذ وسائل سلمية ولكن تكونت مقاومة مسلحة هي أنانيا-1. وفي مارس 1963م أطلق النظام سراح عدد من الساسة الجنوبين دون أن يربط ذلك بسياسة إصلاحية ترفع الغبن فكان هؤلاء الساسة زادا للحركة المسلحة. كذلك اضطهدت عبود المسيحية والمبشرين في الجنوب اذ قررت طرد المبشرين جماعيا في مارس 1964م. وحينما تفجر التمرد أرادت ان تحله عسكريا بدون أي سعي لحله سياسيا.
    موقف حزب الأمة من مسألة الجنوب :
    انشغلت الأحزاب السياسية بانهاء الحكم الديكتاتوري وأهملت مسألة الجنوب باستثناءات قليلة أهمها موقف حزب الأمة الذ مثله موقف السيد الصادق المهدي الذي أصدر كتيبا عن الموضوع خلاصته استنتاج خطأ الحل العسكري واعتبار أن المشكلة بالأصل سياسية واقتصادية، وثقافية مبينا عدم جدوى الحل العسكري ووجوب مناقشة المسألة على مستوى واسع وبحرية.

    تفجر الثورة:

    رأت السلطة الحاجة لنقاش واسع للمشكلة وتم تعيين لجنة قومية لذلك ولكن النقاش الحر ذهب بالنقاش الى النظر في المرض وليس العرض.
    تفاقم الغضب الشعبي وتم التنسيق من قبل حزب الأمة مع الطلبة والأحزاب الأخرى في الجبهة الوطنية ومع جبهة الهيئات التي كانت تجمع النقابات والتنظيمات اليسارية.
    وفي خلال العام 1964م نشطت الحركة الفكرية وسط الطلبة وعقدت ست ندوات خلال أقل من شهرين. وفي 21 اكتوبر1964م أقام الطلبة ندوة تحدث فيها الدكتور حسن الترابي بالإفكار الواردة في كتاب "مسألة جنوب السودان" وهي تختلف عن الأفكار التي طرحها لاحقا حول القضية، وتقول بخطأ حسم مسألة الجنوب بالسلاح وأنها جزء من قضية الشمال والحريات.
    موكب الثورة:
    اشترك قادة الحزب في موكب تشييع جثمان القرشي وصلى عليه السيد الصادق المهدي. بعد الموكب اتفق قادة الحزب على تسليم مذكرة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بتوقيع الإمام الهادي مطالبا فيها الجيش بالرجوع للثكنات .تم تسليم المذكرة في 23/اكتوبر/1964م فيما أرسل زعماء حزب الشعب الديمقراطي مذكرة كرام المواطنين لمساندة الحكم العسكري. (نص مذكرة الإمام الهادي هنا)
    أعلن موكب جبهة الهيئات الاضراب فساندته الجبهة الوطنية مما ضمن النجاح التام للاضراب. وقد تم التنسيق بين الجبهة الوطنية وجبهات الهيئات لتسيير الموكب وإعداد مذكرة تسلم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وفي منتصف نهار الاثنين 26 أكتوبر انعقد مجلس الوزراء واستعرض الموقف بكل جوانبه وقرر استدعاء المجلس العسكري للانعقاد وبعد ذلك أعاد عبود والضباط في المجلس الأعلى النظر وقرروا حل المجلس الأعلى ومجلس الوزراء وتكوين حكومة انتقالية لتشرف على التحول الديمقراطي وقرروا الاتصال بالجبهة الوطنية للتفاوض. فكونت الجبهة وفد التفاوض من السادة: الصادق المهدي، مبارك زروق، حسن الترابي، أحمد السيد حمد، وعابدين إسماعيل. وفي 28 أكتوبر 1964م اجتمعت جبهة التفاوض مع عبود وقدموا له مسودة الميثاق الوطني ونقلوا له رأي الجبهة القاضي بتصفية الحكم العسكري فورا وتشكيل حكومة مدنية انتقالية تعمل بمقتضى الدستور المؤقت وطلب عبود فرصة لمراجعة الدستور المؤقت، فرفعت الجلسة التي أعقبتها عودة أخرى للرصاص في الشارع. ثم حدث تراجع عن التراجع وعقد اجتماع الجبهة بالحكومة في رئاسة القوات المسلحة فتم التفاوض على شكل الحكومة الانتقالية وإجراءات تسليم السلطة للشعب.
    دور حزب الأمة في ثورة اكتوبر هو:
    - قيادة المعارضة ضد الحكم العسكري منذ قيامه وتعبئة الجماهير ضده.
    - قاد الحزب الجبهة الوطنية المتحدة من دار الأمة.
    - قاد الجبهة الموحدة المكونة من الجبهة الوطنية وجبهة الهيئات.
    - راهن الحزب على موكب التشييع (شرارة الثورة).
    - كتب مسودة ميثاق اكتوبر الذي وقعت عليه كافة القوى السياسية.
























    انقلاب 17 نوفمبر 1958م

    استولى الفريق ابراهيم عبود على السلطة بصورة فردية قام بها رئيس الوزراء عن حزب الأمة السيد عبد الله خليل برغم رفض مكتب إدارة الحزب، إضافة لأن الفريق عبود ناقض حتى اتفاقه مع رئيس الوزراء القاضي بتسلم السلطة من قيادة الجيش ثم اعادتها للشعب بعد إعادة الاستقرار في ظرف ستة أشهر، أما حزب الأمة فقد انتظم بقيادة رئيسه في سلك المعارضة للانقلاب منذ اليوم الأول واعتبره تجنيا على التجربة الديمقراطية الوليدة عامة وعلى حزب الأمة ورئيسه تحديدا. شكل تاريخ الحزب في هذه المرحلة السعي الحثيث والجهاد من أجل إعادة الديمقراطية الوئيدة.

    السيد الصديق المهدي


    الإجراءات الأولى للانقلاب

    أصدر الانقلاب الجديد البيان الأول وفيه حل جميع الأحزاب ومنع المواكب والتجمعات ووقف الصحف . وصدرت أوامر دستورية هي قيام مجلس أعلى للقوات المسلحة وإعلان حالة الطواريء وقف العمل بالدستور المؤقت وحل البرلمان وقد ركز في يد قائد الانقلاب السلطات الآتية: السلطة الدستورية العليا في السودان، وجميع السلطات التشريعية، والتنفيذية والقضائية والقيادة العليا للقوات المسلحة. وفي ما سمي بالحركة االتصحيحية في 2/4 مارس 1959م صدر الأمر الدستوري الذي ركز في يد الفريق عبود مزيدا من السلطات وتعطيل النقابات والاتحادات ومصادرة حرية الصحافة. هذه الحركة إضافة لإحكتم القبضة على الحريات كانت تستهدف التضييق على حزب الأمة بشكل أساسي وإبعاد اللواء أحمد عبد الوهاب من مجلس قيادة الثورة بسبب علاقاته ا########دة بحزب الأمة. وفي مارس 1959م انتقل لرحمة مولاه الإمام عبد الرحمن المهدي راعي الحزب.





    الفريق إبراهيم عبود

    معارضة الحزب لحكومة عبود:
    قاد حزب الأمة برئاسة السيد الصديق المهدي التصدي لحكومة الفريق عبود منذ اليوم الأول حيث قطع رحلته الخارجية ورجع لإعلان معارضته للوضع الجديد، وقد قدم ابنه السيد الصادق المهدي الذي كان من قيادات الحزب الشبابية استقالة مسببة من منصبه كموظف في وزارة المالية رفضا للانقلاب.
    المعارضة من 1959م- 1961م:
    بعد الانقلاب بقليل بادر حزب الأمة بتكوين الجبهة الوطنية المتحدة لمعارضة نظام عبود والجهاد من أجل اعادة الديمقراطية وتشكلت من كل من حزب الأمة، الحزب الوطني الاتحادي، الجبهة المعادية للاستعمار، الأخوان المسلمون وشخصيات شمالية وجنوبية.
    في 21 أكتوبر 1959م أرسل الامام الصديق مذكرة فحواها المطالبة بانهاء مهمة الجيش في ادارة شؤون البلاد، والدعوة لتكوين مجلس خماسي رئاسي مؤقت للاشراف على شئون الحكم، ولتأليف حكومة من مدنيين لحمل أعباء الحكم، ووضع دستور للبلاد، وانتخاب هيئة لاقرار الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية في فترة وجيزة. (نص المذكرة هنا)
    في أواخر 1959م قضى الجيش على آخر المحاولات الانقلابية العديدة واستمر نضال الفئات الأخرى الذي تمثل في اضراب العمال احتجاجا على سجن االنظام لزملائهم الذين تقدموا بمذكرة للمجلس العسكري في 1/11/1959م فتم فصلهم مما أدى لاضراب الطلبة تضامنا معهم.وقد التفت الأحزاب والقيادات المعارضة خلف حزب الأمة الذي أظهر قوة المعارضة وتأييد الشعب لها حين استقبل السيد الصديق الرئيس جمال عبد االناصر لدى زيارته للسودان وقد تقدم زعماء المعارضة بمذكرة ثانية في 29/نوفمبر 1960م فحواها: مطالبة الجيش بالتفرغ لمهمته الوطنية في حماية البلاد،على أن تتولى الحكم هيئة قومية انتقالية للقيام بمهام محددة:الحكم أثناء الفترة الانتقالية،التخطيط السليم على أسس ديمقراطية مبنية على تجارب الماضي،الانتخابات على ضوء قانون انتخابات عادل ورفع حالة الطواريء وكفالة حرية المواطنين .
    جهود الحزب لتنظيم المعارضة:
    قام الحزب بتعبئة الأقاليم بواسطة وفود للأقاليم لشرح الأحداث منذ الانقلاب بمنشور من الامام بارفاق المذكرتين المقدمتين للمجلس العسكري من قادة المعارضة في الجبهة الوطنية. وقد اتخذت الجبهة القومية المتحدة المعارضة من الاحتفال باستقلال السودان مناسبة قوية للتعبير عن مطالب الشعب السوداني، فاحتشدت الجماهير في نهاية 1960م في بيت الأمة في اتحاد صلب وراء قيادة الامام الصديق للاستماع لخطاب الامام الصديق بمناسبة الاحتفال بالعيد الخامس للاستقلال والذي لخص فيه الموقف الوطني والمطالب الشعبية بضرورة عودة الحريات. و في أوائل 1961م قدم قادة المعارضة مذكرة أخرى محملين فيها الحكومة محاربة بعض فئات المواطنين في أرزاقهم وبينوا فيها أخطاء الحكومة العديدة.
    هذا الاجماع الشعبي على معارضة النظام أزعج الحكومة فرأت التفاوض مع زعيم المعارضة الامام الصديق الذي اشترط أن تكون المفاوضات رسمية بتفويض تام لمن يفاوضونهم من قبل الحكومة. وسارت المفاوضات بشكل جيد حتى سفر أعضاء االوفد الحكومي للشمالية وفي الزيارة اغتر المفاوضون من منظر التأييد الذي لاقوه فاوقفت المفاوضات بعد رجوعهم. إضافة لذلك قام النظام العسكري بإجراءات تعسفية ضد المواطنين والمعارضين على وجه الخصوص. وقد تعرض رئيسا وفدي الأقاليم السيد الصادق(وفد كردفان) والسيد أحمد المهدي(وفد دار فور ) بعد حضورهما من واجب عزاء اثنين من كبار الأنصار هما الناظر عبد القادر هباني والسيد علي أبو سن لتحرشات من الحكومة التي أمرت باعتقالهما. فأرسل الامام الصديق للحكومة برقية في 28/5/1961م مستنكرا فيها انتهاك الحكومة للحريات الشخصية والتعرض خاصة للأنصار بغير حق. (نص البرقية هنا)
    تلك الاجراءات التعسفية ضد القيادات الأنصارية دفعت جموع الأنصار للتوجه للعاصمة وقوفا مع قيادتهم في تلك المحنة. وفي بداية العام الهجري الجديد دخل العمال في إضراب ضد الحكومة. واحتفاء بالهجرة النبوية الشريفة خاطب الامام الصديق الاحتفال الذي نظمه الأنصار متحدثا عن عبر وعظات السيرة والتاريخ الاسلامي والوطني ومسار المفاوضات مع النظام وانهيارها ثم تعرض لمنع قيادات الأنصار من السفر للأقاليم وأزمة اضراب العمال واللامبالاة التي جابهت بها الحكومة المطالب الشعبية حتى تعقدت الأمور. (نص الخطاب هنا)

    تلغراف الساسة وتداعياته:
    تجمعت معلومات لقادة المعارضة عن حادثة تعرض أحد المواطنين في الأبيض للسجن والتعذيب لاتهامه بمعارضة الحكومة اجتمع قادة المعارضة في بيت الأمة وأسفر ذلك عن تقديم تلغراف بتاريخ 7/7/1961م وقعه عن الجبهة المتحدة اسماعيل الأزهري وعبد الله خليل احتجاجا على الأعمال الوحشية للحكومة وانذارها بأن المعارضة لها بالمرصاد لكشف تجاوزاتها ولايقافها عند حدها. وقد وصل الشعور العام ذروته سخطا من الحكومة التي اختارت البطش بقادة الرأي العام السوداني واعتقلت كل المشاركين في الاجتماع الذي صاغ التلغراف وأرسلوا الى جوبا ما عدا الامام الصديق الذي قدم له لفت نظر بخطاب في 11/7/1961م، واتخذوا مزيدا من الاجراءات التضيقية ضد الأنصار وأطلقوا العنان لأجهزة الاعلام في هجمة اعلامية مكثفة على الساسة والأحزاب.
    جمع الامام الصديق مجلسه وأطلعه على التطورات وتقرر مناشدة التجار والهيئات لتنظيم اضراب جماعي وتحاشي العمل المنفرد من الأنصار. وتم إرسال خطابات سرية للمعتقلين من الساسة لاخبارهم بأن الجبهة الوطنية جاهزة لمواجهة الموقف وستطلب لقاء مع المجلس العسكري تطالبه بالتنحي الفوري عن السلطة وتسليمها للشعب وفي حالة الرفض فستواجه الحكومة الثورة الشعبية.ولمطالبتهم باعداد دراسة مفصلة باجماع المعتقلين لوضع انتقالي يعد لقيام حكم ديمقراطي دائم. وأرسل الامام الصديق رده على خطاب الحكومة (الذي فيه لفت النظر) في نفس يوم وصوله فيه يؤكد لهم على عدم رضوخ الكيان لتهديدات الحكومة وهو الكيان الذي لم تفلح في اجتثاثه دولتي الحكم الثنائي بكل جبروتها ويتأسف على حكم وطني يخدم ذات أهداف الاستعمار وطلب منهم النظر في عواقب أعمالهم وأن يعدلوا.
    - لم تنجح دعوة المعارضة في الاضراب الا في نطاق ضيق لم يكف لتنظيم عمل اجماعي كبير .
    - كتب الامام الصديق منشورا للأنصار موجها لهم ويوصيهم بالحفاظ على العقيدة والراتب وتنظيم شباب الأنصار ومطمئنا لهم أن تعنت الحكومة لن يفت في عضدهم.












    السيد إسماعيل الأزهري

    السيد عبد الله خليل
    أحداث المولد 21 أغسطس 1961م:
    - صعدت الحكومة من مواجهتها للأنصار لاجتثاث المعارضة ضدها فاستهدفت خيمتهم المخصصة داخل ميدان مسجد الخليفة وطوقتها بقوات الشرطة منذرة لهم بالتفرق دون أن تمهلهم لحظة وشرعت في صب وابل الرصاس عليهم! واجه الأنصار كدأبهم وابل الرصاص ببسالة نادرة وانقضوا على مهاجميهم بما صادفوا من عصي وأخشاب وسلاح أبيض مجبرين عدوهم على الهرب تاركا ضحاياه من الجانبين حيث قام الأنصار بستر الضحايا وجمعوا السلاح وسلموه لقيادتهم التي أسرعت لتفقد الموقف وانقاذ من يمكن انقاذه.
    - سار وراء موكب التشييع جماهير غفيرة في بيت المهدي في اليوم التالي وقد رأى الامام الصديق خطورة الموقف الذي قد يقود لحرب أهلية فأصدر بيانا يؤكد عزمهم على اللجوء للقضاء لمحاكمة من أمر بالمجزرة وشاكرا الشعب السوداني لتضامنه معهم في المحنة .
    وصية الإمام الصديق:
    وجد الامام الصديق نفسه ازاء استنفاذ سبل النصح ووصولها منتهاها في مواجهة الحكم العسكري أمام أحد موقفين: اما الثورة حتى النصر أو كبح جماح المعارضة حفاظا على سلامة البلاد. وبينما هو كذلك أصابته ذبحة صدرية في يوم السبت 30/9/1961م توفى على اثرها في عصر الاثنين 2/10/1961م وأمام جمع من الأطباء وكبار الأنصار وقيادات حزب الأمة أملى وصيته على السيد الصادق المهدي مركزا فيها على أن مطلب الأمة هو الديمقراطية واعادة الحريات للبلاد.
    مواصلة المسيرة ما بعد اكتوبر 1961م:
    اتخذ الحزب عدة تدابير للخروج من المحنة التي عطلت مسيرة المعارضة لحين منها حسم مسألة قيادة الكيان التي أوكلت للامام الهادي المهدي من قبل مجلس الشورى الذي سماه الامام الصديق في وصيته.
    في ديسمبر 1961م أصيب معظم الساة المعتقلون بعلل وأمراض وصعدوا موقفهم بالدخول في إضراب عن الطعام فأطلق سراحهم في 28/1/1962م وحاولت أحزاب المعارضة الاحتفال بهم ولكنها منعت.


    مؤتمر االوكلاء بالجزيرة أبا:
    (مقاطعة انتخابات المجالس المحلية والاتفلق على برنامج المستقبل):
    في 18/12/ 1961م صدر قرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتكوين لجنة التطورات الدستورية وقد بدأت أعمالها في 6/1/1962م وقدمت توصياتها لاجراء تعديلات على قانون الحكم المحلي لسنة 1951م وصدر قانون المجلس المركزي لعام 1962م لاقامة نظام المجلس المركزي وانتخابات المجالس المحلية وقد اتفق قادة المعارضة على مقاطعتها في ما عدا الحزب الشيوعي وكتب الامام الهادي مذكرة بهذا الصدد قدمها للحكم العسكري نيابة عن الجبهة الوطنية.ودعى السيد الصادق المهدي بموافقة الامام لمؤتمر عام للوكلاء بالجزيرة أبا لتنظيم المقاطعة وبحث مشروع برنامج سياسي مكون من 14 بندا فقرر المؤتمرون تقوية قرارات المؤتمر باجتماع الصف الأنصاري في الخرطوم والتوقيع عليه كوثيقة تاريخية وأداة للتعبئة فتم ذلك في 26/9/1964م. (نص الوثيقة هنا)
    المعارضة النقابية:
    قررت الجبهة الوطنية أن يكون احتفالها بالاستقلال في أول يناير 1964م وسيلة للتعبئة ضد النظام وقد منعت السلطات الاحتفال ومخاطبته وفشلت كل تدابير الخطط البديلة لاقامة الاحتفال مما جعل المعارضة تأخذ خط تنظيم العمل السياسي بشكل سري. وبدأ االتنسيق مع العمال والمزارعين والطلبة.

    دخل الطلبة في جامعتي الخرطوم وكذلك القاهرة في مواجهات مع نظام نوفمبر من خلال مذكرتهم في سبتمبر1959م التي تعرضوا للاعتقال بسببها. و الإضراب عدة مرات احتجاجا وتضامنا مع اعتقالات عمال السكة الحديد، و الاضراب لمدة يومين في 8/فبراير/1962م رفضا لقانون فبراير1961م الذي أصدره النظام للقضاء على استقلال الجامعة وقد رفع أساتذة الجامعة السودانيين مذكرة احتجاجا على ذلك واستنكر معهم كذلك الأساتذة الأجانب. وقد احتج الطلبة بمذكرة تاريخية في 8/11/1963م ضد قرار ضم الجامعة لوزارة المعارف في 5/11/1963م وقد طالبوا في المذكرة بانهاء الحكم العسكري ودخلوا في اضراب مفتوح وتقدم مدير الجامعة والأساتذة باستقالات مشروطة بحسب تنفيذ قرار الضم ولم تسحب الا عند وعد من الحكومة بمراجعة القرار وقد نشط الطلبة في استخدام سلاح كشف عورات النظام عبر الندوات. في هذا الصدد نشط حزب الأمة برأي يؤيد ضرورة الحفاظ على وحدة الطلبة بالتنسيق مع الأحزاب الأخرى (الشيوعيون والاخوان المسلمون) وضمان ألا تتصرف الادارة بشكل يستفز الطلبة مع الشروع في ضمان استقلالية الجامعة وقيام مؤتمر وطني لحماية حرية التعليم العالي.
    أما بالنسبة للمزارعين فقد أضرب المزارعين في خور القاش لعدم استجابة الحكومة لمطالبهم . كما جرت عدة اضرابات لمزارعي مشروع الجزيرة أنجحها اضراب ديسمبر 1963م الذي حصلوا بموجبه على مطالبهم بتضامن مزارعي القاش وجبال النوبة وطوكر. وقد كان الحزب متضامنا مع مواقفهم. من جهة أخرى فقد استمرت مواجهة الحكومة لعمال السكة حديد حتى رأت استثمار مخالفة بعضهم لقرار مقاطعة انتخابات المجلس المركزي فدعت لمؤتمر عمالي مما أعاد توحيدهم فتراجعت الحكومة في نوفمبر 1963م وأصدرت قرارات تمهد لاجراء انتخابات نقابة عمال السكة حديد والاتحاد العام.

    تم التنسيق بين الطلبة والجبهة الوطنية في أواخر 1963م بتكوين لجنة للتنسيق من أعبائها متابعة ملفات المعارضة على جبهتي العمال والمزارعين وتوفير المال للحركة وتصعيد العمل السياسي على كافة الجبهات وممارسة النشاط المعارض بصورة سرية مع الحرص على اعلان أعماله.على صعيد الحركة العمالية أعلنت نتيجة انتخاباتها وتم تكوين لجنة تأسيسية أعلنت عن موعد عقد مؤتمر عام للاتحاد العام لنقابات العمال في 15/اغسطس/1964م لكن تم الغاء ذلك قبل يومين ممن تاريخه لتستمر النقابات العمالية القائمة حتى نهاية 1965م واعتقل عدد من قادة العمال،مما جعل الوضع في عموم البلاد متحفزا للانفجار مع أول شرارة، تفجرت بالفعل بسبب الطريقة التي أدارت بها حكومة عبود الحرب في الجنوب والتي شكلت الشرارة التي أشعلت الثورة الشعبية التي أطاحت بالنظام في النهاية.


    مسألة جنوب السودان:
    عندما ناقشت الأحزاب السياسية السودانية إمكانية إعلان الاستقلال من داخل البرلمان دون استفتاءبحسب الاتفاقية الأنجلو-مصرية في 1953م، ساند ممثلو الحزب الليبرالي الجنوبي هذا التحرك ليعطى الجنوب وضعا فيدراليا عند كتابة الدستور وهو ما لم يتم بسبب الانقلاب. سياسة النظام القهرية كان لها أبعاد أخرى في الجنوب اذ تزايد خروج السياسين الجنوبين للمنفى وكونوا مع آخرين حزب سانو الذي اتخذ وسائل سلمية ولكن تكونت مقاومة مسلحة هي أنانيا-1. وفي مارس 1963م أطلق النظام سراح عدد من الساسة الجنوبين دون أن يربط ذلك بسياسة إصلاحية ترفع الغبن فكان هؤلاء الساسة زادا للحركة المسلحة. كذلك اضطهدت عبود المسيحية والمبشرين في الجنوب اذ قررت طرد المبشرين جماعيا في مارس 1964م. وحينما تفجر التمرد أرادت ان تحله عسكريا بدون أي سعي لحله سياسيا.
    موقف حزب الأمة من مسألة الجنوب :
    انشغلت الأحزاب السياسية بانهاء الحكم الديكتاتوري وأهملت مسألة الجنوب باستثناءات قليلة أهمها موقف حزب الأمة الذ مثله موقف السيد الصادق المهدي الذي أصدر كتيبا عن الموضوع خلاصته استنتاج خطأ الحل العسكري واعتبار أن المشكلة بالأصل سياسية واقتصادية، وثقافية مبينا عدم جدوى الحل العسكري ووجوب مناقشة المسألة على مستوى واسع وبحرية.

    تفجر الثورة:

    رأت السلطة الحاجة لنقاش واسع للمشكلة وتم تعيين لجنة قومية لذلك ولكن النقاش الحر ذهب بالنقاش الى النظر في المرض وليس العرض.
    تفاقم الغضب الشعبي وتم التنسيق من قبل حزب الأمة مع الطلبة والأحزاب الأخرى في الجبهة الوطنية ومع جبهة الهيئات التي كانت تجمع النقابات والتنظيمات اليسارية.
    وفي خلال العام 1964م نشطت الحركة الفكرية وسط الطلبة وعقدت ست ندوات خلال أقل من شهرين. وفي 21 اكتوبر1964م أقام الطلبة ندوة تحدث فيها الدكتور حسن الترابي بالإفكار الواردة في كتاب "مسألة جنوب السودان" وهي تختلف عن الأفكار التي طرحها لاحقا حول القضية، وتقول بخطأ حسم مسألة الجنوب بالسلاح وأنها جزء من قضية الشمال والحريات.
    موكب الثورة:
    اشترك قادة الحزب في موكب تشييع جثمان القرشي وصلى عليه السيد الصادق المهدي. بعد الموكب اتفق قادة الحزب على تسليم مذكرة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بتوقيع الإمام الهادي مطالبا فيها الجيش بالرجوع للثكنات .تم تسليم المذكرة في 23/اكتوبر/1964م فيما أرسل زعماء حزب الشعب الديمقراطي مذكرة كرام المواطنين لمساندة الحكم العسكري. (نص مذكرة الإمام الهادي هنا)
    أعلن موكب جبهة الهيئات الاضراب فساندته الجبهة الوطنية مما ضمن النجاح التام للاضراب. وقد تم التنسيق بين الجبهة الوطنية وجبهات الهيئات لتسيير الموكب وإعداد مذكرة تسلم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وفي منتصف نهار الاثنين 26 أكتوبر انعقد مجلس الوزراء واستعرض الموقف بكل جوانبه وقرر استدعاء المجلس العسكري للانعقاد وبعد ذلك أعاد عبود والضباط في المجلس الأعلى النظر وقرروا حل المجلس الأعلى ومجلس الوزراء وتكوين حكومة انتقالية لتشرف على التحول الديمقراطي وقرروا الاتصال بالجبهة الوطنية للتفاوض. فكونت الجبهة وفد التفاوض من السادة: الصادق المهدي، مبارك زروق، حسن الترابي، أحمد السيد حمد، وعابدين إسماعيل. وفي 28 أكتوبر 1964م اجتمعت جبهة التفاوض مع عبود وقدموا له مسودة الميثاق الوطني ونقلوا له رأي الجبهة القاضي بتصفية الحكم العسكري فورا وتشكيل حكومة مدنية انتقالية تعمل بمقتضى الدستور المؤقت وطلب عبود فرصة لمراجعة الدستور المؤقت، فرفعت الجلسة التي أعقبتها عودة أخرى للرصاص في الشارع. ثم حدث تراجع عن التراجع وعقد اجتماع الجبهة بالحكومة في رئاسة القوات المسلحة فتم التفاوض على شكل الحكومة الانتقالية وإجراءات تسليم السلطة للشعب.
    دور حزب الأمة في ثورة اكتوبر هو:
    - قيادة المعارضة ضد الحكم العسكري منذ قيامه وتعبئة الجماهير ضده.
    - قاد الحزب الجبهة الوطنية المتحدة من دار الأمة.
    - قاد الجبهة الموحدة المكونة من الجبهة الوطنية وجبهة الهيئات.
    - راهن الحزب على موكب التشييع (شرارة الثورة).
    - كتب مسودة ميثاق اكتوبر الذي وقعت عليه كافة القوى السياسية.




























    انقلاب 17 نوفمبر 1958م

    استولى الفريق ابراهيم عبود على السلطة بصورة فردية قام بها رئيس الوزراء عن حزب الأمة السيد عبد الله خليل برغم رفض مكتب إدارة الحزب، إضافة لأن الفريق عبود ناقض حتى اتفاقه مع رئيس الوزراء القاضي بتسلم السلطة من قيادة الجيش ثم اعادتها للشعب بعد إعادة الاستقرار في ظرف ستة أشهر، أما حزب الأمة فقد انتظم بقيادة رئيسه في سلك المعارضة للانقلاب منذ اليوم الأول واعتبره تجنيا على التجربة الديمقراطية الوليدة عامة وعلى حزب الأمة ورئيسه تحديدا. شكل تاريخ الحزب في هذه المرحلة السعي الحثيث والجهاد من أجل إعادة الديمقراطية الوئيدة.

    السيد الصديق المهدي


    الإجراءات الأولى للانقلاب

    أصدر الانقلاب الجديد البيان الأول وفيه حل جميع الأحزاب ومنع المواكب والتجمعات ووقف الصحف . وصدرت أوامر دستورية هي قيام مجلس أعلى للقوات المسلحة وإعلان حالة الطواريء وقف العمل بالدستور المؤقت وحل البرلمان وقد ركز في يد قائد الانقلاب السلطات الآتية: السلطة الدستورية العليا في السودان، وجميع السلطات التشريعية، والتنفيذية والقضائية والقيادة العليا للقوات المسلحة. وفي ما سمي بالحركة االتصحيحية في 2/4 مارس 1959م صدر الأمر الدستوري الذي ركز في يد الفريق عبود مزيدا من السلطات وتعطيل النقابات والاتحادات ومصادرة حرية الصحافة. هذه الحركة إضافة لإحكتم القبضة على الحريات كانت تستهدف التضييق على حزب الأمة بشكل أساسي وإبعاد اللواء أحمد عبد الوهاب من مجلس قيادة الثورة بسبب علاقاته ا########دة بحزب الأمة. وفي مارس 1959م انتقل لرحمة مولاه الإمام عبد الرحمن المهدي راعي الحزب.





    الفريق إبراهيم عبود

    معارضة الحزب لحكومة عبود:
    قاد حزب الأمة برئاسة السيد الصديق المهدي التصدي لحكومة الفريق عبود منذ اليوم الأول حيث قطع رحلته الخارجية ورجع لإعلان معارضته للوضع الجديد، وقد قدم ابنه السيد الصادق المهدي الذي كان من قيادات الحزب الشبابية استقالة مسببة من منصبه كموظف في وزارة المالية رفضا للانقلاب.
    المعارضة من 1959م- 1961م:
    بعد الانقلاب بقليل بادر حزب الأمة بتكوين الجبهة الوطنية المتحدة لمعارضة نظام عبود والجهاد من أجل اعادة الديمقراطية وتشكلت من كل من حزب الأمة، الحزب الوطني الاتحادي، الجبهة المعادية للاستعمار، الأخوان المسلمون وشخصيات شمالية وجنوبية.
    في 21 أكتوبر 1959م أرسل الامام الصديق مذكرة فحواها المطالبة بانهاء مهمة الجيش في ادارة شؤون البلاد، والدعوة لتكوين مجلس خماسي رئاسي مؤقت للاشراف على شئون الحكم، ولتأليف حكومة من مدنيين لحمل أعباء الحكم، ووضع دستور للبلاد، وانتخاب هيئة لاقرار الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية في فترة وجيزة. (نص المذكرة هنا)
    في أواخر 1959م قضى الجيش على آخر المحاولات الانقلابية العديدة واستمر نضال الفئات الأخرى الذي تمثل في اضراب العمال احتجاجا على سجن االنظام لزملائهم الذين تقدموا بمذكرة للمجلس العسكري في 1/11/1959م فتم فصلهم مما أدى لاضراب الطلبة تضامنا معهم.وقد التفت الأحزاب والقيادات المعارضة خلف حزب الأمة الذي أظهر قوة المعارضة وتأييد الشعب لها حين استقبل السيد الصديق الرئيس جمال عبد االناصر لدى زيارته للسودان وقد تقدم زعماء المعارضة بمذكرة ثانية في 29/نوفمبر 1960م فحواها: مطالبة الجيش بالتفرغ لمهمته الوطنية في حماية البلاد،على أن تتولى الحكم هيئة قومية انتقالية للقيام بمهام محددة:الحكم أثناء الفترة الانتقالية،التخطيط السليم على أسس ديمقراطية مبنية على تجارب الماضي،الانتخابات على ضوء قانون انتخابات عادل ورفع حالة الطواريء وكفالة حرية المواطنين .
    جهود الحزب لتنظيم المعارضة:
    قام الحزب بتعبئة الأقاليم بواسطة وفود للأقاليم لشرح الأحداث منذ الانقلاب بمنشور من الامام بارفاق المذكرتين المقدمتين للمجلس العسكري من قادة المعارضة في الجبهة الوطنية. وقد اتخذت الجبهة القومية المتحدة المعارضة من الاحتفال باستقلال السودان مناسبة قوية للتعبير عن مطالب الشعب السوداني، فاحتشدت الجماهير في نهاية 1960م في بيت الأمة في اتحاد صلب وراء قيادة الامام الصديق للاستماع لخطاب الامام الصديق بمناسبة الاحتفال بالعيد الخامس للاستقلال والذي لخص فيه الموقف الوطني والمطالب الشعبية بضرورة عودة الحريات. و في أوائل 1961م قدم قادة المعارضة مذكرة أخرى محملين فيها الحكومة محاربة بعض فئات المواطنين في أرزاقهم وبينوا فيها أخطاء الحكومة العديدة.
    هذا الاجماع الشعبي على معارضة النظام أزعج الحكومة فرأت التفاوض مع زعيم المعارضة الامام الصديق الذي اشترط أن تكون المفاوضات رسمية بتفويض تام لمن يفاوضونهم من قبل الحكومة. وسارت المفاوضات بشكل جيد حتى سفر أعضاء االوفد الحكومي للشمالية وفي الزيارة اغتر المفاوضون من منظر التأييد الذي لاقوه فاوقفت المفاوضات بعد رجوعهم. إضافة لذلك قام النظام العسكري بإجراءات تعسفية ضد المواطنين والمعارضين على وجه الخصوص. وقد تعرض رئيسا وفدي الأقاليم السيد الصادق(وفد كردفان) والسيد أحمد المهدي(وفد دار فور ) بعد حضورهما من واجب عزاء اثنين من كبار الأنصار هما الناظر عبد القادر هباني والسيد علي أبو سن لتحرشات من الحكومة التي أمرت باعتقالهما. فأرسل الامام الصديق للحكومة برقية في 28/5/1961م مستنكرا فيها انتهاك الحكومة للحريات الشخصية والتعرض خاصة للأنصار بغير حق. (نص البرقية هنا)
    تلك الاجراءات التعسفية ضد القيادات الأنصارية دفعت جموع الأنصار للتوجه للعاصمة وقوفا مع قيادتهم في تلك المحنة. وفي بداية العام الهجري الجديد دخل العمال في إضراب ضد الحكومة. واحتفاء بالهجرة النبوية الشريفة خاطب الامام الصديق الاحتفال الذي نظمه الأنصار متحدثا عن عبر وعظات السيرة والتاريخ الاسلامي والوطني ومسار المفاوضات مع النظام وانهيارها ثم تعرض لمنع قيادات الأنصار من السفر للأقاليم وأزمة اضراب العمال واللامبالاة التي جابهت بها الحكومة المطالب الشعبية حتى تعقدت الأمور. (نص الخطاب هنا)

    تلغراف الساسة وتداعياته:
    تجمعت معلومات لقادة المعارضة عن حادثة تعرض أحد المواطنين في الأبيض للسجن والتعذيب لاتهامه بمعارضة الحكومة اجتمع قادة المعارضة في بيت الأمة وأسفر ذلك عن تقديم تلغراف بتاريخ 7/7/1961م وقعه عن الجبهة المتحدة اسماعيل الأزهري وعبد الله خليل احتجاجا على الأعمال الوحشية للحكومة وانذارها بأن المعارضة لها بالمرصاد لكشف تجاوزاتها ولايقافها عند حدها. وقد وصل الشعور العام ذروته سخطا من الحكومة التي اختارت البطش بقادة الرأي العام السوداني واعتقلت كل المشاركين في الاجتماع الذي صاغ التلغراف وأرسلوا الى جوبا ما عدا الامام الصديق الذي قدم له لفت نظر بخطاب في 11/7/1961م، واتخذوا مزيدا من الاجراءات التضيقية ضد الأنصار وأطلقوا العنان لأجهزة الاعلام في هجمة اعلامية مكثفة على الساسة والأحزاب.
    جمع الامام الصديق مجلسه وأطلعه على التطورات وتقرر مناشدة التجار والهيئات لتنظيم اضراب جماعي وتحاشي العمل المنفرد من الأنصار. وتم إرسال خطابات سرية للمعتقلين من الساسة لاخبارهم بأن الجبهة الوطنية جاهزة لمواجهة الموقف وستطلب لقاء مع المجلس العسكري تطالبه بالتنحي الفوري عن السلطة وتسليمها للشعب وفي حالة الرفض فستواجه الحكومة الثورة الشعبية.ولمطالبتهم باعداد دراسة مفصلة باجماع المعتقلين لوضع انتقالي يعد لقيام حكم ديمقراطي دائم. وأرسل الامام الصديق رده على خطاب الحكومة (الذي فيه لفت النظر) في نفس يوم وصوله فيه يؤكد لهم على عدم رضوخ الكيان لتهديدات الحكومة وهو الكيان الذي لم تفلح في اجتثاثه دولتي الحكم الثنائي بكل جبروتها ويتأسف على حكم وطني يخدم ذات أهداف الاستعمار وطلب منهم النظر في عواقب أعمالهم وأن يعدلوا.
    - لم تنجح دعوة المعارضة في الاضراب الا في نطاق ضيق لم يكف لتنظيم عمل اجماعي كبير .
    - كتب الامام الصديق منشورا للأنصار موجها لهم ويوصيهم بالحفاظ على العقيدة والراتب وتنظيم شباب الأنصار ومطمئنا لهم أن تعنت الحكومة لن يفت في عضدهم.












    السيد إسماعيل الأزهري

    السيد عبد الله خليل
    أحداث المولد 21 أغسطس 1961م:
    - صعدت الحكومة من مواجهتها للأنصار لاجتثاث المعارضة ضدها فاستهدفت خيمتهم المخصصة داخل ميدان مسجد الخليفة وطوقتها بقوات الشرطة منذرة لهم بالتفرق دون أن تمهلهم لحظة وشرعت في صب وابل الرصاس عليهم! واجه الأنصار كدأبهم وابل الرصاص ببسالة نادرة وانقضوا على مهاجميهم بما صادفوا من عصي وأخشاب وسلاح أبيض مجبرين عدوهم على الهرب تاركا ضحاياه من الجانبين حيث قام الأنصار بستر الضحايا وجمعوا السلاح وسلموه لقيادتهم التي أسرعت لتفقد الموقف وانقاذ من يمكن انقاذه.
    - سار وراء موكب التشييع جماهير غفيرة في بيت المهدي في اليوم التالي وقد رأى الامام الصديق خطورة الموقف الذي قد يقود لحرب أهلية فأصدر بيانا يؤكد عزمهم على اللجوء للقضاء لمحاكمة من أمر بالمجزرة وشاكرا الشعب السوداني لتضامنه معهم في المحنة .
    وصية الإمام الصديق:
    وجد الامام الصديق نفسه ازاء استنفاذ سبل النصح ووصولها منتهاها في مواجهة الحكم العسكري أمام أحد موقفين: اما الثورة حتى النصر أو كبح جماح المعارضة حفاظا على سلامة البلاد. وبينما هو كذلك أصابته ذبحة صدرية في يوم السبت 30/9/1961م توفى على اثرها في عصر الاثنين 2/10/1961م وأمام جمع من الأطباء وكبار الأنصار وقيادات حزب الأمة أملى وصيته على السيد الصادق المهدي مركزا فيها على أن مطلب الأمة هو الديمقراطية واعادة الحريات للبلاد.
    مواصلة المسيرة ما بعد اكتوبر 1961م:
    اتخذ الحزب عدة تدابير للخروج من المحنة التي عطلت مسيرة المعارضة لحين منها حسم مسألة قيادة الكيان التي أوكلت للامام الهادي المهدي من قبل مجلس الشورى الذي سماه الامام الصديق في وصيته.
    في ديسمبر 1961م أصيب معظم الساة المعتقلون بعلل وأمراض وصعدوا موقفهم بالدخول في إضراب عن الطعام فأطلق سراحهم في 28/1/1962م وحاولت أحزاب المعارضة الاحتفال بهم ولكنها منعت.


    مؤتمر االوكلاء بالجزيرة أبا:
    (مقاطعة انتخابات المجالس المحلية والاتفلق على برنامج المستقبل):
    في 18/12/ 1961م صدر قرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتكوين لجنة التطورات الدستورية وقد بدأت أعمالها في 6/1/1962م وقدمت توصياتها لاجراء تعديلات على قانون الحكم المحلي لسنة 1951م وصدر قانون المجلس المركزي لعام 1962م لاقامة نظام المجلس المركزي وانتخابات المجالس المحلية وقد اتفق قادة المعارضة على مقاطعتها في ما عدا الحزب الشيوعي وكتب الامام الهادي مذكرة بهذا الصدد قدمها للحكم العسكري نيابة عن الجبهة الوطنية.ودعى السيد الصادق المهدي بموافقة الامام لمؤتمر عام للوكلاء بالجزيرة أبا لتنظيم المقاطعة وبحث مشروع برنامج سياسي مكون من 14 بندا فقرر المؤتمرون تقوية قرارات المؤتمر باجتماع الصف الأنصاري في الخرطوم والتوقيع عليه كوثيقة تاريخية وأداة للتعبئة فتم ذلك في 26/9/1964م. (نص الوثيقة هنا)
    المعارضة النقابية:
    قررت الجبهة الوطنية أن يكون احتفالها بالاستقلال في أول يناير 1964م وسيلة للتعبئة ضد النظام وقد منعت السلطات الاحتفال ومخاطبته وفشلت كل تدابير الخطط البديلة لاقامة الاحتفال مما جعل المعارضة تأخذ خط تنظيم العمل السياسي بشكل سري. وبدأ االتنسيق مع العمال والمزارعين والطلبة.

    دخل الطلبة في جامعتي الخرطوم وكذلك القاهرة في مواجهات مع نظام نوفمبر من خلال مذكرتهم في سبتمبر1959م التي تعرضوا للاعتقال بسببها. و الإضراب عدة مرات احتجاجا وتضامنا مع اعتقالات عمال السكة الحديد، و الاضراب لمدة يومين في 8/فبراير/1962م رفضا لقانون فبراير1961م الذي أصدره النظام للقضاء على استقلال الجامعة وقد رفع أساتذة الجامعة السودانيين مذكرة احتجاجا على ذلك واستنكر معهم كذلك الأساتذة الأجانب. وقد احتج الطلبة بمذكرة تاريخية في 8/11/1963م ضد قرار ضم الجامعة لوزارة المعارف في 5/11/1963م وقد طالبوا في المذكرة بانهاء الحكم العسكري ودخلوا في اضراب مفتوح وتقدم مدير الجامعة والأساتذة باستقالات مشروطة بحسب تنفيذ قرار الضم ولم تسحب الا عند وعد من الحكومة بمراجعة القرار وقد نشط الطلبة في استخدام سلاح كشف عورات النظام عبر الندوات. في هذا الصدد نشط حزب الأمة برأي يؤيد ضرورة الحفاظ على وحدة الطلبة بالتنسيق مع الأحزاب الأخرى (الشيوعيون والاخوان المسلمون) وضمان ألا تتصرف الادارة بشكل يستفز الطلبة مع الشروع في ضمان استقلالية الجامعة وقيام مؤتمر وطني لحماية حرية التعليم العالي.
    أما بالنسبة للمزارعين فقد أضرب المزارعين في خور القاش لعدم استجابة الحكومة لمطالبهم . كما جرت عدة اضرابات لمزارعي مشروع الجزيرة أنجحها اضراب ديسمبر 1963م الذي حصلوا بموجبه على مطالبهم بتضامن مزارعي القاش وجبال النوبة وطوكر. وقد كان الحزب متضامنا مع مواقفهم. من جهة أخرى فقد استمرت مواجهة الحكومة لعمال السكة حديد حتى رأت استثمار مخالفة بعضهم لقرار مقاطعة انتخابات المجلس المركزي فدعت لمؤتمر عمالي مما أعاد توحيدهم فتراجعت الحكومة في نوفمبر 1963م وأصدرت قرارات تمهد لاجراء انتخابات نقابة عمال السكة حديد والاتحاد العام.

    تم التنسيق بين الطلبة والجبهة الوطنية في أواخر 1963م بتكوين لجنة للتنسيق من أعبائها متابعة ملفات المعارضة على جبهتي العمال والمزارعين وتوفير المال للحركة وتصعيد العمل السياسي على كافة الجبهات وممارسة النشاط المعارض بصورة سرية مع الحرص على اعلان أعماله.على صعيد الحركة العمالية أعلنت نتيجة انتخاباتها وتم تكوين لجنة تأسيسية أعلنت عن موعد عقد مؤتمر عام للاتحاد العام لنقابات العمال في 15/اغسطس/1964م لكن تم الغاء ذلك قبل يومين ممن تاريخه لتستمر النقابات العمالية القائمة حتى نهاية 1965م واعتقل عدد من قادة العمال،مما جعل الوضع في عموم البلاد متحفزا للانفجار مع أول شرارة، تفجرت بالفعل بسبب الطريقة التي أدارت بها حكومة عبود الحرب في الجنوب والتي شكلت الشرارة التي أشعلت الثورة الشعبية التي أطاحت بالنظام في النهاية.


    مسألة جنوب السودان:
    عندما ناقشت الأحزاب السياسية السودانية إمكانية إعلان الاستقلال من داخل البرلمان دون استفتاءبحسب الاتفاقية الأنجلو-مصرية في 1953م، ساند ممثلو الحزب الليبرالي الجنوبي هذا التحرك ليعطى الجنوب وضعا فيدراليا عند كتابة الدستور وهو ما لم يتم بسبب الانقلاب. سياسة النظام القهرية كان لها أبعاد أخرى في الجنوب اذ تزايد خروج السياسين الجنوبين للمنفى وكونوا مع آخرين حزب سانو الذي اتخذ وسائل سلمية ولكن تكونت مقاومة مسلحة هي أنانيا-1. وفي مارس 1963م أطلق النظام سراح عدد من الساسة الجنوبين دون أن يربط ذلك بسياسة إصلاحية ترفع الغبن فكان هؤلاء الساسة زادا للحركة المسلحة. كذلك اضطهدت عبود المسيحية والمبشرين في الجنوب اذ قررت طرد المبشرين جماعيا في مارس 1964م. وحينما تفجر التمرد أرادت ان تحله عسكريا بدون أي سعي لحله سياسيا.
    موقف حزب الأمة من مسألة الجنوب :
    انشغلت الأحزاب السياسية بانهاء الحكم الديكتاتوري وأهملت مسألة الجنوب باستثناءات قليلة أهمها موقف حزب الأمة الذ مثله موقف السيد الصادق المهدي الذي أصدر كتيبا عن الموضوع خلاصته استنتاج خطأ الحل العسكري واعتبار أن المشكلة بالأصل سياسية واقتصادية، وثقافية مبينا عدم جدوى الحل العسكري ووجوب مناقشة المسألة على مستوى واسع وبحرية.

    تفجر الثورة:

    رأت السلطة الحاجة لنقاش واسع للمشكلة وتم تعيين لجنة قومية لذلك ولكن النقاش الحر ذهب بالنقاش الى النظر في المرض وليس العرض.
    تفاقم الغضب الشعبي وتم التنسيق من قبل حزب الأمة مع الطلبة والأحزاب الأخرى في الجبهة الوطنية ومع جبهة الهيئات التي كانت تجمع النقابات والتنظيمات اليسارية.
    وفي خلال العام 1964م نشطت الحركة الفكرية وسط الطلبة وعقدت ست ندوات خلال أقل من شهرين. وفي 21 اكتوبر1964م أقام الطلبة ندوة تحدث فيها الدكتور حسن الترابي بالإفكار الواردة في كتاب "مسألة جنوب السودان" وهي تختلف عن الأفكار التي طرحها لاحقا حول القضية، وتقول بخطأ حسم مسألة الجنوب بالسلاح وأنها جزء من قضية الشمال والحريات.
    موكب الثورة:
    اشترك قادة الحزب في موكب تشييع جثمان القرشي وصلى عليه السيد الصادق المهدي. بعد الموكب اتفق قادة الحزب على تسليم مذكرة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بتوقيع الإمام الهادي مطالبا فيها الجيش بالرجوع للثكنات .تم تسليم المذكرة في 23/اكتوبر/1964م فيما أرسل زعماء حزب الشعب الديمقراطي مذكرة كرام المواطنين لمساندة الحكم العسكري. (نص مذكرة الإمام الهادي هنا)
    أعلن موكب جبهة الهيئات الاضراب فساندته الجبهة الوطنية مما ضمن النجاح التام للاضراب. وقد تم التنسيق بين الجبهة الوطنية وجبهات الهيئات لتسيير الموكب وإعداد مذكرة تسلم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وفي منتصف نهار الاثنين 26 أكتوبر انعقد مجلس الوزراء واستعرض الموقف بكل جوانبه وقرر استدعاء المجلس العسكري للانعقاد وبعد ذلك أعاد عبود والضباط في المجلس الأعلى النظر وقرروا حل المجلس الأعلى ومجلس الوزراء وتكوين حكومة انتقالية لتشرف على التحول الديمقراطي وقرروا الاتصال بالجبهة الوطنية للتفاوض. فكونت الجبهة وفد التفاوض من السادة: الصادق المهدي، مبارك زروق، حسن الترابي، أحمد السيد حمد، وعابدين إسماعيل. وفي 28 أكتوبر 1964م اجتمعت جبهة التفاوض مع عبود وقدموا له مسودة الميثاق الوطني ونقلوا له رأي الجبهة القاضي بتصفية الحكم العسكري فورا وتشكيل حكومة مدنية انتقالية تعمل بمقتضى الدستور المؤقت وطلب عبود فرصة لمراجعة الدستور المؤقت، فرفعت الجلسة التي أعقبتها عودة أخرى للرصاص في الشارع. ثم حدث تراجع عن التراجع وعقد اجتماع الجبهة بالحكومة في رئاسة القوات المسلحة فتم التفاوض على شكل الحكومة الانتقالية وإجراءات تسليم السلطة للشعب.
    دور حزب الأمة في ثورة اكتوبر هو:
    - قيادة المعارضة ضد الحكم العسكري منذ قيامه وتعبئة الجماهير ضده.
    - قاد الحزب الجبهة الوطنية المتحدة من دار الأمة.
    - قاد الجبهة الموحدة المكونة من الجبهة الوطنية وجبهة الهيئات.
    - راهن الحزب على موكب التشييع (شرارة الثورة).
    - كتب مسودة ميثاق اكتوبر الذي وقعت عليه كافة القوى السياسية.
























    http://www.umma.org/umma/ar/page.php?page_id=2











                  

11-17-2013, 11:44 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ السو (Re: Frankly)

    الاخ فرانكلى وكل المتداخلين
    تحياتى واحترامى
    اهديكم هذا المقال التوثيقى كتبته منذ سنوات حول هذه الاحداث

    Quote: إلى متى؟؟
    إستفزنى ودعانى الى الكتابة ذلك الكتاب " الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة " لمؤلفه الصادق المهدى وقد كان يتحدث تجربة الديمقراطية وذكر في توطئة الكتاب ص1 ( ولكن الشعب السودانى كان في كل مرة يحسم هذا الجدل واللغط بالوقوف مع خيار الديمقراطية . حدث ذلك في عام 1964 عندما خرج السودانيون في اروع استفتاء شعبى على الخيار الديمقراطى متحدين حكم عبود العسكرى ؟! ومفجرين ثورة اكتوبر العظيمة .
    ثم تكرر الامر ثانية في انتفاضة رجب التى اطاحت بحكم نميرى واعادت الديمقراطية للبلاد " نسى أو تناسى عمداً الصادق المهدى من الذى قام بتلك الثورات وما هو دورهم فيها أو يذكر الاحداث وتفاصيل ثورة اكتوبر المجيدة أن كل الثورات والانتفاضات التى جرت احداثها في السودان قامت بها طبقة معينة من الشعب لم تسنح لها فرصة حقيقية لحكم السودان طبقة مكونة من " مثقفين – عمال – مهنيين – طلاب … الخ " اذا صح التعبير فندعوهم قوى السودان الجديد " بالرغم من آن هذه القوى موجودة في السودان قبل الاستقلال ولكن " القوى التقليدية " وخوفاً على مصالحها الحزبية الضيقة سعت لمعاداتها بشتى الوسائل والسبل.
    إن عودة الصادق المهدى الاخيرة خير دليل على ذلك وكان قد فعلها في السابق في منتصف السبعينات نعم عاد الصادق الى الخرطوم ليس لأن حكومة الجبهة بدأت تعود لعين العقل وتعيد قليل من الحريات المصادرة بل خوفاً على نفسه وعلى حزبه من الخطر القادم " قوى السودان الجديد " خوفاً على مقعده المفضل " رئيس الوزراء " رجع لأقتسام " كعكة السلطة "مع البشير والترابى بعد آن مهد لذلك عبر اتفاقيتى "جيبوتى ولندن" .
    واعود الى بداية حديثى الى الديمقراطية المزعومة والتى يعتقد الصادق المهدى بأنها قد طبقت في السودان في الفترات الثلاث الفائتة وأقول ردا على حديثه إن الديمقراطية التى طبقت في السابق هى شكلية فقط ومتعلقة بدستور وتعدد حزبى وبرلمان ولم يكن للشعب اى دور فيها أو ممارسة حقة الدستورى في الحكم ديمقراطية سعت فيها " القوى التقليدية " لاقصاء الطرف الاخر " قوى السودان الجديد " عبر كل الوسائل مستغلة ثقلها الدينى والذج به في اروقة السياسة وإذا عادت بنا الذاكرة للوراء قليلاً لنعرف الاسباب التى ادت الى تسليم السلطة لعبود لراينا كيف كانت تمارس الديمقراطية في احدى الحقب الثلاثة والتى والتى يفاخر بها الصادق المهدى وقد إستعنت بأحدى الكتب القيمة وهو كتاب "حتى متى " لمؤلفه خليفة خوجلى خليفة والذى استعان بكتاب " السودان المأزق " التاريخ وأفاق المستقبل لمؤلفة محمد ابو القاسم وكتب اخرى .ولكن بداية لندرى ماذا قال الصادق المهدى في كتابه ففى ص 45 وتحت عنوان التجربة السودانية " في عام 1958 نشأ نزاع داخل حزب الأمة صاحب الاكثرية النيابية وكان رئيس الوزراء هو أمين عام حزب الامه السيد " عبد الله خليل " وكان يرى أن إستقرار السودان يتم اذا تحالف حزب الامة مع حزب الشعب الديمقراطى وكان رئيس حزب الامة السيد " الصديق المهدى " يرى آن التحالف الاكثر تجانسا هو بين حزب الامة والحزب الوطنى الاتحادى برئاسة السيد " اسماعيل الازهرى " ووقعت بين زعيمى الحزب إختلافات اخرى كان من الممكن أن ينقلب إتجاه التحالف مع الحزب الوطنى الاتحادى بأنحياز أغلبية نواب حزب الامة لهذا الاتجاه – بيد أن رئيس الوزراء لم يكن يثق في السيد إسماعيل الازهرى ويعتقد أنه يناور مناورات مع جهات اجنبية ربما عرض استقلال السودان للخطر وبالفعل اعدت سفارة السودان بمصر تقرير ينذر بمثل هذا الاتجاه وبعد أن درس حزب الامة التقرير اقترح البعض إنه في هذه الحالة تسلم السلطة الى القوات المسلحة بيد أن هذا الرأى وجد الرفض بعد دراسته ولكن رئيس الوزراء كان يرى اتجاهات النواب لن تسند موقفه وانه يحظى بسند اكبر داخل القوات المسلحة وانها مأمونة على القيام بمهمة تأمينيه مؤقته تصرف شبح الائتلاف بين حزب الامة والوطنى الاتحادى وتزيل المخاطر المتأتية من مناورات السيد اسماعيل الازهرى لذلك اجتمع رئيس الوزراء وقتها بالقائد العام وهيئة اركانه وافضى لهم بهمومه وإتفق معهم على التسليم والتسلم فكان سيرة الاحداث المعروفة بعد ذلك – وعندما استولت قيادة القوات المسلحة على السلطة وحصلت على مباركة السيدين ورأت ان لا يكون ذلك على حساب حزب او شخص بل تم تخريج الاستيلاء بناء على زرائع قومية واقتضاء المصلحة العامة " كان السيد الصديق عبد الرحمن المهدى خارج البلاد يوم 17/11/1958 ولم يكن موافقاً على اجراء مباركه السيدين للأنقلاب بل عده موجهاً ضده ولم يكن موافقاً على البيان الذى اصدره والده السيد الأمام عبد الرحمن تأييد للأنقلاب – انتهى حديث الصادق المهدى بالطبع لم يحالف الصادق المهدى التوفيق في ذكر هذه الاحداث تفصيلاً بل مر عليها مرور الكرام ومن خلال حديثه القى بالمسؤلية كاملة على السيد عبد الله خليل وكانه يتصرف في الحزب لوحده وانه اجتمع لوحده مع القائد العام وهيئة أركانه واتفق معهم على التسليم والتسلم ولم يتعرض " لمشكلة حلايب " وعدم شرعية اتحاد عام نقابات العمال والمعونة الامريكية ولم يقم بذكر أسم سفير السودان وقتها بالقاهرة بل لم يذكر ما حدث في جامعة الخرطوم والقاهرة الفرع والمعهد الفنى والاجتماع الشهير للنواب في ميدان عبد المنعم من أجل اسقاط حكومة عبد الله خليل – لم يذكر هذه الحقائق عنوة وبقصد منه وكان الاجدى منه آن يقوم بذكرها إحقاقاً للحق وعدم طمس التاريخ والحقائق لأن العيب ليس في أن تخطئولكن العيب أن لا تستفيد من أخطائنا .
    وصف السيد محمد أحمد محجوب في كتابه الديمقراطية في الميزان تحالف الميرغنى والمهدى بأنه " أعظم كارثة مني بها تاريخ السياسة السودانية ففى هذا التحالف سعى عدوان لدودان مدى الحياة وبدافع الجشع والتهافت على السلطة والغرور والمصالح الشخصية الى السيطرة على الميزان السياسى " بالنسبة للزعيم الازهرى لا احد ينكر دوره النضالى من اجل الاستقلال ولكن أعيب عليه عدم ادراكه لدوره كزعيم لحركة المثقفين من جيل الاستقلال هو والحزب الوطنى الاتحادى ولكن لم يجهدا أنفسهما كثيراً في البحث عن حلفاء بعد الاستقلال بين جماهير الشعب بعد آن وجدا حليفاً جاهزاً في الطائفية – بالطبع بعد الاستقلال كان الوطنى الاتحادى على قمة السلطة بأغلبية برلمانية "51" مقعداً وبالطبع لم يسرهذا السيدين الجليلين لأن المثقفون الذين ينتمون إليه سيكونون مصدر خطر حقيقى أنظر ما جاء في كتاب حتى متى ص 92-93 ، وفعلاً اجتمع السيدان على الميرغنى وعبد الرحمن المهدى في 4/12/1955 وقررا اسقاط حكومة الوطنى الاتحادى وإستبدالها بحكومة أئتلافية في 2/2/1956 كمرحلة انتقالية أستعداداً لأقصاء المثقفين نهائياً عن السلطة في 5/7/1956م وأقامة سلطتهما الثنائية لحكم السودان ممثلة في إئتلاف حزب الامة وحزب الشعب الديمقراطى حين أصبح عبد الله خليل رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع وقال قولته الشهيرة بأنه لن يسلم السلطة بعد ذلك إلا إلى نبى الله عيسى " . " وكان السيدان على الميرغنى وعبد الرحمن المهدى يدركان أن معركتهما لم تكن ضد أزهرى ولا ضد الوطنى الاتحادى أنما هى معركة ضد المثقفين ضد القوى الحديثة ضد قوى التجديد لآنهما جزء من الماضى المتخلف وبقية من بقايا المجتمع البائد الذى سوف تكتسحه قوى الحداثة والتجديد متى اتيحت لها الفرصة لذلك ولهذا فأن تشبثهما بالسلطة والحكم هو تشبث بالحياة هوصراع البقاء ضد الفناء الابدى لا ادرى ما هو السر في محاربة حزب الامة لكل المحاولات التى جرت من أجل الاتحاد مع مصر وقد ظهر ذلك قبل الاستقلال في الشعار الذى رفعه ونادى به حزب الامة بقيادة زعيمه " عبد الرحمن المهدى " وهو شعار " السودان للسودانيين " رغم أنه قرأنا في التاريخ بأن الامام المهدى حاول عند فتح الخرطوم أن يفدى عرابى بغردون والشواهد على ذلك كثيرة حتى أن تأسيس الحزب جاء بعد تأسيس أحزاب كانت تدعوا للوحدة مع مصر " الاشقاء 1943 – الاتحاديون - الاحرار والقوميون 1944 – حزب وادى النيل 1946" وبالطبع كان برعاية الحكومة والادارة البريطانية – تنوعت اشكال المحاربة واتخذت اشكالاً كثيرة كان حزب الامة يتحين الفرص لفرض هذه السياسات ضد الوحدة وهذا ما حدث أو ما ادى لحدوث "مشكله حلايب " ولنبدأ بسلسلة الاحداث وكيف بدأت المشكلة فقد بدأت بعد أن اشتعلت معركة العدوان الثلاثى على مصر وهب الشعب المصرى والعربى يهتف ضد الاسنعمار يدين العدوان الغاشم وجاء في الكتاب حتى متى ص102 " وكعادته دائما لم يتخلف الشعب السودانى عن المعركة فأجتاحت المظاهرات جميع مدن السودان واضرب موظفوا وعمال الخرطوم واوقفوا الخدمات عن الطائرات البريطانية والفرنسية وطالب الشعب بأرسال الجيش السودانى الى بورسعيد ليقف جانباً الى جنب مع شقيقه الجيش والشعب المصرى وطالب الشعب بالسلاح وبقطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا وفرمسا وما كان لجماهير حزب الشعب الديمقراطي ونوابه أن يتخلفوا عن المسيرة الثائرة " . وفزع الحلف الاعظم وفزع عبد الله خليل فهرع الى إعلان قانون الطوارئ عله يحميه من ثورة الجماهير وليجامل عبد الله خليل حلفاءه الختمية في السلطة اعلن " أن أى اعتداء على مصر هو اعتداء على السودان وأن مشكلة قناة السويس تهم السودان كما تهم مصر " وتعللت الحكومة بضعف تسليح الجيش بسبب عدم استجابتها لمطالب الجماهير بارساله إلى بورسعيد ورفضت قطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا " أنتهى حكم ديمقراطى يقف ضد أمال وتطلعات الشعب ويتعذر لها بأعذار واهية عن عدم إرسالها لبورسعيد ولكن تصاعد الأحداث يؤكد بأن الديمقراطية في بلادنا شكلية حبراً على ورق فالقضية أكبر من نظرتهم الضيقة وكانوا يسبحون عكس التيار في اتجاه الاستعمار والطائفية وأحكام تحالف السودان مع قوى التخلف والتبعية في العالم العربى والعالم عامة وفى تلك الظروف التى عاشها السودان في تلك الاوقات والمد الثورى الجديد الذى إجتاح كل أرجاء السودان والتى قامت بها الحركة الوطنية الديمقراطية " قوى السودان الجديد " داخل البرلمان وخارجه كان من الممكن أن يتحد في ذلك الوقت حزبى " الوطنى والاتحادى والشعب الديمقراطى " لتقارب افكارهما ومواقفهما المؤيدة للثورة العربية والمد الثورى العربى ولكن اصرار قادة الحزبيين حال دون ذلك ولكن حتى لا تستفحل الامور وتزداد امواج المد الثورى قررت الحكومة المتحالفة " الامة والاتحادى " حل البرلمان ولننظر ما جاء في الكتاب ص4-1 "" وخوفاً من آن تتعرض حكومتهما إلى الهجوم من جانب المعارضة ولتفادى تعريض برلمانهما الى ضغط جماهيرى قرر السيدان حل البرلمان فأعلن عبد الله خليل حل البرلمان في 30/6/1957 مع استمرار تحالف الحزبين على مستوى الحكومة أو الوزارة ومما يؤكد أن حل البرلمان قد تم بموافقة الزعيمين الجليلين استمراراً لتحالف على مستوى الوزارة "وليت الامر وقف عند ذلك الحد بل تعداه الى ابعد من ذلك مع أجل إيقاف هذا المد من أجل عزل السودان عن مصر والثورة العربية حينما أعلن عبد الله خليل أن السودان يتعرض لغزو مصرى في منطقة حلايب وذلك في بداية فبراير 1958 وتم رفع الأمر لمجلس الأمن دون توضيحه للجامعة العربية لكن جمال عبد الناصر بحنكته وفى هدوء إستطاع حل هذه المشكلة وإختلاق هذه المشاكل كان من أجل أسباب حزبية ضيقة منها خوفه من تدخل مصر في الانتخابات القادمة لمصلحة الحزب الوطنى الاتحادى وحزب الشعب الديمقراطى .هذه السياسات التى أنتهجها "حزب الامة " والتى لم تتوقف حتى الان هى التى ادت الى ما وصلنا أليه الأن من " تخلف سياسى " عن بقية نظرائنا ومنها ما حدث في إنتخابات فبراير 1958 عندما منح حزب الامة الجنسية السودانية لسكان أحياء فلاته في مناطق النيل الابيض والجزيرة مقابل تصويتهم الى جانبه ولزيادة سنده الانتخابى وبمثل هذه الممارسات إستطاع حزب الأمة الفوز بهابـ "63 مقعد برلمانى " وتم انتخاب عبد الله خليل رئيساً للوزراء في 20/3/1958 بأغلبية 103 صوتاً وشرع في تنفيذ سياسته دون إكتراث بالمعارضة داخل البرلمان وخارجه ومنها "الموافقه على المعونة الامريكية " التى مهدت لأستلام عبود السلطه فقد تصاعدت الاحداث التى تمثل في رفض هذه المعونة وإدانة سياسة حزب الأمة الموالين للأستعمار وتحركت قوى حزب الشعب الديمقراطى " رافضة المعونة الامريكية ومطالبة بفض الاتلاف مع حزب الامة ولكن ماذا فعل قائدها " الجناح الطائفى الاخر " أنظر ما جاء في كتاب حتى متى ص 110 " وما كان بعد أن بلغت الامور هذا الحد أمام السيد " على الميرغنى " أن يحتمى بصمته المطبق أكثر مما فعل ولم يعد أمامه ألا أن يخلع عن وجهه قناع المراوغة فخرج عن عزلته وحاول على المكشوف وبالواضح الفاضح أن يقنع نواب حزبه بقبول إتفاقية المعونة الامريكية محاولاً بمكره ودهائه أن يتقدم بتعديلات على بعض بنودها هذه الاحداث جرت في أول عهد ديمقراطى بعد الاستقلال وتدل هذه الممارسات إلى ضعف الوعى السياسى عند قادتنا الذى ينادون الأن بعودة الديمقراطية "الديمقراطية " التى تنبنى على الولاء الحزبى الضيق وتغلب فيه المصالح الشخصيه على مصالح الشعب ومحاربة كل من يسعى في سبيل تقدم الوطن ورفاهيته لأنهم يمثلون مصدر الخطر الوحيد لهم بان ذلك في التصويت لهذه الاتفاقية وذلك بتسلم نواب حزب الشعب الديمقراطى كما جاء في الكتاب رسائل التهديد بالقتل عن طريق البريد ويوجد الكثيرين أحياء ومعاصرين لتلك الاحداث يأتى دورهم في ذكر هذه الاحداث وأجلاء الحقاءق للشعب حتى يعلم كيف كان يفكر قادتنا في السابق وحتى الان وبالطبع وبالتصويت تم قبول هذه الاتفاقية والشروع في تنفيذ بقية السياسات التى وضعها عبد الله خليل ولم يقف الامر عند هذا الحد وتعداه الى محاربة قوى السودان الجديد وتأديب الحركة الوطنيه الصادقة لأدارة البلاد وفق أهوائهم ومصالحهم وسياستهم الخاطئة وتصورهم بأن السودان " إقطاعية " وأنهم ملوك وأسياد ، وعلى الجميع الانصياع لقوانينهم والتى لم توضع إلا على رقاب المواطنين فبعد الموافقة على المعونة الامريكية أعلن عبد الله خليل عدم شرعية " أتحاد نقابات عمال السودان " وذلك لضرب الحركة الوطنية وتأمل ما جاء في كتاب حتى متى ص 111 " وظن الحلف الاكبر بأن الامر قد إستتب له في السودان بعد أن نفذ أو كاد أن ينفذ " عبد الله خليل " كل الاولويات التى تضمنها مشروع سياساته فأتجه الحلف الى تأديب الحركة الوطنية الديمقراطية ورأى أن يبدأ بأقوى الفئات الوطنية الديمقراطية تنظيماً فأعلن عبد الله خليل عدم شرعية أتحاد نقابات عمال السودان وأعلن العمال احتجاجهم على هذا الزعم وتقدموا بمذكرات الاحتجاج الى الحوكمة وسيروا المواكب ضد ما اعتبرته الحركة الوطنية الديمقراطية بداية لمصادرة الحريات – " ولكن هذا الامر ارتد عليه وجعل كل الفئات الوطنية تلتف وتلتحم من جديد لآتخاذه هذا القرار فقد تظاهر الطلاب فى جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة الفرع وطلاب المعهد الفنى وأعلن العمال الاضراب فى كل أرجاء السودان ولم تستطع الحكومة السيطرة على الشارع السودانى- وأود أن كل من لديه معلومات عن هذه الاحداث وعاصرها أن يقوم بسردها وخاصة أحداث القرارات الشهيرة التى أصدرها اتحاد جامعة الخرطوم - كل هذه الاحداث ووقوف الطلبة والشعب مع العمال أدت بأسراع تسليم عبد الله خليل السلطة لأبراهيم عبود ولنجول مرة أخرى فى كتاب حتى متى ص 113 “ وحاول عبد الله خليل أن ينقذ أسياده بأقامة حكومة إئتلافية جديدة تضم كل الاحزاب الممثلة فى البرلمان ولكن محاولته ما لبثت أن جرفها المد الثورى الوطنى فأعلن الاحكام العرفية فى البلاد كما أعلن تأجيل موعد انعقاد البرلمان الى 17/11/1958 م ثم اجله مرة اخرى الى 4/12/1958 وعلى اثر هذا التعديل الثانى اجتمع نواب الوطنى الاتحادى ونواب الشعب الديمقراطى وانضم اليهم فيما بعد بعض النواب الجنوبيين مكونين بذلك كتلة برلمانية وطنية بلغ مجموعها "107" عضواً وقرروا ان يعقدوا اجتماعهم فى يوم 17/11/1958 فى ميدان عبد المنعم فى الخرطوم ومن هناك يتخذوا قرارهم بأسقاط حكومة عبد الله خليل ، واعود واذكر بداية حديث الصادق المهدى بأن عبد الله خليل كان يعتقد أن الازهرى كان يناور مناورة مع جهات أجنبية ربما عرضت استقلال البلاد للخطر بالطبع لم يذكر اسم هذه الدولة الاجنبية صراحة وهى " مصر " وذلك للعداء التاريخى الذى ينصبه حزب الامة لمصر واستغلال كل الظروف لزيادة الشقاق بين مصر والسودان واود أن اذكر أن سفير السودان فى تلك الايام هو السيد " يوسف مصطفى التنى " وهو من الاعضاء المؤسسين لحزب الامة واول رئيس تحرير لصحيفة الحزب وصادف فى ذلك الوقت ان كان فى القاهرة كل من السيد الزعيم الازهرى والسيد على عبد الرحمن وكانت فحوى التقرير الذى وصل الى عبد الله خليل من السفير أنه تم الاتفاق وبحضور الرئيس جمال عبد الناصر بين قادة الحزب الوطنى الاتحادى وقادة حزب الشعب الديمقراطى للأطاحة بالحكومة الأئتلافية واعلان وحدة السودان ومصر وامتدت المسرحية باجتماع السفير الامريكى بعبد الله خليل يحمل له نفس مضامين التقرير وذكر ايضا الصادق المهدى ان بعض اعضاء حزب الامة اقترحوا تسليم السلطة للجيش وقد وجد هذا الاقتراح الرفض بعد دراسته ولكن السيد عبد الله خليل كان يرى غير ذلك وقرر تسليم السلطة للجيش .
    واذكر ايضأ بان حزب الامة لم يسعى للتحالف مع احد الحزبين بل كان يهاب ان يحدث هذا التحالف بينهما ومما يوكد ذلك فحوى التقرير الذى ارسله سفير حزب الامة بالقاهرة وان قرار تسليم السلطة للجيش (قرار حزبى طائفى) وذلك للاسباب السابق ذكرها فى مقالى وان المسئولية التاريخية لا تطال السيد عبد الله خليل وحده بل تطال كل حزب الامة الذى خسر المعركة البرلمانية وذلك باتحاد النواب المخلصين الوطنين فى ميدان عبد المنعم واتخاذهم قرار اسقاط حكومة عبد الله خليل واستبدالها بحكومة وطنية وذلك يعنى دخول البلاد فى مرحلة جديدة واتحاد كل المثقفين من اجل السودان عندما رأوا أن الحكومة تقود البلاد للخطر وتعمل من اجل مصالحها الحزبية .ذكر الصادق المهدى بأن الصديق المهدى كان خارج البلاد فى ذلك الوقت ولم يكن موافقاً على مباركة السيدين للأنقلاب بالطبع هذا الحديث مجافياً للحقيقة فأن أول اجتماع عقد فى منزله وكان حاضراً له وقد جاء فى كتاب حتى متى ص 117 مايلى : - " عقد أول اجتماع لهذا الغرض فى منزل السيد الصديق المهدى حضره عن حزب الامة الصديق المهدى وعبد الله خليل وزين العابدين صالح وحضره من الجيش إبراهيم عبود و أحمد عبد الوهاب وعوض عبد الرحمن وحسن بشير " وتوالت المؤامرات واللقائات ما بين عبد الله خليل وابراهيم عبود وذلك اتهيئة الجيش لأستلام السلطة وذلك قبل انعقاد البرلمان القادم فى يوم 17/11/1958 وفعلاً تم لهم ما أرادوا وأستلم عبود السلطة . ولنتأمل فى حديث و بيان السيد عبد الرحمن المهدى فقد أصدر بياً مطولاً أذاعه نيابة عنه السيد عبد الرحمن على طه أيد فيه الانقلاب وأعلن دعمه له ولرجال الجيش الذين أتوا لحماية الاستقلال وتحقيق مكاسب الوطن وقال فى بيانه بأن رجال الجيش قبضوا على زمام الامور بيد الشعب القوية لضرب الفساد والفوضى والعبث " وانه آن لنا أن نفرح ونسعد بأن الله قد هيء لنا من أبنائنا قادة الجيش وجنوده من يتولى زمام الحكم بحق وحزم ليحقق ما عجز عن تحقيقه السياسيون " كتاب حتى متى ص 119 . أى شعب هذا الذى يتحدث عنه السيد عبد الرحمن المهدى الشعب الذى رفض المعونة الامريكية ورفض قراراتكم الجائرة بعدم شرعية اتحاد العمال ووقف بشدة ضد الهمجية والقرارات العشوائية من حكومتكم الموقرة وأى فساد يتحدث عنه فساد البرلمان أو النواب أو الاحزاب وخاصة حزب الامة واذا كانت لكم رغبة فى حماية الاستقلال وتحقيق مكاسب للوطن لما لم تنتظرواً يوم 17/11/1958 موعد انعقاد البرلمان لترى ما كان سيفعله أو سيحققه اولائك النواب الذين ذكرت فى حديثك عنهم بأنهم عجزوا عن حماية الاستقلال .ان التاريخ لن يغفر لكم أبداً فقد فتحتم الباب على مصرعيه لرجال الجيش لأستلام السلطة وتذوق طعمها ولازلنا نعانى من قفز المقامرين منهم على السلطة فى أى لحظة وأصبح كل تفكير كل من يلتحق بالكلية الحربية هو القيام بأنقلاب عسكرى ذه هى ديمقراطيتكم التى تتحدثون عنها وتفاخرون بها وقد مللناها ولا نريد ان تعود مرة اخرى وتطل بوجهها القبيح نريد ان ننعم بالاستقرار والاستقلال نريد من(قوى السودان الجديد) ان تلتحم وتتفق على المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقها بتحقيق الديمقراطية الحقيقية والرفاهية لشعبنا الصابر والصامد والاعداء المتربصين كثيرين لذا لابد من اتحادنا اكثر واكثر فالاهداف والغايات واحدة والدرب طويل وشائك ولابد من اجتياز كل العقبات وبذل مزيد من التضحيات لاجل ازالة( السودان القديم) بكل موروثاته البغيضة وانشاء السودان الجديد.


    احصائيات حول التجربة الديمقراطية الثالثة فى السودان ( بوست للنقاش )
                  

11-17-2013, 11:56 PM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ (Re: بجاوى)

    شبهة انقلاب 17/نوفمبر/1958م:
    إن كثيرا من الناس ينسبون لحزب الأمة خطأ تدبير انقلاب 17/11/1958م. والحقيقة هي أن ذلك الانقلاب كان انقلابا على حزب الأمة قبل أن يكون انقلابا على القوى السياسية الأخرى. احتدم الخلاف داخل حزب الأمة بين تيار يقوده رئيس الحزب (السيد الصديق المهدي) وسكرتير عام الحزب (السيد عبد الله خليل). التيار الأول كان يرى فض الائتلاف مع حزب الشعب الديمقراطي، وعقد ائتلاف بديل مع الحزب الوطني الاتحادي، وانتخاب الزعيم إسماعيل الأزهري رئيسا للوزراء ضمن معادلة للإسراع بإجازة الدستور. الذي استقر في ذهن هذا التيار في حزب الأمة أن حزب الشعب الديمقراطي كان مراوغا وغير جاد في التزامه. وكان واضحا من توازن القوى داخل حزب الأمة وداخل هيئته البرلمانية أن الحزب متجه نحو هذا الخيار، ولكن رئيس الوزراء آنذاك قرر قطع الطريق أمام هذا الاحتمال وسلّم السلطة لقيادة القوات المسلحة ضمن اتفاق سياسي معهم على أن يرتبوا أوضاع البلاد ويضعوا لها دستورها وبعد ستة أشهر يعودوا إلى ثكناتهم. وكانت حجة رئيس الوزراء أن المناورات الحزبية بلغت درجة تفتح المجال للتدخل الأجنبي في الشأن السوداني ولا تسمح بوضع دستور البلاد الدائم. المهم أن أغلبية حزب الأمة الممثلة في التيار الذي كان يقوده الرئيس كانت رافضة للانقلاب وأول ضحاياه، فقد عرض رئيس الوزراء فكرة تسليم السلطة للقوات المسلحة مبررا بما رآه من أسباب، ووقف مجلس إدارة الحزب حينها بقوة ضد ذلك الإجراء حيث صوت ضده 12 عضوا مقابل ثلاثة أعضاء، فحادثة التسليم والتسلم جاءت ناقضة لقرار الحزب بالأغلبية، ومهما كانت مبررات رئيس الوزراء فإن ما قام به لا يمكن سحبه على الحزب مجملا.
    صحيح أن راعي الحزب الإمام عبد الرحمن المهدي أيد الانقلاب منذ قيامه بالاتفاق مع رئيس الوزراء، ولكن الحقيقة أن الإمام عبد الرحمن في عام 1958م كان مريضا وإلى حد كبير بعيد من متابعة التطورات السياسية، وكان حريصا جدا على إجازة الدستور ومدركا أن مناورات الأحزاب سوف تعرقل إجازة الدستور فقبل حجة رئيس الوزراء (السيد عبد الله خليل) بأن القوات المسلحة يمكن أن تسعف الوطن وتضع الدستور ثم تعود لثكناتها. وساعد على ذلك غياب رئيس الحزب (السيد الصديق المهدي) في الخارج. فأصدر بيانا رحب فيه بالانقلاب فقطع رئيس الحزب رحلته وعاد معلنا رفض الانقلاب وكانت تلك المرة الأولى في تاريخ العلاقة بين الوالد وابنه الذي كان مثالا للبر والطاعة له ولكنه في هذه المرة أعلن موقفا مغايرا واعتبر الانقلاب تعديا على حزب الأمة وعلى الديمقراطية.
    وفي ظرف وجيز تأكدت صحة قراءته للموقف وأعلن الإمام عبد الرحمن خيبة ظنه في الحركة قبل أن يتوفاه الله في مارس 1959م. وبعد فترة قصيرة أيضا أدرك السيد عبد الله خليل خطأه وأعلن ذلك و انضم للإمام الصديق في موقفه وصار نزيلا في السجون مع غيره من قيادات المعارضة لحكم عبود
    * منقول من البطاقة الحزبية لحزب الامة 2006
                  

11-18-2013, 09:35 AM

dardiri satti

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 3060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حدث في مثل هذا اليوم: قاد andquot;حزب الأمةandquot; أول انقلاب عسكري على الديموقراطية في تاريخ (Re: Haytham Mansour)

    Quote: المقولة اعلاه كذب و تضليل ، بل كان الانقلاب علي حزب الامة ، لم يخرج قرار من مؤسسات الحزب بذلك ، بل هو تصرف غير قانوني وانقلاب علي شرعية حكم حزب الامة بحسن نية من السيد عبدالله خليل بسوء تفدير


    وهذا جزء من الحقيقة!!
    الإنقلاب كان عملاً استخبارياً مصرياً مائة بالمائة!!
    فالعدو المصري ،
    في مسعاه المستمر على مدى التاريخ ،
    لتدمير السودان وإعاقة تقدمه نحو الاستقرار والرفاهية،
    أوحى لعبد الله خليل ، عن طريق عملائه ،
    أن جمال عبد الناصر يسعى للإطاحة به وبحزبه
    عن طريق صغار الضباط الموالين لمصر،
    وصدق رحمه الله الكذبة ، فبلع الطعم.
    عبد الله خليل أهان المصريين عندما وقف
    موقف الرجال ازاءهم في حلايب ،
    فانسحبوا خائبين ،فكادوا له.
    عبود في بيانه الأول قال إنه جاء
    لإزالة الجفوة المفتعلة مع مصر
    دفاع عبد الله خليل عن حلايب هو الذي أوجد تلك الجفوة المفتعلة!!!
    ومواقف الحكومات السودانية المتعاقبةضد الأطماع المصرية
    في مياه النيل هو ماجعل عبد الناصر يدفع لعملائه
    في قيادة الجيش السوداني للقيام بذلك الإنقلاب
    الذي كان من نتائجه الكارثية
    توقيع اتفاقية مياه النيل لسنة 1959م.
    ولولا ذلك الإنقلاب لما استطاع عبد الناصر
    أن يقيم السد العالي بعد توقيع تلكالاتفاقية
    الخائبة ، وهي اتفاقية لا يمكن وصفها إلا بأنها
    خيانة بائنة للوطن.
    رحم الله عبد الله خليل ،
    فقد كا ن رجلاً.

    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de