ليلة القدر تتنزل علي الشيخة ندي القلعة ( ممنوع دخول الحاسدين والحاسدات)!!

Quote: بعضهم يغني من أجل الكسب المادي ، وبعضهم يبحث عن الشهرة عثمان اليمني: لست من المرتزقين وهؤلاء تكسبوا من تغنيهم للانقاذ.! قيقيم: (أدوني أمجاد، وأنا استاهل قندران)..! مواطن: هؤلاء يسعون للتطبيل ، هم أبواق للنظام وحارقي بخور للأصنام! (منو الما غنى وصفق لمايو) ؟؟..عبارة قالها نميري متحدياً وقال الترابي: الحركة الاسلامية انتكست حينما دخلها (غندور ومندور وفرفور) تحقيق: محمد اقرع على مر التاريخ نجد أن الانظمة الحاكمة غالباً ما تحاط بكوكبة من الشعراء والفنانين الذين يعملون في ترجمة الأفكار والمبادئ التي تتبناها تلك الأنظمة واخراجها في قالب فني معبر ومفهوم لكل شرائح المجتمع العملية وبمختلف تفاصيلهم العمرية والعلمية فضلاً على تمجيدها وأبرز محاسنها أوضعها ومرح قادتها ورموزها . كما يقوم الفنانون ايضاً وبشكل كبير في عملية الحراك السياسي وألهاب مشاعر الجماهير أو تخديرها وتأليب الرأي العام تجاه الأعداء والمنافسين لتلك الأنظمة اذا هناك وظائف عديدة ومهام كثيرة وأدوار كبيرة تقوم بها حناجر المبدعين لتثبت الأنظمة الحاكمة واستمالة العامة من الشعب واقناعهم بأن هذا النظام أو ذاك هو النظام الافضل. ويبقى السؤال الأبرز ماهو السبب الحقيقي لتغني الفنانين للأنظمة؟ خاصة اذا حاولنا أن نجاوب عليها من خلال تغني الفنانين السودانيين للانظمة السياسية والعسكرية التي حكمت البلاد.. ـ مواجهة تاريخية: عند مراجعة تاريخ السودان الحديث نجد أن كل الأنظمة التي حكمت البلاد سواء كانت ديمقراطية او شمولية عسكرية قد احيطت بعدد من الفنانين الذين صدحوا بالاغنيات والأناشيد التي مدحتها ومجدتها واذا تتبعنا تلك الأنظمة وبصورة سريعة سنجد أن فترة ما قبل الاستقلال (الاستعمار) سادت لونية غنائية ذات طابع ثوري ونضالي ضد المستعمر وبرز في هذه اللونية العديد من الفنانين مثلاً خليل فرح والعطبراوي ومن أشهر اغنياتهم (عزة في هواك) و(يا غريب يلا لي بلدك) ، لكن هذا لا ينفي ان هنالك من تغنى للمستعمر وان هنالك اغنيات فى مدحه لم تصلنا منها أمثله نسبة لأنها كانت تقال على استحياء ، لكن اذا تمعنا قليلاً في الأدب الشعبي سنجد ان هنالك العديد من الاغنيات قد مدحت و(شكرت) الخواجة) و(الباشا) كمثال للنظام، و الحاكم أو الرجل (التمام). ـ نظام عبود..! مع بدايات عهد الديمقراطية الأولى ومجئ الاستقلال كثرت الأغنيات المفعمة بالوطنية والحاثة على الثورة التنموية ولكنها سرعان ما اقتنعت فظهرت أغاني الأنظمة والمكايدات السياسية بين الطائفتين (الانصار والختمية) من جهة وبينهم وبين الأحزاب الأخرى من جهة ، و أبرز ماقيل في هذه المكايدات ذاك النشيد الذي كان يردوه شباب فناني الحزب الاتحادي الديمقراطي والذي يقول: (ارفع راسك حرر نفسك هم سيدين غشين الناس باسم الدين والدين مسكين).. مع قدوم ثورة 17 نوفمبر بقيادة ابراهيم عبود بدأت تظهر اغنيات الأنظمة وبصورة كبيرة وذلك في محاولة لايجاد قاعدة جماهيرية للثورة . هذا النوع من الغناء يجد رواجاً في الأنظمة الشمولية والعسكرية اكثر من الأنطمة الديمقراطية ونظام عبود كأحد من تلك الأنظمة لاشمولية تغني له عدد من الفنانين على راسهم الفنان المرحوم عبد العزيز محمد داؤود والفنان محمد وردي الذي تغنى باغنية (يقظة شعب) في عام 1963م والتي تقول في مطلعها (في 17 هب والشعب طرد جلادو) .. وبعد ثورة الشعب في اكتوبر التي عجلت بانتهاء حكم ونظام عبود وبعد فترة الديمقراطية الثانية ظهرت عدد من الاغنيات التي سمعت مجازاً (بالاكتوبريات) حيث عاد وردي وصدح باغنية (اصبح الصبح) وكذلك اغنية (اكتوبر الاخضر والتي تقول في مطلعها: (باسمك الاخضر يا اكتوبر الارض تغني والحقول ازدهرت قمحاً ووعداً وتمني والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي باسمك الشعب انتصر.. حائط السجن انكسر). ولعل ثورة اكتوبر وفترة الديمقراطية الثانية من اكثر الفترات التي تغنى لها الفنانين وبصدق حتى اطلق عليها البعض (ثورة الشعارات والاغنيات) وكالعادة لم يستمر عهد الأحزاب كثيراً حتى اتى انقلاب مايو. ـ نظام مايو: (منو الما غنى وصفق لمايو) هي عبارة قالها الرئيس الراحل جعفر نميري متحدياً معارضيه ـ نعم ثورة مايو هي اكثر الأنظمة التي وجدت كما هائلاً من الأغنيات التي مجدتها ومدحتها وبشرت بمبادئها ومن أكثر الفنانين الذين تغنوا لها الفنان المرحوم سيد خليفة ومن أشهر الأغنيات التي مجدت رمزها (النميري) هي تلك الاغنية التي تغني بها الفنان محمد وردي والتي تقول: (يا حارسنا ويا فارسنا ويا فتحت مدارسنا كنا زمن نفتش فيك وجيت الليلة كاسينا) على الرغم من انه اتى بعد المحاولة الانقلابية التي قام بها الشيوعيين و بدل معانيها .. وتغنت لمايو مختلف الفئات العمرية ابتداء من الفنانين الكبار انتهاءاً بالمجموعات والفرق الغنائية ومن أشهر الأعمال ايضاً تلك الأغنية التي تغنت بها مجموعة من الاطفال (طلائع مايو) والتي تقول (انحنا الليلة جاينك نعاهدك من صغار هسي قبل نكبر عشان تهدينا للمشعل عشان ت..... مستقبل وحات الله مايو العمرو ما قصر مايو العمرو ما تأخر) ومن الاغنيات ايضاً اغنية بلادي والتي تقول في مطلعها (بعد أن اشرقت مايو فرحة في كل دار وهتافات وبشر وحديثاً وحوار كيف كنا قبل مايو كيف صرنا بعد مايو انه التاريخ يحكي فتغني يا كنار).. وكما كانت الاغنيات التي تمدح مايو كثيرة كانت الاغنيات التي تذم مايو بعد انتفاضة الشعب في ابريل اكثر ومن اشهرها اغنية محجوب شريف التي تغنى بها وردي (بلا وانجلى حمد الله ألف على السلامة انهد كتف المقصلة).. واغنية (جنينيهو البحلم بيهو يوماتي وطن شامخ وعاتي وطن خير ديمقراطي) ومن اغنيات تلك الفترة الاغنية التي ساقها محمد بادي وتغنى بها اليمني وتقول (باسم الذين تيتموا باسم لاذين تحطموا باسم الترابي باسم الوجوه المشرفات على المفاصل باسم هاتيك الرقاب نستك سيف الشعب من السادس المنصرم من ابريل نبشره الحساب) تميزت فترةالديمقراطيات الثلاث بالاغاني التي تهجوالأنظمة السابقة اكثر من كونها اغاني تمجد الأنظمة الحاكمة ـ نظام الإنقاذ: وكغيره من الأنظمة الشمولية اتى انقلاب (الإنقاذ) مصحوباً بعدد كبير من الأناشيد والأغنيات التي حجزت لنفس او بالأصح حجز لها مساحات واسع لبث عبر اجهزة الاذاعة والتلفزيون من أبرز الاغنيات التي كانت تردد اغنية (سفينة الانقاذ) التي تؤديها احدى الفرق الغنائية والتي تقول: (الليل ولى ولن يعود وجاء دورك يا صباح وسفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح ومن اغنيات ايضاً لما صوت الأمة نادى لا حياة بلا كرامة ولا نكتسب الشهادة شعبي والحبشي اتحد وكانت الانقاذ ارادا..)! مع بدايات الانقاذ كانت الاغنيات تأخذ الطابع الحماسي الجهادي وترفع الشعار الإسلامي ولكنها سرعان ما اختفت وطفحت الأغنيات ذات اللونية والتطريبية الراقصة..! ومن الفنانين الذين تغنوا للانقاذ الفنان كمال ترباس (هبت ثورة الانقاذ) والفنان مجذوب اونسة (ثورة الانقاذ حبابك) كما شارك اونسة ايضاً في اغنية (مبروك للبلد) لحنها انس العاقب واداها معه الفنانين عثمان مصطفى والامين عبد الغفار وسمية حسن من أبرز الذين تغنو لنظام الانقاذ.. الفنانين محمد الحسن قيقم وشنان واسماعيل حسب الدائم وعثمان اليمني كانوا فى البداية استلم البوق منهم عدد من الفنانين الشباب مثل فرفور واحمد وحسين الصادق وشكر الله وايمان لندن وزهرة مدني وندى القلعة وحنان بلوبلو وغيرهم. ..كل الانظمة في السودان نالت حظها من الأناشيد لتلك .. هل ذلك من أجل التودد والتكسب؟ أم لسبب ذلك يرجع لقناعاتهم وايمانهم بمبادئ تلك الأنظمة؟ وهل يوجد فرق بين الفنانين الذين تغنوا للأنظمة السابقة وبين الذين تغنو لنظام الإنقاذ! وكيف ينظر الجمهور لهؤلاء الفئة من الفنانين؟. ـ فنانين دول العالم الثالث: تختلف الأسباب فالبعض يرى أن التغني للأنظمة هو نوع من التملق والنفاق الغرض من اكتساب مصالح شخصية بينما يرجع في البعض الآخر سبب ذلك الى القناعات الفكرية التي يبناها الفنان. فى دول العالم الثالث عموماً وفي الأنظمة الشمولية منها تكثر هذه اللونية من الأغنيات وهذه الفئة من الفنانين ويرجع الى أن هذه الأنظمة الشمولية (العسكرية) غاليبً لا تكون مدعومة بسند شعبي كبير فتقوم باحتواء نفر مقدر من الفنانين أو صنعهم لتقوموا بتمجيدها ومدحها في محاولة لاستمالة الشعب تجاه الأنظمة وتخديره من القيام بأي ثورات وانتفاضات وغالباً لا تجد هذه الفئة القبول وسط الجمهور الذي يعتبرهم بمثابة أبواق للنظام وحاملين البخور للأصنام وذلك لأن شعوب دول العالم الثالث تميل أغلبها الى معارض أنظمتها الحاكمة نسبة لحالة الفقر والجوع التي يعيشون ولهذا الى فنان يحاول التغني للأنظمة في هذه المنطقة لأن يقبل وسينطبق عليه مثل (آذان مالطه) بل وسيستهدف من قبل بعض التيار المعارضة. وخير مثال لذلك اقحام شيخ الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض ابان الانتخابات السابقة اسم الفنان جمال فرفور مع بعض الوجوه السياسية معتبراً انه احد الأسباب التي أدت الى انتكاس الحركة الاسلامية وذلك حينما قال ساخراً وبطريقته المعهودة (هي هي هي الحركة الاسلامية انتكست حينما دخلها غندور ومندور وفرفور). ـ تكسب مادي وبعد إعلامي!! يقول حسن عثمان حسن ـ طالب اعلام ـ الجامعة الاسلامية: ان ظاهرة التغني للأنظمة ظاهرة قديمة وجدت رواجاً أكثر في فترة مايو والفترة الحالية (الإنقاذ) التي تميزت بالطابع الجهادي وتختلف أسباب الفنانين فأغلبهم يتغنون وينتظرون الهبات والهدايا والعطايا والأقليون هم من تغنوا حسب قناعتهم الفكرية وايمانهم بمبادئ تلك الأنظمة ويعتقد زميله الطاهر محمد الطاهر أن سبب التغني للأنظمة ليس الهدف منه التكسب المادي الصريح وانما الغرض منه هو الحصول تسهيلات بكل تحتويه هذه الكلمة من معاني بالاضافة الى ايجاد بعد إعلامي عبر الأجهزة الحكومية. يرى اسامة عبد الحي ـ موظف: ان الفنان هو لسان حال الشعب المعبر عن قضاياهم وتطلعاتهم فمن حاول التخلي عن هذه الوظيفة وأصبح بوقاً للأنظمة الحاكمة سيفقد احترامه وشعبيته ولعل ما فعلوه الشعب المصري بالفنان تامر حسني حين اراد الانضمام للمتظاهرين بعد وصف ما يقوم به بالارهاب ونعتهم البلطجية خير دليل على عدم احترام الشعب للفنان الذين يحاول التودد للأنظمة الحاكمة. ـ تشكير الركوب في الخريف):!! تقول لمياء الطيب ـ مواطنة: اذا كان هؤلاء الفنانيين يترجمون لنا عبر فنهم المبادئ والأهداف التي يتبناها النظام الحاكم فلا تسريب عليه وكل له الحرية في اختيار مرجعيته الفكرية.. و حتى الدخول في مسلسل التملق والنفاق (وتكشير الركوب في الخريف).. فهؤلاء حتماً ستنفض منهم الجماهير. يعتقد الأستاذ عبد الرحيم الزين ـ باحث اجتماعي: ان البعض من الفنانين السودانيين مصابين بحالة اللاوعي واللافكر ومصنفين تحت خانة الأمية والفاقد التربوي اللهم إلا قليلاً منهم وهؤلاء ينأون بأنفسهم عن الانخراط فى الشأن ويضيف عبد الرحيم قائلاً: (اعتقد بأن ما يقوم به فنانين أمثال فرفور واحمد وحسين الصادق وندى القلعة، وغيرهم من الشباب محاولة فاشلة لإلهاء المسئولين وصناعة الجماهير). ـ الفنانون يدافعون..! الفنان الشعبي محمد الحسن قيقم أحد الذين تغنوا لنظام (الإنقاذ) رفض وصف الفنان الذي يغنى للانظمة بالانتهازي المتملق وأكد على انه حينما تغنى للانقاذ تغنى للمبادئ والأفكار التي كان يؤمن بها ولم يكن ذلك من أجل تكسب مادي مشيراً الى أن العربة الأمجاد التي منحت له لم تكن لأجل تغنيه للنظام بل بوصفي من احد الفنانين الذين حافظوا على أغاني التراث واستنكر قائلاً (لماذا لا تعطيني الدولة عربة أمجاد وأنا اغنى منذ 48 سنة.. أنا استاهل قندران).! من جانبه قال الفنان عثمان اليمني أن هنالك فنانين تكسبوا مادياً وراء تغنيهم لحكومة الانقاذ و أنه تغنى هو الآخر للانقاذ، ونفى أن يكون من أولئك المرتزقة مشيراً الى أنه تغنى لمبادئ الاسلامية التي تبنتها الدولة! ـ أخيراً: اذا حدث ثورة شعبية في السودان شبيهة بالمصرية أو التونسية أو هذه الثورة الماثل الآن فى ليبيا ،هل سنظهر قائمة لفنانين جددد غير نلك القائمة السوداء الموالية للنظام؟