|
|
 عيد الموتى في الثقافة النوبية
|
مقدمة:
سيكون اليوم 31 اكتوبر، وبعد غدا 2 نوفمبر، مسرحا لاحتفالات بأعياد الموتى في اماكن مختلفة من العالم، وان اختلفت التسمية وضاعت الملامح القديمة لتلك الاعياد في المضامين الحديثة لها، المسيحية والتجارية.
فاحتفال هولوين الذي يتم في الثقافة الانجلو ساكسنوية ، وينتقل للعالم في صورة احتفالات فرائحية او افلام رعب ، انما يرجع للثقافة السلتية والتي خرجت من وسط اوربا وانتشرت في العالم، ووجدت تطورها في ايرلندا والجزر البريطانية، حيث كانت ليلة 31 اكتوبر تعتبر "زمنا من غير زمن"، باعتبار ما قبلها نهاية الصيف وما بعدها بداية الشتاء، وفيها يسمح رب الموتى – سماحين – بالتقاء عالم الاموات والأحياء .
اما يوم الموتى المكسيكي والذي يقع في 2 نوفمبر، فهو ذو طابع فرائحي اكثر منه حزيناً، وهو يرجع لتقاليد ثقافات الازتيك والمايا ما قبل الكولومبية، وكان احتفالا تحت اشراف ربة الموتى – المستعاض عنها الان بشخصية لا كارنينا- ، ويقوم الان كما كان في الماضي على تذكر ارواح الموتى من الاقارب والأطفال. كما هناك في شمال وشرق اوروبا احتفال الجدود (جادي)، الموجود في التراث قبل المسيحي للشعوب السلافية والبلطيقية، وهو عيد يقوم فيه الاحياء باستضافة ارواح الموتى من الجدود، لكسب تعاطفهم ودعمهم، وكان يتم الاحتفال به مرتين ، في 2 نوفمبر وفي الربيع. تم استبداله الان – في بولندا مثلا باحتفال كاثوليكي في نفس اليوم (زادوشكي)
عيد الموتى في الثقافة النوبية:
هذا كله معروف، وربما نجد له نظائرا مختلفة في الثقافات والديانات الأفريقية ولكن غير المعروف على شكل واسع، هو الاحتفال بعيد الموتى او يوم الموتى في الثقافة النوبية التقليدية في شمال السودان، وهو عيد كان يتم الاحتفال به حتى وقت قريب، وربما لا يزال ممارساً حتى اليوم في بعض القرى النوبية.
ويقع هذا العيد في يوم معين من أيام السنة، حيث تقوم النساء والاطفال فيه بزيارة المقابر، وتقوم النساء بتسوية القبور وتحويطها، ثم يقمن برسم علامة كالصليب، واحدة كبيرة او عدة علامات صغيرة على تراب القبر، ثم بعد ذلك يتم نثر الماء على القبر، وتترك بجانب القبر وعلى كل جوانب "التحويطة" هدايا من البلح والقمح وكذلك سعف النخيل.
ويبدو ان الامر مرتبط بالتقاليد الدينية القديمة في منطقة النوبة، قبل الاسلامية او ربما قبل المسيحية، فالنوبيون يؤمنون ان الروح "شورتي" لا تذهب للعالم الاخر مباشرة بعد الموت، وانما تظل بجنب القبر لمدة اربعين يوما، ثم تذهب بعدها للعالم الأخر، "وبعد الوفاة يستلم ملاك الموت الروح(شورتى) إما الى شجرة كبيرة تنظر الى الجنة وإما الى بئر ينظر الى الجحيم ". وتعود الروح من عالم الاموات الى عالم الاحياء في الاعياد، وخصوصا في يوم "عيد الموتى".
ولا يتم الاهتمام بالمقابر في هذا العيد وحده، وانما في الاعياد الاسلامية أيضاً، حيث تقوم صلاة العيد في المقابر او قربها، ثم يقوم الرجال بقراءة الفاتحة على المتوفين، وبتسوية القبور وغرس بعض من الجريد الاخضر حولها، بينما النساء " يقفن بجوار قبة فقير المقبرة وتأخذ المرأة البركة (تراب من فوق القبر ومن جهة رأس الفقير بالذات) و(لا يجوز إعطاء الظهر للفقير) ثم تخرج وهي تسير نحو الخلف ثم تعطي هذه البركة لكل النساء ليتبارك الجميع بمسحها في الوجه والرأس مع الدعوات الصالحة . "
ويعتقد النوبيون ان الروح مادة متحركة ومتحولة، غير ساكنة، وان روح الميت لها دور كبير في المشاهرة، وهي حلول ارواح شريرة او مصائب بالشخص. "فالطفل المولود الذى لم يتجاوز الاربعين يوما يتعرض لخطر عارم عند حدوث الوفاة فى القرية، وكذك تمنع النساء فى فترة الحيض والنفاس من حضور العزاء"، خوفا من المشاهرة.
النوبة والتراث السوداني القديم:
يبدو لي التراث النوبي في هذه القضية متميزا، وهذا الاحتفال الفريد الذي لم اسمع به إلا مؤخرا، من الاخ عمار محمد حامد وأكدته لي الاخت منال ابوبكر، قد ترجع جذوره لتقاليد ضاربة في القدم، قد تصل الى الحضارة المروية القديمة او ما قبلها، وهي الحضارات السودانية التي تعايشت مع الحضارة الفرعونية وربما فاقتها روحياً او كانت اقدم منها.
وفي الحضارة الفرعونية والحضارة المروية هناك وجود كاسح لعالم الموتى وتأثيره في الاحياء، ولا يزال "كتاب الموتى" الفرعوني دليلا على عمق العالم الروحي والميثولوجي لقدماء المصريين، وكذلك يقدم التراث النوبي نموذجا لعمق المفاهيم الروحية وغناها عند المرويين خصوصا والكوشيين عموما، مما انتقل الينا بعضها عن طريق النوبيين، ومما نجد له اثرا في مختلف الثقافات السودانية الاخرى.
إلا ان هذا التراث كله معرض للضياع، اذا لم يتم حفظه وتسجيله بعناية، وإذا ما لم يتم العناية بنقله للأجيال الجديدة. فرغم ما في هذه الممارسات من قيم غيبية قد يعتبرها البعض "خرافات " وبدعاً، الا انها تشكل جزءا من ثقافة وإسهام وروحية الانسان السوداني، التي يُراد لها اليوم التسطيح والإفقار، رغم ان جذورها ضاربة القدم، في علاقة قوية مع الارض والماء والسماء، والحي والميت، والمحدود والمطلق.
عادل عبد العاطي
31-10-2007
* استخدمت في الموضوع بعضا من المعلومات الواردة في بوست " عادات وتقاليد نوبية قديمة" في منبر البيت النوبي.
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
الاخ عبد العاطي ...المنهج الوهابي الاخذ في الانشار في السودان مؤخرا يمنع زيارة القبور الا لحظات الدفن ويمنع وضع اي علامات
او كتابة علي اي قبر وذلك في محاولة لانهاء العلاقة التواصلية مع الميت وتقبل فكرة ان الموت عالم منفصل تماما من الحياة التي نعيشها ...
لاتوجد ادلة حسية او تشخيص محدد لمعني الموت حتي الان ..لذلك تظل كل الاحتمالات قائمة والمحافظة علي هذه الطقوس تسليم بان هذا السؤال
ينبقي ان ينتقل الي الحضارات القادمة كواحد من اكثر الاسئلة غموضا وتحديا للعقل البشري ...
لدي ثقة في ان ثقافاتنا القديمة تستشرف المستقبل وتتختزن مدلولات حياتية بالغة في التحتضر وكلما زاد تعمقنا ودراستنا لها اقتربنا اكثر من حقيقة عقولنا
البشرية وحياتنا الاخرة ....شكرا وواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Mohd Ibrahim)
|
يا عادل كان لقيتك في العيد الجاي جنب بنية جدي في فقيري في المحس ما بعيد
بس ما تنسى تقول ليه حفيدك صاحبنا
بالمناسبة فعلاً جدي عنده بنية وأحمد حمودي عضو المنبر هذا ذكر هذا المعلومة في غحدى البوستات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Mohd Ibrahim)
|
الأخ عادل سلام
زيارة القبور ورش المقابر بالماء والحبوب والبلح وضع بعض الماء وجريد النخل بجانب القبر
يبكون يوم عيدي الفطر والاضحي
ويوجد يوم للاحتفال بالموتى بدون زيارة المقابر بأطعام الناس وترحم علي أرواح الموتي
كما يوجد يوم للاحتفال بالموتى من الأطفال( شافعين ارحمي) حيث يقوم اي أسرة لديها طفل ميت
بعمل الأكل للأطفال يتجمع جميع أطفال الحي وذهبون الي جميع البيوت وينشدون أناشد خاصة بالمناسبة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: ناصر المحسى)
|
استاذنا ناصر المحسيي سلام
Quote: زيارة القبور ورش المقابر بالماء والحبوب والبلح وضع بعض الماء وجريد النخل بجانب القبر
يبكون يوم عيدي الفطر والاضحي
|
تسلم على المعلومة ؛ وفعلا علمت من اصدقائي النوبيين ان هذه الطقوس تمارس في الاعياد وربما هي صدى لممارسات اقدم
حيث لا تجد رش (المقابر بالماء والحبوب والبلح وضع بعض الماء وجريد النخل بجانب القبر) في بقية المناطق الاخرى ولا حتى في ديار الشايقية القريبة
| Quote: ويوجد يوم للاحتفال بالموتى بدون زيارة المقابر بأطعام الناس وترحم علي أرواح الموتي |
هذا يذكرني بجمعة الرحمتات ؛ هل تعرف بالضبط تاريخ هذا اليوم او يمكنك التحقق من ذلك ؟؟
Quote: كما يوجد يوم للاحتفال بالموتى من الأطفال( شافعين ارحمي) حيث يقوم اي أسرة لديها طفل ميت
بعمل الأكل للأطفال يتجمع جميع أطفال الحي وذهبون الي جميع البيوت وينشدون أناشد خاصة بالمناسبة |
هذا احتقال يوضح قيمة وكرامة الطفل في الثقافة النوبية ؛ ويشرك الاطفال في ذلك باعتبارهم رفاق الطفل المرحوم والذي يعتبر شافع لأهله؛ وكما تعلم فإن كلمة شافع للدلالة على الطفل مستمدة من هذا المعنى ؛ ان الطفل اذا مات وهو صغير فهو يشفع من بعد لأهله ..
أيضا يهمني ان اعرف تاريخ هذا اليوم بالضبط لو توفرت لك المعلومة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Mohd Ibrahim)
|
الاخ الكريم محمد ابراهيم تحياتي
Quote: الاخ عبد العاطي ...المنهج الوهابي الاخذ في الانشار في السودان مؤخرا يمنع زيارة القبور الا لحظات الدفن ويمنع وضع اي علامات او كتابة علي اي قبر وذلك في محاولة لانهاء العلاقة التواصلية مع الميت وتقبل فكرة ان الموت عالم منفصل تماما من الحياة التي نعيشها ...
لاتوجد ادلة حسية او تشخيص محدد لمعني الموت حتي الان ..لذلك تظل كل الاحتمالات قائمة والمحافظة علي هذه الطقوس تسليم بان هذا السؤال ينبقي ان ينتقل الي الحضارات القادمة كواحد من اكثر الاسئلة غموضا وتحديا للعقل البشري ...
لدي ثقة في ان ثقافاتنا القديمة تستشرف المستقبل وتتختزن مدلولات حياتية بالغة في التحتضر وكلما زاد تعمقنا ودراستنا لها اقتربنا اكثر من حقيقة عقولنا البشرية وحياتنا الاخرة ....شكرا وواصل |
اتفق معك حول قصور المنهج الوهابي عن ادراك كل تعقيد عمليتي الحياة والموت - وفي الحقيقة لا موت وانما حياة متجددة بشكل اخر - في اطار منهجه النصي الضيق وتعصبه
اتمنى مساهمتك اكثر في البوست
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: أيمن محمود)
|
Quote: يبداء من بعد صلاة الفجر مباشرة وكانت تتسابق النساء فى المعايدة على بعضهن
وبعد ذلك يتوجه الجميع للمقابر لزيارة الاموات وتوزيع الصدقات على ارواح الموتى
وقبل الانصراف يتم رش القبور بالماء ووضع بعض الحبوب وكذلك بعض جريد النخل على القبر |
من موقع البيت النوبي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: ناصر المحسى)
|
شكرا ناصر على توثيق المعلومة
Quote: Quote: يبداء من بعد صلاة الفجر مباشرة وكانت تتسابق النساء فى المعايدة على بعضهن
وبعد ذلك يتوجه الجميع للمقابر لزيارة الاموات وتوزيع الصدقات على ارواح الموتى
وقبل الانصراف يتم رش القبور بالماء ووضع بعض الحبوب وكذلك بعض جريد النخل على القبر
من موقع البيت النوبي |
موقع البيت النوبي يحتوي على الكثير من المعلومات استفدت منها في كتابة المقال القصير اعله؛ فوق ما افادني به الاخ عمار حامد والاخوات منال ابو بكر وعزاز شامي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: أيمن محمود)
|
العزيز ايمن محمود تحياتي
| Quote: ارجوا اضافة لبس الثياب البيض كدلالة الحزن عند الموت خلافاً للثقافات الاخرى التي تتوشح فيها الحزانى بالسواد والاسهاب لو امكن ! |
نعم هذا تميز للانسان النوبي والسوداني وعموما البياض هو علامة النقاء ؛ وتجد استخدام الثوب الابيض في العزاء ودلالة على الحزن في الجزائر ؛ وربما كانت هناك علاقة ما بين النوبة والبربر (الامازيغ ) ثقافية قديمة في الامر .
لو تلاحظ ايضا استخدام اللون الابيض في العمارة النوبية وفي طلاء البيوت وتزيينها؛ زيادة عن اللونين الاصفر والاحمر وهي كلها الوان فرايحية ؛ وقد وقعت على معلومة ان منطقة الكدرو اسمها اصله نوبي ومقتبس من كلمتي كدي ارو وتعني الثوب الابيض
مع ذلك نجد ان النساء كبيرات السن من النوبيات يؤتدين زيا اسودا طويلا ؛ اعتقد انه من بقايا الفترة المسيحية في الممالك النوبية القديمة ..
ارجو ان يساهم بقية اخواننا من النوبيين في تفصيل هذه النقطة وتصويب اي خطأ يمكن ان اكون وقعت فيه ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
الأتبراوي الزين عادل عبد العاطي
سلام كبير
ويبدو ان الامر مرتبط بالتقاليد الدينية القديمة في منطقة النوبة، قبل الاسلامية او ربما قبل المسيحية، فالنوبيون يؤمنون ان الروح "شورتي" لا تذهب للعالم الاخر مباشرة بعد الموت، وانما تظل بجنب القبر لمدة اربعين يوما، ثم تذهب بعدها للعالم الأخر، "وبعد الوفاة يستلم ملاك الموت الروح(شورتى) إما الى شجرة كبيرة تنظر الى الجنة وإما الى بئر ينظر الى الجحيم ". وتعود الروح من عالم الاموات الى عالم الاحياء في الاعياد، وخصوصا في يوم "عيد الموتى".
إندثرت بالطبع هذه العادة كغيرها من العادات بعد دخول الإسلام للمنطقة النوبية
ولكن لا يزال البعض يقوم بزيارة القبور أيام المناسبات ( كعيد الفطر وعيد الأضحى ) والقيام بتسوية تراب القبور والترحم عليهم وأحيانا وضع جريد النخيل ورش القبور بالماء
تحياتي للأسرة الكريمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: ناصر المحسى)
|
يا ناصر سلامات
| Quote: يا عادل الواحد طول من البلد والسن بقي ما بيذكر التواريخ |
يا زول شنو انا حاسبك اصغر مننا تقوم تقول لي السن والزهايمر ؛ لوووول
| Quote: بس الأخ عضو المنبر علي عبدالوهاب عثمان إنسان مرجع في العادات |
يا ريت لو ينضم لينا الاخ الاستاذ علي عبد الوهاب عثمان ويقعد لينا الموضوع دا
ومن هنا تحية خاصة له ودعوة للمساهمة في البوست
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: ابو جهينة)
|
استاذنا وكبيرنا جلال داؤود مسكاقمي
Quote: إندثرت بالطبع هذه العادة كغيرها من العادات بعد دخول الإسلام للمنطقة النوبية
ولكن لا يزال البعض يقوم بزيارة القبور أيام المناسبات ( كعيد الفطر وعيد الأضحى ) والقيام بتسوية تراب القبور والترحم عليهم وأحيانا وضع جريد النخيل ورش القبور بالماء
|
هذا يوضح اهتمام الانسان النوبي بالجذور وارتباطه بالاجداد وتعامله مع سكان القبور ليس كاموات وانما كاحياء عند ربهم يرزقون ؛ كما فيه اهتمام بالبيئة وتواصل الارض والماء وربما في هذا سبق ايدلوجي حركات الخضر
لك الود ويا ريت تثري البوست بالمزيد من التراث النوبي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
| Quote: وتجد استخدام الثوب الابيض في العزاء ودلالة على الحزن في الجزائر ؛ وربما كانت هناك علاقة ما بين النوبة والبربر (الامازيغ ) ثقافية قديمة في الامر |
عند الامازيغ (عشت بينهم طفلاً وتحدثت لغتهم) يستخدم (المقنا)* أو الثوب (الجرد) في الافراح والاحزان - فقط عن الحزن تقلب زخارفه للداخل دلالة الحزن
ـــــــــ
* رداء من الصوف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: أيمن محمود)
|
استاذنا ايمن محمود
Quote: عند الامازيغ (عشت بينهم طفلاً وتحدثت لغتهم) يستخدم (المقنا)* أو الثوب (الجرد) في الافراح والاحزان - فقط عن الحزن تقلب زخارفه للداخل دلالة الحزن
ـــــــــ
* رداء من الصوف |
شكرا على المعلومة ويا ريت تتحفنا بالمزيد عن شعب الامازيع العظيم
الاخ بدر السنوسي عرفني بكثير من عادات اهلنا الامازيغ ؛ وقد كنت من قبل كتبت عن احد الاغاني من التراث الامازيغي وانزلتها بالبورد
خليك قريب ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
استاذ / عادل
بعد التحية
حياة ما بعد الموت شغل اكثر ما شغل الملوك (الفراعين) والاسر الفرعونية الحاكمة ويتدثر هذا الامر بكثير من الغموض
حيث بحث الفراعين عن خلود ما بعد الموت ورمزا للاله الشمس فقد هندسوا الكثير من الاعجاز الهندسي لضرورة ولوج اشعة
الشمس الى داخل المقبرة (الهرم) ...وكانو يقبرون معه كل ما يحب من ملابس وحلي واواني بظن ان يجدها بعد البعث
الاحتفاء بالموتى قد يكون له في الماضي تلاقي مع الهيلويين او مفصل الصيف والشتاء وربما تكون بعد الاسلام تبدلت حيث
التشديد في الاسلام على عدم الاحتفال الا بالعيدين المبدلين عن اعياد الديانات السالفة واجد ربطك هنا ربط ذكي ويمكن ان
يكون مبحثاً جديداً حول ارتباط المنطقة النوبية بالديانات السماوية وما قبلها.
حقاً يا عادل كنت ارى جدتي تمارس طقوساً قديمة فيما يتصل بالموت والموتى فمثلا كانت اصوات الطيور لديها بمثابة رسائل
من الموتى من احبائها حيث كانت وخاصة عند الظهيرة وقت القيلولة تصتنت اليها وتثير اهتمامها بحيث تسكن تماماً وعندما
احدث جلبة حولها او اتحدث تنتهرني وبعدها تحدثني انها تلقت رسالة من جدي عبر صوت (قمرية) وحتى الان وانا في الصحراء العربية
عندما اسمع صوت قمرية بما فيه من شجن وحنين اتذكر جدتى واحياناً احس انها تحادثني او ترسل لي رسالة ما .
امتد هذا الغموض والتوجس من حياة بعد الموت الى (شيخ طه ابايزيد) شيخ قرية تبج جنوب عبرى فبرغم رباطة جأشه وشدته
ومقارعة الخطوب عند العافية فقد كان اذا مرض تحول الى انسان اخر يرتجف ويجمع الناس حوله وتفيض منه الدموع حتى ان احدهم
في مرة غازله منتقداً (جرسته) (إلي شيخ تاها إر دياكال جاقي) - اتخشى الموت - فقال له (ناي ديوسا ويدا كر ايقادينجو )
-من من الموتي عاد ليخبرنا عما بعد الموت- فسار بها ركبان القرية كمقولة ظللنا نرددها كديباجة لكل من يستهجن الجرسة عند المرض
خشية الموت.
حدثني صديق حضر لقاء تلفزيوني مع د. الامين منقا انه ذكر ان اللغة المتداولة الان في المنطقة النوبية قد لا تكون لها علاقة باللغة المروية
مستنداً على قاعدة في الدراسات الانثربولوجية على ان بعض الاسماء بالنوبية مرتبطة (بالماء) خاصة الحيوانات مثل الضفدع والسلحفاة
حيث ان اسمائها وصفية وبالتالي يدل ذلك على بعض التغير الذي طرأ على اللغة الحالية فتبدلت عن المروية او السكان الان الموجودين
بالمنطقة ليسو هم ذات السلالة قلت للصديق ان اللغة الحالية فيما عدا مثل الضفدع والسلحفاة فمعظم المفردات تحمل اسماً واحداً غير مرتبط
بالماء وهي الاغلب بل فاسماء النخيل والجروف والجزيرة والرمال والجبل والغزلان والساحات والمنازل وتفصيلاتها ومعظم ما يتصل بالحياة
في المنطقة تحمل اسماً واحداً .
عليه وعلى 31 اكتوبر دعني اترحم على جدتي وامواتنا ونسأله ان يجعل مآلنا بعد الموت افضل من الموات الذي نحن فيه بجنية اخوان السودان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: طاهر بدر)
|
استاذنا الطاهر بدر مسكاقمي
Quote: حياة ما بعد الموت شغل اكثر ما شغل الملوك (الفراعين) والاسر الفرعونية الحاكمة ويتدثر هذا الامر بكثير من الغموض حيث بحث الفراعين عن خلود ما بعد الموت ورمزا للاله الشمس فقد هندسوا الكثير من الاعجاز الهندسي لضرورة ولوج اشعة الشمس الى داخل المقبرة (الهرم) ...وكانو يقبرون معه كل ما يحب من ملابس وحلي واواني بظن ان يجدها بعد البعث الاحتفاء بالموتى قد يكون له في الماضي تلاقي مع الهيلويين او مفصل الصيف والشتاء وربما تكون بعد الاسلام تبدلت حيث
التشديد في الاسلام على عدم الاحتفال الا بالعيدين المبدلين عن اعياد الديانات السالفة واجد ربطك هنا ربط ذكي ويمكن ان يكون مبحثاً جديداً حول ارتباط المنطقة النوبية بالديانات السماوية وما قبلها. |
لاستاذنا بشاشا مبحث ان اصل الاديان السماوية من السودان وربما من منطقة النوبة ؛ وكذلك من قبله استاذنا الشيخ انتي ديوب؛ بل ان مباحث استاذنا محسن خالد الاخيرة تمشي في نفس الاتجاه؛ رغم الطابع الغيبي الكثيف لها .. وهناك من يقول لك ان سحرة فرعون الذين تنافسوا مع النبي موسى كانوا من المنطقة النوبية وخصوصا من جزيرة ناوا ؛ ومن هنا الاتهامات الباطلة لناوا انها ارض السحرة الخ ... عموما الابحاث الاثرية الاخيرة للبعثة الاثرية البولندية في السودان ومن بينهم صديقي البروفسور النوبي محمود الشيخ الطيب كشفت عن وجود قصور ومعابد تعيد تأريخ العلاقة بين الحضارتين المروية والفرعونية وقد تثبت ان الحضارة المروية هي الاصل ؛ وربما لو سمح الوقت اكتب مقالا عن هذا الاكتشاف العظيم ؛ وهاك مخطط تقريبي للقصر الذي تم اكتشافه في ابريل من هذا العام http://www.naukawpolsce.pap.pl/Data/Thumbs/_plugins/informat...3522276_13522137.jpg
| Quote: حقاً يا عادل كنت ارى جدتي تمارس طقوساً قديمة فيما يتصل بالموت والموتى فمثلا كانت اصوات الطيور لديها بمثابة رسائل من الموتى من احبائها حيث كانت وخاصة عند الظهيرة وقت القيلولة تصتنت اليها وتثير اهتمامها بحيث تسكن تماماً وعندما احدث جلبة حولها او اتحدث تنتهرني وبعدها تحدثني انها تلقت رسالة من جدي عبر صوت (قمرية) وحتى الان وانا في الصحراء العربية عندما اسمع صوت قمرية بما فيه من شجن وحنين اتذكر جدتى واحياناً احس انها تحادثني او ترسل لي رسالة ما . |
اعتقد ان كل الشمال النوبي والمستعرب له علاقة ما مع طائر القمرية ؛ ولما كنا اطفالا كانوا يقولوا لنا ان نواح القمرية هي على طفلين لهما هما حسن وحسين اخذهما انسان ؛ تتمني ان يموت يوم الاتنين ( الشال حسن وحسين ؛ كو كو كو ؛ يموت يوم الاتنين ؛ كو كو كو ؛ ما يحضر الزين ، كو كو كو ) .. وهناك طقوس اخرى مرتبطة بظهور الهلال في مطلع الشهر كانت امي الحبيبة نورة تمارسها حيث كانت تستقبله وتقذف تجاهه بحبات من الذرة او القمح وهي تقول دعاء طويل لا اذكر منه الا ( يا شهر التخا والرخاء ترّهي) ؛ ولا ادري ما معني كلمة تُرّهي وربما تكون كلمة نوبية ؛ فوق زيارة النيل مع المولود الجديد او العرسان الجدد وكذلك بعد ئبح الاضحية او عند استقبال الحجاج وضع علامة بالدم بعد تضميخ اليد بدم الئبيحة على الباب او عمود الباب وذلك بعد دهنه باللون الابيض وكذلك وضع علامة الصليب مرات على الابواب او البيوت الخ ؛ ولاحظ ان هذه ممارسات امراة ذات ثقافة شايقية اي نوبية مستعربة ؛ فما بالك بمناطق النوبة التي لم تستعرب .
| Quote: امتد هذا الغموض والتوجس من حياة بعد الموت الى (شيخ طه ابايزيد) شيخ قرية تبج جنوب عبرى فبرغم رباطة جأشه وشدته ومقارعة الخطوب عند العافية فقد كان اذا مرض تحول الى انسان اخر يرتجف ويجمع الناس حوله وتفيض منه الدموع حتى ان احدهم في مرة غازله منتقداً (جرسته) (إلي شيخ تاها إر دياكال جاقي) - اتخشى الموت - فقال له (ناي ديوسا ويدا كر ايقادينجو ) -من من الموتي عاد ليخبرنا عما بعد الموت- فسار بها ركبان القرية كمقولة ظللنا نرددها كديباجة لكل من يستهجن الجرسة عند المرض خشية الموت. |
هههه ؛ شيخكم ظريف ويعبر عن الخوف الفطري من الموت والرغبة في الخلود البشري ؛ وهيهات .. عموما نحتاج الى دراسة الاسلام الشعبي الصوفي المرتبط بحيوات الناس والبعيد عن الاسلام المدرسي القهري الذي اتي به لبلادنا فقهاء السلطة منذ زمن الاتراك ثم سار على نهجه المتطرفون من الاخوان المسلمين والوهابية ..
| Quote: حدثني صديق حضر لقاء تلفزيوني مع د. الامين منقا انه ذكر ان اللغة المتداولة الان في المنطقة النوبية قد لا تكون لها علاقة باللغة المرويةمستنداً على قاعدة في الدراسات الانثربولوجية على ان بعض الاسماء بالنوبية مرتبطة (بالماء) خاصة الحيوانات مثل الضفدع والسلحفاة حيث ان اسمائها وصفية وبالتالي يدل ذلك على بعض التغير الذي طرأ على اللغة الحالية فتبدلت عن المروية او السكان الان الموجودين بالمنطقة ليسو هم ذات السلالة قلت للصديق ان اللغة الحالية فيما عدا مثل الضفدع والسلحفاة فمعظم المفردات تحمل اسماً واحداً غير مرتبط بالماء وهي الاغلب بل فاسماء النخيل والجروف والجزيرة والرمال والجبل والغزلان والساحات والمنازل وتفصيلاتها ومعظم ما يتصل بالحياة في المنطقة تحمل اسماً واحداً . |
انا ايضا ارى نفس الرأي وأظن ان اللغة المروية قد اندثرت وعلاقتها باللغة النوبية الحالية قد تكون علاقة اصل بعيد جدا ؛ ومبلغ علمي ان اللغة النوبية الان مرتبطة بلغة الميدوب في شمال دارفور وبعض اللغات النوباوية في جبال النوبة وكذلك مع الامازيغية في جنوب الجزائر وليبيا والمغرب .
| Quote: عليه وعلى 31 اكتوبر دعني اترحم على جدتي وامواتنا ونسأله ان يجعل مآلنا بعد الموت افضل من الموات الذي نحن فيه بجنية اخوان السودان |
الرحمة لجدتك وكل فقدائنا ونتمنى ان يكون المقبل من حياتنا افضل وموتنا اسهل بعد حياة ناجحة وعامرة بالانجاز ..
لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
الاخ الكريم محمد مختار
Quote: الى وقت قريب شاهدت تلك الطقوس الداعية للإتفال بالموتى حيث تقوم كل قرية بذبح الذبائح في ذاك اليوم وعمل وجبة غداء يتم توزيعها للأطفال والشياب،، وكانت هناك مقولة تقول أن أي طفل لابد له أن يأكل جيداً لحد الشبع، والا فإنه سيظل في حالة من الجوع طوال العام.. ولا أدرى مرد ذلك الى ماذا..
|
شكرا لايراد المعلومة وتثبيت هذا الطقس من قبل شاهد عيان .. في الحقيقة لا ادرى ما مرد المقولة لأكل الطفل حتى الشبع والا فإنه سيجوع طوال العام ؛ وكمعظم الافكار الميثولوجية يمكن ردها لاسباب منطقية وهي ان بعض الاطفال بطبعهم غير اكالين وربما كانت هذه وسيلة لاجبارهم على الاكل وقد كنت اقول لبنتي اماليا وهي صغيرة وكانت غير اكولة ان تاكل والا فانها ستكون قزمة طول حياتها وقد كانت تأكل تحت تأثير هذا التهديد وقد لامتني من بعد على اني تحايلت عليها وقد اعتذرت لها وربما كانت هذه هي الاسطورة الوحيدة التي قلتها لها في حياتي باعتبارها حقيقة ؛ اما غيرها فقد كنت دائما بعد حكي لها اوضح لها رايي انها حجوة او اسطورة ..
الاخ العزيز محمد حسن عبد الله
| Quote: لرجاء الغوص أكثر في العلاقة بين الأمازيغ والنوبيين..هناك كلمات كثيرة مشتركة بين النوبية والامازيغ . |
هذا الموضوع شيق وقد لفتني له استاذنا السنوسي بدر وهو له علاقة قرابة مع الامازيغ كما لفت نظري لعلاقة شمال دارفور بالشمالية ؛ وربما ارجع له تحقيقا في ايام اخر لمن نفضى شوية من هموم السياسي وضغط العابر اليومي .
لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
Quote:
هذا يذكرني بجمعة الرحمتات ؛ هل تعرف بالضبط تاريخ هذا اليوم او يمكنك التحقق من ذلك ؟؟
Quote: كما يوجد يوم للاحتفال بالموتى من الأطفال( شافعين ارحمي) حيث يقوم اي أسرة لديها طفل ميت
بعمل الأكل للأطفال يتجمع جميع أطفال الحي وذهبون الي جميع البيوت وينشدون أناشد خاصة بالمناسبة
هذا احتقال يوضح قيمة وكرامة الطفل في الثقافة النوبية ؛ ويشرك الاطفال في ذلك باعتبارهم رفاق الطفل المرحوم والذي يعتبر شافع لأهله؛ وكما تعلم فإن كلمة شافع للدلالة على الطفل مستمدة من هذا المعنى ؛ ان الطفل اذا مات وهو صغير فهو يشفع من بعد لأهله ..
أيضا يهمني ان اعرف تاريخ هذا اليوم بالضبط لو توفرت لك المعلومة
|
الاخ عادل عبدالعاطى
تحياتى وكل وسنة وانت طيب
مناسبة ( عشاء الميتين ) و( الرحمتات ) بتكون ليلة 27 رمضان
الرحمتات ( للاطفال ) فى نهار ليلة 27 رمضان باعتبار الاطفال ما صائمين وبالضبط مع دخول وقت الظهيرة وعشاء ( الكبار ) فى الافطار يعنى فى اليوم داك كل القراريص فى الفطور بالدمعة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: طاهر بدر)
|
الاخ عادل وضيوفه
مسكاقجلو
اليوم القاصدوا عبد الناصر بيصادف 27 رمضان من كل عام.
اور قوجقوجين اوق.... او يوم قطع الرؤوس ده كان بيصادف يوم عاشورا تقريبا.
في اليوم ده اطفال الحي ومعانا شيخ او الامام البيصلي بالناس في المسجد من الصباح كنا بنجهز جرائد النخيل
بعد تنظيفه و كنا بنلف في بيوت الحلة و مع الازكار و الكلام الكنا بنرددوا مع الشيخ بصوت مرتفع في كل البيوت
بكونوا مجهزين مسر اس او كتي نسي ... تقريبا بسموا المسر اس او الكتي نسي عتوت بالعربي السوداني.
علي العموم او ما نصل باب اي بيت اي واحد من ناس البيت بلحقنا بالعتوت و الامام بيمسكوا ويقطع الراس
و يقدليهو الاضان و بيعلقوا في الجريد و هكذا كنا بنلف في كل البيوت و نشيل الراس و نخلي ليهم باقي جسم العتوت
وكل اثنين من الاطفال بكونوا ماسكين جرايد النخيل من الاطراف و في النهاية بكون 7 لي عشرة روؤس عتوت معلقة
في جرايد النخيل وبعد ما نمر علي كل البيوت بنمشي للمسيد و بنلم سكاكين وحلة كبيرة وكل اثنين من الاطفال الاكبر سنا
بينضفوا ويسلخوا الجلود من الروؤس و نجيب حلة كبيرة وباشراف الشيخ بنعمل شوربة كاربة ونضرب الروؤس دي بمزاج
وبعد ما الشيخ ينتهي من كلامو في نهاية الجلسة كل واحد بيمشي بيتوا عشان يتعشي بباقي اللحم و اليوم ده كانوا بخوفونا اذا ما
اكلنا اللحم وشبعنا بطونا حتتملي بالتبن و نحن نايمين ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Medhat Osman)
|
ود نورا
عريسنا زينا وحالف مايدلينا
Quote: . او يوم قطع الرؤوس ده كان بيصادف يوم عاشورا تقريبا.
في اليوم ده اطفال الحي ومعانا شيخ او الامام البيصلي بالناس في المسجد من الصباح كنا بنجهز جرائد النخيل
بعد تنظيفه و كنا بنلف في بيوت الحلة و مع الازكار و الكلام الكنا بنرددوا مع الشيخ بصوت مرتفع في كل البيوت
بكونوا مجهزين مسر اس او كتي نسي ... تقريبا بسموا المسر اس او الكتي نسي عتوت بالعربي السوداني. |
ود نورا ..... كدي دليني هنا
ماذكره الاخ ناصر يطابق سرد الاخ متوكل عن طقس كربلاء (الشمالي السوداني ) وبداهة فان العادات والطقوس لا تاتي عفو الخاطر
لان النوبة اسبق (زمنياً) لكربلاء وحقبة النبوة ، فهل كان لنا كربلائيات خاصة (ذاتية او عامة ) ام استلف اهل الجزيزة احزاننا وسموها كربلاء ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: MAHJOOP ALI)
|
ما كنت قايلاك يا عادل بتهتم بنوعية المواضيع الغيبية دي :)
غايتو فتحت ليك موضوع كبيييير ، وهنالك كثير من الأمور التي تشابكت فى بوستك هذا ..
كل واحد منها يصلح كرؤوس مواضيع فى حد ذاته .
سأعود ببعض الملاحظات والمقارنات ، خاصة أنك باحث عن الحقيقة أو جذور الأسطورة والميثولوجيا
وأهم حاجة إنك ما حا تقمعنا ذى صاحبنا محسن هههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: AMNA MUKHTAR)
|
امونة سلامات وتحية
Quote: ما كنت قايلاك يا عادل بتهتم بنوعية المواضيع الغيبية دي :)
غايتو فتحت ليك موضوع كبيييير ، وهنالك كثير من الأمور التي تشابكت فى بوستك هذا ..
كل واحد منها يصلح كرؤوس مواضيع فى حد ذاته .
سأعود ببعض الملاحظات والمقارنات ، خاصة أنك باحث عن الحقيقة أو جذور الأسطورة والميثولوجيا
وأهم حاجة إنك ما حا تقمعنا ذى صاحبنا محسن هههه |
لا والله الميثولوجيا جزء من اهتمامي وان اختلفت المنطلقات ؛ فأنا اريد انسنة المقدس ورده الى جذوره الاولى ؛ في الارض هنا ؛
بينما يريد لنا البعض ان نحل قضايا الارض في السماء ..
اتمنى مساهمتك الفاعلة ؛ فأنت لك ما تضيفيه ؛ وصدقيني الحوار مع محسن كان من الممكن ان يكون مفيدا ؛ لو تمت ادارته بطريقة افضل
واللوم هنا يقع عليكما معا ...
ارقدي عافية ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: MAHJOOP ALI)
|
عادلنا ... شكرا على الطلة الإسفيرية,
فكلما تكتب ... لا بد وأن نقرأ, فأنت
مختلف ...
إستقبلت لتوي جمهرة من الصبية والكبار,
دقوا على بابنا, فصرفنا لهم من الحلوة
والإسناكس ما تيسر. فهذا يوم الهالوين
عندنا, يوم يتحسبه الكبار بمقدار عظيم,
خاصة عندما يكونوا موفوري الحال, فتراهم
يزينون مقدمات بيوتهم بالإضاءآت الجاهرة
والملونة وذات الترسيم الفني البالغ.
فيما هو يوم ينتظره الصغار بفارق الصبر,
لأنه اليوم الذي يتزيأون فيه تنكرا ويضعون
على جسومهم هندامات غير مألوفة, بل هي أقرب
إلى الإخافة من عداها. بل يرسمون على وجوههم
أشكالا إستعارية لحيوانات وخرافيات غابرة,
أي في هذا اليوم يتنكرون ويسيرون أفواج
ال{زومبي} وهي حركة تحاول أن تبعث الميت
إفتراضا, بتصويره ناهضا لتوه من قبر, وعليه
هدوم رثة وبقع دم تسيل من الوجه ومن أجزاء
أخرى من الجسم. فهو بإختصار يوم التنكر العظيم,
حيث تجد أمام البيوت مجسمات مخيفة, كأن ترى
قدما مقطوعة تثير الفزع, وكأن ترى شبحا أسودا
في شكل هيكل عظمي متحرك على درجة أو أخرى, وكأن
ترى تصويرا مجسما ليدين داميتين على مؤخرة دراجة
بخارية أو عربة أو حافلة أو شاحنة. وقس على ذلك
كل التخيلات الممكنة المرعبة. بل رأيت الأمس وأنا
راجع لمنزلي تجسيما لرجل يحاول النفاذ من شباك
بيت, نصفه الأعلى إلى داخل البيت ونصفه الأدني
خارجه, مع مؤثرات ضوئية تجعل الحدث وكأنه حقيقي,
فيما هو في الواقع غير ذلك.
فالهالوين في ثقافة نورث أمريكا, هو تعبير تنكري
في مواجهة قوى الطبيعة العظمي, أي هو تحدي إجتماعي
لفكرة الموت العضوي, بإبتعاث شكلاني تنكري للموتى.
مع ذلك ... فقد أخذ الهالوين مسارا {فرائحيا} ينتظره
الصغار والكبار, لأنهم طوروا الفكرة لتكون أكثر إتساقا
مع تيار الحياة والفرح. فصار الهالوين يوما للعطاء,
ويوما لنقر الأبواب بسماحة إجتماعية فائضة, ويوما لإفراح
الأطفال ومن يستصحبهم من الكبار. ويوما لتقديم الحلوى
والعطايا بأريحية غير متكررة.
أما الجانب الإقتصادي في يوم الهالوين, فهو يوم تسبقه
عشرات الأيام تحضيرا لمبهجاته ومتنكراته من الأزياء,
حيث تكرس ال {بق بكس} أي المحلات التجارية الكبيرة
أقساما واسعة من معروضاتها, خصيصة لهذا اليوم, شئ
ملابس تنكرية, شئ وجوه خفية, شئ علب مكياج, شئ أكل
وشئ شراب ... وزفه بيزنيس شديد ولضيض, مقرونا بدعاية
يومية رائجة وعلى مختلف أوجه الإعلام.
أما صلة هذا التداعي الأمريكي الشمالي, بإصول ترجع إلى
حضارات قديمة, مثل النوبه والأمازيق وشرق أوربا وغيرهم,
فهذا ما يستدعي خاطري للجلوس على عتبة هذا البوست, لأعلم
ما لا أعلم.
... مع ودي الذي تعلم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Medhat Osman)
|
التحية للاخ عادل على هذا البحث حيوي
الجدل ما بين عاشوراء الشعية وعاشوراء سيدنا موسى وفي كلا الحالتين للنوبة تاثير
وقد اوردت هذا الموضوع من قبل واعيده للفائدة
العاشوراء .. ( هيوبا ) بين العادة والعبادة
التاسع والعاشر من شهر محرم ( التاسوعاء والعاشوراء ) ايام صوم وتقرب الى الله وهو اليوم الذي نجا فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام من سطوة فرعون .. ولكن نحن هنا بصدد قراءة تراثية خاصة لطريقة احتفالنا بالعاشوراء في ذلك الزمن البعيد وبتلك الصورة التي كانت تنم عن نوع من الحزن المصحوب بالعنف وإشعال ألسنة النيران .. وقد ثبت لدى الباحثين قطعياً أن مسرح احداث سيدنا موسى وفرعون كان ارض النوبة وهذا الاستنتاج سوف يكون دافعاً لنا في إستحضار تلك الطريقة التي كنا نحتفل بها في ليالي العاشوراء .. في نهار يوم عاشوراء كان خالي احمد يأتي بعجل سمين يذبحه تحت تلك الشجرة التي مازالت منتصبة بشموخ وسط القرية ويتم تقسيم اللحم بالاكوام بعدد منازل القرية وبقيمة معروفة للجميع والنتيجة كانت عشاء عاشوراء وميزة هذه الليلة كانت في الاستمتاع بالطبائخ الحمراء التي كانت تخرجنا مؤقتاً من دائرة الوجبات الروتينية المملة من الويكة والخضرة واللبن ومشتقاته فإذا كان موضوع العشاء يرمز الى الاحتفالية والخير كان الأغرب هي تلك النيران التي كنا نوقدها مع مغيب الشمس ونجهز لها حبال الـ ( ألس Alas ) وهي حبال سمكية كانت تستخدم في الساقية .. ومكوناتها من نبات الحلفا ولم يكن اختيار هذا النوع من الحبال عشوائياً لأن الألس عند اشعاله كانت تتطاير منه شرارات ولهب كما الالعاب النارية في الوقت الحالي .. وبهذه الحبال المشتعلة كان يتم تبادل الضرب بين الاطفال والشباب وحتى امهاتنا واخواتنا كن يطلبن منا أن نضربهن بهذه الشعلة وفي اعتقادهن انها من السنن والموروث الاسلامي .. أما العبارات التي كنا نرددها فهي ( هيوبا .. يوب .. يوب .. فاطنة عشوراء برو ) وهنا تكمن العلاقة او الرابط ما بين ممارسة الشيعة اليوم و ( الهيوب ) آنذاك وفاطمة هي قطعاً الزهراء رضي الله عنها .. وإذا أصلنا لهذه العلاقة فعلينا إستحضار حكم الفاطميين لمصر وهم كانوا من الشيعة الاثنا عشريين والعاشوراء عندهم متربط بقتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء والدليل هذا التأثير أن لدينا الكثير من الامهات والاخوات اسمائهن ( عشورة ) وخاصة أن المملكة الاسلامية في دنقلا العجوز كانت في أوجها أيام كنز دولة ( عبدالله برشمبو ) وربما كان الفاطميون يمارسونها ليلة كربلاء بدلاً عن ممارسة مايسمى باللطم حالياً وهي فلسفة ايذاء الجسد .. ثم كان التوجه الى النيل لأنه المرجعية النوبية لكل الافراح والاتراح عبر تاريخهم .. وهناك كان يتجمع الشباب ذكوراً واناث وتبلغ لحظة الاحتفالية ذروتها دون رادع او زاجر من قبيل اشعال النيران في نباتات الحلفا التي تكثر على القيزان الرملية شرق النيل .. يستمر هذا السجال بالضرب المتبادل بين الشباب ومرات اخرى ضرباً برفق للفتيات والامهات وبعدها يأتي ساعة استعراض العضلات أمام الفتيات والامهات عندما يحين وقت السباحة وهو اليوم الوحيد الذي يمكن ان يظهر فيها الشاب بعض مهاراته عندما يقفز من أعلى منطقة الى مياه النيل مباشرة وسط صرخات الامهات ويتفنن الشباب في ( عوم الظهر والصدر والغوص ) .. فهذا النيل دائماً ما يكون ملجأ للنوبيين في كل الظروف فعند الولادة تقوم امرأة بجلب مياه النيل في اناء وتغسل مقتنيات المرأة حديثة الولادة او ما يسمى ( بالجيرتق ) ويوضع اناء مليء بماء النيل مع سكين او فأس تحت سريرها لمدة اربعون يوماً وفي نهايتها تذهب المرأة بمولودها الى النيل وتبدأ الطقوس فإذا كانت انثي يرمى بحجر ثقيل في النيل تيمناً بأن تصبح الفتاة (ثقيلة) مثل ذلك الحجر ليس وزناً ولكن سلوكاً وقيماً أما اذا كان المولود ذكراً فيؤخذ العيش والتمر واللبن ويرمى في النيل وهذا مدلوله ان يكون قادراً على جلب الرزق والعيش فالعريس يوم زفافه كان يتجه الى النيل والولد عند الختان كذلك .. واليوم عندما تطأ أقدامنا ارض القرية بعد السلام على أهل واداء الواجب يتجه الانسان صوب النيل دون أي تردد وكأنه جزء من أهله واقاربه بل ويسبق ذلك بعض زيارات الاقربين .. وصدق وردي رحمه الله ( النيل إكا مومونا قسر كورجا باي مونا ) ومدلوله بالعربية ( نزع النيل من وجداننا .. كنزع العظام من اجسادنا ) فهذة الحضارة النوبية خليط بين كل الاديان اليهودية والمسيحية والاسلام .. فهي حقاً مترعة بمكارم الاخلاق ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
سلامات يا عادل
وعمرك اطول من عمري يا محجوب علي
Quote:
اور قوجقوجين اوق.... او يوم قطع الرؤوس ده كان بيصادف يوم عاشورا تقريبا.
في اليوم ده اطفال الحي ومعانا شيخ او الامام البيصلي بالناس في المسجد من الصباح كنا بنجهز جرائد النخيل
بعد تنظيفه و كنا بنلف في بيوت الحلة و مع الازكار و الكلام الكنا بنرددوا مع الشيخ بصوت مرتفع في كل البيوت
بكونوا مجهزين مسر اس او كتي نسي ... تقريبا بسموا المسر اس او الكتي نسي عتوت بالعربي السوداني.
علي العموم او ما نصل باب اي بيت اي واحد من ناس البيت بلحقنا بالعتوت و الامام بيمسكوا ويقطع الراس
و يقدليهو الاضان و بيعلقوا في الجريد و هكذا كنا بنلف في كل البيوت و نشيل الراس و نخلي ليهم باقي جسم العتوت
وكل اثنين من الاطفال بكونوا ماسكين جرايد النخيل من الاطراف و في النهاية بكون 7 لي عشرة روؤس عتوت معلقة
في جرايد النخيل وبعد ما نمر علي كل البيوت بنمشي للمسيد و بنلم سكاكين وحلة كبيرة وكل اثنين من الاطفال الاكبر سنا
بينضفوا ويسلخوا الجلود من الروؤس و نجيب حلة كبيرة وباشراف الشيخ بنعمل شوربة كاربة ونضرب الروؤس دي بمزاج
وبعد ما الشيخ ينتهي من كلامو في نهاية الجلسة كل واحد بيمشي بيتوا عشان يتعشي بباقي اللحم و اليوم ده كانوا بخوفونا اذا ما اكلنا اللحم وشبعنا بطونا حتتملي بالتبن و نحن نايمين ....
|
قد ما يعجبك كلامي الجاي يا عادل .. لكن غيبيات محسن الغارق فيها دي نصها حق (عشان نتحرى الموضوعية بس)
محسن خالد اول من لفت نظري لشيعية التراث الشعبي السوداني، ولعل الاستاذ علي عبدالوهاب اعلاه اشر المسألة دي بصعود الدولة الفاطمية في مصر والقاءه بظلاله على شمال السودان ..
تعرف ما ذكرته انت ذاتك عن نواح القمري و(الحسن والحسين) بتشر لنفس الحسن والحسين .. وربما -زي ما بقول محسن الجديد- انو الشغلة دي دورات متكررة ..
ربما فيها حسين وحسين اقدم .. هوو نوز!
--------
اغرب حاجة محيراني في (عاشوراء) دي لخبطت الختمية ..
من وين بدعوا الوصل بالعترة الفاطمية .. ومن وين بحتفلوا بعاشوراء!؟
دا طقس دقسوهم بيهو الامويين ساي!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
Quote: *قد ما يعجبك كلامي الجاي يا عادل .. لكن غيبيات محسن الغارق فيها دي نصها حق (عشان نتحرى الموضوعية بس)
محسن خالد اول من لفت نظري لشيعية التراث الشعبي السوداني، ولعل الاستاذ علي عبدالوهاب اعلاه اشر المسألة دي بصعود الدولة الفاطمية في مصر والقاءه بظلاله على شمال السودان ..
تعرف ما ذكرته انت ذاتك عن نواح القمري و(الحسن والحسين) بتشر لنفس الحسن والحسين .. وربما -زي ما بقول محسن الجديد- انو الشغلة دي دورات متكررة ..
ربما فيها حسين وحسين اقدم .. هوو نوز! |
استاذي فتح الرحمن ..
أتذكر في الشمال في منطقة دنقلا وداخل جزر كانت شبه معزولة في ذلك الزمان اي قبل ما يزيد عن نصف قرن ..
كانت هناك طفوس ومعظم هذه الطقوس إما مرتبطة بإسم العذراء مريم .. التأثير المسيحي فيما هو موروث نوبي .. وما ارتبط بالاسلام كان يذكر فيه فاطمة الزهراء وابناءها الحسن والحسين
ومن هذه الطفوس مثلاً زيارات النيل في المناسبات المختلفة ( ولادة ، وطهورة ، وزواج ، وعاشوراء ) كان النساء يرددن عبارات سوف أحاول أن أجد لها مدخل بالعربية
مثلا : بدنقلاوية
مريم قو .. مريومقو ( مريم .. ومريومة .. أكيد يقصدون العذراء)
أسي نتوو أنقليسي ( اسي نتو يعني الماء او عمق النهر ) ولكن ما استوقفني كثيراً هو ( أنقليس ) فهناك معنيين بالانجليزية لهذه الكلمة التي ربما كانت مرتبطة
بالمفردات الكنسية القديمة واستخدمت من قبل كل هؤلاء الشعوب . كنت قد بحثت عنه زمان في قاموس اكسفورد والمعني هو ( ضرب من السمك الملون )
وقبل يومين كنت اشاهد برنامج عالم البحار في البي بي سي ( تم تعريف سمك يعيش في عمق الآف الامتار بسمك انقليس )
الى جانب مسمى الملائكة ( أنجلس ) هنا تذكرت الحبوبات والوالدة ( هذا الارث الانساني ) سبحان الله .. ايضاً تلك الدودة التي لها عدة أرجل ربما بالعربية (ام اربعة واربعين)
ولكن هذه الاخرى كانت مختلفة من حيث الحجم ولكن الملفت فيها انها كانت ذات ألوان زاهية جداً .. وكانت تظهر وسط ( القساسيب ) او صوامع الغلال .. وكان يسود نوع من
التفاؤل وسط الامهات عند ظهور هذا الزاحف الجميل وكان يطلق عليه نفس ( أنقليس ) والصفة المشتركة هو جمال اللون .. وهذا ما يرحج أن أنقليس كان يطلق على الملائكة
لأن الصورة في مخيلة اهلنا للملائكة هي الجمال والالوان والخير .. ( واليوم النوبة يرددون كلمة ملائكة الاسم الاسلامي وربما مسمى أنقليس اختفت مع المسيحية )
والحالة الاخرى المرتبطة بالاسلام عندما كانت تأتي مجموعات من الطيور المهاجرة وتعبر في سماء القرية ولكنها اختفت حالياً .. ( هل هي الرهو )
وكنا بالدنقلاوية نطلق عليها ( فاتنا البني برو دمودانحي ) ومقابلها بالعربية (دجاج فاطمة بنت النبي )
كنا نحرض من قبل الامهات بأن نخاطب تلك الطيور ونحملها رسالة الى الزهراء وابنائها وحتى لوزامها المنزلية وكانت العبارات كالتالي :
فتنا النبي برو سلميوي .. ( بلغوا السلام الى فاطمة بنت النبي )
تن بتاني سلميوي ... ( سلموا على أولادها )
حسنقو .. حسينقو سلميوي ( سملوا على الحسن والحسين )
تن إشري سلميوي .. آسف اخوتي لقد ضاع مني مسمى ( إشري ) بالعربية وهو ذلك الماعون الفخاري الذي يتم تركيب العجين فيه .. والعجين طبعاً رمز الخير الوفرة
وكنا نركض تحت هذا السرب إلى ان يختفي ..
معليش استاذي عادل ( طولت شوية ) ويمكن أخرج من الموضوع :
ولكن هي الذكريات وتلك الايام الجميلة والليبرالية الحقيقية .. بل دعني اسميها ( التربالية ) من كلمة ( تربال ) وهذا السلوك
التربالي كان فيه إعمال للعقل في كل السلوك وله مبررات حتى في عمل ( الشراب ) وحرية النساء .. فالتربالية كانت سلوك وقيمة مأصلة في مجتماعتنا .. وليست
مستورده .. ( يعني ما في مشكلة تحش القش مع فتاة داخل مزرعة الذرة في الساقية .. ما في مشكلة تشرب كوب نبيذ عشان تطرد البرد .. ما في مشكلة تشرب دكاي في ليالي الصيف )
ما في المشكلة المرأة تكوم ( التوب في راسها ) وبالفستان فقط وتكون شالية وقود او قش اوقفة تمر ..
ايه رايكم في النظرية التربالية ..
تحياتي وآسف للاخطاء الاملائية .. بكتب من المكتب ( آه من الكفيل )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
للجميع اعتذاري عن التاخر في الرد
استاذنا علي عبد الوهاب اعجبتني هذه الليبرالية التربالية او التربيالية اللليبرالية
ولاحظ المقاربة ما بين لفظي تربال وليبرال
كنت قد كتبت عن الملامح الليبرالية في ثقافة اهلنا البدو ؛ وكان الاخ بريمة كتب عن ليبرالية اهلنا البقارة في الزي
وحان الوقت لنكتب عن هذه الليبرالية الشعبية العفوية الموجودة والكامنة في تراثنا الريفي والاهلي الحقيقي
ولي عودة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
استاذي عادل .. لك التحية وشكراً على هذه المساحة التي اتحتها لي ..
وسوف أنظر بلغة عادية وبسيطة بعيداً عن التعقيدات ..
كيف لنا نقحم هذا المصطلح .. التربالية بدلاً من الليبرالة .. لأن هناك بعض الحلول الاجتماعية والاقتصادية تكمن في مضمونها ..
ولأنها ليست مستورده من اي جهة فهي موروث عبر مجتمعنا الزراعي في الغالب .. وكل الاجداد والاباء والحبوبات والامهات مارسوا هذا السلوك بالفطرة ..
مثال :
كان هنا اختلاط بين الذكور الاناث في جميع نشاطات الزراعة وغير الزراعة ..
لم يكن أحد ينظر الى جسد المرأة بنوع من الشهوة أو الرغبة رغم بروز مفاتنها لأنها لا تفعل ذلك للاثارة بل من متطلبات العمل في الساقية ..
وعندما كان أهلنا ينظرون الى المرأة بقيمة الانتاج والعمل كانت تنتفي تلك الصفات الحسية تماماً وتسرى فكرة الانتاج والريع الزراعي وتربية الاطفال
فكانت المرأة تشمر عن ساعدها وترفع فستانها الى ما فوق الركبة وهي تساعد زوجها ( التربال ) لأن هناك كان نوع من العمل مناط بالمرأة
مثال ( حش القش ، وزراعة البصل ، وجمع المحاصيل عموماً وحلب الاغنام .... الخ ) ورغم ارتفاع معدلات الغيرة لدى المزارعين وعزة نفسهم
ولكن كانت هناك نظرة للمراة مختلفة عن نظرة اليوم ..
وهناك ممارسات كانت تتم في السواقي او حتى داخل القرى بكل عفوية ودون أي تعقدات ..
مثل استبضاع البهائم فيجيء التربال بالحمار ذو الاصل الطيب من سواقي اخرى ويتم التزاوج في وقت القيلولة ( وتتم العملية دون أي تعقيدات )
حتى المرأة اذا مرت بهذه الحادثة تكون عادية جداً بالنسبة لها .. لأنها لا تفكر من منظور جنسي بل في عقلها الداخلي هناك شيء اسمه الخير والنماء
وتلك العملية سوف تنتج عنها نسل اضافي من الحمير يمكن ان يباع او يساعد في تسهيل الحياة المعيشية للعائلة واصحاب الساقية عموماً ..
والمرأة ايضاً كان لها دور خاصة ( العزباء أو الأرملة ) فكانت تسعى صغار البهائم مثل النعاج والماعز ولا ضير ان تذهب الى اي حظيرة
وتستلف تيساً لفترة محددة وتطلقه داخل زربيتها ثم ترجعه الى اصحابه ..
عندما كانت الحياة بهذه السهولة والطبيعة وبدون تعقيد او تنظير كان الانتاج اوفر واغزر .. والاضحية التي صارت أمنية وحلم وبلغت الملايين
كانت كل عزباء وأرملة تضحي بخروف كامل المواصفات بل وتبيع من سعيها ..
التربالية كانت قيمة انتاجية واقتصادية .. تسمح بإندياح المجتمع نحو العمل حسب حاجة الناس بدون فرز الذكر والانثى او عنصرية او تهميش
وعندما انحسرت التربالية في مجتمعاتنا الريفية وخاصة في الشمال اصبحت المرأة انسانة غير منتجة ..
هل يمكن ان نرجع للتربالية مرة اخرى ..
أشكرك كثير استاذي عادل .. حاولت ان اعطيك صورة من المجتمع النوبي في الشمال ( زمان .. وحليل زمان )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
استاذي علي عبد الوهاب عثمان
Quote: كيف لنا نقحم هذا المصطلح .. التربالية بدلاً من الليبرالة .. لأن هناك بعض الحلول الاجتماعية والاقتصادية تكمن في مضمونها ..
ولأنها ليست مستورده من اي جهة فهي موروث عبر مجتمعنا الزراعي في الغالب .. وكل الاجداد والاباء والحبوبات والامهات مارسوا هذا السلوك بالفطرة ..
|
نعم يمكن ان نسميها التربالية ؛ ويمكن ان نقترح على الليبراليين تغيير اسم حزبنا الى الحزب التربالي الديمقراطي ؛ هههه .. ولكن في الحقيقة هذه هي الليبرالية التي نتحدث عنها ؛ والتي زعمت انها بضاعتنا ردت الينا ؛ وليست بأي حال من الاحوال شيئا مستوردا من الخارج .. ولقد كتبت اكثر من مرة عن ان التقاليد الافريقية هي تقاليد ليبرالية (par excellence) ؛ وان الليبرالية الغربية تابعة لها بل وقاصرة عنها ؛ فليبراليتنا انسانية في المقام الاول ؛ واجتماعية في المقام الثاني ؛ بينما تلاحظ ان الليبرالية الغربية جافة بعض الشيء وفردية كثيرا ؛ وظني ان انبعاث شمس الليبرالية الحقيقي سيبزغ من افريقيا ؛ ولسبب ما انضم حزبنا الى الشبكة الليبرالية الافريقية ولم ينضم للدولية الليبرالية (بصيغتها الحالية حيث يسيطر عليها الاوروبيون ) ؛ ولك ان تقرأ هذا المقال الاخير لي في هذا الصدد :
دستور الماندنغ – أول دستور حر في العالم ....
وافيدك علما اني نقلت فكرتك عن التربالية كمصطلح موازي او بديل لليبرالية الى احد مجموعات الحوار الداخلي للحزب الديمقراطي الليبرالي ؛ وقد لقت اهتماما وتداخلا ؛ وكنت قد قلت في تقديمي لفكرتك هناك ( ( التربال في لغة اهل الشمال يعني المزارع او قل العامل الزراعي .. اعتقد ان نظرية استاذنا علي عبد الوهاب ( التربالية) انما هي تسمية أخرى لليبرالية السودانية الحقيقية ؛ الكامنة في التسامح والبساطة وعدم التعقيد الاجتماعي ؛ وقد كتب الاخ بريمة محمد من قبل مقالا عن الليبرالية في ملابس وسلوك البقارة ؛ويجب ان نحقق كل هذه الاشياء في اطار صياغتنا لليبرالية السودانية ؛ المن واقعنا بس من اكتر ..))
وقد افاد عدد من الزملاء والزميلات في الموضوع ؛ فكتب مثلا خلف سعيد (( من الحاجات اللافتة للنظر انو دايما بتلقى المجتمعات البتسكن على البحر اكتر انفتاحا (لحد ما) من المجتمعات البنكون بعيدة من البحر ، و هذا لاضطرارهم لخلق علاقات اقتصادية مع جنسيات اخرى نتيجة الحركة التجارية المربوطة بالملاحة البحرية .. تلقى ناس البحرين و قطر و الكويت منفتحين اكتر من السعودية لانو مجتمعاتهم سكنت مدن ساحلية ، و تلقى ناس الاسكندرية منفتحين اكتر من ناس القاهرة مثلا ، و برضو ناس جدة منفتحين اكتر من ناس مكة و هكذا ، بس في السودان الحكاية مختلفة ، ناس البجا هجرو البحر لعدم رغبتهم في الاحتكاك بالآخر في سياق الملاحة البحرية ، خشو لي جوة ، و جو الارمن قديما و الحجازيين و حبة مصريين سكنو سواكن و استغلو حركة الملاحة البحرية فيا .. ما بعرف كتير عن البقارة ، بس شايف انو الثقافة بين الجنسين فيا تناقض غريب جدا في كل السودان ، سواء في الريف او البادية او في المدينة حتى ، ناس دارفور المراة عندم معتقدات غريبة بالمرأة مثلا .. في تقاليد عندم اسما (غسيل جعبات) ما متأكد من صحتا ، بس حكا لي زول دارفوري.. عندم مفهوم الخيانة الجنسية بحصل عادي و لما يكتشف الراجل انو مرتو خانتو مع راجل تاني ، بقوم بمشي للقاضي الشعبي ، و القاضي بحكم انو الراجل الذي دخل في علاقة جنسية مع المراة المتزوجة يدفع تعويض مادي للرجل المتزوج من المرأة الذي دخل في علاقة جنسية بها و هذا التعويض يسمى (غسيل جعبات)
------------------------------
تجي تمسك ناس البطانة عندم المراة تحرس البيت و بتم اختيار زوج ليا من غير ما تعرف ، و لي هسي مفهوم الرجولة عندم مرتبط بقدرتك على الثبات انك تتجلد في عرسك ، و عندم الهمبتة دي رجولة برضو ، كونك تسرق عشان تدي الغلابة عندم دي رجولة و شهامة ، تجي في بعض القبائل الجنوبية ، الرجولة عندم انك تخطف المرة الداير تعرسا من اهلا و تشرد بيا لحدي و بالطريقة دي هي ممكن ترضى بيك عريس ليا ، و سمعتا برضو انو ناس بربر زمان كان عندم بيوت بختو فيا نسوان عشان يمارسو الداعارة مع الزايرين .. و الرشايدة سمعتا انو الواحد بشوف المرة بعد الزواج عادي .. صراحة الثقافة الموروثة مليانة سلبيات في العلاقة بين الجنسين ، الثقافة الموروثة البشوفا رائعة هي عند النوبيين (محس حلفاوين و خلافه) يعني على الاقل المراة كانت عندم ملكة ...
طبعا ثقافتي ضحلة في الثقافات السودانية و ما قريت فيا عدا عن الحضارة النوبية و حضارة سواكن ، و معجب أيما اعجاب بمدينتي سواكن و كرمة و سواكن أكتر يمكن ....يا ريت لو في واحد بعرف كتاب كويس عن ( تاريخ و جغرافيا السودان) و يكون فيو قراآت لواقع الحياة الاجتماعية و الاقتصادية من الممالك و حتى الآن؟ الواحد محتاج يعرف اكتر في المسائل دي))
كما كتب الزميل مهند توندي ( من عنديكم ) : (( التربالية الليبرالية ... يا لها من عادات كانت جميلة للان في بعض الاماكن موجودة بالزات في السكوت لكن للاسف هنالك اماكن تمدنت و اختفت فيها المظاهر التربالية و مظاهر الانسان البسيط الجميل العفوي في كل شئ بالمناسبة الطبيعة كانت تفرض علي هذه المظاهر ان تكون موجودة و في رأيي ان التمدن ليس مناسبا مع انسان تلك المناطق))
ولي رجعة ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: Abdel Aati)
|
وكتبت يا استاذنا العزيز Quote: التربالية كانت قيمة انتاجية واقتصادية .. تسمح بإندياح المجتمع نحو العمل حسب حاجة الناس بدون فرز الذكر والانثى او عنصرية او تهميش
وعندما انحسرت التربالية في مجتمعاتنا الريفية وخاصة في الشمال اصبحت المرأة انسانة غير منتجة ..
هل يمكن ان نرجع للتربالية مرة اخرى ..
|
نعم بل يجب ذلك ولا مناص؛ ولكن بنفس المضمون الانساني وان كان بوسائل حديثة ... يجب ان نبني مجتمعا صناعيا - زراعيا - خدميا متقدما .. وبناء المجتمع الصناعي - الزراعي المتقدم هي صيغة لاستاذنا عبد الخالق محجوب ؛ والذي رغم شيوعيته الا انه كان متبحر في التراث الشعبي او ما اسماه محسن خالد بالكوشرثيا .. كان استاذنا مهموما بتأصيل الاشتراكية افريقيا ً؛ ولك أن تراجع كتابه "المدارس الاشتراكية في افريقيا" وخصوصا الجزء الاول منه والذي يتكلم عن المعتقدات والعادات الافريقية لتعرف كيف كان استاذنا يحاول أنسنة الاشتراكية والبحوث عن جذورها في تاريخنا؛ كما يمكن ان تراجع مقاله عن الدستور الاسلامي واشارته لممالك سنار او حتى دفاعه امام محاكم عبود واشارته للتقاليد السودانية المتمثلة في قولة الحق الخ
اقول هنا ان الليبرالية والاشتراكية هما مكونان اساسيان من مكونات الثقافة الافريقية ؛ لذا حتى وان زعم المرجفون والمزيفون ان حزبنا يحاول بناء راسمالية متوحشة في السودان ؛ فنحن فينا ميل اشتراكي كبير ؛ وحزبنا يتبني العدالة الاجتماعية كاحد ركائزه الفكرية والبرامجية الثلاثة ؛ وما يهمنا هو ان يملك الناس ارضهم وبيتهم ووسائل عملهم ؛ لا ان يكونوا اجراء لدولة متسلطة او لراسمالي فردي اناني .. يعني نحن نحاول بناء راسمالية شعبية اذا كان لا بد من استخدام هذا المصطلح ؛ او في الحقيقة نحن نريد استعادة المجتمع التربالي بشكل جديد ؛ اي بأن يكدح كل انسان وان يكون مالكا لثمار كدحه ؛ واول ثمار الكدح هي حقك في ان تمتلك ما هو لك ى: قطعة ارض صغيرة ؛ بيت صغير وجميل ومريح ومنسجم مع البيئة ؛ ادوات تنقلك (في السابق كانت حمارا والان يمكن ان تكون دراجة او ركشة او سيارة صغيرة ) ؛ ادوات عملك (زمان طورية ومنجل ) والان يمكن ان تكون كومبيوتر او ورشة او تركتر .. المهم هو الحفاظ على الملكية الفردية وتوسيعها حتى يكون كل انسان مالكا .. اختلافنا هنا ان الشيوعيون يريدون تجريد الانسان من ملكيته وتسليمها للدولة ؛ والراسماليون يريدون حصر الملكية في يد الراسماليين؛ بينما نريدها نحن ان تكون حقا للجميع على قدم المساواة ؛ ويمكن لمن اراد ان يقرأ تصوراتنا لبناء مجتمع تربالي (اي منتج ) ليبرالي حديث هنا :
التوجهات الاساسية لبرنامج الحزب الديمقراطي الليبرالي
واكيد لي عودة بمزيد من التفاصيل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: HAIDER ALZAIN)
|
| Quote: واليوم عندما تطأ أقدامنا ارض القرية بعد السلام على أهل واداء الواجب يتجه الانسان صوب النيل دون أي تردد وكأنه جزء من أهله واقاربه بل ويسبق ذلك بعض زيارات الاقربين .. وصدق وردي رحمه الله ( النيل إكا مومونا قسر كورجا باي مونا ) ومدلوله بالعربية ( نزع النيل من وجداننا .. كنزع العظام من اجسادنا ) فهذة الحضارة النوبية خليط بين كل الاديان اليهودية والمسيحية والاسلام .. فهي حقاً مترعة بمكارم الاخلاق .. |
الاستاذ عادل عبدالعاطى
لك التحية وانت ترفدنا بروائع الكلم ..
وكذلك صديقى واستاذى على عبدالوهاب .
ابت نفسى الا وان اشارككم هذة القدر والذى ااحسبه عفويا لحبى للتراث النوبى ..
ومن علامات هذا العشق تعلقى بجروف النيل وكثرة ترددى عليها برغم اننى مولود وعائش كل حياتى فى الخرطوم ...
جزيرتنا فى وسط المحس , فى الصباح الباكر اتجه الى شرق الجزيرة فاستمتع بالشروق وذهبية المياه حتى تسود الفضة وجه النيل وتندلق نحو االشمال بسراع تُدافر بعضها البعض فى شوق وتناغم .
وعند الغروب نذهب الى غرب الجزيرة نبحث عن االقرص الاحمر بين اشجار نخيل كوكا وشمبو نشاهد هروب الشمس بغنج ودلال بين النخيل والسباط .
وفى ذاكرتى على منحى التربالية (صمد الساقية) والساقيه فى شمالنا بمثابة الحواشة عند اهلنا فى الجزيرة والوسط السودانى , على عدد السواقى يتكون مجلس لادارة الشئون الخاصة بهم بحلحلة المشاكل وسد النقص لبعضهم االبعض
فيما يخص معينات ومداخل الموسم الزراعي (من كل ساقية فرد هو الصمد)...
وفى المساء يجتمعون فى المسيد (كل ساقية لديها مسيد) فيه يصلون فروضهم ويتناولون وجباتهم , وفى الزمن الماضى (القريب) كانوا يحاكمون من يشذ ولا يستجيب للاخلاق والقيم الحميدة ..
والمجتمع النوبى متاثر بالغربه وغياب الاباء فكبير المسيد هو الشيخ وهو الاب للجميع ...
و من ثقافة المسيد نقل اهلنا الى غربتهم مايسمى (بالجمعية) فهى مسيد فى بلاد الاغتراب ..........
والتحية لكم وارجو معذرتى فى شطحاتى هذة , فابت نفسى الا وان تدلق هذ المداد المتواضع فى دوحتكم الوارفة هذة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
فهذا النيل دائماً ما يكون ملجأ للنوبيين في كل الظروف فعند الولادة تقوم امرأة بجلب مياه النيل في اناء وتغسل مقتنيات المرأة حديثة الولادة او ما يسمى ( بالجيرتق ) ويوضع اناء مليء بماء النيل مع سكين او فأس تحت سريرها لمدة اربعون يوماً وفي نهايتها تذهب المرأة بمولودها الى النيل وتبدأ الطقوس فإذا كانت انثي يرمى بحجر ثقيل في النيل تيمناً بأن تصبح الفتاة (ثقيلة) مثل ذلك الحجر ليس وزناً ولكن سلوكاً وقيماً أما اذا كان المولود ذكراً فيؤخذ العيش والتمر واللبن ويرمى في النيل وهذا مدلوله ان يكون قادراً على جلب الرزق والعيش فالعريس يوم زفافه كان يتجه الى النيل والولد عند الختان كذلك .. واليوم عندما تطأ أقدامنا ارض القرية بعد السلام على أهل واداء الواجب يتجه الانسان صوب النيل دون أي تردد وكأنه جزء من أهله واقاربه بل ويسبق ذلك بعض زيارات الاقربين .. وصدق وردي رحمه الله ( النيل إكا مومونا قسر كورجا باي مونا ) ومدلوله بالعربية ( إن نزع النيل من وجداننا .. كنزع العظام من اجسادنا ) فهذة الحضارة النوبية خليط من كل الاديان اليهودية والمسيحية والاسلام .. فهي حقاً مترعة بمكارم الاخلاق ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيد الموتى في الثقافة النوبية (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
أستاذي عادل مازلت اورد بعض امثلة ربما تساعدكم في الدراسة العلمية :
التربالية بحكم طول الممارسة أدى الى تطور العقل الجمعي نحو السلمية والأمن المجتمعي الذي يعتمد على الانتاج والكافية في مجال ضروريات الحياة ثم الرفاهية النسبية بعد ذلك ، ولم يتم هذا بقانون وضعي او لوائح مكتوبة بل الضباط لذلك هو (قانون) العيب الذي يلازم مرتكب الجريمة ويزروا وزره الاخرين من العائلة حتى ما بعد أحفاده ( هذا بحث آخر) ..
البوقانا – نموذج لسلوك تربالي ( مثال لإعمال العقل)
أما ليالي القرية او الساقية كانت تضج بمجموعات (البوقانا ) والمشروب المتداول في البوقانا هو ( الدكاي ) ولا يتم تناول الخمر ( عرقي التمر ) أطلاقاً في البوقانا لأن الاصل في البوقانا هو التواصل الاجتماعي والاسري وقضاء وقت للتواصل ، ولأن (عرقي التمر) له مضاعفات زائدة عن الحاجة ويجعل بعض شاربيه خارج السياق ويجلب المشاكل والخطأ فلا يجوز في قانون البوقانا تداوله ولأن مرتادي البوقانا من كل المستويات حتى كبار القوم ولكن الدكاي أخفف ضرراً بحكم التجربة والممارسة والتجريب وإعمال العقل كان من المرتكزات المهمة في المجتمع النوبي .. فقط المباح كان الدكاي لأن الدكاي مفعوله خيف وسكره نبيل وتأثيره على العقل لا يخرج من نطاق الفرحة والبهجة .. ربما لأن عرقي التمر فيه نوع من التخمير الزائد ثم التقطير .. والدكاي نسبة التخمير فيه وسط مع جمال طعمه ورائحته مقبوله وغير منفره ولا تفوح كما رائحة العرقي .. والدكاي كان سهل الصناعة .. ويتوقف طعم الدكاي وجودته على نوع التمر المستخدم وكلما كان طعم تمر ألذ كان المنتج أفضل ولا يستخدم البركاوي اوابتاموده او القنديلة .. كان هناك نوع خاص من التمر هو المفضل لهذه الصناعة وهو نوع غير مرغوب فيه للتسويق او الأكل وحباته سوداء اللون وتكون نخلة واحدة في الساقية لا يهتم بها أحد وما تعصف منه الريح لا يأكله البشر فقط البهائم ودائماً ما يتم عمل زريبة البهائم تحت ظل هذه النخلة .. ومحصولها وفير جداً وعلى درجة عالية حلاوة الطعم .. وبعد الغلي في الماء الساخن حتى تكون حبات التمر بدون أي طعم يخزن في زير ويستخدم في مهمة الدكاي والنبيذ . وفي مكان البوقانا .. يتم جلب ( كوبيه ) ووضعه في منصف المجلس ثم يتم تصفية الدكاي من باقي التمر في مواعين كبيرة ثم يتم توزيعه على الحضور بمواعين اصغر او القرعة ، ويقوم الأصغر سناً من الموجودين بهذه المهمة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Abdel Aati
Mohd Ibrahim
Asim Fageary
ناصر المحسى
أيمن محمود
ابو جهينة
طاهر بدر
خالد حاكم
Medhat Osman
MAHJOOP ALI
AMNA MUKHTAR
HAYDER GASIM
علي عبدالوهاب عثمان
Nasr
HAIDER ALZAIN
عبداللطيف شريف على
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست