|
وا أسفاه على بشرية حائرة تائهة ، وإنسانية ضائعة طال عليها الأمد !
|
يا إلهي ! ... ملايين السنين ، ومشروع هذا الإنسان يراوح مكانه ، وينحدر في جل أحواله وسياغه العام إلى أسفل سافلين ! .... ولا يزال هذا الكائن الحائر الهائم المتخلف عن الزمان والمكان ، في صراع وفي اقتتال ! ... وحول ماذا ؟!! لاشىء سوى حفنة من التطلعات التي لا تخلو من رغبات حياتية ذاتية ، ولا تخلو من حيوانية ومن دونية بغيضة ! ،، حتى ولو كانت نضالاً لأجل حرية أو كرامة إنسانية ، أو رفعة ، أو رد لمظلمة ! فمادامت هي تحت وطأة الإقتتال فلن تعدو إلا أن تكون في إطار تلك المعركة الخاسرة البدائية لكائنات بشرية تحت خط فقر الحس الإنساني السلاموي النبيل ! وذلك الصراع الأبدي البدائي الردىء ! وتبقى في إطار ذلك المقام السُفلي القمىء ! ، كظاهرة حياتية ممعنة في التردي وفي الإنحطاط !
فلا شىء في هذا الوجود يوازي قيمة تلك ( الواحة الصغيرة الآمنة ) ، أو تلك القطعة الآمنة من أرض تزخر بالمياه الصافية ، وببضع أطيارٍ مسالمة حالمة ، وعصافير مغردة تصدح بالغناء الجميل ، وعنزات صغيرات يمرحن على حقل زاهي ، مثمر ، ومخضر ،، وفتية وفتيات صغيرات أصحاء ، يرتعون آمنين في كنف أهلهم وذويهم وجيرانهم وأهل حيهم ، على ضاحية صغيرة آمنة هادئة مؤتلفة من ضواحي هذا الكون ، تزخر بالوئام ، وبالمحبة والعدل والسلام والرخاء !
ولطالما اختلط الحابل بالنابل في هذه الأيام ، وعلى هذا الزمن الأغبر ! وأضحينا على شفا حفرة هذا الزمان الغامض الردىء ! فلا مدنية اكتملت ، ولا رخاء عمَّ ، ولا قرى نهضت ، ولا مُدن ارتاحت أو نامت في سلام ! ولازالت هذه البشرية الشائهة الشائخة تتوجس خيفةً في الظلام ! على الرغم من زخم هذه الأضواء الباهرة والتكنلوجيا والأقمار الصناعية التي تسبح في الفضاء ، والشاشات البلورية ، والأضواء الكاشفة التي أحالت ليالي المُدن إلى نهارات دائمة ، مضاءة في ظاهرها البراق ، ولكنها حالكة الظلمة والأجواء والأحوال والأهوال ! ... وبلدان كاملة ، بل قارات بأكملها لازالت تحبو جاثية على ركبتيها الداميتين ! وكأنها على تلك الأزمنة السحيقة من وراء تلك القرون البدائية السفلى ، أو تلك القرون الوسطى ! فهاهي افريقيا المريضة العجوز ، لازالت تقبع في المؤخرة ، وهي ترزح في هرمها وظلامها الدامس ، وفي تخلفها المزمن المريع ، الذي طال عليه الأمد منذ بلايين السنين ! فلم يزل سكانها يهرعون للهروب من لظا جحيمها وغاباتها المخيفة المجهولة ، ومن صحراواتها المميتة القاحلة ، ويموتون في عرض البحر في محاولاتهم اليائسة للهروب والإلتحاق بركاب المدنية الزائفة ، التي يمكنها على الأقل ، أن تكفل لهم القوت و العيش ، أو الحد الأدنى من الحياة ، وعدم الموت جوعاً ، أو مرضاً ، أو غرقاً ! ..... فيا لها من حلكة قاتمة مطبقة أضحى الإنسان فيها لا يعلم العدو من الصليح ، ولا الصالح من الطالح ، ولا الغث من النفيس ! ،،، وتلك هي آسيا القديمة المكتظة المنهكة ، وأغلب شعوبها وأسرها المساكين يفترشون الطرقات ، وأطفالها ونساءها يلتحفون العراء ، ويتكففون الناس ، وينامون في بيوت الصفيح ، و يبيتون ( القوى ) وهم معدمون ! ماكثون تحت التحت ، من خط ذاك الفقر والعدم والعوز اللعين ! هذا الكلام آنفاً ، هو أكثر ما ينطبق الآن ، على لعبة السياسة القذرة البغيضة ، وعلى لسان حال الساسة والسياسيين ! .. وعلى صراعات الدول والمصالح ، والتسابق للثراء الفاحش والربح اللا معقول ، والإحتكار ، والهيمنة ، والتنافس الجشع ، والمطامع التي ليست لها حدود ، مع تلك النفوس الجشعة المريضة المتهافتة على المال والتملك والإدخار وكنز المال والأملاك والمقتنيات بداعي وبلا داعي ، على حساب الفقراء والضعفاء والبسطاء والمساكين والمغلوب على أمرهم من سائر الناس والجماهير والشعوب ! ولكن على الجانب الآخر من هذه الحياة الحاضرة ، لعامة الناس والشباب والمفكرين والعلماء والفنانين ،، ثمة أمل كبير ، وبصيص من أنوار شتى ! ... فعلى الرغم من الغموض الذي يكتنف العالم الآن ، وما يجري في الخفاء خلف الجدران و ( تحت الطاولات ) ! ... وعلى الرغم من أنه قد أضحى الآن أخف وطأة من ذي قبل ،، إلا أن ثمة وعي يتشكل ، في كل الأوساط الإنسانية والعالمية ،، وعلى نطاق الساسة والسياسيين ، و الدول ، والمفكرين والعلماء والفنانين ، ورجال الأعمال ، ومراكز النفوذ والمال ، ولدى عامة الناس . أن لا مناص من السير قدماً نحو مزيد من الوضوح والإنفتاح و التوجه بصدق وأمانة نحو القيم الإنسانية العليا : الحرية والعدل والسلام والديمقراطية والمساواة والرخاء ( لكل كائن حي ) ، ولكل دول العالم بلا استثناء !
فلكم كنت أتمنى ولا زلت أحلم بظهور ذاك الوقت ، وتحلي هذه البشرية بالسلم والسلام والنبل ونكران الذات ! ... فلنبعد صراعاتنا ودمويتنا وبشاعتنا وأنانيتنا ، على الأقل ، عن أطفال العالم وعجائزه وصبياته ونسائه القوارير ! لأجل قطعة الأرض تلك ! الآمنة المسالمة ! التي ترتع فيها الحملان فرِحةً مطمئنة ! وتغرد فيها العصافير صباحاً ومساء ، بلا انقطاع ! ويرحم فيها الكبير الصغير ، ويعف فيها الرجال عن أكل مال اليتامى ، وعن لقمة الجوعى ، ولو كان بهم خصاصاً ! .. ولا يك فيها محتاجاً ولا مسكيناً ولا فقير ، بحكم العرف الإنساني الرفيع ، والحس الراقي النبيل ! ... وبحكم القانون !
تحياتي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وا أسفاه على بشرية حائرة تائهة ، وإنسانية ضائعة طال عليها الأمد ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
سلام يا أخي العزيز مامون وكل عام وانتم بخير ... حقق الله أحلام الانسانية .. وأرجو أن تقبل هذه المساهمة
Quote: والملاحظة المهمة هنا، هو انه قال: يحيـون سنتي ، ولم يقل: يحيون شريعتي!! فالشريعة: هي "رسالته الأولي من الإسلام" وقد مضى عهدها، وغربت شمسها تماماً، وبرهان ذلك: ظاهر في حال المسلمين اليوم من الضعف، والتخبط ، مما يؤكد ان الناس يعيشون اليوم في ظلام ليل الجاهلية الثانية.
والسنة هي: "رسالته الثانية من الإسلام" .. وقد جاء وقت بعثها، وآذنت شمسها بشروق!! .. والبرهان، حـيـرة البشرية اليوم !! والتي لن تخرج منها الأ باتباعها النبي الامي "محمد الإنسان" الذى جـسـد "الـقيـم الانسانية" في قـمتها، تلك الـقيـم التي أصبح يتطلع اليها العالم اليوم، طارقاً كل ابوابها، ولكنه لم يـهـتـد اليها بعد!! .. ولذلك جاء الأمر الإلهي صريحاً للناس جميعا في الآية الكريمة، التي تصدر بها هذا البيان: "...
فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ.. النَّبِيِّ الأُمِّيِّ .. الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَـهْتَـدُونَ". |
من البيان على الرابط : http://sudanhost.net/upload/tjavs48r6y.pdf
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وا أسفاه على بشرية حائرة تائهة ، وإنسانية ضائعة طال عليها الأمد ! (Re: محمد علي وديدي)
|
Quote: سلام يا أخي العزيز مامون وكل عام وانتم بخير ... حقق الله أحلام الانسانية .. وأرجو أن تقبل هذه المساهمة |
عزيزي وأخي الغالي ، محمد علي وديدي ،، وا شوقاه لكم يا حبيب !
أعذرونا على الغيبة الطويلة وطول الفراق ،، وكم نحن مشتاقون لكم جميعاً ، تحياتي وحار سلامي لشيخ عبداللطيف ولإخواني الأعزاء / بشير ،، وإبراهيم زنون ، ولعاصم حامد ، وأحمد جون ، ولجميع الإخوة والإخوات .. وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وعافية وأمان ..
نعم أخي وديدي ،، هو أول ماخطر على بالي وأنا أكتب في هذا الكلام : هو ( طريق محمد ) الذي لا مخرج للبشرية غيره ،، واتباع النبي الحبيب المصطفى ( محمد الإنسان ) عليه أفضل صلاة وأتم التسليم
في إنتظارشروق شمس الإنسانية
أما آن لفجر ذاك اليوم أن ينبلج ؟!
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وا أسفاه على بشرية حائرة تائهة ، وإنسانية ضائعة طال عليها الأمد ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
فلا شىء في هذا الوجود يوازي قيمة تلك ( الواحة الصغيرة الآمنة ) ، أو تلك القطعة الآمنة من أرض تزخر بالمياه الصافية ، وببضع أطيارٍ مسالمة حالمة ، وعصافير مغردة تصدح بالغناء الجميل ، وعنزات صغيرات يمرحن على حقل زاهي ، مثمر ، ومخضر ،، وفتية وفتيات صغيرات أصحاء ، يرتعون آمنين في كنف أهلهم وذويهم وجيرانهم وأهل حيهم ، على ضاحية صغيرة آمنة هادئة مطمئنة ومؤتلفة ، من ضواحي هذا الكون ، تزخر بالوئام ، وبالمحبة والعدل والسلام والرخاء !
| |
|
|
|
|
|
|
|