كلامٌ مُجردٌ ............!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 08:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2013, 10:10 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلامٌ مُجردٌ ............!!!

    كلامٌ مُجردٌ ............!!!



    1) كأسٌ فارِغٌ

    الشمسُ لم تكن في تمام اشتعالها
    كانت تخفي نصف وجهها
    من فرط خفرها مما يمارس في العلن والخفاء

    أحلامه كانت مسطحة
    حقيقة الأمر أن أحلامه لم تكن جلية
    غير أنه كان يوهم نفسه بأنه
    يسير على ثقةٍ مما يرومه من الحياة

    يصحو عند الفجر ليترك على فراشه بقايا وساوسه
    ينظف غبار ذاكرته بقليلٍ من الماء
    يكشط ما ينزوي تحت طيات الجلد
    من أوهامٍ وآثار بكاءْ
    ويلهو بنزقٍ بما تبقى من شعره
    يصفف نصفه
    ويترك الأخر نظيفاً كذاكرته الهباء

    يضع على شرفته كرسيه
    طاولته التي تسلقها الكثير من الغبار
    تكدست عليها الأوراق المهملة
    رماد سيجاره وكأس شرابه
    وبقعة دماء!!

    يغسل براد القهوة بماءٍ متسخ
    يصبها في جوفه بتلاحقٍ وســــخــــاء
    وكثيراً ما ينسكب بعضها على ثوبه
    فيتناسى تارة وأخرى يثور في إباء

    ينتعش ويفتح صدره للطريق
    يختفي في طياته برهة
    ثم يعود وفي يده أخر أخبار جروحنا النازفة
    أشلاءنا الملقاة على أديمنا
    تطفو فوق بحر دماء



    2) أفكارٌ لولبيةٌ


    لم يكن يدرك حتى ذاك الحين حجم رأسه
    إلا حين داهمته تلك الأفكار السوداء

    كان يحدفه يمنة دون أن يحتاط له
    بوثبة تلحقه بالأضواء

    يجذب شعره بشدةٍ إلى اتجاهاتٍ مختلفة
    ثم يعود إلى ترتيبه من جديد
    لا يكترث إن طال أو قصر
    أو بقي حافياً تماماً
    يعرف أنه يضعه فقط على وسادته منقاداً للدفء الذي تهيئه
    يعرف أيضاً أنه يهزه بالموافقة
    كما يعرف أن أعلى ما يصل إليه هو
    توقفه عند سقف الرضا عن حياته المهزومة
    لكنه حين نما إلى علمه أنه أكبر حجماً
    دسه في جيبه
    ومضى في خيلاء




    3) تفاسيرٌ متربصةٌ بما تبقى

    إنه الجوعُ حين يهِبُ واقفاً يمشي
    يتربصُ بخطاكَ أينما أزمعتَ
    إنه الضنكُ حين لا يتريثُ ويجتاحُ أفقك
    يتقاسم أنفاسك ويلبد في فراشك لا يبرح روحك
    إنها اللعنة حين تحط على كونك وتطحنه في دورانها
    إنها الطائرات المتربصة بنا ومن تحمل وما تحمل ومن تركته يخطط مسارها
    تحلق فوق رءوسنا
    كلما انخفضنا اقتربت
    كلما انخفضنا أكثر اقتربت أكثر
    حتى بتنا كالصراصير نهيم بلا أرض
    إنها الحياة حين لا تقترب فيها منك
    وتعلي من شأن نفسك على نفسك
    وعلى البشر عداك
    حين لا تتنفس الضجر وتكظمه في قلبك
    تتبختر على الطرقات وتلقي في كل رصيفٍ أغنية جوفاء
    تفجر الفجور أنهاراً بوجه الأديم
    تفجر الدسائس وتعلي شأن الغدر والخيانة
    تقدح فكرك حتى تقدر على مجابهة الحيلة بالحيلة
    المكر بالمكر
    الدهس بأعنف منه
    والدهاء بالدهاء
    إنه الجحيم حين لا يغافلك بل يأتيك مكشراً عن أنيابه
    ويلدغك كحيةٍ رقطاء

    لا تبقى دودة تقتات الحشائش والفتات
    لا تبقى حشرة تدوسها الأرجل التي تلهث لتلحق بالركب
    فالأرجل التي تبوأت أعلى عماك لا تحني هامتها لتراك
    لا تبقى تتفرس ملامح موطئ قدمك
    لا تبقى هكذا تنثر على الثرى دموعك
    تمجد الأطلال ومن مضوا إلى الله

    تربص بنفسك أينما يحط رحلك
    وتبوأ أعلى هرم المسافة الفاصلة بينك وبين ما تريد
    لا ترتعد حين يباغتك الزيف أو ترتد
    أقبِض على جمر الحياة (الفانية)
    بيدٍ من حديد
    وتذكر أنك إما تريدها فتضعها على سلم أولوياتك
    أو تريد ما يليها فتتركها خلف ظهرك
    تلتحف السماء




    4) على ذاتِ الظهرِ

    يمضي السائق إلى الأمام
    تلهث الخيول
    تسقط من الإعياء
    يرفق بها الطريق
    يمهد رمله
    يتلامس بخفةٍ مع حوافرها
    تعلق ذراته الحانية بالخيل المضطهدة
    يلعقها السائس بمكنسته الحادة الحواف
    ويدسها في حديقة سيده لتنبت وردة مخصبة بحنو الرمل
    يقطفها السيد
    يلهو بها طفله الأعمى عن الشارع
    وهو يتقلب على وسادةٍ مملوءة بالأحلام
    نقاء مكيفات الهواء
    يتفتق ذهنه على استجابة رغباته
    حتى تكبر قدماه
    تكبر
    تكبر
    يضعها على ذات العربة التي تجرها الخيول
    ويلهب ظهر الطريق بخطواته إلى الحقل
    كذا ظهر الأيام
    وابن السائس الذي داس والده الخيل
    تركه يسكن جوف الفاقة بعد طرده
    في ذات المساء




    5) قبلُ أن يُغادرَ

    لم يكن يرتدي سترته الواقية
    حين تنبهت الرصاصة المصوبة إلى صدره المكشوف
    يحتفي كل ليلة بنجاته من الغدرِ المتربص في الطرقات
    بالموت الذي لم ينل منه
    بكؤوسه التي استطاع أن يبقى معها ليلة أخرى
    بزوجته التي يأكل السل من جسدها ولا تموت
    بابنه البكر الذي أصابته شظية في طريق المدرسة
    بمآسيه الجمة التي لا تفارق خطاه
    فقط هذه الليلة لم يستطع الاحتفاء
    ولم ينس أن يأخذ بجوفه قطرة مما تبقى من كؤوسه
    قبل أن يغادر

    10/2/2005م






    ـــــ
    لا يفوتني إزجاء الشكر العميق للصديق الحبيب نصار الصادق الحاج والذي قام باختيار النص الأخير (قبل أن يغادر) وضمنه مشكوراً لنماذج (على ما أذكر) من الشعر السوداني الحديث بمجلة (الحركة الشعرية) التي تصدر من المكسيك للشاعر قيصر عفيف (على ما أذكر) فله التجلة والعرفان والمحبة الأبدية...

    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 10-24-2013, 10:12 AM)
    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 10-24-2013, 10:13 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de