رثاء الدكتور / جعفر كرار فضل من إبنته الدكتورة/ بسمة محجوب كرار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 07:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2013, 07:29 AM

Kamal Karrar
<aKamal Karrar
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رثاء الدكتور / جعفر كرار فضل من إبنته الدكتورة/ بسمة محجوب كرار

    رثاء الدكتور /جعفر كرار فضل
    غيب الموت الشجرة اليانعة الثمار والعالم الجليل ،أحد آباء مهنة الطب البيطري وراعى هذه المهنة المقدسة – مهنه الانبياء - الدكتور جعفر كرار فضل
    رحل عن هذه الدنيا الفانية النجم الساطع في وقت لا زالت المهنة والبلاد في أشد الحاجه الى العقل الراجح والفكر الثاقب والواقعية التي كان لها القدح المعلّى في النجاحات الكثيرة والمكاسب التي حظى بها المجتمع البيطري بكل الوان طيفه .
    رحل عنا هذا العالم ذو القلم والقامه التي قلّ نظيرهما ، رحل والوطن والمهنة في أمس درجات الاحتياج إلى من يمد اليد البيضاء في عالم اكتسى بالسواد ، فالجميع أصبح يحتاج إلى من كان مثل العصا البيضاء أو البوصلة التي يعتمد عليها فاقدي الاتجاه منعاً للتعثر في الطريق.
    أتحف هذا العالم الفذ المهنة البيطرية بمكتسبات ثرة وكل ذلك كان نتاج وثمرة حبه العميق وعشقه النبيل الراسخ لكل ما له علاقه بالمهنة.
    شارك رحمة الله فى وضع مناهج كليات الطب البيطري وأشرف على المراجعة الدورية والتحديث حتى يواكب التعليم البيطري فى السودان ما يدور فى العالم الخارجي .عمل فقيد الثروة الحيوانية بكل ما أوتى من قوة في بناء مراكز التدريب لكل الكوادر التى تعمل فى مهنة الطب البيطري وثمرة ذلك الجهد هو رفع قدرات العمال والفنيين والمساعدين والأطباء البيطريين فصار يشار إليهم بالبنان أينما حلوا . لقد خبأ ولا اقول لقد أفل هذا النجم الساطع الذى أضاء سماوات الطب البيطرى بالعلم التر فهو صاحب التوصيات التي تفوق الشهد فى عذوبه الطعم ودقة الصنع والزبد فى تركيز المادة.
    ذهب عن هذه الدنيا العالم جعفر كرار الذى كان بمثابة الكنز الذى لا تفنى موارده بل المخزون لكل شاردة وواردة لها علاقة بالطب البيطري ،فهو كان ملماً بكل الخطوات التى صاحبت تطور المهنة فهذا العالم الجليل كلن يمثل ذاكرة الوطن فى هذا المجال .طبت حياً وميتاً أيها السراج المنير يا ابن سليلة أشراف مكة الحاجه زهراء سالم رحمهما الله أنزل شآبيب الرحمة على قبريهما .
    لقد ودعنا وأودعنا الثرى صاحب العقلية المتقدة دوماً بنور العلم ،تلك العقلية الفذة التى تفتقت عن بناء دار الجمعية البيطرية السودانية سابقاً- دار اتحاد الأطباء البيطريين حالياً- فأحجار وحجرات هذا الصرح تشهد على خطوات هذا الفارس المغوار الذى ترجل، فكان يملك قوة الإرادة ويملك شخصية جاذبة مقنعة للجميع من مسئولين وزملاء مهنة فنجح فى الترويج لهذا المشروع الشامخ وتدفق المال من المساهمين مثلما كان يتدفق علمه الغزير وأغدق الجميع العطاء بسخاء , كان يتابع خطوات هذا الصرح خطوه بخطوة وهو فرح يحاكى الأب المثالي وهو يتتبع خطوات صغيرة حين يبدأ اولى خطواته فى درب الحياة .تمخض هذا المجهود الجبار عن ولادة هذه الدار التى جاءت الى الوجود مكتملة النمو وكانت أول دار مهنيه فى السودان ان لم تكن كذلك فى بقية أنحاء العالم.
    كانت حياته منذ الصغر عبارة عن سلسلة من النجاحات .وهى رغم قصرها كانت مترفه بكل ما هو جميل زاده فيها الإيمان بالله والوطن وختام المسك هو عشقه السامي النبيل لمهنة الطب البيطري.
    بدأ حياته السياسية فى جبهة الهيئات وكانت القبلة الأولى التي بذل فيها كل غالى ونفيس حتى ترسو سفينة الوطن فى بر الأمان .أضاء رحمه الله سموات الحياة السياسية بيراع لم يجد النفاق سبيلاً إليه واتسم بفكر متوج بنكران الذات وبضمير عاشق لهذا الوطن إلى حد الثمالة ،فهو يتألم جداً عندما يرى العثرات تعترض مسيرة الوطن الغالي ،فلم أرى هذا الاب الغالي تعتريه حالة من الحزن والأسى إلا عندما ظهرت بوادر الخطوات التى سبقت فصل الجنوب .كان يحمل فى وجدانه حباً عميقاً للجنوب وله كثير من الصداقات الخاصة والذكريات الجميلة مع كثير من أبناء دولة الجنوب ورموزه السياسية الذين امتدت أواصر الصداقة والزمالة بينهم لعقود من الزمان منذ أيام الدراسة والنشاط السياسي فى جبهة الهيئات .من أكثر اللحظات التي رأيت أسارير وجهة مضاءة بالفرح والسعادة حينما تم ّإطلاق إسم الزعيم إسماعيل الأزهري على شارع كوبرى شمبات فالفرح نابع من أن منزلة الذى كان يسكنه يقع في رحاب هذا الشارع. فى تلك اللحظات جنح بيّ الخيال وحسبت أني رأيت الدكتور جعفر كرار يعانق الزعيم الأزهري بحراره وجمال تاريخ السودان الناصع .لله درك وما أجمل عشق الوطن والقمم من أصحاب القامات الشامخة أمثال الزعيم الأزهري ورفاقه الأحرار.
    بدأ د. جعفر كرار رحمه الله حياته المهنية فى خمسينات القرن الماضي وكانت البداية تعكس صدق وأصالة الإنسان السوداني .لقد جاب كل أرجاء الوطن كما كان يحلو لة أن يقول عندما يفتتح الحديث عن السودان . استهل الحياة العملية في المديريات الجنوبية الثلاث وذلك كان اسمها آنذاك . شهد رحمه الله التمرد الاول (1954-1955) ،لم يفر من سعير الحرب بل مكث هناك حتى تمّ إجلاؤه مع من بقوا على قيد الحياة وكتب الله له سبحانه وتعالى عمراً جديداً .
    أعقب ذلك عمله فى مديرية دارفور العظمى –اسمها آنذاك-ومثلما أضاف فى المديريات الجنوبية نقل وبنفس الحماس تجربته الى دارفور ، فعمل على تشييد وتأسيس كل المنشآت التى ذات العلاقة بالعمل البيطري من عيادات بيطرية ومعامل اقليمية ووحدات إنتاج حيواني .اللهم أجعل تلك المؤسسات شاهدة على جليل أعماله .ثم عرج على مديرية كسلا الكبرى او العظمى ولا زالت بصمات هذا العالم الجليل شاهد عيان لإخلاصه وتفانيه فالمهنة البيطرية يتربع حبها فى وجدانه .
    نقل بعد ذلك إلى ولاية الجزيرة وهنالك كانت له أيادي بيضاء تفوق بياض لوزات القطن .بعد اكتمال هذه الجولة التى ترتب عليها المعرفة التامة بكل شعاب الثروة الحيوانية في السودان ،شغل منصب وكيل وزارة الموارد الطبيعية آنذاك . لقد كان التسلسل فى التنقلات والخبرة التي يكتسبها الطبيب البيطري من تلك الجولات الممتدة في أنحاء القطر هي المعيار الذى يتم به اختيار الشخص المؤهل لشغل وظيفة الوكيل وليس الميول أو الانتماء السياسي وترتب على ذلك أن التميز هو السائد ولذلك كانت الثروة الحيوانية تمثل رقماً لا يستهان به فى الدخل القومي.
    ولج هذا العالم الجليل بحور المنظمات الدولية فتمً اختياره كخبير في برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) حيث كان خير ممثل للسودان وللإنسان الأفريقي على وجه الخصوص.
    لقد نعتك أيها العالم الجليل ردهات المنظمات الدولية قبل المحلية وبكت بدموع انهمرت مثل شلالات نياجرا حيث عشت ممثلاً للسودان واحترق كبد الجامعات السودانية ،جامعة الخرطوم ،كلية الأحفاد ،كرسى اليونسكو وخلافهم ممن عجز فلمى عن إحصائهم .لقد زرفت اثخن الدموع اللجان التي كنت تترأسها والتي كانت تتشرف بعضويتك وكأنى أراها كانت فرحة جزلى بأفكارك النيرة الوضاءة المتجددة الخالية من كل إنحياز سوى ذلك الذى يصب ويسهم فى علو ورفعة البلد الحبيب كما كان يحلو لك أن تناجيه.
    العم الحبيب ،كدت أن أسمع أنين وبكاء المجلات والدوريات العلمية محلية كانت أو عالمية وهى تنوح حزناً على افتقاد صوت صرير القلم الذى أثرى صفحاتها بالمعرفة والسبق العلمي .إن المكتبة العامرة التي خلفتها في دارك العامرة بإذن الله لا يقل حزنها عن ذلك الذى ساد نفوسنا ونحن نستقبل الخبر الفاجع .
    العم العزيز رحمك الله ، جنح بيً الخيال ورأيت الكتب وهى منكفئة تبكى فراق الأصابع الطاهرة التى تقلب صفحاتها ، وإشتد نحيب الدوريات العلمية وهى تفتقد إطلالة وجهك الصبوح عند إشراقة شمس كل صباح، فقد كنت تدمن القراءة ومن هنا جاء إطلاقة صفة الموسوعة عليك.
    لقد انشق بالنحيب صدر أحجار وحجرات دار الجمعية البيطرية وهى تشهد رحيل من وقع على شهادة ميلادها وإن الزفرات التى تحاكى كركرة المرجل تتعالى فى جوف منظمة بحرى مدينتي ، وكيف لا وهى تودع بقلب كسير" كبير العيلة " والابن البار بها والذى ذهب دون أن يستأذن إلى الدار العامرة بجليل أعماله.
    العم الجليل رحمك الله ..... كم نحتاج لمشورتك ورأيك الرصين لتدلنا على الكيفية التي نكفكف بها انسياب دموع أفراد عائلة آل كرار ،فاللوعة هى القاسم المشترك ، العين تدمع والقلب يدمى وإنا لفراق الآب الحنون لمحزنون . الصدمة الجمت الألسن والصمت كان أبلغ الحديث وهم يودعون ريحانة الاسرة ،فقد كنت آخر ورقة مورقة فلله ما أعطى ولله ما أخذ.
    نعم... الموت نقّّّّّاد....يختار الأخيار ...ولا نملك إلا الرضاء التام بالقضاء فتلك سنة الحياة
    أيها القلم .... مالي أراك شحيح العطاء تختنق بالعبرات ولم تستطيع أن توفى الهزبر حقه ..وكيف لا يكون ذلك إذ أن مآثر الفقيد الغالي لا يمكن إحصاؤها ولو كان بعضنا لبعضٍ ظهيراً.
    أيها العالم إن لوعة الفراق قد يخبؤ وميضها قليلاً ولا زلت أستشعر أنك لا زلت بيننا حاضراً خاصه فى مجال الطب البيطري فحفيدتك الدكتورة فاطمه محمود حعفر كرار تمثل حضورك ويأتي بعد ذلك أحفادك ثويبه فاروق فضل كرار وهيثم فاروق فضل كرار اللذين أحبوا هذه المهنة لوجود القدوة الحسنة ,اللهم سدد خطاهم وأجعل منهم امتدادا لكل ما بدأه هذا العالم الجليل رحمه الله .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أقربكم منى يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً" صدق رسول الله (ص ) وكل منا يشهد له بذلك .اللهم شفع المصطفى فيه يوم يقوم الناس لرب العالمين وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين ......
    إبنتك المكلومة د.بسمة محجوب كرار
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de