أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 03:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2013, 01:25 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق

    أولاً : لماذا اسقاط النظام ؟
    تنطلق هذه المقالة من الإعتبارات السياسية العملية بالأساس، لأنه من حيث الإعتبارات الإنسانية والأخلاقية، فإن نظاماً كنظام الإنقاذ استباح المال العام وصادر الحريات وانتهك الحقوق وتسبب في ابادة مجموعات سكانية من شعبه، واغتصب النساء وقتَّل الأطفال ودفع بالملايين من مواطنيه الى معسكرات النزوح واللجوء، ومزق وحدة البلاد ونسيجها الإجتماعي، وافقر شعبها وانتهى بمواطنيه في عاصمة البلاد نفسها الى شرب البراز مع مياه الشرب، نظام لا يستحق سوى تحطيمه بالكامل بحيث لا يبقى فيه حجرٌ قائمٌ على حجر، ولكن الاعتبارات الانسانية والأخلاقية ليست بديلاً عن الاعتبارات السياسية العملية، التي تحدد متى وكيف وبأية وسائل.

    ويمكن اجمال أهم الأسباب لإسقاط النظام في الآتي :
    أ – سيؤدي استمرار نظام الإنقاذ الى مزيد من تمزيق البلاد، وسيدفع بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وربما شرق السودان، الى ذات مصير جنوب السودان. وذلك لأن النظام عاجز جوهرياً عن تبني الحلول الحقيقية الكفيلة بالحفاظ على ماتبقى من البلاد، فكنظام اقلية لا يستطيع المحافظة على سلطته الا في اطار من الطغيان، وبالتالي في اطار من تركز عالي في السلطة، مما يتناقض مع تطلعات الأقاليم المهمشة في تقاسم عادل للسلطة والثروة، فاللا مركزية تشترط بالضرورة الديمقراطية. اضافة الى ان المؤتمر الوطني كأقلية حاكمة، وغض النظر عن نوايا ورغبات قياداتها، أو كوادرها، لا تستطيع اعادة انتاج سلطتها الا بتمزيق النسيج الإجتماعي للبلاد، بتقسيم المواطنين وفقاً للإنتماءات الأولية – انتماءات الإثنية والقبلية والجهوية، اي بتطبيق آلية سيطرة الأقليات المعروفة : (قسِّم وسيطر divide and control)، مما يجعل الإنقاذ، وبالضرورة، عاجزة عن الحكم في اطار مشروع وطني جامع، فتعيد انتاج سلطتها كسلطة (إحتلال داخلي) في سياق من التقسيم والإحتراب.

    وكذلك فإن الإنقاذ كسلطة غير مراقبة من محكوميها تبدد موارد البلاد في الصرف على أولويات بقائها – على الأجهزة العسكرية والأمنية، وعلى الدعاية، والرشاوى السياسية، خصماً على التنمية والخدمات، والمثالين البارزين على ذلك انها صرفت على كهرباء الفلل الرئاسية أكثر مما صرفت على تنمية القطاع التقليدي وعلى القصر الجمهوري اكثر من الصحة والتعليم والرعاية الإجتماعية (!)، مما يعني انها عاجزة جوهرياً عن مخاطبة قضايا التنمية، وبالتالي مخاطبة جذور الأزمة التي ادت الى ثورات الهامش والى عدم الاستقرار السياسي، وتهدد بمزيد من تمزيق البلاد.
    ب- وإضافة الى طبيعة سلطة الإنقاذ، وإنحيازاتها الإجتماعية، كسلطة أقلية طفيلية، تهمل التنمية والانتاج واحتياجات ومصالح المجتمع والعاملين لصالح مجالات السمسرة والمضاربات والفساد، فإنها كذلك، ولأسباب سياسية أساسية وجوهرية، لا تستطيع حل الأزمة الإقتصادية والإجتماعية القائمة ضمن معادلات نظامها.

    فبسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في دارفور، وبالتالي اتهام المحكمة الجنائية لرئيس النظام، ثم تفويت النظام فرصة مكافأته من المجتمع الدولي لقبوله بإستقلال الجنوب، بتكراره جرائمه في جبال النوبة، لا تستطيع أية حكومة غربية مجرد مناقشة إعفاء ديون البلاد أو تقديم اعانات أو قروض لحكومة السودان الموصومة عن حق كحكومة إبادة، وهذا مع تزايد العوامل الطاردة لرؤوس الأموال، وتناقص عائدات النفط، والفساد، واستمرار فاتورة الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، سيؤدي الى مزيد من تفاقم الأزمة القائمة، والى تزايد رفض الجماهير للنظام، والى تنامي الإحتجاجات الإجتماعية.

    ج – جربت غالب القوى الرئيسية الاتفاق مع الانقاذ (جيبوتي، نيفاشا، أبوجا، القاهرة) ولكنها جميعاً لم تؤدي الى تحولات أساسية في طبيعة السلطة، سواء من حيث كونها اقصائية احتكارية، أو في أجهزة الدولة كأجهزة حزبية، أو من حيث استمرار القوانين القمعية.

    وتقدم اتفاقية نيفاشا انموذجاً لا يمكن تجاوزه – فقد توفر لها الدعم الدولي والإقليمي، وتمت مع حركة ذات قاعدة شعبية واقليمية واسعة ولها جيش معتبر – ورغم ذلك اختارت الإنقاذ التضحية بجنوب السودان وقبول الانفصال مع ما يرتبط به من فقدان عوائد النفط على أن تقدم تنازلات تطال ركائزها الرئيسية ! ولأنه لا يمكن تصور اية اتفاقية أخرى تتوفر لها فرص نيفاشا والمخاطر الكبيرة المتوقعة من عدم تنفيذها (فصل الجنوب والنفط)، فإن أي تقدير واقعي لا بد ويستنتج بأن الإنقاذ لا يمكن اصلاحها عبر اتفاق سياسي ما.

    بل وتؤكد تجربة واحد عشرين عاماً أن الإنقاذ لا تفتقر الى المرونة الفكرية والسياسية والبرامجية، وحسب، وانما تفتقر كذلك للمرونة حتى فيما يتعلق بالأشخاص! فقد ظل ما لا يزيد عن الخمسين شخصاً يتولون المناصب الرئيسية فيها طيلة هذه السنوات!

    ثانياً : نضوج الشروط الموضوعية لإسقاط النظام :

    تشير عدة متغيرات الى نضوج الشروط الموضوعية لإسقاط النظام، وأبرزها :

    (1) الأزمة الإقتصادية الإجتماعية الطاحنة :

    تقدر الإحصاءات الحكومية العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات بما يزيد عن 180 الف خريج جامعي، إضافة الى 2 مليون آخرين من الشباب. وهؤلاء مع ارتفاع وعيهم السياسي/ الإجتماعي يعلمون بأن التوظيف في دولة الإنقاذ يشترط الولاء الحزبي، وأن سياستها الإقتصادية الإجتماعية مسئولة عن أوضاعهم الحالية وانها غير قادرة على إجتراح حلول حقيقية لمعاناتهم، فالرشاوي عبر المناصب السياسية محدودة، وما يسمى بقروض الخريجين على قلتها وارتباطها بالولاء الحزبي، غير ذات جدوى، لأنها تتم في مناخ عام معادي للإستثمار، وللإستثمارات الصغيرة خصوصاً. وتؤكد تجارب الإنتفاضات العربية مؤخراً أن الشباب العاطلين عن العمل يشكلون طليعة الجيش السياسي لإسقاط الطغيان.

    وهذا اضافة الى تزايد الغلاء، وتزايد مستويات الفقر العالية أصلاً، وانحطاط نوعية ومستوى الحياة – انحطاط الخدمات والبيئة والمواصفات والمقاييس، مما يتبدى في انحطاط كافة أوجه الحياة وخراب الصحة والتعليم وخراب المرافق العامة وتلوث البيئة وانتشار المواد المسرطنة، الى درجة إقرار مسئولين حكوميين بإختلاط مياه الشرب بالبراز (!) وتحذير جمعية حماية المستهلك من فساد الأدوية ومن خطر الطماطم على المستهلك (!)، بل وأكدت تقارير موثقة احتواء مياه الصحة على مواد مسرطنة (!)، مما أدى ويؤدي الى تفشي الفشل الكلوي والسرطانات. وبالنتيجة فإن نظام الإنقاذ يرتسم وبحق كنظام للإبادة الجماعية، ليس بواسطة قصف المدنيين من شعبه بالطائرات وحرق القرى وإطلاق أيدي قواته العسكرية ومليشياته، وحسب، وانما كذلك بسياساته الإقتصادية والإجتماعية. وعاجلاً أو آجلاً ستتعبأ جماهير واسعة بروحية التغيير : بأنه أكرم وأشرف الموت برصاص القمع من الموت بالفشل الكلوي والسرطانات، فالموت استشهاداً يحمل المعنى والكرامة، ويؤسس لإحتمالات الخلاص، أقله للأجيال اللاحقة.

    وكما سبق القول فإن الأزمة الحالية والمتفاقمة لا يمكن حلها مطلقاً ضمن معادلات النظام القائم.

    ومن مترتبات الأزمة الإقتصادية ذات الصلة بالسياسة العملية، انه مع تدهور عائدات النظام من النفط والإعانات والقروض، ومع هروب الرساميل، فإن الإنقاذ ستضطر إضطراراً الى تقليل صرفها على ماكينة نظامها الأمني العسكري، – وهو نظام متشعب ومعقد وشكل سبب حياة الانقاذ، ولكنه، ومنذ زمن، لم يعد يتغذى على الولاء وإنما بالمال – فيؤدي نقص الأموال الى (نقصان زيت) آلة القمع، وتزايد تململ أوساط في المؤتمر الوطني، وتفاقم تدهور فاعلية الحلول العسكرية الأمنية التي اعتاد عليها النظام، وبالنتيجة فإنه لا يستطيع الحكم بأدواته القديمة كما في السابق، وهذا احد اهم سمات نضوج الشروط الموضوعية للتغيير.

    (2) سقوط مشروعية النظام :

    ولذلك عدة جوانب، فمن ناحية سقطت المشروعية الاسلامية المدعاة للنظام مع ثبوت الفساد الواسع لرموزه وقياداته. وعلى عكس الشارع العربي فإن الشعار الاسلاموي المجرب في السودان لم يعد مصدر شرعية أو تعبئة سياسية، وحتى بالنسبة لجماعات السلفية الحربية التي تسعى الإنقاذ لخطب ودها، فإن هذه الجماعات تيقن بأن فساد النظام مما لا يمكن انكاره أو تبريره، ولهذا لا تستطيع استقطاب انصار جدد الا اذا احتفظت بمسافة نقدية واضحة من الإنقاذ، مما يعني أن الشعار الاسلاموي اذا أفلح في استثارة تعبئة شعبية واسعة، وهذه مشكوك فيها، فإنها ستكون في النهاية خصماً على الإنقاذ !

    ومن الناحية الأخرى، سقطت مشروعية الإنقاذ (الوطنية) بتمزيقها البلاد – إنفصال الجنوب، ولهذه المسألة أهميتها الخاصة وسط القوات المسلحة – قاعدة الولاء الرئيسية لنظام عسكري. حيث دفع الى تقسيم البلاد، وفقدان الجنوب بكل موارده البشرية والمادية، وفي ذات الوقت خلق جنوباً سياسياً جديداً. وبحسابات سياسية وعسكرية ممعنة في الركاكة أشعل حرباً جديدة، فلم يحقق لا وحدة البلاد ولا السلام ! وأدى هذا ضمن الأسباب الأخرى الى تصاعد تذمر ضباط القوات المسلحة، الذين سبق وتم فصل 12 لواء من قياداتهم في فبراير الماضي، بمن فيهم قيادات حرب بارزين واسلاميين، مما فاقم من حدة السخط واتساع دائرته. وهذا اضافة الى آثار حرب جبال النوبة ، وما ارتبط بها من وحشية واستهداف للنوبة كإثنية، أثر ويؤثر في ضباط صف وجنود القوات المسلحة الذين من بينهم كثيرين من النوبة.

    ومن الجهة الثالثة، سقطت المشروعية الحزبية لعمر البشير، فقد برز في السنوات الأخيرة الطابع الفردي للطغيان، وتعزز هذا الطابع اثر اتهام المحكمة الجنائية الدولية، فتحول عمر البشير الى عبء على المؤتمر الوطني نفسه، خصوصاً مع ازدياد هواجسه وشكوكه المرضية فيمن حوله، واعتماده المتزايد على اسرته وأقاربه، الى درجة أن أخ البشير في مقابلة صحفية تحدث عن اسرته كأسرته حاكمة (!) وتحول الطيب مصطفى - رغم ضعف قدراته وخبراته – الى عقل الإنقاذ السياسي ! وأدى كل هذا الى انحطاط الإدارة السياسية للإنقاذ ، من جانب، والى اتساع الململة في اوساط المؤتمر الوطني، والى احساس متزايد لدى قيادات عديدة بعدم الأمان الوظيفي، من الجانب الآخر.

    (3) إفتضاح العجز العسكري للنظام :

    شكلت حرب جنوب كردفان / جبال النوبة علامة فارقة، فشن النظام الحرب بهدف تجريد الجيش الشعبي من السلاح ، رغم أن الحركة الشعبية أبدت إستعدادها للتفاوض لأجل ترتيبات أمنية جديدة، واعلنت أنها لن تقبل تجريد سلاحها الا ضمن هذه الترتيبات، وحذرت بأن نزع سلاحها لن يكون نزهة، ولم تستخدم سلاحها حتى حين تم تزوير إنتخابات جنوب كردفان، واعترضت على النتيجة بالوسائل السياسية، مما يعني أن النظام لم يكن أصلاً في حاجة الى شن الحرب، وربما يكون قراره مفهوماً لو أن قدراته العسكرية تؤهله لتحقيق هدفه عبر الحرب، ولكن كما أثبتت الأحداث اللاحقة، دفع بنخبة قواته ومليشياته، ومع ذلك فشل في تحقيق هدفه، بل وتكبد هزائم عسكرية ماحقة، خصوصاً في منطقة الحمرة، حيث حطم الجيش الشعبي أكبر متحركات القوات الحكومية وإستولى على أسلحتها (!)، الى درجة أنه يمكن القول أن الجيش الشعبي وظف المتحركات الحكومية كأهم مصادر التسليح الإضافي !

    وحاول النظام تعويض عجزه العسكري باستخدام أساليب حربه القذرة – قصف المدنيين، وتمشيط المنازل من بيت لبيت لتصفية مواطنين على أساس الهوية الإثنية والسياسية، وحصار النازحين وطرد منظمات الإغاثة، وترهيب المنظمات الدولية. ومثل هذه الأساليب، لا يمكن ان تكون مجاناً، في عالم معولم، فألبت الرأي العالم العالمي على النظام، ومن ثم فوتت عليه أهم فرصة لحل الأزمة الإقتصادية، أي إعفاء الديون، فإنتقل المجتمع الدولي الذي شرع في البحث عن (مكافآت) للنظام لقبوله بإنفصال الجنوب، انتقل للبحث في كيفية معاقبته.

    ومما فاقم من عزلة النظام الدولية افتضاح عجزه عن الحلول السياسية بتنصله من الإتفاق الإطاري بينه والحركة الشعبية في أديس أبابا.

    واضافة الى آثار حرب جبال النوبة على صورة النظام الدولية فإنها كذلك أثرت على ميزان القوى العسكري من عدة نواحي، فقد خسر النظام نخبة مليشياته في الحرب، ومن ثم خسر أهم أدوات ضغطه وابتزازه لحكومة جنوب السودان، مما يطلق اياديها في رد عدوانه، ومن الناحية الأخرى، أدت الى تحالف كاودا، بين الحركة الشعبية وحركات المقاومة في دارفور، مما يعني بأن النظام، عاجلاً أو آجلاً، سيحارب في جبهه واسعة تمتد لآلاف الأميال من جنوب النيل الأزرق الى دارفور. وكذلك للحرب آثارها على القوات المسلحة نفسها، فأكدت سوء الإدارة السياسية والعسكرية لقيادات الإنقاذ، وفاقمت من السخط في اوساط القوات المسلحة، واستعدت النوبة كإثنية على النظام، مع وجودهم المؤثر كضباط صف وجنود في القوات النظامية المختلفة.

    (4) التصدعات في صفوف السلطة :
    نتيجة لكل ماسبق فإن هناك تصدعات واضحة في صفوف السلطة، وهذا كما يشير أدب الثورات أحد أهم معالم نهايات الأنظمة وشرط من شروط نضوج عوامل التغيير.

    (5) أثر عدوى الانتفاضات العربية :
    اندكت أهم نماذج الحزب الواحد في المنطقة، في مصر وتونس، وهما أذكى وأقوى وأكثر رسوخاً من الإنقاذ، وسقطا بكفاح جماهير عزلاء، بلا زعامات معروفة، وبلا برنامج سياسي موحد، وبالرغم من تردد أو معارضة أحزاب المعارضة الرسمية، الأمر الذي هزم ثقافة الخوف واليأس والرهان على الزعامات، وأشاع في المنطقة روحية الأمل في التغيير والثقة في الشعوب، خصوصاً وأن صور الحشود الجماهيرية وصمودها وتضحياتها وانتصاراتها حظيت بتغطية اعلامية كثيفة مما أكسبها طابع العدوى المتعدية، فإنتقلت الانتفاضات سريعاً الى اليمن والبحرين وليبيا وسوريا.
    والأسباب التي أدت الى سقوط نظامي مصر وتونس وإهتزاز الأنظمة الأخرى، سواء سيطرة الحزب الواحد ومصادرة الحريات أو الأزمة الإقتصادية الإجتماعية وازدياد معدلات العطالة أو انتشار الفساد، كلها قائمة في السودان، وبمعدلات أعلى، وتنضاف اليها عوامل أخرى مثل تقسيم البلاد، وأزمة البناء الوطني، ووجود حركات معارضة مسلحة.
    وعلى عكس ماتدعي دعاية النظام، فإن حكمه بالشعار الإسلاموي لا يشكل عاملاً سلبياً في الانتفاضة، وإنما ايجاباً، فمن ناحية لا يعصم النظام من الإنتفاضات، كما يؤكد التاريخ الإسلامي والسوداني، حيث ثار المسلمون على خليفة راشد وانتفض السودانيون ضد نظام نميري المتسربل بالدين، ومن الناحية الأخرى فإن تجريب الشعار الإسلاموي في السودان يجعل إحتمال البديل الديمقراطي للنظام القائم أعلى من بدائل إنتفاضات المنطقة الأخرى.

    (5) تآكل المشروعية الدولية للنظام :
    حققت قوى دولية مؤثرة هدفها الإستراتيجي من الإنقاذ بفصل الجنوب، وتضاءلت أهمية النظام في جهود مكافحة الإرهاب، بسبب احتياج النظام مع اشتداد أزماته الداخلية للتطابق مع جماعات الإرهاب المحلية والإقليمية، بحكم أنها القوى الوحيدة التي يمكنه الرهان على دعمها ، وبسبب الإطاحة بصلاح قوش مدير جهاز الأمن السابق أهم رموز (التعاون) في مكافحة الإرهاب.

    ورغم أن بعض الدوائر في المجتمع الدولي ربما تفضل استمرار الإنقاذ لإكمال تفكيك السودان، كما يشير الضغط لأجل توقيع الإتفاق الإطاري ووساطة ملس زناوي لصفقة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني واقتراح قوات دولية في جنوب كردفان بدلاً عن حظر الطيران، مما يرجح بأن هذه الدوائر تريد اعادة سيناريو فصل الجنوب (الإبقاء على المركز الأصولي وعزل الحركة الشعبية عن القوى السياسية الأخرى، مع قوات دولية تحرس اتفاقية لتقرير المصير ضمن فترة انتقالية تنتهي بالإنفصال لعدم تغيير المركز ديمقراطياً)، الا أن هذه الدوائر، مع تزايد ضغط الرأي العالمي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، لا تجرؤ على تقديم مساعدات اقتصادية أو عسكرية للإنقاذ، بل على العكس، بالضد من رغباتها، ربما تضطر الى اقرار عقوبات اضافية على النظام.

    ثالثاً : إنضاج العامل الذاتي لإسقاط النظام
    رغم نضوج الشروط الموضوعية للتغيير، الا أن العامل الذاتي – المتمثل في الوعي بضرورة التغيير وتعبئة وتنظيم وتوحيد قوى التغيير للإطلاع بمهامها – لم ينضج بعد، وهذا اضافة الى تأخيره للتغيير، الا أنه كذلك، والأخطر، يفتح المجال لـ (تدابير) تيار وسط الإسلاميين يسعى لإعادة طلاء وترميم البيت القديم المتداعي، وتغيير بعض اثاثاته، بما يسمح بحل بعض ازمات النظام، خصوصاً أزماته الدولية، وتضليل الجماهير، مع المحافظة على ركائز (التمكين)، أي على اعمدة البيت القديم ! وهذا السيناريو ربما يؤخر الإنتقال الديمقراطي لسنوات، ولكنه سيناريو وارد، وسيستدعيه أكثر تقاعس قوى المعارضة عن الإضطلاع بمهامها. والسياسة لا تحتمل الفراغ لفترة طويلة، فحين يحتضر القديم ولا يبرز الجديد ليحل محله، اما تتقدم البدائل الزائفة والعناصر الإنتهازية، أو ينحط المجتمع الى البربرية، فينزلق الى حرب الكل ضد الكل، والى أكل بعضه البعض !
    ولأجل إنضاج العامل الذاتي ترتسم المهام التالية :

    (1) وحدة قوى التغيير :-
    معارضة الإنقاذ معارضة واسعة، ولكنها مقسمة، ولا تثق في بعضها البعض، وتراهن أقسام منها على صفقة مع الإنقاذ أكثر من رهانها على إسقاطها.

    والخطوة الأولى في وحدة حقيقية وليست شكلية لقوى التغيير أن تحزم القوى الرئيسية أمرها وتيقن بأن تكلفة إسقاط الإنقاذ أقل من إستمرارها، وأن إستمرارها سيؤدي حتماً الى مزيد من تفكيك البلاد وربما للخراب والفوضى الشاملتين. وأن تيقن كذلك بان مكاسبها من اسقاط الانقاذ أكبر وبكثير من أي صفقة معها.

    ولما كانت القوى الرئيسية في التغيير حركات المقاومة في الهامش والقوى السياسية المدنية في الوسط، فالأفضل لها مناقشة تحفظاتها وانتقاداتها وشكوكها وهواجسها، ليس بهدف القبوع في مرارات الماضي وصراعاته، وإنما لأجل التطلع للمستقبل.

    وفي هذا السياق يجب الوضوح حول قضايا محددة، أولها قضية الديمقراطية، وخصوصاً بالنسبة لحركات الهامش، فهي حركات تملك السلاح، وربما يراود دوائر منها اغراء أن تضحياتها وتضحيات جماهيرها تبرر لها أن تكون بديلاً عسكرياً للإنقاذ يصادر السلطة بالقوة. ومثل هذا التفكير مفهوم، ويحتاج الى مخاطبة، والى إبتداع حلول لأهم الإشكالات التي يطرحها، ولكن بالإضافة الى ذلك، لا بد من وضوح أن بديل الإنقاذ الطبيعي النظام الديمقراطي، وأيما نظام آخر، سيكون خصماً على مصالح الجماهير المهمشة، يكرر كوارث الإنقاذ، وينتهي الى ذات مصيرها.

    فهناك ارتباط صميمي بين الإبادة التي ارتكبت في حق القوميات المهمشة وبين طابع الإنقاذ غير الديمقراطي، لأن سلطة مراقبة من محكوميها ، تقوم على نظام من التضابط والتوازن الديمقراطي بين السلطات، لم تكن تستطيع أن تصل بجرائمها الى الحد الذي وصلته الإنقاذ، ولهذا فإن ضمان عدم تكرار الإبادة يشترط ديمقراطية منسجمة، تكفل الضمانات الدستورية والقانونية والمؤسسية لحقوق الإنسان – كالحق في الحياة والأمان الشخصي وحرمة التعذيب والمساواة في الكرامة الانسانية وحقوق حرية التعبير والتنظيم والتظاهر والحق في المياه الصحية وحقوق العمل والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية الأولية وحقوق القوميات المهمشة خصوصاً في التنمية وفي حكم فدرالي وفي الاعتراف بثقافاتهم بالأخص في التعليم والاعلام ، وتكفل مساءلة ومراقبة الحكام ، والرقابة البرلمانية على الأجهزة العسكرية والأمنية ، واستقلال القضاء، وحيدة أجهزة الدولة، وحرية الإعلام، ومحاكمة منتهكي حقوق الإنسان، مما يعني أن بلاداً يعاد بناؤها بحيث لا تتكرر إبادة القوميات المهمشة ستكون جديرة بالعيش لكل مواطنيها.

    واذا كانت (جائزة) العالم عقب مآسي الحرب العالمية ميثاق حقوق الإنسان ونظام الأمم المتحدة، فإن اقل مايستحقه أهل السودان بعد الإبادة أن تصان حقوق الإنسان بصورة عميقة وراسخة بحيث يعلن وبملئ الفم (ليس مره أخرى never again).

    وفي المقابل إذا كانت نتيجة كل مآسي السودانيين مجرد وظائف لنخبة القوميات المهمشة والقوى المعارضة في اطار نظام الإبادة التمزيقي أو نظام شبيه، فإن ذلك لا يشكل قصر نظر يكرر المآسي وحسب، وانما كذلك خيانة لدماء ومعاناة الملايين من ضحايا المحارق .

    فإذا تم الإتفاق على النظام الديمقراطي، فلا بد في المقابل من مواءمته ليستجيب لمصالح القوميات المهمشة وحركاتها السياسية، وبما يحعله أكثر تعبيراً عن واقع البلاد، وأكثر استقراراً ورسوخاً، وفي ذلك يمكن تقديم المقترحات التالية :

    - الإتفاق على أن النظام الديمقراطي القادم يقوم على الديمقراطية التوافقية، فلا تخضع حقوق الإنسان كافة (السياسية والمدنية والإقتصادية الإجتماعية والثقافية…الخ) لمعيار الأغلبية والأقلية، ويتم السعى الى الاجماع ما أمكن، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا القوميات المهمشة والحقوق الثقافية.

    - الإتفاق على ان النظام الديمقراطي القادم نظام فيدرالي، يتأسس فيه المركز الديمقراطي بناء على اختيارات وأفضليات الأقاليم المكونة له وليس العكس.

    - الإتفاق على أن تكون الإنتخابات في كل المستويات – من مستوى المحلية والاقاليم الى المستوى الإتحادي – بناء على نظام التمثيل النسبي المفتوح وغير المقيد، بحيث يتم تمثيل القوى السياسية المختلفة مهما كان حجمها، خصوصاً حركات الهامش التي كثيراً ما كان النظام الإنتخابي يقصيها فتدفع الى حمل السلاح.
    - تسهيل التحالفات بين حركات الهامش، بحيث تتحول الى قوة انتخابية تنافس في اطار النظام الديمقراطي، فتعوض تركها للسلاح بمكاسبها الإنتخابية.
    - اعادة بناء أجهزة الدولة، خصوصاً القوات النظامية والقضاء، بما يضمن قوميتها ومهنيتها، واستيعاب مسلحي حركات الهامش في القوات النظامية الجديدة.

    واذا تم الاتفاق على مثل هذه المقترحات فستكون لحركات الهامش مصلحة في النظام الديمقراطي، مما يحل واحدة من أهم معضلات عدم الاستقرار السياسي مابعد الإستقلال، ويجعل النظام الديمقراطي نظاماً راسخاً.

    وكذلك تستوجب وحدة قوى التغيير الوضوح حول قضايا أخرى أشير اليها ببعض الإقتضاب :-
    · المخاوف من عدم الإستقرار اللاحق :
    تتخوف بعض القوى السياسية من أن يؤدي اسقاط النظام الى إنهيار السلطة المركزية والى عدم استقرار وفوضى لاحقين، وهذه مخاوف مشروعة، ولكنها بالنسبة لحركات الهامش مخاوف متحيزة، لا تراعي عدم الإستقرار القائم حالياً في المناطق المهمشة، حيث اقتلع الملايين من مناطق سكناهم واسلموا الى معسكرات النزوح واللجوء، واذا كانت السلطة المركزية لدى قوى سياسية ضامنة للإستقرار في المركز، فإنها بالنسبة لغالبية أهل الهامش مصدر الخطر والتهديد.

    وعلى كلٍ، يجدر بالقوى السياسية في الوسط الإيقان من حقيقة أنه لا يمكن المحافظة على أي استقرار في البلاد بدون تحولات سياسية وإقتصادية وإجتماعية شاملة وجذرية، ولأن النظام القائم يغلق باب أية إصلاحات حقيقية فإنه يقود البلاد الى المزيد من عدم الإستقرار والى الفوضى.
    كما تحتاج القوى السياسية الى تطوير حساسيتها تجاه معاناة ومآسي أهل الهامش، وذلك هدف في ذاته، تستدعيه الأخوة الإنسانية والوطنية، ولكنه كذلك أحد أهم عوامل بناء الوجدان المشترك الذي لا غنى عنه لرفو النسيج الإجتماعي الممزق وإعادة بناء اللحمة الوطنية. وكلما تباعدت القوى السياسية عن قضايا ومصالح المناطق المهمشة كلما دفعت قوى الهامش الى تبني خيارات التفكيك.
    وفي المقابل يجدر بحركات الهامش النظر في مخاوف القوى السياسية ومخاطبتها واعتماد خطوات محددة للطمأنة، لأن عدم الإستقرار القائم والمتوقع في حال استمرار النظام، لا يعفي من أهمية ضمان الإستقرار مابعد اسقاط النظام، وفي هذا يمكن إقتراح الآتي :
    - التزام قوى المعارضة – خصوصاً حركات المقاومة المسلحة – بحل خلافاتها فيما بينها بالوسائل السلمية، وتوقيع ميثاق ملزم يحرم الإقتتال الداخلي واستهداف المدنيين ومصادرة السلطة بالقوة.

    - الإتفاق على حل جميع التشكيلات العسكرية الحزبية بعد اسقاط النظام واستيعاب مقاتلي حركات المقاومة في القوات النظامية الجديدة وتحريم حمل السلاح خارج هذه القوات.

    - الإتفاق على قيادة حملة واسعة بعد اسقاط النظام لجمع السلاح واستخدام جميع الحوافز المادية والمعنوية والقانونية لتحقيق ذلك.
    - الإتفاق على هيئة تحكيم من شخصيات ديمقراطية مستقلة عرفت بالإستقامة والنزاهة من أقاليم البلاد المختلفة للتحكيم في اي نزاع يثور بين القوى السياسية سواء في مجرى النضال أو ما بعد إسقاط النظام والإلتزام بأحكام هذه الهيئة أياً تكن.

    - أن تضع حركات المقاومة المسلحة – الى حين دمج مقاتليها في القوات النظامية الجديدة- لوائح انضباط معلنة لمقاتليها تعاقب اي تفلتات أو تجاوزات وتلتزم بتطبيقها، وإعلان طرائق تظلم واقعية لكل المحتجين على تصرفات مقاتليها، وإخطار اي متظلم بالإجراءات المتخذة في مظلمته.
    - الإتفاق المفصل حول ترتيبات الفترة الإنتقالية، بما يشمل الإتفاق على الدستور، والبرنامج، والسلطة الإنتقالية، وطرائق حل الخلافات، والإنتخابات…الخ.
    · تقرير المصير :

    تطرح دوائر في حركات الهامش تقرير المصير لأقاليمها إقتداء بنموذج الجنوب، وبإعتباره الحل العملي للإنفكاك من دولة الجلابة، ولكن تؤكد تجربة الجنوب أنه لا مناص من تغيير الخرطوم، لأن المركز غير الديمقراطي مركز عدواني بالضرورة، لذا لم يترك الجنوب (في حاله) بعد الإنفصال، فتآمر ويتآمر بتسليح المليشيات القبلية، مما دفع حكومة الجنوب لتأمين الدولة الوليدة بتبديد مواردها في الأمن والدفاع، خصماً على التنمية والخدمات، بل وخصماً على الحريات. اضافة الى أن أقاليم دارفور وجنوب كردفان / جبال النوبة والنيل الأزرق والشرق أقاليم أقل تجانساً من الجنوب، وبالتالي فإن الإنفصال دون تغيير الخرطوم سيجعل الإنقاذ تحارب بالوكالة حرباً أرخص تخاض بدماء المهمشين أنفسهم، وبعد ان ترهق حروب الوكالة الأقاليم المهمشة تعيد إجتياحها من جديد.

    · الجلابة:
    الجلابة مفهوم طبقي إثني أدخله في الإستخدام السياسي الشهيد عبد الخالق محجوب للدلالة على فئة التجار من قبائل الشمال النيلي التي تستثمر في الأقاليم المهمشة ولكنها لا تعيد توظيف أرباحها الناجمة عن التبادل غير المتكافئ في هذه الأقاليم مما يعيقها عن التنمية ويشكل استغلالاً لها. وترجع جذور غالبها الى قبائل الجعليين والشايقية والدناقلة. والجلابة في الغالب الأعم فئة عنصرية، تعيد انتاج سلطتها السياسية والإجتماعية في إطار من التجزئة وبغطاء من الإستعلاء الإثني والثقافي، ولكن رغم ذلك من غير الصحيح الإستنتاج بأن اي فرد من تلك القبائل هو بالضرورة (جلابي). مثل هذا الشطط في التفكير يتعامى عن الحقيقة البديهية بوجود مهمشين أو مستضعفين في تلك القبائل، ويجرِّم أناس على أشياء لم يختاروها، فما من أحد يختار أبويه أو أصله، ولهذا لا يمكن أن يكون الأصل الإثني أو القبلي مناط مساءلة. ولو كانت الأزمة القائمة أزمة أصول قبلية فإن حلها الوحيد الممكن إبادة مضادة ! مما يعني مواصلة نهج الإبادة مع تغيير الضحايا فقط (!)
    ومثل هذا الخلل في التفكير يدعم خطاب النظام الدعائي بتوصيفه للصراع كصراع هوية وحسب، هذا في حين أنه في جوهره صراع إجتماعي سياسي وثقافي ، الهوية واحدة فقط من مكوناته ، وتوظف النخبة الحاكمة الهوية الدينية والإثنية والثقافية كغطاء لهيمنتها وامتيازاتها، لخلق اصطفافات زائفة تقسم بها معسكر المستضعفين، وتخوف بها أقسام منهم للإصطفاف خلفها تحت دعاوى تهديد (الثقافة العربية الإسلامية) أو (كل الوسط) أو (كل أولاد البحر) ! وإذ يتطلب الكفاح ضد دولة الجلابة وخطابها الفكري والدعائي الكفاح ضد الإستعلاء الإثني والثقافي، وضد العنصرية، فإن هذا الكفاح يتطلب أيضاً وحدة جميع المهمشين غض النظر عن أصولهم الثقافية والإثنية.
    ولكن الإستخدام الجزافي لمفهوم الجلابة، بحيث يشمل كل فرد من قبائل الشمال النيلي، اضافة الى خطئه الفكري، والإنساني والأخلاقي، كذلك خاطئ من الناحية السياسية العملية، فهو يساوي بين اناس كعمر البشير والطيب مصطفى وأناس مثل أمين مكي مدني وكمال الجزولي بدعوى أنهم جميعاً (جلابة) ! ومثل هذه الجزافية التي تؤسس على (الأصول) القبيلة وليس على المواقع والإختيارات الإجتماعية تذهل عن حقيقة وجود مركز في الهامش، وان أناس كأحمد هارون ولام أكول ومركزو وكرمنو، هم عملياً جزء لا يتجزأ من دولة الجلابة التي لم تعدم طوال تاريخها من أمثالهم. كما يحرم مثل هذا التفكير حركات الهامش من حلفائهم الموضوعيين (القوى الديمقراطية في الوسط)، ويضعف بالتالي حركات الهامش والقوى الديمقراطية معاً، والأهم، انه يدعم موضوعياً نظام الإبادة التمزيقي، لأنه يحول الصراع من كونه صراعاً بين الطغيان والديمقراطية، وبين المظالم والعدالة، الى صراع قبلي بين القبائل السودانية المختلفة.
    · العلمانية :

    شكلت آيدولوجية النظام القائمة على الأصولية الدينية أحد أسباب الإبادة، فقد أجازت هذه الآيدولوجية بإدعاءاتها المطلقة إستخدام شتى الوسائل من أجل الغاية المدعاة بأنها غاية دينية وسامية سمواً مطلقاً، فأجازت الكذب وإستباحة المال العام، ومصادرة الحريات والفصل للصالح العام وقطع الأرزاق والتعذيب، وإنتهت الى نموذجها السياسي الكامل في المناطق المهمشة – بقصف المدنيين وحرق القرى والقاء الأطفال في النيران المشتعلة واغتصاب النساء وردم وتسميم الآبار وقطع الأشجار، الى آخره من أساليب حرب الجنجويد- الحرب بلا عقل وبلا عقال من أي قواعد إنسانية أو أخلاقية أو دينية أو قانونية.
    وهكذا فإن أحد ضمانات عدم تكرار الجرائم والإنتهاكات رفض الدولة الدينية، ذلك انها وبحكم إدعاء الحاكم فيها التحدث بإسم الله، تنتهي، بالضرورة، وفي جميع حالاتها، كما يؤكد التاريخ الإنساني والسوداني، تنتهي الى تجريم الرأي الآخر وشيطنة المعارضين وسفك دمائهم، والى تقييد حرية الفكر والعلوم والفنون، والى إذلال النساء، وغمط حقوق أصحاب الإديان الأخرى، والى تقييد الحريات الشخصية وتنصيب الشائهين والمنحرفين رقباء على الناس وضمائرهم.

    وتقارب القوى السياسية رفض الدولة الدينية بدرجات متفاوتة، وبحسب منطلقاتها الفكرية، وفيما تصل قوى الى طرح العلمانية الصريحة، فإن قوى أخرى، رغم أنها تدعو للديمقراطية، الا أنها وبسبب استنادها الى مرجعية دينية، تطرح صيغ (مخففة) كالدولة المدنية، وتبدو العلمانية بالنسبة لها – بحكم التشويه الدعائي للمصطلح – كإحراج أمام مرجعيتها. وواضعين في الإعتبار هذا الواقع، فمن الخطأ الإصرار على النص على مصطلح العلمانية كشرط للتحالف لإسقاط النظام، والأجدى بدلاً من استثارة صراع بين العلمانية وغير العلمانية وحول المصطلحات ، يطغي ويغطي على الصراع الأساسي حالياً بين الطغيان والديمقراطية، الأجدى الإتفاق على المبادئ الرئيسية للمفهوم، مثل كفالة حقوق الإنسان وفق المواثيق الدولية، خصوصاً المساواة في الكرامة الإنسانية غض النظر عن الدين أو النوع أو العرق، ومساواة المرأة بالرجل في الحقوق، واستقلال القضاء، وحرية المعتقد، وحرية البحث العلمي، وحرية الفنون، وعدم قداسة اي برنامج سياسي…الخ.
    · الموقف من الإسلاميين :

    كان إنقلاب الإنقاذ من تدبير وتنفيذ الحركة الإسلامية، وبذلك تتحمل مسئولية جرائمه أخلاقياً وسياسياً، ولكن نتيجة للتجربة نفسها، حدث فرز وسط الإسلاميين، فبينما يتولى التيار الرئيسي كبر الإستبداد والفساد، تمايزت تيارات اخرى وشخصيات، ووصلت في بعض حوافها التي يعبر عنها الدكتور الطيب زين العابدين الى تبني واضح ومستقيم للديمقراطية، وتراجع تيارات أخرى تجربتها وتصل بهذا القدر أو ذلك الى مبادئ رئيسية في الديمقراطية، كما في المؤتمر الشعبي والإسلاميين الذين تحولوا الى حركة العدل والمساواة.
    واتخاذ موقف صحيح من الإسلاميين يعزز من فرص نجاح التغيير وسرعته ويقلل من التكلفة الإنسانية له، كما يقوي احتمالات الإستقرار مابعد اسقاط النظام.
    والموقف الصحيح لا بد ويجمع ما بين المبدئية والمرونة السياسية العملية، فيفتح المجال لإستيعاب التيارات والشخصيات التي تعارض الإستبداد والفساد، وفي ذات الوقت يضع أسساً للإنتقال الديمقراطي، لا يمكن تجاوزها او تخطيها، مثل :-

    - الإلتزام بحقوق الإنسان وفق المواثيق والمعايير الدولية.
    - لا يمكن للإسلاميين مطلقاً الإحتفاظ بثمار (التمكين)، فلا بد من إعادة بناء جهاز الدولة بما يجعله قومياً ومهنياً، وبما يفصله عن هيمنة الإسلاميين، ومن ذلك، وخصوصاً، اعادة المفصولين للصالح العام بقرار سياسي، واعادة النظر في التعيينات التي تمت على اساس سياسي وتعيين شخصيات قومية لقيادة أهم مؤسسات وأجهزة الدولة، خصوصاً القضاء، والقوات النظامية، والبنوك، وأجهزة الإعلام، والجامعات، مع اعادة النظر في الشهادات الأكاديمية التي منحت دون أسس علمية.
    - ولا بد من حل تشكيلات الإسلاميين العسكرية الحزبية كالدفاع الشعبي والأمن الشعبي والشرطة الشعبية، وحل تنظيمات الإسلاميين في الأجهزة التي لا تحتمل الإنتماء الحزبي كالقضاء والقوات النظامية بصورة نهائية يتم التحقق منها.
    - محاكمة أبرز منتهكي حقوق الإنسان، وتسليم عمر البشير وأحمد هارون للعدالة الدولية، ومن بعد ذلك، اعمال آليات العدالة الإنتقالية والحقيقة والمصالحة، بما في ذلك تعويض الضحاياً مادياً ومعنوياً.
    - استرداد الأموال المنهوبة، وتبلغ في أدنى التقديرات ما لايقل عن الـ 30 مليار دولار، وهي مبالغ كافية لتعويض الضحايا (خصوصاً في مناطق الهامش) ولتمويل مشاريع مجدية لتوظيف العاطلين عن العمل من الشباب.

    2 – وحدة الهدف :
    اذا تم الإتفاق على القضايا المشار اليها سابقاً، فإن قوى التغيير تكون قد توحدت بصورة عميقة وليست شكلية، اي إتفقت على إسقاط النظام، وعلى بديله الديمقراطي – الديمقراطية كنظام للحكم، وفي جهاز الدولة، وكحريات وحقوق، بما يشمل الحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكعلاقة بين أقاليم البلاد المختلفة، وبين القوى السياسية، وفي حل خلافاتها.
    وفي حال تصاعد الهجوم الثوري ضد النظام غالباً ما يلجأ الى تقديم تنازلات تربك وتقسم قوى التغيير من جديد، أو يحدث انقلاب قصر يقدم تنازلات ليحافظ على ركائز (التمكين)، وفي الحالتين تتفادى قوى التغيير الإرتباك لو اتفقت على الحد الأدنى المفصل لمطالبها، مثل ضمان حقوق الإنسان وفق المواثيق والمعايير الدولية، وإعادة بناء جهاز الدولة، وحل التشكيلات العسكرية للاسلاميين، ومحاكمة أبرز منتهكي حقوق الإنسان، وتسليم عمر البشير وأحمد هارون للعدالة الدولية، واستعادة الأموال المنهوبة…الخ، فإذا تحققت هذه المطالب يكون قد تم تفكيك الاستبداد عملياً، وإذا لم يتم تحقيقها يتواصل الكفاح حتى يصل الى غاياته النهائية.
    3- الشكل التنظيمي لوحدة قوى التغيير :

    شكلت قوى الإجماع خطوة في توحيد قوى التغيير، ولكنها غير كافية، ومعيبة من عدة جوانب، فلم تشمل حركات المقاومة في دارفور، ولم تستوعب تعقيدات مابعد انفصال الجنوب واندلاع الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولم تستوعب الجماهير غير الحزبية، كما ان الصيغة القائمة غير عادلة وغير عملية في مساواتها بين القوى الرئيسية وبين قوى غير فاعلة، من بينها (يافطات) بلا نشاط، وبلا عضوية معتبرة، وبلا تقاليد تنظيمية، مما يسهَّل إختراقها أمنياً.
    وفي المقابل فإن تحالف كاودا بين الحركة الشعبية وحركات المقاومة في دارفور جمع أهم حركات الهامش، وهي أكثر القوى دينامية في السياسة السودانية، ولكنه لم يشمل القوى السياسية المدنية الرئيسية، وتعكس وثيقته الأولية المنشورة عزلته النسبية عن قوى الثقافة والخبراء.
    والأفضل أن تبدأ القوى الرئيسية الحوار من أي نقطة، كتحالف كاودا، لتطويره بحيث يشمل القوى الرئيسية المدنية والعسكرية، ويعتمد قيادة جماعية تكون نموذجاً للسودان الفيدرالي المأمول، وتتفق على آلية محددة لإشراك الجماهير غير الحزبية في القطاعات المهنية والمدن والأنشطة المختلفة، وعلى آلية لإشراك الأحزاب الصغيرة بما يتفق ووزنها، وإشراك الحركات الشبابية الجديدة، وكل ذلك بما لا (يبهل) الهيئات القيادية في المستويات المختلفة.

    ولأن وحدة قوى التغيير من أهم شروط الإنتصار، فستتعرض على الدوام لتخريب شديد، والأفضل للنواة الصلبة الأولية البناء على حقيقة انه رغم التخريب الواسع في القوى السياسية وتردد بعض القيادات ومراوحتها يوجد تيار رئيسي مع التغيير في كل أحزاب المعارضة الأساسية، ويمكن بالتناصر المتبادل واتزان الخطاب والإنشغال بالمعركة الرئيسية مع المؤتمر الوطني بدلاً عن المعارك الجانبية والإنصرافية، يمكن توحيد قوى التغيير كعملية نضالية في ذاتها.

    4- وحدة وتكامل وسائل الكفاح :
    في الكفاح ضد النظام الشمولي تتضافر وتتكامل وسائل الكفاح المسلح، والعمل السياسي الجماهيري، والدبلوماسي، والإعلامي، والثقافي والإبداعي، وعلى قوى التغيير ان تحترم وتطور كافة وسائل الكفاح.
    واتعاظاً بالتجارب السابقة فإن القوى المدنية الديمقراطية تحديداً مطالبة بتفعيل كفاحها السياسي الجماهيري بحيث يوازي الكفاح المسلح من حيث الفاعلية، وفي ذلك ما يقنع حركات المقاومة المسلحة بجدوى التحالف مع القوى المدنية، وبجدوى العمل على قاعدة الحفاظ على ماتبقى من وحدة البلاد.
    وجدير بالإعتبار ملاحظة أن العمل الجماهيري يتأسس على مبدأ التراكم، فالمعركة الفاصلة النهائية إنما تراكم للمعارك الجزئية والمحدودة، ولذا ليس ضرورياً أن تطرح أي معركة من المعارك هدف إسقاط النظام، ولتبدأ المعارك حول رفض إذلال النساء، أو رفض نزع الأراضي في الشمالية، أو تلوث المياه في العاصمة، أو قضايا المزارعين في الجزيرة، أو مطالب عمال الكلات في بورتسودان، أو ضد الإنتهاكات في الأقاليم المهمشة، أو لأجل حقوق الأطباء والمهنيين الآخرين، أو ضد الرقابة على الصحف، …الخ، فأياً تكن المطالب الجزئية فهي لا غنى عنها في مراكمة القوى وتنظيم الجماهير في اتجاه المعارك الكبرى والفاصلة.
    وتتكامل وتتصاعد أشكال الكفاح المختلفة، خصوصاً الكفاح المسلح والعمل السياسي الجماهيري، لتتوج في النهاية بالهجوم الشامل والواسع على النظام واسقاطه.
    5 – الفاعلية :
    لتتحقق فاعلية قوى التغيير لا بد من الآتي :
    i. قاعدة تمويل مالي مستقلة :

    المال عصب النشاط السياسي، واذا تغاضت قوى التغيير عن ضرورة وجود تمويل منتظم ومعقول لأنشطتها فستضعف فاعليتها وستعمل بنظام رزق اليوم باليوم العشوائي الذي يضعف النشاط ويبدد الجهود والإمكانات. والإعتماد على ممول واحد أو ممولين محدودين يضعف الإستقلالية، ولذا يمكن لقوى التغيير أن تنظم حملة واسعة للتبرع وسط المهاجرين السودانيين، وهم ملايين، يشكلون الطبقة الوسطى الحقيقية، ولديهم إستعداد عالي للعطاء، ولكن أحبطتهم التجارب الجهيضة السابقة، والواجب تجويد التحالف الجديد بما يشيع الأمل بينهم، خصوصاً فيما يتعلق بالجدية والنزاهة والشفافية.
    ii. مكافحة (الغواصات) الأمنية :-

    الإختراقات الأمنية من أهم الآليات التي إستخدمها النظام الشمولي في تخريب الحياة السياسية والمدنية وفي تلويث مناخ العمل العام، ولا يمكن تصور كفاح منتظم وناجح بدون مكافحة (الغواصات) الأمنية. ويتطلب ذلك وضوح الأهداف السياسية، ووضوح اللوائح والضوابط المنظمة للعمل، والعناية بالتربية السياسية والتدريب وبناء القدرات، وتعاون القوى الرئيسية في تبادل المعلومات، واعتماد مبدأي المتابعة والمساءلة تجاه الممارسات الغريبة. ووجود هيئة مختصة لتأمين هيئات وأنشطة قوى التغيير، تتنزل الى المستويات المختلفة، وتضع موجهات واضحة حول التأمين وتتابع تنفيذها، وتدرب الكوادر والنشطاء على اساسيات التأمين، وتدرس أية تسربات او خروقات او ضربات وتتخذ الإجراءات اللازمة، اضافة الى اتخاذها الإجراءات الوقائية المضادة.
    كما لا بد من إعتماد لا مركزية واسعة في الأنشطة الرئيسية، على مثال (الفوضى الخلاقة)، فتتأسس عشرات المنابر بدلاً عن منبر واحد مركزي يسهل إختراقه وتخريبه، كمثال عشرات الصحف الإلكترونية وصفحات الفيسبوك تتبادل فيما بينها الأخبار والمواد والخبرات، فإذا خربت إحداها إستمرت الأخريات.

    iii. إشراك الخبراء والمثقفين :
    اذا كانت القيادات الإستبدادية تدعي معرفة كل شيء في كل المجالات بأفضل من كل الناس، وتتسم بالنزق وبكراهة المثقفين والخبراء والخوف منهم، فإن القيادات الديمقراطية بالمقابل تعلم بأن دورها القيادي المثمر ليس في إدعاء المعرفة المطلقة وإنما في تجميع وتنسيق اسهامات كل المتاحين لها من المثقفين والخبراء بقدراتهم وإمكاناتهم المتنوعة، وتعلم بأنه ما من كتلة تاريخية جديدة أهداها التاريخ إنتصاراً حاسماً وراسخاً الا إذا كانت ارفع من القوى القديمة فكرياً وثقافياً وسياسياً واخلاقياً.
    ولذا يجدر بقوى التغيير الا تستند على معارف قياداتها السياسية وحدها، وان تشرك الخبراء والمثقفين في وضع تصوراتها وبدائلها، خصوصاً وان في المجتمع السوداني كفاءات وخبراء مميزين في شتى المجالات والتخصصات، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر:
    فاروق أبو عيسى، على محمود حسنين، كمال الجزولي، سليمان بلدو، طه ابراهيم، سيف الدولة حمدنا الله، حاتم السر ، نبيل أديب ، عبد الرحمن ابو القاسم ، عبد العزيز سام ، كمال عمر ، مجدي النعيم، ابو بكر عبد الرازق، بارود صندل، جلال السيد، علي السيد ، ازدهار جمعة ، (خبراء ومختصون في الدستور والقوانين والعدالة الإنتقالية) امين مكي مدني، عبد الله النعيم، أسماء محمود، محمد الحافظ، عثمان حميدة، زينب عباس، أمير محمد سليمان، خنساء الكارب، الباقر العفيف، مضوي ابراهيم، عبد المنعم الجاك، فهيمة هاشم، بشير بكار علي العجب ، نجلاء الماحي ، عبد المجيد صالح ، عبد الرحيم بلال ، محمد بدوي ، عبد الباقي جبريل (حقوق إنسان) ابراهيم البدوي، محمد ابراهيم عبده كبج، بشير عمر، صديق أمبدة، فاروق محمد إبراهيم ، علي عبد القادر، عدلان الحردلو، عطا البطحاني، تيسير محمد أحمد، فاطمة بابكر، ابراهيم النور، سليمان حامد ، سليمان حامد ، صدقي كبلو ، صديق عبد الهادي ، منيف عبد الباقي ، بشارة سليمان ، رمضان حسن ، محمد يوسف احمد المصطفى، محمد علي جادين ، احمد سعيد عبد الرحمن، عابدة المهدي، حسن ساتي، كمال ابراهيم احمد، محمد فتحي ابراهيم (مو) ، ابوعبيدة الخليفة (الإقتصاد) سلمان محمد احمد سلمان، معاوية شداد ، كامل ابراهيم ، جلال الدين الطيب، بابكر محمد الحسن، محمد سليمان (الموارد والبيئة) محمد الأمين التوم، قاسم بدري، مهدي امين التوم، عثمان إبراهيم عثمان (التعليم) أحمد إبراهيم دريج، شريف حرير، آدم الزين، الطيب زين العابدين، عبد الغفار محمد أحمد ، علي ترايو ، عبد الله آدم خاطر ، محمد ابو آمنة (الفيدرالية) منصور خالد، حيدر ابراهيم علي، عبد العزيز الصاوي، عمر القراي، عبد الله بولا، ابكر آدم اسماعيل، عبد الله جلاب، امين زكريا، حسن موسى، محمد عثمان مكي، محمد جلال هاشم، محجوب شريف، هاشم صديق، عالم عباس، الياس فتح الرحمن، محمد الحسن سالم حميد، محمد طه القدال، أحمد عباس ، زينب كباشي ، صلاح الزين ، عبد السلام نورالدين ، فهيمة زاهر ، يحي فضل الله، عبد المنعم الكتيابي، عبد المنعم رحمة، عبد العزيز بركة ساكن، الشفيع الضو، عاطف خيري، هشام عمر النور، المحبوب عبد السلام، عبد الوهاب الأفندي، الواثق كمير ، بشرى الفاضل ، أحمد حسين آدم ، ابوذر عبد الباقي ، سالم أحمد سالم ، علي ترايو ، مهدي اسماعيل ، محمدين اسحق (قضايا الفكر والاجتماع والثقافة ) محجوب محمد صالح، التيجاني الطيب، آمال عباس، لبنى أحمد حسين، فتحي الضو، فيصل محمد صالح، مرتضى الغالي، فيصل الباقر، طلحة جبريل، صلاح عووضة، فايز السليك، حيدر المكاشفي، السر مكي، وائل محجوب، محجوب عروة، نور الدين مدني، نجيب نور الدين، سعد الدين ابراهيم، كمال كرار ، أبو ذر الأمين، جعفر السبكي، رشا عوض، كمال الصادق، قرشي عوض، تاج السر حسين ، مصطفى سري ، محمد ناجي ، واصل علي ، الرشيد سعيد ، فوزي بشرى ، عبد العزيز البطل ، عمار عوض . اشرف عبد العزيز، أمل هباني، فاطة غزالي، ناهد محمد الحسن، عبد المنعم سليمان، قمر دلمان ، الفاتح جبرا ، بثينة الله جابو ، أحمد سرالختم ، أنور عوض ، علاء الدين بشير ، ام سلمى الصادق ، وائل طه، عبد الفتاح عرمان، بكري ابوبكر، فوزي بشرى ، محمد كبير الكتبي ، جعفر عباس ، أمير صديق وكتاب وصحفيي الصحافة الالكترونية مثل سارة عيسى ، ثروت قاسم ، نجلاء سيد أحمد ، نصر الدين هجام ، هشام هباني ، ياسر الشريف ، معاوية الصائم ، محجوب حسن حماد ، ابراهيم النعمة ، سيف النصر، مرتضى جعفر ، عادل عبد العاطي ، ابوبكر صالح ، آمنة مختار ، تراجي مصطفى ، شوقي بدري ، مصطفى محمود ، خالد العبيد ، دكتور المشرف ، صبري الشريف ، محمد سليمان ، بدرالدين الأمير ، عبد الرحمن بركات ، فايز القاضي ، آدم صيام …الخ (الإعلام) بلقيس بدري، ماجدة محمد أحمد علي، رباح الصادق، ندى مصطفى، عائشة الكارب، نعمات كوكو، احسان فقيري، زينب بدر الدين، هالة الكارب، عواطف عبد القادر، احلام ناصر، هادية حسب الله (قضايا النوع).
    وهؤلاء الذين أسعفتني بهم ذاكرتي الضعيفة في جلسة واحدة، وهم يعرفون غيرهم من الخبراء والمختصين والنشطاء في مجالاتهم، ولا يمكن تصور سياسات وبرامج بديلة ملهمة لا يشترك فيها مثل هؤلاء وغيرهم، ولذا الأفضل لقوى المعارضة قبل صوغ برنامجها النهائي دعوة ارفع العقول من الخبراء والمثقفين والنشطاء الى مؤتمرات وورش عمل متخصصة في القضايا الرئيسة ، كالدستور، والترتيبات الإنتقالية ،والإقتصاد، والفيدرالية، والتعليم، والصحة ، والثقافة والإبداع، والإعلام،…الخ، ويتيح تطور تكنولوجيا الإتصالات تنظيم هذه المؤتمرات دون الحاجة الى جمع جميع المشاركين في حيز جغرافي واحد، وتخلص هذه المؤتمرات الى سياسات بديلة وتوصيات برامجية، وتنتخب من بين أعضائها هيئات إستشارية متخصصة لمساعدة القيادة السياسية الموحدة لقوى التغيير.

    iv. روحية جديدة :
    يتطلب الإنتصار أن تهتم قوى التغيير بالمناخ المعنوي، فتتعهد بناء روحية جديدة وسط القيادات والكوادر والنشطاء، تقوم على حقيقة أن الإنتصار على العدو يبدأ بالإنتصار على أهواء النفس، فتشيع روح الإنضباط والإلتزام وتكريس النفس لخدمة الشعب والتضحية لأجله، وتكافح الإنتهازية وممارسات التفسخ المعنوي والإستغراق في الملذات الشخصية وتبديد الموارد في السفه، كما تكافح العن(.........)ة والفشخرة والإهتمام بربط (الكرافتات) بأكثر من الإهتمام بالنضال.

    وفي ذلك لا بد أن يمثل القادة نماذج للإقتداء، ويضعون التوجيه والتدريب السياسي وبناء القدرات كأولوية، تعتمد المناهج التربوية الحديثة، ويتفرغ لها أناس مختصون، وتكرس لها موارد، وتتابع غض النظر عن الحالة السياسية في صعودها وهبوطها.

    وكذلك اقترح وضع ضوابط يتم التحقق من تنفيذها تجعل الكوادر والنشطاء يتصرفون كممثلين لجماهير تتعرض للإبادة وتعيش الملايين منها في معسكرات النزوح واللجوء.


    v. التركيز على القضايا المعيشية والخدمية :
    هدف التغيير تغيير حياة الجماهير، ولا يمكن تحقيقه بدون حركتها المنظمة المتصاعدة، إبتداء من القضايا الحياتية اليومية، والقضايا السياسية، والثقافية، وانتهاء بالصراع على السلطة واسقاط النظام.
    وتترسخ قوى التغيير كقائدة للجماهير كلما ارتبطت بالقضايا الراهنة والملموسة للجماهير، كالغلاء، وتدهور خدمات التعليم والصحة، وشح وتلوث مياه الشرب، ونزع الأراضي، وقطوعات الكهرباء، والرسوم الدراسية، وقهر واذلال النساء، وعطالة الشباب، والمطالب المهنية،…الخ.
    ويتبدى الدور القيادي ليس فقط في التعبئة والتنظيم، وانما كذلك بجمع المعلومات والبحث في القضايا الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، وبتقديم البدائل.
    الشباب والطلاب كأولوية :

    في مقابلة مع صحيفة السوداني مؤخراً قال عمر البشير بأن نظامه لن يواجه إنتفاضة على غرار الإنتفاضات العربية لأنه مدعوم من الشباب والطلاب، وهو كاذب كالمعتاد، فالشباب يعانون من العطالة وإنسداد الأفق، اضافة لمعاناتهم الأخرى متعددة الأوجه مع جماهير شعبهم، ولكن تصريح رأس النظام يشير لمعرفته بمصدر الخطر الرئيسي ويؤكد سعيه للتحسب له.

    وقد انتبهت الحركة الإسلامية باكراً للدور الطليعي للشباب – خصوصاً طلاب الجامعات – فهم شريحة إجتماعية دينامية تتسم بالوعي، ويتواجدون في تجمعات كبيرة تتيح التنظيم والحشد، اضافة الى أنهم يؤثرون في تركيبة المهنيين والقوات النظامية وغيرها من المجالات والمؤسسات، وقد سعى المؤتمر الوطني دوماً الى تخريب العمل السياسي للقوى المعارضة في الجامعات، خصوصاً بالإختراقات الأمنية للمنظمات الطلابية، وبإستخدام العنف، وتحطيم المنابر وابتذال وتسطيح المناقشات، ولكن رغم كل ذلك ظلت الحركة الطلابية حية تقض مضاجع الطغيان.
    وأهم تحدي يواجه قوى التغيير تنظيم المزاج العام الديمقراطي والمعادي للإنقاذ وسط الشباب والطلاب، وفي ذلك اقترح وضعهم كأولوية، وإنتداب أفضل القيادات والكوادر للعمل بينهم، ودعم أنشطتهم، وتشجيع تعدد وتنوع المنابر، ودعم مبادراتهم العفوية والمستقلة، وتشجيعهم على (الفوضى الخلَّاقة) بتشكيل تنظيمات كثيرة دون رابطة مركزية فيما بينها، بحيث يصعب على الأجهزة الأمنية إختراقها جميعاً ووضعها تحت السيطرة. ويتحقق التنسيق العملي بينها بوحدة الهدف وتبادل المعلومات والخبرات والتضامن في الأنشطة والفعاليات المختلفة. ولاحقاً حين تنكسر شوكة النظام تؤسس التنظيمات المتنوعة رابطة مركزية مشتركة فيما بينها بحيث تضمن تمثيلها والتعبير عن قضاياها في مؤسسات الإنتقال وفي الإنتخابات الديمقراطية في حال رأت خوضها ككتلة منفردة.
    . حقوق النساء :

    قهر واذلال النساء من النتائج الحتمية والضرورية لنظام الإنقاذ الأصولي، مما يجعل غالبية النساء في موقع العداء معه، وحتى قطاعات النساء اللائي يتم استلابهن بالفكر الأصولي السلفي يختلفن عن الرجال في أن إستلابهن يصطدم يومياً بكرامتهن ومصالحهن- مصالحهن في الدنيا والآخرة، لأن الفكر السلفي يصادر حتى سعادتهن الأخروية بتصوره للجنة كمرتع لملذات الذكور وحدهم !
    واصطدمت نساء السودان دوماً بالسقف الواطي المتاح لهن في ظل الإنقاذ، فصارعن المقاييس الشائهة والمنحرفة لتحديد أطوال الفساتين، وقرارات والي الخرطوم بتقييد عمل النساء، واجراءات السفر بشرط المحرم، والتمييز غير المعلن في التخديم والترقي، وصارعن ويصارعن قانون النظام العام الذي الهب ظهور مئات الألوف منهن ولا يزال.
    ولا كرامة للنساء في ظل سلطة اصولية، ولذا فإن النساء يشكلن معارضة قائمة وقابلة دوماً للإتساع.

    وللنساء الديمقراطيات نضالات ومبادرات ومآثر ومنابر في الكفاح ضد القهر والإذلال، اقترح على قوى التغيير أن تدعمها، وأن توسع وتعمق من طابعها الشعبي، فتمدها الى الجامعات، والى العاملات، والفئات الشعبية الواسعة كستات الشاي وبائعات الأطعمة، والمهمشات في أحزمة الفقر بالمدن والعاصمة خصوصاً.
    والإعلام كأولوية :
    ارتكب نظام الإنقاذ في المناطق الهمشة جرائم أفظع مما فعلته اسرائيل عند اجتياحها لقطاع غزة، وفيما حظى الفلسطينيون بتعاطف واسع، الا ان معاناة جماهير الهامش السودانية المضروب عليهاً (نقاباً) تستثير تعاطفاً أقل، والخلاصة واضحة، ضعف التغطية الإعلامية.

    واذا كانت الإنقاذ تتصرف على اساس أهمية الإعلام في الأزمنة الحديثة رغم فواتها التاريخي، فتكرس له الموارد المادية والبشرية الضخمة، فيجدر بالكتلة التاريخية الجديدة ان تترجم حداثتها بإجادة التحدث بلغة العصر.
    واقترح كأولوية قصوى أن تؤسس قوى التغيير إذاعة وقناة فضائية، وأن تشجع وتدعم المجموعات الديمقراطية المختلفة لتأسيس إذاعات وقنوات فضائية. ولا يمكن قبول التقصير الفادح في هذا بالتحجج بالإمكانات، فهناك إمكانات، ولكنها تصرف على أولويات أخرى، وتظل تلك الأولويات خاطئة لأنها لم تضع الإعلام في مقدمة أجندتها.
    وكذلك اقترح تشجيع ودعم تأسيس صحف ومجلات وعشرات الصحف الإلكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي.

    توثيق ونشر الإنتهاكات والخراب والفساد :
    لا يزال توثيق إنتهاكات حقوق الإنسان (التعذيب، القتل، التهجير القسري، الفصل من العمل…الخ) وتخريب المجالات والمؤسسات المختلفة (تخريب التعليم والصحة والبيئة والقضاء والخدمة المدنية والقوات النظامية والسكة حديد ومشروع الجزيرة وتخريب النسيج الإجتماعي والقيمي والأخلاقي )، وتوثيق فساد السلطة، لا يزال في غالبه الأعم توثيقاً ضعيفاً وفردياً لا يوازي حجم هذه الظواهر.

    صحيح هناك إشراقات مميزة، كتوثيق مركز الدراسات السودانية لأوجه عدة، وتوثيق البروفيسور محمد الأمين التوم لتخريب التعليم العالي، وتوثيق الدكتور سعد مدني للفساد، وتوثيق مركز الخرطوم والمركز الافريقي لإنتهاكات حقوق الإنسان، ولكن المطلوب أن يكون التوثيق جهداً جماعياً مخططاً يمتد لكافة المجالات ويتجدد دورياً لتغطية الفترات المختلفة.

    واقترح لقوى التغيير أن تفرغ باحثين ومختصين توفر لهم الموارد اللازمة للقيام بهذه المهمة. وخلاف فائدة ذلك العلمية والتاريخية، لها اهميتها الحاسمة في تطوير العمل الإعلامي المعارض للنظام بإستناده على المعلومات والبحوث والدراسات، بدلاً عن ترداد الشعارات العامة والأحكام الاجمالية التي لا تخلف أثراً عميقاً ومستداماً.

    x. الرئة الخارجية :
    تضعف السيطرة الأمنية للنظام خارج البلاد، وهناك ملايين السودانيين بالمهاجر، غالبيتهم ديمقراطيون ومعارضون للإنقاذ، ومنهم عديدون في اوضاع اقتصادية تتيح المساعدة، ومنهم من لهم قدرات وصلات إعلامية، ومن لهم علاقات ديبلوماسية.

    واذا ما استطاعت قوى التغيير تفعيل وتنظيم مساهمات هذه القوى الهائلة ستكون خطت خطوات حاسمة في طريق اسقاط النظام.

    وكأولوية قصوى يستطيع السودانيون في المهاجر تنظيم حملة واسعة لإغاثة المتضررين من الحرب، في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، بجمع التبرعات المادية والعينية، والأدوية والمستلزمات الطبية، وتنظيم تطوع الأطباء والعاملين في الحقل الصحي للعمل في المناطق المحررة، وتنظيم زيارات للمثقفين والمبدعين للمساعدة في بناء القدرات وفي الندوات والفعاليات الإبداعية.

    كما يمكن أن يشكل المهاجرون قاعدة إقتصادية مهمة لتمويل النشاط المعارض، خصوصاً بناء المؤسسات الإعلامية (بالأخص الإذاعات والقنوات الفضائية)، وكمثال اذا انتظمت حملة مساهمات تجمع (50) دولار من المهاجر الواحد وساهم (10) آلاف شخص فقط، فإن المبلغ الإجمالي يمكن أن يؤسس قناة فضائية.

    والأهم أن يوظف المهاجرون قدراتهم الدبلوماسية والإعلامية، وضغوطهم الشعبية (كالتظاهرات المنتظمة والمتسعة أمام مقرات الأمم المتحدة في العواصم العالمية الرئيسية) ليتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في حماية المدنيين السودانيين بفرض حظر طيران فوق دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. وهذا هدف هام وحاسم، إنسانياً وأخلاقياً بإيقافه المقتلة الجارية للمدنيين، وكذلك سياسياً ومن حيث توازن القوى، فقوات الإنقاذ إنما تتفوق على حركات المقاومة بسلاح الطيران، فإذا حيد فإن الإنقاذ لا قبل لها بقوى التغيير.

    فعالية الكفاح المسلح :

    هذا تخصص العسكريين، وسبق وقال أحدهم، وبحق، ان قادة الإنقاذ شذاذ آفاق عنصريون لا يعبأون بمعاناة أهل الهامش وقتلهم بعضهم البعض، ولكنهم يعبأون إذا طالتهم الحرب في مركز السلطة، وهذا ما تؤكده تجربة واحد وعشرين عاماً مع الإنقاذ، ولكن الأهم أن يحول عسكريو قوى التغيير هذه الرؤية الصحيحة الى إستراتيجية وخطط محددة والى ممارسة عملية، فهذا مايمكن أن يكسب الكفاح المسلح فاعليته الحاسمة.

    كلمة أخيرة
    تلك كانت بعض اقتراحات وأفكار حول قضايا إسقاط النظام، أرجو ان تثير الحوار بين قوى التغيير، وان تساهم في فتح طريق بلادنا نحو الديمقراطية الراسخة والعدالة الإجتماعية والرفاه والتكامل الوطني والسلام.
                  

10-19-2013, 02:29 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: أبو ساندرا)

    تحية أبوساندرا وعسى ان يكون الحاج وراق متابعا للحوار حول هذه الورقة .
    ذكر الحاج وهو يسرد الأسماء -حسب وجهة نظره - أنه يكتب من الذاكرة عليه
    1- هل يقصد بذكر (حسن ساتى ) الصحفى المشهور علما ان توفى قبل سنوات .
    وإن كان هو المقصود تكون قائمة الحاج وراق شبيهة فى الذاكرة السياسية السودانية بقائمة الحكومة السودانية فى مؤتمرات الحوار الوطنى
    المنشورة بالصحف أول الإنقلاب التى كانت تحوى أسماء موتى مثل المؤرخ التجانى عامر (توفى العام 1986تقريبا قبل الإنقلاب بثلاث سنوات )
    2- فى مجمل قائمة الشخصيات التى ذكرها الحاج وراق بناء على رؤيته توجد أسماء شخصيات حسب طرحها الفكرى الراهن عبر كتاباتها قد لاتفيد شيئا بل قد تعيد تجربة الإنقاذ عبر الضيق بالرأى الأخر المخالف وإزدراء المخالفين تحديدا : حسن موسى الذى ورد إسمه ضمن القائمة .
    3- من شخصيات المجتمع المدنى التى ذكرها الحاج وراق شخصيات حولها خلافات شديدة وأسئلة مفتوحة فى الفضاء الأسفيرى السودانى عجزت تلك الشخصيات المذكورة عن الإجابة عليها بل عبر تصرفات تلك الشخصيات تم هدم منظمات كانت فاعلة فى العمل المدنى من هذه الشخصيات المذكورة فى قائمة الحاج وراق أعنى تحديدا عثمان حميدة الذى ثارت حوله أسئلة كثيرة جدا فى الاسافير ظلت مفتوحة حتى الان ولم يجب عليها (سوات ) عليه يصعب قبوله كشخص يقدم طرحا مفيدا مالم يثبت عكس ذلك وكذلك غيره من الشخصيات عدا الاستاذ على العجب الذى يدافع عن نفسه وسيرته بقوة وشجاعة فى ذات الحوارات التى يرد فيها إسمه كذلك الدكتور الباقر العفيف رغم إحترامى الشخص له حوله الكثير من الاسئلة المفتوحة فى الاسافير لازالت مفتوحة (تجربة مركز الخاتم عدلان وأسئلة مفتوحة من بدر الدين محمد وأبى جودة )...
    الكثير من الشخصيات خصوصا الذين يكتبون فى الاسافير وعبرها إرتفع صوتهم حسب كتاباتهم فهم غير مؤهلين لتقديم اى بديل يختلف عن الإنقاذ .
    أعلاه أراء خاصة بوجهة نظرى وغير ملزمة لأى شخص وأتحمل تبعية أى كلمة فيها وأمامى الذاكرة وأرشيف الأسافير السودانية .
    * تنبيه :
    الورقة التى شكلت محور البوست وانزلها أبوساندرا فى مداخلته الاولى لاتحمل تأريخا وهذا أهم عيب فيها .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-19-2013, 02:32 PM)
    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-19-2013, 02:34 PM)
    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-19-2013, 02:48 PM)

                  

10-20-2013, 12:48 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: احمد الامين احمد)

    هلا عم أحمد طابت اوقاتك وتسعد ايامك واعيادك صاحية
    Quote: الورقة التى شكلت محور البوست وانزلها أبوساندرا
    فى مداخلته الاولى لاتحمل تأريخا وهذا أهم عيب فيها


    أتفق معك في ملاحظاتك بخصوص الأسماء
    وأقدر أنها الحتة الضعيفة في ورقة الحاج وراق التي بذل فيها جهدآ ملحوظآ
    و أقترح أن نجلي مسألة الأسماء دي و نتفاداها تمامآ لأنها سوف تستقطب حوار
    سوف يتحول إلى حوار معطوب في قضية فرعية و ثانوية ، وذلك على حساب موضوعات
    كثيرة تستحق النقاش والتركيز في الورقة
    وإغفال التاريخ واضح لكنه هيأ الورقة لتكون صالحة و مواكبة
    ولولا موضوع الأسماء التي كشفت وقت كتباتها خاصة من رحلوا عن دنيانا
    لظننت انها كتبت بعد 23 سبتمبر 2013
                  

10-20-2013, 01:21 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: أبو ساندرا)

    الأخوان أبو ساندرا و أحمد الأمين, بعد السلام و التحية!
    ملاحظاتكم عن الورقة و قدم تاريخها في محلة, فقد لاحظت إنها أقفلت وثيقة الفجر الجديد أو البديل الديمقراطي و بعد المحاولات الجادة في تقريب الشقة كما لم تورد إسم عبد الرحيم محمد حسين من ضمن قائمة المطلوبيين للمحكمة الجنائية وغيرها من الوقائع الهامة!
    و لكن رغم ذلك تبقى ورقة هامة و مواكبة و يمكن أن يبنى عليها في كثير المواضيع.
    يوم غد الموافق 21 أكتوبر سيشهد توقيع وثيقة جديدة بين القوى السياسية و الجبهة الثورية أرجو أن نرى في تفاصيلها كثير من الحلول التي طرحها الأستاذ الحاج وراق.
                  

10-20-2013, 02:09 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: Omer Abdalla Omer)

    تحية وتقدير أبوساندر وعمر عبدالله
    إتفاق عمر عبدالله معنا على هلامية تأريخ الورقة (اطلعت عليها كذلك أمس بسودنايل ووجدتها كذلك دون تأريخ ) يستحق الوقوف خاصة ان عمر دارس للتأريخ ويعلم قيمة الوثيقة حين لاتحمل تأريخ .
    بخصوص تعقيب أبى ساندرا على مداخلتى الاولى الذى يقرأ:
    ((تفق معك في ملاحظاتك بخصوص الأسماء
    وأقدر أنها الحتة الضعيفة في ورقة الحاج وراق التي بذل فيها جهدآ ملحوظآ
    و أقترح أن نجلي مسألة الأسماء دي و نتفاداها تمامآ لأنها سوف تستقطب حوار
    سوف يتحول إلى حوار معطوب في قضية فرعية و ثانوية ، وذلك على حساب موضوعات
    كثيرة تستحق النقاش والتركيز في الورقة
    وإغفال التاريخ واضح لكنه هيأ الورقة لتكون صالحة و مواكبة
    ولولا موضوع الأسماء التي كشفت وقت كتباتها خاصة من رحلوا عن دنيانا
    لظننت انها كتبت بعد 23 سبتمبر 2013))
    ***
    إنتهى تعقيب أبى ساندرا .
    1- فعلا مسألة الأسماء فى فضاء مفتوح قد تثير ضبابا قد لايثرى النقاش حول الورقة
    لكن بصورة مجملة لابد لأى رؤية مستقبلية لحل مشاكل السودان أن تقف بقوة على ثروة المعلومات المذهلة
    التى أفرزتها الاسافير السودانية التى عبرها تم طرح الكثير من التجارب السالبة التى أقعدت العمل السياسى والمدنى
    وعرت شخصيات كثيرة تبوأت بإسم الشعب السودانى مواقع عبرها هدت الكثير من الافعال النبيلة فى العمل المدنى .
    2- فى الغرب تحديدا اى مسؤول عام تعرض لهزة نتيجة سوء تصرف خلال عمله العام يتم توقيفه أو محاكمته حتى يثبت موقفه سلبا وإيجابا قبل أن يتولى منصبا عاما مرة أخرى وهذا يجب أن يسود كذلك فى أى طرح بديل للإنقاذ .
    3- مجملا بخصوص الأسماء لاحظت أكثر من 95 بالمئة منهم محسوبون على اليسار السودانى مع وجود تجاهل ربما متعمد لليمين السودانى وحتى الذين جرى طرحهما من اليمين السودانى (مثلا كمال عمر -مؤتمر شعبى وأحمد حسين أدم -كادر جبهة إسلامية حتى المفاصلة الشهيرة ) تأريخ وجودهما الاول فى الحكومة سنوات التمكين وقمع المعارضين وتشريد غير الموالين لايشفع لهما بتقديم أى جديد يفيد الشعب السودانى مستقبلا ..
    ركزت على تجاهل اليمين فى التمثيل (رغم قبح الكثير من اليمينين بالسودان ) كى لايلقى اى طرح من قبل اليساريين الذين شكلوا السواد الاعظم من قائمة الحاج وراق رفضا من عامة الشعب الذى دلت نتائج الانتخابات (رغم تزويرها أحيانا ) منذ الإستقلال أن الشعب دائما مع برامج الاحزاب اليمينية (راجع دراسة عن تأريخ الإنتخابات بالسودان منذ 1956 أجراها العام 2010 بروف عطا البطحانى (إسمه ضمن قائمة الحاج وراق وهو مؤهل تماما بحكم تاهيله العلمى لاى لجنة ) بمشاركة خبير اممى من الأمم المتحدة كى نعلم إحصائيات الإنتخابات على ضوء يسار ويمين .)
    تحية مجددا وذكر الأسماء رغم مايسببه من ربكة فى الحوار ضرورى جدا كى نتأكد أن من يقوم بصياغة رؤية سياسية جديدة لوطننا يداه من غير سوء مثل يدى سيدنا موسى عليه السلام ..
    تحية مجددا للجميع .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-20-2013, 02:16 PM)

                  

10-21-2013, 07:34 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: احمد الامين احمد)

    عمر عبدالله عمر :
    أضم صوتي لرجائك و أزيد بدعوة الحاج وراق لتحديث ورقته لمواكبة ما طرأ من مستجدات
    اهمها الإنتفاضة التي بدأت في 23 سبتمبر و تعضيدها لبلوغ غاياتها
                  

10-21-2013, 09:17 AM

hafiz Issue
<ahafiz Issue
تاريخ التسجيل: 02-14-2008
مجموع المشاركات: 520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: أبو ساندرا)

    الاخ ابو ساندرا لك التحية والسلام وشكرا لنشر هذه الورقة والتنبيه بها
    التحية والتقدير للنابه الاستاذ الحاج وراق للجهد المقدر والمتميز في التحليل العميق للازمة ومن ثم اقتراح نقاط تصلح لتطوير حلول (اي اسقاط النظام وما بعده).
    الورقة طرحها الاستاذ وراق للنقاش العام منذ اكثر من عام تقريبا ، لقد وضع ان الاستاذ وراق من خلالها تصورا هيكليا للحلول بعد ان شخص الازمة الهيكلية للنظام والاهم انه وضع تصورا لكيفية ادماج النضال السياسي السلمي مع الجبهة الثورية وكيفية ازالة الهواجز بين الطرفين لفترة ما قبل وبعد اسقاط النظام .
    عموما الورقة تأسس لارضية خصبة للنقاش والبناء عليها و تلمسها وتعريفها لاهم النقاط الشائكة المتعلقة بقضايا المركز والهامش وفي تقديري تصلح ان تكون منفستو سياسي فيما بعد لكيفية الحكم في السودان .
    استغرب تركيز بعض الاخوة على الاسماء الواردة كمقترح واجتهاد اضافي من الاستاذ وراق على ان يكون لكل من تم ذكرهم دور في بعض المحاور التي اوردها في الورقة وهي مجرد اسماء مقترحة وعلى من يرى نقصانها ان يجتهد بمفترحات واسماء لاكمالها بيد انها ليست بذات اهمية اكثر من المواضيع الهامة التي تناولتها الورقة وهي التي عناها الاستاذ وراق ان يتم تناولها بالنقاش .
                  

10-23-2013, 10:57 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: hafiz Issue)

    تحية مجددا أبوساندرا مبتدر البوست .
    لقد أستبشرت خيرا بهذا البوست لحظة نزوله لأهمية الطرح فيه خاصة انه يتعلق بمستقبل سياسى لسودان
    فى منبر يوجد به تمثيل شبه كامل لكل الفعاليات السياسية السودانية وكنت متخيل أن يتحول البوست عبر
    توالى المشاركات لحوار شيق خاصة أن الحاج وراق رقم بارز فى السياسة السودانية وكذلك أبوساندرا يتميز
    بعقلية سياسية وثقافة معولماتيه ثرة جدا فى تاريخ السودان السياسى كما تجلى فى مداخلاته العديدة حول الإنقلابات بالسودان
    و التركيبة السياسية للأحزاب السودانية وقدرته على إثبات ماقول عبر مرجعية لكن للأسف خابت توقعاتى وتجمد البوست
    عبر عدم حضور الكثير للحوار ولا أدرى علة ذلك لكن هل للتأريخ السياسى للحاج وراق وتقلباته التنظيمية دور فى إحجام المنتمين لتلك الفعاليات
    عن إثراء النقاش فى هذا الموضوع الهام ؟لا أدرى
    لكن يبدو أن الموضوعات التى تهتم بالشأن السياسى السودانى ومستقبل ذلك لاتلقى رواجا فى الحوار بهذا المنبر
    كذلك يبدو للخصومات الشخصية دور فى عدم تطوير النقاش وهذا ملمح مزعج جدا فى العمل العام .
    **
    توضيح للمتابعين
    أنا من أثار مسألة الإعتراض على بعض الأسماء العامة التى جاءت بالورقة التى كتبها الحاج بزعم أنها اى هذه الاسماء قادرة كخبراء على
    إيجاد حلول بديلة للوضع الذى شكله الانقاذ عليه للتوضيح سبب تركيزى على الاسماء ليس من فراغ أو خصومة خاصة
    بل من صلب ورقة الحاج وراق نفسها التى جاء فى أولها هذه العبارة :

    ((ولاً : لماذا اسقاط النظام ؟
    تنطلق هذه المقالة من الإعتبارات السياسية العملية بالأساس، لأنه من حيث الإعتبارات الإنسانية والأخلاقية، فإن نظاماً كنظام الإنقاذ استباح المال العام وصادر الحريات وانتهك الحقوق وتسبب في ابادة مجموعات سكانية من شعبه، واغتصب النساء ..)))
    إنتهت عبارة وراق.
    ركزت على الأسماء فى ورقة الحاج لان بعض من ورد إسمه بها متهم بذات الافعال السالبة التى ذكر وراق أن الإنقاذ قد إرتكبتها مثل : مصادرة الحريات ، إستباحة المال العام
    وإنتهاك الحقوق ..هذا للتوضيح .
    **
    ملاحظات :
    1- طبيعة البوست مربكة خاصة أن الحاج وراق كصاحب الورقة هو المعنى بالتساؤلات التى يثيرها النقاش وهو الذى يجب عليه الإجابة عليها او تركها مفتوحة للتأريخ وهنا ينطبق على الحاج وراق مقولة ووصف الخاتم عدلان لعبدالله على إبراهيم حين وصفه ( بعدم التحلى بأخلاق الفارس ) ذلك أن كل أراء عبدالله على إبراهيم المكتوبة فى مقالات ويتم جلبها للحوار لا يكون عبدالله ممثلا فى منبر الحوار مثل الحاج وراق هنا بل يتولى أخرون الإجابة بدلا عنه (راجع كتاب الخاتم عدلان : ما الوطن ......)
    2- ورقة وراق تشمل أفكار وبرامج وشخصيات ويصعب فصل أى جزء عن الأخر .
    تقديرى الشديد للأخ أبوساندرا كمثقف واسع الإطلاع والمعرفة فى السياسة السودانية وأشهد له بذلك عبر مداخلاته فى البوستات المهتمة بالسياسة رغم خلافى معه فى الكثير من التفاصيل السياسية .
    لقد قلت ما أود قوله مع التحية لأبى ساندرا وللحاج وراق .
                  

10-25-2013, 11:32 AM

عبد العزيز حسين الصاوي

تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: أبو ساندرا)

    استراتيجية العمل المعارض : محاورة مع إجابة الحاج وراق علي سؤال ماالعمل ؟
    عبد العزيز حسين الصاوي
    ++ انهيار تجربة ديموقراطية ثالثة لن يؤدي لانقلاب وإنما الي تذرر جهوي- قبلي
    ++ من المرحلة الانتقالية التمهيدية الي مرحلة الانتقال للديموقراطية، لماذا وكيف؟
    ++ هذا مافعله جون قرنق أيضا عندما قبل معادلة تقاسم السلطة مع نظام الانقاذ
    هذه ملاحظات تحاورية سريعة مع الورقة التي أصدرها الحاج وراق بعنوان " أفكار ومقترحات حول قضايا إسقاط النظام " ونشرت علي الانترنت، يرجي ان تحرك اهتماما اكبر واهم يتناسب مع محتواها الغني وكونها صادرة عن مثقف قيادي فكريا وسياسيا. تتمحور الملاحظات حول الفصل الذي يجيب علي السؤال الذي يُطرح عادة بصيغة استفهام ، ماالعمل؟ . تحت عنوان " وحدة قوى التغيير " ترد هذه المقدمة الجامعة للتفاصيل في الورقة علي النحو التالي : " معارضة الإنقاذ معارضة واسعة، ولكنها مقسمة، ولا تثق في بعضها البعض، وتراهن أقسام منها على صفقة مع الإنقاذ أكثر من رهانها على إسقاطها. والخطوة الأولى في وحدة حقيقية وليست شكلية لقوى التغيير أن تحزم القوى الرئيسية أمرها وتيقن بأن تكلفة إسقاط الإنقاذ أقل من إستمرارها، وأن إستمرارها سيؤدي حتماً الى مزيد من تفكيك البلاد وربما للخراب والفوضى الشاملتين. وأن تيقن كذلك بان مكاسبها من اسقاط الانقاذ أكبر وبكثير من أي صفقة معها." وتتضمن الورقة بعد ذلك تفاصيل تتناول مسئولية كافة الاطراف في هذا المجال.
    الاقتراح المدروس تفصيلا الذي تقدمه الورقة في هذا الصدد يعترضه في تقدير هذه المحاورة، افتراض مؤداه ان الشرط الشارط لإنجاز هذه الوحدة ، وهو رسوخ الديموقراطية كثقافة لدي كافة الاطرف المعنية الحزبية وغير الحزبية، غير متوفر بعد ان تعرض منبعها في العقل الجمعي الشعبي والنخبوي الي عملية تعرية وصلت العظم. يتمظهر انعدام هذا الشرط في الفرق الشاسع بين المستوي المثالي لتحقق الوحدة في التجمع الوطني الديموقراطي في مؤتمر اسمرا، وتاريخه اللاانجازي بعد دخوله مرحلة العمل السياسي ثم تشرذمه، وهي حالة مستمرة حتي الان في الخلافات العقيمة داخل بديله " قوي الاجماع الوطني "، تقترن بها مظاهر اخري اهمها تصدع الاحزاب نفسها شاملا الاحزاب الجديدة الكثيرة التي بقي بعضها الاخر عند نقطة غير بعيدة عن نقطة البدايه. علي ان المظهر الاكثر دلالة ربما هو ان تعطل نمو الاحزاب والتيارات ( الديموقراطية ) زامنه لفترة طويلة النمو السريع للتيار النقيض للديموقراطية وهو الاسلامي وسهولة استيلائه علي السلطة وطول عمره فيها رغم النتائج الكارثية لسياساته وانشقاقاته.
    لايمكن لهذه المظاهر المتعددة ان تكون من فعل الارادة البشرية وحدها لابد من وجود سبب موضوعي قاعدي رئيسي يفسرها. تصوري هو ان هذا السبب يمكن العثور عليه في حقيقة ان الديموقراطية لاتاريخ لها في ثقافتنا، فضلا عن انعدام مقوماتها الاخري وهي الطبقة الوسطي وتيار التجديد/ الاصلاح الديني. ازداد الامر تعقيدا بسبب اتجاه قوي التغيير الاعماري الناقدة لحركة الاستقلال السياسي شرقا خلال الخمسينات- الستينيات وفوق ذلك بمعني مضاد للغرب ايديولجيا وسياسيا دون تمييز بين مكونه الاستعماري والديموقراطي الاستناري. لذلك فان الارث الديموقراطي الذي وصلنا مع الاستعمار تجمد ثم اندثر حتي وصل بتأثير سياسات نظامي مايو 69 ويونيو 89 ، درجة إحلال الشمولية فكرا ومنهجا وسلوكا مكانه حتي لدي اقسام مؤثرة من النخب كما نلاحظ صورتها الاوضح في الهجرة الجماعية لقطاعات من الجامعيين في أرقي المستويات العلمية نحو التدين السلفي.
    تصحر البيئة التي تنمو فيها وتتغذي منها الديموقراطية كعقليه حاكمه للعمل السياسي من مميزاتها الاستعداد للتنازل والحوار المنتج، لهذه الاسباب هو الذي يقف وراء تعذر إمكانية وحدة قوي المعارضة بمسمياتها واطرافها المختلفة، رغم الضرورات المصيرية لهذه الوحده والتي يعترف بها الجميع. يترتب علي ذلك ان فتح الطريق نحو تنمية هذا الشرط بأسقاط النظام لابد ان يغادر الصيغة التي خبرناها من قبل نحو صيغة مواتية لهذا الهدف يمكن ان نطلق عليها الاسقاط بالتقسيط وذلك لسبب إضافي أيضا وهو وصول البلاد الي حافة هاوية الحرب الاهلية التي لايمكن تفاديها إلا بالتفكيك التدريجي. الصيغة التقسيطية تعني احتفاظ النظام بقدر من السلطة لفترة ما،أي بالمشاركة مع اطراف معارضة اخري، وتستمد دفعتها الاولي من مصدر خارجي تعويضي لعدم كفاية ضغط المعارضة. هذا المصدر هو في الواقع داخلي لانه يتمثل في بذل جهد مركز للتأثير في ديناميكية العلاقة بين النظام وداعميه الاقتصاديين الرئيسيين ( الخليج والصين ) بأتجاه الضغط للحصول علي التنازلات المطلوبة لمصلحة توافق مع اطراف رئيسية في المعارضة وذلك بأستثمار ذكي ومدروس لمصلحتهم الاكيدة في الاستقرار السياسي عموما وتوقف الحرب الاهلية بشكل خاص، لان دوافع الدعم ليست ايدولوجية او جيواستراتيجية تتخطي المصلحة الاقتصادية. هذا هو العنصر الرئيسي في تمييز الحالة السودانية عن حالات الانتقال الديموقراطي المعروفة، أي حتمية المرور بمرحلة انتقال تمهيدية تسبق مرحلة الانتقال الديموقراطي، علما بأن النظام لايستطيع عرقلتها لانها مفروضة عليه كما تترك له جائزة الاحتفاظ بجزء من السلطة وحق العمل التنافسي السلمي الحر مع الاخرين طريقا الي السلطة في المرحلة الانتقالية. هذا لن يكون اختراعا سودانيا : في اسبانيا تضمنت عملية الانتقال احتفاظ دكتاتورية الجنرال فرانكو البشعة بمكاسب رئيسية منها إعادة الملكية واحتفاظ حزبه الفاشستي صراحة بحق العمل، وفي شيلي بقي الجنرال بينوشيه قائد الانقلاب وحملة القتل الجماعي بعد ذلك وزيرا للدفاع لعشرة اعوام، وفي جنوب افريقيا ابتدعت صيغة العدالة والانصاف التي سمحت بأفلات كثيرين من العقاب، وتماشيا مع الروح التي أملتها جري تسليم وزارة الداخلية لزعيم الحركة المتحالفة مع نظام التفرقة العنصريه. في ايرلندا الشمالية تحكمت في سياسات حركة الجيش الجمهوري الايرلندي التي قادت حربا مسلحة دامت ربع قرن ضد الحكومة البريطانية مقولة زعيمها جيري ادامز " نغفر ولكننا لاننسي " عند توقيع اتفاقية السلام. وأخيرا أليس هذا مافعله جون قرنق أيضا عندما تقاسم السلطة والثروة مع نظام الانقاذ بذاته وصفاته المعروفه مدفوعا بتقدير عقلاني للظروف؟
    خلال هذه المرحلة الانتقالية التمهيدية يمكن للمعارضة بأطرافها السلمية وغير السلمية ان تلعب دورا يتجاوز كثيرا دور المساند للتدخل الخارجي- الداخلي المشار اليه، وهو تأهيل نفسها لمهمة تاريخية لايمكن لغيرها القيام به، وهي إنقاذ البلاد من التذرر الجهوي- القبلي ووضعها علي طريق الديموقراطية المستدامة لان بديل فشل التجربة الديموقراطية الثالثة لن يكون انقلابا رابعا. هذا دور متاح للجميع، افرادا وجماعات معروفين حاليا وغير معروفين، بقدر نجاحهم في استخلاص المغزي الصحيح من تجارب الماضي بتشخيص مصدر الضعف المزمن المشترك بين كافة مكونات المعارضة والعمل المنهجي لمعالجتها. يعني ذلك مواصلة عملية المراجعة النقدية للذات التي شرع فيها الجميع، دون وجل او حدود استشعارا للمسئولية التاريخية التي تقع علي عاتقنا. بصورة خاصة، وإذا قُبلت فرضية ان الضعف عائد الي تصحير البيئة السودانية من الديموقراطية كثقافه، يجدر الانتباه من هذا المنظور الي مكوني المعارضة غيرالتقليدية ، المسلح والشبابي، باعتبارهما الاكثر جاذبية للناشطين السياسيين في هذه الاونة.
    العمل المسلح :
    تعريفا بحكم نشوئه في أكثر مناطق البلاد تخلفا وحرمانا، هذا العمل محروم ايضا حتي من الفرصة المحدودة التي اتيحت من قبل للمراكز الحضرية في الوسط وبددتها، لتنمية وعي ديموقراطي. إلي جانب ذلك طبيعة العمل المسلح تقتضي انضباطا شديدا وقدرا كبيرا من عدم الاستقرار مما ينمي تقاليد وممارسات شمولية تزيد درجة هذا النوع من الحرمان. من هنا فأن الطموح المشروع والمخلص لكثير من قيادات هذه الحركات للتحول الي حركات قومية لم يتحقق لان الامر لايتعلق بكفاءتها الشخصية، وبقي الطابع القبلي والجهوي غالبا عليها فضلا عن ضمور تأهيلها كعمود فقري لمستقبل ديموقراطي. احد العوامل الرئيسية الاخري وراء هذا القصور الذي لم تنج منه الحركة الشعبية لتحرير السودان ايضا، وبالتالي مكونها في الجبهة الثورية، هو الضعف المتفاقم للمعارضة السياسية القومية ذات المنشأ الوسطي إذ سنلاحظ ان منشأ الحركة الاصلي كاستجابة لضرورات محلية فرض عليها ، أخلاقيا وعمليا، إعطاء الاولوية للمطالب الجهوية واستحقاقات القاعدة الشعبية التي دفعت الثمن الباهظ لانتصاراتها، ففي ظروف التساند المفقود مع الرصيف الوسطي يستحيل التوفيق بين هذه المطالب والطموح القومي كما تمثل في اطروحة السودان الجديد التي تبنتها كافة حركات العمل المسلح الاخري.
    المبادرات الانتفاضية الشبابية :
    ليس من طبيعة هذه المبادرات ولامطلوبا منها تقديم تصور فكري او حتي برنامج محدد لكونها مجموعات تتحرك بدوافع التصدي المباشر للنظام ولتحريك الساحة السياسية، مجسدة شعورا عاما بضعف المعارضة الحزبية، وبدرجة نجاح استقطب حتي مجموعات شبابية منتمية حزبيا. هذه المبادرات الشبابية، المؤطرة منها ( قرفنا الخ..الخ.. ) وغير المؤطرة، تتقاسم رؤية رافضة بأطلاق لكافة الاحزاب وصيغ المعارضة الموجودة. هذه، في تقديري المتواضع، رؤية تبسيطية وغير بناءة ديموقراطيا لانها تنم عن انغلاق ولاعقلانيه تكرر أخطاء طفولتنا اليسارية في ما كنا نسميه " حرق المراحل ". بل ان هذه العقلية والتصرفات الناتجة عنها تجير جهود هذه القطاعات الشبابية وتضحياتها الجمة في عملية اسقاط الانظمة الشمولية لخدمة دوائر، عسكرية- امنية غالبا، تخطط لعودة ، مموهة في بداية التنفيذ، للشمولية، مستثمرة حالة عدم الاستقرار الطبيعية في مرحلة مابعد الاسقاط واستحالة الوفاء السريع بتوقعات الانفراج المعيشي مايؤدي الي استيقاظ حلم المستبد العادل لدي الجمهور العام.
    من جهة اخري تتقاسم هذه التحركات الشبابية مع المزاج المعارض عموما رؤية تستصغر البعد الايجابي في تيارات الاصلاح الاسلامية الي درجة اعتبارها نسخة عن الاصل او حتي مخططا موضوعا كبديل زائف. هنا بعض ملاحظات تشكيكية حول صحة هذا الموقف.اولا لايمكن الحكم علي النوايا، الاختبار العملي وحده هو الحكم وهذه النظرة الاتهامية تخصم من رصيد النشاط المعارض وتهزم فكرة الاختبار. ثانيا، وحدهم الذين خاضوا تجارب الاصلاح الداخلي في الاحزاب العقائدية بالذات، ومن بينهم صاحب هذه المداخلة في حزب البعث ( العراقي )، يعلمون صعوبة الانفكاك عنها لانها لاتتوفر علي تقاليد وقنوات حوار داخلي بسبب انضباطها الايديولوجي والتنظيمي العالي، ما يجعل حياة العضو الشخصية جزءلايتجزأ من حياته الحزبية والخروج عنها صعبا ومكلفا عاطفيا واجتماعيا إذ يعرض الانسان لخسارة صداقات العمر وذكريات الشباب بدون أي تعويض سوي الرضا والتصالح مع النفس لان معظم الذين يشاركونه الموقف النقدي الاصلاحي لايشاركونه الخروج العلني عندما تحين ساعته وضرورته. أثر هذه القولبة يكون مضاعفا عدة مرات بطبيعة الحال في حركة عقائدية دينية التوجه لذلك فأن من دواعي التنمية الديموقراطية تقييم ظاهرة الاصلاحيين الاسلاميين ايجابيا وليس فقط من زاوية تدعيم الصف المعارض كميا بل لانهم قادرون ايضا علي الاسهام الفكري في التثقيف الديموقراطي فمن بينهم أصحاب ذخيرة ثقافية حديثة، وكذلك اصحاب تأهيل اكاديمي راقي، كثيرون لان الظروف التي توفرت لهم منذ بداية المحنة الانقاذية وحتي تبرؤهم منها لم تتوفر لاقرانهم المعارضين. هذا الاسهام يمكن تحسسه في ان بعض تيارات الاصلاحيين الاسلاميين، حتي التي يقودها د. العتباني، يؤسس نقده للمؤتمر الوطني علي أساس فكري يتمحور حول الفرد بما يتناقض مع الرؤية الاسلامية ( والقومية العربية ايضا ) التقليدية التي تتمحور حول الامة الاسلامية ( العربية )، مما يشير ايضا الي بادرة ابتعاد حقيقي عن ماضي العلاقات. وثالثا وأخيرا، من منا بلا خطيئة تأييد ما بدرجة ما ولشمولية ما لكي يرمي الاخرين بحجرها، فالسودان لم يشهد إطلاقا احزابا غير شمولية تقليدية كانت او حديثه، إلا بعد ان وجدت نفسها تحت وطأة شمولية الشموليات السودانية وذهاب ريح غير السودانية منها دوليا واقليميا. بل ان بعضنا لازال رابضا في مواقع الشمولية بثبات غريب إذا لاحظنا تمسك اوساط هي، للمفارقة ، الاكثر تطرفا في معاداة الانقاذ ولاتكف عن نقد اطراف شريكة معها في " قوي الاجماع الوطني "، بتأييدها المطلق وارتباطها بأنظمة عربية موغلة في الشمولية أكثر من الانقاذ نفسها. مؤكدٌ ان الاسلاميين يتحملون قسطا اكبر من المسئولية في كوارث الشمولية السودانية بالمقارنة للاخرين ولكن فتح طريق آمن نحو الديموقراطية هو وحده الذي يؤسس لعدالة وانصاف لم تعرفها إلا التجارب التي حققت مثل هذا التحول. ولعلنا، بهذا الخصوص ، نتأمل في جانب اخر للتجربة التشيلية حيث يحتل منصب رئيس الجمهورية في دورة الاربع سنوات الحالية، التي سبقها اليه رؤساء اشتراكيون منذ سقوط دكتاتورية بينوشيه، السيد سيباستيان اثينيك SEBASTIAN PINERA ETHENIQUE وهو صاحب تاريخ شمولي لكونه منشقا ( اصلاحيا بلغتنا ) عن كتلة السيد بينوشيه. لاأحد يحمل قناعاته الفكرية ختما جينيا وراثيا الي الابد فهي اختيار قابل للتبديل سلبا وايجابا وفي الحالتين يتحمل مسئوليتها وحده.
    وفي الختام اكرر استحقاق الاستاذ وراق للشكر وتعبيره الحقيقي هو اتخاذ مساهمته نقطة انطلاق لمناقشة مفتوحة حول استراتيجية العمل المعارض.
                  

10-26-2013, 05:18 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: عبد العزيز حسين الصاوي)


    الاستاذ عبد الرحمن بركات (ابوساندرا)
    كل عام وانتم بخير
    التحية والشكر على طرح البوست للحوار
    كنت قد لمحته اكثر من مرة ولكن المشغوليات الشخصية حالت دون المساهمة فى الحوار ولكن ذلك لن يمنعنى من التذكير ببعض الملاحظات لاعود كلما سمح الوقت بذلك للاستطراد فيها. ورقة الاستاذ الحاج وراق كانت مطروحة منذ مدة كما تعلم وكانت فعلا تستحق حوارا ما وجدته حتى الآن، ولذلك اشيد بكتابات الاستاذ احمد الامين هنا والاستاذ الصاوى على وجه الخصوص وكل من ساهم بالكتابة هنا. أتفق مع ما كتبه احمد الامين حول ايراد اسماء ولكن اعتراضى يأتى من وجهة نظر مختلفة لا علاقة لها بأصحاب الاسماء التى وردت حيث يبدو لى ان الاستاذ وراق بإيرادها قد تخلى عن اولويات مشروع ديمقراطى كان وما زال ينادى به من خنادق مختلفة ورغم ان الحرص على تنسيق عمل النشطاء امر ضرورى الا ان الاولوية تاتى لتوحيد الجبهة السياسية لان العجز فى اسقاط النظام حتى الان رغم ضعفه وافتقاده التام لاى مشروعية فى الاستمرار تجسد فى رأىّ فى غياب مثل هذا العمل السياسى المنتظم.
    وهنا اعنى ضرورة توحيد قوى اليسار والقوى الليبرالية فى حزب برنامج بديلا عن حزب الايديولوجيا الذى يمثله الحزب الشيوعى وبقية الاحزاب العقائدية المشتتة هنا وهناك. اما العمل السياسى والواجب الماثل والذى لا يقل اهمية كان وما يزال يتمثل فى توحيد حميع قوى المعارضة بما فى ذلك المعارضة الاسلامية فى جبهة عمل مشتركة لاسقاط النظام، والعمل على وضع اتفاق لتسيير الفترة الانتقالية بالتفاهم التام مع الجبهة الثورية من اجل حل الاشكاليات العالقة وحرث الارض عميقا لترسيخ نظام فيدرالى تعددى واكمال اركان دولة الحقوق والمواطنة.. دعوة الحاج لتوحيد هذه القوى والتنسيق معها قديمة وقد كانت قد تعرضت للابتزاز اثناء الخلافات التى عصفت بمشروع (حق) بتهمة التحالف مع ما سمى وقتها ب(تيار التوبة) (يمكن مراجعة رسالة الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم قبيل انشقاق حركة حق) إضافة الى وثيقة ناس الحاج وراق تحت عنوان (الرد على مقامة حق فى الخارج)، وهى الوثيقة التى كان قد صاغها الاخ هشام عمر النور والمرحوم نزار ايوب والحاج واخرين.
    هذه هى القضايا السياسية التى كان يجب ان تحظى بإهتمام الورقة رغم اهميتها وهى موجودة بين ثناياها على اية حال . الورقة جاءت شاملة وهى نقطة تسجل لصالحها بالتأكيد وتدل على مثابرة صاحبها ولكن شمولية الورقة جاءت فى تقديرى خصما على بعض القضايا المهمة كان قد تعرض لبعضها الأستاذ عبد العزيز الصاوى فى مداخلته الثرة بعاليه ، سوف اعود لطرح نماذج لما اعنيه بذلك .
    لك التحية مرة اخرى يا ابوساندرا

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 10-26-2013, 05:24 PM)

                  

10-28-2013, 06:48 PM

عبد العزيز حسين الصاوي

تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: طلعت الطيب)

    فات علي عند انزال تعليقي علي الورقة التعبير عن تقديري وشكري للاستاذ ابو ساندرا، الذي أتابع نشاطه المفيد في الموقع، علي فتح البوست.
    الاستاذ طلعت الطيب صديق فكري وثقافي قديم بالنسبة لي واعتبر إطلاعه العميق علي تيارات فكر وفلسفة الحداثة ومابعدها ومعالجة المسائل السياسية من خلالها تميزا تفتقر اليه الساحة الثقافية السودانية، علي حاجتها الماسة اليه.
    سأعود للتعليق علي مداخلته وامل ان يجد الوقت لمتابعتها وكذلك الامر بالنسبة للاستاذين ابو ساندرا واحمد الامين.
                  

10-29-2013, 06:17 PM

عبد العزيز حسين الصاوي

تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: عبد العزيز حسين الصاوي)

    مسألة جبهة اليسار والليبراليين : اليسار لن يوجد وجودا حقيقيا إلا إذا وصل بعملية النقد الذاتي الي نهاياتها سواء فيما يتعلق بالنظرية، الماركسية بالذات، او فكره وخطوط عمله السياسية واعني هنا تقييمه الاطلاقي ايجابيا لدوره القيادي في ثورة اكتوبر بينما الحقيقة ان لهذا الدور وجها سلبيا إذا لاحظنا إن القيادية شملت ايضا التثقيف المعادي للديموقراطية والطبقة البورجوازية مما هيأ النخبة السودانية لشمولية الاسلاميين الاخطر عندما جاء زمانهم علي يد الحقبة النميرية.
    علي ضوء ماحدث في مصر من اصطفاف سريع وغير نقدي من قبل مجمل اليسار السوداني( الشيوعي والبعثي حتي الاصلاحي منهما) مع الانقلاب العسكري المصري يبدو لي إن ماتحقق من تقدم محدود في مسار النقد الذاتي كان أقل من ذلك وان الامر في حاجة لظهور تيار إصلاحي يساري حقيقي حتي نتصور له دورا في الجبهة المنشودة... التيار الليبرالي ضعيف بمعني ان نموه الملحوظ محصور في كونه مزاج عام وبؤر فكريه وسياسية متفرقة مع ملاحظة انه ايضا عاني من توافق بعض رموزه ( امين مكي مثلا ) في الموقف من انقلاب السيسي مع اليسار. ولعل هذا طبيعي لوقوعه بين شقي رحي هشاشة رافعته الطبقية البورجوازية وتفاقم نفوذ تيار الاسلام السياسي.
    المفارقة، انه بينما يتراجع اليسار يبدو ان التيار الاسلامي هو الذي ينتج الاصلاح السياسي كما نلاحظ في فورة الانشقاقات عن الجسم التقليدي المؤتمري والشعبي. أكثر من ذلك ، وعلي غير الصورة السائدة عن هذه التحركات، هناك نتاج فكري مدهش في عمقه الليبرالي والتنويري ( خلف واجهة دينية ) في بؤر معينة كما تحسستها وكتبت عنها حتي لدي ( سائحون ). الحقيقة ان هذا ليس مدهشا كثيرا فقد تمتع المنتسبون الي هذا التيار بمستوي من التعليم، والانفتاح علي العالم عموما، وببراح للمعايش اليومية، وخلال فترة تجاوزت الثلاثة عقود من الزمان، أتاح للذين نما لديهم حس نقدي تجاه ممارسات تيارهم لاسيما بعد 89 ، تنميته الي درجة التحرر الذهني ، وهو ماحرمت منه الاغلبية الساحقة من المنتمين الي التيارات غير الاسلاميه.
                  

10-29-2013, 06:46 PM

hassan bashir
<ahassan bashir
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 1302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: عبد العزيز حسين الصاوي)

    قال: (قسِّم وسيطر divide and control)

    وهو يقصد: فرق تسد divide to conquer

    والله الحاج وراق دا من يوم كتب رسالة في عموده بإنجليزية "دونكي مي رايد يو" ل(وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق) كولين باول، ...
                  

11-01-2013, 00:26 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: hassan bashir)

    الاستاذ عبد العزيز الصاوى
    تحياتى وتقديرى
    اشكرك على الترحيب والتنويه بالصداقة الفكرية المشتركة واجاول ان اعود الى هذا البوست
    احاول كذلك العودة للكتابة فى الشأن العام بشكل اكثر عمقا وتأثيرا
                  

11-08-2013, 06:50 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: طلعت الطيب)

    مرحباً أبو ساندرا ، أحمد الأمين ، طلعت الطيب، حافظ إشو، وكل رواد البوست!
    ومرحباً بالأستاذ عبد العزيز الصاوي، ويسرّني أن يتّصل حورنا عبر هذا البوست،
    قلت:
    Quote: الاقتراح المدروس تفصيلا الذي تقدمه الورقة في هذا الصدد يعترضه في تقدير هذه المحاورة، افتراض مؤداه ان الشرط الشارط لإنجاز هذه الوحدة ، وهو رسوخ الديموقراطية كثقافة لدي كافة الاطرف المعنية الحزبية وغير الحزبية، غير متوفر بعد ان تعرض منبعها في العقل الجمعي الشعبي والنخبوي الي عملية تعرية وصلت العظم. يتمظهر انعدام هذا الشرط في الفرق الشاسع بين المستوي المثالي لتحقق الوحدة في التجمع الوطني الديموقراطي في مؤتمر اسمرا، وتاريخه اللاانجازي بعد دخوله مرحلة العمل السياسي ثم تشرذمه، وهي حالة مستمرة حتي الان في الخلافات العقيمة داخل بديله " قوي الاجماع الوطني "، تقترن بها مظاهر اخري اهمها تصدع الاحزاب نفسها شاملا الاحزاب الجديدة الكثيرة التي بقي بعضها الاخر عند نقطة غير بعيدة عن نقطة البدايه. علي ان المظهر الاكثر دلالة ربما هو ان تعطل نمو الاحزاب والتيارات ( الديموقراطية ) زامنه لفترة طويلة النمو السريع للتيار النقيض للديموقراطية وهو الاسلامي وسهولة استيلائه علي السلطة وطول عمره فيها رغم النتائج الكارثية لسياساته وانشقاقاته.

    أتّفق تماماً مع الأستاذ الصاوي، في هذه المقدمة الأساسيّة!
    وأشعر بأن الانفعال السلبي بجرائم الإنقاذ وفعائلها، يسلبنا القدرة على النظر الموضوعيّ للأمور في سياقها الموضوعي والتاريخي،
    ويدفعنا إلى تجاوز الثوابت، بدلاً عن تثبيتها، وإيلائها ما تستحقه من أهمية!
    والثابت الّذي أعنيه في هذا السياق، هو الديمقراطية باعتبارها النظام الذي ثبت عبر التجربة البشرية، منذ أرسطو،
    أنه النظام المثاليّ للحكم!
    والحاج وراق نوّه بهذا الثابت، ولكنه في الحقيقة قد تجاوزه، ولم يقف عنده الوقفة التي يستحقّها، وهذا هو أساس النقد الموجه إليه من قبل
    الأستاذ الصاوي، وفي اعتقادي أنّ هذه القضية برُمتها تشير إلى خلل كبير في حركة التغيير السياسي والوطني:
    وهو الخلل الذي تعكسه ورقة الأستاذ الحاج ورّاق!
    هناك حقيقة مهمّة جداً تعكسها بوضوح تجربتنا السياسية منذ الاستقلال، وهي: فشل أحزابنا السياسية، بمختلف اتجاهاتها،
    في تأسيس كيان ديمقراطي!
    وهذا الفشل كان حاضراً بقوّة في التجارب الراهنة لحركة المعارضة!
    باختصار: يؤمن الحاج وراق وغيره من الناشطين، بأنّ النظام الديمقراطي هو الغاية التي نسعى إليها!
    ولكنه لا يبني على هذه الفكرة، وإنما يدفعه الانفعال السلبي بفعائل الإنقاذ، إلى الدوران في حلقةٍ مفرغة،
    سأشير إليها بعد قليل!
                  

11-08-2013, 07:32 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: صلاح عباس فقير)

    ثم يذكر الأستاذ عبد العزيز الصاوي، بعض المظاهر التي تؤكد عدم وجود كيانٍ واقعيّ للديمقراطية في بيئتنا السياسية،
    ليصل إلى هذه الخلاصة:
    Quote: لايمكن لهذه المظاهر المتعددة ان تكون من فعل الارادة البشرية وحدها لابد من وجود سبب موضوعي قاعدي رئيسي يفسرها. تصوري هو ان هذا السبب يمكن العثور عليه في حقيقة ان الديموقراطية لاتاريخ لها في ثقافتنا، فضلا عن انعدام مقوماتها الاخري وهي الطبقة الوسطي وتيار التجديد/ الاصلاح الديني. ازداد الامر تعقيدا بسبب اتجاه قوي التغيير الاعماري الناقدة لحركة الاستقلال السياسي شرقا خلال الخمسينات- الستينيات وفوق ذلك بمعني مضاد للغرب ايديولجيا وسياسيا دون تمييز بين مكونه الاستعماري والديموقراطي الاستناري. لذلك فان الارث الديموقراطي الذي وصلنا مع الاستعمار تجمد ثم اندثر حتي وصل بتأثير سياسات نظامي مايو 69 ويونيو 89 ، درجة إحلال الشمولية فكرا ومنهجا وسلوكا مكانه حتي لدي اقسام مؤثرة من النخب كما نلاحظ صورتها الاوضح في الهجرة الجماعية لقطاعات من الجامعيين في أرقي المستويات العلمية نحو التدين السلفي.

    بدءاً دعوني أعبر عن خاطرٍ خطر لي بمناسبة العبارة الصائبة للأستاذ الصاوي، وهي قوله:
    [[لايمكن لهذه المظاهر المتعددة ان تكون من فعل الارادة البشرية وحدها لابد من وجود سبب موضوعي قاعدي رئيسي يفسرها.]]
    إذن فهاهنا تفكير (علمي) موظّف لحلّ مشكلتنا السياسية الراهنة! وهو أمر تفتقر إليه بشدّة حركة التغيير الناشطة في الظرف الرّاهن!
    وفي رأيي دعوة الأستاذ الحاج وراق في هذه الورقة إلى ضرب من ضروب الفوضى الخلاقة، يؤكد غياب النظر العلمي
    إلى مشكلتنا السياسية والوطنية، وذلك كلّه يحدث كما ذكرتُ بسبب الانفعال السلبي بفعائل الإنقاذ، وبذلك لم تكتفِ الإنقاذ بإفساد الحكم فقط،
    وإنما أسهمت كذلك إسهاماً وافراً في إفساد حركة المعارضة الديمقراطية!
    مع الأسف: بدهية أن يكون التفكير سابقاً على الفعل، وموجّهاً له، هذه البدهيّة قد صارت محلّ ريبةٍ وشك،
    وما نراه في منبرنا هو مثال مجسد لغياب الفكرة، والاندفاع نحو كلّ بارقة ضوء نراها ستُعجّل بزوال النظام وانهياره،
    ناسين أنّ ذلك إنما ينبغي أن يكون من خلال وعينا وإرادتنا وحركتنا!
    لكنّني أختلف اختلافاً كبيراً مع الأستاذ الصاوي في قوله بأنّ الديمقراطية لا تاريخ لها في ثقافتنا!
    إن كان يعني بالديمقراطيةِ تقاليدَها الراسخة في أوربا، وما تمخّضت عنه من نظم وإجراءات،
    فلا ريبَ أنّي أتّفق معه، لكن ذلك حصاد التجربة الأوربية، وهي تجربة مفيدة جداً،
    لكن في رأيي جعل أوربا مرجعية لنا في هذا الشأن، هو من أكبر الأخطاء، يكفي أنه سيصل بنا إلى نتيجةٍ لن يرضى بها
    أحد، وهي أن تاريخنا قد سيطرت عليه ثقافة الاستبداد ونفي الآخر، وأنّ هذه الإنقاذ من رحِم هذا التاريخ خرجت!
    لا والله، بل أنا أردد من أعماقي مع وردي ومحمد المكي إبراهيم أن:
    كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل!
    كان خلف الصبر والأحزان يحيا،
    صامداً منتصراً حتى إذا الصبح أطل،
    أشعل التاريخ ناراً واشتعل!
    إلى آخره!
    شعبنا شعب ديمقراطي بطبيعته، غرامه الحرية، كما قال الشاعر وغنى المغني!
    مشكلتنا هي التأثر السلبي بالتجربة الأوربية،
    وعدم الاعتداد بشخصيتنا التاريخية!
    مشكلتنا هي أن النخبة قد عجزت عن استيعاب تاريخنا، وعجزت عن سمع نبضات المواطن البسيط،
    متعاليةً عليه بتأثير التربية الاستعمارية الغوردونية،
    في اعتقادي نحن بحاجة إلى مراجعة واحدة من بدهيّات الديمقراطية، وكونها حكم الشعب بالشعب وللشعب!
    أحقّاً نؤمن بهذه المقولة، ونعتقد بما تتضمنه من معنى!
    وأنّ الشعب هو مخزن تاريخنا ومستودع حضارتنا!
    مع الأسف الشعب في وعي كثيرٍ من النخبة، سواء عبّروا عنه في هذا المنبر، ووصفوه بالجبن والغباء
    والجهل، أم لم يعبروا، هو كذلك في نظرهم، ليس إلا أولئك العوام الجاهلون!
    وبالتالي فلا يستحقون إلا الوصاية عليهم، والارتقاء بوعيهم وحياتهم من خلال برامجنا النضالية والتنويرية!
    وبالتالي فلا مانع من الانقلاب العسكري عليه، سواء كان انقلاباً من داخل الجيش على الطبقة الحاكمة!
    أو كان انقلاباً من خارج الجيش، عبر الحركات المسلحة، ومثل هذا الانقلاب الذي ارتضى به كثير من الناشطين،
    وساندوه وغضّوا الطرف عنه، كما غضّ الطرف عنه الأستاذ الحاج وراق في ورقته هذه،
    هذا الانقلاب لا يستهدف -أقصد الاستهداف الموضوعي- لا يستهدف الطبقة الحاكمة فقط، وإنما يستهدف
    الشعب كّله، ليس من خلال جعله ضحيّة لنيران الحرب، كما هو حال أهلنا في مناطق القتال بغرب السودان،
    بل كذلك من خلال استثارة النزعات العرقية، وتقسيم أيناء الوطن الواحد على أساس عنصري!

    باختصار:
    الديمقراطية فكرة ينبغي تجسيدها إنسانيّاً واجتماعيّاً وسياسياً،
    وليست صنماً يُعبد!
    ومن ثمّة فالديمقراطية قضيّة أخلاقية في المقام الأول!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de