|
الحكومة رمت المتظاهرين بدائها وانسلت
|
تشكل هذه المادة إطلالة السبت التي نشرت بصحيفة الخرطوم أول أمس السبت ونشرت بطبعة الخليج يوم الأحد أمس وإطلالة السبت التي تظهر ايضاً يوم الاحد بالخارج مواد اسبوعية راتبة درجت على كتابتها منذ فبراير الماضي .
الحكومة رمت المتظاهرين بدائها وانسلت
كما كان الحال في أيام نظام مايو عادت كلمات مثل المندسين والمارقين والمخربين ليدمغ بها إعلام السلطة وقادتها الشعب السوداني الذي فجر انتفاضة الجياع. لم تظهر كلمة الطابور الخامس بعد لكنها حتماً ستظهر على لسان احد الموتورين ممن لا يجدون تفسيراً لما يحدث .وفي مدني ربط الوالي الزبير بشير بين المظاهرات والعنف وبين الحركة الشعبية قطاع الشمال. وتدين الحكومة المعارضة وقوى الإجماع بينما من خرج كان خرج بدافع الجوع وبسبب قرارات الحكومة الأخيرة برفع الدعم وهكذا فالحكومة هي المسبب الأول والوحيد لخروج الناس ولا ينبغي أن ترمي المعارضة بدائها وتنسل. السبب في هذا الخروج العاصف للشعب السوداني في أطراف العاصمة وفي العديد من المدن السودانية : نيالا التي ابتدرت الحراك ومدني وبورتسودان والأبيض والقضارف وسنار وعطبرة والمناقل ومدن عديدة أخرى وقرى هذه المرة و ليس رفع الدعم عن المحروقات وحده لكن هذا الرفع كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر صبر الشعب. لقد ضاق الشعب السوداني ذرعاً بحاله البائس وذاق الأمرين من حالة الفقر وشظف العيش والقهر وكبت الحريات بينما يعيش المتنفذون ومن يواليهم في نعيم . الشعارات السياسية لم تختف من المظاهرات كما حاول احد قادة المؤتمر الوطني أن يصور الحال عبر إحدى القنوات الفضائية. الشعارات كانت تتراوح بين ( حرية وسلام وعدالة الثورة خيار الشعب ونحن مرقنا مرقنا مرقنا ضد الناس السرقوا عرقنا) لتصل إلى سقف (الشعب يريد إسقاط النظام ) فمن الذي يقول إن هذه ليست شعارات سياسية ؟لا يقول بذلك غير ذلك القيادي الإنقاذي الذي يخرج لسانه في كل حين ضد الشعب بالباطل.
الشعب كله شرائح ضعيفة قالت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب إن قرار رفع الدعم ستترتب عليه آثار سالبة على الشرائح الضعيفة مالم تتدخل وزارتها. لكن الذي غاب عن الوزيرة أن الشعب كله إلا نسبة مئوية لا تكاد تذكر يعد شرائح ضعيفة إن صح التعبير والصحيح أن نقول فقراء ؛ لا) 2,3( مليون أسرة فقيرة فحسب وهو الرقم الذي حددته الوزيرة معلنة أن وزارتها ستشرع فوراً في تقديم الدعم لما يقل عن ربع هذه الأسر - تحديداً لخمسمائة ألف من هذه الأسر- خلال الثلاثة أشهر المقبلة؛ فمن جهة الأرقام هذه مشكوك فيها فالفقراء في السودان هم غالبية الشعب وهم بالملايين ويشهد على ذلك طوفان الذين هبوا في الأحياء الفقيرة بأطراف المدن والجديد هذه المرة خروج مواطني القرى معلنين أنه لا يمكن أن يعيشوا مع هذه الحال من الإعسار والغلاء ورفع الحكومة ليدها عن السوق برفع الدعم . الأرقام المذكورة للأسر الفقيرة حددها ديوان الزكاة ونعتقد أنها جهة غير مؤهلة لحصر الفقر في السودان.والدعم الذي تنوي الوزارة تقديمه لن يحل المشكلة فمن جهة فهو لا يغطي كل السودان بمن في ذلك سكان الكهوف في مناطق العمليات الحربية ومن جهة أخرى سيتم بعد أن تشبع هذه الفئة القليلة المختارة موتاً بالجوع وسيكون الدعم شحيحاً بحيث لا يكفي حتى لروشتة الدواء. تحدثت الوزيرة في ظل المطر بعد خروج الجماهير وبعد رفع الدعم فقالت: «مثلما بدأ رفع الدعم فوراً يجب تقديم الدعم فوراً» فكيف ومتى يتم تقديم الدعم والناس خرجوا؟ولماذا تأخر مثل هذا الدعم لربع قرن ويجيء الآن ليكون بمثابة الماء الذي يحاول أن يطفئ الحريق؟ أبدت الوزيرة انزعاجها من تزايد الأسعار الذي اعتبرته غير مبرر وهذا كلام مردود عليه فمعلوم للمواطنين كافة وللحكومة أيضاً أن رفع الدعم عن المحروقات سيؤدي بالضرورة لرفع كافة أسعار السلع والخدمات. الله ... الوطن ... الديمقراطية جاء بيان مركزية الذي صدر تحت عنوان( الله ..الوطن..الديمقراطية) قوياً وهو يعلن رفضه لزيادة المحروقات ويدعو عضويته بالصوت العالي حيث ورد فيه (ندعو جميع طلاب وشباب وقواعد الحزب الاتحادي الديمقراطي للثبات في الشوارع والميادين المختلفة إلى أن يحين فجر الخلاص الذي يرونه بعيدا ونراه قريبا) وبذا يكون شباب الحزب الاتحادي الديمقراطي قد سبق قيادة الحزب ولم ينتظر حتى يوم السبت الحالي للتفاكر . لقد تفاكر الشباب قبل القيادات العليا فما رأي هذه القيادات المشاركة في الحكم ؟ من القصص القصرى أما بعد وقعت كتلة هائلة من الحديد كانت معلقة بجنزير ضخم ولكن مقارنة بالكتلة كان الجنزير يبدو كخيط عنكبوت.وقعت تلك الكتلة ذات صباح غير رباح فسحلت عشرين عربة صالون عابرة بركابها وشاحنة في غمضة عين واختلطت الدماء بالأتربة والحديد والفجيعة والحيرة وبالخواطر حول هموم الحياة والصرخات المكتومة. وصف الكارثة تم على ما يرام.كان ذلك ضمن برنامج (أما بعد) الشهي.ضجت مجالس المدينة في تلك الليلة بما جرى. وفي صبيحة اليوم التالي شوهد مهندسون رسميون يرممون الجسر الآخر الذي سقفه ليس فيه بأس شديد، وذلك فيما ذكر أحد المعلقين العابرين - حتى لا تنهار هذه الأخشاب الورقية فتفتك بعشرين عصفوراً.
حاويات صغيرة كانت هناك قريتان بينهما عداوة.القرية الأولى كانت تزرع الذرة أما الثانية فتراقب الزرع. وتتأمل وتجار بالشكوى من قريتها الجارة الظالمة التي لا يعلم بحيثيات ظلمها أحد في النواحي المجاورة. في كل عام يحط جراد في موسم الحصاد فيحصد الذرة كلها من سنابلها في الحقول نيابة عن أصحابها ورغم أنفهم.هذا ما حدث هذا العام فخلال وقت وجيز حطّ الجراد وشطف المعلوم وترك القرية التي كانت سعيدة بزراعتها غارقة في الأحزان. ويقلع الجراد في أسراب هائلة فيصطاده سكان القرية المتأمّلة عن آخره، ويلتهمونه والذرة لما تزل بكامل هيئتها في الأمعاء فكأنهم بذلك يكون قد التهموا الجراد ومعه المحصول. الجراد غدا حاويات صغيرة ليس إلا، ولا يستطيع قضاء مهما برع أن يرد للقرية الأولى محصولها. -ليس لديكم مخرج – قال شخص سمع بالقصة لأحد أبناء القرية التي كدّت وما وجدت- إلا أن تصبحوا كلكم أكلة لحوم بشر- وأردف مؤكداً بالإنجليزية- كانيبالس وتهجموا على القرية التي أكلت الجراد والمحصول.
|
|
 
|
|
|
|