|
Re: الوطن القطرية تحاور التجاني السيسي (Re: عماد الشبلي)
|
حوار - محمد حربي أشاد رئيس السلطة الانتقالية لإقليم دارفور الدكتور التيجاني السيسي، بوساطة قطر في أزمة دارفور معتبراً أنها تمثل أعظم وساطة شهدها السودان، قائلاً إنها وساطة لا تحمل في طياتها أي أجندات خاصة، ولا تبتغي إلا الخير لأهل دارفور والسودان، معرباً عن تقديره لهذا الدور القطري الكبير، الذي ينبع من متانة العلاقات الإستراتيجية بين السودان وقطر. وقال في حديث شامل مع الوطن إنه، لولا الدور القطري ومنبر الدوحة لسلام دارفور، لتأزمت الأوضاع في درافور والسودان، إذ من خلال حكمة القيادة القطرية، وصبر سعادة أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء، وأخوته في الوساطة الإفريقية ما كان قد تحقق ما تحقق الآن في دارفور. وأشار الدكتور التيجاني السيسي إلى أن الاتفاق يحتوي على 5 محاور هي: تقاسم السلطة، تقاسم الثروة، العدالة والمصالحة، الترتيبات الأمنية، وأخيرا ملف العودة الطوعية للاجئين والنازحين، وبدورها فإن السلطة الإقليمية منذ نشأت وهل تعمل على إنفاذ كل ما ورد في وثيقة الدوحة لسلام دارفور عبر هذه الملفات الخمسة، وقال إن ملف تقاسم السلطة تم إنفاذه كاملاً، وذلك بتعيين رئيس السلطة،
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الوطن القطرية تحاور التجاني السيسي (Re: عماد الشبلي)
|
والوزراء، وإنشاء السلطة الإقليمية، ثم قيام مجلس للسلطة في دارفور بجناحيه، البرلمان والمجلس التشريعي، فضلاً عن توظيف 80 بالمائة من موظفي السلطة الإقليمية. وفي ما يتعلق بالعودة أوضح أنها طوعية لكنها مشروطة في الاتفاق بتأمين مناطق العودة وبتقديم الخدمات، التي ستأخذ فترة من الوقت، سواء لبناء المدارس، والمستشفيات، وأيضاً مراكز الشرطة، وحفر الآبار، وشبكات المياه، وكلها مسائل تحتاج إلى فترة من الزمن لتنفيذها، وقال نبذل قصارى جهدنا، حيث بدأنا في برنامجين: أحدهما البرنامج القطري، بدعم كريم من القيادة القطرية، وقد بدأ البرنامج مبكراً، وهناك بعض القرى الآن يتم تجهيزها في غضون أربعة إلى خمسة أشهر، وأما البرنامج الآخر فهو السلطة، وقد تم تدشينه بالفعل. بداية نود التوقف عن سبب زيارتكم للدوحة؟ - هي في المقام الأول لمقابلة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لتهنئة سموه بصفتنا الشخصية، وبالإنابة عن حركة التحرير والعدالة، والسلطة الإقليمية، وكل شعب دارفور، ودعواتهم وتمنياتهم لسموه بالتوفيق، وثقتهم الكبيرة في سموه كشخصية مؤهلة لقيادة قطر، والاستمرار في مسيرة الرخاء والتنمية التي وضع لبناتها الأولى الأمير الوالد، ومن جانب آخر سوف نشارك في اجتماعين، أحدهما لمجلس إدارة مؤتمر المانحين، والثاني لجنة متابعة إنفاذ اتفاق الدوحة لسلام دارفور. وساطة بلا أجندات كيف ترى دور الوساطة القطرية في أزمة دارفور؟ - أعتقد أنها تمثل أعظم وساطة شهدها السودان، فهي وساطة لا تحمل في طياتها أي أجندات خاصة، ولا تبتغي إلا الخير لأهل دارفور والسودان، ونحن نقدر هذا الدور القطري الكبير، الذي ينبع من متانة العلاقات الإستراتيجية بين السودان وقطر، وبالتالي فأبناء دارفور بل السودان أجمع، يقدر كل ما بذلته دولة قطر، والدور الريادي للأمير الوالد في إنشاء المنبر ودعم قضية دارفور والتنمية، كما أننا لمسنا أيضاً حرص صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على مواصلة دعم قضية تنمية دارفور، وعلى تطوير العلاقات بين السودان وقطر. ماذا لو لم تكن قطر حاضنة لاتفاق دارفور؟ - أقول بصراحة، لولا الدور القطري ومنبر الدوحة لسلام دارفور، لتأزمت الأوضاع في درافور والسودان، إذ من خلال حكمة القيادة القطرية، وصبر سعادة أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء، وأخوته في الوساطة الإفريقية ما كان قد تحقق ما تحقق الآن في دارفور، ومواصلة مساعيهم الحثيثة وحرصهما الكبير إلى الاستمرار في هذا المسار إلى أن يتم إلحاق الآخرين بهذه الاتفاقية. «5» محاور إلى أين وصل قطار اتفاق سلام الدوحة؟ - الجميع يعلم أنه اتفاق شامل، ويحتوي على 5 محاور هي: تقاسم السلطة، تقاسم الثروة، العدالة والمصالحة، الترتيبات الأمنية، وأخيراً ملف العودة الطوعية للاجئين والنازحين، وبدورها فإن السلطة الإقليمية منذ نشأت وهل تعمل على إنفاذ كل ما ورد في وثيقة الدوحة لسلام دارفور عبر هذه الملفات الخمسة. دعنا نتوقف مع القارئ عند كل محطة، ولنبدأ بتسليط الضوء على مسألة تقاسم السلطة؟ - ملف تقاسم السلطة تم إنفاذه كاملاً، وذلك بتعيين رئيس السلطة، والوزراء، وإنشاء السلطة الإقليمية، ثمة قيام مجلس للسلطة في دارفور بجناحيه، البرلمان والمجلس التشريعي، فضلاً عن توظيف 80 بالمائة من موظفي السلطة الإقليمية. ماذا عن تقاسم الثروة؟ - ربما تكون هناك بعض العثرات والتحديات التي تواجه ملف تقاسم الثروة، وفي مقدمتها التحديات المالية، وهي حقيقة قد أثرت على سير إنفاذ الاتفاق في بعض المحاور، نتيجة للحالة المالية التي تمر بها البلاد بعد انفصال جنوب السودان، حيث كان من المفترض أن تتلقى 200 مليون دولار، ولكنها تأخرت، إلا أنه بدأت الانفراجة مؤخراً، وتسلمنا جزءاً بدأ به تنفيذ بعض المشروعات التي تم تدشينها منذ أسبوعين، والآن نحن نتحرك في إطار إنفاذ مشروعات إعادة الإعمار والتنمية. وماذا عن الترتيبات الأمنية؟ - تخطينا كثيراً من العقبات التي كانت تواجهنا، والآن سنبدأ المشوار الأخير في إنفاذ ملف الترتيبات الأمنية، من خلال تجميع قوات حركة التحرير والعدالة في معسكرات. يبقى أخيراً ملف العودة الطوعية.. ماذا بشأنه؟ - هذه العودة الطوعية هي مشروطة في الاتفاق بتأمين مناطق العودة وبتقديم الخدمات، ولا يخفى على الجميع أن تقديم الخدمات مسألة تأخذ وقتاً، سواء لبناء المدارس، والمستشفيات، وأيضاً مراكز الشرطة، وحفر الآبار، وشبكات المياه، وكلها مسائل تحتاج إلى فترة من الزمن لتنفيذها، ونحن نبذل قصارى جهدنا، حيث بدأنا في برنامجين: أحدهما البرنامج القطري، بدعم كريم من القيادة القطرية، وقد بدأ البرنامج مبكراً، وهناك بعض القرى الآن يتم تجهيزها في غضون أربعة إلى خمسة أشهر، وأما البرنامج الآخر فهو السلطة، وقد تم تدشينه بالفعل. وماذا عن دور البنك القطري للتنمية في دارفور؟ - طبعاً الاجتماعات تتوالى، وهناك بعض الاجتماعات التي عقدت في الرياض، وفي مقر منظمة المجتمع الإسلامي للبدء في إنشاء هذا البنك، ونحن نعول كثيراً على دور قطري فاعل لتدشين بنك دارفور للتنمية. التحديات هل خطواتكم تعثرت فقط بسبب التحدي المالي؟ - ليس هذا فحسب، ولكن هناك تحدياً آخر لا يقل عنه أهمية يتمثل في الصراعات القبلية، والذي من الممكن أن نعتبره من أكبر التحديات التي تواجهنا الآن في دارفور، إذن أننا لم نكن نحسب أن الصراعات القبلية ستضعف أو تهدد أو تبطئ من وتيرة حركة السير لإنفاذ الاتفاق. لكنه حدث، وأنتم أمام أمر واقع.. فماذا فاعلون؟ - نحن في هذا الإطار نتحرك مع الشركاء لاحتواء هذه الصراعات وذلك عبر الآليات المحلية، والتي نطلق عليها الجودية، حيث تقوم الإدارات الأهلية وعقلاء القوم بالتوسط لدى القبائل المتحاربة لتهدئة الخواطر، ومن ثم للمصالحات، كما قررنا أن تكون هناك 7 مؤتمرات للسلم الاجتماعي، منها 5 في ولايات دارفور المختلفة ومؤتمر في الخرطوم ثم تتكامل كل هذه المؤتمرات في مؤتمر نهائي أخير. دائرة الانشقاقات كلما كانت هناك محاولة لاحتواء فصيل أوضمه لاتفاق سلام الدوحة، يحدث به انشقاق، فيأتون بالمنشقين، فيحدث في المنشقين انشقاقات.. إلى متى تستمر دائرة الانشقاقات الجهنمية؟ - هذه واحدة من القضايا، والأمراض التي لازمت الحركة المسلحة في دارفور، والجميع يذكر أن الحركة المسلحة، قامت في دارفور بحركتين وهما: حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان، ثم بعد التوقيع على اتفاق أبوجا، انشقت هذه الحركات، وتكاثرت، وتناثرت، فأصبح من العسير جمع هذه الحركات في حركة واحدة، إلى أن قام منبر الدوحة، ونجح في تجميع 22 فصيلاً اتفقوا على التعاون في ما بينهم. إذا فمن أين جاءت المشكلة؟ - تكمن تلك المشكلة في أن الحرب في دارفور أدت إلى استقطاب إثني وقبلي، وقد أثر ذلك تأثيراً كبيراً على تركيبة الحركات المسلحة، فأصبحت الحركات تنشق ثم تتوحد ثم تنشق مرة أخرى، وهذه الظاهرة في نهاية الأمر، قد أدت إلى إضعاف أبناء دارفور، وإضعاف إرادتهم، وبالتالي كان لهذا تأثيره على إضعاف الوحدة والإرادة الوطنية في السودان، كما توجد هناك بعض الجهات التي كانت تشجع على هذه الانشقاقات في الحركات، من ناحية لإضعاف بنية هذه الحركات، إما ليسهل التفاوض معها، أو لإضعافها وتحقيق أجندة أخرى. أصابع الاتهام هل بإمكانكم أن تكشفوا لنا عن تلك الجهات التي تشيرون لها بأصابع الاتهام؟ - المعتاد أنه في أي منطقة تشهد حرباً أهلية، سوف تجد هناك ظاهرة تجار الحرب، ثم هناك المنتفعون، وهؤلاء من الممكن أن يكونوا من داخل دارفور وأبنائها، أو من باقي أنحاء السودان، ممن لهم مصلحة حقيقية في استمرار الحرب، التي يحققون من ورائها بعض الأغراض الخاصة بهم، سواء كانت سياسية أو شخصية، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود لاعبين إقليميين ودوليين، ممن لهم مصلحة في استمرار اشتعال الأوضاع في دارفور، خاصة حينما نرجع للوراء، لنرى أنه عندما قامت الحرب في دارفور 2003 فقد كان لها انعكاسات مهمة، ولعبت دوراً أساسياً ومحورياً في ما حدث من اتفاق في نيفاشا، حيث انشغلت الحكومة الاتحادية في دارفور، ومن ثم خرجت بعد ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان بذلك الاتفاق الذي أدى إلى انفصال جنوب السودان. وهل أميركا متورطة في ذلك؟ - لا نستطيع أن نقول ذلك، ولكننا نشهد أنها مع سلام دارفور وتشجعه، وترجمته من خلال موقفها المساند في منبر الدوحة، كما أنها عضو ضمن آلية متابعة إنفاذ الاتفاق، وكان مندوبها حاضراً دائماً، ولكن ما يمكن قوله أنه توجد هناك بعض المنظمات في أميركا التي لا يروق لها استقرار الأوضاع في دارفور، وبالتالي هناك فرق كبير بين مواقفه، وبين موقف الإدارة الأميركية ذاتها. وأين دوركم في توضيح ما لدى هذه المنظمات من لبس؟ - بالفعل كانت لنا زيارة لواشنطن عام 2011، وعقدنا سلسلة لقاءات مع المنظمات، بهدف شرح الصورة على أرض الواقع لهم، ولكن للأسف وكما يعلم الجميع فإن لهذه المنظمات واللوبيات أجنداتها الخاصة، ولا يخفى على أحد، الدور الذي تلعبه لصالح جهات معلومة، وإن كنا نعتقد أنه في حالة دارفور، فالأمر له أبعاده المرتبطة بقضية جنوب السودان، وكأن قدر قضية دارفور أن تستمر حتى يتم تهدئة الوضع تماماً، ولذلك دائماً أناشد الحركات التي رفضت التوقيع وتتخذ من جنوب السودان مقراً لها، ألا يقدموا دارفور قرباناً لتهدئة الأمور والوضع في جنوب السودان، فأهلنا يموتون يومياً، ونحن نقدم هذه الدماء قرباناً لتسوية الأوضاع بين جنوب وشمال السودان. انفراجة هل تعتقد أن الأمور وصلت إلى نفق مظلم بين جنوب وشمال السودان، ومدى انعكاسه على دارفور؟ - أعتقد أن هناك ملامح ضوء من تحسين العلاقات في نهاية نفق الخلافات بين الشمال والجنوب، وصراحة القرارات التي اتخذها سيلفاكير شجعتنا كثيراً، كما أن زيارته للخرطوم، كانت طيبة، وهناك اللجنة الأمنية المشتركة قد اجتمعت وتوصلت إلى اتفاقيات، وأرى أن هنالك رغبة أكيدة من الرئيس سيلفا كير وحكومة جنوب السودان، لتطبيع العلاقات مع شمال السودان، وهذه مسألة مهمة، وسيعود بالفائدة على الجانبين، فنحن كنا دولة واحدة، وهناك روابط كثيرة بين السودانيين مختلفة، وهذه تؤخذ في الاعتبار، ومتى تحسن الوضع بين جوبا والخرطوم فإننا سنحقق كثيراً من الإنجازات. ما هو المدخل الأمثل لحل أزمة دارفور، ترى السياسي، أم العسكري، أم التنموي؟ - الثلاثة لا غنى عنهم، فبالمسار السياسي يخدم هدف تفاعل المجتمع مع مبادرات السلام، كما فعلوا مع اتفاقية سلام دارفور، وهذه الاتفاقية الآن تجد قبولاً من أهل دارفور، كما أن القوة مهمة، وهذه نق صد بها هيبة الدولة، فدون هذه الهيبة لا يمكن أن نبسط الأمن، أو يكون هناك استقراراً أمنياً في دارفور، وكذلك الدور الشعبي والجماهيري مهم جداً، ونحن نعول كثيراً على المبادرة السياسية لإنهاء الصراعات القبلية، وكذلك بسط هيبة الدولة، وكذلك دعم الآليات الاجتماعية المحلية لحل الصراعات القبلية. ما مفهومكم للفيدرالية في ضوء التجارب الدولية، ومدى صلاحيتها للنموذج السوداني؟ - الفيدرالية كنظام هو من أفضل الأنظمة التي يمكن أن يتم تطبيقها في البلاد التي تشهد تباينا وتنوعا عرقيا وأيديولوجيا، ولكن القضية ليست هي في المبدأ بقدر ما تكمن في الممارسة، وأعتقد أننا لو نظرنا إلى تطبيق هذا في السودان، أعتقد أننا سنجد أن الممارسة قد شابها بعض الأخطاء خاصة في ما يتعلق بالفصل بين السلطات، أو توزيع السلطات بين المركز والولايات، بل والأكثر من ذلك، أعتقد أن هناك مشكلة كبيرة جدا في ما يخص هياكل النظام الفيدرالي في السودان، والتي هي بحاجة لإعادة النظر فيها من أجل أن تصبح أكثر مرونة، وفي نفس الوقت تخفف من الاستقطاب الإثني والقبلي الذي نشهده بسبب التطبيق الخطأ لتجربة الحكم الفيدرالي، وأنا شخصيا أحبذ الفيدرالية لأنه أحسن نظام يؤدى للوحدة بين أبناء الأمة السودانية. منغصات صحية ما هي علاقتكم بحكومة الخرطوم؟ - نحن شركاء لهم في السلطة الإقليمية، التي تضم التحرير والعدالة، والمؤتمر الوطني، وكل الحركات الموقعة، وعلاقتنا بهم ممتازة، وتقوم على التشاور، أي علاقة شريكين حريصين على إنفاذ الاتفاق، رغم المخاطر والتحديات التي نواجهها. لكن يثار من وقت لآخر.. هناك بعض المنغصات في علاقتكم بالمركز؟ - طبعا هذا شيء طبيعي أن تكون هناك بعض المحطات التي يقف عندها الشركاء، وربما تشهد بعض الخلافات، وهذا مشروع وظاهرة صحية في العمل السياسي، وربما كان هناك سوء تفاهم في نقطة أو نقطتين، ولكننا تجاوزناهما، والآن هناك تواصل وتنسيق. ما مدى تفهم حكومة الخرطوم لانتزاع فتيل الأزمات؟ - حكومة الخرطوم والقيادة متفهمة بشكل ملحوظ، وأعتقد أن ما حدث من لبس عندما تم طرد إحدى المنظمات التي كانت تعمل معنا، وكذلك عندما تم الاعتداء على قوات حركة التحرير والعدالة، حدثت دون علم القيادات العليا في الخرطوم، وتم تداركها، ولكن مشكلتنا الحقيقية الآن تكمن في تلك الأزمة التي تمر بها البلاد، وعدم القدرة على بسط هيبتها في دارفور لاحتواء الصراعات القبلية التي تدور الآن، وكثيرا ما نطالب الولاة ببسط هيبة الدولة، ونعني بها دعم القوات المسلحة والشرطة والأمن بالوسائل التي تمكنها من مواجهة الصراعات القبلية وخاصة هناك من القبائل التي تمتلك كثيرا من الأسلحة، ولها آليات أقوى من الجيش السوداني، وتلك مسألة مخيفة ليست على دارفور فقط ولكن على باقي السودان. ما حقيقة فرار مقاتلين إسلاميين من مالي لدارفور، ومدى خطورة ذلك؟ - ليس عندي علم بذلك، ولكن إذا كان هناك مقاتلون ماليون لجؤوا لدارفور بالفعل سيكون هذا خطأ كبيرا، وسيدخل الإقليم بل السودان كله في محنة. هل سلام دارفور يمر عبر تشاد بسبب تداخل القبائل الزنجية؟ - ليس دارفور فحسب، بل سلام السودان كله، وأيضا السلام في تشاد، يعتمد اعتمادا كبيرا جدا على تعاون حكومتي السودان وتشاد، وأنا أقول للجميع أن هناك تعاونا وتفاهما كبيرين جدا بين الحكومة التشادية وحكومة السودان، وكذلك اتفاق، وقوات مشتركة لحماية الحدود السودانية التشادية، كما هو الحال بيننا وبين أفريقيا الوسطى، وهذه مهمة جدا في حقيقة الأمر أن يكون هناك تفاهما وتناغما بين الحكومتين، وتنسيقا تاما، حيث أن الاستقرار في دارفور يعتمد على الاستقرار في تشاد والعكس صحيح، وكلا القيادتين في أنجامينا والخرطوم يتفهمان هذا الوضع. قبلتم بمهمة رئاسة السلطة في إقليم درافور.. هل كنتم تحلمون بتحقيق السلام على أرضه؟ - أنا بطبيعتي متفائل، ودائما أعقلها وأتوكل على الله سبحانه وتعالى، ولولا الصراعات القبلية التي تشهدها دارفور، لما تصدرت أزمة دارفور الأخبار، فالصراعات القبلية هي أمر مختلف تماما عن المواجهات بين الحركات المسلحة والحكومة السودانية، ولكن أنا متأكد أن أهالي دارفور لن يستمروا في الاعتراك الداخلي، أنا على يقين أنهم سيدركون أن هذه الحرب الداخلية لن يدفع ثمنها سوى المواطن الدارفوري بتأخر انطلاقة التنمية في الإقليم. هناك من يرى أن أزمة دارفور امتدت لكوردفان؟ - جبال كوردفان بها أزمة، وهي أقدم من أزمة دارفور، الآن هناك جبهة ثورية تضم الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح الشمال وبها قطاع جبال النوبة حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، والجناح الآخر منها بقيادة عبدالواحد نو، وتلك هي العلاقات بينهم، وأن مقاتلي هذه الحركات يتواجدون في جبال النوبة. ما هي مخاطر دعم جنوب السودان لهذه الحركات؟ - هذا الدعم لم يعد خافيا على أحد، وسيكون له انعكاساته السلبية، فهذه الحركات التي تتخذ من جنوب السودان ملاذ آمنا ويتم دعمها بالأسلحة وتتسلل لدارفور لتنفيذ عملياتها ثم تعود مرة أخرى للجنوب، تشكل تهديدا لأمن المواطنين والإقليم. ما يشاع عن علاقة عبدالوحد بإسرائيل لها انعكاسات على أزمة دارفور؟ - انعكاس مباشر لا أرى ذلك. ولماذا تسليط الضوء إذًا؟ - أنا أرى من رحلوا إلى إسرائيل يبحثون عن مخرج ليعودا من خلاله للسودان، بضمانات عدم المحاكمة. إسرائيل لها أجندات هل ضمانات أم الاستقواء؟ - ليس هناك استقواء، إلا إذا كان في إطار حركة عبدالواحد إذا قررت أن تتفاوض. ما الذي دفع أبناء دارفور للفرار إلى إسرائيل؟ - ليس أبناء دارفور فحسب بل سودانيون من غير الدرافوريين ذهبوا لإسرائيل ثم اكتشفوا أن الرحلة كانت مؤلمة ورحلة ضياع، واتصلوا بي أكثر من مرة للوصول إلى الطرق التي يستطيعون من خلالها أن يعودوا إلى السودان. هل هناك في الأفق أي مبادرات من طرفكم لاحتواء من خرجوا عن الطوع ولجؤوا لإسرائيل؟ - للأسف ليس لدينا أي مبادرات خاصة، فتلك مسألة أمن قومي، وهي من صلاحيات السياسة الخارجية للحكومة الاتحادية، ولكن لو طلب منا ذلك سنقول رأينا بصراحة. هل أنت مع درافور واحد أم دارفور متعدد؟ - بالتأكيد أنا مع دارفور إقليم واحد، وهذا موقف حركة التحرير والعدالة، ولكن داخل هذا الإقليم لا بأس أن تكون هناك 5 ولايات في إطار النظام الفيدرالي، وأنا مع إعادة الأقاليم التي كانت موجودة في السابق، وإعادة النظر في النظام الفيدرالي، بما يمكن أن يحتوى الاستقطاب الذي يحدث الآن سواء كان جهويا أو إثنيا. هل أنتم راضون عن دور الدول المانحة؟ - نعم، وهناك دول طلبت أن تنضم لعضوية مجلس الإدارة، ولكن الصراعات القبيلة والوضع الأمني الذي تشهده دارفور الآن يؤدى إلى خلق نوع من التشكيك في أذهان الدول المانحة. ماذا تقول لمن يشكك بوجود فساد يعرقل دعم المانحين؟ - فطنا إلى ذلك، وقد قمنا في هذا الأمر بعمل استباقي، حيث قدمنا للمانحين آليات مرنة لتنفيذ المشاريع التنموية، سواء عبر الأمم المتحدة، أو عبر البنك الدولي، أو آلية مباشرة، وأنه بإمكان المانح أن يستخدم منظماته، وشركاته، لتنفيذ مشروعاته في دارفور، وهذا شجع دولا أخرى تطلب الانضمام. الجامعة العربية ما هو رأيكم في أداء الجامعة العربية لأنظمة وأمانة عامة في أزمة دارفور؟ - الجامعة العريبة كانت معنا في التفاوض، وكانت تشكل حضورا دائما منذ أبوجا، ثم كان لهم أيضا حضور دائم في منبر الدوحة، كنا نتشاور معهم كثيرا، ثم حتى بعد توقيع الاتفاق، وكذلك هي عضو في لجنة مراقبة إنفاذ الاتفاق، وكانت لنا زيارة للقاهرة، واجتمعنا بالعربي، وربما الشيء الوحيد الذي لنا فيه مأخذ على الجامعة أن ما تم جمعه من أموال في مؤتمر القاهرة يتم صرفه دون علم السلطة الإقليمية التي هي المسؤولة عن عملية التنمية في دارفور، فضلا عن أن دورها لم يكن محوريا على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. هناك حملة يقودها الممثل الأميركي جورج كلوني للتشهير بأن درافور تشهد تطهيرا عرقيا؟ - ربما كان هذا واضحا في بداية الحرب ونتيجة للمعالجات الخاطئة، والجميع يعلم أنه عندما قامت الحرب كان هناك استهداف لاستقطابات إثنية كبيرة جدا، وتم الاعتداء على مجموعات عرقية، والتي تنتمي لأصول إفريقية، ولكن الآن ديناميكية الحرب تحولت لصراعات قبلية، حتى في داخل المجموعات الإثنية ذاتها، والآن جماعات عربية تتناحر مع بعضها البعض نعتبره تطهيرا عرقيا، وبالتالي فيبدو أن الممثل الأميركي يتحدث عن دارفور وعينه على الجنوب. ما هي انعكاسات انهيار نظام القذافي على دارفور؟ - كان بردا وسلاما علينا جميعا نحن السودانيين وليس دارفور فقط، لقد عانينا طويلا كثيرا من سياسات القذافي، وكنت وأنا حاكما لإقليم دارفور عام 1989، أزأر بالشكوى ضد تدخلات القذافي في الثمانينات في دارفور، ولكن الآن أتمنى أن تتماسك ليبيا ويتوحد الشعب الليبي. وما رأيكم في انسياب السلاح من ليبيا؟ - بالتأكيد هي مشكلة، ولكن الذي يحدث الآن ربما تهريب من وقت لآخر، ولن يصل بأي حال من الأحوال كما كان يحدث أيام القذافي حيث السيارات المحملة بالأسلحة، وقد توقف هذا الآن. هل ترى أن قوات حفظ السلام في دارفور تقوم بالمهام المأمولة؟ - لم توف بما عليها مائة بالمائة، وربما المأخذ عليها عدم قدرتها على التصدي للاعتداءات ضدها، وكثيرا ما تمتد لها الأيادي بالاعتداءات ولكنها دون القدرة على الرد وهذا أمر مؤسف، وكثيرا ما يتم الاعتداء على المدنيين أمام أعينها.. وهذا أمر مؤسف، نحن كثيرا ما نتناول هذا أمام قيادتها ونطالب بدعم اليوناميد بالآليات والأسلحة التي تمكنها من مقاومة كل هؤلاء المعتدين التي تقوم بها من وقت لآخر. ماذا عن الحضور العسكري العربي في دارفور؟ - لا يوجد، اللهم إلا قوات مصرية مع بعثة طبية فقط. هل ثروات دارفور جلبت لها الأطماع الخارجية؟ - الثروات تجذب انتباه الدول الكبيرة، وتلك مسألة بديهية، وربما هناك دول وشركات، عينها على ثروات دارفور، ولكن حينما تكون للدولة الوطنية من القوة ما تحمي به أراضيها فلن نخشى من الأطماع الخارجية. الأكاديمي والسياسي ما الفرق بين السيسي الأكاديمي والسياسي؟ - العمل السياسي يتطلب مزيدا من الجهد والتواصل، والصبر والتأني، بينما الأكاديمي وقته لنفسه، وهو يوظف وقته كيفما شاء، بينما في العمل السياسي فإن هذا غير وارد حقيقة، وأعتقد أن الضغوط على التيجاني السياسي أكبر بكثير منها على التيجاني الأكاديمي هل ظلمت؟ - كثيرا، هناك من ظلمني وظلم الآخرين، ولكنني أغض الطرف ولا أهتم به، فتلك طبيعة البشر، وهي سنة الحياة. فبأي شيء تهتم؟ - أهتم بما يقوله بعض الكتاب حينما تكون مقاصدهم نبيلة، فنأخذ بها من أجل إعادة النظر في بعض المسارات وتصحيح ما جرى من انحراف في الخطوات وهذا مغاير لما يقوم به البعض من افتراءات ضدي وضد السلطة، وأنا شخصية عامة فليقل من يريد أن يقوله، وليكتبوا ما أرادوا، ولكن هناك بعض الكتابات التي فيها تحامل فلا أنتبه، إلا إذا نبهني صديق، ولكنني لا أعير ما يكتبه عنى الناس إي اهتمام، لأنه سيصرفني عن عملي الرئيسي. متى يغضب السيسي؟ - يضحك قائلا: أصبر دائما فإن الله مع الصابرين. أخيرا هل التيجاني مازال يرتدي قميص حزب الأمة؟ - خلعت قميص حزب الأمة منذ اختياري لرئاسة حزب التحرير والعدالة، مع أن أعضاء حركة التحرير والعدالة كانوا أعضاء في الأحزاب، ولكنها محاولة من المغرضين للتشكيك وشق الصف ولكن هيهات فحركة التحرير والعدالة متماسكة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|