في ليلة ذات ضياء .. أيقظته جلبة عظيمة ، نفذت إلى مسامعه من فرجة بكهفه الصغير .. تفاجأ ( عتيق ) الذي أوى منذ زمن إلى كهف بأعلى جبل بقرب قرية خاملة الذكر ، بسيطة الحال ، تفاجأ ، بأن هناك الألوف من الرجال ، و النساء الذين تجمعوا بالعدوة الدنيا من الجبل .. يحملون مصابيح ... و يرتدون أزياء لا يجمع بينها لون أو شكل .. و يصيحون بلغات لم يفهم منها إلا واحدة هي لغة قومه .. -هلالويا .. هلالويا .. -إنزل إلينا أيها المسيح .. ايها المخلص .. فقد ضاقت بنا الدنيا .. و أهلكتنا الفتن ، و المصائب .. و يئسنا من كل خلاص إلا من السماء .. إلا بيديك أيها المخلِّص الحبيب.. تثاقل عن القيام ، و الخروج إليهم .. و لكن بعد حين من التسويف ، أشفق عليهم من قضاء ليلة أو ليالي في هذا المكان الموحش ، في انتظار نبي ليس هناك ، و خلاص ، هو يعلم أنه لا يملكه .. بل ، و لا ينتظره .. إذ قد طلّق منذ زمان وهم الخلاص الآتي ، و عاش في عمق ذاته الخلاص المقيم .. رفقاً بهم ، خرج بخطوات ، متئدة ، و كأن هناك من بحبل يجره إلى الوراء .. - سلام عليكم أيها الأحباب .. إخوتي في الأرض .. أنا أعذركم .. أيها الباحثون عن مسيح ما .. عن خلاص ... عن عون.. عن شفاء.. أعذركم ، و أدرك ما تحسون .. و لكن صدقوني فلست مسيحكم الذي تنتظرون .. لست هو .. و لا علم لي به .. و صدقاً ، لست أنتظره مثلما تفعلون .. و لكن أخشى عليكم أن تقنطوا ، فتظنوه لن يأتي.. لا بل سيأتي .. بل ، الحق أقول بأنه ما من وقت كان فيه غائباً عن عالمكم .. إنه هنا و الآن في قلب الزمكان .. .. هل ترى تريدونني أن أخبركم أين ، و من يكون .. إذا فاسمعوا .. اطلبوه ، حيث شئتم ، و فيمن شئتم .. تجدوه .. فقط أصدقوا في الطلب .. فالصدق رفيق الخلاص ، و خليل المُخلِّص .. و الفرج رفيق الصادقين ، و محطة سيرهم حتى و إن سلكوا الطريق الخاطيء ، أو أخطأوا الحادي ، و الدليل .. فالصادقون يصِلون .. و لو بعد حين .. و لكن إن وجدتم بعضاً من أثر له ، فلا تظنوا بأنكم قد وجدتم صاحب الأثر .. أما إن وجدتم مسيحكم ، فاحذروا أن تدعوا بأنه ما من مسيح سواه .. و لا تكسروا تماثيل إخوتكم لأنها لم تنحت على صورة الرب .. ربكم .. مسيحكم .. في هذه الحياة ، في كل وقت ، متسع لكثير من المسحاء .. لما لا يحصى من الطرق .. و الآلهة .. للكثير الكثير .. فدعونا نتفق على أن ينحت كل منا تمثاله على شاكلته ..و يخلق كل منا إلهه على صورته .. أو كيفما شاء .. و لا يسب بعضنا آلهة بعض .. صدقوني أن الآلهة لا تشتجر و المسحاء الصادقون لا يختصمون .. و لكن السدنة يفعلون .. و أكثر منهم يفعل ذلك العابدون ، و التابعون .. هيا أيها الأحباب .. أستميحكم عذراً بالانصراف .. أيها الحالمون بملكوت الرب .. بخلاصه الآتي .. انطلقوا ، فانحتوا ما شئتم ، و اتبعوا ما تحبون .. و لا تضيعوا الوقت في لهو أو شجار، من أجل آلهة قد نحتت من حجر واحد قوامه الحلم .. و بازاميل تشبه بعضها بعضاً .. إذ كلها من معدن التوق للراحة من عناء السفر ، و السكينة في جنة تخلد ، و لا تزول .. أستودعكم الرب الذي هو أس الرجاء ، و مانح الخلاص بدءاً و ختماً.. كم أنا شاكر لكم حسن ظنكم بي ، و التماس الخلاص في باب كهفي ، و كم يؤسفني أن ترجعو و بغيتكم ليس بين أيديكم .. و لكن من يع قولي في عمق معناه فإنه يرجع و في كفه الخلاص إلى أبد الآبدين ..
و أخيراً أقول لكم .. إذهبوا فأنتم العتقاء إن شئتم .. و العبيد كيف تشاءون ..
يااااااااااااااااه يا لحفر جبران في أغوار النفس يا لأثر طرقه الحفيف في غيابات الشقاء والأحلام التي تتكاثف في أفئدة الناس بمخلص/مسيح يأخذ بأياديهم التي غاصت في الوحول
يا لشكري العميق على الاستعادة في هذا الزمان البئيس بنا بأفاعيلنا
محبتي وامتناني
09-08-2013, 01:58 PM
أحمد الابوابي أحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة