|
حسين ملاسى ....
|
علمته الدنيا والأحداث والمسئوليات . فكان قارئا حصيفا يتابع العالم في سيره ، فهو يطلع على الصحف المصرية والإنكليزية ويناقشها ، كما كان من المهتمين بالتاريخ الحديث والقديم مع عناية بتاريخ السودان وسواكن . فهو عندما يتحدث عن سواكن تحس بالمرارة والألم يكتنفان كلماته ويفند كل الأسباب التي جعلت المستعمرين يدمرون سواكن وليس ذلك فقط بل أنه أستنكر إقامة المصيف في أركويت دون سنكات ، فهو ليس متعصبا في ذلك ، بل أنه مدرك لأحابيل الاستعمار
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حسين ملاسى .... (Re: سامى عبد المطلب)
|
كانت سواكن مصدر الإشعاع الفكري في أنحاء البحر الأحمر ، فمدرستها الإبتدائيه كانت هي الكعبة التي ينتمي إليها الشبان حينذاك ، وهي مدرسه عتيقة ذات تاريخ وأسس امتدت من أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل العشرينيات من هذا القرن ، لذلك كان ينزح إليها المتنورين في البحر الأحمر من كسلا ، وطوكر و سنكات ولم تكن مقصورة على أهل سواكن نفسهم . وسواكن وطوكر و سنكات ، هذه البلاد كلها ترتبط في وحده روحية وإن كانت صلاتها مع كسلا غير منكوره إلا أنها كلها تتصل بأعراق وتقاليد من ثمة كل سكان هذه البلاد الثلاث أو الأربع في بعض الأحيان يكونون مشربا حضاريا واحدا ، يتجلى في الأكل والملبس ، وفي نظم البيوت و أثاثها حتى أنك لا تفرق بين هذا الطابع الفريد وبين الطوابع الأخرى في أجزاء القطر ، فهو نمط ثقافي متميز عن غيره من الأنماط وذلك يرجع لاختلاطهم بحضارات مختلفة ، هبت رياحها من الحجاز ومن مصر ومن البلاد الأسيوية ، وقد اختلطت أنسابهم بالهند والفرس وبأهل بخاري وبالترك ، فهذا الاختلاط أكسبهم نوعا من التقدم الملحوظ في العادات وفي الحياة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حسين ملاسى .... (Re: سامى عبد المطلب)
|
بين هذه التيارات نشأ حسين ملاسي ، في أسرة عرفت بأنها أسرة حرفية ، وترعرع بين سواكن ، و سنكات وتعلم في مدرسة سواكن الابتدائية ، وأختار لنفسه أن يعمل في مصلحة السكة حديد منذ صباه ، ولم تكن سواكن حينذاك إلا عروس البحر ، وقد بدأت بور تسودان ، وأمتد خط بور تسودان ــ عطبره ــ الخرطوم فربط هذا الخط ميناء سواكن بأجزاء السودان ، وقد كانوا في الماضي لا يعرفون غير بربر والبقعة . أنتقل حسين ملاسي من بور تسودان ليعمل في الخرطوم ، فتوجهت أبصاره إلى معالم جديدة في الحياة السودانية إذ استطاع أن يلحظ التطور الحضاري الجديد وأن يتصل بزملائه ، وأن يكون كثيرا من الصداقات التي أفادته في حياته . وقد أشترك وساهم في اللواء الأبيض ، وإن ظل أسمه طي الكتمان وشد من عضد أخيه الأكبر علي ملاسي أحد أبطال 1924 ، ولم يكن الوحيد الذي وقف مع أخيه ، ولكن أخاه الأصغر حسب الله ملاسي وقف موقفا مشرفا ، وبالطبع تصدر علي ملاسي الكفاح وقاد الحركة في بور تسودان و أحتلها حتى وصل الأسطول البريطاني فاضطر للجلاء ، خشية أن يصيب المواطنين بمكروه ، وقبض على زعيم البحر الأحمر علي ملاسي ، وحوكم بالسجن ، وكان أخوه حسين يسعى للإفراج عنه حتى تم ذلك . أتجه السودان بعد ثورة 1924 وجهة جديدة فنال السودانيين حظوة في الوظائف ذات المسئولية لأنهم أخذوا مكانتهم بعد رحيل المصريين ، ولم يبقى أمامهم غير بعض الشوام فترقى حسين ملاسي في مصلحة الحسابات في السكة حديد وكانت ظروف عمله تحتم عليه الانتقال بين بور تسودان وعطبرة . ففي بور تسودان كان حسين ملاسي من أوائل المؤسسين لنادي الموظفين السودانيين وقد ساهم مساهمة فعالة في ذلك وشجع الثقافة والرياضة ، ولما حدث ذلك الخلاف المفتعل بين الموظفين ، وتطورت الخصومة والانشقاق ، أسس نادي خاص بنادي سواكن أحتفظ بعضويته في الناديين ، وكان رسول السلام بين إخوانه وزملائه ، وتلمس كل أسباب للصلح بينهم حتى أفلح ، وأزيلت الحواجز بين الناديين ، فالتاريخ لا يغفل له ذلك . كان حسين ملاسي في الثلاثينيات من كبار الموظفين ولكن ذلك لم يخفه فأشترك اشتراكا محسوسا في مساعدة ملجأ القرش . وكان سواء في عطبره أو في بور تسودان من خيرة الدعاة لذلك ولما قام مؤتمر الخريجين أنضم لعضويته ، وكان من ثمار هذا العمل مدرسة بور تسودان الأهلية التي أسست في عام 1943 ولم يكتف بذلك بل أنه مد أياديه إلى تعليم المرأة في بور تسودان فكانت هنالك مدرسة ليليه تقوم في الديوم هدفها تنشئة الفتاة السودانية وكان حسين ملاسي من رعاتها . ولما قامت الحركات التحررية كان الموظفون يفزعون ويعتذرون للمستعمرين عندما يشتركون فيها ولكن حسين ملاسي كان من القوه التي تجعله دائما يخاطب الحكام المستعمرين ويبين لهم الأخطاء والأسباب التي تجعل المواطنين يطالبون بحريتهم واستقلالهم مما دعا المستر سير نجفيلد يقول إنني أحترم حسين أفندي لأنه رجل أمين صادق لا ينافق ، ولا يحاول أن يجعلنا نعتقد أنه من المخلصين لنا . لذلك أكتسب تقدير الجميع . • من مواقف المشرفة عندما أنشئت المدرسة الأهلية في بور تسودان كانت دعوة حسين ملاسي أن هذه المدرسة قامت من أجل كل السودانيين فهي ليست وقفاً على بور تسودان أو سواكن أو سنكات . بل أن العلم يفتح أبوابه لمن يقدر على ولوج هذا الباب . فهذه المدرسة تعد حجر الزاوية في الوحدة القومية التي كان روادها إبراهيم حمو رحمه الله وحسين ملاسي ، وصالح ضرار . كان رحمه الله يهتم بالمسرح لذلك جعل في نادي السواكنيين مسرحا معروفا أخرجت فيه الروايات الشهيرة ،وأقيمت فيه ليالي الأدب والطرب من أجل المشروعات الإنشائية الخيرية وكان من المهتمين بالرياضة يحضر كل المباريات ويساعد الفرق الرياضية ، وأمتاز بأنه رجل يحترم نفسه ، ويحترم الآخرين مما جعله دائما القدوة الصالحة التي يتمناها الشبان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حسين ملاسى .... (Re: سامى عبد المطلب)
|
كان رحمه الله يهتم بالمسرح لذلك جعل في نادي السواكنيين مسرحا معروفا أخرجت فيه الروايات الشهيرة ،وأقيمت فيه ليالي الأدب والطرب من أجل المشروعات الإنشائية الخيرية وكان من المهتمين بالرياضة يحضر كل المباريات ويساعد الفرق الرياضية ، وأمتاز بأنه رجل يحترم نفسه ، ويحترم الآخرين مما جعله دائما القدوة الصالحة التي يتمناها الشبان . علمته الدنيا والأحداث والمسئوليات . فكان قارئا حصيفا يتابع العالم في سيره ، فهو يطلع على الصحف المصرية والإنكليزية ويناقشها ، كما كان من المهتمين بالتاريخ الحديث والقديم مع عناية بتاريخ السودان وسواكن . فهو عندما يتحدث عن سواكن تحس بالمرارة والألم يكتنفان كلماته ويفند كل الأسباب التي جعلت المستعمرين يدمرون سواكن وليس ذلك فقط بل أنه أستنكر إقامة المصيف في أركويت دون سنكات ، فهو ليس متعصبا في ذلك ، بل أنه مدرك لأحابيل الاستعمار . وكان رحمه الله يجيد لغة الهدندوه ، ولكنه لا يرى أنها تميز سودانيا دون سوداني . بل أن السودانيين كلهم يشتركون في آمال واحدة وغايات هي الحرية والكرامة ، هذا مما جعله قمة حيه في تاريخنا ، وداعية من دعاة الوفاق . وكان رحمة الله من الممتازين في فهم القوانين واللوائح فكل المذكرات التي كانت تقدم احتجاجا للحكومة من قبل لجنة المؤتمر الفرعية في بور تسودان يصيغها هو ، ويكتبها بالغة الإنكليزية ، وقد مات من أثر الجهاد والعمل ، وكان رحمة الله قد أصيب بمرض السكري مما جعله نهبا المتعلقة كضغط الدم وغيرة . عرف بالتقوى والصلاح ، وأن يقضي وقته العبادة والتقرب لله بالإحسان ولم يبعده ذلك عن نصيبه في الدنيا ، فكان أنيقا في ملابسه وفي حديثه ، ولم يكن أبداً متكلفاً كما كان ينبض قلبه بالأبوة والرحمة والعطف ، وكان غير متعصب وغير جاهل بما يعتور الشباب من نزعات ونغزات . فهذا الفهم المميز كان حدثاً من الأحداث التي أتسمت به حياته . انه يمثل في حياتنا الشجاعة والإخلاص والجد في وقت كان فيه الناس يسعون دائما لينالوا من المغانم والأسلاب مضحين بذلك بمصلحة وطنهم في سبيل مصالحهم الخاصة ، فقد مات فقيرا وهو يعمل ، ولكنه ترك بنوة من الذكر الحميد والتي سيظل يذكرها له كاتبوا التاريخ في فترة كانت من أحلك الفترات في تاريخ حياتنا في السودان . نشرت بصحيفة الثورة بتاريخ 29/6/1962 للكاتب محجوب عمر باشري وأعيد نشرها بمؤلفه رواد الفكر السوداني لاحقا رحم الله الجد حسين ملاسي والكاتب محجوب عمر باشري وجعل ما خطه في ميزان حسناته . المصدر :
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=4561741141144...evant_count=1andref=nf
| |
|
|
|
|
|
|
|