|
|
أحب الشاى مع القرقوش ... و اشتاق لطابونة حلتنا...
|
اشتاق الي هذه الايام بالتحديد من رمضان حينما كنا في مقتبل الشباب في سبعينيات القرن الماضي ...
اواخر رمضان ...
حيث ينحسر الاهتمام بتجهيز الفطور ... و يتصاعد العمل في التجهيز للعيد ...
الخبيز و ما ادراك ما الخبيز ...
تلك الصواني السوداء اللون ... كنا نحملها الي طابونة العيش ...
و نقف بالدور مع كل شباب الحلة ... لخبزها علي نار الفرن الحامية ...
و رائحة الخبيز تلهب المشاعر ...
هنا كعك ... و هناك غريبة ... وتلك صينية بسكويت مكنة ...
و تلك صواني القرقوش ذات الرائحة المميزة ...
وانا احب القرقوش كما كان ابو الزهور ( الزعيم الازهري ) يحب السَلَطَه ...
فهو القائل لأهل توتي ... انتم تزرعون الجرجيرَ و الطماطم و العجور ...
وهم من مكونات السلطة ... وانا احب السلطة ...
ثم يُنعم بعد الخطاب علي الشعب باجازة ثلاثة ايام ...
انا حينما اشم رائحة القرقوش ... لو كانت السلطة بيدى لاعطيت الشعب السوداني اجازة مفتوحة ...
القرقوش له وصفة سحرية ... اي خطأ في مكوناته يصبح حيرقاناً جاهزاً ...
لذلك اضافة ( حبة البركة ) هي السر في ذلك ...
انتظر بفارغ الصبر ... فجر يوم العيد ...
فبعد الصيام المُضني في السودان ...
تستيقظ ... للاستعداد لصلاة العيد ...
كنت اول ما افعل ... في ذلك الصباح ... شرب كوز كامل من الماء ... يبل الجوف العطشان شهرا كاملا ...
ثم انتظر صينية الشاي الشهيرة ...
كانت الوالدة اطال الله عمرها ... متخصصة في تحضير اول صينية شاي في اول ايام العيد ...
كان السر فيها ... ان الكفتيرة تلك ... لا تشبه اي كفتيرات لاي شاي في اي وقت من اوقات العام ...
هي كفتيره لشاي اللبن المخلوط ...
كفتيرة يغلي فيها الحليب كامل الدسم و يلقي بداخلها الشاي الحب ...
و شرط ... تغلي تلك الكفتيرة علي كانون فحم و حطب ... لاضافة تلك الريحة المميزة ...
كان يفرقها ( حرقة ) واحدة من التقنين ... و ذلك لانها لو صارت لتقنين اللبن .. لضاعت رائحة الحطب ...
تاتي الصينية الشهيرة ... و علي راسها ( الشُب ) المضلع الخاص بي ...
كان (شباً ) قبيح المنظر ... لون زجاجه اقرب للأخضر منه لشفافية الزجاج !!!
صناعته رديئة ... ملئ بالفقاعات ... كانت الوالده لا تحب ان تراه ... ولكني اصر عليه ... وكان جزأ من الكيف و الطقوس ...
كانت تقول لي ( العاجبك ) شنو في الشب ده ؟؟
فأرد ... السر في الفقاعات يا حاجة ... بتعمل عزل و الشاي ما بيبرد سريع !!!
تتمتم بعدها بكلمات لا اسمعها ... ولكني اتخيلها ...
ثم تاتي احد الاخوات بصحون الخبيز ... و انا اقوم بجلب ( جردل ) او صفيحة القرقوش ...
فالخبيز كوم ... و هو اكل ( دلع ) ... اما القرقوش فكوماً آخر ...
تصب الوالدة شاي اللبن في ذلك الكوب الاخضر ... و ينزل الشاي داكن اللون .. كامل الدسم ...
وان انسي لا انسي ... اول رشفة منه ...
كانت تلك فرحة العيد ...
فرحة العيد في غموس حبة القرقوش في شُب شاي اللبن !!! _______________________________________________________ لا اذكر من القائل ...
عندي طربوش احمر منقوش ب تلاتة قروش احب الشاي مع القرقوش ...
لو لم يعرف المصدر ... اتشرف بان تنسب تلك المقولة لي ...
فانا و الله ... أحب الشاى مع القرقوش ...
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحب الشاى مع القرقوش ... و اشتاق لطابونة حلتنا... (Re: يحي قباني)
|
سلام استاذ قباني
ورمضان كريم
Quote: اشتاق الي هذه الايام بالتحديد من رمضان حينما كنا في مقتبل الشباب في سبعينيات القرن الماضي ...
اواخر رمضان ...
حيث ينحسر الاهتمام بتجهيز الفطور ... و يتصاعد العمل في التجهيز للعيد ...
الخبيز و ما ادراك ما الخبيز ...
تلك الصواني السوداء اللون ... كنا نحملها الي طابونة العيش ...
و نقف بالدور مع كل شباب الحلة ... لخبزها علي نار الفرن الحامية ...
و رائحة الخبيز تلهب المشاعر ...
هنا كعك ... و هناك غريبة ... وتلك صينية بسكويت مكنة ...
و تلك صواني القرقوش ذات الرائحة المميزة ...
وانا احب القرقوش كما كان ابو الزهور ( الزعيم الازهري ) يحب السَلَطَه ...
فهو القائل لأهل توتي ... انتم تزرعون الجرجيرَ و الطماطم و العجور ...
وهم من مكونات السلطة ... وانا احب السلطة ...
ثم يُنعم بعد الخطاب علي الشعب باجازة ثلاثة ايام ...
انا حينما اشم رائحة القرقوش ... لو كانت السلطة بيدى لاعطيت الشعب السوداني اجازة مفتوحة ...
القرقوش له وصفة سحرية ... اي خطأ في مكوناته يصبح حيرقاناً جاهزاً ...
لذلك اضافة ( حبة البركة ) هي السر في ذلك ...
انتظر بفارغ الصبر ... فجر يوم العيد ...
فبعد الصيام المُضني في السودان ...
تستيقظ ... للاستعداد لصلاة العيد ...
كنت اول ما افعل ... في ذلك الصباح ... شرب كوز كامل من الماء ... يبل الجوف العطشان شهرا كاملا ...
ثم انتظر صينية الشاي الشهيرة ...
كانت الوالدة اطال الله عمرها ... متخصصة في تحضير اول صينية شاي في اول ايام العيد ...
كان السر فيها ... ان الكفتيرة تلك ... لا تشبه اي كفتيرات لاي شاي في اي وقت من اوقات العام ...
هي كفتيره لشاي اللبن المخلوط ...
كفتيرة يغلي فيها الحليب كامل الدسم و يلقي بداخلها الشاي الحب ...
و شرط ... تغلي تلك الكفتيرة علي كانون فحم و حطب ... لاضافة تلك الريحة المميزة ...
كان يفرقها ( حرقة ) واحدة من التقنين ... و ذلك لانها لو صارت لتقنين اللبن .. لضاعت رائحة الحطب ...
تاتي الصينية الشهيرة ... و علي راسها ( الشُب ) المضلع الخاص بي ...
كان (شباً ) قبيح المنظر ... لون زجاجه اقرب للأخضر منه لشفافية الزجاج !!!
صناعته رديئة ... ملئ بالفقاعات ... كانت الوالده لا تحب ان تراه ... ولكني اصر عليه ... وكان جزأ من الكيف و الطقوس ...
كانت تقول لي ( العاجبك ) شنو في الشب ده ؟؟
فأرد ... السر في الفقاعات يا حاجة ... بتعمل عزل و الشاي ما بيبرد سريع !!!
تتمتم بعدها بكلمات لا اسمعها ... ولكني اتخيلها ...
ثم تاتي احد الاخوات بصحون الخبيز ... و انا اقوم بجلب ( جردل ) او صفيحة القرقوش ...
فالخبيز كوم ... و هو اكل ( دلع ) ... اما القرقوش فكوماً آخر ...
تصب الوالدة شاي اللبن في ذلك الكوب الاخضر ... و ينزل الشاي داكن اللون .. كامل الدسم ...
وان انسي لا انسي ... اول رشفة منه ...
كانت تلك فرحة العيد ...
فرحة العيد في غموس حبة القرقوش في شُب شاي اللبن !!! _______________________________________________________ لا اذكر من القائل ...
عندي طربوش احمر منقوش ب تلاتة قروش احب الشاي مع القرقوش ...
لو لم يعرف المصدر ... اتشرف بان تنسب تلك المقولة لي ...
فانا و الله ... أحب الشاى مع القرقوش ... |
حكي جميل ومرتب وصادق وطاعم ياخ
رغم اني ما حضرتا زمنك دا بالتحديد لكن لحقتا عقابو
كان للعيد وللاشياء طعمٌ مختلف ماعارف اتغير العيد ولا اتغيرنا انحنا ولا اتغير الزمن
لكن هي ايام لن تعود بأي حال
ارى الفرحه فى عيون اطفالي فى كل عيد لكن لا استطيع تكييفها
هل هي كفرحتنا عندما كنا فى مثل سنهم ام تختلف ؟
كثير من الطقوس قد تغيرت وتبدلت
اخر عيد فى السودان قبل سنتين و انا فى اواخر شهر رمضان سألت الوالده عن الخبيز
فعلمت ان هذا الشئ متوفر فى اماكن معينه فقط عليك ان تذهب قبل يوم وتشتري منه ماتحتاج
يبدو ان ماذكرته من طابونه وصواني وصفوف قد اندثر تماماً يا صديقي
واندثرت معه فرحتنا بتلك الايام الخالده .. حتى قرقوشك
كل قرقوش وانت بالف خير
كل عام وانت والاسره بالف خير
| |

|
|
|
|
|
|
|