في خصائص "الأم الإلهية" ..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 06:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2013, 01:51 PM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في خصائص "الأم الإلهية" ..

    في خصائص "الأم الإلهية"

    "يا ولدي ماذا تقول فيما أقول؟، فيقول لها: يا أمّي القول قولك"
    الفتوحات المكية – ابن عربي


    لكل منّا إذا صفا قلبه واحترف التأمل العميق، الغوص في ذات العليّ الجبار، أم, لكنها أم أخرى غير التي عرفها في مسارات الحياة المتعرجة، الخائبة. أم إلهية من نور وبرهان. لابد لنا لكي نأتي إلى الدنيا أن نخرج من بين الصلب والترائب، أن نقتات كما البهائم، ونلوك الأزمنة حتى نصل إلى خلاصنا إن رغبنا، إن كنا معلقين بالأشواق ونور الحقيقة.
    تلك هي أمي إذن، أمي الإلهية التي كنت أعيش بجوارها دون أن أعلم، وقد كان بإمكانها أن تخبرني في عالم اليقظة بذلك الشيء، لكن لإدراكها أن الصحو باطل، آثرت أن تزورني في المنام، بكل حيائها، ألفتها، شجنها، عطفها، حنانها، روحها المنبثقة في الأفلاك العلية في زمن بعيد من أزمنة التكوين الأولى.
    بهدوء العارف، أخذتني إلى صدرها، أرضعتني من ثديها أولاً، وقد رأيته بارع الجمال، مطرز بسحب غائمة، ومع تدفق الحليب، شعرت كما لو أنني طائر في السماء، مرتفعاً إلى أفق علٍ، إلى كوكب بعيد غير الأرض، ربما إلى سدرة المنتهى. وقد فهمت على الفور، أن هذا الجمال مصنوع من نور مبارك، وليس من لحم ودم، وقد خاب ظني ساعة استيقظت من الحلم، لأنني رأيت فاطمة القرطبية أمامي، فأدركت أنها امرأة مصنوعة من لحم ودمّ.
    لا أدري ما الذي جاء بها إلى هنا، إلى بيتنا، ولا الذي أجلسها على سجادة صلاتي. وبعد قليل أدركت أنني لم أخرج من عالم الملكوت بعد، لم أغادر الحلم وأطيافه، فأنا لم أكن في بيتنا، كنت في بيت فاطمة، دخلته في ليلة أمس متأخراً، كان ذهني مكدر، وقلبي مشغول بأشياء غير مفهومة.
    كان أحباؤها قد غادروا مجلسها ما بعد صلاة العشاء، فيما ظلت هي جالسة على الأرض، تسبح باسم الله، وتنشد في حبه قصائد لا تعرف من أين تتدفق بحارها وقوافيها، سمعتها وقد أنشدت:

    وقد أتيت إلى الطائي أساله هل لي مقام إلى الرحمن أسلكهُ؟
    فقال:دربك في الورى شغفٌ ودرب أيوب في الأفلاك يدركهُ

    قلت في سري: "لا أعرف طائياً في هذه البلدة غيري، فهل كانت تقصدني؟.. أتكون هذه المرأة مغرمة بي، هائمة بوصالي". ثم أنني استغفرت الله، ففاطمة إن كانت تعنيني فهي تضع لي مقاماً لا أظن أنني أدركه، مقام عارف يجيب على السؤال.. إنه لأمر عسير، وياليت حظي يكون وردياً حتى أقدر على الجواب.
    وكأنها سمعت ما يسر به قلبي لقلبي.. فنهضت من على الأرض، وأشارت لي بالبنان الأيمن، قائلة: "إنه أنت أيها الطائي.. الذي لا يدرك جوهره.. تدرّب يا ولدي على العشق، حتى تدرك مقامك في الكون، وتفهم حقيقة الله".
    "الله..." قلت بصوت مسموع.. كم كانت هذه المفردة تشغلني منذ أن كنت طفلاً، وكم انتظرت الليالي الطويلة أن أرى نوره هذا البارئ المصوّر، وكم حلمت أن أسلك دروب السماء لأصل إلى مبتغاه، وأجلس بحضرته وأنعم بسلوانه.
    "لكنك لم تجرب العشق بعد.. لم تفهم ذاتك لتفهم ذاته.. لم تسامر أشواقك"، قالت لي فاطمة بعد أن أرتني بعضاً من مفاتنها، وأنا أغضّ بصري، وأقول في سري: "استغفر الله.. ياللخديعة!!".
    لو حدث ذلك من أي امرأة أخرى، لقلت إنها أنثى تدلل، أو أنه غنج جارية، أو أنها ترغب في الوصال، تشتهيني، أنا الفتى الأمرد. لكن أن يجري ما جرى مع فاطمة، فذلك أمر عجب، كيف لي أن أردّ عليها. لم أجد بداً سوى الاستمرار في حيائي، وكتم رغبتي. نعم كنت راغب فيها، فقد كانت محاطة بهالة سماوية، يشعُ النور من شخصها، نهر من الجمال الباهر، من الغرابة الأليفة.
    كان كل من يراها يقول عنها: "هذه الولية الصالحة، تترك في الناظرين انطباعاً يقول بأنها لم تتخط عقدها الثاني، رغم أنها تزيد عن الخامسة والتسعين بقليل.. إنه نور الصلاح يخصم من رصيد العمر الظاهر، ويبدل الجسد كل يوم بجسد جديد..". وكنت أقول عنها: "تحسبها بنت أربع عشرة سنة من نعمتها ولطفاتها".
    وقلت الآن: "هي حور الأرض، أنزلها الله لتفتن عباده!". ثم قررت أن أرفع رأسي، وأواجه عينيّ بعينيها الآسرتين، لأسمعها تنشد من جديد:

    قد قيل أنك مسجون بمنزلتي وأنت في قلق دوماً تحرّكهُ
    لو أن عقلك مشغول بأسئلتي ما كنت طيفاً تعانده وتربّكهُ

    وفي هذه المرة ملأتُ قلبي الشجاعة، بغير ما سابق عهدي، كنت أتي إليها وحدي، أو مع الجماعة، فتحمرّ وجنتاي حياء في حضرتها، ولا أقدر على النظر إليها، أما الآن فقد اقترب الوصال، إنه ابن حزم لعنة الله عليه، هذا الظاهري الذي يعذبني ويشقيني في رحلتي التي أرغب، يريد أن يبدل هوى الله بهوى عباده.
    في ذلك الزمن المبكر في حياتي، كان ابن حزم يقلقني جداً، فحديثه عن الوصال إذا ما انفتح لباب التأويل، كان حمّال أوجه، ومن هنا ينبع سحر الكلمة, خاصة إذا ما كانت في فنون العشق والهوى. لم استغرق في خواطري، وقلت لفاطمة: "إنه لشعر جميل.. ولكن من تقصدين البارئ، أم صورة من صوره في العالم؟".
    ضحكت باستهتار لا يليق بمقامها الذي عرفته، وردت عليّ: "الصورة.. أنتَ المقصود.. لما هذا العناد والكبرياء؟"
    "أخاف الله يا أمي.. أخافه"، قلت وكنت ارتجف هلعاً من أمر ما لا أدرك سره.
    ضحكت وقصت لي خبر امرأة جليلة حافظة لكتاب الله، أوردها ابن حزم في (طوق الحمامة): "وإني لأعلم امرأة جليلة حافظة لكتاب الله عزّ وجلّ ناسكة مقبلة على الخير، وقد ظفرت بكتاب لفتى إلى جارية كان يَكلَفُ بها، وكان في غير مُلكها، فعرَّفته الأمر فرام الإنكار فلم يتهيأ لذلك، فقالت له: مالك؟ ومن ذا عُصِمَ؟ فلا تبالِ بهذا فوالله لا أطلعتُ على سركما أحداً أبداً، ولو أمكنني أن أبتاعها لكَ من مالي ولو أحاط به كله لجعلتها لكَ في مكان تصل إليها فيه ولا يشعر بذلك أحد".
    ثم قالت: "لا يعلم قدر الوصال إلا من يجربه.. بارك الله فيها.. وليباركك أنت.."
    خفت، وملأ قلبي الرعب، ورأيت كما لو أنني ذليل بائس، أهذا سلوك العارفين؟!.. قلت، فسمعتها تنشد من جديد:
    وفي السفينة أشياء محمّلةٌُ هي الحقيقة في كون تعاركهُ
    من كل زوجين لا تحمل وغادرها فسحر مفردهُ زوجٌ يماسكهُ

    ثم قبضت على موضع ما من جسدي، ولم أدر ما الذي جرى بعدها، هل كان مغنطيس قد جرني إلى جبل من الغفلة، أم أنني خُدِّرتُ دون علمي، أم أن لفاطمة القرطبية ما لم أطلع عليه بعد من دروب لم أدخلها، فالطريق إلى الله محفوف بكافة الاحتمالات وأنا كنت لم أزل في بداية الدرب.
    ***
    ولما أن استيقظت من منامي، وأدركت الأشياء من حولي، محسوسات لابد من التعامل معها، تسكنها أرواح بعضها أراه وبعضها خفي عني. كان أن دخلت الحيرة قلبي: "هل جرى ما جرى؟.. أم أنني أتخيل..". وقد كان من العسير على روحي في تلك السن وفي أول عتبات الرحلة أن تفهم وأن تؤول.
    كانت فاطمة قد نظرت إليّ بقوة، فلم أقدر على نزال بصرها، وقلت لنفسي: "والله أني لن أنظر إليها أبداً، كيف أتطاول على أمي الإلهية، التي أنجبتني في السماوات العلية، في زمن غير هذا الزمن، ومكان غير هذا المكان، قبل أن تكون الأفلاك والأزمان، وقبل أن يستوي الإنسان مضغة في رحم الغيب".
    ولأن سلم الرحلة طويل، وغايتها لم تكن مشهودة في تلك الآونة، فقد وشوشت في صدري هموم ثقيلة، وأنا أفكر في الخطيئة التي ارتكبت، والهمّ الذي غزا جسدي في كل موضع منه، لم يترك شبراً إلا وآلمه وأقلق خلاياه. وتذكرت وصية أمي الإلهية - التي خانت ألوهتها كما تصوّرت وقتها - لأمي الترابية "نور"، أمي التي أنجبتني في عالم الحقائق الزائفة.
    كانت نور إذا جاءت لزيارة فاطمة بنت ابن المثنى، تقول لها فاطمة: "يا نور هذا ولدي وهو أبوك فبُرّيه ولا تعقيه". كنت أسمع حديث الجارة للجارة، والحبيبة للحبيبة وأني بين ذلك موزع القلب، مفتون بكلاهما، روح تتقسم في الأرض وتأبى القسمة في السماء.
    أما الآن فالقرار صعب، وفاطمة أدركت ما بي من أحوال طارئة، أنا نفسي أعجز عن شرحها. رأتني وقد ظللت أديم النظر إلى الأرض، وقلبي مشغول بما لا أملك، ونوري الذي من حولي قد خفض.
    تقدمت نحوي ورفعت رأسي بهدوء، وهي تمسح على خدي، وتقول لي: "لا تحزن أيها الطائي.. فالذات العلية وحدها هي التي تعلم بما كان، هو نور السماوات والأرض، ومصباح الإشراق، لو أنك ظننت بأن في قلبك نقطة سوداء قد رسمت فأنت لم تتعلم بعد، ولم ينالك نور الحقيقية الباهر للعيان، لكل إنسان، إلا من أبى".
    "هل أقول لها: كيف لي أن أكفّرُ ذنبي؟ وأن أتجاوز الخطأ؟.. وأنت يا من دعوتك أمي.. هل يكون قدْر الأم الإلهية خيانة ابنها، فبدلاً من أن توسده النور، تقوده إلى الظلام؟!.. يا عجبي من مذهبكم أهل الله!".
    والله لم ينطق لساني، ولم تتحرك شفتي ولو بمجرد تمتمة باهتة،ولم أرفع رأسي جيداً لأنعم ببرودة يدها على خدي، ولا أدري كيف سمعت مقال روحي لروحي، وهي غائبة عني، فقد ذهبت وأحضرت أناء مملوء بالماء، وضعته أمامي، وأمرتني: "قم فأغتسل من رجس الشيطان".
    ولم تترك لي أن أتمادى في تفكيري، فقد قالت: "الرجس الذي يسكنك رجس النفس، لا رجس الجسد.. فالأجساد باطلة، مستبدلة.. أما الأرواح فقائمة مستأصلة.. وتعلم الدرس الأول من دروس العشق للأم الإلهية: باب الجسد لا يغلق دولة الروح.. أما باب الروح فيغلق مدينة الجسد".
    قلت لها: "لم أفهم.. لقد أصابني مسّ من الارتباك.."
    قالت: "إذن تعال لتصلي ورائي.. ولتفهم المعنى"..
    ***
    ولما أن فرغنا من صلاة لا أعلم عدد ركعتها، ولا أطوال سجادتها، كان قلبي قد فرغ من الهموم ورأيت كما لو أنني محمولٌ على ظهر طائر غريب الشكل إلى علٍ، بدلاً من كوني ذلك الطائر الذي حلمت أنه أنا. عبرت الكواكب والنجوم التي تزين سماء الدنيا إلى مقعد عند مليك مقتدر، حدثني بصوت فاطمة وهي تتلو آيات الذكر الحكيم: "وثيابك فطهر* والرجس فأهجر* ولا تمنن تستكثر"(____ - الآية ). ثم عاد بي الطائر إلى الأرض وحطّ بي في أشبيلية، في بيتنا، وصدى صوت فاطمة يردد، كأنه ينبع من الأرض السابعة: "عجبت لمن يقول إنه لا يحب الله ولا يفرح به وهو مشهوده.. أفرح يا ولدي.. أفرح يا ولدي.. أفرح...".
    يتلاشى الصوت شيئاً فشيئاً فلا تبقى منه إلا هسهسة في القلب، وقد قاربت الشمس على الانسلال من الأفق الشرقي، من بين أشجار الحديقة في البيت، وأنا أسير كالتائه والسكران وسط الظلال الخافتة، كنت أبكي وقد جفّ حلقي من البكاء، وفيما البكاء، لم أكن أعلم.. إلى أن جاءني صوتها مرة أخرى، أمي الإلهية، تناديني: "هؤلاء البكاؤون كيف يدّعون محبته ويبكون! أما يستحون؟.. إذا كان قربه مضاعفاً من قرب المتقرّبين إليه والمحبّ أعظم الناس قربة إليه، فهو مشهوده، فعلى من يبكي، إن هذه لأعجوبة!".
    وكفكت دموعي التي كانت قد بدأت في الانهمار لسبب غير معلوم، ناظراً طلوع الشمس وقد ارتفعت مع هبوط أشعتها على الحديقة، وظلال ذلك الطائر لم تزل تحوّم أمام ناظريّ، يبدو كما لو أنه مسخ مشوّه، نصفه إنسان ونصفه الآخر حصان، له بدن كمثل ثمانية أسود، وأشدّ بأساً من مائة نسر، وقد أخبرني أن غذاؤه الوحيد من البشر.
    سألته: "ما أسمك؟"
    قال لي: "عنقاء مُغْرِب"..
    لم يكن الاسم غريباً عليّ، فقد أخبرتني فاطمة بخبره، ذات يوم، قالت لي مرة: "يا ولدي إليك البشارة، سيأتيك النبأ الأعظم على ظهر راحلة السماء، طيرها البراقي، وستكون سعيداً جداً، لأنك في ذلك اليوم الموعود سوف تنال متعة لا نهاية لها.. ستبدأ مغامرتك في الحياة، وبحثك المضني عن حقيقته، ذلك الذي يَرى ولا يُرى".
    "وهل اقترب منه؟"
    "ستقترب، لكن اقترابك لا يعني أنك فزت فالرحلة صعبة، وشاقة، وعليك بالصبر والتأني، ولا تستجيب لكلام عامة الناس الذين سوف يحاولون قتل طموحك، وكسر شوكتك، وزحزحة عزيمتك".
    واستطردت :"حتى علماؤهم لا تركن إليهم، فهم أهل فسق ونفاق".
    أما عن خبر ذلك الطائر فقد قالت لي: "لا يرسله الله إلا لمن أحب من البشر، لقد سافر به إدريس إلى مكان علٍ، طاف بالأفلاك وعاد إلى الأرض، وبه هبط آدم وحواء من الجنة إلى الأرض، وأنت ستسافر عليه".
    "أليس هو ذات البراق الذي حمل خير البشر؟"
    "كلا ثم كلا.. فالخاتم الأكبر خٌلِق له طيره الذي لا يضاهى، وبمجرد أن انتهت الرحلة أمر الله الملائكة فحرقته حرقاً حتى لا يكون الله ذات يوم في شأن آخر، فيأمره بحملٍ ثان"
    "لكنه قادر على إحياؤه؟"
    "قادر.. ولن يفعل لأن إرادته سبقت كل شيء"
    الآن وقد كتمت أمري، قررت أن أتمشى وحيداً إلى الضحى، ونفسي تحدثني: "أين الحقيقة وأين الحلم؟".. إلى أن تذكرت دونما سابق تفكير أن عنقاء مغرب، قد أخبرتني: "أنظر إلى كتفك الأيمن سوف تجد فيه ختم المرور إلى بوابة السماء السابعة".
    أزحت ثوبي، ونظرت غير مصدق، فقد كُتِب على اللحم بما يشبه الزخرفة المنوّرة: "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله"، وكانت كلمة (محمد) منيرة ضاحكة، مستبشرة، خلتها إنسان يكلمني، وتارة كانت كوجه فاطمة القرطبية، وهي تناديني في خلوتها.
    لم أتمالك نفسي من الفرح، وأنا أهرول إلى بيت فاطمة، لأجدها تنتظرني، كأنها علمت بما جرى، وفي مرة ثانية خلت أنني لم أغادر مقام الصلاة معها، وأنني لم أغادر بيتها منذ الليل.. لقد أصابتني حالة من فقدان العلاقة مع ذلك المخلوق، الزمن، وصليت بجوار أمي الإلهية صلاة الضحى، وما أن فرغنا، جاءتني بكوب من اللبن وآخر من العسل، شربت دون أن أتكلم، أو تكلمني، ونمت بعدها هادئاً إلى الظهر في بيتها.
    استيقظت لأسمعها تقول لي: "أبشر أيها الطائي، فأنت الآن أسعد من على الأرض".
    ***


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de