المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-14-2013, 12:22 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس

    Quote:
    المشهد المصري "
    " الخلفيات والمآلات "
    "الحلقة الأولى"
    إبراهيم العسعس

    ( هناك حالةٌ أشار إليها أفلاطون وهي : حين يتصور الناسُ الواقع حسبما يُصوَّرُ لهم ، لا طبقاً لحقيقته !
    ( العرب ؛ أمةٌ عظيمة ما جعلها تخرجُ من التاريخ أمران :
    الأول : فقدانهم لروح عمل الفريق ...
    الثاني : فقدانهم للقدرة على التنظيم ... الموسوعة البريطانية ...
    ( هذه هي النتيجة الطبيعية للثورة التي لا رأس لها ! وهذه هي النهاية الطبيعية لمن يريد أن يلعب دور الرأس متأخراً في بيئة لا تعترف به ذَنَبَاً !!)
    تأخرت في الكتابة تعليقاً على ما جرى ويجري لأنني لا أريد أن أجري خلف ما يسبق إليه الوهم تبعاً للضجيج ، فالضجيج مانع من التفكير الهاديء المستنير . ومع أنني لم أتفاجأ بما حصل ! لا لأنني توقعته بتفاصيله كما وقع ، بالطبع لا ، لكن لأنني توقعت الإطار العام الذي ستجري فيه الأحداث منذ أن كان من سُمُّوا ( الثوار) في ميدان التحرير ؛ النسخة الأولى يعني أيام مبارك ! توقعته لأن واقع هذه الأمة ( بتخلفها ، وغبائها ، وذاكرتها المثقوبة ، وعدم ادراكها لطبيعة الصراع الفكري ، وعدم تمتع الأفكار فيها بقيمة ذاتية وغير ذلك من العلامات التي تدل على أننا نعيش في الطور ما قبل الاجتماعي ) يدفعني إلى القطع بأنه لا يمكن أن تؤتيَ مدخلاتُ أمةٍ هذا حالُها مخرجاتِ نهضةٍ حقيقيةٍ ! وعندما أقول لا يمكن فأنا لا أرجم بالغيب ولا أضرب بالرمل ، وإنما أفهم سنن الله تعالى في التغيير والنهضة .
    وإذن ... تأخرت لأنني أحببت أن أقرأ قبل أن أكتب ، فماذا وجدت ؟! وجدت الكلام موزعاً بين ثنائيتين لا يستطيع العقل المتخلف أن يخرج عنهما وهو يحاول فهم حدثٍ ما ! أعني ثنائية مع أو ضد ! (مع وضد) اللتان تنظران من زاوية واحدة !
    وهذه محاولة للكتابة عن الموضوع من أكثر من زاوية ، ولكن برؤية تأصيلية لخلفيات المشهد لا تتبعاً لتفاصيله .
    زوايا المشهد : الشعب المصري ، الاخوان المسلمون ، ( من يطلق عليهم النخب) ، الإسلاميون الآخرون ..
    الشعب المصري : هل تستطيع فهم أي حدث بارز في مجتمع ما دون أن تفهم طبائع المحضن البشري الذي وقع فيه الحدث ؟ إن الذي يحدد نجاح أو فشل حدث ما هو طبيعة البشر الذين جرى فيهم ومن أجلهم الحدث ، وإنتعجب فاعجب ممن يدرس حدثاً ما في لقطته الأخيرة ، دون الرجوع إلى البيئة التي رعت الحدث !
    1_ وما ساذكره هنا في وصف الشخصية المصرية لا علاقة له بالحب ولا بالبغض ، ولا علاقة له الاحترام ولا بالاحتقار ، وهو بعد هذا وذاك يتحدث بمنطق رصد الغالبية وليس الجميع . ولابأس من الإشارة إلى أن العالم العربي يشترك في كثير من هذه المواصفات لاشتراكه في نفس المدخلات _ تقريباً _ مع تسجيل فارقتين ؛ الأولى : اختصاص بعض المناطق ببعض هذه الصفات . الثانية : التفاوت في الصفات المشتركة لوجود ظروف خاصة في كل منطقة جغرافية.
    يقول المقريزي _ المصري أصلاً _ واصفاً الشخصية المصرية كما يراها ، والعجيب أنه وهو يتحدث قبل ستة قرون تقريباً ستظن أنه يتحدث اليوم ، مع التنبيه على أنني لا أوافقه على كل ما وصف :
    " يغلبُ عليهم الاستحالةُ والتنقـلُ من شيءٍ إلى شيءٍ ، والدَّعةُ والجُبنُ والقنوطُ والشُّحُّ ، وقِلَّةُ الصبرِ والرغبةِ في العلم ، وسرعةُ الخوفِ والحسدُ والنميمةُ والكذبُ ، والسعيُ إلى السلطانِ وذمِّ الناس ، وبالجملة فيغلبُ عليهم الشرورُ الدنيةُ التي تكون من دناءةِ النفسِ . وليست هذه الشرور عامةً فيهم ، ولكنها موجودةٌ في أكثرهم " ثم يقول " وأمَّا أخلاقُهم فالغالبُ عليها الاشتغالُ بالتُرَّهاتِ والتصديقِ بالمُحالات ... ولهم خبرةٌ بالكيد والمَكْر ، وفيهم بالفطرة قوةٌ عليه وتلطُّفٌ فيه وهِدايةٌ إليه ، لِمَا في أخلاقهم من المَلَقِ والبَشاشةِ التي أرْبَوا فيها على مَن تقدم وتأخر " ثم يستعين المقريزي بابن خلدون رحمهما الله الذي وصف المصريين بغياب البصيرة فقال :
    " قال لي شيخُنا الاستاذ عبد الرحمن بن خلدون رحمه الله تعالى : أهلُ مصرَ، كأنَّما فَرَغُوا من الحساب " .
    هذه النقول عن هذين العلمين رحمهما الله ، ترسمان لوحةً خلفية للمشهد كلِّهِ ، فهذا الشعب هو المحضن الذي حصل فيه ما حصل ، وعلى كتفيه تمَّ ما تمَّ . وهذه اللوحة لا تخصُّ العوام بل الذي يتابع الفضائيات المصرية يُدرك تماماً أنَّها لوحةٌ يشترك في رسمها الخاصُّ والعام ، وأنَّ من يقال عنهم : نُخبٌ ومثقفون مُتــلبِّسون بأغلب هذ الصفات ، لا فرق في ذلك بين علماني وليبرالي وإسلامي ، وقد تكون صفة التقلب السريع والحاد ، التي عبر عنها المقريزي بقوله :
    " يغـلبُ عليهم التـنقـلُ من شيءٍ إلى شيءٍ " قد تكون هذه الصفة هي اللقطة البارزة في المشهد الخلفي والتي تساعدنا على فهم المشهد بصورة عميقة وشاملة . ثم أضف إليها صفة :
    " التصديق بالمحالات " ليزداد المشهد وضوحاً ، ولتفهم ما جرى حتى لو لم تتابع التفاصيل !
    مما يساعد على فهم اللوحة التي رسمها المقريزي للشخصية المصرية أن تعلم ما يلي :
    2 _ أنَّ مصر السابع عالمياً بين أسوأ عشر دول في نسبة الأمية ! وتتراوح نسبة الأمية بين 28% على أقل تقدير ، وبين 45% على أكثر تقدير ! وقد تـفسِّر هذه النسبة العالية بعضَ ملامح الشخصية المصرية التي رسمها المقريزيُّ ، خاصةً التقلب وتصديق المحالات ! ففي مثل هذا المجال البشري يستطيع عمرو أديب ومحمود سعد ولميس الحديدي بل وتوفيق عكاشة أن يجدوا لهم جمهوراً ، ينشحن بكلامهم ويتحرك لكلامهم !
    على أنَّ تقارير الهيئات الدولية أو المحلية تذكر في العادة نوعاً واحداً من أنواع الأمية ، هو أمية فكِّ الخط وكتابته ، أعني أمية القراءة والكتابة ، ولا يذكرون النوع الآخر من الأمية والذي هو أكثر بأساً ، وأشد تنكيلاً ، فما وجد هذا النوع في أمة إلا أكل أخضرها ويابسها ! إنه أمية الوعي والفكر والعمق ! فإذا كانت نسبة الأمية الأولى تتراوح بين 28% إلى 45% من عدد المصريين ، فإن نسبة هذه الأمية تصل إلى 95% ! وقد تبدو هذه النسبة بادي الرأي ظالمة في شعب يُحسن الحديث ، ويُتـقنُ حشدَ المعلومات وسردَها ( بصرف النظر عن صحتها أو دقتها ، راجع إن شئت البرنامج الفكاهي الواقعي : أرجوك ما تـفتيش يعني: " أرجوك لا تفتي ")! ومع التسجيل أنَّ هذه صفة عامة في العالم العربي بسبب مناهج التعليم التي تقدس التكديس وتكتفي بامتحان الذاكرة ، إلا أنها واضحةٌ بشكل صارخ عند المصريين .
    ومرة أخرى فإن هذه الصفة لا تقتصر على العوام بل هي في الخواص أكثر وأوضح ، لا بعض الخواص بل الأغلب ، لا بعض الاتجاهات بل الجميع . وتابع إن أحببت ولمدة أسبوع فقط البرامج الحوارية على الفضائيات المصرية لتلمس السطحية والسذاجة ! فما دام الضيف يتحدث في جانب الرصِّ والحشد فنَسْرٌ مُحلِّقٌ ، وحكواتيٌّ من الطراز الأول لا تملُّ منه ولا تكلُّ ، فإذا جاء دور الربط والتحليل والاستنتاج فالعجبَ ستسمع ، والسطحيةَ ستقبض ! والسبب كما يبدو لي العاطفية الشديدة المسيطرة على الشخصية المصرية ، وهذه العاطفية هي التي تنزع البصيرة من هذ الشخصية كما أشار إلى ذلك ابن خلدون رحمه الله !
    بمثل هذه النخب : الأمية!!! والمتقلبة ، والعاطفية ، والسطحية ، والتي تأتي بالمحالات وتصدقها يُقاد المصريون ويقودون . وبمثــل هذه الشخصية _إذا لم تخف شيئاً_ تَسقطُ العروش، وتُرفعُ راياتُ الكذبِ والباطل !
    بمثل هذه النُّخب لا يُمكن أن يُمثَّــــل مبدأ ما أو عقيدة ما حقَّ التـثميل ! وهذا ينطبقُ على من يمثل الإسلام _ مثلاً _ وعلى من يُعاديه ! فلا هذا ولا ذاك يستطيع أن يقود صراعاً منهجياً واضحَ الملامح! وفي مثل هذه الحالة لا يكون ضررُ من يعادي الإسلام أشدَّ من ضرر من يُمثــلُهُ !
    3_ قال ابن خلدون رحمه الله : " مَنْ سِــيمَ الخسفَ تَــمَـــرَّسَ في عاداتِ النفاق " يعني من سُلطَ عليه الظلم مدة طويلة صارَ مُــتــقِــنَاً لعادات النِّــفاق .
    منذ سبعة آلاف عام والمصريون يُعانون من الاستبداد والقهر ... ثم قِيل لهم : تفضلوا وعبِّروا عن أنفسكم ! لا بأس... لكنَّهم سيحتاجون لسبعة آلافٍ أخرى لكي يسكتوا !
    إنَّ الشعوب التي اعتادت على القمع لا يمكن أن تنتقل مباشرة إلى حالة من ممارسة حالة الدولة ، أو حتى الحالة الاجتماعية ! ذلك لأن القمع يقتل في الإنسان الجمعية وينمي لديه الفردية . وعندما تنتقل هذه الشعوب إلى حالة الانفتاح بشكل مفاجيء فإنها ستفتري ، وستكون مطية سهلة للعمل من خلال خطة العدو . إننا لا نعيش في جغرافيا منعزلة ، فلقد اختصرت المواصلات الجغرافيا ، وسهلت الاتصالات التواصل ، أي أن هذين الأمرين غيرا مفهوم السيطرة والاستعمار ، فلم تعد التغيرات التي تحدث في جغرافيا ما بمعزل عن الإقليم والعالم من خلفه!
    وإننا نعيش في ظل صراع دولي تقوده دول عظمى ، ترى أن حدودها العالم كله ! إن هذه الدول ترسم سياساتها بناء على مفهوم واسع جداً للأمن القومي ؛ وعندما ترى هذه الدولُ أنَّ لعِبَ ولدٍ ما في بقعةٍ ما على بُعدِ عشرة آلاف كيلومتر منها يُهدد أمنها القومي فلها أن تحتل أرض هذا الولد !! ولها أن تعتقله في غوانتنامو أو غيره من المعتقلات البعيدة عن أرضها كيما تحافظ على شكليات حقوق الإنسان !
    المهم أن هذه الدول ولحرصها على مصالحها تعرف كيف تستثمر ظروف وطباع شعب ما لتمرير خططها ، وليس أسهل من شعب يعتقد أنه خرج من استبداد سبعة آلاف عام إلى فضاء الحرية لكي تنفذ من خلاله مشاريعها في بلده ! إن الذي يتابع الحالة المصرية بدقة يصدم بالكم الهائل من القدرة على الكلام ! والقدرة على التحدث في أي موضوع ! والقدرة على التقلب بسرعة وبحدة وبانعطافات غير منطقية ! وتفسير هذه "القدرات" ! هو التشوق للكلام بعد صمت قرون طويلة ، والرغبة في التعبير عن الذات بعد قمع لقرون طويلة ، والإحساس بأنه صاحب قرار بعد تسيير من الآخر لقرون طويلة ! ولعل السبب في الصفات التي أشار إليها المقريزي رحمه الله هو هذا الليل الطويل من القمع والإلغاء الطويلين القاسيين !
    لذلك فإن أي نقلة حادة مع هذا الشعب يؤدي إلى تدمير البلد ، وأفضل الحلول هو الانتقال أولاً إلى مرحلة ما كان يسميه الأفغاني رحمه الله:المستبد العادل..ولا يمكن أن يتحقق هذا" بثورة" لا رأس لها ، يعتقد مجموع الشعب أنه صاحبها كما يصور له الإعلام ، كتلك التي حدثت في مصر !!


    المصدر
    http://altaghyeer.com/web/main/
                  

07-14-2013, 01:25 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: احمد سيد احمد)

    Quote:
    يقول المقريزي _ المصري أصلاً _ واصفاً الشخصية المصرية كما يراها ، والعجيب أنه وهو يتحدث قبل ستة قرون تقريباً ستظن أنه يتحدث اليوم ، مع التنبيه على أنني لا أوافقه على كل ما وصف :
    " يغلبُ عليهم الاستحالةُ والتنقـلُ من شيءٍ إلى شيءٍ ، والدَّعةُ والجُبنُ والقنوطُ والشُّحُّ ، وقِلَّةُ الصبرِ والرغبةِ في العلم ، وسرعةُ الخوفِ والحسدُ والنميمةُ والكذبُ ، والسعيُ إلى السلطانِ وذمِّ الناس ، وبالجملة فيغلبُ عليهم الشرورُ الدنيةُ التي تكون من دناءةِ النفسِ . وليست هذه الشرور عامةً فيهم ، ولكنها موجودةٌ في أكثرهم " ثم يقول " وأمَّا أخلاقُهم فالغالبُ عليها الاشتغالُ بالتُرَّهاتِ والتصديقِ بالمُحالات ... ولهم خبرةٌ بالكيد والمَكْر ، وفيهم بالفطرة قوةٌ عليه وتلطُّفٌ فيه وهِدايةٌ إليه ، لِمَا في أخلاقهم من المَلَقِ والبَشاشةِ التي أرْبَوا فيها على مَن تقدم وتأخر " ثم يستعين المقريزي بابن خلدون رحمهما الله الذي وصف المصريين بغياب البصيرة فقال :
    " قال لي شيخُنا الاستاذ عبد الرحمن بن خلدون رحمه الله تعالى : أهلُ مصرَ، كأنَّما فَرَغُوا من الحساب "


    Quote:
    قال ابن خلدون رحمه الله : " مَنْ سِــيمَ الخسفَ تَــمَـــرَّسَ في عاداتِ النفاق " يعني من سُلطَ عليه الظلم مدة طويلة صارَ مُــتــقِــنَاً لعادات النِّــفاق .
    منذ سبعة آلاف عام والمصريون يُعانون من الاستبداد والقهر ... ثم قِيل لهم : تفضلوا وعبِّروا عن أنفسكم ! لا بأس... لكنَّهم سيحتاجون لسبعة آلافٍ أخرى لكي يسكتوا !
    إنَّ الشعوب التي اعتادت على القمع لا يمكن أن تنتقل مباشرة إلى حالة من ممارسة حالة الدولة ، أو حتى الحالة الاجتماعية ! ذلك لأن القمع يقتل في الإنسان الجمعية وينمي لديه الفردية . وعندما تنتقل هذه الشعوب إلى حالة الانفتاح بشكل مفاجيء فإنها ستفتري ، وستكون مطية سهلة للعمل من خلال خطة العدو .
                  

07-14-2013, 01:41 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: احمد سيد احمد)

    تحياتي أخي أحمد ورمضان كريم

    شكراً على جلب هذا المقال...
    Quote: إنَّ الشعوب التي اعتادت على القمع لا يمكن أن تنتقل مباشرة إلى حالة من ممارسة حالة الدولة ، أو حتى الحالة الاجتماعية ! ذلك لأن القمع يقتل في الإنسان الجمعية وينمي لديه الفردية . وعندما تنتقل هذه الشعوب إلى حالة الانفتاح بشكل مفاجيء فإنها ستفتري ، وستكون مطية سهلة للعمل من خلال خطة العدو . إننا لا نعيش في جغرافيا منعزلة ، فلقد اختصرت المواصلات الجغرافيا ، وسهلت الاتصالات التواصل ، أي أن هذين الأمرين غيرا مفهوم السيطرة والاستعمار ، فلم تعد التغيرات التي تحدث في جغرافيا ما بمعزل عن الإقليم والعالم من خلفه!
                  

07-14-2013, 03:00 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: نصر الدين عثمان)

    عليكم السلام اخي الكريم نصر الدين وتصوم وتفطر على خير ورمضان كريم

    شكرا كتير للمرور والاطلاع والاقتباس
                  

07-19-2013, 12:37 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: احمد سيد احمد)

    Quote:
    المشهد المصري الخلفيات والمآلات
    الحلقة الثانية
    إبراهيم العسعس

    الاخوان المسلمون:
    لا يشك مراقب مُنصِف بأنَّ حجمَ التجـيـيشِ الذي استُخدِم للاطاحة بالرئيس مرسي كان كبيراً ومُمنهجاً ومرسوماً بدقة وجودة عالية ! سأكتفي بهذا التقرير لبدهيته دون الدخول في تفاصيل اثباته ! والتفصيل الوحيد الذي أجدني مضطراً للاشارة إليه هو الموافقة الأمريكية على هذه الاطاحة ! وهذه كذلك _ فيما أظن _ بدهية لا تحتاج لاثبات !
    وبنفس الانصاف لا يشكُّ أحد بوجود تصرفات كشفت العقل الاخواني لمن حولهم مِن المخلصين ، والذين كان كثير منهم متخوفاً أصلاً من الاخوان ومن تعصبهم وانغلاقهم الأمر الذي دفعهم لأخذ موقف حاد منهم بعد عام مارسوا فيه تعصبهم وانغلاقهم( حزب النور نموذجاً، مع أنني أرفض وبشدة طريقة الحزب في التعبير عن تخوفه!!) .
    ونحن نستطيع أن نُسوِّدَ عشرات الصفحات في اللطم على ما حصل ، وتحميل القوى الغربية وأذنابها في مصر مسؤولية ما حدث، وبهذا لن نفعل شيئاً لأننا عندها نكون كمن وصف _ وبعد جهد _ الماء بالماء !! إنه أمر معروف ومتوقع . لكنه لا يكفي لفهم المشهد . ولنترك هذا الجانب في التفسير للذين لا يتقنون غيره ولنتأمل في المشهد ؛ في خلفياته ومآلاته ، ولندرس واقع الاخوان بمصارحة ومكاشفة وكثير من الإنصاف ، كي لا نتفاجأ في يوم من الأيام بأن هديرنا لم يُخلف لنا سوى تعب الحناجر ! إننا نحاول أن نفهم بعيداً عن اللازمة المعروفة في تحميل الآخر وزر كل ما يحدث ، ونقرر قاعدة زكَّاها المُحلِّقـون من أهل العلم تَـبَعاً للكتاب الحكيم من أنَّ نجاح خطط العدو مرهون بتقديم الضحية_ وبكل إخلاص_ مبرراتِ النجاح له!
    الاخوان المسلمون مشروع في النهضة مُركَّبٌ على شخصية نَزَعت منها مُخلفاتُ قرون طويلة إنسانية الإنسان فما عادت قادرةً على التفاعل مع مشروعِ نهضةٍ ؛ أيِّ مشروع ؛ وأيِّ نهضة ! أعني بها الشخصية المسلمة ! بالطبع هناك خصوصية في الحالة المصرية على ما وصفنا في الحلقة الأولى . وهذه المشكلة ليست خاصة بالاخوان بل هي مشكلةُ كلِّ مشاريع النهضة بكافة أطيافها ومناهجها التي قُدِّمت للعالم الإسلامي منذ مئتي عام تقريباً ! بهذه الشخصية تحاول مشاريع النهضة أن تنهض بالأمة ، وهيهات ! كيف وهي تستبطن_ أعني الحاملة للمنهج والتي حُمل إليها _ في داخلها عَفَـنَ قرونٍ من القهر والانحراف والتخلف ؟! وبهذه الشخصية يتقدم الإسلاميون ، وعلى رأسهم الاخوان، لقيادة الأمة بالمشروع الإسلامي ، وهيهات ! وكما حدث مع مَن قبلنا من حملة المشاريع بمجرد أن نبدأ في التعامل مع حالة التمكن ، حتى لو كان نسبياً ، تظهر كلُّ أمراضنا التي لم تكن لتظهر ونحن في حالة الاستضعاف!وهذا ما جرى مع الاخوان ، نعم كانت الفترة قصيرة ولكن كان هناك مجموعة عناوين كشفت عما تحمله من مضامين ، دفعت بعض المخلصين المتوجسين أصلاً من الاخوان ، والداخلين معهم في تعاون مشوب بالحذر نتيجة تجارب سابقة مؤلمة لهؤلاء .
    الاخوان المسلمون تنظيم مغلق نخبوي لا يستطيع التعبير عن مجموع الأمة كأي حالة فكرية تتحول إلى تنظيم أو حزب . إنَّ من أهم الأسباب التي ساعدت الفلول على الحشد ضد الرئيس هو أننا تحولنا إلى جسد منفصل داخل الأمة ، وصارت الأمة تنظر إلينا على أننا حالة نخبوية تُعبر عن نمط خاص لا يُمثـلها ، وأن المؤسسة الدينية الرسمية ( الأزهر مثلاً ) برموزها هم الذين يمثلون الإسلام الطبيعي ! لذلك وإلى الآن لم تستطع أي حركة إسلامية تحريك غالبية الجماهير المسلمة أو تحريك الأنموذج الإسلامي تحريكاً كلياً ، بمعنى تحريكه باتجاه الإسلام لا باتجاه مطالب أخرى قد يتحرك إليها أيُّ جائع أو مقهور . ويستطيع المتابع للفضائيات المصرية أن يلمس المنهجية المقصودة في عزل الجماعات الإسلامية عن الأمة ، والتأكيد على مؤسسة الأزهر كبديل لهذه الجماعات ، وواقعنا يساعدهم ، وواقع الاخوان بالذات يساعدهم !
    إنَّ الحالة التنظيمية إذا سيطرت على صاحبها تُوجه كلَّ قرارته ولو على حساب الأمة ، إنَّ التنظيم في هذه الحالة يتحول إلى طائفة داخل المجتمع ، والطائفة دائماً تعمل لمصلحتها لا لمصلحة الجسم الذي تعيش فيه ، والاخوان المسلمون أكبر ممثل لهذه الحالة ، وكل من يشتغل في العمل الإسلامي يعرف هذه الخاصية دون أدنى شكٍّ . وعلى خطاهم يسير حزب النور الذي يعيش الآن حالة استنساخ طفولية عن الاخوان يزيدها سذاجة خلفية الحزب السلفية ، التي تجرهم إلى الاعتقاد بأن تميزهم في آليات الترجيح الفقهية الفردية ونجاحهم فيها يؤهلهم لتعبئة الفراغ الذي يعاني منه العمل الإسلامي ! ولكنهم وبمجرد أن اصطدموا بالواقع تحولوا إلى صورة مشوهة للاخوان المسلمين بنكهة خاصة ! المهم من أجل هذه الخاصية لم يشترك الاخوان في الثورة إلا في وقت متأخر ، ومن أجل ذلك حاول الاخوان الكولسة مع عمرو سليمان والاتفاق معه من خلف ظهر" الثورة " قبل نجاحها ! لماذا ؟ لأنهم طائفة يُقدمون مصلحة طائفتهم على كل مصلحة ! وعندما يكون شأن أي تنظيم هكذا فإنه لن يحوز على ثقة النخب العاملة في نفس مجاله وستبقى تتوقع منه الخيانة في كل لحظة .
    الاخوان المسلمون إحدى حاضنتين لمدرستين قادتا العالم الإسلامي في أكثر محطاته المعاصرة سواء في الشارع أو في الدولة ، اشتغلت الأولى بالقوميين ، واشتغلت الثانية بالمتدينين، وهما على اختلافهما إلا أنَّ السذاجة والسطحية تُـشكِّلان قاسماً مشتركاً بينهما ؛ إنهما الناصرية ، والاخوان !! لقد فاجأ الاخوان الجميع عندما خالفوا تصريحهم الأول من أنهم لن يرشحوا عنهم أحداً لانتخابات الرئاسة ، وبالتفاف عنيف ، وتحول تراجيدي ( راجع ما كتبته عن صفة التحول الشديد في الشخصية المصرية في الحلقة الأولى ) أعلن الاخوان أنهم سيشاركون بانتخابات الرئاسة بمرشح عنهم ! وشخصياً فقد انزعجت من هذا القرار لأنني أعرف أنهم بسذاجتهم وسطحيتهم سيسيئون من حيث يريدون الاصلاح ! وهذا تاريخهم شاهد على ذلك ! وقلت هناك أمر ما استدرجهم واستجابوا له ، ومما يوضح هذه النقطة أمران :
    الأول : حرص جهات غربية على استلام الإسلاميين الحكم بصرف النظر عن الصيغة ، والذي نعرفه من الدراسات الكثيرة الصادرة في العشرين عاماً الأخيرة ، خاصة في الأعوام التي تلت 11/9 عن رغبة أمريكا في استلام صيغة إسلامية محسنة ( في نظر أمريكا بالطبع ) الحكم في بعض البلاد العربية ، بعد مرورها بالفلتر الذي وضعته (مؤسسة راند) والذي يحدد الإسلام القابل للتعايش مع الصيغ الغربية في الحياة ! وفي نظري أن طرح الاخوان في مجمله يناسب مجموعة الأسئلة المعيارية التي وضعتها مؤسسة راند . وأنبه وبشدة على أن الكلام هنا ليس عن العمالة والتخوين لا سمح الله ، فالاخوان في نظري مدرسة إسلامية محترمة قدمت الكثير للأمة على قدر اجتهادها ، ولكن الحديث عن منهج في العمل والرؤية يؤديان إلى ما لا تحمد عقباه على الإسلام والمسلمين ! وعليه فقد يكون ما حدث أخيراً في مصر هو مشهد ضروري لاستنزاف الطرح الإسلامي ، وضبط حدوده داخل الساحة المصرية ، تهيأة لمرحلة قادمة قد يلعب فيها الإسلام السياسي دوراً خطيراً في تحديد العلاقة مع الكيان الصهيوني ! وكما مرَّر الحكمُ الثوري في النصف الثاني من القرن الماضي مجموعة من (البلاوي والخوازيق) بتوقيع النقاء الثوري ، من أجل التفرغ لمعركتي البناء والتحرير بزعمهم ، وكما دُمرت مقدراتُ الأمَّة وضاعت بقيةٌ من أرض الإسلام وكان على الأمة أن تخرس ولا تعترض ، بحجة أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ! كذلك فإن أخشى ما أخشاه هو أن تُمرَّر بقية صور المشهد الأخير باسم الإسلام ، وتحت عنوان : الاعداد لمعركة الإسلام الأخيرة !!
    الثاني : هناك حرص من الاخوان على استلام تجربة الحكم ، وهذا حق لا مراء فيه ، لكن أن يكون هذا الحق على حساب التفكير السليم أو نتيجة استدراجٍ للعمل من خلال خطة العدو فأمر فيه كل المِراء ! كل هذا يدفعنا إلى القول بأن تغير الموقف الاخواني من تقديم مرشح باسمهم لانتخابات الرئاسة له علاقة بالسياق العام الجديد من رؤية الغرب للإسلام السياسي .
    يقول روبرت مالي أحد مستشاري الرئيس الأمريكي السابقين :" الإسلاميون جاهزون دائماً لصفقة يرونها مرضية للغرب : المساعدات الاقتصادية ، والدعم السياسي من الغرب ، مقابل عدم تهديد ما يعتقدون أنها مصالح غربية أساسية ، أي الاستقرار الإقليمي ، والحفاظ على السلام مع ( إسرائيل ) ، ومكافحة الإرهاب ، وتدفق الطاقة ، وعدم شن أي حروب تجارية ...".
    لقد كان الأولى بالاخوان ألا يخوضوا هذه اللعبة ، وأن ينتظروا هم وغيرهم من الإسلاميين ما الذي سيحدث مع المركب الغرقان ( مصر) ، وألا يكونوا هم ورثة فساد ودمار ستين عاماً ، وألا يتعاملوا مع الأمر على أنه فرصة ! كان الأولى بهم أن يصبروا وينتظروا حتى يطلبهم الشعب لا من أجل العيش _أي الخبز_ أو من أجل البطالة بل من أجل الإسلام !
    لقد ساهم العمل الإسلامي وعلى رأسه الاخوان في النتيجة المصرية لأن منهج العمل الإسلامي المعاصر ، وهو مستمد من المنهج المنسوب إلى أهل السنة ، مبني على مسايرة الخصم حتى التمكن ، أو إيجاد ظروف تناسب قيام المشروع ، والذي يفترض أنَّ الخصم جاهل ! وهذا خلاف المنهج النبوي الذي يقوم على الصدام بين الأفكار وليس على المسايرة ، وقد أثبتت التجارب بأنه لا يمكن الالتفاف على الخصم بهذه الطريقة ، ولكننا لم نتعلم ، ولكن الاخوان لم يتعلموا ..إنهم يتمددون في سطحيتنا وسذاجتنا ، ولا أُبعد بأن الأمريكان لمسوا سطحيتنا وافتقارنا للكفاءة الإدارية وعلموا بأن وصولنا للحكم سينعكس سلباً على مجمل المشروع الإسلامي .
    لقد مَيَّعَ هذا الأسلوب الطرح الإسلامي وحصره في مجموعة مطالبات لا تختلف عن مطالبات أي مجموعة بشرية ، لم تعد القضية قضية إسلام بشكل واضح منهجي ، ولا يغرنك الصراع على المادة الثانية وخلافه فهذه لا تعني شيئاً ، وتدل بالضرورة على جهلنا بأصل الصراع ، وبمبرر وجود شيء اسمه دعوة إلى الإسلام ! إننا مسؤولون عن فشلنا أو عن النسبة المتعلقة بفكرنا وأدائنا ، وإذا بقي الأمر كذلك فسنبقى نسير من فشل إلى فشل ، ومن تضحيات إلى تضحيات لنقبض بعد ذلك على الوهم ، وهدم ما نبنيه على مدى عقود ، وفي كل مرة يتكرر المشهد ، والأغبياء يعيدون تمثيل الأدوار ظناً منهم أن الممثل المقابل لم يحضر المشاهد السابقة !!!
                  

07-30-2013, 01:05 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: احمد سيد احمد)

    Quote:
    الحلقة 3
    " المشهد المصري
    " الخلفيات والمآلات "
    " الإسلام السياسي الأمريكي "

    "إبراهيم العسعس - 2013-07-27


    أحد أقوى السيناريوهات المُعدة لمصر في رأيي : أن يعود الإسلام السياسي إلى المشهد !!! وهذا قد يبدو غريباً بالنظر لما يحدث الآن ! وأقول نعم إنه غريب ، ولكن يبدو لي أن مسار الأحداث غير المنطقي ، والغريب جداً يدعونا لنفكر أبعد مما هو ظاهر ، ولا شك بأن هناك توجهاً لتوليد شكل إسلامي قد يتولد من الاخوان ، وقد يتولد من غيرهم ، وبالمناسبة هناك أخبار تتسرب من وجود جيب داخل الاخوان يختلف مع توجه الجماعة العام قد يأخذ هذا الجيب شكلاً ما وينفصل عن جسم الجماعة ! وعلى كل حال : يبدو لي أن الأمور تتجه _ إذا لم تتجه إلى التقسيم _ إلى توليد طيف إسلامي يرضى بكل مقتضيات العملية الديمقراطية اياً كان موقف الإسلام منها ، ولا يفكر هذا الطيف بالخروج عنها أبداً ، فأمريكا تخشى من أن الاسلام التقليدي الممثل بالجماعات التاريخية يناور بالديمقراطية من أجل الوصول لينقلب عليها بعد ذلك !
    لماذا أقول هذا ؟ والجواب : في كل مرحلة تاريخية هناك ثوابت تحكم مسار حركة القوى العالمية المؤثرة سياسياً وجغرافياً في العالم ، وعلى من يدرك هذه الثوابت ألا يفكر في فهم حدث ما دون استحضارها ، والثابت الذي يؤطر سياسة أمريكا في المنطقة من 11 سبتمبر هو التعامل مع الإسلام السياسي والسماح له بالحركة من أجل وقف مد الحركات الإسلامية السياسية المتشددة بتعبير أمريكا ! لا يمكن أن تسير مخططات أمريكا في المنطقة دون إسلام ما ، ومن هنا فيجب أن يحتوي المشهد المصري على قوة إسلامية تتوافق مع اللعبة الديمقراطية قلباً وقالباً !
    إن المشهد المؤثر للملايين الهادرة في رابعة العدوية ، والذي يصر على عودة الرئيس مرسي فرج الله عنه ، بقدر ما ينم عن إصرار رائع على الموقف ، وبقدر ما يدل على حبِّ هؤلاء الناس للإسلام ... إلا أنه من زاوية أخرى سيقيد المسلمين في المستقبل ، وسيلزمهم بالشعار الذي وقفوا من أجله وماتوا في سبيله ، وهو شعار الشرعية ، والديمقراطية ، سيكون هذان الشعاران اللذان نريد تقييد الآخرين بهما قيداً على الدعوة الإسلامية ، وسيلغي هذا القيد جهود عقود بذلها الرواد الأوائل من أجل تحرير معنى مطالبتهم بالإسلام ، ومن أجل تبرير وجودهم الذي لم يكن له أي مبرر في نظر الناس في مجتمعات تقول عن نفسها إنها : إسلامية ! لقد كان الجهد الأكبر لهؤلاء الكبار هو فرز الصورة ، وتحديد ملامحها ، وتوضيح ألونها كي يتبين خيط الإسلام من خيط الانحراف في أمة لا تعترف بوجود الانحراف ! وفي رأيي أن هذا الجهد كان أهم وأخطر وأصعب جهد قام به هؤلاء الرواد ، وما مفهوم إحياء السنة بمعناه الشامل ، لا بلغة السلفية التقليدية ، إلا جهد في سبيل الفرز وتبيين نقاط الانحراف لرد الأمة إلى الصورة الحقيقية .
    وإن أخطر وأصعب وأهم جهد يقوم به الاستعمار الآن هو إعادة خلط الألوان ، وتغييب الملامح لتعود الصورة سيريالية الملامح .
    موقع التغيير
    www.altaghyeer.com
                  

07-30-2013, 02:30 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: احمد سيد احمد)

    ثمانية أكاذيب انتشرت فى مصر بعد الثورة
    يقول المفكر الإغريقى أسخليوس: “أول ضحايا الحرب هى الحقيقة“. ولمّا كانت مصر قد وصلت نتيجة الإستقطاب الشديد إلى مرحلة الحرب الفكرية على الأقل، فلم يكن من المستغرب أن تُذبح الحقائق قرابين لمحراب النصر.
    لكن الغريب أن تكون أكثر الأكاذيب انتشاراً هى أكثرها فجاجة ومبالغة، وأسهلها فضحاً ودحضاً، مما يذكرنا بمقولة هتلر المعروفة: إن الجماهير دائماً ما تكون أسهل إقناعاً بالكذبة الكبيرة عن الكذبة الصغيرة.

    ونستعرض فيما يلى أعتى ثمانية أكاذيب برزت فى مصر منذ قيام الثورة إلى يومنا هذا بالترتيب الزمنى لإطلاقها ، والردود شديدة البساطة عليها.

    1-“الجيش حمى الثورة“
    هى أكثر الكذبات انتشاراً واستفحالاً، حتى أن أنصار العسكر لا يجدون حُجة أفضل منها للإستدلال على مدى وطنية قيادات الجيش وإخلاصهم للبلد. لكن أول ما يتبادر إلى ذهن المرء حين يسمع هذا الإدعاء هو “حمى الثورة مِن ماذا؟“. هل حماها من شرطة مبارك، التى عاثت فى الثوار قتلاً و جراحا ؟ أم حماها من بلطجيته، الذين أثخنوا ثوار الميدان بالطوب والملوتوف والرصاص فى وضح النهار تحت مرأى الجيش وسمعه؟ أم تراه حماها من إعلامه، الذى ما فتىء يروج الشائعات والفزاعات محاولاً القضاء على الثورة واغتيال معنويات الشعب؟

    لم يحمها الجيش من كل ذلك، بل ما حدث هو العكس تماماً.. فقد خرج من الثكنات إلى الشوارع مساء الجمعة 28 يناير لحماية أجهزة الحكومة الحيوية وعلى رأسها القصر الرئاسى ومجلس الشعب ومبنى الإذاعة والتلفزيون. ولولا ذلك لكان الثوار قد استولوا على ماسبيرو مساء الجمعة وأذاعوا بيان الثورة، وكان حسنى مبارك قد سُحل فى قصره يوم السبت. لكن بتأمين الجيش لتلك المرافق تم تجميد الوضع الذى كان مائلاً لصالح الثوار، مما منح النظام فرصة لتعبئة جهوده والتجهيز لموقعة الجمل وتغيير الحكومة والخطابات العاطفية إلخ. وبعدما ظهر للجيش فشل كل محاولات مبارك وبدت لهم جدية الثورة وحتمية غلبتها رفعوا دفاعهم عن قائدهم. ويبدو أن قيادات الجيش لم تأمر بضرب الثوار مباشرة -مؤثْرين ترك هذه المهمة لأطراف غير محسوبة عليهم- خوفاً من انشقاق الجنود وضباط الصف الثانى كما حدث فى سوريا، مما كان سيهدد القيادات بالإغتيال أو الإعدام فى حالة الهزيمة.

    2-“الرئيس الحقيقى ليس مرسى بل مكتب الإرشاد“
    وهذا الإدعاء وإن لم يكن خاطئاً تماماً من الناحية العملية إلا أن به مغالطة كبيرة. فلم يحدث أبداً أن رأينا رئيساً فى أى بلد ديمقراطى يخطط بنفسه وينفذ أجندته الخاصة بمعزل عن حزبه الذى أوصله للسلطة. فمحمد مرسى الذى لم يسمع عنه أحد قبل الإنتخابات لم يحصد خمسة ملايين صوت فى الجولة الأولى ويتأهل للثانية لسواد عينيه، بل لأنه يمثل جماعة الإخوان المسلمين.. والتى يعرف القاصى والدانى طبيعة هيكلها الهرمى الذى لم يخترعوه فجأة بعد فوزهم. والأكثر من ذلك أن الهيكل الهرمى القائم على “السمع والطاعة“ هو الأصل لا الإستثناء بين مختلف الأحزاب الشرقية منها والغربية.. فهل سمعنا فى حياتنا عن رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو حتى نائب برلمان فى أمريكا أو إنجلترا أو ألمانيا أو فرنسا يضرب عرض الحائط بأجندة وتوصيات حزبه الذى موّل حملته وأوصله لمنصبه؟ بل إن المرء ليظن أن مرسى لو كان فعل ذلك لانهالت عليه نفس الأطراف بالإتهامات والشتائم بحجة أن من خان حزبه هان عليه وطنه!

    3-“حماس هى التى قتلت الجنود المصريين فى رمضان“
    لا نعرف بالضبط مَن الذى بدأ شائعة أن حماس هى قاتلة الجنود المصريين فى رفح أثناء إفطارهم، لكنه ادعاء يفتقر لأى دليل ومنطق.. فقيام حكومة ضعيفة كحماس يهددها احتلال أجنبى أصلاً بعملية كهذه ضد أهم وأقرب جار لها لهو الجنون بعينه ولا يخدم مصالحها بأى طريقة. لكن على العكس لدينا أسباب كثيرة تجعلنا نرجح قيام إسرائيل بها.. منها سوابق تاريخية كعملية لافون فى 1954 وضرب المدمرة الأمريكية ليبرتى فى 1967 لمحاولة إلصاق التهمة بمصر وتورط الموساد فى الهجوم على مجلس الدولة التركى فى 2006، وأيضاً هروب قتلة الجنود إلى إسرائيل ومِن ثَم تقديم إسرائيل لجثث مجهولة المصدر إلى مصر، إضافة لعدم اعتراف أى منظمة جهادية بالعملية مما يفقدها أثرها الإرهابى الذى يُفترض أن الجماعات المتطرفة تنشده.

    لكن الحقيقة تبقى أن قاتل الجنود غير معروف للآن من الناحية الرسمية على الأقل.. فقد صرّح عبد الفتاح السيسى فى مايو الماضى بعد قرابة عام من الحادث بأنه لو عرف منفذى العملية “فلن يعيشوا ثانية واحدة على وجه الأرض“، فكيف لأصحاب الكرة البلورية وفاتحى المندل أن يعرفوا ما يجهله وزير الدفاع؟ ومع ذلك فلا يزيدنا هذا التصريح إلا قناعة ببراءة الفلسطينيين والبدو من الحادث.. لأنه لو كان القاتل قد تكشّف للمخابرات المصرية أو للجيش خلال عام كامل من التحقيقات -وهو أمر وارد- ومع ذلك يصرّون على إدعاء جهلهم بهويته مما يرفع عنهم حرج الرد عليه، فلا شك أنه يملك من القوة ما يردعهم عن محاولة الإنتقام منه.. وهذا لا ينطبق على البدو ولا الفلسطينيين، بل على جهات أخرى.

    4-“غزة هى سبب أزمة الوقود والكهرباء بمصر“
    وهى من أطرف الأكاذيب المنتشرة وإن كان الأمر برمته غير طريف بالمرة.. وقد ساعد فى تدعيمها اختفاء أزمات الوقود والكهرباء بشكل شبه فورى بكيرة الإطاحة بالرئيس مرسى. لكن المشكلة أن تعداد سكان قطاع غزة لم يبلغ حتى 2 مليون نسمة، بينما يتجاوز عدد سكان مصر الولّادة 84 مليون ويزدادون بمعدل 1.4 مليون كل عام. وبمعنى آخر فلو أخذنا كل سكان غزة وسكبناهم فى شبرا الخيمة مثلاً فلن يلحظ المصريون أى فارق. والأكثر من ذلك أنه بحسب آخِر إحصائيات البنك الدولى فمتوسط دخل المواطن الفلسطينى هو 1210 دولار سنوياً (هذه الإحصائية منذ 2005 قبل حصار غزة)، بينما متوسط دخل المصرى هو 3187 دولار سنوياً. فالإدعاء أن الفلسطينيين بعددهم الضئيل وإمكانياتهم الشرائية المتواضعة قد نجحوا فى خلق أزمة بنزين وغاز وكهرباء لمصر لا يُرد عليه إلا بالمثل الشعبى: " إن كان المتكلم مجنون يكون المستمع عاقل ".

    5-“تمرد جمعت 22 مليون توقيع“
    أعلنت حركة تمرد يوم 296 أنها جمعت 22 مليون توقيع لسحب الثقة من محمد مرسى. ولدينا مع هذا الرقم المهول عدة وقفات..
    أولاً أنه لم يؤكده أو ينفيه أية جهة غير تمرد. فلا يُعقل أن نستند عند التدقيق فى إحصائيات حملةٍ ما على الأرقام التى تعلنها تلك الحملة بنفسها.. بل كان على تمرد أن تفتح دفاترها أمام جهة محايدة أو حتى جهة خصمة للتحقيق فى عينة عشوائية 5% ( مثلاً ) والتثبت من صحة الرقم. وكون مسؤولى الحملة لم يقوموا بذلك رغم قدرتهم التنظيمية الهائلة التى يُفترض أنها أوصلتهم لأكثر من ربع الشعب المصرى يجبرنا -للأسف- على التشكيك فى مصداقيتهم.

    ثانياً: أن الحملة كانت قد أعلنت يوم 11 مايو أنها جمعت مليون ونصف توقيع فقط[1]، وأعلنت يوم 23 مايو أنها جمعت 2 مليون توقيع[2]، ثم إذا بهذا الرقم يقفز خلال ستة أيام فقط إلى 7 مليون فى 29 مايو[3]، ثم وصل 9 مليون فى اليوم التالى[4]، ثم 15 مليون يوم 20 يونيو[5]، وأخيراً 22 مليون بعدها بتسعة أيام فقط[6]. والذى نلحظه هو الإضطراب الشديد فى معدل التوقيعات.. فلربما نفهم الإتجاه التصاعدى المستمر (لانتشار الحملة) أو التنازلى المستمر (لنفاد المعارضين).. لكن أن يبدأ الرقم بـ40 ألف توقيع يومياً، ثم يقفز خلال أسبوعين إلى مليون توقيع يومياً وهو عدد مهول، ثم ينخفض إلى ربع مليون يومياً، ثم يرتفع مجدداً إلى ثلاثة أرباع مليون يومياً يجعلنا نتشكك بشدة فى دقة هذه الأرقام.

    ثالثاً: حتى بافتراض حُسن نية القائمين على الحملة فإنه لأمر شديد السهولة لأى جهة داخلية أو خارجية ممن تعارض مرسى أن تبرمج “كود“ كمبيوتر يملأ استمارة تمرد على الإنترنت تلقائياً بملايين الأسماء لمصريين حقيقيين أو مزورين. وباستخدام ذريعة ضيق الوقت تتخلص تمرد من مسؤولية التحقق من صحة التوقيعات.. وعلى سبيل المثال فقد صرّح الشاعر أحمد فؤاد نجم أنه وقع وحده على 16 استمارة لتمرد رغم كبر سنه واعتلال صحته.

    وأخيراً فحتى بافتراض جدلاً صحة رقم 22 مليون فهو لا يعطى شرعية لعزل الرئيس. فعدد الناخبين الكلّى يتجاوز الـ50 مليوناً، ومادام هناك انقسام سياسى حاد فمن الطبيعى أن تقترب نسبة معارضى ومؤيدى الرئيس من نصف المجتمع كما حدث فى الإنتخابات الرئاسية.

    6-“عدد المتظاهرين المعارضين للرئيس وصل 30 مليون“
    يبدو أن من ضمن المتظاهرين الذين نزلوا يوم 306 اعتراضاً على الرئيس مرسى كان هناك مجموعات من البكتريا.. فعدد المتظاهرين يتضاعف فى كل مرة يُذكرون فيها. فبينما أشارت الصور الواردة عند مطابقتها مع خرائط “جوجل إيرث“ أنهم كانوا 14.3 مليوناً ما بين مؤيد ومعارض (منهم 3.8 مليون فى التحرير و2.6 مليون عند الإتحادية)،
    وأشارت غرفة عمليات وزارة الداخلية أنهم كانوا حوالى 17 مليوناً ما بين مؤيد ومعارض ، نجد من يبارك فى العدد قليلاً فيجعل المعارضة وحدها ثلاثين مليوناً، أو يكون أكثر دقة ويجعلها “33 مليونا“ دون ذكر أى مصدر محلى أو أجنبى.

    وعلى كلٍ فالأرقام الموثقة معقولة ولا تفاجىء أحداً لأن مَن رفضوا الدكتور مرسى فى الإنتخابات الماضية كانوا 12 مليوناً. لكن لابد من الإنتباه إلى أنه ليس كل من تظاهر ضد الرئيس كان يطالب برحيله أو عزله بالقوة، فقد وجد استطلاع رأى قام به مركز “تكامل مصر“ أن 26% فقط من المصريين يؤيدون عزل مرسى بالإنقلاب العسكرى[10] وذلك رغم معارضة نسبة أكبر لسياساته. والأهم أن عدد المتظاهرين المعارضين يوم 30 / 6 أياً كان لا يعكس شعبية الرئيس بدقة نظراً لغياب معظم أنصاره من الشوارع فى ذلك اليوم.. فمن الطبيعى أن ينزل قلة منهم فقط بينما هو فى السلطة. لكن لو أجرينا إحصائية على توجهات المتظاهرين الآن بعد الإنقلاب لوجدنا جلهم من أنصار الرئيس نظراً لاعتراضهم على السلطة الجديدة وهكذا. ولذا فصندوق الإقتراع هو الحَكم وليس الشارع.

    7-“لم يقع إنقلاب عسكرى“
    على الرغم من تطابق ما حدث فى الثالث من يوليو مع تعريف الإنقلاب العسكرى -وهو إقالة جيش لحكومة- وذلك بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا عليه، فلم يزل مؤيدو الانقلاب ينكرون أنه انقلاب، مدللين على تقلد رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلى منصور لمنصب الرئاسة خلفاً للدكتور مرسى. لكن هل يمثل منصور رئيساً حقيقياً لدولة مدنية أم رئيساً شكلياً لانقلاب عسكرى؟ للإجابة على هذا السؤال ينبغى علينا طرح بعض الأسئلة أخرى.. منها مثلاً: هل تلتقى رموز المعارضة فى الوضع الطبيعى الغير إنقلابى بوزير الدفاع بدلاً من رئيس الجمهورية؟
    وهل تجتمع الوفود الأجنبية أيضاً مثل وزير خارجية الإمارات ورئيس وزراء البحرين ونائب وزير الخارجية الأمريكى فى الوضع الطبيعى الغير الإنقلابى بوزير الدفاع متجاهلة رئيس الجمهورية؟ وهل تُقال حكومة بأكملها باستثناء وزير الدفاع بالصدفة إلا فى حالة الإنقلابات؟ وهل يوقَف بث جميع محطات تيار معين وتعتقل جميع قياداته وتُجمد أموالهم فى غير إنقلاب ؟ وهل من حق رئيس الجمهورية فى غير وقوع إنقلاب تعليق دستور دائم مستفتى عليه ؟ وفى حال ما تقرر كتابة دستور جديد فى دولة مدنية لا يوجد بها إنقلاب، هل يتم اختيار جميع أعضاء لجنة صياغته بالتعيين لا الإنتخاب؟ إن لم تكن كل هذه دلائل فجة لانقلاب عسكرى فلا ندرى كيف يكون شكل الانقلاب العسكرى.

    8-“الجيش قتل العشرات وأصاب المئات من معتصمى الحرس الجمهورى دفاعاً عن النفس“
    هى أكثر الأكاذيب رعونة لتحويلها الضحية إلى جلاد والعكس. فقد قُتل من معتصمى الحرس الجمهورى فى المجزرة التى عُرفت إعلامياً باسم “مذبحة الساجدين“ خمسين فور إطلاق النار عليهم -ويتردد أن الرقم تعدى الـ80 الآن- وبلغ عدد المصابين أكثر من ألف، بينما قُتل من الجيش ثلاثة منهم واحد على الأقل برصاص الجيش نفسه (ولا نعرف هل قُتل الإثنين الآخرين قبل إطلاق النار على المتظاهرين أم بعده). وللأسف فقد مارس الإعلام المصرى تضليله المعتاد بقطع اتصال الشهود ، أو حذف الأخبار بعد نشرها، وهذا كاف لإثبات أن الحكومة الجديدة لديها ما تخشاه وتخاف فضحه. لكن حتى بافتراض كذب جميع شهود العيان ضد الجيش وأنه تعرض بالفعل لإطلاق نار أولاً.. فنستنبط من عدد القتلى والمصابين المهول أن الجيش اتخذ ذلك ذريعة لارتكاب المذبحة. فإنْ تعرَّض أحد لإطلاق رصاصة أو اثنتين أو عشرة فرَد بإمطار مساحة كبيرة يتواجد بها مئات الناس بوابل من آلاف الرصاصات ولفترة طويلة -بل وأطلق قنابل الدخان المعتمة كى لا يرى أحد شيئاً ولا تصوّر الصحافة شيئاً- فلا يعنى ذلك سوى تدبير للقتل العمد. وفوق هذا فالذى لم يُقتل أو يُصب تم اعتقاله وتعرض كثيرون للتعذيب، مما يدل على سوء النية المبيّتة وأن الأمر لم يكن حادثاً عرضياً كما يشاع


    المخيف فى الأمر أن هذه الكذبات الثمانية مجرد قطرة فى محيط.. فقد نشر النشطاء فى يناير الماضى تجميعاً لـ24 كذبة نشرها “إعلام الفلول“ للإساءة للإخوان خلال 24 ساعة فقط

    وختاماً.. لا يستطيع الإنسان اتخاذ قرار صائب فى أية مسألة دون معلومات دقيقة أولاً، ومن أقوال تشرشل الشهيرة والصحيحة للأسف أن “أقوى حُجة ضد النظام الديمقراطى هى دردشة 5 دقائق مع الناخب العادى“ لأنها ستظهر مدى جهله وسهولة التأثير عليه وتشويه فكره. لكن أمْا وأننا نحاول جاهدين إقامة نظام ديمقراطى يكون لكل مواطن به صوت وتأثير بدلاً من تسليم أمرنا لمستبد يفعل بنا ما يشاء، فلن تنجح التجربة دون أن يستقى كل منا معلوماته التى تشكّل صوته وقراره من مصادر متنوعة ومختلفة التوجهات. ولعل أفضل وأبسط نصيحة تحصّن بها نفسك من الأكاذيب والشائعات يا عزيزى القارىء هى: {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
    حسام حربى - مدونة «أَبْصِرْ»
                  

07-31-2013, 11:48 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote:

    " المشهد المصري "4
    " الخلفيات والمآلات "
    "حزب النور"1
    إبراهيم العسعس
    1-8-2013
    مشكلة حزب النور، مثل غيره من هذه الأمة ، أنه لا يستطيع أن يفكر بالموقف الثالث !! فالعقل المسلم ثنائيٌّ إذا لم يكن مع فهو ضد !! قد تصلح هذه المقدمة كخلفية لفهم مواقف حزب النور . خلافي مع حزب النور _ وخلافاً لكل من كتب في الموضوع _ ليس في أن يؤيد الحزب الاخوان أو لا ! فالحزب له تجربة مع الاخوان وهي تجربة ليست سعيدة ، فالاخوان فعلاً اقصائيون ، وهم فعلاً حيدوا غيرهم ومنهم حزب النور عندما حكموا ! ولأفراد الحزب قبل أن يتشكل الحزب تجربة مؤسفة مع تصرفات الاخوان التي لا تحتمل غيرهم ، كل هذا لا أختلف مع الحزب عليه ، فنحن نعرفه ، وكل من يشتغل بالدعوة يعرفه ! ولذلك فإنني لن أخوض في حق الحزب في خوفه من الاخوان المبني على تجربة وعلى رؤية يعرفها الحزب ، وليس من الحكمة الاعتراض على كل تخوف يصدر عن إنسان ما أو تجمع ما . المشكلة ليست هنا ! المشكلة في الموقف الواجب اتخاذه في مثل هذه الحالة ، أما العقل الراسخ في إدارة الأزمات ، والمتمكن من السياسة حقيقة لا بالادعاء فيستطيع تخطي حاجز الثنائية ؛ مع أو ضد ، ليبدع مواقف كثيرة ينتقي منها المناسب للحالة . وأما العقل المحدود بالممارسة المعلوماتية النظرية ذات الاتجاه الواحد فلا يستطيع الخروج من تلك الثنائية ، لذلك فإن مواقفه متطابقة دائماً مع معلوماته النظرية ! وهذا ليس جيداً كما يظن بعض الاخوة ، فهو ليس دليلاً على الثبات والتمسك بالضرورة ! ذلك أن السياسي المحنك يفرق بين النظري والتطبيقي ، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من المواقف المتعلقة بالعلاقات ، فهو صلوات الله عليه يعرف المنافقين ، ويشير إلى أنهم يستحقون العقوبة .. نظرياً ، ولكنه لا يفعل ! وذلك لاعتبارات لا علاقة لها بذات التوصيف النظري ، بل تقديراً للموقف الإقليمي والعالمي . وهو يقرر بأن الكعبة يجب أن يُعاد بناؤها على قواعد إبراهيم عليه السلام ، ولكنه لا يهدمها تقديراً لحالة قوم حديثي عهد بجاهلية . وهو صلى الله عليه وسلم في كلا الموقفين يأخذ الموقف الثالث ، وفي كلا الحالتين لا يأخذ الموقف الذي قد يؤخذ عليه ، ويترتب عليه مخالفة لقواعده العامة . ومع ذلك لا يمنعه كل ذلك من تسجيل موقفه واعتراضه على الحالة ، وأنه يدركها ، وأنه لم يأخذ أحد الثنائيتين لا لأنه مغفل لا يعلم بل لأنه سياسي محنك قادر على اجتراح الموقف الثالث ليخرج نظيفاً من أي مأخذ قد يؤخذ عليه!
    وهذا الفهم والوعي غريب على العقل المسلم ، خاصة العقل السلفي ، فهو نصيٌّ مغلف ! ولنا لقاء في حلقة أخرى ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de