|
|
في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي
|
تقوم وجهة النظر هذه علي ان الموقف الصحيح من أي تطور هو مدي خدمته لقضية ترسيخ الديموقراطية كثقافة في ذهن المواطن العادي وسلوكه لان هذه هي الوسيلة الوحيدة لاستدامة النظام الديموقراطية وكانت ولاتزال مفقودة لدينا +++++++++++ مصيرنا المظلم مع اسلاميي السياسة وديموقراطيها عبد العزيز حسين الصاوي الحقيقة الكبري التي اثبتتها التطورات المصرية الاخيرة هي ان شمس الديموقراطية تزداد كسوفا رغم بزوغ شمس الحرية في ربيعها منذ عامين. إذا كان ( الليبراليون العلمانيون ) يضطرون للجوء الى وسائل متناقضة مع الديموقراطية شكلا وموضوعا لترجيح الكفة ضد الاسلاميين فمعني ذلك أن المنفذ الوحيد للتقدم نحوها وهو تنمية الوعي الديموقراطي بوسائل أخري قد انسد ولنسمه المنفذ الذاتي نظرا لانعدام المنفذ الموضوعي المزدوج ، الاصلاح الديني والطبقة الوسطي. بعد أن ادخل الاسلاميون الدين في السياسة بنجاح مستثمرين ظروفا مصرية وعربية مواتية بنتائج كارثية فيما يتعلق بتلك التنمية تأتي هذه التطورات لاستكمال عملية التعطيل وترسيخها بأدخال القضاء في السياسة واستعادة الجيش إلى قلبها. هذه خسارة كبيرة يصعب تعويضها فيما يتعلق بتأهيل العقل المصري- العربي والاسلامي بالذات ليكون رافعة للديموقراطية المستدامة المزدهرة في غياب روافعها الموضوعية راهنا. البعد التاريخي في الخطأ الذي ارتكبه غير الاسلاميين ( الليبراليون العلمانيون ) سيتضح في تأثيره الخطير علي استقرار الاوضاع في مصر لانه سيحيي ذاكرة الاضطهاد الناصري العلماني العسكري لدي الاخوان المسلمين ويدفعهم إلى مجاهل التشدد الفكري والنفسي القطبية، البيئة المولدة للعنف المادي متداخلين في ذلك مع التيارات السلفية الجهادية وغير الجهادية. ولكن متداخلين أيضا مع استمرار تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، فهذه لن تتغير بين يوم وليله كما يتوقع المواطن البسيط المطحون بمتطلبات الحياة اليومية فيتحول من متظاهر ضد الاخوان الى حاضنة للعنف واليأس. الطريق المعقد ولكن الاسلم للتنمية الديموقراطية في مصر بدلا من هذه الجراحة القاتلة للمريض علي الارجح كان وسيظل رهينا بأدراك العمق العميق لازمة التطور الديموقراطي مصريا وعربيا- اسلاميا باعتبارها كامنة في جفاف منابعها كثقافة مجتمعية، بما جعل تصاعد نفوذ الاسلاميين نتيجة للازمة وليست سببا أصليا وإنما سبب إضافي. الان تتحدد خطوط المعركة السياسية الفكرية علي مستويين. الاول ضد الاسلاميين مع الدفاع عن حقهم في الحرية وشرعية مرسي والثاني ضد اي محاولة لاستمرار صيغة تدخل العسكريين والقضاة في السياسة لاكثر من الفترة المقررة. علي أن المهمة الاصعب والاهم كانت ولاتزال استكشاف مختلف الوسائل الممكنة للتركيز علي لب المعضلة وهي تنمية الوعي الديموقراطي. وفي تقدير صاحب هذه المقاله الذي كان قد دعا المعارضة المصرية لنظام مبارك قبل 11 يناير/ كانون ثاني 2011 إلى القبول بخيار توريث جمال بأعتباره الاكثر واقعية وقتها والاقل مرارة من غيره والافضل كتمهيد للانتقال الديموقراطي، فأن الاستراتيجية المنتجة ديموقراطيا حاليا هي القائمة علي إدراك القيمة الايجابية لناحيتين في النظام السابق بهذا الخصوص وهما التعليم المفتوح والقطاع الخاص المتطورين نسبيا، لكون التعليم الجيد هو المجال الرئيسي لانتاج التفكير النقدي المبدع، والطبقة الوسطي هي صاحبة المصلحة في الانفتاح الاقتصادي وغير الاقتصادي. علي عيوب هذين القطاعين الموروثة من نشوئهما في ظل نظام غير ديموقراطي، فأن درجة الاقتراب من تخليصهما من هذه العيوب تتحدد بدرجة الاقتراب من أرساء القواعد الضرورية لنظام ديموقراطي لاتتوفر إمكانية التقدم نحوه إلا بالتحالف مع الاجنحة والدوائر الاصلاحية في الحزب الوطني كما تمثلها شخصية مثل د. حسام البدراوي. واضيف، مستمدا شجاعة أدبية من الخوف علي مستقبل مصر المؤثر سودانيا خصوصا وعربيا عموما، إن مكونا أساسيا للاستراتيجية الصحيحة هو الاقرار بضرورة إقامة أوثق العلاقات الممكنة مع الغرب. الخبرات والامكانيات التي تمس حاجتنا إليها كترياق ضد تفتت أوطاننا، وتأهيلها لاقامة علاقات ندية مع كافة دول العالم وتقديم دعم حقيقي مختلف عن السائد منذ عقود لقضية فلسطين وغيرها، مصدرها الاهم، وليس الوحيد، هما واشنطون والاتحاد الاوروبي. بعبارة أخري : في ظل غياب الفهم السليم لأزمة الديمقراطية بأعتبارها راكزة في قلب تجربة تاريخية تنويرية لم يقدر لنا المرور بها، فأن شق طريق الوصول اليها يحتاج إلى تفكير خلاق حتي لانبقي طويلا في أتون الفوضي غير الخلاقة التي يوشك إسلاميو السياسة وديموقراطيو السياسة علي زجنا فيها، اولئك الذين يفصلون بين الاعلام والشعارات التي يرفعونها والسر المكين للازمه.
|
|

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: نصر الدين عثمان)
|
Quote: تقوم وجهة النظر هذه علي ان الموقف الصحيح من أي تطور هو مدي خدمته لقضية ترسيخ الديموقراطية كثقافة في ذهن المواطن العادي وسلوكه لان هذه هي الوسيلة الوحيدة لاستدامة النظام الديموقراطية وكانت ولاتزال مفقودة لدينا |
شكراً أستاذ عبد العزيز، وفي هذه الرؤية للديمقراطية نلحظ بعداً إنسانيّاً أخلاقيّاً وتربويّاً، يُراد أن تنهض به الديمقراطية، وأن يتصدّى للقيام به كل من يرى في الديمقراطية نظاماً أفضل للحكم! ولكن أين دعاة الديمقراطية عندنا من هذا المفهوم الإنساني والتربوي للديمقراطية؟ أجدد شكري لك أستاذنا، عسى أن تُتاح عودة أخرى! وشهر مبارك!
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: إبراهيم عبد العزيز عثمان)
|
شكرًا أستاذنا عبد العزيز الصاوى . نعم لقد ارتكب غير الإسلاميين المشاركين فى تلك العملية خطأ تاريخي إذ لا يبرر الخوف من الاسلاميين ضرب الديمقراطية و إلغاءها باللجوء الى المؤسسة العسكرية للبحث عن حلول ، فتلك ممارسة ستجعل من العسير على مصر أن تسير فى طريق التوجّه الديمقراطى بعدها لأن الاخوان المسلمين لهم وجودهم العريض فى الشارع المصري بل الأكثر تأثيرًا من التيارات الليبرالية و العلمانية الأخرى و التى فى الغالب تركّز عملها وسط المثقفين و يصعب عليها الوصول لبسطاء المواطنين الذين يؤثر عليهم خطاب الاخوان المسلمين جرّاء تعاملهم المباشر معهم فى دور العبادة و الأسواق و الشارع العام كما أنّ الليبراليين و العلمانيين ليتحدّثوا عن برنامجهم يلزمهم الحديث عن السياسة فى حين أن الاخوان المسلمين لا يحتاجون لذلك و فقط يكفيهم الحديث عن الدين او صياغة رسالتهم على أنها أمر بالمعروف و نهى عن المنكر أو حتى فى شكل فتاوى العمل بها واجب و يؤثم من خالفها ، و تلك لغة يفهمها و يتفاعل معها المواطن البسيط و لذا لا مجال لتجاوز الاخوان المسلمين و دورهم السياسي فى وجود نظام يكفل إنتخابات حرة و فكرة إقصائهم إلى الأبد تعنى نحر الديمقراطية بلا شك ، و هناك دور هام آخر للاخوان المسلمين يبدو أن القوى التى رتّبت هذا السيناريو لم تنتبه إليه و هو أنّ الحركة الاسلامية فى مصر ليست فقط تيار الاخوان المسلمين بل هناك التيار السلفى متزايد النمو و رغم الخلاف الظاهرى بين السلفيين و الاخوان المسلمين إلّا أنّ الاخوان المسلمين لهم من المعرفة بإدارة الصراع السياسي ما سيدفعهم بلا شك للبحث عن التيارات الاسلامية الأخرى للتحالف معها لحماية الحركة الاسلامية بمصر و هذه حقيقة لا بد من وضعها فى الاعتبار خاصة عند معرفة أن السلفيين يميلون لاتباع القرآن و الحديث و ما أكثر الآيات و الاحاديث التى يستطيع الاخوان المسلمون اقناعهم بها بأنهم ليسو المقصودين و إنّما المقصود هو الاسلام و بالتالى من الممكن جدًا أن تتحالف كل القوى الاسلامية فى مصر ضد الآخرين و قد يضحى الاخوان المسلمين فى البداية بفكرة السعى للسيطرة على هذا التحالف المتوقّع و بعد دفع الاخرين لقبول فكرة التحالف يعود الاخوان المسلمون للمنازعة لأخذ دور فى القيادة و بالتالى منازلة الليبراليين و الديمقراطيين . بوادر رفض السلفيين للعلمانيين قد بدأت من حديث أحد قادتهم عن ضرورة عدم قبول فكرة أن يكون البرادعى رئيس وزراء لأنه يمثل أحد أطراف الاستقطاب و هذه إشارة واضحة إلى أنذ الأمر بالنسبة له يعنى صراع بين العلمانيين و الاسلاميين على السلطة و باى حال لا يمكننا أن نتوقّع أنّ السلفيين سوف يقفون بجانب القوى الليبرالية على حساب الاخوان المسلمين و التيار السلفى يمثل نسبة لا يستهان بها و هو كفيل بترجيح الكفّة التى يميل لها . أكبر خطأ حدث هو ابعاد الاخوان المسلمين من خلال انهاء شرعية الرئيس مرسي و قد أدّى ذلك لنسف العملية الديمقراطية فبعد أن وثق الاخوان المسلمون فى النظام الديمقراطى و خضعوا لشروط لعبة التداول السلمى للسلطة ها هو الانقلاب يبعدهم عنها و يعيد إلى أذهانهم فكرة العمل المتآمر لإبعاد الإسلام مما أعلى من صيحات الجهاد و الإنتقام خاصة بعد ما تعرّضوا له من عنف بعد سحب الشرعية من رئيسهم المنتخب و هذه المسألة وحدها كفيلة بإعاقة مسيرة أىّ عمل ديمقراطى يأتى فى مقبل الأيام لأن الصراع قد انتقل إلى مرحلة أخرى و هى مرحلة الإقصاء و الإنتقام من الخصوم و جعل ذلك أولوية تشكّل محور التفكير ..
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: وليد زمبركس)
|
الاساتذة صلاح عباس فقير وابراهيم عبد العزيز عثمان ووليد زمبركس يسعدنا أن أسهم معكم في مناقشة المسائل المختلفة التي طرحها الحدث المصري وردود الفعل تجاهه. الاستاذ صلاح : الجانب التربوي في الديموقراطية عموما يتعلق بكونهاغريبة علي ثقافتتنا لانها وليدة عصر التنوير الاوروبي الذي لم نمر به ومن هنا الحاجة لترسيخها في اذهاننا عن طريق التربية في المدرسة وخارجها. بالمعني الاضيق للتربية وعلاقتها بالاخلاق علينا الاعتراف بأنه مهما كان راينا في تصرفات الاخوان المسلمين فأن الاستعانة عليهم بالجيش هو عمل غير اخلاقي ويعطي دروسا سيئة للجمهور. الاستاذ ابراهيم: النقاش مفتوح حول عيوب وميزات الانظمة السياسية المختلفة. سبق لي ان شرحت في كتاب بعنوان " ديموقراطية بلا استناره" ان النظام الرأسمالي الراهن هو في الواقع اشتراكي-راسمالي. الراسمالية في صيغتها الاصليه متوحشة لاتقيم وزنا لمصالح الطبقات الشعبية ولكنها اضطرت الي التخلي عن هذا الطابع ، جزئيا علي الاقل، بتأثير نشوء الحركات الاشتراكية في الغرب نفسه ثم في بقية العالم وصولا للاتحاد السوفيتي. صحيح ان الاشتراكية فشلت ولكن افكارها انتشرت عالميا وبالاخص داخل الدول الديموقراطية فقامت الحركات النقابية وضغوط المجتمع المدني ثم حركات حقوق الانسان لتحدث تعديلات جوهرية في النظام الرأسمالي اهمها انظمة الضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي، ولتحد من قدرته علي ممارسة القهر الاستعماري. الاستاذ وليد : اتفق معك تماما ان التيارات الدينية ستتحد وتصبح اقوي مما يشير الي رعونة وخطا القرار الذي اتخذ بمحاولة الحد نفوذها بوسائل القوة والجيش. وفي اخبار صباح اليوم ان حزب النور السلفي انسحب من موقفه المؤيد للقرار. اشكركم جميعا وليتواصل النقاش
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: نصر الدين عثمان)
|
الاستاذان عبد الله احيمر ونصر الدين عثمان أشكركماعلي الاهتمام. اعتقد ان لدي غير الاسلاميين تصورا لعيوب الحركة الاسلامية، وهي حقيقة لاسيما في مجتمع ماقبل- استناري ، يكاد يعتبرها تشوها خلقيا وراثيا وليس نتيجة اسباب موضوعية محدده فهي بذلك نتيجة اصبحت سببا لازمة الديموقراطية. تأكد هذا التصور في اذهان قسم من غير الاسلاميين نتيجة ماالحقته الحركة الاسلامية السودانية بالسودان من خراب كما انه انعكاس للعجز عن إسقاط النظام اتخذ بالفعل شكل عاطفة جامحة وصلت في الموقف مما حدث في مصر الي حد القبول بهدم ركن أساسي في الديموقراطية في ضرب من رد الفعل التعويضي. معني ذلك بالنسبة لنا في السودان اننا علي استعداد للقبول بانقلاب اخر لنتخلص من نظام الانقلاب الحالي. الربيع العربي كان ربيع حريه وليس ربيع ديموقراطيه لان الاخيرة في حاجة لديموقراطيين لكي تتحقق وماحث في مصر، وتأييده من قبل بعض الاحزاب لدينا، وجه ضربة موجعة الي امكانية نمو الوعي الديموقراطي. بهذا المعني المحدد هذا الموقف خاطئ ومضر تماما
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: Abdel Aati)
|
لك التحية استاذنا محمد بشير . علي الشجاعة النادره لدي مثقفينا.فالبوح بهذا الموقف الصحيح. في حد ذاته ابتادر لمعالجة. لكن اجعلني اختلف معك في جزئية توريث جمال. لاستمرارية التحول الديمقراطي, حيث لايخلو من مخاطرة والدلائل كانت تشير لذلك وكانت ثورة 25 يناير كشعار رافضا له. التاريخ العالق للمصريين هو الاكثر خشونة مع مثيلاته. ويجب الوعي بذلك. نحو مزيد التقدم الديمقراطية والاستنارة كما تفضلتم وشرحت ذلك في كتابك الاخير.
اليك تحياتي
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: الفاضل يسن عثمان)
|
الاساتذة تراث وعادل عبد العاطي والفاضل عثمان شكرا علي المتابعة والاهتمام الاستاذ تراث : اقدم مافي وسعي مستفيدا من التجارب السابقة وامل ان يكون مفيدا. لدي اهتمام خاص بالحزب الديموقراطي الليبرالي هو في الواقع انعكاس لاهتمام متزايد من قبل الناشطين السياسيين والثقافيين بهذه التجربة الحزبية الجديده مما يشير الي تميزها. بطبيعة الحال الاستاذ عادل معروف في مجال العمل العام قبل ذلك واي ملاحظات يدلي بها ستكون مفيده. النقطة التي أثارها الاخ الفاضل تستحق الاهتمام . قناعتي هي ان الطريق نحوالديموقراطية المستدامة معقد وصعب للغاية لانه عبارة عن محاولة استزراعها في أرضية غير مهيئة لها وينبغي لذلك عدم الاستنكاف عن البحث في كافة المجالات عما يساعد في تفكيك هذه المعضلة الصعبه. وبماان عماد الديموقراطية هو الاستنارة ، كما اثبتت تجربتها- الاصل في اوروبا، فأن المدخل الوحيد لها في مصر وغير مصر هما تنمية العقلانية والانفتاح الذهني والنفسي وهذا غير ممكن إلا بالتعليم الجيد ونشوء الطبقة الوسطي. القدر الموجود من هذين الشرطين، علي قلته وتشوهه، تحقق في ظل النظام السابق وكان ولايزال مهددا من قبل الاسلام السياسي والجيش كمصدر لاستبداد من نوع اخر. من هنا جاءت فكرة القبول بتوريث جمال في وقت لم يكن احد يتوقع سقوط النظام فالتوريث كان سيحدث في كل الاحوال سواء قبلته المعارضة ام رفضته، وهو في الوقت نفسه شخص غير عسكري وتكوينه الثقافي غير اسلامي وكان يشكل بذلك افضل احتمال ممكن لانتقال نحو الديموقراطية وتجنب عرقلتها من قبل الاسلاميين والجيش وهو ماحدث فعلا. الجدير بالملاحظة الان ان جبهة الانقاذ المعارضة حاليا لاترفض فكرة التقارب مع مؤيدي النظام السابق مما يشير الي ان فكرة التوريث لم تكن غريبة وخاطئه.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: حاتم الياس)
|
الاستاذ حاتم الياس. فهمك صحيح. هذه الفكرة سبق ان شرحتها بتفصيل في مقالات منذ 2009 . معياري لتحديد الموقف الصحيح هو مدي خدمته لترسيخ ثقافة الديموقراطية لاعتقادي بأنها شرط لازم لاستدامة الديموقراطية. أسقاط النظم الدكتاتورية دون تصورات، ومن ثم سياسات، لانجاز هذا الشرط، غير مجدي . تجربتنا في هذا المجال معروفه وماتبع " الربيع العربي " في مصر وغيرها يثبت نفس الحقيقه. في هذا السياق جاء تفضيل خيار توريث جمال باعتباره افضل الخيارات السيئة: الاخوان او استمرار المؤسسة العسكريه . . بالمقارنة لهذين الخيارين، الميزة النسبيه لرئاسة جمال مبارك من منظور التنمية الديموقراطيه انها كانت ستؤدي الي اضعاف قبضة السلطتين الرسميه الحكوميه المصدر والمعنويه الاخوانيه المصدر متيحة بذلك فرصة افضل لتقوية الرافعة الرئيسيه للتنمية الديموقراطيه وهي نشاطات وتكوينات المجتمع المدني السياسيه، وهي كما نعلم كانت رأس الرمح في انتفاضة 25 يناير المصريه. بحكم تكوينه المدني تعليما ومهنة، الابن لاينتمي كلية الي تقاليد وعقلية مؤسسة الرئاسة العسكرية الاصول فضلا عن ان عملية توريثه لاتطابق نماذج التوريث العربي الاخري في سوريا والعراق وليبيا لانه كان سيمر عبر انبوبة اختبار مفتوح كثيرا بالمقارنة مع هذه النماذج. فتعريض بشار الاسد او نظرائه في النموذجين العراقي الصّدامي والليبي القذافي الي اي قدر من النقد العلني كان الاستحالة بعينها بينما الرئيس جمال مبارك كان سيصبح ويمسي علي قدر لاحد له من النقد. ايضا سلطة الفكر الديني السياسي الاخواني المتخلف ستتعرض للاضعاف في رئاسة جمال مبارك اولا لان اتساع المساحة غير الحكوميه يساهم في إنعاش العقل العام بتدريبه علي اتخاذ موقف نقدي تجاه الموروثات رسمية كانت او غير رسميه وثانيا لان قاعدة الحكم ستكون القطاع الحديث من رجال الاعمال. هؤلاء نتاج تعليم ومهن وتطلعات حديثه ويتعاملون يوميا وبكثافه علي كافة المستويات العامة والخاصه مع العالم المعاصر. ورغم المزالق الشخصية والعامة الخطيرة التي يقود اليها ذلك احيانا فأنهم يشكلون مصدر تحدي للفكر والممارسة التقليديين ويطلقون بذلك عملية تطعيم متبادل لايمكن الا ان تحقن العقل العام بدماء جديده تساهم بأعداده كجهاز استقبال جيد لحقوق المواطنه وواجباتها الديموقراطيه. اوروبا وصلت الي الديموقراطية كثقافه مجتمعية ورصيد عقلاني عبر اهوال وتقلبات استمرت عقودا من الزمان وتخللتها حروب اهلية وتعرجات وتراجعات من الجمهورية للملكيه والعكس. ونحن الان مواجهون باحتمالات أهوال مماثلة لاسيما في السودان لن يقلل منها الا التركيز منذ الان علي هدف التنمية الديموقراطية بقدر التركيز علي ازالة حاجز النظام. وفي الحد الادني الفكرة التي طرحتها بشأن مصر، وفي كتاب " الديموقراطية المستحيلة، طرحت تصورا حول اطروحة التركيز أو العلاقة بين الديموقراطية والاستناره بالنسبة للسودان، هي نوع من التفكير خارج الصندوق كما يقال او العصف الذهني يؤمل ان تثير التفكير بأتجاه مختلف عن السائد حتي لو لم تكن صحيحة .
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: Abdel Aati)
|
الاستاذ عادل عبد العاطي يسعدني حقا ان يكون مايتيسر لي من انتاج موضع اهتمام من جهة مثل الحزب الليبرالي الذي يتبني قضية الديموقراطية الليبرالية بوضوح وكفاءة اكثر من اي جهة سودانية اخري . الحقيقة هي ان وجودي لفترات طويله في الخارج وبريطانيا بالذات يسهل النشاط في الحقل الفكري والثقافي بسبب توفر المعلومات وسهولة الحصول عليها ولايحتاج الامر بعد ذلك إلا الي قدر من الجديه. من بين نبؤاتي العديدة التي لم تتحقق ماعبرت انت عنه من استغراب حول ضعف التيار الليبرالي في مصر برغم غني تاريخها القديم نسبيا ( الطهطاوي ثم عبده والافغاني ) والحديث ( طه حسين، احمد لطفي السيد الخ ). لهذا السبب نفسه كنت توقعت، ودخلت في مناقشات مع اعتراضات من بعض الاصدقاء، نجاح التجربة الديموقراطية في مصر اكثر من غيرها. لم اجد إجابة أو شبه إجابه لهذا التناقض إلا بالاستعانة بدروس التجربة السياسية التي عملت فيها لفترة وهي البعثية. كما هو الحال في مصر، مسرح التجربة المشابهة جوهريا للبعثية، يبدو لي ان الطابع الاستبدادي لهذه التجارب التحديثية التي نهضت بديلا للانظمة التقليديه جرف الرصيد الاستناري المتحقق في المرحلة التي سبقته لان عملية التحديث انحصرت في الجانب المادي واهملت بل طمست الجانب المعنوي والعقلي بمصادرة شرطه الاساسي وهو الحريه. اتفق معك كلية في توصيفك لحالة التيار الليبرالي في مصر خلال الحقبة الملكية ومانتج عن ذلك من فسح المجال لتدخل الجيش كذلك حول طبيعته واعتقد ان تفسير ذلك يعود لظاهرة التراجع الاستناري التي تسببت فيها الانظمة، والحركات ايضا، الحديثة بمقاييس الستينيات اي التي تركز علي الديموقراطية الاجتماعية علي حساب السياسية وتاليا التراجع الديموقراطي وعيا وقوي سياسية. هذا التفسير له علاقة برأيي حول افضلية خيار جمال مبارك وهي نسبية وفي سياق ظروف معينه فضلا عن انه كان سيتحقق ارادت المعارضة أم لم ترد. رغم صحة ماجاء في ملاحظاتك عن حقبة مبارك فأن الواقع أيضا ان سياسة الانفتاح السياسي التي اتبعها وانفتاحه علي الغرب، بما في ذلك تعليميا وهذا له اهمية خاصة، أوجدت القدر الممكن تحت ظل نظام من هذا النوع من المكونات الاساسية للطبقة الوسطي، الرافعة الاجتماعية للديموقراطيه، وهيأت بيئة افضل بالمقارنة للاسلاميين ، الخيار العملي الوحيد الاخر نظرا لضعف التيارين اليساري والليبرالي، لتطوير العقل النقدي والاستقلالي الضروري لنشوء تيارات ديموقراطية ليبراليه. معلوماتي ان قيادات رئيسية في جبهة الانقاذ الوطني اضحت تدرك هذه الحقيقه حتي ان حمدين صباحي دعا الي عدم استخدام كلمة " فلول ". هناك نقاط اخري حول هذاالموضوع في محاورتي مع الاستاذ حاتم الياس. اختتم علي امل استمرار الحوار، بأن ضعف التيار الديموقراطي تاريخيا وحاليا مرتبط بظروف موضوعية أهمها اختلاف تاريخنا عن التاريخ الاوروبي، أضعفت قاعدته الاستنارية وهذا مايفسر تراجع بعض قياداته الفكريه مثلما حدث مع طه حسين وهزال الاداء السياسي لبعض قياداته السياسية السودانية. الان الفرصة افضل لنشوء حركة سياسية ديموقراطية ليبرالية علي الاقل لتوفر دروس التجارب السابقة.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: عبد العزيز حسين الصاوي)
|
' الواقع أيضا ان سياسة الانفتاح السياسي التي اتبعها وانفتاحه علي الغرب،' الفقرة اعلاه وردت في تحاوري مع مداخلة الاستاذ عادل عبد العاطي. الانفتاح المقصود اقتصادي وليس سياسي فنظام مبارك كان شبيها الي درجة ما بنظام الانقاذ عندنا: اقتصاد حر مع تلاعب تضييقي مستمر بمساحة انفتاح سياسي. الفرق الجوهري هو ان نظام مبارك لم يطبق نفس السياسة فيما يتعلق بالنظام التعليمي الحكومي او الخاص وفي تعامله مع الغرب مما وسع مساحة في المنطقة الحيوية وهي العقل. معظم صناع حركة المجتمع المدني النشطه ( كفايه، خالد سعيد الخ.. الخ.. ) ضد نظام مبارك ثم تفجير انتفاضة 25 يناير 2011، جاؤوا من هذا المناخ
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مصر : خطأ غير الاسلاميين التاريخي (Re: عبد العزيز حسين الصاوي)
|
الاستاذ نصر ممتن لاهتمامك بالمتابعة والتعليق. في مثل أوضاعنا هذه حيث النفق طويل وشديد الظلام ما يفرض علي محاولات الخروج قدرا صغير او كبيرا من التخبط، يصعب التمييز بين البراجماتي والعملي كما تختلط الحدود بين الموقف الصحيح لذاته وذلك الذي يخدم مصلحة جهة لاتهمها صحته.
| |

|
|
|
|
|
|
|