توبة يا حبوبة .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2013, 05:41 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
توبة يا حبوبة .

    تأتى ولا تأتى
    نحن انتظرنا بين ان تأتى ولا تأتى
    مللنا الانتظار
    عبث قضينا الوقت فى الشطرنج , والضحك المُخنث
    وأعتياد النوم فى ظل التثاؤب والحصار
    ايها المنسى
    فى طرقات مملكة التذكر والضجر
    يا ابن الخطيئة .. يا ابن عمى .. انت منى
    هم انكروك وشردوك وانت منى
    ايها المنفى
    فى غابات تاريخ الهزائم
    هيا ترجل من حصانك
    تحت شمس الصبر رعداً
    وانتصب برقاً
    ولا تبخل علينا بالمطر
    مُطر سيهطل فى ملل
    مُلل سينبت فى حجر
    حُجر سيشتاق السفر
    سُفر يسافر نحو مملكة التذكر والضجر
    ضُجر تبخر فى المدى مطر
    **

    تتقاطع الاشياء فى كلماتنا المتقاطعات
    تتشابك الساعات فى ايامنا المتشابهات
    تتسربل الافراح فى الاحزان
    تتعذب الاحلام فى الاضغاث
    تتشابه الابقار
    اضنيت يا الم المخاض
    فار سننجب ام سراب ؟
    بعد هذا العمر
    بعد انقطاع الطمث
    فى ذروة الياس الجـبان
    فار سننجب ام سراب ؟
    هم يعرفون
    من لم يمت بالسيف
    بالنسيان والاحزان مات
    والعمر فات .
    (انا)

                  

07-01-2013, 06:08 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: shaheen shaheen)

    caricature_encyclopedia_bahgat_ossman_001_1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    توبة يا حبوبة
    عن التقدم لو مؤاخذة فى العمر .. وعن التأخر لو مؤاخذة فى الفهم .

    imagesCAR0PC3L.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الاهداء:
    الى كل من تكبد عناء اهداء أغنية فى ذلك الزمن السحيق فى برنامج (ما يطلبه المستمعون) .
    عناء حقيقى ان تقوم بكتابة ورقة فيها اسماء غبر مُهمة على الاطلاق , ثم عناء شراء ظرف (جواب) , ثم طابع بريدى , ثم البحث عن صندوق بريد لايداع الخطاب , اوالذهاب به مُباشرة الى مبانى الاذاعة , ثم اخبار الاشخاص المعنيين بالامر , ثم انتظار الحلقة الموعودة فى صبر (أيوب) .
    هذه مشقة جبارة , لذا يجب حصر اسماء الجميع , اسماء الذين قاموا بالاهداء واسماء الذين جلسوا فى بيت ابيهم وامهم واهدى لهم .
    حتى نقوم بعمل نصب تذكارى ضخم فى واحدة من الميادين العامة المعروضة للبيع فى مزاد الخصخصة .. وحتى تتعلم الاجيال القادمة ان هذا الشعب قد انفق وقته فيما لا يضر ولا ينفع .
                  

07-01-2013, 06:36 AM

مرتضى احمد عبد القادر
<aمرتضى احمد عبد القادر
تاريخ التسجيل: 12-30-2009
مجموع المشاركات: 2484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: shaheen shaheen)

    شكلنا موعودين بالمتعة منتظرنك يا فنان
                  

07-01-2013, 07:04 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: مرتضى احمد عبد القادر)

    بالله يا شاهين بطّل شغل المواسير دا وأدينا
    الفيها النصيب بطريقة إنسانية ياخ!!!
                  

07-01-2013, 07:29 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: shaheen shaheen)

    black-and-white-still-life-masquerading-as-a-face-fred-smilde2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    1
    عندما خرجت من غرفة العمليات

    (1)

    ادركت اننى نجوت .
    وادركت اننى مُنحت فرصة اخرى جديدة .
    قال لى صاحبى ليعلم ما بى : اننى فى مرحلة الافاقة من التخدير تحدثت عن (حسين مروة) باستفاضة مُدهشة .
    تفسيرى كان اننى اندمجت قبل الدخول فى مطالعة النزعات المادية , واننى هربت بعقلى من وسـاخات السياسية المزعجة وارتميت فى احضان تهاويم الفلسفة الاسلامية بتعقيداتها التى لا تنتهى .
    قال : او هو الاستعداد .
    قلت : الاستعداد يبدأ لمستشرف ايام مُقبلات فى الدنيا او الاخرة , اما بالنسبة لى فهى (تشطيبات) الختام نحو الفناء الابدى .
    استعرضت امام المرآة بفخر اثار المشرط بجوار القلب , كنت اخاف من سمعة الطب السودانى , وضعت يدى على قلبى للتأكد من عدم نسيان (مسمار او صوملة) .
    كان يدق دقاته المعتادة تك , تك , تك , تك , تك .. مثل ساعة سويسرية الصنع لو توقفت ضعت .
    عندما خرجت من الباب الرئيسى ادركت اننى نجوت , امامى كان هناك صياح ولطم وسقوط على الارض , احدهم لم يُمنح فرصة جديدة , هل كان فى مرحلة الاستعدادات ام التشطيبات ؟ .
    وضعت يدى على قلبى , وقلبى (كعب آخيل) لو اصابه الرمح فى زحام الشوارع ضعت على الاسفلت .
    (2)

    فى عربة الاجرة ونحن فى طريق العودة كنت افكر فى اسمى الرباعى على شاشة الكمبيوتر .
    كان عندى الاصرار الكافى ان اقف امام الموظفة المختصة وهى تقوم بـ (تشطيبات) الخروج , انتهى عصر الملفات الطبية الورقية ودخلنا فى عصر هوس الشاشات الملونة .
    كان هناك جدول به تقسيمات ومربعات عجيبة , فى الاعلى كان اسمى الرباعى يتصدر المشهد الاكروباتى ((شاهين محمد سليمان شاهين)) , فرحت عند رؤيته ولا ادرى لماذا ؟ .
    تحدثت الموظفة المختصة فى هاتفها المحمول وهى تُمسك به بيدها اليسرى وتكتب على لوحة المفاتيح بيدها اليمنى , تحدثت بلغة خمنتها على الفور
    - هدندوية ؟ .
    هزت راسها بالموافقة , ثم ابتسمت ربما للذكاء النادر غير الواضح فى عيونى .
    - انتا من الشرق ؟ .
    - حلفاوى .
    - بالله ! .. يعنى مُستعمر وما ساكن اصلى فى دولة شرق السودان .
    قلت لها بحدة حقيقية
    - احنا ما بنمارق من هناك لو انفصلتوا , احنا قاعدين عندكم بعقد بيع يعنى تمليك , وما بعقد ايجار . والتحكيم الدولى حـ يكون معانا .
    زوجتى المصرية كانت تنقر باصابعها الطويلة النحيفة على الطاولة الرخامية الطويلة فى قلق واضح , لا تحبنى عندما اتحدث فى السياسة او الشأن العام , قالت لى بكل صراحة مرراً وتكرراً انها غريبة هنا وترغب فى حياة اسرية مستقرة هادئة بدون اى مشاكل , ونسخة صغيرة للغاية من (القرآن الكريم) دائماً فى شنطة يدها تقوم بتقبيلها عند حدوث اى مشكلة بينى وبينها .
    الموظفة المختصة لم تُعلق , فقط رمتنى بنظرة من كان يتمنى موتى .
    جلس صديقى بجوار السائق واشتبكا فى تلاسن مُقارن بين ايام (الصادق) وايام (البشير) , جلست انا وزوجتى فى الخلف ونحن نتمنى نهاية هذا الـ Talk show الاجبارى بين السائق والصديق , من خلال نافذة العربة الآجرة وجدت (الخرطوم) التى لا أحبها كالعهد بها, مُتسخة ومُزدحمة وكئيبة وملعونة , اغمضت عيونى ووضعت يدى على قلبى هرباً من كل هذه الكآبة .
    (3)

    الوحيدة التى اتصلت بى من خارج دائرة معارفى الضيقة للغاية كانت طبيبة , قالت انها تتابع باهتمام الروايات التى اكتبها فى (سودانيز اون لاين) , وطلبت منى ان اشرح لها بدقة وضع قلبى الصحى , وجدتها فرصة فى استعراض لغتى الانجليزية التى اوشكت على نسيانها من عدم الاستعمال , وكانت هى تردد باستمرار
    - أأأأم .
    انا اشرح واستعرض مثل (د. مجدى يعقوب) , وهى فقط تقول
    - أأأأم .
    أكدت لى
    - انشاء الله خير .
    ثم طلبت منى بالحاح غريب اكمال رواية كنت قد كتبتها وتتحدث عن عودة الاستعمار من جديد , ادركت عندها ان ايامى فى الدنيا قد اصبحت مُعدودة , سألتها فى خوف ان كانت مُتخصصة فى مجال الصدر والقلب , فقالت انها للأسف الشديد طبيبة نساء وتوليد , انتابتنى رغبة شريرة فى السخرية منها
    - طيب مش احتمال بعد الاعراض الـ قلتها ليك اكون حامل ؟ .
    لم تعجبها نكتتى وردت ببرود شديد
    - انشاء الله خير يا استاذ .
    وندمت اننى قلت لها النكتة التى ربما قد تعتقد انها تحرش جنسى من جانبى , فى ظل عالم يقبل زواج المثليين ويرفض التحرش بشدة ! .
    (4)

    فكيف نُكلم من كان فى المهد صبياً ؟ .
    فى يوم الدخول الاول , سهرت الى وقت متأخر من الليل افكر فى ظلام القبر , وفى يوم الخروج الاول سهرت الى وقت متأخر احاول عبثاً تحريك جهاز مذياعى العتيق الذى احبه Panasonc , أشتريته من (القاهرة) وله غطاء خارجى فاخر بنى اللون مدبوغ من جلد البقر , ورغم انه انتاج (اليابان) كما تدل الكتابة المحفورة عليه , الا ان زوجتى المصرية اخبرتنى انه Made in (السيدة زينب) حيث تسكن , وحيث هناك ورش صغيرة للغاية تقوم بتجميع قطع غيار تأتى بالشوالات من (جمهورية الصين الشعبية) الشقيقة .
    عندى اعتقاد لا يتزعزع , ان الروس ايام شيوعيتهم الحمراء كانوا اكثر احتراماً فى تقديم بضائع جيدة لدول العالم الثالث من هؤلاء الصينين الاوباش , كانت لديهم اجهزة كهربائية تعيش لمدة قرن كامل , اما هؤلاء فانهم لصوص بامتياز فى تركيتهم , وشيوعيتهم , وفى راسماليتهم , وفى اسلامهم , وفى كفرهم وفى الحادهم .

    كنت احاول جاهداً تحريك المذياع فى الاتجاهات الاربعة للوصول لصوت صافى دون (خشخشة) للـ BBC , زوجتى كانت تتظاهر بالنوم , عرفت ذلك من تقلباتها العديدة وهى تنام بجوارى ومن الصرير الخافت الذى كان يصدر من السرير مع تحركاتها.
    حتى جاء عبر الاثير , وبالصدفة البحتة , جاء صوته قوياً , جميلاً , رجولياً
    - الاماكن كلها مشتاقة لك
    والعيون اللى انرسم فيها خيالك
    والحنين اللى سرى بروحى وجالك
    الاماكن كلها مشتاقة لك
    كل شى حولى يذكرنى بشى
    شعرت ان جسد زوجتى يرتجف ارتجافات خفيفة , عرفت على الفور انها تبكى دون صوت , ماذا ستفعل هذه الغريبة هنا بعد موتى ؟ , ماذا ستفعل فى بلد لا يحبهم ولا يحترمهم سراً وعلناً , وضعت يدى على كتفها يجب ان ارتب لها قبل وفاتى خروج آمن من هنا مثلما يحدث لزعماء العالم الثالث , ابنة (السيدة زينب) التى رمت بها القسمة والنصيب قى هذه البلد الورطة , والتى ستنفجر فى وجه الجميع عما قريب , تقتل نصفهم وتشرد نصفهم الاخر فى دول الجوار .
    - لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
    شوفو حالى أأأه من تطرى علي
    كل شى حولى يذكرنى بشى
    الاماكن .. الاماكن .. الاماكن كلها مشتاقة لك
    والليالى من عذابك عذبت فينى السكون
    وصرت خايف لـ تجينى لحظة يدبل فيها قلبى
    وكل اوراقى تموت
    والاماكن كلها مشتاقة لك .
    لو دخلت الجنة فان اول طلباتى قبل الحور العين , ستكون مُقابلة الفنان (محمد عبده) وتقبيل راسه .
    - والاماكن كلها مشتاقة لك .
    (5)

    جاء من اقصى المدينة رجلُ يسعى .
    (هانى) , زميل سياسى على المعاش الاختيارى , (هانى) صديق الزمن (السمح) , يأتى من اقصى الارض من (الحاج يوسف) مستوطنة الفقراء البائسة , يأتى الى فى مستوطنة اشد بؤساً وفقراً وانحطاطاً , اترجاه ان يُمارس الاطمئنان على صحتى بالهاتف فالمشوار فى هذه الخرابة المنحطة من (الحاج يوسف) الى (الكلاكلة) فيه مشقة اباحة الافطار فى رمضان يهل هلاله فى فصل شتاء , وانه قد يتعرض هو الاخر لنوبة قلبية من المشوار .
    لكنه يأتى على اى حال بصفة يومية منذ خروجى / لم يتبقى لى غير ان اطرده حتى اعفيه من هذا التعب / .
    يحمل بين يديه صحف , واقراص (طعمية) ساخنة , و (بيض) , وربطة (جرجير) طازجة ولاذعة الطعم (اعطس) عندما امضغها .
    لا نتحدث كثيراً مع بعضنا البعض , والمصرية تندهش من هذا السلوك
    - انتو متخصامين ؟ .
    ننام او نحدق فى سقف الغرفة او يتصفح هو بعض الجرائد السودانية التى اشتراها من حر ماله .
    انا بلا فخر قاطعت جميع وسائل الاعلام السودانية من اذاعة وتلفزيون وصحف وكتب , الكتب السودانية الوحيدة التى اطلع عليها مُرغماً هى كتب الكلية التى انتسب فيها الان .
    نغطس فى لجاج الصمت ونحن ننظر فى هواتفنا المحمولة كأننا نتوقع اخبار هامة من بورصة الاوراق المالية .
    وجوده فقط بجوارى يُشعرنى بحب الحياة , هو نفسه له تاريخ يسارى غامض حيث تشربك مثلى فى الحبال الصوتية للـ (الجبهة الديمقراطية) اثناء دراسته فى واحدة من الجمهوريات السوفيتية الباردة والبعيدة , ومثلى ندم وتاب واناب .. توبة يا حبوبة من العمل السياسى العام والخاص , اصبح مثلى يضع يده على خده وينظر لجماهير الشعب السودانى فى استغراب
    - من انتم؟ .
    تعلمت منه عشق قناة (روسيا اليوم) الفضائية , واكتشفت منها الجانب الاخر للاحداث فى (سوريا) , سقوط (بشار الاسد) يعنى ببساطة سقوط (سوريا) فى يد عصابات التكفير الملعونة , والخائف من الدح لا يقول أأح , ودح (بشار) افضل فى اعتقادهم واعتقادى من أأح (جبهة النصرة) .

    شاهين
                  

07-01-2013, 02:16 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: shaheen shaheen)

    6215335969_4b11cc2fc1_z.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    2
    مُحاولة تحليل بول الوضع السياسى فى مصر

    (1)

    - ايه يا باشا ؟ .
    رغم اننى اعود عادة فى قمة الارهاق من (الاقصر) , الا اننى اتوقف تهذيباً لسماع كلام الصديق الوحيد والحقيقى لى فى مدينة (اسوان) , (عبدالجواد بيه باشا افندى)
    - ابن الـ ... ع الصبح اخد براءة .
    - مين فيهم ؟ .
    الرغبة قاتلة فى ان اصعد الى الدور الرابع حيث شقتى وانام مثل (فيل) , حتى استيقظ بنشاط واذهب مساءً الى (اتليه) صغير للغاية تحتشد فيه مجموعة من بنات الطبقة المتوسطة المهمومات بالفن الروائى مرة كل اسبوع , ما يُشجعنى اكثر على عادة (الاتليه) الاسبوعية وجود عدد مُقدر منهن يرتدين ملابس بفتحات واسعة مُستديرة الشكل او مُثلثة عند منطقة الصدر لاظهار المجرى بين النهدين / لتأكيد رسوخ الليبرالية فى تفكيرهن اليومى / , وعندما لا يكون الدور علي فى الحديث احدق بتركيز فى هذه المجارى البيضاء والسمراء , وللاسف فان الدور اليوم فى الحديث سيكون لشخصى الضعيف , وبهذا سوف اخجل من التحديق براحتى , حديثى سيكون فى مُحاضرة ذات عنوان مُنفر ومُعقد وطويل مثل الرقم الوطنى :
    استخدام تقنيات فن السيناريو السينمائى فى كتابة النص الادبى
    يا لهوس المثقفين وابناء هذه الطبقة بالذات بالكلام العجيب ! .
    - حـ يكون مين غير النغة حبيب القلب .
    - مبارك ؟ .
    تذكرت ان اليوم هو موعد جلسة قتل المتظاهرين .. كنت احمل كيساً بلاستيكياً فى يدى , هو فى الاصل لمحل قمصان شهير فى شارع 26 يوليو فى (القاهرة)
    كان يحتوى على طعامى لليوم والغد , (عيش فينو) و (جبنة رومى وزيتون) و (بطرمان مربة مشمش) وحبات خضراء صغيرة من (العنب البناتى) وعلبتى (بيرة) مُشبرين , والجزء الاول من كتاب متوسط الحجم اشتريته فى (الخرطوم) قبل شهور عن قانون الاجراءات المدنية لسنة 1983 .
    (عبدالجواد بيه باشا افندى) كان ينظر خلسة للكيس ليعرف المحتويات , وانا كنت على ثقة بسمكه الحاجب للفضول بحيث استطيع ان اضع فيه كمية معقولة من (الحشيش) دون ان يشك فيه حتى السيد رئيس مباحث المحافظة شخصياً .
    (2)

    عند ايام ثورات الربيع العربى , كان هناك ذلك اليقين الساذج المغفل عند الشعوب , الثورة تنتقل بالعدوى , هكذا بكل بساطة , يكفى فقط عدد من الشباب يملكون حساباً شخصياً فى Facebook حتى تنطلق الهتافات الهادرة ويسقط النظام الورقى
    هذا الوهم كان عاماً ومُشجعاً , كانت (تونس)
    - ومصر ليست تونس كما تعرفون .
    فكانت .
    - زنقة , زنقة , وليبيا ليست تونس او مصر يا جرذان .
    فكانت .
    رغم تحفظى التام ان ما حدث فى ليبيا لم يكن ثورة شعبية , كان عبارة عن ارهاصات مُبشرة بهبة شعبية وقامت القوى الدولية بمساعدة فى الجكة التى ربما كانت ستقشل او لن تتكرر مرة أخرى بسهولة وذلك بشن حرب حقيقية وغير مُعلنة جواً وبراً , فمن اسقط القذافى هو قصف الناتو فى النهاية وليس الشعب الليبى باى حال من الاحوال .
    ايام الربيع كانت شوكة الحوت فى حلقى هى متى ستتحرك القوى الاقليمية والعالمية لوقف هذا الطوفان ؟ , متى ستتحرك الطبقات المستفيدة داخلياً والمتحالفة خارجياً ؟ , وهل صحيح ان الشعب فقط هكذا (الله ورقبته) هو من يُحدد مصيره فى ازمنة العولمة وتداخل الاذرع المالية والاعلامية الجبارة , وان البقية فى مراكز صنع القرار فى العالم فقط تتفرج ؟
    فكان الجواب فى حالتى (اليمن) و (سوريا) , ان القصة ليست بهذه السذاجة , وان التغيير له ثمن بشرى ومادى باهظ للغاية وليس فقط مُجرد احتشاد غنائى ليلاً فى الميادين العامة , فكان هذا هو التحذير الاول .
    ثم كان لابد من بعد ذلك من تشويه النموذجين الاكثر بهاءً فى تاريخ المنطقة المصرى والتونسى , وتم استهداف النموذج المصرى على وجه الخصوص لانه الاكثر تأثيراً ثقافياً واعلامياً على بقية المنطقة من نظيره , وايصال الرسالة الواضحة لبقية الشعوب من انه (مفيش فايدة) .
    وانا ابن شعب اجهضوا له هبتين فى 1964 و 1985 , رغم ان القوانين عندنا تمنع الاجهاض ! , وصدق من قال
    - ان القوانين تخلق لتخرق .
    (3)

    (عبدالجواد بيه باشا افندى) يُحب هذه الثلاثية من الالقاب بعد اسمه الرسمى مُباشرةً , وانا من منحتها له بعد ان قامت ثورة 23 يوليو 52 بمنع الالقاب , هو فى النهاية صاحب العمارة التى اسكن فيها وبالتالى فهو صاحب الشقة ولذلك فهو يستحق جميع الالقاب الطبقية البغيضة .
    اعتقد فى بداية الامر اننى مواطن (اسوانى) وعندما ابرزت له جواز سفرى عند مُعاملات تأجير (الشقة المحندقة) اندهش للغاية .
    المشكلة الوحيدة انه ثائر , ولسان حال الثوار فى اذنى المسكينة , رغم انه لا يفهم فى السياسة طظ من سبحان الله غير انه ركب القطار ذات مرة الى ميدان (التحرير) وظل هناك لمدة اسبوع كامل حتى يوم التنحى الشهير .
    عند استيقاظى من النوم لم اشعر بالجوع , فتحت علبة بيرة التى انعشتنى وانزلت صفاء ذهنى غريب على عقلى , تصفحت على (الاب توب) بشكل سريع النقاط الرئيسية للمحاضرة السخيفة , توجهت بعدها للـ(الحمام) لازالة الاثار الجانبية للعلبة , سمعت صوت جرس الباب الخارجى وانا هناك بالداخل وتوقعت ان يكون هو , مشيت اليه باهمال دون حتى اهتمام باغلاق (سوستة) البنطال , وجدت (نوسة) العاملة البسيطة التى تسمح السلم .
    - عايزة فلوس الشهر بتاعت مسح السلم .
    وجدتها تنظر لمكان (السوستة) المفتوحة فى تمعن , خجلت ان اقوم باغلاقها امامها.
    (4)

    الفترة الانتقالية الطويلة المدى , هذا هو مفتاح اللغز المفقود فى دول الربيع العربى , لكنهم اتجهوا جرياً فى طريق العبث نحو الإنتخابات واجازة الدستور الدائم دونما انتباه حقيقى لمصطلح التطهير فى جهاز الخدمة المدنية وفى جهاز المؤسسة العسكرية وهى اهم جهاز يجب اعادة هيكلته بعد اى هبة شعبية , وكذلك فى الجهاز القضائى
    هذا لم يحدث فى (مصر) وبالتالى وجدنا راس جديد مُنتخب على جسد قديم مُتهالك وفاسد ومتعفن ومُعادى للتغيير بالضرورة
    فى الفترة الانتقالية يكون هناك اجماع سياسى من الاغلبية الساحقة من القوى السياسية المؤثرة بشكل حقيقى على الشارع , وبالتالى فان فتح ملفات تطهير القضاء وهيكلة المؤسسة العسكرية يمكن ان تمر دون مشاكل , اما عند الشروع فى هذا بعد فوز فصيل مُعين فان الاتهامات سوف تتوالى حول مُحاولات (اخونة) الجيش والقضاء والخدمة المدنية , حتى لو كانت نية هؤلاء صادقة فى ازاحة الفلول .

    شاهين
                  

07-01-2013, 02:21 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: shaheen shaheen)




    سلام ومتابعة

    (عدل بواسطة Osman Musa on 07-01-2013, 02:25 PM)

                  

07-15-2013, 08:41 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: Osman Musa)

    شكراً للأساتذة الاعزاء على المداخلات :
    أ/ مورتا الشهير بـ مرتضى احمد عبد القادر .
    أ/ ود الصايم .
    أ/ عثمان موسى .
    مودة قلبية .
                  

07-16-2013, 01:28 AM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: shaheen shaheen)



    يخرب بيتك يا شاهين..وبس!



    .........
                  

07-29-2013, 12:16 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: Muna Khugali)

    untitled4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    3
    الموت يا تارك الصلاة

    (1)

    هل كانت الاضاءة بتلك القوة فى غرفة العمليات ام انه تأثير التخدير الكلى ؟ .
    شاهدت زوجتى (نجيبة الاحمدى) وهى تطل علي من خلال نافذة زجاجية عريضة , تضغط بكامل انفها المستقيم على الزجاج ويترك زفيرها سحابة صغيرة جداً من الضباب , من حركات شفتيها عرفت انها تقرأ ما تيسر من سورة (مريم) , ربى انى وهن العظم منى واشتعل الراس شيباً .
    (نجيبة) عصا اتوكأ عليها واهش بها على غنم الزمان ولى فيها مآرب أخرى من الونس والمودة .
    - اسمك منو , أأأ ؟ .
    صوت انثوى رافقه طرقة اصبعين .
    اردت التأكد , هل انا فى حلم ؟
    - الواقفة ديك زوجتى ؟ .
    - واقفة وين ؟ .
    حاولت جاهداً ان ارفع يدى باتجاه النافذة الزجاجية , لكنى شعرت بانها ثقلية .
    - هناك .
    - هناك وين ؟ .
    - فى الداخلية ؟ .
    - يعنى داير تقول لى ما قبضوك فى المظاهرات ؟ .
    - لا .
    - اسمك منو ؟ .
    - شاهين .
    صفة قوية ضربتنى فى خدى
    - لما اسأل عايز اجابة كاملة .
    - شاهين محمد سليمان شاهين .
    - طالب فى ياتو خراء .
    - الاكاديمية .. سنة اولى .
    - كان معاك منو فى المظاهرات من المدرسة ؟ .
    - مظاهرات شنو ؟ .
    - يا ود انتا لـ.... ولا شكلك كده ؟ , لو عملتا لى مستهبل بتمرق من هنا حامل .
    زوجتى اخذت تضرب الزجاج الفاصل بيننا بكلتا قبضتى يديها , من حركات شفتيها ادركت انها تقول
    - اطلقوا سراح المعتقلين السياسيين .
    - اسمك منو , أأأ ؟ .
    لسانى ثقيل , وعقلى يتخبط .
    (2)

    جدى الذى احمل اسمه كان اسطورة , كان قصير القامة وفاحم السواد , له هيبة وجبروت , الثروة فى (وادى حلفا) فى تلك الأيام كانت تقدر باشجار النخيل , وكان هو فى القمة , لديه ارض ونخيل , (شاهين جديد) كانت رقعة من الارض الزراعية ملكاً له وكلها نخيل .
    فى مشروعه الزراعى جثوت على ركبتى اشرب من مياه قناة مائية بين الاشجار , لمحت وجه جدى مرسوماً فى الماء , والماء الصافى كأنه مرآة مصقولة , نهضت ووجدته يقف بجوارى , ادركت ان قامتى اطول من قامته بقليل .
    وضع يده على كتفى , تحدث معى بلغة نوبية رصينة , ادخلت يدى فى جيب جلبابه واخرجت حبات من (البلح) , فركتها جيداً بين كفى , كان يتحدث معى عن النخيل وعن الرحيل , و حدثته عن الموت .
    قالوا انه كان يركب (حماره) ويذهب الى داخل اراضى النوبة المصرية , دون ان يعرف احد على وجه التحديد سر هذا الذهاب .
    كلما سمعت عنه , كلما تمنيت لو اننى شاهدته , لكنه توفى قبل مولدى , توفى حتى قبل مولد ابى .
    لكننى تحدثت معه وانا تحت تأثير التخدير ! .

    شاهين
                  

08-25-2013, 10:01 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: shaheen shaheen)

    تحياتى
    أ/ منى خوجلى .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de