فى رثاء الاستاذ احمد سليمان المحامى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2013, 08:46 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى رثاء الاستاذ احمد سليمان المحامى

    تمهل وانتظر وارحل..
    فان الخيل قد تاتى عليها فارس اسمر
    بلون السمر مكسوا واسمه فى الورى احمد
    تا مل فى محياه..واسال عنه تلقاه
    كما الامتونج والبركل
    جبل مرة او التاكا
    محياه مثل محياكا
    قوىٌ وحين الامر يحتدم
    وصدَام باقوى الصخر يصطدم
    علمناه خبرناه وما علموا
    يقول الراى فى ثقة..
    ليسراه..ليمناه!!!
    واحمد يا ذرى بلدى
    تولى الله فاولاه
    عميق الفكر صبَار
    وان غدروا وان جاروا
    وقد ركوا وما طاروا
    وفيه الخلق قد حاروا

    وكاس الموت دوار
    تجرعها بطوع منه مختار
    وكان الحزن فى (شرفى)
    مداد الدمع فى الحرف
    وموت معلم فذ
    يمدالكف للكف!!
    ويمنى تحضن اليسرى
    وفيه مناقب تترى
    تحدث عنك امدرمان ياسلمون
    وفى الخرطوم كم صالا وكم جالا
    واجيال واجيالا
    واوقات واحوالا
    ومثلك لست ابكيه
    وفيه الخير مافيه
    لعل القبر ياويه
    وكان الحق بالقران يحميه

    واحمد مذ ولادته
    وحتى حين نشاته
    بسومٌ لا يرى كدرا
    ونوبىُ من التاريخ انحدرا
    ويلقانا بشوش حين يلقانا
    عظيم بفضل الله انسانا
    ضمير ما فتئ حيا
    وتاريخ قد طوى طيا
    بحب الناس والعلم
    فلا حقد ولاحنق ولا ندم
    وكان القبر يجمعنا مع التاريخ والحاضر
    وصندوق به وجه جميل بالتقى ناضر
    وايمان بلا شك وتقوى تجذب الناظر

    :وفيه مكارم علمت
    باضداد هنا جمعت
    واصوات من القران قد سمعت
    تراتيل ودعوات وقران
    واسلام وايمان واحسان
    وابناء من الايتام رباهم وتحنان
    واشواق واهات واشجان
    فهو حياته جيل من الذكرى
    وتاريخ وخطوات بها عبرة

    تعطر ذلك القبر بشيخ اسمه احمد
    وثورى برب العرش ما الحد
    عصامى مع التاريخ فات الحد
    ومثله منذ ان يولد
    وها قد مات

    مشيناها خطى كتبت عمار محمد ادم
                  

06-22-2013, 08:53 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى رثاء الاستاذ احمد سليمان المحامى (Re: عمار محمد ادم)

    ahmed1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

06-22-2013, 09:02 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى رثاء الاستاذ احمد سليمان المحامى (Re: عمار محمد ادم)



    كان هذا الحوار قبل أربع سنوات..قدم فيه الراحل أحمد سليمان خلاصة تجربته السياسية،في عبارات وجمل كاملة الفائدة..نعيد نشره الآن للتذكير بملامح تلك الشخصية الاستثنائية التي لها بصمات واضحة في التاريخ السياسي السوداني المعاصر..وقتها كان الترابي حبيساً وقرنق على بعد خطوات من القصر الجمهوري،ونقد في مخبئه..!

    ----------------------------------------------------------------------

    إلتقيته صدفة.. في المسافة الفاصلة بين النيل ومنزل أسرته بحي أبوروف.. أحمد سليمان (المحامي) بجلباب أبيض ولحية بيضاء وخمسة وثمانين عاماً لم تفعل فيه الكثير.. ذاكرة لا تَزال مُتّقدة قَادرة على إجتياز كل الإختبارات.. ونظرات قوية قادرة على الإقتحام الشرس.. قدرة يضبطها إحساسٌ حزينٌ بأن ليس هنالك مجال لمعارك جديدة.. فقد تساقط الخصوم والأصدقاء.. وتَبَاعَدَتَ المسافات.. وتمانعت الأرجل عن طيها.. فلم يعد متاحاً سوى سرير بصالون بمنزل لا تفصله عن النيل سوى العربات الراكضة على شارع الأسفلت تسابق الزمن.. وتتسابق عليه.. وكراسٍ بيضاء على حوشٍ واسعٍ.. يستقبل فيها أحمد سليمان (المحامي) الأهل والمَعارف.. بعد أنْ يكون المساء قد نَزَلَ ضَيْفَاً عليه..!! كانت رفيقة دربه نعيمة بابكر تبذل مجهوداً كبيراً حتى لا يتم الحوار.. قالت إنّ زوجها صريح أكثر مِمّا يجب وأنّ صراحته هذه كثيراً مَا كَانت تجر عليهم المشاكل.. بعد إقناع الحاجة نعيمة بَادرته بسؤال:

    ..................................................................................

    ماذا بقى من مشاكسة وصدامية أحمد سليمان (المحامي) المعروفة؟

    كنت لا أود الحديث للصحف.. فقد أصبحت لا أحب (الكلام الكتير) إلى أن قرأت ما قاله عني الصادق المهدي أخيراً.. رغم أنّه لم يذكر اسمي.. لكن كان من الواضح أنّه يقصدني عندما تحدّث عن المحامي المنشق عن حزبه والذي نسّق مع الأمريكان في الإنقلاب الأخير الذي جَاء بالإنقاذ! هذه ليست أول مرة يَتَحَرّش بي الصادق المهدي.. فقد تحرّش كثيراً وكنت لا أرد عليه.. فمن قبل كتبت عدة مقالات عن انتخابات الأمين العام للأمم المتحدة واقترحت أن يرشح الصادق المهدي لهذا المنصب.. فردّت على مجموعة من الأنصار بإيحاء من الصادق المهدي، قالوا إنّ أحمد سليمان يريد التّخلُّص من الصادق المهدي (ليَتَمَتّع هو وحزبه على كيفهم بالبلد، نحن دايرين الصادق المهدي يقعد لينا هنا ويَصبح رئيس وزراء هنا)..!!

    ألقى ببصره بعيداً ثم قال:

    قبل حضوري إلى السودان من أمريكا، آخر خبر قرأته أنّ الرئيس كلينتون سيرشح شخصاً محدداً لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وكلينتون في رأيي أعظم رئيس مَرّ على أمريكا..!!

    لماذا عدم الود بينك والصادق المهدي؟!

    لا أعرف واللّه، أسأله هو! أنا رشّحته لتولي أكبر منصب في العالم..!!

    كيف تطيحون به من السلطة في السودان وتُرشِّحونه بعد ذلك لقيادة العالم؟

    منصب الأمين العام للأمم المتحدة يُنَاسبه جداً.

    ألا يناسبه حكم السودان؟!

    = كَرّرَ حديثه =

    هذا المنصب الأممي يُناسبه جداً، من المُمكن أن تغطي تجربته الدولية على نواقصه في إدارة الداخل..!

    (كان يَتَحدّث بهدوءٍ وبِنَفَسٍ واحدٍ، أحياناً يرفع حاجبيه الأبيضين، فتطل عينان صداميتان ولكن سرعان ما يعود إلى وقاره المشيخي)..!!

    قلت له: ما الذي يدهشك في واقعنا السِّياسي اليوم؟!

    رغم كل شئ أنا مُتفائلٌ جداً بمستقبل السُّودان.. هنالك نواقصٌ وسلبياتٌ.. ولكن مَا تَمّ إنجازه كبيرٌ رغم الحديث عن (الفساد).

    (حاولت مفاجأته باتهام متكرر)!

    أحمد سليمان الإنقلابي الأول في السودان؟

    هَذا الكَلام لَيسَ جَديداً.. والغريب أنّ مَنْ قَالَ هذا الكلام من المفترض أن يكون آخر من يتّهمني بذلك، ظلّ يُردِّد ذلك في كل مجلس حتى في الإذاعة، إنّه عبد الحليم شَنّان، نعم اسمه كذلك، قال إنّ أحد سليمان وراء أغلب الإنقلابات التي تمّت في السودان منذ 1959م.. الغريب أنّه وإثنان من أشقائه تَمّ ضبطهم جميعاً في محاولة إنقلابية.. الشيوعيون كذلك بعد خلافي مع عبد الخالق ظَلُّوا يُروِّجون أنّ (أحمد سليمان إنقلابي..أحمد سليمان إنقلابي)!!!

    قلت: لكن هذا أمرٌ معروفٌ ومُوّثقٌ عبر مقالات ومواقف كان واضحاً أنّك مع التغيير الثوري الإنقلابي وعبد الخالق رافض لذلك؟!

    ما يمكن أن يُقال كثير وما لم يُقل أكثر.. لا أود أنْ أغرقك فيّ انا.. كلّما طالبت به أنْ نسقي الأحزاب من نفس الكأس الذي أذاقونا منه (داويني بالتي كانت هي الداء)..!!

    إذن هذه هي النصيحة التي قَدّمتها للإسلاميين عندما انضممت إليهم.. نصحتهم كذلك بالإنقلاب على الديمقراطية الثالثة بعد خروجهم من حكومة الوفاق ومذكرة الجيش..!!

    كنت أقول ذلك (عَلَنَاً) في كل مكان.. وهذه هي الصلة التي جمعتني بالرشيد الطاهر، والتي فيها بيت شعر آخر: (أحرامٌ على بلابله الدوح.. حلالٌ على الطير من كل جنس)..!!

    إذن أنت وراء انقلاب 69 بفقه (داويني)، ووراء انقلاب 89 (بحرام على بلابله الدوح)؟!

    الإنقلاب كان هو مذكرة الجيش التي قُدِّمت للقائد العام فتحي.. وأبدى فيها الصادق المهدي ضعفاً واضحاً، واتصل به حسن الترابي واتفق معه على الإنقلاب، ولكن الصادق تَردّد في ذلك.

    أأنت «الوسيط»؟

    لم أكن الوسيط ولكن أثرت على حسن الترابي ليقابله.. الصادق قال إنّني حضرت إليه أحرِّضه على الإنقلاب.. فاطمة أحمد إبراهيم في القاهرة قالت له لماذا لم تلق القبض على أحمد سليمان وهو يحرِّضك على الإنقلاب؟ الصادق سَكَتَ ولم يُجب!!

    وأحمد سليمان نَاضَلَ مع الشيوعيين وجَاهَدَ مع الإسلاميين كيف يقرأ أوجه الـشبه بين الاثنين؟

    رجع إلى الوراء وابتسم نصف إبتسامة ثم قال: (والله الجماعة ديل قريبين لي بعض جداً).. هنالك تشابهٌ كبيرٌ بين عبد الخالق والترابي في الإدارة الحزبية.. تركيز السلطة في يد شخصية واحدة.. الشيوعيون يسمونها (الديمقراطية المركزية) والإسلاميون يقولون (الحاكمية لله).. كذلك لابُدّ من الولاء المطلق لسكرتير الحزب والأمين العام..!!

    هل سقط عبد الخالق محجوب من الذاكرة؟!

    عبد الخالق رجلٌ نظيفٌ (ما في كلام).. لا يُمكِن أن يُتّهم بفساد.. لكن لي تحفّظات عليه.. فهو إنطباعي ومزاجي.. وهذه خطرة على من بيده السلطة.. وكان (سِمِّيعَاً).

    (الوشاية).. أهي التي أوقعت بينكما؟

    بحماس

    قال: جداً.. جداً.. غِيرَة البعض من علاقتي معه كانت السبب..!!

    هل الترابي كان كذلك؟!

    الترابي كان يحب ويكره علناً.. فَقد كَانَ يتعامل مع بعض الذين لا يحبهم (بِغِلظة).. عاتبته على ذلك.. كان يرد قائلاً: (ديل أنت ما بتعرفهم).. عبد الخالق كان كذلك أيضاً!!

    أهنالك (قَسوة) في إدارتهما للحزبية؟

    نعم هنالك قسوة.. عبد الخالق في لحظة واحدة فصل (12) قيادياً من الحزب..!!

    إذا نجح إنقلاب (19) يوليو، مَاذا كُنت تتوقّع أول ما كان سيفعله عبد الخالق؟!

    (رفع حَاجبيه بتلك الطريقة المُثيرة للإنتباه) ثم قال: (كان سيعدمني أول زول) ومعي بعض الشّخصيات مثل معاوية سورج وآخرين، (الشيوعيون كانوا صعبين جداً)!

    عندما استمعت لخبر إعدام نميري لرفقائك السابقين ماذا كان وَقْعَ الخبر عَليك؟!

    كان لابد أن يحدث ذلك فما حَدَثَ في بيت الضيافة كان شيئاً فظيعاً، (الجيش ما كان حيسكت)..!!

    هل حزنت على عبد الخالق؟

    (..........) حزنت جداً على الشفيع أحمد الشيخ.. الشفيع لم يكن على ود مع عبد الخالق وكان له تحفظات عليه خاصةً بعدما حدث لـ قاسم أمين.

    هل كان قاسم أمين مُنافسَاً لعبد الخالق؟

    عبد الخالق كان يخشاه جداً.. لأنّه كان - يقصد قاسم أمين - أكثر شخص مُناسب لمنصب سكرتير الحزب الشيوعي.

    عندما تلتقي بـ جعفر نميري حالياً ماذا يدور بَينكما؟

    كل الود، نحن كنا أصدقاء، أو بالأصح هو كان صديق شقيقي محمد أحمد الحاج سليمان.

    ماذا غيّر الزمان في شخصية نميري؟!

    = قالها بتحفظٍ =

    (فَرَقت معاه شوية)..!

    من جيلكم عبد الخالق مات مقتولاً.. والأزهري مسموماً.. المحجوب مات مكظوماً.. والترابي الآن مسجون.. والصادق المهدي يَتوقّع الإغتيال في كل لحظة.. لماذا هذه النهايات المأساوية للصفوة السياسية؟

    لا أصدق أنّ الأزهري مات مسموماً.. المحجوب لم يكن مهموماً لقد كان معي في لندن فقد كنت سفيراً هنالك.

    لقد كان مُتأثِّراً على سقوط الديمقراطية؟!

    مَنْ قَال لك ذلك؟ لم يكن مُتأثِّراً.. كان يعلم أنّها السياسة..!!

    بمُناسبة الصفوة كيف كانت علاقتك بمنصور خالد.. وأنتما أبناء جيران بأبي روف.. وعلى خلاف سياسي واسع في كل المراحل؟!

    تجمعنا علاقة طيبة جداً، وصلات نسب.. كما أنّه تَدرّبَ معي في مكتبي عندما تَخرّجَ في الجامعة.

    ماذا عن محمد إبراهيم نقد؟

    أحسن من عبد الخالق.. هو ذكيٌّ جداً ومثقفٌ.

    كيف تعلق على إختفائه؟!

    هذا ليس منه.. من مكتب الحزب.. نقد معه أُناس جامدون .

    ألم تُجرِّب الإختفاء؟

    أنا محامٍ في السوق.. لم تكن لي فرصة للإختفاء.

    هل إضطرّتك السياسة في يوم ما لاستخدام يدك؟

    أنا لم أضرب ولكن ضربت (....)!!

    متى حدث ذلك؟!

    كنت داخلاً إلى مكتبي فهجم على صلاح شقيق فاروق حمد الله.. وفاروق كان من أعز أصدقائي.. لم أستخدم يدي في السياسة!

    = صمت فترة =

    ثم قال وكأنّه يهمس :(برضو أنا زول شر) .

    أين أخطأ أحمد سليمان؟!

    في موقفي من عبد الخالق..!

    كانت الإجابة «مفاجئة» قلت له:

    ماذا قلت؟

    قال: أقصد قبل فصلي من الحزب عندما كان صديقي وكنت واثقاً به، لم أكن أرى عيوبه بشكلٍ واضحٍ.. كنت أقلِّل من نواقصه.

    قد يكون لأنه فصلك لذلك أصبحت تنظر لنواقصه بشكل أكبر؟!

    صحيح.. بعد فصله لنا صحيت على حقيقته!!

    على ماذا يتحسّر أحمد سليمان؟

    لو كنت مُستمراً في العلاقة معه لمَا حَدَثَ انقلاب؟!

    كيف وأنت المُحرِّض الإنقلابي الشهير؟

    تلك كانت محاولة (هايفة).. إذا شاركت فيها لما كانت كذلك..!!

    أذن أنت إعتراضك على فنيات التنفيذ لا على المبدأ؟

    (.....)

    أنت يا أستاذ قانوني، والقانونيون عادةً أقرب لمَفَاهيم الديمقراطية.. منْ أين جاءت إليك هذه النزعة الإنقلابية؟

    كل الذين كانوا في جيلنا من نظام عبود إلى الآن كلهم كانوا إنقلابيين (هذا ما أعرفه عنهم شخصياً).. عبد الله خليل، محمّد أحمد محجوب وميرغني حمزة.

    كيف لك في كلمات أن تُلخص ما خلصت إلىه في تجربتك السِّياسية التي تَجاوزت نصف القرن؟

    مَزيداً من الديمقراطية ومزيداً من إشراك الشعب في تسيير أموره وإلزام الحكام في حدودهم.. هذا هو المَخْرج.

    الإنقلابات لم تعد هي المَخْرج؟

    نعم.. الآن لم تعد هي المَخْرج، بل هي الأزمة..!!

    هل تضرّرت الحركة الإسلامية من إنقلاب 30 يونيو؟

    الترابي الآن في السجن وقرنق سيدخل القصر.

    مَن بقى مِنَ الإنقلابيين في السِّياسة السودانية؟

    كان الرشيد الطاهر بكر آخرهم..!

    الترابي إنقلابي أم ديمقراطي؟!

    كان إنقلابيّاً (ما في كلام)..!

    هل يمكن أن يُفكِّر في إنقلاب تَصحيحي كما فعل عبد الخالق في 19 يوليو؟

    لا أعتقد ذلك عندما تَمّ قبضه وسجنه لم يَحدث شئ.. (لماذا يعمل إنقلاباً ثانياً).

    إذا خرج من السجن هل يمكن أن يضعف النظام؟

    نعم سيؤثر على قوة النظام.. الترابي حالياً إذا عرضت عليه القيادة الروحية للحركة الإسلامية سيَقْبَل بها..!!

    من تجربتك.. ما هو الفرق بين نميري وعمر البشير؟!

    نميري كان (فردياً) أكثر.. البشير (بشيل ويخت).. نميري لم يكن يفعل ذلك.. كان أكثر إعتزازاً بنفسه.

    أستاذ أحمد: هل صحيحٌ أن تاريخنا السياسي نُسخ مكرّرة؟

    التاريخ يعيد نفسه لكن بصور جديدة.. عبر أساتذة وتلاميذ جُدد..!!

                  

06-22-2013, 09:09 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى رثاء الاستاذ احمد سليمان المحامى (Re: عمار محمد ادم)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من وراء البحار
    بقلم أحمد سليمان
    المحامي
    كلانا على هذا الجفاء ملوم
    استل الفرسان أقلامهم كالسيوف من أغمادها يتقاتلون ويتجاذبون القراء على صفحات الصحف و الانترنيت ويلعبون بهم لعب الصوالج بالأكر... والسودان مغلوب على أمره وحائر تتنازعه الأطماع ويسعى إلى تقطيع أوصاله وتقصي أرضه من أطرافها وتشليع وحدته الدوائر ...وطائفة من أبنائه تسلب أهل الجنوب أفضالهم بلا استثناء وتنكر عليهم أية محمدة تدمرها تضحية وفداء، وتحملهم سوءات الحكم الاستعماري والكنيسة ومكرهما، وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ، ولا تجد حرجا" ولا تأثيما" في الدعوة إلى فهم غرض الوحدة وقطع ما أمر الله به أن يوصل ... وقوم آخرون يحملون أهل الشمال نكوص بعض المتعلمين من قادته وتنكرهم لما التزموا به من الاعتراف للجنوب بالفيدريشن وهو صورة من صور الاتحاد في درجاته الدنيا ، وبالقطع أقل مما يطلبه المطالبون بحق تقرير المصير الذي لا خلاف بأنه يعني ضمن ما يعني أختيار الانفصال التام إذا ما شاء المستغرقين على أمرهم أن يقرروه وهو أمر لم تعد به أحزاب الشمال ولا طالب به أبناء الجنوب عند إعلان استقلال البلاد.
    المدافعون اليوم عن الجنوبيون صوروهم بصورة المقرنين بالأصفاد وبصورة الشقي التعيس الذي لا يملك من أمره حولا" ولا قوة، وتناسوا دورة الكنيسة وأجهزة الإدارة البريطانية وأطماع القوى الاستعمارية في وضعهم في تلك الصورة وتحميل الشمال مغبة ما صارت إليه أحوال الجنوبيين ومعرة الذل والسغبة التي زينت لهم مظاهر الحياة البدائية ومنها التجول حفاة عراة عزلا" في أرض لو أذن الله لانبتت بشرا" في احسن صورة وأطيب زينة .
    من هذه الأقلام التي أثقلت ظهر الشمال وحملت متعلميه وزر سوء حال الجنوب قلم الدكتور منصور خالد الذي حباه الله بسحر البيان وبقوة ""و بطق الحنك "" وهو تعبير أثاره قلم منصور أعاد إلى ذكرياتنا ما كان يدور في مجالس الدرس لآبائنا مع مشايخهم أبناء الصالحين من أولاد عبد الماجد والشيخ الدباغ وشيخ خليل في الآونة الأخيرة رحمهم الله جميعا" ، وهم جدود الدكتور منصور .. كانوا يترأسون حلقات الذكر في مسجد أبناء عبد الماجد بأبي روف ، حيث كانوا يدرسون المختصر من خليل اسحق ويشرحون ما غمض من شروح ومتن لأمهات كتب الفقه والحديث والسيرة النبوية الشريفة ليواصل آباؤنا "" طق الحنك "" والمناقشة والجدل إلى ما قبل حلول وقت العشاء والانصراف إلى دورهم بعد ما تذودوا به من علم على أيدي أساتذتهم أبناء العمراب الصالحين حضرة "" حامد أب عصاية "" رضي الله عنهم جميعا".
    قصد الدكتور وتناسى عامدا" دور الاستعمار وأياديه وأعوانه من المفتشين الإنجليز الذين أبتلى بهم الجنوب وبعض مناطق جبال النوبة والغرب أمثال ديوك وبوستيد ومفتش كتم الذي هز عرشه المرحوم أحمد يوسف هاشم بمقالاته الجريئة الغاضبة في صحيفة السودان الجديد تحت عنوان "حكومة المفتشين"". تناسى الدكتور منصور خالد النداء الذي وجهه النائب البريطاني ج.م روبرسون في عام 1907 من منصة مجلس العموم لرئاسة بلاده في هوايتهول وهو بالطبع غير مستر روبرتسون السكرتير الإداري المشهور والذي أحيل للتقاعد في العشرة الأخيرة من سني الحكم الثنائي والذي عين بعد ذلك حاكما" عاما" لنيجيريا ذلك النداء الذي التمس بموجبه النائب البريطاني من حكومته التدخل لوقف تشجيعها للارسالات التبشيرية في جنوب السودان حتى لا ينقسم السودان على نفسه ويدخل جنوبه وشماله في صراع دموي لا يعلم مداه إلا الله، صراع لا يبقي ولا يذر. ولكن حكومة السودان غضت النظر واستمرت في السياسة التي تبلورت فيما بعد باسم "السياسة الجنوبية" وكانت ملامح تلك السياسة التي ترمي إلى الحيلولة دون تأثير شمال السودان على جنوبه مبادرة جعل يوم الأحد العطلة الأسبوعية بديلا" من الجمعة.
    وكان الحاكم العام سير ريجلند ونجت، وهو منبع الفكرة قد كتب مجندا" الفكرة في عام 1910 إلى مستر أوين مدير الاستوائية ولكن هذا تحفظ مشيرا" إلى المتاعب الذي يثيرها القرار وسط أفراد الجيش واللائمة والدعاة المسلمين المرافقين للوحدات العسكرية، فتراجع ونجت باشا ولكنه نصح بأن (نجرب الإجازة يوم الأحد في لوكا و كاجوكاجي حيث يعمل المبشرون المسيحيون بنجاح ، ولكن لا أوصي بتجربته في الرجاف أو أي مكان قريب من مركز منقلا حيث يوجد المسلمون المتعصبون)... وبعدها بقليل اقترح تشكيل فرقة عسكرية من الجنوبيين وكان أمر تعميم دراسة اللغة الإنجليزية ، والمفارقة أن الإرسالية كانت ترى بادئ الرأي أن يكون التعليم بمدارسهم باللغة العربية لضمان إقبال الجنوبيين لمدارسهم حيث أن تعليم اللغة العربية يفسح المجال للالتحاق بالوظائف الحكومية ولكن ونجت باشا حال دون رغبة المبشرين وفرض تعليم الإنجليزية، وفي عام 1905 كانت محاولة أعالي النيل لاحلال رطانة الشلك محل اللغة العربية وكان اللورد كرومر المعتمد البريطاني في القاهرة والذي كان يشرف على إدارة الحكم الثنائي طلب إرجاء الأمر إلى حين ، وكتب إلى ونجت يقول (عليك أن تختار بين اللغة العربية والقران من جهة وبين الإنجليزية والإنجيل من جهة أخرى إذا قام المبشرون الإنجليز بتحمل تبعاتهم في هذا الشان فسيحلون المشكلة.)
    وخلاصة القول فان السياسة الجنوبية كانت تهدف إلى فصل الجنوب عن الشمال وكانت ذات ثلاث شعب.الأولى إلغاء الوجود العربي والإسلامي وذاك بمنع وتقييد دخول الشماليين إلى الجنوب تحت ستار أن تسلل "الجلابة" إلى الجنوب يذكر الجنوبيين بفظائع الدراويش والنخاسين العرب.... وتم للإنجليز ما أرادوا وكتب مدير منقلا في عام 1908 إلى الخرطوم ( أنه أبعد كافة المتعصبين من الجنود والتجار أمل منكم ألا تعملوا على إعادتهم.)
    وسرعان ما أنشئت فرقة من الجنوبيين بقيادة ضابط إنجليزي حلت محل القوات الشمالية في الجنوب لأن وجود هؤلاء الشماليين يشكل (عقبة في تنفيذ سياسات الجنوب) وأضاف(إذا لم نتخذ الخطوات اللازمة لزيادة عدد كبير من المستخدمين يمكن ربطهم بيوغنده ويكونوا في نفس الوقت حاجزا" يمنع انتشار الإسلام في الجنوب الذي يمكن أن ينتشر في أي وقت بموجات المتعصبين.).... ولم يكن هدف القوات الاستوائية قاصرا" على تكليفها بحفظ الأمن في الجنوب فقط و إنما أراد به ونجت أن تكون نواة لقوات يدرأ بها خطر ثورة عربية إسلامية في أفريقيا والسودان.
    وكان الرجل الذي عمل فترة طويلة كمدير للمخابرات العسكرية في الجيش المصري قبل أن يتبوأ مقعد الحاكم العام للسودان يدرك عمق العقيدة الإسلامية لدى السودانيين والتي تسببت في اندلاع ثورات محلية في السنوات الأولى للاحتلال وكان يشك في ولاء القوت السودانية خاصة عند تكليفها بقمع هبات إخوانهم في الدين ، وقد عرف ونجت بتعصبه الديني وكان يشير دائما" للاستقبال الطيب الذي لاقته المسيحية في يوغنده.
    ولم يمض شهر واحد على مغادرة آخر جندي شمالي لمديرية منقلا حتى صدر الأمر باعتبار الأحد عطلة رسمية في أنحاء الجنوب كافة ، وكان ذلك في الثالث من يناير 1918.
    والثانية نشر ثقافة مختلفة عن ثقافة الشمال وذلك بنشر التعليم بالإنجليزية وحتى باللهجات المحلية وليس باللغة العربية.
    الثالثة نشر دين يختلف عن الإسلام وهو ما قامت به الإرساليات التبشيرية في الجنوب والتي هيأ لها فرصة العمل في الجنوب ولأقصى مدى للقيام بنشر المسيحية على الصورة التي يقبلها الجنوبيون كتعدد الزوجات.... وسيبقى السودان شامخا" يرنو ببصره للإسلام ومنتميا" إليه رغم كيد الاستعمار ومكره وحيله... إن شاء الله.
    وظلت حكومة الخرطوم البريطانية تيسر مهام التبشير في الجنوب وبعض مناطق جبال النوبة وتقمع بمقامع الجديد كل الهبات التي تلمس منها جنوحا" للدين مثل هبة الفكي علي وود حبوبة "و نبي النوير" و أحداث 1924.
    ولم يشأ الدكتور الحصيف إلى أن يشير إلى أي منها... وبهذه المناسبة فقد سألني الكثيرون عن إشارة الدكتور السريعة المقتضبة لسير ستافورد كريبس ، والرد يقودني بدوري إلى الإشارة السريعة إلى مشاريع الإنجليز الأخيرة إلى ما أسموه بالتطورات الدستورية في السودان فقد ذكر مستر نيوبولد يمبثر الإداري الشهير لحكومة السودان انه استقبل سير ستافورد كريبس الذي شغل منصب الرجل الثاني في الوزراء البريطاني بلندن حيث كان يشغل منصب وزير المال Counsellor of Exchequer
    ويسكن في المنزل رقم 11 بداونج ستريت أي في المنزل الذي يلي مقر رئيس الوزراء في 10 داونج ستريت وقد كان الرجل قد كلف بالذهاب للهند لدراسة أحوال الهند السياسية والتقديم بتوصية حول مستقبل الهند التي كانت تعتبر درة الإمبراطورية التي نال دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الحظوة لدى الملكة فكتوريا لأنه اقتراح إضافة لقب إمبراطورية الهند إلى لقبها كملكة لبريطانيا ، وكان هذا أثيرا لديها عن قلادستون رئيس وزراء بريطانيا عدو دذرائيلي التقليدي.
    وقبل سير ستفاورد دعوة مستر نيوبولد وقضى ليلة بالقراند اوتيل بالخرطوم حيث تم إعداد تقرير عن نجاح مهمته في الهند وسماه
    Success Of A Mission
    وفي لقائهما في أمسية القراند شكى نيوبولد الى الوزير البريطاني المشاكل التي تثيرها الحركة الوطنية في السودان ومتاعب المثقفين فأوصى عليه الوزير بتقريب المتعلمين منه وتقديم مشاريع التطور الدستوري ... ومن هنا كان فكر نيوبولد حول المجلس الاستشاري لشمال السودان ، وكان هذا أول تكريس رسمي له لمحاولة فصل الجنوب ، وقد رفضته مصر وحكومتها برئاسة مصطفى النحاس باشا لوصفها شريكه في حكم السودان وقد حاول الإنجليز فرضه رغم معارضة مصر وقد حضر حفل افتتاحه السيدان الميرغني والمهدي وقاومه الأشقاء وقاطعوه وكان هؤلاء يمثلون قطب الرحى في معارضة الإنجليز.... وبهذه المناسبة أذكر أنني كتبت انعي على زعيم الختمية اشتراكه في حفل افتتاحه وتصدى لي الصديق المرحوم الأستاذ محمد أحمد حيمور المحامي.
    ونعى علي بدوره اتهام السيد علي الميرغني بحضوره وما كان مني إلا أن أحلته إلى صحيفة السودان الجديد التي نشرت مقالا" عن حفل الاستقلال وصدرته بصورة الحاكم العام يجلس وعن يمينيه السيد علي الميرغني وعن يساره السيد عبد الرحمن المهدي فلزم الأستاذ الصمت أمام البينة القاطعة التي لا تقبل الدليل العلني كما يقول فقهاء الإثبات ... رحمهم الله جميعا".
    وأذكر أن الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد في كنابه القيم "السودان المأزق السياسي" أشار إلى حديث منسوب إلى المرحوم السيد علي بأنه كان يرى أن مبادرة المجلس الاستشاري كانت خطوة متسرعة ومتقدمة وأن المصريين الذين عارضوه كانوا من "سلالة منحطة" وأنهم كانوا يعارضون كل ما من شأنه تطوير السودان. وقد جاء مثل ذلك في خطاب بعث به مستر نيوبولد إلى صديق له يعمل ضابطا" بريطانيا" يعمل بليبيا أثناء الحرب العالمية الثانية ، وقد لامني الأخ الصديق الأستاذ الرضي علي المساس بمقام السيد علي وقلت لا أقصد ولا ينبغي لي إلحاق الأذى بالسيد الكريم و إنما هو التاريخ يعلو ... ثم حاول الإنجليز مشروع الجمعية التأسيسية التي ولدت مؤودة كطفل الجاهلية الأولى في مهدها رغم أنهم سمحوا للجنوبيين الاشتراك فيها فاشترك طائفة من الجنوبيين الذين لم يكن بينهم ثمة ما يفرق بينهم وبين أحباء الدكتور من زعامات حزب الأمة وأصدقائه زعماء الجبهة الاستقلالية ، وكان أزهري اشتهر بقولته المعهودة (سنقاطعها ولو جاءت مبرأة من كل عيب).
    وقد سبق لي أن قلت أن مشكلة المعارضة التي كانت تحتكر لنفسها صنعة الأفريقية طيلة العهد الحزبي البائد في أحقابه التاريخية السابقة أنها تفقد الأصالة والإرادة معا" فهي لا تتفاعل مع أحداث أفريقيا ومآسيها وتقصر حديثها وتجاوبها على ما يتصل بجنوب البلاد وحده فكأنما هي معارضة مؤسسية نيابية محلية أو إقليمية لا تعرف هما إقليميا" أو قطريا ولا تشرك قارتها أحزانها ولا تشكو بثها.
    وقلت أن هذه ليست ظاهرة جديدة انفرد بها اخوتنا أبناء الكنيسة الذين تربوا في حجرها قديما" والذين ما زالت أمة منهم ترضع من ثدييها رغم اشتعال الرأس منهم شيبا" ورغم بلوغ بعضهم من العمر عتيا".
    ولم نسمع من الخلف ولا السلف تصريحا"أو نسجل موقفا"طيلة عهود الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات وما بعدها ما يؤيد نضال أفريقيا السوداء ويحي كفاح أبنائها الميامين في موزمبيق والكاب وروديسيا والكنغو وانجولا وحتى نامبيا التي لم يكن يخلو أي بيان أفريقي سياسي أو ديبلوماسي من الإشارة إليها والتضامن مع نضال أهلها قبل أن يمن عليها بنعمة الاستقلال وحتى بينما كانت أفريقيا تموج حركة وتتسامى نضالا" وتجتاز أزمات الطلق وتعبر آلام المخاض، وتتعالى على الغرب وتنفض غبار السنين ويخرج رحمها سابغة مثل نيكروما و سكيونوري ولوممبا وموجابي وموديبو كيتا وجومو كينيانا ونيلسون مانديلا.
    كان الأقزام في جنوب بلادنا يغطون في نوم عميق لا تقطعه الا فترات التسبيح بحمد الكنيسة والتقرب زلفى من حكام بريطانيا العظمى والهجوم الضاري بالكلمة والمقولة الخبيثة وبالسلاح على الشمال وتحميلنا وزر تخلف الجنوب من ملكال الى كبويتا إلى نملي ... رغم إننا كلنا في الهم شرق " أو كما كنا".
    واذكر أنني أشرت قبل اكثر من عقد من الزمان إلى ذكرى مأساة سوتيو وقلت إنها لم تحرك ساكنا" في المفترين الذين يتسربلون بجلباب النضال الأفريقي رداء" وسترا" ، ورحم الله الرفيق جوزيف قرنق الذي كان نسيج وحده بين زعماء ذلك الزمان من الجنوبيين ولقد مر زعماء الجنوب على خبر المأساة مر الكرام صما" وعميانا"وكانوا مهووسين بحملتهم الظالمة ضد الشريعة ودعاتها
    من اهل القران وقلت انهم حتى في حملتهم الجائره هذه ضد القران واهله يفقدون الاصاله حيث يكررون كالببغاواتعقولها في اذانها اتهامات الرفاق و اعداء الاسلام في اوروبا و يرددون حججهم الداحضه ولا يرون في تطبيق شرع الله الا بتر يد السارق متناسين انه الى وقت قريب كانت هناك المقصله(الجلوتين) التي حزت رقاب الالاف من الابرياء في عهد الثوره الفرنسيه ليس في فرنسا وحدها بل في مستعمراتها في افريقيا السودا غربها و شمالها لعلهم تناسو او اغمضو العينين عن معرفه انه لاكتمال اركان الجريمه التي تسوغ قطع اليد شروط عديده يجب توافرها قبل تنفيذ الجزاء و حكم القضاء وحتى اذا ما تحققت كلها فهناك مبدا الاستتابه.
    و كما اشارت طائفه من اهل الانجيل و بحق فان الاسلام يتميز بالمرونه التي تسمح بالاجتهاد وفق شروط بعينها وذلك ليس من باب التحايل الفقهي ولا القانوني ولكن ليتيسر التعايش مع المعاصره المتغيره..... ومن قبل عطل الخليفه الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تنفيذ احكام الجزاء الجنائي بسبب الحرب و بسبب المجاعه عام الرماده
    وظل ابناء الكنيسه يرددون ولعلهم الان فريه الرق و يثيرون الضجه حولها كشبهه انفرد بها المسلمون متناسين الرق في الاسلام كان كغيره ابان الجاهليه و غيره من دول فارس واليونان و بيزنطه و الامبراطوريه الرومانيه وهو في صدر الاسلام و بعده لم يكن الا استغلالا منزليا لامكانات الاسرى وطاقاتهم حتى سماه بعض المستشرقين بالرق المنزلي تمييزا عن ذلك الذي كان سائدا قبل الرساله المحمديه و يمكن ان نشير في هذا الصدد الى واقعه اسناد قياده المسلمين الى اسامه بن زيد بن حارثه ووالدته ام ايمن بركه الحبشيه وكلمه حبشيه هنا يجب ان نقراها السودانيه حيث كانت تعني اللون الاسود مثل اسم سيدنا بلال والذي لا نشك في سودانيته و عطاء بن رباح و غيرهما مثل زيد بن حبيب وكان ضمن الجند الذين تراسهم سيدنا اسامه
    ابن زيد سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان وكان الذي اسند اليه القيادة سيدنا ابوبكر الصديق الخليفة الراشد. والى واقعة اخرى هي مقولة سيدنا ابن الخطاب عندما حضرته الوفاة "لو كان سالم مولى حذيفة حاضرا لوليته" واعتقد انه كان من ضمن من يطلق عليهم وصف الاحباش من المسلمين هم من شرق السودان من البجة واهل دنقلا واعتقد ان خير من يمكن ان يعيننا على ذلك هو الدكتور العبقري ابن السودان البار الدكتور جعفر ميرغني حيث كان عبور البحر الاحمر متيسرا لضيق المسافة بين شاطئيه بالقرب من ينبع وسواكن وحيث كانت ثقافة البحر الاحمر في ازدهارها خاصة مقارنة بين ثقافة البحر المتوسط كما يقول علامة السودان فقد اشار الى دور الهدندوة والبجة في حوض الاحمر وفي المحيط الهندي حيث كان لهم فضل السبق في تطهير مياهه من القراصنة وحيث اشتهروا بالشجاعة وقوة الباس حتى كان منهم من تعاقد مع بعض الاسر المالكة الصينية لحمايتهم ولا اريد ان اغلو واقول ان العرب ربما نزحوا من ارض وادي النيل وكذلك لغة العرب.
    وثمة حقيقة يجب الا تغيب على امثالنا من السود ، ان الاوروبيين والامريكيين كانوا يصطادون اهلنا في غرب افريقية وشرقها ووسطها والذين قضى منهم تقريبا في الفترة ما بين اكتشاف امريكا في نهاية القرن الخامس عشر ونهاية القرن السابع عشر ما يقرب من المائة مليون افريقي قتلا وحرقا واغراقا ويشير المؤرخون الى ذلك العدد من ضحايا حملة الاسترقاق لو كانت الحياة كتبت لهم لبلغ تعداد افريقيا اليوم اكثر من الف مليون زنجي، الامر الذي كان يجعل من قارتنا افريقيا ثاني اكبر القارات عددا سكانيا علما بان العدد السكاني لانجلترا عند بداية دخولها معترك الاسترقاق لشعوب افريقية كان يقل عن الثلاثة ملايين نسمة
    وعدد سكان اسبانيا كبرى دول اوروبا حينذاك كان لايزيد عن العشرة ملايين الا قليلا.
    ولا نريد ان نسترسل فالكلام عن الاسلام وموقفه من الرق مقارنا مع ما كان عليه الحال قبل وبعد الرسالة المحمدية يطول ومن يرغب في المزيد المفيد الاطلاع على كتاب "شبهات حول الاسلام" للعالم الاسلامي محمد قطب شقيق المغفور له الامام سيد قطب وهو مؤلف من قبل نصف قرن تقريبا ومن يريد الاطلاع على تاريخ اوروبا الاسود في عمليات استرقاق الشعوب الافريقية فليرجع الى كتاب "Scramble for Africa " لمؤلفه "Thomas Pakenham" ليتبين مآسي الاوروبيين في القارة الشهيدة ونهمس في آذان الرفاق ان المادية التاريخية تقرر ان مجتمع الرق مرحلة حتمية تاريخية تتوسط المجتمع الشيوعي البدائي ومجتمع الاقطاع والذي يطلق عليه كبراؤهم الذين علموهم السحر لفظ المجتمع العبودي .... فلماذا اذن يرفض البعض الفرية ويلصقونها بالاسلام الذي حارب الرق فكرا وممارسة.
    والغريب في الامر انه بقدر ما احسن المسلمون معاملة الكتابيين من يهود ونصارى والذين يتعلق بهم اصدقاء الدكتور والرفاق بقدرما اساؤا الى سمعة المسلمين، ويجدر بنا ان نشير في هذا المقام الى عائلة امام الشيوعيين في مصر والسودان كورييل فهو ينتمي الى عائلة يهودية فرت من اسبانيا ايام عهد محاكم التفتيش ولم تر لها مستقرا وامنا لها غير مصر ايام الدولة العثمانية وكهليل شوارتز الذي كان اسمه الحركي الشيوعي على ايام عهد دراستنا بمصر اسم الزميل "شندي" والذي لا اشك في انه "جند" بعض زعماء التمرد الذين يوادهم الدكتور. يعلم بعضهم الدكتور منصور،
    فقد كان الرجل يعمل مديرا لفرع عمليات شركة الحفر بالشركة الفرنسية التي رسى عليها عطاء حفر قناة جونقلي والتي تقع قريبا من بور موطن العقيد الدكتور قرنق ولا نريد ان نذهب بعيدا ونتكلم على ما اصاب المساجد والمصاحف من هوان على ايدي تلامذة التبشير في قيسان والكرمك، ولا نجد سببا لهذا العداء المستحكم من مواطنينا اهل الانجيل فنحن على اقل تقدير ابناء خؤولة ولا مسوغ لهذا التحرش والاستهانة بكل ما هو عربي "والمسيحية نفسها نشأت وترعرعت في المنطقة العربية ولم تكن امريكا ولا اوروبا مهدها والمسيح عليه السلام خرج من صلبنا ومن ارضنا، كما خرج موسى وابراهيم. والمسيحية عربية اغتصبها الغرب وهي جزء من تراثنا الثقافي" والقول لأحمد بن بلا ورد ضمن حوار طويل اجراه معه صحفي عربي بعد بضع سنين من خروجه من الاعتقال. ولا ندري مسوغا يبرر هذا العداء من جانب اخوتنا الجنوبيين في الوقت الذي صمتوا صمت القبور على ما كان يحدث في جنوب افريقيا ابان عهد "الابارتيد" ونراهم يتمسحون باعتاب مجلس الكنائس ويوادون المستوطنين من الانجليز في شرق افريقيا والفرنسيين في شمال افريقيا والذين عرفوا باسم "الكولون" ويدافعون عن الوجود الاستعماري في الكنغو وبورندي.
    ورحم الله الشهيد النيجيري أحمد بيلو الذي استشهد نتيجة سعيه ليصل الاسلام ربوع القارة ولتنتشر اللغة العربية لغة الدين الاسلامي في صفوف الافريقيين وغفر لأحمد سيكوتوري وموديبو كيتا فقد عرفوا وخبروا البريطانيين والكنيسة كما لم يعرفها الأقزام. ونعود لحديث مستر نيوبولد واستجابته لنصح سير ستافورد كريبس له ونقول انه بجانب اهتمامه بامر التطورات الدستورية فانه اهتم ببعض خريجي كلية غردون فرعى منهم بعض النابهين والتي ظهرت مواهبهم في دواوين
    في مرافق التعليم ومشروع الجزيرة كمكي عباس وبخت الرضا كمحمد عمر وكمثال مكاوي سليمان أكرت الذي ألحقته بوزارة الداخلية وكان يكاتبه ويرعى تقدمه في وزارة الداخلية واذكر إني قرأت ضمن ما قرأت بعضاً من الرسائل المتبادلة بينه وبين مستر نيو بون ومنها رسالة يشكو فيها مكاوي، وكان وقتها يعمل بإدارة مركز الكرمك، من مزاجه الذي اختل بعدم وصول جريدة التايمز اللندنية لمقامه وقال له أن فاتته مركبة التايمز I have missed the Wagon of the London Times وهو تعبير يستخدمه الإنجليز لمن فاته مركبات اللنبي أو ؟؟؟؟؟؟ ، فرد عليه نيوبولد لا تثريب عليك وأمده بما افتقده، وكان يرعى الطلبة المبرزين أمثال حمزة ميرغني وسليمان وقيع الله وعلي عوض الله ونصر الدين السيد والطيب الطاهر وعبدا لكريم ميرغني وغيرهم كثيرون وحتى الصحفيين وكان يلاحق سيرتهم وأذكر أنه أشار إلى الأستاذ المرحوم بشير محمد سعيد بأنه صحفي واعد Budding Journalist
    وكان لنيوبولد قناعة بأن السودان يجب أن يخرج من قاعدة الدول العربية فقد كان يرى أنه أقرب إلى الشعوب الأفريقية مزاجاً وثقافةً وأنه أي الاستعمار لابد من زواله بصورته التي كان عليها أبان الحرب العالمية الثانية وكان يرى مثل بعض مفكري مدرسة القارديان الفكرية وبعض أساتذة مدرسة لندن الاقتصادية التي يشار إليها ب (L. S. E.) أمثال هارولد لاسكي بأن الاستعمار يجب أن يستبدل قواعده العسكرية بالفكرية حتى تحافظ بريطانيا على نفوذها ومن هنا كان اهتمامه برعاية أبناء الشمال والجنوب كل على حده وبقدر ما عجبت لدفاع الدكتور منصور عن سياسي الجنوب في العهد البائد وغضه الطرف عن أفعالهم وعن مآسي الإنجليز
    ونتيجة أعمالهم بقدر ما استغربت لمطالبة الأخ الدكتور الطيب مصطفى بفصل الجنوب (ما ينجم) عن مأساته العائلية وفقده لأحد أكباده واستشهاده وحزنه البليغ إلا انه مسلم وحسن إسلامه، ولا نزكي على الله أحداً، ولا نشك في تدينه وغيرته على السودان ودينه الإسلام ولا شك انه متعلق بأهداب دينه الحنيف ويحرص أن يعم نهجه وشرعه بالحكمة وبالموعظة الحسنة وبذلك ننتشل الضالين من مواطنينا في جنوب السودان وغيره

    ولعل الأستاذ الكريم يدرك أن ترك الإرساليات تعبث وهي التي لا ترع إلاً ولا ذمة إثم وذنب عظيم وهو يدعونه للإنفصال يضعف من فرصتنا لإنتشال إخوتنا في الجنوب من الدعوة للحق ويستبدل أمثال البابا سرور بغيرهم كما أمثل اليابا سرور مكان الأب سترانيو ونبعث من القبور شر أفكار غوردون ايوم وبيا ماما وازبو منديري وبوث ديوينشر أبناء الكنيسة، يتطاول عددهم على عدد المسلمين رغم الفجة المفتعلة والادعاء الكاذب بأنهم أكثر عددا وأعز نفراً وهم يعلمون علم اليقين أن مسلمي الشمال براء ممن تهمة تخلف الجنوب وتردي أحواله والتي لا يخفى عنهم أن مرد ذلك إلى السياسة الاستعمارية التي كانت تمثل الكنيسة المسيحية بمختلف نحلها ومللها ومدارسها أداة تنفي1ها الطيعة بل واضعي أسسها وهم نفر من المفتشين الإنجليز الذين اشرنا إلى بعض منهم مثال مستر مور "إمبراطور كتم" الذي كان يحظر على سكان مملكته لبس الساعات في أيديهم/ أمثال حفدة الأب سترينور اليابا سرور. ولا نحسب أنه يخفى على مثقفي الجنوب الذي يحاول
    دكتور خالد أن يبرأ ساحتهم عن فعلتهم التي فعلوها بالشماليين ممن جنود وتجار وموظفين في أحداث أغسطس 1955 التي أشار إليها تقرير قطران الذي قصد الدكتور أن يتخطاه بدعوة أنه مفقود
    ونقف هنا هنيهة لنعبر سريعاً أحداث الجنوب الدامية التي ورد ذكرها بالتفصيل وهناك أيضا مذكرات المرحوم أحمد عبدا لوهاب(؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟) قد أهدى صورة منها لأبن أختي الفريق محمد زين العابدين قائد المدفعية بعطبرة آنذاك وقد تفضل علىٌَ بالإطلاع عليها وهي بحق سرد وافي ودقيق للأحداث الدامية، ونرجو أن نكتفي بذلك (؟؟؟؟) وعلى من يرغب ويبغي التفاصيل فليرجع إليها.
    شكل السيد علي عبدا لرحمن وزير الداخلية في الثامن من سبتمبر عام 1955 لجنة للتحقيق الإداري في تلك الإحداث ورفع تقرير عنها وعن الأسباب التي أدت إلى وقوعها وتم تعيين لجنة بموافقة مجلس الوزراء آنذاك وجاء تكوينها برئاسة القاضي توفيق قطران وهو فلسطيني الأصل التحق بخدمة المصلحة القضائية السودانية وكان يشغل وظيفة قاضي جنايات الخرطوم والسيد خليفة محجوب مدير عام مشاريع الاستوائية وكان قبلها قمندان شرطة وهو من مواطني رفاعة البررة والأخيار والزعيم الجنوبي لوليك فودو زعيم ليريا(؟؟؟؟؟؟؟) وقد طلبت اللجنة من وزير الدفاع تعيين مستشارين ليقدما النصح في المسائل الحربية وقد عين وزير الدفاع القائمقام محمد بك التجاني واليمباشي علي حسن شرفي وبدأت جلستها بالخرطوم وطافت مختلف مدن الجنوب التي كانت مسرحاً للأحداث.
    ولا يفوتنا أن نذكر أن الجنوبيين ظلوا على مدى سنين من بعد الاستقلال يستغلون عدم اهتمام أحزاب الشمال بمطلب الفيدريشن في وثيقة الاستقلال ويجددون المطالبة به كلما عن لهم ذلك وخاصة اللذين ابعدوا من الحكم ولم تشملهم التعديلات الوزارية المتعددة في حينها واللذين فاتهم قطار الحكم في دورات الانقلابات المتكررة وكان ذلك دأبهم في ألازمات التي تنشأ بين الحين والآخر وخاصة عندما تشعر مجموعة منهم بالغضب إذا نال منها خصومهم من أحزاب الجنوب الحظوة دونهم ويصمتون بعد ذلك.
    وكان ذلك حال اغلبية زعماء الجنوب اللذين استمرؤوا الحكم وعاث البعض منهم فساداً في وزاراتهم ومناطقهم وكان ذلك دأبهم وكانت قيادات أحزاب الشمال لا تعيرهم كبير اهتمام لأنها تعلم الغرض من الحملة المفتعلة المتدثرة
    برداء الفدريشن دون إستثناء وحتى ذلك في إجتماعات أديس أبابا وكان الرجل الرزين السيد ابيل الير يحض المتفاوضين معه من أبناء جلدته ألاَّ يثيروا مشكلة الفدريشن في مؤتمر أديس أبابا حتى لا يتساووا مع بقية أجزاء السودان إذن أن الجنوب كان يستأثر بنصيب الأسد بالنسبة إلى شرق السودان وغربه وشماله .. الأمر الذي كان معروفا لدى تلك الاقسام من السودانيين ومنهم بالطبع الدكتور ، ونعود مرة أخرى إلى المقارنة بين المسلمين وبين مسيحيي الأندلس من الكاثوليك الذين كانوا أكثر ضراوة على المسلمين والذين عذبوا المسلمين في الاندلس حتى أضطر هؤلاء وعهم اليهود إلى الهجرة جهرة وخفية إلى اقطار الدولة العثمانية التي كانت تمنحهم القدر المتيسر من حقوق المواطنة التي تكفلها القوانين الحديثة والمعاصرة الأمر الذي مكن بعض الاقليات المهاجرة من اليهود والمسيحيين من السيطرة الكاملة على مرافق الحياة الإقتصادية والتجارية ومن ثم التسلل إلى مراتب الدولة العليا وهناك من يقول ، وربما بحق، كالشيخ الطنطاوي الفقيه الإسلامي الذي فقدناه قبل بضعة سنوات في السعودية بعد أن هاجر إليها ، أن أسرة كمال أتاتورك يهودية هاجرت من الأندلس إلى تركيا إبان عهد التفتيش وكان أن صار الرجل أعدى أعداء الإسلام وألغى الخلافة ومسح جميع المظاهر الإسلامية من الدولة التركية منها الحكم الإسلامي واتخذ القران هزوا وكان يتطاول عليه ويقول : أي دين هذا الذي يحلف ربه بالتين والزيتون وبالحجر الصلد !!؟ وتناسى متعمداً أن القران يحلف بالمواقع التي نزل بها الوحي وهي أماكن طاهرة يمكن القسم بها مجازاً .
    ولا نحسب أن الكل يعلم أنه ما من دين يرعى حرمة الأديان كالإسلام وأنه ما من أمة أحسنت رعاية رعيتها الدينية مثل ملة الإسلام
    وإنه ليس كمثلها في رعاية رعاياها من ذميين غير مسلمين . الامر الذي جعل كاتب فرنسا وضميرها ( غوستاف لوبو ) يقر في كتابه حضارة العرب ( لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب ) ، وحدا بأديبها وكبير نقادها اناتول فرانس ليقول على لسان واحد من شخصيات روايته – الحياة الجميلة – ( إن أشأم يوم في تاريخ فرنسا وأعسرها كان يوم معركة بواتييه عندما تراجع العلم العربي والفتح العربي وانحسر مد الحضارة العربية أمام هجمة الفرنجة وقد سبق لي أن أشرت إلى قصة عمرو بن العاص مع القبط عندما كان والياً على مصر أنه كفل لهم حرية مباشرة شعائرهم وممارساتهم الدينية تنفيذاً لوصية نبي الهدى صلى الله عليه وسلم ( إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحما) وكنت قد علقت على ذلك القول بأن موقف سيدنا عمرو من القبط لم يكن سابقة تميز بها إبن العاص ولا بادرة انفرد بها بين ولاة المسلمين وإنما كان مضطراً للالتزام بالنهج الذي سار عليه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الذي دفع عندما ولج باب إليليا (بيت المقدس ) عهداً التزم بمقتضاه بتأمين أهلها أنفسهم وأموالهم ودور عبادتهم ولم يدخل المدينة إلاَّ استجابة لرغبة كبير النصارى الأسقف سفرنيوس وإلاَّ بعد أن أنفذ صلح أهلها وكتب إليهم بذلك ومن قبل كان تصرف سيدنا سيف الإسلام المسلول خالد بن الوليد عندما فتح دمشق فقد حرص القائد المنتصر أن يحرر لأهلها عهد الأمان وذلك وفق رواية الإمام ابي الحسن البلاذري في كتابه ( فتوح البلدان ) حيث أشار إلى أن خالداً أمر بدواة وقرطاس وكتب : ( باسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق
    إذا دخلها أعطاهم أماناً من أنفسهم واموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم ، لا يهدم شيء من دورهم لهم عهد الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين لا يعرض عليهم إلاَّ بخير إذا أعطوا الجزية ) .
    ويجب ألاَّ سياسي الجنوب الحزين فضل بعض أبناء الجنوب على السودان بحدوده المعروفة من عشرينات القرن التاسع عشر وتاريخه، والحق فإن عطاء أبناء الجنوب لا يمكن إنكاره او تناسيه فعلي عبد اللطيف عملة نادرة بين السودانيين جميعهم ، وحدة فريدة من مواطنيه الذين خرجوا من رحمه وهو من أبناء الدينكا ونستحي أن نقول أن الأجيال الحديثة تعلم القليل عن تاريخه ولا أزال أحتفظ ببعض آثاره وأحاديث أهله القريبين منه ومنهم ( العازة) زوجته والتي خالتها زوجة خاله وقد تربى في كنف جده الكبير ريحان عبد الله وكانت أسرته تسكن في بري بالخرطوم ودرس بخلوة الخليفة صالح سوار الذهب ببري ثم الوسطى بالخرطوم فبكلية غردون فالمدرسة الحربية سنة 1914م وكانت تبدو عليه بوادر التمرد والثورية والشجاعة منذ الصغر وحوكم بالسجن ونفي إلى واو مع رفاقه صالح عبد القادر وحسين شريف ومحمد المهدي التعايشي وعبيد حاج الأمين الذي توفي هناك ، وفي عام 1934 تم الإفراج عن الجميع وحُجز وحده بعد أن تلقى ضربة دامية في رأسه إثر معركة مفتعلة مع أحد رفاقه من المسجونين الجنوبيين والذي ضربه (بجردل) صلب ، أُحتجز بحجة علاجه من الضرب ، ورُحِّل مرة أخرى إلى سجن كوبر وبقي به إلى عام 1938 حيث طالب به المصريون ليعالج عندهم ونقل بقطار إكسبريس خاص حتى لا تكتشفه الجماهير وذلك من الكدرو إلى حلفا وتوفي عام 1948 بمصر .
    وما أسماء عبد الفضيل الماظ وثابت عبد الرحيم ومحمد سليمان وحسن فضل المولى
    و( النوير) إلاَّ منارات ساطعة في تاريخنا تقف شامخة ، تذكر الناس بأمجاد سلف ما ضعفوا ولا هانوا ، قدموا المهج والأرواح فرباناً وفداءً لوطن ما غضَّ ماؤه وما ضاقت أرضه وما بخل ضرعه وما شح دره ولكنها سنة الحياة والأرض لله يورثها من يشاء والأيام دول يعلو بها الكسب وينحط تموج بالحركة والنشاط ليعقبها ذبول وبثور وبحان الله الجامع للأضداد المفرق للأنداد والمخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ومن قديم كان الحديث ( النار تلد الرماد ) .. وما حال السلف والخلف من أبناء الجنوب إلاَّ تأكيداً للمثل وبالأمس كان هاجس الشمال لم الشمل والدفاع عن الأرض والأهل وأصبح اليوم عند البعض الانفصال الذي يدفع بالجنوب ، رضينا أو أبينا ام بكينا أم ضحكنا ، الانفصال الذي يدفع بنا إلى أحضان المترصدين المتآمرين الذين يطمعون أن ( يتشلَّع) السودان ويذهب الجنوب وينفصل لكي يكون لقمة سائغة في أفواه أهل الجوار الذين يبلغ تعدادهم أربعة أضعاف سكان الجنوب الذي تحوي أرضه البترول واليورانيوم والذهب والذي يشكل الخشب رصيدا ضخما لميزانياته .
    نقول بمليء أفواهنا فلتحيا ذكرى جوزيف قرنق وزميل دربه هنري لوقالي فقد كانا يدركان المخاطر التي يقوم عليها الجنوب إذا انفصل وإذا تصادمت قبائله في مناطق التماس بسبب المرعى والسقي ويدركان أن المخرج هو في وحدة السودان شماله وجنوبه بالتراضي ونبذ أسباب التفرقة الدينية والعرقية الجنسية ، وكانا يثقان أن البلاد ستتخلص من العادات السخيفة التي تفرق بين أبناء السودان وتقوض اندماج اسره وتضع العراقيل أمام فرص الزواج والتراحم بين قبائله وشعوبه . كما كان يدعو جوزيف إلى وحدة
    أفريقية تشمل شمال وادي النيل والسودان وأثيوبيا ويوغندة وكينيا وتشاد ومن يرغب ويريد من الدول الأفريقية ويقول أن الذي يجمع بين هؤلاء أكبر من الذي يجعل من الولايات المتحدة أمة تصل الي الحالة التي هي فيه . آلاف من وحدة بين الهنود الحمر وشعوب أوربا المتشابه من إنجليز وإيرلنديين وألمان وأسبان وغيرهم وتجعل من الزنوج مواطنيين صالحين متآخين بعد كل تجارب وظروف شدة وألزمات التي نعيشها الآن ستدعونا في يوم من الأيام وقريباً إن شاء الله إلى الوحدة المنشودة ، وأرجو أن أحكي أني قرأت فقرات من قصة حياة المناضل الأفرقي سيد فرح من أبناء المحس النوبيين ومن أبطال ثورة 1924 .
    كان يقود بعض الجنود أثناء حوادث 1924 أن إستدعاه رئيسه * عبد العظيم الماظ وكان في عز المعركة بالقرب مستشفى الفهد الآن وأمره بأن يتسلم منه قيادة الفرقة العسكرية المتمردة من العسكريين السودانيين حيث أنه من الضباط سيد فرح أقل منه رتبة إلا أن ظروف السودان القبلية المتخلفة تستدعى أن يتنازل هو عن القيادة إلى أن يقضي الله أمر كان مفعولا فما كان من الضابط سيد فرح إلا أن حيا القائد وقبله في وجنتيه ونفذ الأمر .... قرأت ذلك ضمن ذكريات الضابط سيد فرح لدى أخي الأكبر محمد سليمان سفيرنا بمصر حينئذ .
    * عبد العظيم الماظ ( حسب ما جاء بخط الأستاذ أحمد سليمان ، هل يا ترى يقصد عبد اللطيف الماظ ) هذه ملاحظتي الخاصة أثناء الطباعة ( أخوكم ولياب )
    ولقد خيلت من قبل أنه ليس من المقبول ولا المعقول أن رجالا من أمة أبيل ألير وبونا ملوال وبشير عبادي ويحيى عبد المجيد يجلسون على الترتوار يرقبون مسيرة البلاد وغيرهم يدير الحركة دون أن ]أنس برأيهم ودون أن يبدو حراكا .... لا أقول هذا جزافا أو تودداً فما بي من حاجة إليهم ولا إلى غيرهم بحمد الله وإنما أقول قول الحق فقد عرفتهم زميلا في مجلس الوزراء وفي الشارع أيضا .
    فأبيل ألير خبرته منذ أن كان قاضياً جزئياً في أول درجات السلم وكنت وقتها محتميا في أول درجات المحاماه ثم بكونه وزيراً للتموين وأنا وزيراً للإقتصاد والتجارة الخارجية ... وغيرها وعرفته كذلك وكلانا يرقب من منازله مسيرة الإنقاذ
    الظافرة بإذن الله وأعتقد أنه يكون أصلح من يشغل منصب الرئيس لمجلس الشيوخ إن أراد الله لحكامنا التوفيق والسداد
    بارك الله في وحدة السودان وغي رد غربة فكري الأخوين الدكاترة الأماجد منصور ومصطفى والسلام على من اتبع الهدى

    سودانيز(بكرى ابوبكر)
                  

06-22-2013, 09:25 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى رثاء الاستاذ احمد سليمان المحامى (Re: عمار محمد ادم)

    خالد موسى دفع الله

    أســـــتـدراكات

    لم يكن الأستاذ أحمد سليمان المحامي حدثا عابرا في تاريخ السودان
    الحديث، بل كان أخطر أبناء جيله، فرغم وفاة الرجل قبل ما ينيف عن
    العامين إلا أن الأحداث التي شارك فيها، أو نسبت اليه ما زال يشتجر
    حولها الخلاف ويصطرع فيها الجدل العام. وما فتئت بقايا كلماته التي
    نثرها علي أعتاب اللقاءات الصحفية العابرة تستدعي التفسير
    والمقاربة والبحث عن الأسرار.
    فقد أفترعت خيطا قلميا علي صدر صفحات "الأحداث"،قبل عامين
    تصرما ألتمس فيه عزاءا ووفاءا للرجل، ردا لأعتباره الأدبي والمعنوي
    - وهو طريح الفراش- لسنوات خدمته الجليلة للسودان ، حيث قدم
    عصارة شبابه ورحيق فتوته ، وشرخا كبيرا من شيخوخته وهو يعاظل
    أوجاع الوطن.
    وما زالت أسهاماته الفكرية و آراءه المثيرة للجدل والحوار تحتل مكانا
    بارزا في خارطة السودان الثقافية.

    عادت سيرة الرجل الي دائرة الضوء مرة أخري بفعل تصريحات ألقاها
    مؤخرا الدكتور علي الحاج في حوار أجرته معه صحيفة سودانايل
    الألكترونية حيث وصف الرجل في أجابة علي سؤال حول تفاصيل
    أنقلاب الأنقاذ بأنه أنقلابي بطبعه ،وسرعان ما إلتقط الكاتب الحصيف
    الأستاذ كمال الجزولي هذه التصريحات ليعيد أنتاج تساؤلاته التي
    أبتدرها في سلسلة مقالاته السابقة في الروزنامة حول ذات
    الموضوع. ،
    مذكرا بأنه يضمر أهتماما خاصا بحادثة التحريض علي الأنقلاب وعرض
    الأمر علي الصادق المهدي حيث قال إن أهتمامه " ليس من باب
    المبالغة في تقدير دور الفرد في التاريخ، وإنما من باب عدم الإهدار
    المطلق لهذا الدَّور، خاصَّة وأن عقدين من الزَّمان تصرَّما، دون أن
    تتضح الكثير من تفاصيل الحدث".
    وبالطبع فأن أهتمام الأستاذ كمال الجزولي بدور أحمد سليمان في
    أنقلاب الأنقاذ ليس نابعا من أحساس عميق بالتوثيق التاريخي كما
    زعم في مقاله ،بل يصب في دائرة تكريس الصورة النمطية التي
    صنعها اليسار للراحل المقيم بأنه أنقلابي وأنتهازي ، وقد ذكر ذلك
    صراحة الأستاذ كمال الجزولي عندما قال أنه ورط الحزب الشيوعي
    في أنقلاب 1969.
    إن أنقلاب الأنقاذ تتحمله نخبة ما زالت تعترف آناء الليل وأطراف النهار
    بمسئوليتها السياسية والأدبية عن الأنقلاب منهم من قال أنه
    " خطيئة الأسلاميين"، ومنهم من قال أقبل مبدأه ولكن أرفض نتائجه.

    لهذا يظل السؤال قائما:لماذا البحث عن دور الأستاذ أحمد سليمان
    المحامي في الأنقلاب، والنخبة التي صنعته تعترف به وتتحمل
    مسئوليته السياسية والأدبية؟.
    هذا منهج بائس في البحث التاريخي ، لأنه يركز علي دور الأفراد في
    صنع التغيير لأغراض التجرييم السياسي،متناسيا الظروف التي قدرها
    هذا الكيان بأنها (موضوعية) ودفعته لأحداث تغيير شامل عن طريق
    الآلة العسكرية.
    إن الأستدلال بمناهج البحث الموضوعية في التحليل بما في ذلك
    المنهج الماركسي، يقود الي نتائج مقبولة وهي أن حدوث هذا
    الأنقلاب سببه الأساسي ليس نزعة أحمد سليمان الأنقلابية ،
    وتحريضه النخبة الأسلامية للتغيير العسكري ، ولكنه نتيجة مغامرة
    سياسية أو ظروفا موضوعية ترتبط بطبيعة الصراع السياسي
    والأقتصادي والأجتماعي، و الطبقي وطبيعة المهددات الخارجية
    والداخلية ، مما دفع هذه النخبة لأتخاذ هذا القرار المصيري أخطأت
    التقدير أم أصابت.

    عكف الأستاذ كمال الجزولي علي مقاربة عدة روايات صدرت من شهود
    عدول منها شهادة الأمام الصادق المهدي التي أسر بها للأستاذ كمال
    شخصيا ونشرها فيما بعد في صحيفة الشرق الأوسط، وهي أن
    المرحوم عرض عليه خيار الأنقلاب، مما دفع الأستاذة فاطمة أحمد
    أبراهيم لسؤال سماحة الأمام في القاهرة ولماذا لم تلق القبض عليه؟.
    لم يكن الأستاذ أحمد سليمان يكن كثيرا من الود لسماحة الأمام الصادق
    المهدي لظروف الصراع السياسي والتوجهات الأيدلوجية، ولصداقته
    القوية للمحجوب في ظل صراعه السياسي مع الصادق المهدي
    داخل حزب الأمة.
    وقال أنه لم يلتق الأمام الصادق منفردا قط وكل لقاءاتهما كانت عابرة
    ولا تتعد المرات الخمس.وفي حديث شخصي في فرجينيا قال الأستاذ
    أحمد سليمان أنه لا يمكن أن يقدم عرضا للأنقلاب علي الديمقراطية
    للسيد رئيس الوزراء لأن ذلك يوقعه تحت طائلة القانون، كما أن الكيمياء
    السياسية والشخصية خاصته لا تتفاعل مع شخصية الأمام الصادق
    لظلال الصراع مع المحجوب.
    وأتساقا مع ذلك أشتكي المرحوم من أن الصادق المهدي يتحرش به
    مشيرا الي أتهامه بأنه نسق مع الأمريكان لقيام الأنقلاب . وقال في
    الحوار الذي أجراه معه الصحفي الحاذق والنابه ضياء الدين البلال في
    مجلة الخرطوم الجديدة، وأعاد نشره بعد وفاته في الرأي العام أنه
    كتب مقالات أقترح فيها ترشيح الصادق المهدي لمنصب الأمين العام
    للأمم المتحدة فأغضب ذلك الصادق المهدي ، وحسب روايته رد عليه
    مجموعة من الأنصار بأيحاء من الصادق المهدي قالوا له "أنك تريد
    التخلص من الصادق المهدي ليخلوا لكم الحكم في السودان ، ولكننا
    نريده هنا ليصبح رئيسا للوزراء" .
    هذا التنافر الشخصي لا يتسق مع فرضية أن الأستاذ أحمد سليمان
    تجرأ لعرض مشروع الأنقلاب علي رئيس الوزراء دون التفكير في
    النتائج السياسية والقانونية المترتبة عليه.
    و توضيحا لهذه القصة سرد أفادات متقاربة في حواره مع ضياء الدين
    البلال، و في حوار آخرمع صحيفة الصحافة حيث قال مفندا تلك المزاعم.:
    " أنه دخل علي الترابي ذات يوم في مكتبه فوجده ضائقا متبرما فلما
    أستفسره مد اليه ورقة من رئيس الوزراء حينها يطلبه للتشاور في
    مذكرة الجيش.قال قلت له: إذهب، فقال: لن أذهب، لأن الصادق ليست
    لديه كلمة .. وأنا لا أثق به! فقلت له: هل يُعقل لرجل في المعارضة
    يطلبه رئيس الوزراء ليشاوره .. ويطلعه على .. معلومات خاصَّة
    بالجيش .. ويرفض؟! فأصرَّ على موقفه .. فقلت له: أنت حُر! فتردد ثم
    قال سأذهب أن وافقت أن تأتي معي .. فقلت: أنا لا أعرف الصادق .. و
    عندما ذهبا الي منزل السيد الصادق أبتدره بالأقتراح بضرورة أجراء
    سياسي وقانوني داخل البرلمان لتغيير النظام من برلماني الي رئاسي
    بالتحالف بين الجبهة وحزب الأمة اللذان يشكلان الأغلبية، وخلق نظام
    رئاسي أقرب للنمط الفرنسي يتولي فيه الصادق رئاسة الجمهورية
    بينما يتولي ممثل للجبهة ربما الترابي رئاسة الوزراء.
    فطلب الصادق المهدي الأنتظار حتى تتحوَّل الجمعيَّة التأسيسيَّة إلى
    برلمان، وبعد ذلك يمكن أجراء تلك الخطوة.
    فقال له الأستاذ أحمد سليمان الأمور لن تنتظرك لأن القوي الأخري
    (شغالة). حسب الوقائع التاريخية فأن هذه الرواية ربما تكون أقرب
    للواقع لأن الأستاذ أحمد سليمان بخبرته القانونية والسياسية لا يمكن
    أن يطرح مقترحا يوقعه تحت طائلة القانون ، كما أن علاقته السياسية
    والشخصية مع الصادق المهدي لا تسمح له بهذا الطرح الجرئ، علما
    بأن الأستاذ أحمد يشكو من أن الصادق المهدي دائم التحرش به لسبب
    لا يعلمه. ولكن الواضح أنها بعضا من ظلال الصراع التاريخي مع المحجوب.

    الراوية الثانية:
    التي أستشهد بها الأستاذ كمال الجزولي هي رواية الدكتور الطيب
    زين العابدين حيث ذكر بأن المرحوم كان أكثر المتحمسين للأنقلاب
    مستشهدا بحواره مع صحيفة الوطن في يونيو الماضي حيث قال
    " أحمد سليمان ساهم حتى في إقناع الترابي نفسه بالموضوع ده!
    وكان يردِّد قولته المشهورة: الانقلاب زي الموزة، أحسن حاجة تأكلها
    أول ما تنضج، مش قبل ما تنضج أو بعد ما تنضج خالص!".
    الدكتور الطيب زين العابدين من أكثر الذين عارضوا قيام أنقلاب الأنقاذ
    وكان يري أن الجبهة الأسلامية يتعزز كسبها في المناخ الديمقراطي
    فلماذا تلجأ الي أنقلاب عسكري تعرض فيه كسبها للضياع، كما
    يعتقد أن الأسلام لا يتعزز بالتغيير العسكري بل بالتدافع المدني.
    لهذا فأن هذه الشهادة يبدو فيها الأختيار الأنتقائي لأنه لم يكن الوحيد
    الذي ينادي بذلك.لم ينكر الأستاذ أحمد سليمان المحامي دعمه
    ومساندته لمشروع أنقلاب الأنقاذ ولكنه لم يكن الصوت الوحيد، حيث
    يعلم القاصي والداني من خلال الأدبيات المنشورة للنخبة الأسلامية
    أنهم وضعوا تدابير الوصول الي السلطة عبر تغيير فني منذ عقود
    خلت وتحديدا منذ أكتوبر 1964 ، ولعل المصالحة مع نظام نميري كانت
    ضمن خطة التغيير الأستراتيجية للأستفادة من مساحة الحرية التي
    يتيحها التحالف مع نظام نميري لتعزيز صفوفهم وتوسيع قاعدة
    أنتشارهم ، وبناء مؤسساتهم حتي يكونوا أكثر أستعدادا ومنعة لأحدث
    التغيير في الوقت المناسب.
    لهذا لا أظن أن التأثير الشخصي للأستاذ أحمد سليمان كان حاسما في
    التقرير بشأن الأنقلاب ، بل كان منسجما مع خطط وسياسات تلك
    المرحلة ، ربما يكون الأختلاف فقط حول التوقيت ولكن ليس حول المبدأ
    بأي حال.وقد ذكر الأستاذ أحمد سليمان أن الترابي أشترط لتنفيذ
    الأنقلاب أن يكون أبيضا لا ترق فيه نقطة دماء واحدة.

    وتتناسل الروايات حول دور الأستاذ أحمد سليمان التحريضي حول
    الأنقلاب،ولعل الشهادات الأنتقائية التي أختارها الأستاذ كمال
    الجزولي تكرس لهذه النبرة التجريمية ،إذ تخلوا هذه الأستشهادات
    من أي آراء أخري مغايرة مبرأة لذمة الأستاذ أحمد السياسية
    والأدبية كما يقتضي البحث الموضوعي. في حوارات ممتدة لا ينكر
    المرحوم أحمد سليمان نزعته تلك في وقت مبكر من عمره السياسي
    لأنه أبن بيئته وثقافته وجيله، فهي لم تكن نزعة فردية تطاله دون
    غيره بل هي ثقافة جيل بأكمله تربي في فترة التحرر الوطني ،
    وشاعت الأنقلابات العسكرية في كل أنحاء العالم الثالث لا سيما القارة
    الأفريقية والعالم العربي.
    ولم تكن الأنقلابات حينها مشروعات خيانة لخيارات الأمة بل كانت سمة
    بطولية لأحداث التنمية وأستكمال مسيرة التحرر الوطني، ربما يكون
    الأستاذ أحمد سليمان أكثر تعبيرا عن تلك النزعة.

    في حوار صحفي قال الأستاذ نقد سكرتير الحزب الشيوعي أنه تم
    أستبعاده من معاينة الاختيار للجيش عندما كان طالبا في مدرسة
    حنتوب في الوقت الذي تم فيه أختيار جعفر نميري وآخرين.
    وسألوه ماذا كنت ستفعل لو أنضممت للجيش فقال دون تردد.
    سأعمل أنقلاب.ذات النزعة ألتصقت بالمرحوم عبدالله خليل، وعبدالخالق
    محجوب، الرشيد الطاهر، ميرغني حمزة، شنان وآخرين.

    في جلسة سمر بريئة سألنا الأستاذ أحمد سليمان كيف تشارك في
    أنقلاب عام 1959 وهو يحتوش بالمتناقضات مع علي حامد والرشيد
    الطاهر وهو من الأسلاميين وأنت في الحزب الشيوعي.
    كيف كان سيخرج اللون الأيدلوجي لذلك الأنقلاب.
    فأجاب قائلا. إن ذلك الجيل لم يكن يبدي كثير أهتمام للفواصل والتوجهات
    الأيدلوجية بقدر أهتمامه بأحداث تغيير جذري لمواكبة الثقافة والأتجاهات
    السائدة في ذلك الوقت والتي تعتبر الأنقلابات عملا بطوليا وأسطوريا كبيرا.

    أتساقا مع ذلك يقول الأستاذ فاروق أبو عيسي في شهادته التاريخية
    إن ظاهرة الأستيلاء علي الحكم بواسطة الجيش كانت نهجا سائدا وجد
    دعما من الأتحاد السوفيتي،لأن "النظرية السائدة في العالم الثالث
    حينها تقول، إن الطبقات الحاكمة غير قادرة على تسريع وتيرة التنمية،
    وأن القوات المسلحة قادرة أكثر على ذلك، خاصة أن معظم أبنائها
    من الشعب، إلى جانب أنها أكثر تنظيماً وقدرة على الحسم، لذلك
    برزت القوات المسلحة كأهم آلية للتغيير والتنمية في العالم الثالث".

    هذه الشهادة تؤكد مرة أخري أن أحمد سليمان المحامي لم يكن
    نسيج وحده في تفكيره ونزعته للتغيير عبر القوات المسلحة،
    بل كانت ثقافة جيل وعصر،ونظرية سائدة تجد الدعم والمناصرة
    من جميع الأحزاب والكيانات السياسية بيد أنها كانت أظهر في
    الكيانات اليسارية والعقائدية.

    في سفره الرائع عن "أسرار السياسة والمجتمع في السودان"
    كتب الصحفي المصري يوسف الشريف عن تلك الحقبة التي
    شهدها في ظل عنفوان المد القومي العروبي ،بأن الأستاذ أحمد
    سليمان كان ريحانة المجالس، بلسانه الذرب، وروحه المرحة وكرمه
    الفياض .فقد كانت ليالي السمر تمتد الي خيوط الفجر الأولي
    تطرز سماء الخرطوم بالأسرار والمؤامرات والمواجع، وقال تميز
    أحمد سليمان بالوضوح والمباشرة فعندما توقفت عجلة الأستوزار،
    عبر البعض عن زهد زائف في المناصب فكان أحمد سليمان يقول:
    لقد ذقنا حلاوتها وما زلنا ننتظر دورنا من جديد في بلاط السلطان.

    يقول فاروق أبو عيسي في شهادته عن أحمد سليمان المحامي
    " كان أحمد سليمان رقماً مهماً في المجتمع السوداني برغم
    صغر سنه بالمقارنة مع القادة السياسيين حينها، وكان في العمل
    العام سابقاً لعبد الخالق، ومعه عز الدين علي عامر؛ كانا ذراع
    الحزب الشيوعي الجماهيري، وكان أحمد رجلاً كريماً وشيخ عرب".

    الغريب في الأمر أن الأستاذ أحمد سليمان تعرض أيضا للتشطير
    والنقد في وثائق السفارات والمخابرات الغربية في الخرطوم.فقد
    كشفت تقارير السفير البريطاني بالخرطوم التي أطلق سراحها
    من الأرشيف البريطاني في بداية عقد التسعينات بعد مرور 25 عاما،
    أنه ذكر في تقاريره أن الأستاذ أحمد سليمان يعد المحرك الرئيس
    لكل القرارات التي يتخذها المحجوب رئيس الوزراء حينها، وأنه كان
    ألعوبة في يد أحمد سليمان الذي كان يناديه أستملاحا بالريس Boss
    وقد ترجم تلك الوثائق ونشرها في منتصف عقد التسعينات الصحفي
    النابه والدبلوماسي الحاذق الأستاذ بابكر الصديق.
    ورد الأستاذ أحمد سليمان مفندا تلك التقارير مشيرا الي أن رئيس
    الوزراء محمد أحمد محجوب كان شخصية أستثنائية رصينة ، يصعب
    التأثير عليها حيث كان يتمتع بشخصية قوية و كان يدير شئون البلاد
    بأستقلالية وحكمة ومرونة سياسية مبدعة.
    وأتهم تقارير السفير البريطاني بأنها كاذبة ومنحولة ومسيئة لشخصية
    رئيس الوزراء.

    رغم تقادم السنون، وأستشراء الظنون ، وظلال الشيخوخة التي ما
    فتئت تطرز وجهه الوقور بالخطوط والتفاصيل، فقد ظل الأستاذ أحمد
    سليمان محتفظا بلباقته ومناقبه الشخصية ، من ذاكرة خارقة ،
    ووضوح في الرؤية ، وأتساق في النظر ، وقدرة علي الغوص في
    لجج الوثائق و الظواهر والأشياء وأستخلاص الجوهر دون شوائب.

    فقد أفترع قلمه وهو علي فراش النقاهة ليرد علي الدكتور منصور
    خالد الذي أدعي أن نهج الحركة الشعبية هو أمتداد طبيعي لعمل
    حركات التحرر الأفريقية.فرد عليه مفندا تلك الأطروحة مستشهدا
    بالوثائق والوقائع التاريخية بأن السودان عبر حقبه الوطنية المختلفة
    ظل داعما ومساندا وملهما لحركات التحرر الأفريقية ، وأن التاريخ
    لم يثبت للنخبة الجنوبية عبر تاريخها الطويل في مختلف مراحل
    نضالها السياسي أي أتصال أو أسترشاد بنهج بحركات التحرر الأفريقية.

    لقد غادر الأستاذ أحمد سليمان هذه الفانية زاهدا عفيفا ، حيث كان
    يتدبر شئون معيشته من أيجار منزله بالخرطوم، فقد ظلمته الدولة
    التي لم تنصفه بأرجاع حقوق خدمته المتطاولة ، وهو الذي شرخ
    عمره متنقلا في المناصب الوزارية وسفيرا للسودان في عدد من
    المواقع حتي منتصف عقد التسيعنات كان آخرها سفيرا للسودان
    في واشنطون.
    لقد رحل الرجل وصدره ينوء بالأسرار ولكنه فضل ألا يبوح بها حتي
    لا يكشف عورة ، أو أن يجرح كرامة أو أن يجلب سبة لأحد. وهذا
    منهج في الأيثار والعفة قل من يعمل به..لقد كان الأستاذ أحمد
    يتقن لعبة الصراع والسياسة ، لم يكن خصما سهلا يمكن هزيمته
    وتركيعه، فقد قاتل بشراسة في ميدان السياسة ، وأستخدم أدوات
    الصراع المشروعة وغير المشروعة للبقاء والأنتصار مثله مثل غيره
    من السياسيين في جيله ، وظل صدره يتقبل مناوشات الخصام
    القديمة وأغتيال الشخصية دون أن يتكلف بالرد.
    فقد خرجت علينا الدكتورة فاطمة عبدالمحمود الوزيرة في حقبة
    مايو السابقة في حوار الأسرار مع الأستاذ عادل سيد أحمد في
    صحيفة الوطن حيث أتهمت الأستاذ الراحل بأنه تآمر علي زوجها
    الدكتور سعيد المهدي أستاذ القانون بجامعة الخرطوم سابقا الذي
    خالفه في أحد القوانيين.
    فكتب الأستاذ أحمد وكان وقتها وزيرا للعدل مذكرة للرئيس نميري
    يعدد فيها أخفاقات د. سعيد الأكاديمية والسياسية مشيرا الي أنه
    يدرس الطلاب دون الأشارة للمراجع وأنه يغذي الرؤية المخالفة
    للنظام.
    وقالت الدكتورة فاطمة إن تلك الحادثة كانت مؤامرة ضد زوجها لذا فقد
    أجتهدت لأثبات براءته من مدير الجامعة ووزير التعليم أمام النميري
    الذي تراجع عن قرار فصله إلا أن د. سعيد آثر الأبتعاد والغربة تأثرا
    بهذا الحادث.
    وربما يكون هذا الحادث صحيحا ولكنه لا يعد تشنيعا بالروح التآمرية
    للمرحوم أحمد سليمان كما ذكرت الدكتورة فاطمة عبدالمحمود بل
    كما ذكرت سابقا فقد كان يتقن لعبة الصراع والمقاومة، وأنه لم يكن
    ممن يسهل تركيعه، ويستكن لبوائق السياسة ، بل كان يردد دوما
    أنه لم يكن طيبا مسكينا يسهل القضاء عليه ويستطيع أن يرد مكائد
    السياسة التي تستهدفه.
    لذا قال في حواره مع الأستاذ ضياء الدين البلال "أنا برضو زول شر".

    الثابت عن موقف الأستاذ أحمد سليمان أنه كان يعلم بالأنقلاب ولكن
    لم يشارك في التخطيط له ، وقد كشف ذلك الدكتور علي الحاج الذي
    عدد أسماء الذين أسند لهم التخطيط والتنفيذ.وقد كان مقتنعا بدوافع
    ذلك التغيير مشيرا الي أنه يريد أن " يذيق الأحزاب من ذات الكأس
    الذي أذاقتنا منه".
    وهي عبارة حمالة أوجه ، ولم يجهد نفسه لتفسيرها ، وشرح لنا تلك
    العبارة بقوله إنه كان يظن أن أنقلاب الأسلاميين إذا قدر له أن ينجح
    سيكون خاتمة مطاف الأنقلابات العسكرية في السودان".

    لقد عاش الأستاذ أحمد سليمان المحامي أقدار جيله المتقلبة ، وتحديات
    عصره بصدق وأخلاص وفقا لتقديراته الخاصة للمواقف والأحداث.
    فقد آثر نهج الأنقلابات العسكرية عندما كانت هي البطولة والثقافة
    السائدة والنظرية الملهمة التي تصدي لأنفاذها جيل بأكمله كان هو
    أحد أفذاذه المشهورين.
    وأرتضي أن يتقلب في خياراته كلما أشارت اليه بوصلة اليقين، فقد
    كان يحلف برأس عبدالخالق كما قال أحد كبار اليساريين ، ولكنه
    بذات الوضوح والشكيمة، عارض عبدالخالق وبارزه بالقلم في صفحات
    الصحف حين أتهمه عبدالخالق بحرق المراحل التاريخية وتبني فكر
    وذهنية البرجوازية الصغيرة التي لا تحتمل لأواء النضال وسط
    الجماهير للوصول للمرحلة الوطنية الديمقراطية.ومن ثم قاد الأنشقاق
    المشهور مع صديقه معاوية سورج وأنحاز الي صف ثورة مايو.

    وظل يردد حتي وفاته أنه خدع في شخصية عبدالخالق محجوب بيد
    أنه كان كثير الأعجاب بالشفيع أحمد الشيخ.
    وقال في حواره مع ضياء الدين البلال أنه لو كان مع عبدالخالق لمنع
    قيام أنقلاب يوليو 71 وحتي لو شارك فيه فسيكون ناجحا وليس فطيرا
    كما تم تنفيذه.وكان يقول إن عبدالخالق رجل طاهر اليد، مثقفا حصيفا
    ويتمتع بكارزمة شخصية عالية ولكنه يغرق في شبر موية.
    لقد كان أكثر شانئوا المرحوم أحمد سليمان من شيعة وتلامذة الأستاذ
    الراحل عبدالخالق محجوب للملابسات التاريخية المعلومة، لهذا فقد
    أشفق الدكتور عبدالله علي أبراهيم علي هذا النهج عندما أفترعت
    حوارا قلميا للأحسان الي سيرة الرجل وكسبه السياسي والفكري
    فقال لي "يصعب الدفاع عن الأرث السياسي والثقافي للرجل في
    ظل الأحداث والأحن التي شهدها أو شارك فيها ، ولكنه أستحسن
    خطة الكتابة والشفافية حول سيرته".
    وهو موقف سديد لو أتبعه شيعة وتلامذة الأستاذ عبدالخالق محجوب.

    أصاب أم أخطأ الأستاذ أحمد سليمان فقد ترك بصمته وقال كلمته ومضي،
    عليه فليس من الحصافة في حفريات المنهج التاريخي البحث عن أدوار
    الأفراد في الأحداث الكبيرة بأفتراضات تجريمية، ولكن المنهج الموضوعي
    يتوخي البحث عن ظروف الصراع السياسي والأجتماعي والطبقي
    والمؤثرات الخارجية وتقديرات القوي المتصارعة لمسيرة ومآلات
    الأحداث. كنا نظن أنه قد مضي زمن تصفية الحسابات مع الموتي ولكن...

    (نقلا عن الأحداث)
    المصدر : منابر الجالية السودانية الأمريكية
    Posted: 23 November 2009
                  

06-22-2013, 09:27 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى رثاء الاستاذ احمد سليمان المحامى (Re: عمار محمد ادم)

    كتب الأستاذ يوسف محمد زين في صحيفة الرأي العام ينعى الأستاذ أحمد سليمان:
    فجعت الأمة السودانية برحيل أحمد سليمان المحامي الذي وافته المنية وأسلم الروح بعد صراع مرير مع المرض، بولاية كنساس الأمريكية مساء الثلاثاء الماضي، والفقيد يعد صاحب اسهامات سياسية وفكرية من خلال صلاته السابقة باليسار وانتمائه للحركة الإسلامية، وعمل الفقيد سفيراً للسودان بموسكو وواشنطن قبل أن يصبح مندوباً للسودان لدى الأمم المتحدة في الفترة من 1992م - 1993م، وشغل منصب وزير العدل في حكومة مايو ووزيراً للزراعة في حكومة عبود، وأسهم الفقيد بقلمه وجهده وفكره في تدعيم حكومة الأنقاذ التي عمل لها دبلوماسياً، وكان من ابرز كتاب الحركة الإسلامية، وله مؤلفات ابرزها «ومشيناها خطى»، وبصيوان العزاء بمنزله بإبي روف الذي لا يبعد سوى خطوات عن النيل، التقت «الرأى العام» باشقائه وعدد من مجامليه واصدقائه فتحدث عنه شقيقه عبد الوهاب سليمان وسحابة حزن تغطى وجهه قائلاً: إن الفقيد كان ودوداً في تعامله مع الآخرين، ولكنه ايضاً كان حاداً في المواقف التي تتطلب ذلك فقد ا تسمت شخصيته السياسية بذلك، وكما انه منصف وحقاني وحينما تولى وزارة الزراعة بمنصب وزير كان والده يعمل في ذات الوزارة «بالمشاهرة» وحينما استلم الوزارة اول ما قام به تنحية والده وقال له إن هذه المكانة يستحقها شخص آخر لأن مدتك انتهت وقد تعجب كل من حوله لهذا الصنيع فهو لا يخشى في الحق لومة لائم، وقال إن للفقيد ثلاث بنات هن سارة وهدى و سامية وهو أخ لثمانية اشقاء وشقيقة واحدة، وقال عنه إنه كان يحب القراءة وينهمك فيها بصورة تشعرك أن كل ما يقرأه مهم للغاية، وهذا انعكس على مذكراته «ومشيناها خطى»، وعلى الرغم من اهتماماته السياسية كان يتفقد اسرته باستمرار ويحيطها باهتمام كبير.
    اما صديقه يوسف بدر عبد الرحيم يقول إن احمد سليمان كان عطوفاً جداًَ على الفقراء والمحتاجين واذا لم يكن عنده ما يجود به كان يعطيهم ساعته في اكثر من مرة حصل ذلك وكما انه كان كثير الجود على الآخرين ويمشي «حفيان» ليكرمهم وهذا بالاضافة ان له ذخيرة من المعلومات وفي اي موضوع أحمد سليمان تجده عارفاً وملماً بتفاصيله بصورة مدهشة، مكتبه للمحاماة كان نصيراً لقضايا الفقراء دون مقابل.
    ويقول عنه د. أحمد علي قنيف وزير الزراعة الاسبق حينما وجدناه بصيوان العزاء إن الراحل فقد عظيم للسودان فهو مدرسة فكرية وبفقده يكون مكانه شاغراً لا محالة، فالفقيد كان سياسياً من الرعيل الأول منذ الحركة الوطنية ومن ثم نشاطه السياسي الدؤوب ما بعد الاستقلال، وكان عميق الفكر والتصور ووطنياً من الطراز الفريد في تاريخ السياسة السودانية ومستوعباً لكل الناس مهما تباينت خلافاتهم وافكارهم السياسية فبلا شك انه نموذج للسياسي السوداني المفتوح.
                  

06-22-2013, 09:52 AM

عمار محمد ادم
<aعمار محمد ادم
تاريخ التسجيل: 07-01-2009
مجموع المشاركات: 2160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى رثاء الاستاذ احمد سليمان المحامى (Re: عمار محمد ادم)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما لايعرفه الكثيرون عن هذا الرجل أنه نوبي أصيل,ربما يعرف هذا أهله في تولا أو تاجاب أو حبراب أو كور إلا أنني متاكد تماما أن أهلنا مثلا في أردوان التي لا تبعد عن تولا إلا كيلومترات معدودة لا يعرفون ذلك دعك من نواحي منطقتنا الممتدة والمترامية الأطراف. يعرف ذلك المقربون إليه من خاصته وأصدقائه. ينتمي صاحبنا إلى هذه القرية الوادعة إلا أنه لم يولد بها ولم ينشأ بها وربما لم يزرها في حياته.. لأهله أراض ونخيل بها . أهله واله هناك ال عبد الحليم وال شريف وربما يمت بعلاقة بال رمرم التي منها عبد الحكيم عبد الرحمن. المرجع الموثوق به في هذا الشأن يمكن أن يكون الأستاذ الدكتور محمد فرح عبد الحليم أو الفنان المغمور عبد التواب عبد الله شريف ... كل ما أعرفه وأثق به تماما أن الرجل منا .. إذن فإن من حق الراحل علينا أن نفرد له صفحات هنا , على الأقل ليعرفه أهله النوبيين إن لم يكن أهل السودان قاطبة... رحل الرجل في هدوء رغم أنه ملأ الساحاة السياسية في السودان ضجيجا وصخبا , وذلك معروف عند الجميع.. سوف نفرد له بعض الصفحات هنا وعلى الذين يعرفون عنه ما لا أعرفه إضافة ذلك لأن من حقه علينا ذكره بالخير الذي كان له.

    تكروري
    reputation
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de