|
ام.. لم تستطع النظر لجثة ابنتها.... فظائع الحرب........ (من الميدان)
|
أم من جنوب كردفان : قالوا لى اذهبى لترى ابنتك قبل دفنها … لم أتمكن من النظر اليها لأن اصابتها كانت صعبة
مريم من الشرق : كيف نتحدث عن السلام فى الشرق والناس يموتون من سوء التغذية ؟
تحاول المنظمات المدنية ان تعمل طيلة الفترة السابقة قبل وبعد توقيع اتفاقية السلام لترسيخ مفهوم السلام الاجتماعى وتوفير الخدمات الاجتماعية لضمان الاستقرار للاسر , خاصة المنظمات النسوية انطلاقا من مفهوم النساء للسلام لذلك ليس من المستغرب ان تعمل النساء تحت كل الظروف لاجل دعم تشييد المدارس وتوفير خدمات الصحة وحماية البيئة ومن منطلق ان حياة الانسان والاستقرار للاسر هو الاساس الذى يقوم عليه السلام.
شهادة الأمهات :
فى جنوب كردفان ومنذ اندلاع المعارك فى يونيو 2011 وحتى مطلع شهر مارس 2012 رصدت تقارير صادرة من منظمة هيومن رايتش وتش حكاوى نساء وامهات تعرضت اسرهن لفظائع الحرب فى جنوب كردفان وتحكى ام لفتاتين قتلتا فى غارة جوية قالت : سمعت انفجارات ثم احضر جار جثمان مريم الى المنزل , اصيبت فى رأسها ورأيت ان جزء من رأسها قد اختفى , وقال لى ان اذهب الى المقابر لانهم اخذوا ابنتى اقبال الى هناك , ذهبت لكن اصابتها كانت صعبة للغاية ولم اتمكن من النظر اليها وتوضح حكاوى السكان الاثر المدمر لقصف الطائرات …قال انجلوا السر وهو مزارع : كانت زوجتى محاسن تزرع فى الحقل المجاور لمنزلنا وعندما سمعنا طائرة من طراز انتنوف تحلق فوقنا صرخت فى الاطفال : استلقوا على الارض حيث ستأتى القنابل الان , وسقطت قنبلة مخلفة عواقب سيئة . اما محاسن البالغة من العمر 35 عاما فقد ماتت فى الحال قطعت رأسها شظية قنبلة خارج منزلها . وكان ابنها البالغ من العمر تسع سنوات فى المطبخ يساعد اخته الكبرى امل فى الطهى حين اخترقت شظايا قنبلة الحائط وارتطمت بجمجمته , كما ضربت الشظايا اخته امانى البالغة من العمر عاما واحدا كانت تجلس خارج المنزل وفى ام سردبة تتكرر المشاهد : فوزية كلال التى كانت حامل فى الشهر الثامن وام لطفل فى الثالثة من عمره وبينما كانت ترعى الماشية بالقرب من منزلها قتلت بفعل قصف جوى .
كيف تنظر النساء للسلام :
من كل تلك المرارات تكونت قناعة لدى النساء حول السلام تختلف عن السائدة لدى الساسة ومتخذى القرار ولدى الرجال بشكل عام لذلك لم يأت القرار الدولى 1325 الذى نص على ضرورة اشراك النساء فى جميع عمليات السلام بما فى ذلك المفاوضات لاجل اقرار السلام عن فراغ بل لان النساء يملكن رؤية متكاملة عن السلام الذى لايتحقق بمجرد وقف اطلاق النار بل بالتنمية المتوازنة وتوفير الخدمات وكل ما من شأنه ضمان السلام الاجتماعى بما يقود لحماية واستقرار الاسرة , ان رؤية النساء للسلام شاملة , ذلك ما دفع مريم وهى ناشطة فى مجال حقوق المرأة فى شرق السودان للقول : فى الشرق لاتوجد حرب الان , لكن سأتحدث عن حرب من نوع اخر يواجهه الانسان خاصة النساء فى شرق السودان , هو الفقر الذى يفضى للموت وقالت : اذكر ذلك لان معدلات الموت عالية جدا نسبة لتردى الخدمات الصحية والوعى الصحى والمجتمعى متدنى والمرأة الاكثر تضررا بالنظر لانتشار زواج الطفلات , واضافت : من يصدق ان هناك طفلة مطلقة لم يتجاوز عمرها ست سنوات اذ تسود عادات وتقاليد مقيدة للمرأة , بل حتى وسائل الاعلام فى بعض المناطق محتكرة للرجال وتحرم النساء من سماع الراديو ! وتوجد قرى لايقل عدد سكانها عن خمسمائة شخص لا توجد بها نقطة غيار , والبعض الاخر من القرى لاتتوفر بها مياه للشرب (جوز الماء يباع ب8 جنيهات ) ( هذه الاسعار قبل اعلان القرارات الاقتصادية برفع اسعار الوقود – المحررة ) فى حين ان مستوى الدخل للفرد لا يتجاوز ( 3-4 جنيه فى اليوم ) وتراجعت نوعية الطعام من مستوى ( العصيدة باللبن لقراصة بالزيت والسكر ) وادى ذلك لتفشى سوء الاغذية بين النساء والرجال وارتفاع نسبة الوفيات وسط الاطفال .
وتقول مريم فى ختام حديثها : فى شرق السودان لاتوجد حرب بالمعنى التقليدى , لكن لا يوجد سلام اجتماعى مع الفقر . http://www.midan.net/almidan/?p=46550#more-46550
|
|

|
|
|
|