ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن "الإسلام وعلمانية الدولة"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-20-2013, 06:43 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن "الإسلام وعلمانية الدولة"




    ملخص :

    تحدث البروفيسور عبدالله أحمد النعيم، عن "الإسلام وعلمانية الدولة..تجربة السودان " خلال ندوة نظمتها رابطة القانونيين السودانيين الجمعة 17 مايو بفندق " رادسون بلو "،وسط حضور كبير من القانونيين والمهتمين،وقدم الندوة الدكتور احمد عثمان. موضوع الندوة في الأساس كتاب أصدره المتحدث بعنوان" الإسلام وعلمانية الدولة"،وتمثلت فكرته الأساسية في الفصل بين الدين والدولة،ويقول النعيم " استخدمت مصطلح «علمانية الدولة» لتمييز ما أدعو إليه عن العلمانية كفلسفة عامة للحياة من غير اعتبار للمرجعية الدينية. ونظرا للفهم الشائع لدي المسلمين عامة والذي يربط بينها وبين إقصاء الدين عن الحياة العامة للمجتمع، ولتفادي هذا التعميم الضار فقد ألحقت صفة العلمانية بالدولة وليس بالمجتمع، هو ما يتسق تماما مع ما أدعو إليه، من فصل الإسلام عن الدولة وليس فصله عن السياسة والتشريع والحياة العامة بشكل كلي". وميز النعيم بين ما يدعو إليه، وبين دعوة بعض الجماعات الإسلامية لـ"الدولة المدنية"، مركزا حديثه على أهمية "دولة المواطنة" التي تؤسس عليها الحقوق. و"الحاجة الماسة للتمييز بين الدولة والحكومة بحيث لا تصبح الدولة أداة طيعة للحزب أو المجموعة التي بيدها السلطة، و الفشل في التمييز بين الدولة والسياسة يؤدي إلي تقويض دعائم السلام والاستقرار والسياسي والتنمية للمجتمع بأسره، داعيا إلى «المنطق المدني» أي وجوب ارتكاز التشريع أو السياسة العامة علي المنطق المشاع، الذي يمكن لكل مواطن أن يقبله أو يرفضه بحرية، أو يقدم البديل من المقترحات، من خلال الحوار العام.وأوضح النعيم أن علمانية الدولة هي الأكثر اتساقا مع تواريخ المجتمعات الإسلامية من شعار «الدولة الإسلامية» والذي ظهر حديثا بعد الحقبة الاستعمارية، معتبرا ان دولة النبي في المدينة" نموذج فريد لن يتكرر" ، أما النموذج السائد في السودان وإيران وغيرهما،فهناك استحالة لـ"الدولة الإسلامية". ويرى النعيم أن تنظيم العلاقة بين الدين والدولة والسياسة في أي مكان، هو دوما ذو أبعاد تاريخية وسياقية عميقة، وليس هناك نموذج محدد. واستعرض خلال حديثه،النواحي الدستورية للدولة العلمانية والحقوق الأساسية وحقوق الإنسان، والفصل بين السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية، واستقلال القضاء، وحكم القانون لضمان تنظيم العلاقة بين الأفراد والدولة بواسطة مبادئ قانونية واضحة للتطبيق العام، بدل الإرادة المستبدة للمجموعة الحاكمة.الندوة شهدت مداخلات متعددة . الجدير بالذكر نأ، الدكتور عبدالله أحمد النعيم مفكر وناشط حقوقي سوداني يعمل أستاذا للقانون في كلية الحقوق بجامعة إموري بالولايات المتحدة الأمريكية، وله العديد من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية،وتم خلال الندوة توزيع كتابه، «الإسلام وعلمانية الدولة"وفي الختام قام الدكتور محمد سعيد الطيب رئيس رابطة القانونيين بمنحه درع الرابطة.
                  

05-20-2013, 06:44 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية الدو (Re: Faisal Al Zubeir)







                  

05-20-2013, 08:30 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Faisal Al Zubeir)

    سلام وشكرا يا استاذ فيصل على التلخيص والصور.
                  

05-20-2013, 09:38 PM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Faisal Al Zubeir)

    فيصل الزبير

    تحياتي

    "
    Quote: والدولة،ويقول النعيم " استخدمت مصطلح «علمانية الدولة» لتمييز ما أدعو إليه عن العلمانية كفلسفة عامة للحياة من غير اعتبار للمرجعية الدينيةز ونظرا للفهم الشائع لدي المسلمين عامة والذي يربط بينها وبين إقصاء الدين عن الحياة العامة للمجتمع، ولتفادي هذا التعميم الضار فقد ألحقت صفة العلمانية بالدولة وليس بالمجتمع، "

    يعني عمليا بروفيسور النعيم يقف ضد علمنة المجتمع و لكنه يدعو لعلمنة الدولة!
    هنا تناقض رهيب اذا كانت العلمانية كما عرفها الناس في اوروبا غير مفيدة او صالحة في رأيه للمجتمع السوداني كيف تكون علمنة الدولة مقبولة لدى الناس?

    ثمة مفهوم اخر متخفي في دعوة بروفيسور النعيم لعلمنة الدولة هو افتراض استقلالية الدولة عن المجتمع و يجعلها فوق المجتمع بدل ان تكون خادمته و اداته
    اي دعوة لدولة تقف فوق المجتمع و منفصلة عنه هي دعوة لديكتاتورية

    "
    Quote: وميز النعيم بين ما يدعو إليه، وبين دعوة بعض الجماعات الإسلامية لـ"الدولة المدنية
    ""
    هل الجماعات الاسلامية فقط هي التي تدعو للدولة المدنية?
    طبعا لا فالحزب الشيوعي السوداني دعا للدولة المدنية قبل ان تتبناه اي حركة اسلامية ربما في الشرق الاوسط كله!
    قول الحقيقة مهم
    نعم قد تكون للحركات الاسلامية اجندة و افهام خاصة بها بالدعوة للدولة المدنية , و قد نختلف معها, لكن مفهوم الدولة المدنية الذي يدعو له الحزب الشيوعي و المتعارف عليه في الفلسفة السياسية يجعل الدولة جزء عضوي من تركيبة المجتمع, و لا يوجد فصام بين ان تكون الدولة علمانية و المجتمع متدين كما يدعو بروفيسور النعيم, و انما تكون الدولة صورة من المجتمع و معبرة عن كل مكونات المجتمع حيث يتواضع الناس على دستور يكفل الحريات و يوزع السلطات و يضع معايير للتحكم في اداء السلطة و الدولة.
    السلطة السياسية في الدول المدنية ليست فوق المجتمع و لا منفصلة عنه.

    الغريبة بروفيسور النعيم يرجع و يدعو الي المنطق المدني
    حقيقة من هذا التلخيص يمكن الوصول لحقيقة ان مفهوم الدولة لدى بروفيسور النعيم هو مفهوم هجين كسيح يستلف فيه بروفيسور النعيم ما يريد من المفاهيم السياسية و يولفها انتقاءا و ليس لحاجة موضوعية و لا اسس فلسفية و معرفية تسنده.
    نطمح لرؤية الفيديو
    شكرا





    ===

    (عدل بواسطة بدر الدين احمد موسى on 05-21-2013, 06:19 AM)

                  

05-20-2013, 10:18 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    دا فيديو مختلف يا بدرالدين .... تحياتي
    تحياتنا ليك فيصل الزبير ولي د. أحمد عثمان وللدوحة وناس الدوحة

                  

05-21-2013, 07:00 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: aydaroos)

    عايدروس

    تحياتي
    شكرا على الفيديو

    هل لاحظت ان بروفيسور النعيم قال:"ذا استيت كان نوت بي ريليجوس The state can not be religious!"
    يعني مافي دولة دينية? و الفاتيكان? و ايران? و السودان? و الابمراطورية البيزنطية المقدسة? و الدولة الاسلامية?

    برضو لاحظ انه بروفيسور النعيم ما عايز الدولة تكون محايدة و يرى انه يجب ان لا تكون بس مفروض الانحياز يكون في حده الادني (مينيمال)
                  

05-21-2013, 07:22 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)


    مرحب بدر الدين ...
    Quote: يعني مافي دولة دينية? و الفاتيكان? و ايران? و السودان? و الابمراطورية البيزنطية المقدسة? و الدولة الاسلامية?

    نشيل الفاتيكان برة القائمة دي، بإعتبارها مؤسسة أكتر منها دولة، ويمكن تسميتها بوزارة الأوقاف والشئون المسيحية للعالم.

    أما أيران والسودان ...... إلخ، فتسميتها بـ(الإسلامية) شئ يدعو للسخرية ..... (الجمهورية الإسلامية الأيرانية). أنا أعرف أن الفرد يكون مسلماً، وحسب معتقده، فإنه يؤجر على إسلامه ويعاقب إذا ابتعد عنه (كل ذلك يوم القيامة)، فهل تؤجر الدولة على إسلامها ويزج بها في جهنم على كفرها؟

    إضافةً لذلك، نذكر عندما استولى سئ الذكر جعفر نميري على السلطة في 25 مايو 1969، كان اسم الدولة (جمهورية السودان)، فقرر أن يغير إسمها إلى (جمهورية السودان الديمقراطية)، فهل جعلتها هذه التسمية ديمقراطية؟

    الحساب والعقاب للأفراد، فلا معنى لتسمية دولة بـ(الجمهورية الإسلامية).
                  

05-21-2013, 08:04 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    محمد ابو العزايم

    تحياتي

    الفاتيكان في الواقع دولة و عندها علم عديل كدة و عضو مراقب في الامم المتحدة
    http://geography.about.com/od/politicalgeogra...a/vaticancountry.htm
    http://www.catholic.com/quickquestions/is-the...can-really-a-country
    المسألة ليست في ان نسميها او لا نسميها الموضوع هنا انه في الحقيقة هناك دول دينية منها الدولة في ايران و السعودية و السودان لأنها دول تعلن انها دول تمثل ديانة محددة و تبني قوانينها على تعاليم الدين
    لا يمكك ان ننكر ان هناك دول او دول دينية و لكن يمكننا التساؤل حول حقيقة تمثيل حكومات تلك الدول للدين الذي تدعي انها تمثله
    فهل حكومة الانقاذ حكومة اسلامية ام حكومة اخوان مسلمين? و هل الاخوان المسلمين يمثلون كل المسلمين? و هل ايران دولة مسلمين ام دولة شيعة? و هل الشيعة يمثلون كل المسلمين ? و هل السعودية دولة للمسلمين ام دولة للوهابية? دي اسئلة مشروعة و تدحض دعاوى من ينادون بدولة تمثل ديانة محددة لكن دحض دعاواهم لا ينفي ان هناك دول قامت على اسس دينية و اخري ما تزال

    http://en.wikipedia.org/wiki/State_religion
                  

05-21-2013, 08:20 PM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    شكراً جزيلاً صديقنا فيصل علي التلخيص والعرض المتميز
    والشكر موصول للأصدقاء بدر الدين وعيدروس وأبو العزائم على المداخلات الثرية والمحفزة على التفكير
    سأحاول أن أختصر هذه المداخلة بالرد على الملاحظات الجيدة التي أبداها بدر الدين، وقبل ذلك يجب أن أوضح له أن البروفيسور لا يدعي أبداً أن مشروعه مكتمل بل هو مطروح للنقاش لأنه فضل تطويره عبر الحوار علي أن ينتظر إكتماله كفكرة ومن ثم طرحه للجمهور.
    ما يقوله البروفيسور من أن الدولة لا يمكن أن تكون دينية صحيح مائة بالمائة من وجهة نظر قانونية. وذلك لأن الدولة الحديثة وليس التاريخية من وجهة نظر قانونية ، تعتبر شخصاً معنوياً أو إعتبارياً. وفي علوم القانون أهم مايميز الشخص الإعتباري عن الشخص الطبيعي (الإنسان)، هو أن الشخص الإعتباري لا يتميز بوجود ما يعرف بالحالة. والحالة هي الأسرة وما يتبعها من أحوال شخصية والدين. وكما بسط صديقنا أبو العزائم الأمر، الشخص المعنوي كالشركة والدولة لا يمكن أن يكون متدين أو عابد أو ملحد أو مؤدياً لشعائر دينية أو محاسباً في الآخرة عن أعماله أو معانياً من عذاب القبر، ولذلك لا يمكن أن يكون له دين. وكون أن دولة ما تسمي نفسها دينية وتشرع تشريعات دينية وتتبنى آيدلوجيا دينية، لا يعني هذا أنها دينية من وجهة نظر قانونية بحتة، إلا إذا أصبحت مندمجة في شخص حاكمها الذي أصبح هو الدولة كلويس الرابع عشر.
    والدولة كشخص إعتباري ميلادها تم إستلافه من مفهوم الشركة في القانون الخاص، بعد أن سمح التنظير الهيغلي الذي جعلها كائنً فوق المجتمع وفصلها من شخص الحاكم بتمييزها عن شخص الملك/ الحاكم وإعطائها الشخصية الإعتبارية بذلك. هذه الشخصية الإعتبارية التي فوق المجتمع، تعيد فلسفة الدولة لدى الغرب إستدخالها في المجتمع عبر قانون الإنتخابات بحيث يتصل ما إنقطع بينها وبين هذا المجتمع.وبالتالي تصبح نظرياً خارج المجتمع وداخله في آن.
    إعادة إستدخال الدولة في المجتمع عبر الإنتخابات يثير موضوع السياسة والمجتمع وعلاقتهمابالدين، وكما لا حظت أنت بحق يريد البروفيسور أن يحتفظ بالدولة علمانية - أي محايدة تجاه الدين حسبما يقول، وأن يحتفظ بالمجتمع دينياً أو مسلماً، وبالتبعية ينادي بعدم فصل الدين عن السياسة. هذا التناقض يقر به البروفيسور علناً في كتابه ويعتقد أنه مسألة يمكن أن تحل عبر الممارسة لا عبر التنظير. وأنا لدي تحفظاتي حول هذه الرؤية.
    مع كل التقدير، كقانوني لا أرى أن مصطلح الدولة المدنية الذي يتبناه الحزب الشيوعي صحيحاً. فهو ليس له دلالة قانونية محددة في العلوم القانونية ويبقى مجرد مصطلح سياسي ملتبس يحتاج إلى شرح وتحديد. فالمصطلح أول من نادى به واستخدمه هو الإمام محمد عبده، ولا أظن أن الحزب الشيوعي يستخدمه بنفس المعنى.من وجهة نظر قانونية المصطلح الصحيح والواجب اإستخدامه هو " دولة سيادة حكم القانون مع توافر ضماناتها". كل ما عدا ذلك من مصطلحات سياسية يبقى في مستوى فلسفة السياسةالعامة التي تحتاج إلى توضيح عند الحديث عن التوصيف القانوني للدولة.
    أشكر الجميع مجدداً وأعتذر عن اإطالة
    ودمتم
                  

05-21-2013, 09:14 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)


    شكراً د. أحمد عثمان للشرح الضافي، ولتوضيح مقاصدي (كعنقالي) في صياغة قانونية.
                  

05-22-2013, 07:37 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    الصديق العزيز احمد عثمان

    تحياتي
    و شكر على مشاركتنا افكارك
    ياخ انا اليومين ديل عندي مشكلة في الكتابة بالعربي (الكيبور الذي استخدمه من الانترنت اصبح بطيئا جدا مما جعل الكتابة عذاب عديل كدة) و لغاية ما احل المشكلة النقاش حا يكون شوية صعب

    المهم يا احمد ياخ الدولة اساسا لا تعرف بالقانون و انما تعرف بالدستور و طبعا هناك خطأ شائع يعتبر الدستور وثيقة قانونية لكن في الحقيقة الدستور وثيقة سياسية تتم في الوضع المثالي صياغتها بين مجموعات من الناس لتحقيق مصالحهم
    و برضو مفهوم الدولة سبق مفهوم الشركات في الوجود فقد تحدث افلاطون و ارسطو و سيسرو عن الدولة و اهميتها و اسس قيامها قبل ظهور الشركات التي تقول انت ان مفهوم الدولة استلف منها
    طبعا هذا لا يمنع ان الديمقراطية حتمت ان يتمكن المواطن من اخذ الدولة ككيان جمعي للمحكمة او ان يأخذ المجتمع ممثل بالدولة بعض المواطنين للتقاضي و هذا خلق ضرورة تعريف الدولة ككائن اعتباري يمكن ان يمثل امام القضاء و تعريف القانون تعريف اجرائي يقول بعض الحقيقة
    لكن الدولة ككيان سياسي يمكنها ان تكون دينية و هناك امثلة كثيرة جدا و هذا الرابط يتحدث عن بعضها
    From the perspective of the theocratic government, "God himself is recognized as the head" of the state,[1] hence the term theocracy, from the Greek and#952;and#949;and#959;and#954;and#961;and#945;and#964;and#943;and#945; "rule of God", a term used by Josephus for the kingdoms of Israel and Judah.[2]

    Taken literally or strictly, theocracy means rule by God or gods and refers primarily to an internal "rule of the heart", especially in its biblical application. The common, generic use of the term, as defined above in terms of rule by a church or analogous religious leadership, would be more accurately described as an ecclesiocracy.[3]

    In a pure theocracy, the civil leader is believed to have a direct personal connection with God. For example, the prophet Moses led the Israelites, and the prophet Muhammad ruled the early Muslims. Law proclaimed by the ruler is also considered a divine revelation, and hence the law of God
    http://en.wikipedia.org/wiki/Theocracy
    An Islamic state is a state that has adopted Islam, specifically Sharia, as its foundations for political institutions, or laws, exclusively, and has implemented the Islamic ruling system khilafah (Arabic: خلافة), and is therefore a theocracy. Although there is much debate as to which states or groups operate strictly according to Islamic Law, Sharia is the official basis for state laws in the following countries: Afghanistan, Iran, Mauritania, Saudi Arabia, Somalia, Sudan, and Yemen. In Nigeria, the constitution provides that states may elect to use Shari'a laws and courts, though non-Muslims are not required in any state to submit to Shari'a jurisdiction and adherence varies by state.[7]
    http://en.wikipedia.org/wiki/Theocracy
    حسب المقتطفات اعلاه فان هناك دول دينية و انها معروفة و معرفة سياسيا و موجودة موضوعيا و لا يمكن يا دكتور احمد تقول لي انه قانونيا ممكن تنفي الموجود موضوعيا (ماديا و تاريخيا)!
                  

05-22-2013, 09:21 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    عزيزنا احمد عثمان

    تحيات يا صديقي

    برضو يا احمد انا مستغرب انك تنسب مفهوم الدولة المدنية لمحمد عبدو!
    الدولة المدنية كتب عنها بشكل جنيني افلاطون في الجمهورية و انتقده اسطو في كتابه السياسة و اسس لفكرة الدولة القائمة على مصالح الاطراف و زاد على ذلك سيسرو لاحظ ديل عاشوا بين نهاية نظام المدن الدول (افلاطون و ارسطو) و نهاية الدولة الرومانية
    سانت اوغستين اسس لفكرة الدولة الدينية في كتابه مدينة الرب حيث اسس لحكم الكنيسة الكاثولوكية في الامبراطورية الرومانية المقدسة
    لوك في كتابه مقاربة ثانية للحكومة اعطى تعريف هو السائد حتى الان للدولة المدنية و هو انها الدولة التي يتوافق اعضاؤها على التخلي عن حقهم الطبيعي في اخذ حقوقهم بيدهم و الامتثال لقانون يضعونه بانفسهم بعد داك ناس ميل و مونتسيكو و روسو و غيرهم كتبوا في موضوع الدولة المدنية و حتى كارل ماركس كتب فيها و تقول يا احمد محمد عبدو هو صاحب المفهوم?
    انا حصل نقلت عشرات الاقتباسات من كل الكتاب اعلاه و اخرين في تعريف الدولة المدنية و توضيح اسسها السياسية و الاجتماعية و تاني ممكن انقلها هنا
    مفهوم الدولة المدنية ببساطة يا احمد هو الاتي:
    الناس الان في السودان يعيشون في مرحلة ما قبل المجتمع السياسي او في مرحلة القانون الطبيعي الانقاذ تقتل و تسجن و الجبهة الثورية تقتل و تسجن و العدل و المساواة و الحركة الشعبية و كل من استطاع شراء بندقية او تبرع له بها اخرين يعمل العايز لما نقول ليهم تعالوا نؤسس دولة مدنية فاننا ندعوه للجلوس و الاتفاق على دستور يضمن حقوقهم كلهم كمواطنين و يخضعهم لنفس القانون لرد الحقوق المستلبة امام القضاء بدل فوهة البندقية
    طبعا اذا جلسوا جميعا على قدم المساواة فمن غير الممكن تغلييب مصالح اي منهم او افكاره على مصالح الاخرين او افكارهم و بالتالي ستكون الدولة غير مؤدلجة و لن تكون دينية تماما مثلما انها لن تكون مرتبطة باي فلسفة خاصة باي مجموعة منفردة يعني الدولة لن علمانية و لا ماركسية و لا بعثية و لا ناصرية و انما دولة لكل السودانيين
    ستجد مثل تلك الدولة مثلا موجود في امريكا فامريكا يا احمد ليست دولة علمانية و لا دولة دينية لأن الدستور لا ينص على اي منهما فالدستور الامريكي يضمن الحقوق الدينية و غير الدينية على قدم المساواة
    الدستور الامريكي يمنع الدولة من التحييز ضد الدين و يمنعها من الانحياز لأي مذهب ديني لكنه يخضع الجميع لأحكام القانون و دي هي الدولة المدنية
                  

05-22-2013, 09:30 AM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    شكراً جزيلاً ياصديقي بدر الدين،،،
    أولاً أرجو أن تعيد قراءة مساهمتي أعلاه لتجد أنني تحدثت من وجهة نظر قانونية متصلة بطبيعة شخصية الدولة الإعتبارية وفرقت بين الدولة المؤسسة الحديثة وبين الدولة التاريخية التي كانت تنسب لشخص الحاكم ولا تفترق عن شخصيته. أنا لم أقل أبداً أن الدولة ظهرت مع هيغل، بل قلت أن الدولة الحديثة ذات الشخصية الإعتبارية المستلفة من شخصية الشركة بنيت على التنظير الفلسفي الهيغلي. وعلى هذا فإن دولة الفرد كدولة معاوية أو عبد الملك بن مروان التي لا تعرف فصل السلطات ولا تنفصل عن شخصية الحاكم، من الممكن أن تكون دينية بإعتبار إندماجها في شخص الحاكم. لذلك أنا لم أنكر وجود دولة دينية تاريخية لا تنفصل عن شخص حاكمها. أما الدولة الحديثة ذات الشخصية الإعتبارية والقائمة على المؤسسات، فمن المستحيل أن تكون دينية وهنا مربط الفرس. ودعني أختلف معك في أن الدستور ليس وثيقة سياسية فقط، بل هو وثيقة قانونية معيارية تحكم القوانين وفقاً لمبدأ دستورية القوانين منذ سابقة ماربوري ضد ماديسون الأمريكية الشهيرة. والتداخل بين السياسي والقانوني يتم عبر عملية التشريع لأنها عملية سياسية محضة، ولكن لا يصح نفي صفة القانونية عن الدستور الذي يعتبره البعض أبو القوانين وتطبقه المحاكم حسب طبيعة النظام القانوني.
    أما قولك بأن أرسطو وغيره من الفلاسفة قد تحدثوا عن الدولة، فهو صحيح بالطبع، ولكنه يقع في إطار الفلسفة العامة قبل ظهور فلسفة القانون كعلم تخصصي. ولذلك لم ينشغل بتحديد الشخصية القانونية للدولة بل تحدث عن فلسفتها العامة قبل ظهور الدولة المؤسسة القائمة على المواطنة وسيادة حكم القانون التي أخذت شكلها الحديث بعد توحيد النظام القانوني بين نظريتي القانون الطبيعي والنظرية الوضعية عبر إبتداع مبدأ الدستورية. وهذا بالمناسبة جزء من تخصصي ( فلسفة القانون). فحديث الفلاسفة في إطار الفلسفة العامة للدولة، يدخل في فلسفة السياسة والقانون معاً في كل مجال حسب خصوصيته. وبالتالي لا تستطيع أن تقرأه متشيئاً إلا عبر التكييف القانوني لطبيعة الدولة الموجودة في أرض الواقع. ولذلك القانون ليس إجرائياً بل معيارياً، وهو مكمل لنظرية المعرفة بالإنتقال من المجرد (الفلسفي النظري) إلى المحدد (الدولة وشخصيتها في المجتمعات الحديثة) حتى يتسنى العودة للتجريد والتنظير مجدداً.
    أرجو أن تكون الفكرة واضحة الآن، وهي أن الدولة بوصفها شخصية إعتبارية قانونية يستحيل أن تكون دينية، وهذا لا يمنع من أن يتم الإدعاء بأنها دينية من ناحية فلسفية أو آيدلوجية أو سياسية، ولكن مثل هذا الإدعاء تكذبه الطبيعة الفعلية للدولة المؤسسة، ولا ينسجم إلا مع الدولة المندمجة والمندغمة في ذات الحاكم (الشخص الطبيعي). أي من ينادي بدينية الدولة ينادي بإلغاء دولة المؤسسات ، والعودة لدولة الفرد من ناحية قانونية في الواقع. وبذلك يصبح قبوله بالدولة المؤسسة تناقضاً كبيراً لا يصمد أمام حقائق القانون. وهذا يعني أنه مالم ننطلق من الملموس (الشخصية القانونية للدولة الحديثة) للمجرد (التنظير الفلسفي السياسي والآيدولجي حول الدولة) للعودة مرة أخرى للدولة ككائن موجود وفعال، لا سبيل لمحاكمة أي فكرة سياسية أو فلسفية من مواقع معرفية. وسيبقى الصراع حينها بين الأفكار صراعاً آيدلوجياً صرفاً لا يقبل المعايرة معرفياً. وهنا تكمن أهمية علم القانون وتحديداً فلسفة القانون التي تعتبر حلقة واصلة بين القانون والعلوم الإجتماعية الأخرى كالفلسفة وعلم السياسة.
    أرجو ألا أكون قد ذهبت عريضاً في التخصصية لأن فلسفة القانون مجال تخصصي وهذا الموضوع أحد مواضيعها .
    لك مودتي الخالصة ياصديقي ولكل المشاركين في هذا الخيط.
    ودمتم
                  

05-22-2013, 12:14 PM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    عزيزنا بدر الدين لك المودة والتقدير
    يبدو أن مداخلتينا تقاطعتا فنزلت خاصتك قبل خاصتي لذا وجب قراءة مداخلتي بإعتبارها رداً على مداخلتك السابقة حتى يستقيم ترتيب النص.
    أولاً ياصديقي مصطلح الدولة المدنية كمصطلح سياسي صكه واجترحه في عالمنا العربي والإسلامي الإمام محمد عبده ، وهذه حقيقة تاريخية. كتابات الفلاسفة الغربيين جميعها كتبت في مواجهة الدولة الدينية واعتبرت معرفياً مؤسسة للدولة العلمانية وليس الدولة المدنية . فالإشارة للدولة غير الثيوقراطية في كل التراث الغربي يعني علمانيتها مع الإحتفاظ لكل دولة غربية بخصوصيتها في فهم العلمانية. وحتى لا نتوه في هذا الجدل، من الممكن أن ترجع لعدة مراجع تتحدث عن العلمانيةوخصوصاً الكتاب المعرفي القيم للدكتور عزيز العظمة" العلمانية من منظور مختلف" وذلك لفض الإشتباك بين مفهومي الدولة المدنية والدولة العلمانية. عموماً مازلت عند رأيي المنقول بالطبع أن مصطلح "الدولة المدنية" هو ملكية خالصة للإمام محمد عبده وهذه مسألة تاريخية. وقد صكه في إطار التمايز عن علمانية الدولة السائد في الغرب والمبني على تصورات فبسفية من ضمنها نظلرية القانون الطبيعي التي ذكرتها والتي من ضمن مفكريها الدينيين توما الأكويني أيضا!
    ماقصدته من مداخلتي السابقة هو أن مصطلح "الدولة المدنية" ملتبس أيضاً وليس كما يتوهم الحزب الشيوعي أنه واضح ويعفيه من التعامل مع مصطلح الدولة العلمانية الملتبس. فالمفهوم وفقاً للإمام محمد عبده يختلف عن المفهوم لدى الحزب الشيوعي وعن المفهوم لدى حزب العدالة والتنمية التركي وعن المفهوم لدى حزب التحرير والعدالة المصري ولدى المؤتمر الشعبي أو حزب الأمة. فإذا كانت الدولة المدنية لدى الحزب تعني دولة سيادة حكم القانون القائمة على المساواة أمام القانون في ظل إستقلال القضاء وحق التقاضي الدستوري ومبدأ الدستورية القائم على حقوق المواطنة والحريات العامة مع تنفيذ الأحكام، فإنه لدى حركة الأخوان المسلمين يعني دولة بمرجعية دينية تطبق تشريعات دينية وتهتدي بهدي الشريعة الإسلامية. وهذا نفس فهم حزب النهضة في تونس مع إختلاف في مقاربة هذه المرجعية، ولكنه يتناقض مع دولة حزب العدالة والتنمية العلمانية المرجعية المدنية من وجهة نظره. والمؤتمر الشعبي في السودان مفهومه للدولة المدنية قائم على أنها دولة الحريات والتدول السلمي للسلطة والتعددية،ولكنه بالحتم لا يعني دولة المساواة أمام القانون التي بالحتم تجعل من الكثير من قوانين الشريعة قوانيناً غير دستورية. وهو كذلك ليس فهم نهج الصحوة لدى الإمام الصادق المهدي للدولة المدنية. ببساطة إختار الحزب مصطلحاً ملتبساً يعفيه من الحديث المباشر عن العلمانية ، ويؤسس لأرضية عامة تجمع بينه والأحزاب ذات المرجعية الدينية لأسباب سياسية. والتعميم والإلتباس بالطبع يتيح لكل حزب أن يفسر المصطلح وفقاً لمنظوره. ولكن في مقام المعرفة لابد أن نقول بأن المطلوب هو الدقة في إستخدام المصطلح ما أمكن مع الإقرار بصعوبة الأمر في العلوم الإجتماعية. والمصطلح الأمثل كما ذكرت سابقاً هو "دولة سيادة حكم القانون مع توفر ضماناتها" أو بتحفظ "دولة المواطنة". وهي بالمناسبة نموذجها الذي تتحدث عنه من حيث المفهوم العام للنظام القانوني هو الولايات المتحدة الأمريكية.
    ببساطة المطلوب هو ضبط المصطلح وعدم الخلط بين مفاهيم متداخلة في التاريخ الفلسفي أو جلبها لتخدم أغراضاً مختلفة بالأصل. وبالمناسبة مساهمة كارل ماركس حول الدولة مساهمة ناقصة! وهذا أمر دعنا نعالجه في بوست آخر.
    أرجو أن تكون فكرتي واضحة الآن وهي فكرة معرفية بحتة من موقع تخصصي، لا يتجاهل السياسي والآيدلوجي ولكن لا يقدم تنازلات مجانية لهما.
    لك مودتي الخالصة وتقديري
    ودمتم
                  

05-22-2013, 05:51 PM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    العزيز احمد عثمان

    تحيات و سلام

    "
    Quote: أولاً أرجو أن تعيد قراءة مساهمتي أعلاه لتجد أنني تحدثت من وجهة نظر قانونية متصلة بطبيعة شخصية الدولة الإعتبارية وفرقت بين الدولة المؤسسة الحديثة وبين الدولة التاريخية التي كانت تنسب لشخص الحاكم ولا تفترق عن شخصيتهز أنا لم أقل أبداً أن الدولة ظهرت مع هيغل، بل قلت أن الدولة الحديثة ذات الشخصية الإعتبارية المستلفة من شخصية الشركة بنيت على التنظير الفلسفي الهيغليز وعلى هذا فإن دولة الفرد كدولة معاوية أو عبد الملك بن مروان التي لا تعرف فصل السلطات ولا تنفصل عن شخصية الحاكم، من الممكن أن تكون دينية بإعتبار إندماجها في شخص الحاكمز لذلك أنا لم أنكر وجود دولة دينية تاريخية لا تنفصل عن شخص حاكمهاز أما الدولة الحديثة ذات الشخصية الإعتبارية والقائمة على المؤسسات، فمن المستحيل أن تكون دينية وهنا مربط الفرسز ودعني أختلف معك في أن الدستور ليس وثيقة سياسية فقط، بل هو وثيقة قانونية معيارية تحكم القوانين وفقاً لمبدأ دستورية القوانين منذ سابقة ماربوري ضد ماديسون الأمريكية الشهيرةز والتداخل بين السياسي والقانوني يتم عبر عملية التشريع لأنها عملية سياسية محضة، ولكن لا يصح نفي صفة القانونية عن الدستور الذي يعتبره البعض أبو القوانين وتطبقه المحاكم حسب طبيعة النظام القانونيز
    "

    اخر كلمات في الاقتباس اعلاه من مداخلتك يا احمد يشي بكل شئ!
    القانون نفسه ليس كائنا معياريا مجردا و متساوي في الاهمية لكل الناس في كل العالم فالقانون الفرنسي بالنسبة لي لا يعني اي شئ لأني لست مواطنا فرنسيا و كل تعريفات القانون الفرنسي غير ملزمة لي (هذا مثال)
    و بالتالي, لا يمكننا ان نتحدث عن تعريف قانوني واحد للدولة على مستوى العالم , و لو انت اخذت اختلاف التفاسير كنقطة ضعف في حق الدولة المدنية, بالاحرى ان تعتبر ان التعابير القانونية ملتبسة ايضا لأنه مختلف الناس يفسرون القانون بمختلف مصالحهم و الامريكان لا يعنيهم القانون الفرنسي و لا السوداني مثلا!
    النقطة الاهم هنا يا دكتور احمد ان بروفيسور النعيم عندما قال ان الدولة لا يمكن ان تكون دينية, لم يقل انه يستند على "التعريف" القانوني للدولة باعتبارها شخصا اعتباريا يتم استدعائها لسوح المحاكم, و لو قال ذلك فانه سيضعف حجته الضعيفة اصلا!
    فالقانون الوضعي غير الديني (حسب فهمي) يتعامل مع كل الاشخاص سواء اعتباريين او طبيعيين دون النظر لمعتقداتهم , و لو كان ذلك كذلك, فهل يمكننا ان نقول انه لا يوجد شخص متدين اصلا لأن القانون ينظر للناس بدون اعتبار دياناتهم?
    تاريخيا يا احمد, قامت دول دينية لم تكون الدولة مدمجة في شخص الحاكم ,و منها دولة ايران و دولة السودان الاسلامية و المملكة العربية السعودية فلا عمر البشير و لا احمدي نجاد و لا اي من ملوك السعودية اشخاص تندمج فيهم الدولة, و في الامبراطورية الرومانية المقدسة السلطة الدينية كانت ممثلة في البابا و ليس في اي من الملوك و لا الامراء في اوروبا.
    المعرفة يا دكتور احمد فعل تراكمي, و لا يسود فيها مبدأ ان ظهور فرع جديد في المعرفة يجب القديم. و الفلسفة القانونية اساسا ظهرت بعد رسوخ مفهوم الدولة في الغرب, فلا يوجد قانون بلا دولة, و المنطق يقول ان النتيجة تعرف باسبابها و ليس العكس. فقانون اي دولة محكوم بنوع الدولة و يتم تعريفه بناءا على ذلك فالدولة الديمقراطية قوانينها ديمقراطية و قس على
    و و عليه يا احمد, فاسبقية التأسيس لمفهوم الدولة المدنية او الدولة الحديثة لا يرتبط بتطور الفلسفة القانونية الحديثة لأن الفسلفة القانونية جاءت كنتيجة لتمثل مفهوم الدولة الحديثة في الواقع بناء على افكار طرحها فلاسفة السياسة (ربما ايضا القانون لأن السياسة و القانون و علوم الاجتماع و المجتمع كانت جنينية و مدمجة ) مثل افلاطون و ارسطو و سيسرو و غيرهم

    اظن يا احمد جون لوك و توماس هوببز, و روسو و توكفيل و ميل كانوا قبل محمد عبدو!
    محمد عبدو استند في افكاره على فلاسفة عصر التنوير في اوروبا و ليس امامي اي من كتبه لاعرف ما اذا اوفى مصادره حقها على كل فمفهوم الملكية الفكريةand#1637; جديد
                  

05-22-2013, 07:28 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    Quote: القانون نفسه ليس كائنا معياريا مجردا و متساوي في الاهمية لكل الناس في كل العالم فالقانون الفرنسي بالنسبة لي لا يعني اي شئ لأني لست مواطنا فرنسيا و كل تعريفات القانون الفرنسي غير ملزمة لي (هذا مثال)
    و بالتالي, لا يمكننا ان نتحدث عن تعريف قانوني واحد للدولة على مستوى العالم

    تحية بدر الدين لاحظ انت تستخدم تجريد تام فى المصطلحات وتقريبا د. أحمد محق .
    قلت القانون الفرنسى لايعنى لك شيئا لانك لست مواطنا فرنسيا !!!
    القانون غير معنى بجنسية الشخص بل حدوده تطال أى شخص يعيش ضمن نطاق الدولة التى يسرى فيها القانون
    مثلا أنت تحمل جواز غير فرنسى لكن القانون الفرنسى يسرى عليك إن كنت تحاكم فى نطاق سريانه الجغرافى مهما كانت جنسيتك ..
    كونك غير مواطن فرنسى ولا تعيش فى نطاق فرنسى القانون الفرنسى نفسه لا يشغل صلاحيته بك ولايمتد نطاقه إليك ..
    أنت استعملت مفردة ( الناس ) وهى مفردة هلامية ولا تستعمل فى قاموس دقيق جدا ومنضبط كالقاموس الذى تكتب به القوانين بدقة عالية جدا ..
    * بخصوص القانون الفرنسى وسريانه فى حدود معينة مثل غيره من قوانين العالم الاخرى فى الدول ذات السيادة
    حاول الرئيس الامريكى بيل كلينتون تجريم شركات فرنسية (اكرر فرنسية ) كسرت حظر التعامل التجارى مع إيران وفقا لقانون داو الأمريكى فقال له الرئيس الفرنسى : قانون داو قانون امريكى ولايسرى على الشركات الفرنسية العاملة خارج نطاق امريكا
                  

05-22-2013, 10:06 PM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: احمد الامين احمد)

    الاخ احمد الامين احمد

    تحيات و احترام و سلام

    يا احمد كلام رئيس الوزراء الفرنسي دا

    Quote: قانون داو قانون امريكى ولايسرى على الشركات الفرنسية العاملة خارج نطاق امريكا


    هو نفس ما قصدته انا بكلامي اعلاه!
    فالقانون الفرنسي بالنسبة لي حبر على ورق, الا اذا ذهبت الي فرنسا و تعريفاته ايضا قد لا تعنيني, و كذلك قانون المملكة العربية السعودية او الصين
    فتعريف الدولة في كل دولة مختلفة قانونيا يختلف باختلاف الدولة و القانون, فالدولة في امريكا شخص اعتباري يمكن ان يمثل امام القضاء لكن الدولة في السعودية قد لا تكون كذلك و لا في السودان.
    يا احمد كلام احمد عثمان ممكن يكون صحيح بشكل نسبي, و بالنسبة له كقانوني يعتبره صحيح مية المية, لكن دي نفس تأكدية الاشخاص العمى الذي قيل لهم عرفوا ما هو الفيل
    من مسك الرجل قال الفيل اسطوانة, و من مسك البطن قال الفيل عبارة عن كورة, و من مسك الخرطوم قال الفيل ما هو الا خرطوش!
    يعني يا احمد التخصص في النهاية محدود جدا و لا يعطيك الصورة كاملة.
    الدولة كيان سياسي و تعرف سياسيا
    الدولة تعرف سياسيا بدستورها و ممكن و حدث و حادث الان امامنا وجود دول دينية و وجود تعريف قانوني للدولة هو مسألة اجرائية في الدول الديمقراطية حيث يسود مبدأ مساواة الجميع امام القانون بما في ذلك الحكومة التي تمثل الدولة.
    لكن لأن القانون لا ينظر للدولة في محتواها الايديولوجي و الفكري لا ينفي ان نفس تلك الدولة ممكن تكون دينية مثلا خذ اسرائيل كمثال فهي دولة ديمقراطية و ممكن ان يأخذ المواطن الحكومة للقضاء و اكيد القضاء لا يتعامل مع الدولة كدولة مؤمنة او كافرة و لكنها شخص اعتباري هل هذا ينفي ان اسرائيل دولة دينية قائمة على نصوص التوراة?







    ----

    (عدل بواسطة بدر الدين احمد موسى on 05-23-2013, 00:18 AM)

                  

05-22-2013, 11:03 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    ** التحية للأستاذ عبد الله النعيم
    ** ظلت جل قوي اليسار والوسط في السودان -تدعو ومنذ فجر الحركة الوطنية الي ( دستور وضعي وقوانين وضعية) ,و صياغة التشريعات علي أساس مبدأ المواطنة - كقاسم مشترك يجمع بين كافة المواطنين بمختلف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم !
    ** وتقف هذه القوي في وجه تطبيق الشريعة والحدود ! وتنادي بحياد الدولة تجاه الأديان !
    إذا أتفقنا حول ضرورة الإحتكام للصيغ الوضعية( دستور + قوانين) ورفض تطبيق الشريعة والحدود فلاغضاضة في التسمية فليسميها البعض دولة مدنية وآخر دولة المواطنة وثالث الدولة العلمانية ! لاغضاضة في التسمية مادمنا
    قد أتفقنا حول الجوهر والمضمون !
    ** الخطورة في عدم تحديد المفهوم وضبطه يقود للتعويم وجمع النقائض ولعلنا نلاحظ أن بعض التيارات اليمينية بدأت تتبني مفهوم الدولةالمدنية بعد أن تقوم بإفراغه من محتواه التقدمي والإنساني وحشوه ( بمشروع إسلاموي يبشر بالشريعة والحدود ويحط من قدر المراة وغير المسلم) ** لذا نسأل كل من ينادي بدولة مدنية عن- موقع الشريعة والحدود في طرحه وعن رأيه في تطبيق الصيغ الوضعية بالشكل الذي كان نافذا في
    بلادنا في العهود الديموقراطية ?
    ......
                  

05-23-2013, 07:30 AM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: كمال عباس)

    عزيزنا بدرالدين لك المودة والتقدير،،،،
    دعني أقول لك أن التخصص لا يعني العمى والمحدودية ، فمن حدوده تتكامل المعرفة مع فروع أخرى تشكل جميعها إرثاً بشرياً متكاملاً ينمو عبر التراكم كما قلت أنت. وفلسفة القانون ليست علماً محدوداً بل هي كما ذكرت لك الحلقة التي تربط القانون بالعلوم الإنسانية الأخرى ومنها الفلسفة العامة والسياسة والمطلوب منه إعطاء رؤية عامة لعلاقة القانون بالحياة ومن هنا سعة مجال هذا التخصص. فيما يخص الشخصية الإعتبارية سماتها القانونية متفق عليها في جميع الأنظمة القانونية في العالم والإختلاف حول تفسير وجودها. وما هو مستخدم الآن في هذا الحوار هو أحد سماتها وهو إنعدام الحالة، وهذا لا خلاف عليه بين جميع الأنظمة القانونية ، لذلك هو معياري وقانوني. ومن هذا المنطلق، المشترك على مستوى الأنظمة القانونية بمستوى فلسفتها العامة ليس إجرائياً بأية حال بل معياري، تماماً مثل إعتبار الدستور معياراً لدستورية القانون أم لا . وفيما يخص الشخصية الإعتبارية القول الفصل للقانون لأنها مخلوق قانوني بحت. فالشخص لكل العلوم الإنسانية هو الإنسان، ماعدا في القانون يوجد شخص إعتباري هو مخلوق قانوني. هذا المخلوق على عكس الإنسان لم يخلقه الله بل خلقه البشر. وعندما يتم الإتفاق في العلوم الحديثة على أن الدولة شخص إعتباري، يتم بالتبعية الإعتراف بأنه كائن بشري يتواضع على خلقه البشر عبر الدساتير وبالتالي يستحيل أن يكون هذا المخلوق متديناً أو متلقياً لسلطة إلهية هي جوهر الدولة الدينية. وعليه إذا إدعت دولة السودان أنها إسلامية أو ذكر الدستور الإيراني أن الدولة إسلامية، هذا لا يعني أن هذه أو تلك دولة إسلامية. فكما ذكرت لك سابقاً الدولة من حيث هي دولة لا يمكن أن يكون لها دين لأنها غير مكلفة دينياً ولا هي كائن مخلوق إلهياً مكلف بالعبادة. ومعنى ذلك أن الإدعاء بأن الدولة دينية هو إدعاء غير علمي وغير معرفي من ناحية قانونية ، وهذا أمر مهم في إطار الإنتقال من الملموس للمجرد عند التنظير للدولة.
    أرجو أن تلاحظ بأن جميع فلاسفة الغرب بلا إستثناء أسسوا لظهور الدولة العلمانية وليس الدولة المدنية. فهم ميزوا بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية تأسيساً لفصل الدين عن الدولة وجوهره فصل الدين عن السياسة. لذلك لم ينظروا للدولة المدنية بل الدولة العلمانية. حتى كارل ماركس، لم يذكر الدولة المدنية مرة واحدة، ففي أهم مساهمة له حول علاقة الدين بالدولة وهي "حول المسألة اليهودية"، ميز ماركس بين الدولة المسيحية والدولة السياسية (ارجو أن ترسل لي إيميلك لإرسال الكتاب). وفي مقاله المهم حول قانون الرقابة على الصحافة البروسي، وضع مفهومه المهم بهذه العبارة تحديداً " الدولة العلمانية نشأت في رحم تناقضات الدولة المسيحية". لذلك مازلت أصر أن مصطلح الدولة المدنية قد صكه واجترحه الإمام محمد عبده ، تحديدا في كتابه عن الإسلام والدولة المدنية، الذي صدر في العام 1902م رداً على فرح انطون. ولو استخدمت محرك البحث جوجل ستجد الكثير من الدراسات حول هذا الأمر، من ضمنها ورقة للدكتور يوسف القرضاوي يتمسك فيها بالدولة المدنية ويقدم فهمه العجيب لها! بإختصار أن القول بأن المصطلح صاحبه هو الإمام محمد عبده وأنه استخدمه لتفادي تهمة العلمانية تحديداً وليميز نفسه عن فلاسفة الغرب عموماً، هو مسألة تاريخية وليس موضوع جدل، ومن حقه علينا أن نحتفظ له بحقه الأدبي. الأمر المهم ذكره المعلق الذكي والحصيف أستاذنا كمال عباس، وهو ضرورة الإتفاق على محتوى هذه الدولة دون أن نغرق في الجدل حول المصطلح وأنا أتفق معه في ذلك من ناحية سياسية.ولكن هذا لا يمنع بأية حال من نقد المصطلح للمواءمة بينه وبين المحتوى المطلوب، آخذين في الإعتبار أن مشكلة ضبط المصطلح في العلوم الإجتماعية هي مشكلة قائمة ومستمرة.
    وفي نفس السياق لا بد من وجود سمات معممة على المستوى القانوني وبالأخص على مستوى فلسفة الدولة، حتى تكون مشتركاً معيارياً يمكن أن تحاكم به هذه الدولة والا من الممكن أن يكون أي شئ دولة. فمفهوم الدولة وثيق الصلة بمفهوم النظام القانوني، وبدون وضع تعريف للنظام القانوني لا سبيل لنقد دولة الإستبداد بشكل منهجي. سيظل النقد على مستوى سياسي يتوسل القانوني لدعم الخطاب السياسي فقط ، وهذه هي إحدى مآزق القوى السياسية السودانية، وأحد مسببات أزمة الخط السياسي للحزب الشيوعي السوداني. وهذا بالطبع مبحث آخر.
    بإختصار يا صديقي، الدولة من ناحية قانونية لا يمكن أن تكون دينية إذا كانت شخصاً معنوياً لأن ذلك يخالف طبيعة هذه الشخصية. ومحاولة تحويلها لكائن آخر بنص الدستور يخرجها من دائرة الدولة المؤسسة فورا ويدخلها في دائرة دولة الفرد، وبالتالي يفقد الدستور نفسه إحدى خصائصه الإثنتين وهما المؤسسية والدستورية (أي أنه يفقد صفة أنه دستور حتى وإن تم تسميته بذلك). وهذا بالطبع لا يمنع الإدعاءات السياسية والآيدلوجية بأن الدولة دينية ، ولكن هذه الإدعاءات تتعارض مع طبيعة الدولة ذاتها وشخصيتها الإعتبارية التي لا خلاف مطلقاً على أنها لا تمتلك حالة أو دين من ناحية قانونية. وأهمية هذه المعايرة القانونية، هي أن القانون وتعريف أشخاصه، هو المعيار الوحيد العملي والمباشر والملموس لتحديد ماهية الدولة من حيث شخصيتها. لا شك في أن هذا لن يحسم النقاش والجدل الآيدلوجي حول ماهية الدولة وطبيعتها ولا هو سيسكت من يتوهم أن الدولة شأن إلهي، ولكن سيمنع من يدعي ذلك من أن يقول أنه يريد أن يبني دولة حديثة ذات شخصية إعتبارية منفصلة عن شخص الحاكم، ومحكومة بدستور قائم على المواطنة.
    أرجو أن تكون الفكرة واضحة الآن وأعتذر مرة أخرى عن الإطالة وأشكر الجميع على الحوار الدسم .
    ودمتم
    التعديل لتصحيح أخطاء الطباعة

    (عدل بواسطة أحمد عثمان عمر on 05-23-2013, 07:38 AM)

                  

05-24-2013, 09:03 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    العزيز احمد عثمان

    تحيات و احترام وسلام

    شكرا يا احمد على مواصلة الطرح فقط اريد ان اوضح التالي
    يا احمد انا عندما ضربت مثل بالعميان و تعريف الفيل اردت او اوضح انه من المهم ان يتسع منظورنا و يتخطى التعريفات المتخصصة في بعض الاحيان لنلم بابعاد مفهوم محدد و ايضا ان بعض المفاهيم من الصعب قصرها على تخصص محدد من العلوم
    مفهوم الدولة من تلك المفاهيم التي لا يمكن تعريفها بالقانون لأن الدولة هي التي تنتج القانون و الدولة في الاساس كائن سياسي بمعنى ان مجموعات من البشر في بقعة محدد من الارض تجتمع على وضع اسس للعيش مع بعضهم البعض و معاملة جمعهم ككل واحد يحمي مصالحهم في وجه الغريب و يحق الحقوق بين اطراف المجموعة و يتخلى فيها اطراف المجموعة عن حقهم في استراداد حقوقهم بايديهم او قوتهم و يرتضون الاحتكام لمبادئ تحفظ الحقوق اتفق في النهاية لجمعها تحت مسمى قانون فالقانو نتيجة و الدولة سبب تلك النتيجة
    طبعا انا اتفهم كلامك بان القانون يتعامل مع الدولة ككائن اعتباري و لا يعرفها بدين محدد لكن هذا في الواقع كلام نظري اقتضته ضرورة حفظ الحقوق حتى في وجه الدولة لكن ذلك لا ينفي ان هناك دول سياسيا تعرف نفسها بدين محدد فمثلا القوانين الاساسية لاسرائيل تعرف دولة اسرائيل كدولة يهودية اي انها دولة دينية!
    In its Basic Laws Israel defines itself as a Jewish and Democratic State; it is the world's only Jewish-majority state
    http://en.wikipedia.org/wiki/Israel
    طبعا السعودية و ايران ايضا تعرفان دولتيهما كدولتين اسلاميتين و غالبا السودان ايضا دولة اسلامية (لم ارجع للدستور الاخير لذلك اقول غالبا) فعليه يا احمد و كما قال ماركس النظرية يا صديقي رمادية لكن اللون الاخضر هو لون الحياة الازلي و في حالتنا الحقيقة المادية تقول ان هناك دول دينية مازالت في عالمنا بغض النظر عما تقوله انت ان القانون يتجاهل الواقع

    استغربت من كلامك ادناه يا احمد!
    Quote: أرجو أن تلاحظ بأن جميع فلاسفة الغرب بلا إستثناء أسسوا لظهور الدولة العلمانية وليس الدولة المدنية.

    من من فلاسفة الغرب اسس للدولة العلمانية و لم يؤسس للدولة المدنية?
    يا احمد العلمانية ككلمة و مفهوم تمت صياغتها in the year 1851 على يد جورج جيكوب هولي اوك
    George Jacob Holyoake (13 April 1817 – 22 January 1906), British secularist and co-operator, was born in Birmingham, England. He coined the term "secularism" in 1851[1] and the term "jingoism" in 1878.[2]
    http://en.wikipedia.org/wiki/George_Holyoake
    فكيف يستقيم عقلا ان فيلسوف مثل افلاطون او سيسرو او جون لوك او توماس هوهوببز او جان جاك روسو او ديفيد هيوم و غيرهم يكونوا اسسوا للعلمانية التي لم يقولوا بها ابدا و لم يؤسسوا للدولة المدنية التي تعج بعا كتبهم?
    سارفع اقتباسات من فلاسفة السياسة في الغرب الذين تحدثوا عن الدولة المدنية و ارجو ان تأتيني باقتباسات منهم تدل على انهم كتبوا عن الدولة العلمانية

    كما استغربت يا احمد من كلامك التالي :
    Quote: حتى كارل ماركس، لم يذكر الدولة المدنية مرة واحدة،

    اعطيك اقتباس اقتباسين من ماركس و هو يتحدث عن الدولة المدنية و المجتمع المدني

    “Locke, the founder of sensationism, observes: He whose possessions exceed his needs, oversteps the bounds of reason and of original justice and steals that which belongs to others. Every surplus is usurpation, and the sight of the needy must awaken remorse in the soul of the wealthy. Corrupt men, you who roll in luxury and pleasures, tremble lest one day the wretch who lacks the necessities of life shall truly come to know the rights of man. Fraud, faithlessness and avarice have produced that inequality of possessions which is the great misfortune of the human race by piling up all sorts of sufferings, on the one hand, beside riches, on the other, beside destitution. The philosopher must, therefore, regard the use of money as one of the most pernicious inventions of human industry” (p. 266).

    “But here we have Locke, who exclaims in his admirable Civil Government: ‘He who possesses in excess of his needs, oversteps the bounds of reason and of original justice and appropriates the property of others. All excess is usurpation, and the sight of the needy ought to awaken remorse in the soul of the wealthy. Perverse men, you who roll in riches and pleasures, tremble lest one day the wretch. who lacks the necessities of life truly apprehend the rights of man.’ Heat. him exclaim again: ‘Fraud, bad faith, avarice have produced that inequality of means, which, by piling on the one hand wealth and vice and on the other poverty and suffering, constitutes the great misfortune of the human race.... The philosopher must, therefore, regard the use of money as one of the most fatal inventions of human industry.” (p. 485).


    Herr Grün concludes from these quotations of Cabet’s that Locke is “an opponent of the monetary system” (p. 264), “a most outspoken opponent of money and of all property which exceeds the limits of need” (p. 266). Locke was, unfortunately, one of the first scientific champions of the monetary system, a most uncompromising advocate of the flogging of vagabonds and paupers, one of the doyens of modern political economy.
    http://www.marxists.org/archive/marx/works/18...n-ideology/ch04d.htm
    و ماركس هنا يصف الدولة المدنية التي اسس لها جون لوك بانها مثيرة للاعجاب و لو ماركس قال كلام من ذلك العيار انت اعرف مني بان الامر جلل
    لو عايز ممكن اجيب ليك الكثير من الاقتباسات من ماركس في الموضوع لكن احسن تسمع الغنا من خشم سيده هنا وصلة لكتابه "نقد مفهوم هيغل للدولة" اطلع عليه اذا تفضلت و شوف بنفسك انه تحدث عن الدولة المدنية عشرات المرات في الكتاب لكن مع دا اذا اصبح ضروري سارجع و اعطيك اقتباسات




    ---
    ياخ معليش ما قادر ارفع الوصلة لأن الكمبيوتر واضح انه مضروب بفيروس او مصيبة تحولني الي صفحات اخرى بكرة سأعالج الموضوع و ارفع الوصلة
    بالمناسبة اشكرك جزيلا على تفضلك بمدي بكتاب ماركس في المسألة اليهودية لكني عندي نسخة ورقية (مرة مشيت بارنس انا نوبلس و هي شركة تبيع الكتب هنا في الولايات المتحدة و في رفوف الفلسفة القى ليك كم كتاب لماركس ما صدقت عيوني قلت الشباب ديل لازم دقسوا و اشتريت كل الكتب ههههههههههههههه يا اخوي الدنيا ما معروفة يمكن يرجعوا في كلامهم!





    ---

    (عدل بواسطة بدر الدين احمد موسى on 05-24-2013, 05:31 PM)

                  

05-24-2013, 12:47 PM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    Quote: admirable Civil Government


    الاخ بدر تحياتى
    هل هذه تعنى حكومة ام دولة
                  

05-25-2013, 06:22 AM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: رؤوف جميل)

    سلام يا عزيزنا بدرالدين زميل الأيام الجميلة ،،،
    إذا عدت ياصديقي لمداخلاتي منذ أولها، تجدني أركز على أن أطروحة البروفيسور صحيحة من ناحية قانونية، ولم أصادر حق العلوم الأخرى في أن يكون لها مقاربات مختلفة، خصوصاً وأنها مفتوحة لجدل لا نهائي يصعب ضبطه أو الوصول إلى نتيجة نهائية فيه على عكس القانون حينما يتخذ صفة المعيارية، ومن هنا تأتي أهمية مساهمة البروفيسور. ففي إطار الفلسفة العامة أو علم السياسة تستطيع أن تقدم أطروحات من مواقع متباينة وبمناهج متعارضة تماماً مثلما تم إستخدام نظرية القانون الطبيعي من قبل معسكرين متعارضين. ولأن القانون يتداخل مع هذه العلوم عبر فلسفة القانون، يحتاج في كثير من الأحيان للإنتقال من مفاهيمه المتشيئة وفقاً لنظرية القانون الوضعي ومن الممارسة القانونية المباشرة، إلى التنظير ليدلي بدلوه في قضايا نظرية شائكة كنظرية الدولة. وهذا بالضبط مايقوم به البروفيسور من موقع تخصصه وهو المطلوب منه. وهذا بالطبع لا يمنع المتخصص في الفلسفة العامة أو علم السياسة من أن يدلي بدلوه، بل لا يمنع القوى السياسية نفسها من إرسال إدعاءاتها بأن دولها دينية على مستوى الخطاب السياسي. ولكن يبقى عليها واجب أن تثبت أن هذه الدول بالفعل دينية من ناحية قانونية، وهذا ببساطة مستحيل، وهنا تكمن المفارقة وأهمية الرؤية القانونية لطبيعة الدولة. أكرر كما ذكرت أعلاه، حسم مسألة إستحالة أن يكون الشخص الإعتباري ذو دين، مسألة تقطع دابر الإدعاء بإمكانية بناء دولة حديثة ذات شخصية إعتبارية مع كونها دينية، ولكنه لا يحسم الجدل الفلسفي والسياسي والآيدلوجي حول طبيعة الدولة. هو فقط يقع في إطار ضبط المعرفة للآيدلوجيا وتغليب ماهو علمي على ماهو آيدلوجي، وهذا بالطبع يساعد في تجاوز أزمة الفكر الماركسي نفسه.
    أما في خصوص إيراد المقتبس، فقد لا حظ أستاذنا رؤوف جميل بحق أن المقتبس يتحدث عن "الحكومة المدنية" وليس "الدولة المدنية" والفرق بين الإثنين كبير. أقترح أن تقرأ كتاب البروفيسور عبدالله النعيم (الإسلام وعلمانية الدولة) موضوع الندوة (أعتقد موجود بـ أمازون دوت كوم أو بارنز آند نوبل بالإنجليزية)، حيث ستجد أنه قد بنى نتائج مهمة على التفريق بين الدولة والحكومة. وبما أنك تمتلك كتاب ماركس حول المسألة اليهودية "وأنت في قلب الوحش الإمبريالي!!"، أرجو أن تعود لقراءته مرة أخرى ليتضح أن هذه المساهمة القيمة لم تكن بخصوص مصطلح الدولة المدنية بأية حال. والمهم في الأمر يا بدر، ليس هو ورود الإشارة للدولة المدنية أو وجودها بسطر ما لمفكر ما ، بل السياق العام للصراع الفلسفي في الغرب وما نتج عنه. فكما ذكرت لك أعلاه، الصراع كان بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية، وانتهى بفصل الدين عن الدولة، وعرف في طوال التاريخ بأنه صراع أسس لظهور الدولة العلمانية، وكل دول الغرب الآن تقدم نفسها على أنها دول علمانية، وعبارة ماركس أعلاه تحدثت عن ظهور الدولة العلمانية من رحم الدولة المسيحية، وهذا يعني أن الأمر لا جدال فيه حول أن الصراع الفكري والفلسفي قد أسس لظهور الدولة العلمانية. أما مساهمة جون لوك في بعدها الخاص بالعقد الإجتماعي، فهي مهمة في توصيف جوهر السلطة ودور المجتمع، وتقرأ في سياق تعزيز لا دينية الدولة وتؤسس لعلمانيتها وفصل الدين عنها. ليس بالضرورة أن يكون مكتوب في مساهمة الفيلسوف مصطلح "الدولة العلمانية"، فالمهم لماذا أسست وفي أي إطار جاءت.
    عموماً الحديث عن الدولة المدنية والمجتمع المدني وفصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة، ومحاولة تفرقة الحزب الشيوعي بين الفصلين المذكورين، أمر يستحق نقاشاً طويلاً، لأنني أرى أن الفصل بين الفصلين وهمي وضع لأغراض سياسية!!
    الخلاصة هي أننا لسنا في مباراة لإيراد المقتبسات ياصديقي، لأن تاريخ الفكر الإنساني معلوم ، والصراع بين الملك والكنيسة كان واقعة تاريخية، ودور البرجوازية الأوربية في تكريس إنتصار الدولة العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة معلوم، وتعريف كل دولة لعلمانيتها أيضاً معلوم (أرجو الرجوع لكتاب البروفيسور الذي رصد الإختلافات في مفهوم دول الغرب لعلمانية الدولة)، واجتراح الإمام محمد عبده لمصطلح الدولة المدنية لتمييز نفسه عن العلمانية حتى لا يرمى بالكفر أيضاً مسألة تاريخية موثقة. والمهم هو أن يقول الحزب الشيوعي أنه يمتلك فهماً خاصاً للدولة المدنية يعرفها بأنها دولة المواطنة القائمة على سيادة حكم القانون والتي إكتملت بشكلها الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية، متوجة لكل الجهد البشري للوصول إلى شكل للدولة ، دون أن يلتزم بالأسس الفكرية العلمانية إن تمكن من ذلك!
    أشكرك جزيل الشكر على النقاش الجاد والغني والمفيد، وأشكر صديقي فيصل الزبير على فتحه هذه النافذة، وأعتذر له عن مصادرة خيطه من قبلنا واعتذر مجدداً عن الإطالة
    لك مودتي الخالصة
    ودمتم
                  

05-25-2013, 07:46 AM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    Quote: ، مسألة تقطع دابر الإدعاء بإمكانية بناء دولة حديثة ذات شخصية إعتبارية مع كونها دينية، ولكنه لا يحسم الجدل الفلسفي والسياسي والآيدلوجي حول طبيعة الدولة. هو فقط يقع في إطار ضبط المعرفة للآيدلوجيا وتغليب ماهو علمي على ماهو آيدلوجي، وهذا بالطبع يساعد في تجاوز أزمة الفكر الماركسي نفسه


    تصوروا
    لو كان نقاشكم الهادى الحميل هذا هناك فى صحيفتنا اليتيمة
    قلنا لهم الاف المرات افتحوها للنقاش الحر
    ولكن لا استجابة
    دعنى عزيزى احمد اوضح الاتى
    ان تعريف ماركس للدولة انها دولة الطبقة السائدة تعريف علمى وليس ايدلوجى
    فلا توجد دولة محابدة بالمفهوم الماركسى ولكن قانونا هى الحقيقة
    وبالتالى ما نتحدث عنه هو وفق فلسفة القانون
    ا وفى حقيقة الامر ومنذ فجر التاريخ اى دولة بطبيعتها هى مدنية وتمارس نشاط مدنى بغض النظر عن انها دولة اقطاعية او برجوازية
    وان الاشخاص الخاضعين للقانون سواء كانوا طبيعين او معنوين هم مدنيون
    ويشمل ذلك حتى الاديان واداء الشعائر فهى من الاعمال المدنية
    وبالتالى
    الدولة لايمكن ان تقول انها علمانية ولايمكن ان تقول انها دينية
    لانها زينا تقاضينا وتعطينا خدمات واموال ونعطيها ضرائب
    اى انها جزء من صراعنا اليومى
    وتكابس معانا فى الحياة

    ولكن
    الدستور هو العلمانى والقوانين المنبثقة عن هذا الدستور قوانين علمانية
    ولذلك نقول انها دولة مدنية تحكم بدستور وقوانين تفصل بين الدين والدولة
    وليس بالضرورة كتابة ذلك نصا ( ان دولتنا دولة مدنية او علمانية)
    ونفس الشئ اذا كان الدستور دينى يرجع كل نصوصه الى الكتاب المقدس او نصوص دينية محددة
    ورغم ذلك فهذه الدولة تظل مدنية ولكن
    لا يعنيها مفهوم فصل الدين عن الدولة
    اذن مفهوم الدولة المدنية عاوز مذيد من النقاش لان الدولة التى قوانينها ودستورها دينى فهى ايضا دولة مدنية
                  

05-25-2013, 09:34 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    روؤف جميل

    تحيات يا زميل

    Quote: الاخ بدر تحياتى
    هل هذه تعنى حكومة ام دولة


    في الحقيقة يا روؤف ماركس عندما قال "حكومة لوك" كان قاصد كل كلام لوك المسمى مقاربة تانية للحكومة المدنية و الذي عرض فيه مفهوم الدولة المدنية هنا رابط من كتاب لوك

    http://www.constitution.org/jl/2ndtreat.htm
    و ماركس وصف الكتاب بالمثير للاعجاب و ارتكز على مفاهيمه في كتابه نقد مفهوم هيغل للدولة المضمن في نقد فلسفة الحق
    و بالتالي هو يتحدث عن الدولة المدنية كدي خليني اديك اقتباس تاني من ماركس
    الاقتباس من كتاب اسمه كارل ماركس كتاباته الاولى قدم للكتاب لوسيو كوليتي و كتب في صفحة 31
    "Hegel obviously disagrees with Locke. As Marx says,"The deeper truth here is that Hegel experiences the separation of the state [i.e Locke's "civil government] from civil society as a contradiction. The mistake he makes is to rest contet with the semblance of resolution which he declares to be the real thing.
    يعني ليس انا فقط الذي فهم ان ماركس عندما قال حكومة لوك المدنية قصد بها الدولة المدنية
    هنا الوصلة التي وعدت بها امس من كتاب ماركس
    و يمكنك يا روؤف جميل تتبع كم مرة تحدث فيها ماركس عن الدولة و المجتمع المدني, غالبا سيكون افيد من ان اردم البوست باقتباسات من كتاب واحد
    ماركس لم يحاول اعادة اختراع العجلة بالحديث عن ما كتبه جون لوك و انما دافع عن مفهوم لوك في مقابل مفهوم هيغل و في النهاية اضاف مفهومه هو فيما اسماه لينين سابقا ضرورة اضمحلال الدولةا


    ماركس استعمل لفظ الحكومة المدنية مرة اخرى في خطابه لرابطة العمال في بريطانيا و ايرلندا و واضح للملم بطرح جون لوك ان ماركس يتحدث عن الدولة المدنية لأن لوك حدد الدولة المدنية بانها تعمل من اجل مصلحة المجتمع ككل و التشريع فيها مدني
    All parties are agreed that the sufferings of the labouring poor were never more intense, and misery so widespread, nor the means of satisfying the wants of man ever so abundant as at present. This proves above all that the moral foundation of all civil government, “that the welfare of the entire community is the highest law, and ought to be the aim and end of all civil legislation”, has been utterly disregarded. Those who preside over the destinies of the nation have either wantonly neglected their primary duty while attending to the special interests of the rich to make them richer, or their social position, their education, their class prejudices have incapacitated them from doing their duty to the community at large or applying the proper remedies; in either case they have betrayed their trust.
    http://www.marxists.org/archive/marx/iwma/doc...nd-labour-speech.htm
                  

05-25-2013, 09:39 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)
                  

05-25-2013, 12:41 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    تحية للبروف النعيم ولك يا فيصل

    واعلمانية هي التي تساهم في حل اشكال اللمنطقة لان دعاة الدولة الدينية الان يتدثرون خلف المدنية

    وشكرا يا احمد عثمان علي الشرح المفيد
    وبد الدين يري ان العلمانية هي الحاد في حواراتنا السابقه وزعلان مننا لاننا نتبني العلمانية



    الدولة المدنية التي يقولها الحزب الشيوعي هي العلمانية لانها دولة غير دينية لكن الشعار ضعيف طرح في اواخر التمانينات من قبل كان يطرح العلمانية والي الان عضو الحزب الشيوعي البروف كامل ابراهيم حسن له كتاب عن العلمانية ويتحدث فيه عن مصطلح الدولة المدنية



    البروف النعيم قوله في سبيل اخراج الناس من ازمة الدولة التي تضييع فيها الحقوق والقوانين وتضعف فيها المواطنة وتستغل الاغلبية لاجهاض حقوق الاقلية




    الدولة المدنية حماله اوجه يدعو لها الصادق المهدي وفقا لمنهج دولة المدينة ايام النبي
    ويدعو لها الحزب الشيوعي والان الاخوان المسلمين في مصر

    لكن عند كلمة العلمانية لا يتدخل عبرها ارزقية الهوس الديني او دعاة الدولة الدينية


    نقاش ممتاز يا احمد عثمان
    تقبل تحيات الصحاب والرفاق من تعلمنا علي ايديهم \ن معني احترام الحقوق وانتزاع الحريات والوقوف من اجل دولة علمانية تحترم الانسان


    وليس هذا يعني ان الدعوة للدولة العللمانية ان يجلس علي مقعدها سلطة عسكرية لا ولا دولة شمولية دولة علمانية تحكم بواسطة نظام ديمقراطي تعددي هو الحل
                  

05-25-2013, 07:06 PM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    عزيزى بدر
    تحياتى
    كتبت
    Quote: ماركس استعمل لفظ الحكومة المدنية مرة اخرى في خطابه لرابطة العمال في بريطانيا و ايرلندا و واضح للملم بطرح جون لوك ان ماركس يتحدث عن الدولة المدنية لأن لوك حدد الدولة المدنية بانها تعمل من اجل مصلحة المجتمع ككل و التشريع فيها مدني

    ما مختلفين حول مفهوم ماركس للدولة المدنية او الحكومة المدنية
    ولكن هل تتفق معى ان اى دولة حتى لو دستورها وقوانينها دينية
    فهى كذلك دولة مدنية
    اذن
    ما نريد ان نتميز به هو ان
    الدولة المدنية تكون جسم معنوى خاضعة لدستور وقوانين
    تفصل بيننا وبينها
    وان لا تتدخل فى ما نمارسه من اعمال مدنية
    ومن ضمنها شعائرنا الدينية بمختلف توجهاتها و ممارساتها
    وهذا لا تحققة الا العلمانية
    لماذا
    لان الدولة المدنية الدينية لا تفصل بين السلطات

    ولا هى محايدة قانونا
    ولانها شرعا مع دين اغلبيتها وهذا يتعارض مع حقوق الاخرين
    حتى لو بريناهم
    اذن الاصل هو علمانية الدستور
    ومدنية الدولة

    اى ان العلمانية هى لييست المقابل للمدنية ولا العكس
                  

05-25-2013, 08:17 PM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: رؤوف جميل)

    الأعزاء بدرالدين ورؤوف وصبري لكم المودة الخالصة والإحترام،،،،
    وشكراً يابدر على المثابرة ولكنني أؤكد على أن مساهمة لوك أسست لدولة علمانية فصلت الدين عن الدولة وساندت ملكية دستورية شاخصة في المملكة المتحدة حتى تاريخه، وهي تأتي في صلب مشروعية السلطة وحدودها.
    أما فيما يخص تعريف ماركس لجوهر الدولة يا أستاذنا رؤوف، أنا لم أقل أنه آيدلوجي بل المدرسة الماركسية السوفيتية هي التي تصر على أن النظرية الماركسية برمتها هي آيدلوجيا الطبقة العاملة وتجعل من الدولة شكلاً لمحتوى طبقي بدلاً من مظهراً لجوهر طبقي. أنا أرى أن تعريف ماركس لجوهر الدولة الطبقي صحيح من ناحية علمية، برغم أنه يحتاج إلى إزالة ماعلق به من شوائب المدرسة السوفيتية الستالينية. ولكنني هنا لا أتحدث عن جوهر الدولة ولا عن دورها، فقط أساهم حول طبيعة الدولة كشخص قانوني من أشخاص القانون العام من موقع تخصصي، وليس لماركس من مساهمة في هذا الشأن بالطبع.
    أما فيما يخص إشارتك إلى علمانية الدستور ومدنية الدولة ، فإنني أرغب في أن أسمع شرح أوفى حول هذه المسألة إذا تكرمت. أكرر شكري الجزيل لك واحتفائي بمداخلاتك.
    ولأستاذنا صبري الشريف وكل الأصدقاء والرفاق تحية ومودة خالصة ، وتأكيد بأن مساهمة البروفيسور عبدالله النعيم التي قاربتها حسب فهمي وأرجو ألا أكون قد قولتها أكثر مما تقول، مساهمة متميزة في شجاعتها القائمة على الدفاع السافر والمباشر عن الدولة العلمانية المحايدة تجاه الدين، التي لا تتبناه ولاتعاديه في نفس الوقت. وهو يتبناها كوسيلة للحفاظ على تدين المجتمع ويعتبرها شرطاً ضرورياً لتدين حر بدون رياء، ولعدالة بين المواطنين المتساوين في الحقوق والحريات على أساس المواطنة. وبالقفز لمعسكر علمانية الدولة، يكون البروفيسور قد بنى مشروعه الخاص، المنفصل عن مشروع أستاذه الشهيد محمود محمد طه، الذي قدم فهماً مستنيراً للإسلام بعامة بالإنتقال من نص إلى نص.
    أشكركم مجدداً على ماتعلمته من هذا الحوار، وأرجو أن تواصلوا فيه حتى نستفيد منكم.
    وطبعاً لا أنسى أن أشكر صديقي فيصل الزبير مجدداً، مع إعتذار عن مصادرة خيطه.
    للجميع مودتي وتقديري،،
    ودمتم
                  

05-25-2013, 10:47 PM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    أعزائي بدر ورؤوف لكما المودة،،
    أكملت الآن إعادة قراءة نسختي العتيقة المعربة من مساهمة جون لوك الأساسية "الحكومة المدنية"، وكما ذكرت سابقاً المساهمة بمجملها تقع في إطار مناقشة طبيعة السلطة من حيث المشروعية والإطلاق والتقييد بالإعتماد إلى نظرية العقد الإجتماعي. فلوك لا يتحدث في مساهمته عن دولة مدنية بل حكومة مدنية ينتخبها الشعب وتكون مسئولة أمامه ، سلطانها مقيد بإلتزام قواعد الخلق والتقاليد الدستورية. وهو يرى أن منشأ هذه الحكومة بما فيها الملك ، المجتمع المدني أو السياسي كما أسماه، في مقابل مجتمعات الطبيعة التي لا ينشأ عنها سوى حكم فرد مطلق إستبدادي . والواضح من ذلك أن مساهمة لوك خاصة بمشروعية السلطة وحدودها وضرورة الخضوع للقيود الدستورية. وبالرغم أنها لم تناقش الدولة وانصرفت للحكومة منذ أول وهلة يكرسها عنوانها، لم تتقدم بمساهمة مباشرة في علاقة الدين بالدولة. ولكن إخضاعها الحكومة للشعب والدستور، يعني بناء السلطة الزمنية بعيداً عن السلطة الدينية وفي فصل واضح وجلي لا يعطي الكنيسة دوراً في الحكومة، وهذا يعني أن المساهمة من هذه الناحية تؤسس لدولة علمانية حسب فهمي.
    أرجو إن كان لديكما مايفيد أن لمساهمة لوك معنى غير الذي ذهبت إليه، أو كان النص الإنجليزي الذي لم أجد وقتاً للرجوع إليه يختلف عن نصي المعرب العتيق منذ فترة الزعيم عبدالناصر، أن توجهوني.
    أشكركم مرة أخرى على المداخلات التنويرية.
    ودمتم
                  

05-25-2013, 11:33 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    Quote: الرد الوجيز على محاور دكتور كامل إبراهيم حسن الثلاثة
    العلمانية والإسلام
    3-1
    أحمد الله أن صديقنا الدكتور الأستاذ كامل قبل صداقتنا في الله، رغم أن ملامح وجهي سقطت من ذاكرته، ولا يعيب ذلك أواصر الود التي أمتدت وتوثقت عبر الكلمات، والإنسان الحق هو في آخر المطاف كلمة وموقفا بإخلاص، ولا خير في علاقة أو صداقة تنبني على المنفعة البحتة. وفي هذه العجالة أرد على دكتورنا العزيز في محاوره الثلاثة: 1 ) العلمانية والإسلام، 2 ) إسقاط الزمان والمكان عند التفسير والتأويل على النص، 3 ) والإستعلاء الفكري لدى شوقي أو أنني من المدافعين عن المشروع الحضاري الإسلامي.

    العلمانية والإسلام:
    أؤكد أنني دهشت فرحا حين علمت أن لدكتورنا العزيز كامل كتاب (العلمانية والإسلام - المصطلح وتجديد المعنى والمدلول). ولم أك أعلم أن لديه كتابا بهذا المعنى. وبالطبع مع الأسف لم أقرأ كتابه، ويعزى ذلك لإنقطاعي عن السودان في الغربة. فهو محق ليس من رأى كمن سمع. يستشهد الدكتور كامل من كتابه مكررين نصه للفائدة: ("إذن فالعلمانية هي إعمال الفكر والإبداع في مجال السياسة مع مراعاة الأسس التي روجت لها كل الأديان من عدل وشورى وحقوق مواطنة الخ..العلمانية هي الآلية المناسبة والمتجددة التي يتوافق عليها البشر لتحقيق تلك الأهداف...آلية ديناميكية متماشية مع المتغيرات الحياتية..)، ويضيف الدكتور كامل بأنه يؤيد ما جاء به الأستاذ محمد عثمان الخليفة في مقاله الجيد: (العلمانية فكر إسلامي تبلور لمواجهة واقع جديد) والذي يقول فيه: (ومن هنا يتضح أن العلمانية كفكر وممارسة كانت موجودة في فترات الإسلام الأولى وفي عهد سيدنا عمر بن الخطاب -إيقافه حد السرقة، وفي المؤلفة قلوبهم -..ومن هنا يتضح بأن الفكر العلماني فكر إسلامي إرتبط أساسا بالإسلام في تفسير النصوص والأحاديث لعدل الإنسان في الأرض من جهة ومن جهة ثانية إتاحة الفرصة للتفكير العقلي لإستيعاب كل المستجدات التي تأتي نتيجة لعملية التغيير الكبرى التي تبحث في المجتمعات وفي مدنيتهم..لبسهم وأكلهم وتعدد فنونهم وتعقد حياتهم الإجتماعية التي لا يخلتف فيها إثنان).

    اختلف عن الدكتور العزيز كامل والأستاذ محمد عثمان الخليفة إنني أصلا لا أؤمن بهذا التقسيمات أي المتقابلات والمتضادات antitheses مثل علمانية (دنيوية) مقابل ديني (إسلامي أو مسيحي)، فهذه المتقابلة على الخصوص أتتنا من الغرب. وليس صعبا بقليل من الجهد تتبع تاريخ لفظة الدنيوية secular, secularism, secularizaion ، كذلك ليس صعبا تتبع من هو الذي فرضها على الساحة العربية أو الإسلامية لأسباب سياسية بحتة بسطحية مغرقة. ما زاد الطين بلة، خلط لفظة العلمانية (دنيوية) secularism بالعلمية scientific عندما كانت الإشتراكية أو الشيوعية الأممية تدعي لنفسها أن الماركسية هي منهج علمي – (علماني – هكذا ترجموها!). فكثير من القراء، وحتى المتخصصين، يخلطون في ذهنهم مدلول لفظة العلمانية هل هي بمعنى الدنيوية أو هي بمعنى العلمية – ودعك من هؤلاء الذين يجترون اللفظة العربية "العلمانية" ولم يتوقفوا أصلا لفهمها والتفريق ما بين المدلولين، ولم تعطي لكل مفردة إنجليزية ما يقابلها بالعربية.

    في سياق بحثي في الدول الغربية لفهم مدلول لفظة العلمانية بمعنى الدنيوية secularism أكتشفت التالي: إذ يجب التفريق ما بين بعدين أخذا ملامحهما في الغرب منذ عقود: 1 ) البعد السياسي، أي مفهوم الدولة state من المنظور الدنيوي وما يتعلق بها من سياسة وسياسات، وحقوق وواجبات دستورية وقانونية الخ، ولقد ساهم المفكرون الغربيون كثيرا في إرساء ملامح الدولة، 2 ) والبعد الفلسفي الإلحادي، وفيه استخدم بعض الفلاسفة الغربيين الملحدين لفظة secularism كأحد أدواتهم للتدليل على عدم وجود الله تعالى، وأستعانوا على ذلك بتفجر العلوم الطبيعية والحيوية في البيولوجيا، والكيمياء، والفيزياء الخ في إثبات حجتهم. وأضف إلى كل ذلك، هنالك بالطبع المدلول اللفظي القاموسي أي اللغوي للفظة secularism وجذره اللاتيني..

    يجب أن نفهم أن السيد المسيح عليه السلام لم يأت بشريعة كاملة، أتى بالأنجيل لتصحيح شريعة موسى عليه السلام، وأنحصرت نبوته في بني إسرئيل أو اليهود التلموديين على وجه الخصوص. ولقد ضيع النصارى الأنجيل الحقيقي، وما يسمى بالعهد الجديد أي الأربعة كتب المعروفة هي عمل تاريخي تجميعي من قبل الرهبان المسيحيين لأقوال وأفعال عيسى عليه السلام، وليست هي الأنجيل السماوي. ولاحقا أخذت المسيحية بالتدريج ملامحها المعروفة من طقوس وتفسيرات وشروحات هي بالمجموع عمل كنسي بشري لا علاقة لها بالأنجيل السماوي. وطالما هي عمل كنسي بشري لا يصل حد الكمال لابد أن تصطدم بعقل بشري آخر. أضف إلى ذلك الفساد الداخلي والخارجي الذي أحاط بالكنيسة الغربية القديمة كقوة مادية شرهة، وكذلك أدعت أنها قوة روحية تستمد مشروعيتها من الرب مباشرة. فعلى سبيل المثال لا الحصر في ثلاثة قرون فقط أحرقت الكنيسة الغربية 300 مليون إمرأة بدعوى الشعوذة witches وأن الشيطان يسكن أجسادهن.

    لابد أن يصطدم العقل البشري الغربي بلاعقلانية الكنيسة الغربية..أي عقل بشري ضد عقل بشري كما قلنا، وحدث الطلاق بعد كفاح مرير. وهنا يجب أن نرى أهم نقطة في الموضوع أي كيف أستخدموا لفظة secular ..وهي أس الموضوع. لقد دأبت الكنيسة أن تعطي مشروعية الحاكم -القيصر أو الملك- بعد أن يتوج الباب صاحب الملك بيده – أي يضع البابا بيديه تاج الملك على رأس الملك أو القيصر في إحتفالية وإن لم يفعل تصبح مشروعية الملك أو القيصر ساقطة وغير معترف بها. إذن كان الملك أو القيصر يستمد مشروعيته في الدول الغربية من وكيل الرب وذلك حتى الثورة الفرنسية عام 1789 م، وليس من الشعب. بينما في العالم الإسلامي وقبل الغرب بألف سنة ونيف تغنى المسلمون ببيعة (نخبة!) الشعب أو تغنوا بإرهاصات الشورى مع ضعف نصوصها، خاصة محمد عمارة الذي تهافت في هذا الموضوع تهافتا مذريا، بإختصار: المسلمون يرون أن مشروعية الحاكم تتم عبر بيعة الشعب! وهذا ما رغبه الأوروبيون في ثورتهم على الكنيسة وسموه بالدنيوية أو secularism ، لاغير. ولكن هل ألحدت الدولة الغربية بعد إنفصالها من الكنيسة؟ لا. هل ألحد الفرد الأوروبي؟ قطعا لا. لدينا نصوص تخفيها الدول الغربية وعتمت عليها وتشير إلى أن أستاذ فولتير، وجان جاك روسو كاتب قرآن الثورة الفرنسية: العقد الإجتماعي، وغيرهم من الفلاسفة الفرنسيين، كانوا بمجموعهم تلاميذا لفيلسوف مسلم من شمال أفريقيا أسمه أبو زيد، وهو الذي أسس المكتبة الوطنية في جنيف، وكان أحد الشوارع القديمة في جنيف يحمل أسمه rue abuzaid حتى ما قبل الحرب العالمية الأولى - وحين أنتبهوا، أزالوا أسمه. أبو زيد هذا هو الذي ألهم الفلاسفة الفرنسيين أن مشروعية الحاكم تستمد من سلطة الشعب أي البيعة، وليس من قبل البابا، وكيل الرب. ونكرر: هذه هي ال secularism التي تغنى بها الغرب، لا غير.

    ولكن هنالك البعد الفلسفي للفظة ال secularism وهى ما تلفظ بها قلة من الفلاسفة الغربيين في سياق دفعهم الإلحادي بعدم وجود الرب، والعياذ بالله. طنطنة هؤلاء هي التي في الأغلب وصلتنا عبر مطابع بيروت. هكذا التصق الإلحاد بلفظة ال secularism في وعي أنصاف المفكرين العرب – محمد عمارة مثلا، أضف إلى ذلك المساهمات القوية لبعض الفلاسفة الماديين المشهورين، فيورباخ، ماركس، أنجلس، سبنيوزا، نيتشة..الخ وجميعهم لديهم زبائن في العالم العربي، غير أن المدلول الأول غائب تماما لدى هؤلاء الزبائن. وزاد الطين بلة تنظيم الأخوان المسلمين. ففي محاربتهم لعبد الناصر بدفع سعودي، روج هؤلاء أن العلمانية secularism تعني الإلحاد، غير مدركين أنهم يستخدمون البعد الفلسفي الإلحادي للمفردة الذي ترعرع على أيدى الفلاسفة المذكورين أعلاه.

    ولكن يجب أن ننتبه هنا، أن الدولة الغربية التي أستقلت عن الكنيسة أو ما يسمى بفصل الدين عن الدولة، لم تلحد. هذا الإستقلال أو الإنفصال لا يعني كما يعتقد الكثير من المفكرين في الدول العربية أو الإسلامية أنه إلحاد. نؤكد للجميع أن الدولة الغربية مؤمنة، بل تساعد الكنيسة، حتى أن الأحزاب السياسية الغربية تلصق بأسمها لفظة المسيحية – الحزب المسيحي الديموقراطي مثلا، خاصة لمحاربة الشيوعية في القرن الماضي. ولكن بما أن أدبيات المسيحية هي عمل كنسي بشري غير كامل، لابد أنها ستصطدم بعقل بشري آخر أكثر عقلانية. ولقد أصاب الدكتور كامل عندما أصاغ ما قصدته بلغة فصيحة، نعم أن العلمانية (الدنيوية) secularism في معناها الأوسع هي حالة مرضية، وهي حالة لا تصالحية تظهر للوجود بعد حالة إعتقال..في المسيحية عندما تعتقل الكنيسة الدولة وفي الإسلام عندما تعتقل الدولة الدين (المسجد)..وهكذا تبدو العلمانية حالة مرضية...أهنيء الدكتور كامل لهذا التشريح، ولا أؤيده على أنها حالة غير مرضية، والدليل على ذلك أن هذا التضاد الذي نشأ ما بين الدولة والمجتمع في مواجهة الكنيسة، أو الدولة ومسجدها في مواجهة المجتمع المسلم، ما كان يحدث لو طبقت الرسالة السماوية بحذافيرها منذ البداية. يجب أن يلاحظ الدكتور العزيز كامل إذ في كل من الحالتين المعكوستين (الغربية والإسلامية) أن المجتمع هو الذي يدفع الثمن على حساب تقدمه. وعندما تصبح العلاقة معوقة لتقدم المجتمع في حدها الأقصى يحدث الإنفجار. ويكفيك إعتراف القرضاوي "أنهم" يغلقون على كتب التراث بالضبة والمفتاح حتى لا يسقط جمهور المسلمين في الفتنة أو أن تتمزق وحدة المسلمين على حد زعمه – وهذا يدلل أن جمهور المسلمين مستحمر أو خشب فارغة لما تستوعب هذا الدين بعد.

    وعلاج هذا التناقض أو المواجهة هو الرجوع للدين الصحيح – خاصة في حالة الدين الإسلامي، أي فهم إين العلة، وما هي التزاوير والإنحرافات التي حدثت في صلب الرسالة الإسلامية منذ قيامها، ومقدار حجم تأثير الأمويين والعباسيين في تحريف معاني الدين الإسلامي السامية وروحه ومراميه الخ. ولو حدث هذا التصحيح لما تمسك المسلمون المعاصرين بلفظة العلمانية. وكما حدث لدى المسيحيين الغربيين، أصبحت العلمانية هي سفينة النجاة لشريحة عريضة من المسلمين، بينما لم يخطر على بال هؤلاء المسلمين أن الدين الذي في أيديهم ملعوب فيه أمويا وعباسيا. فهل يعتقد كائنا من كان أن الله تعالى كان يعبث عندما قال: اليوم أكملت لكم دينكم..!! حاشا لله! فمع هذا الإكمال ما الحاجة للعلمانية إذن؟ ما سنثبته في هذه المقالة والمقالات التالية هو أن العلمانية عرض مرضي لحالة إعتقال..

    يجب أن يفهم الدكتور العزيز كامل عندما قلت أنا في مقالتي الرابعة: (وقد يفاجأ الدكتور كامل إن قلنا له أن الإسلام هو العلماني وليس الغرب في عصوره المظلمة بينما أخذ منا الغرب هذه العلمانية الخ الخ..وقد وصلت بنفسي لهذه النتيجة بعد التدقيق في المفهومات – خاصة مفهوم العلمانية ودراسة فكر الخوارج...ففي العالم المسيحي تألهت الكنيسة وأعتقلت الدولة تحت عباءتها بينما في العالم الإسلامي تألهت الدولة وأعتقلت الدين (المسجد) تحت عباءتها)..كان إستعمالي لكلمة العلمانية في هذا النص بمعنى (الدنيوية) secularism إرتباطا بقضية محددة وهي مشروعية سلطة الحاكم المستمدة من سلطة الشعب كما فهمها الغربيون بدءا بالثورة الفرنسية، وليس العلمانية التي يتخيلها المفكرون العرب المعاصرين اليوم في صورتها الغائمة والهلامية.

    أما العلمانية بالمعنى الأوسع وهي عادة الأكثر طرقا، أكرر الأوسع كما تفهمها أنت يا دكتور كامل فعندي فيها نظر، أي إستعمال العقل والفكر والإبداع على إطلاقه بشكل ديناميكي أو جدلي أو صيرورة لا تتوقف - وهو رأيك، حتى مع قولك مراعاة الأسس التي روجت لها الأديان؛ وكما فهمها الأستاذ محمد عثمان الخليفة – إتاحة الفرصة للتفكير العقلي. هذا المعنى الأوسع والأكثر طرقا للعلمانية سأعالجه في المحور الثاني: إسقاط الزمان والمكان عند التفسير والتأويل على النص.

    أما أن تكون هذه العلمانية مشوشة في عقل محمد عمارة أو عبد الوهاب المسيري وغيرهما مثل حسن حنفي، وأركون، والجابري، فأنا لا أستغرب ذلك. فالرجلان الأولان ضعيفان وهما أو هم جميعهم صناعة النفط الخليجي. أما محمد عمارة خاصة فهو مدلس ومتكلف ومتهافت. فمثلا كيف كان يدير الرسول (ص) دولته بالمدينة المنورة؟ كل كتب التراث المعتبرة تشير إلى أنه ليس هناك للرسول (ص) نظام محدد، ولا أشخاص معينون. وليس هناك أثر لما أدعاه محمد عمارة بما يسمى (هيئة العشرة)، أنظر كتاب محمد عمارة: الخلافة ونشأة الاَحزاب الاِسلامية. هذه الهيئة ليس لها وجود في أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها، ولا استطاع مدعيها أن يأتي بشاهد تاريخي واحد على وجودها في أيام النبي (ص)، ولا يستطيع أن يأتي بأثر واحد يؤيدها من حياة أبي بكر كلها وحياة عمر كلها، حتى اختيار عمر للستة المعروفين لشورى الخلافة. وأضعف من هذه الدعوى ما جاء في محاولته البرهنة عليها من أشياء متكلفة، واُخرى لا واقع لها، واُخرى تفيد نفيها بدلا من إثباتها. ومن أنكر وأغرب ما استدل به محمد عمارة، وهو يراه أقوى أدلة الاِثبات لهيئته المزعومة، ثلاثة أشياء، هي:

    الاَول: قوله: يتحدث سعيد بن جبير عن هذه الحقيقة الهامة فيقول: (وكان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وابي عبيدة وسعيد بن زيد، كانوا أمام رسول الله في القتال ووراءه في الصلاة). ثم يستنتج محمد عمارة من هذا القول أن هؤلاء العشرة لم يكونوا فقط وزراء الرسول ومجلس شوراه، وانما كانوا يديمون الوقوف خلفه مباشرة في الصلاة، كما يلتزمون الوقوف أمامه عند الحرب والقتال [ii] . إننا بغض النظر عن صحة نسبة مثل هذا القول إلى سعيد بن جبير، أو عدمها، لو سألنا الباحث أن يكشف لنا حربا واحدة فقط من حروب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقف فيها هؤلاء العشرة أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقت القتال، لعاد بعد بحث طويل في خيبة أمل.

    الثاني: قوله: هؤلاء العشرة فيهم أول ثمانية دخلوا في دين الاِسلام، فهم أولون في الاِسلام، ومهاجرون
      . وهذا كلام مع ما فيه من تهافت فهو دعوى غير صحيحة أيضاً..فهل كان سبق الثمانية إلى الاِسلام هو الذي رفع الاثنين الآخرين؟! ثم أين هذا السبق، وكلهم ـ ما خلا علي مسبوق؟! إنهم، غير الإمام علي عليه السلام، مسبوقون إلى الاِسلام، سبقتهم خديجة، وجعفر بن أبي طالب، وخالد بن سعيد بن العاص، وأخوه عثمان، وسبقهم زيد بن حارثة، وسبقهم أبو ذر الغفاري خامس الاِسلام، وسبقهم آخرون [iv] .

      الثالث: وهو أكثرها نكارة، ما نقله محمد عمارة عن المستشرق فان فلوتن، بعد أن قدم له بسؤال مثير، فقال: (ولكن هل خرجت الشورى على عهد رسول الله من النطاق الفردي غير المنظم، إلى نطاق التنظيم المحكوم بمؤسسة من المؤسسات؟). فلما لم يجد (محمد عمارة) لهذا التساؤل الهام جوابا من التاريخ، تعلق بالخطأ الذي وقع فيه فان فلوتن لسوء فهمه لمفردات العربية، فحين قرأ عن أصحاب الصفة وهم المقيمون في المسجد على صفة كبيرة فيه، والبالغ عددهم سبعين رجلا، ظن فلوتن أن الصفة تعني (الصفوة)! فظن أن صفوة الصحابة كانوا سبعين رجلا لا يفارقون المسجد كمؤسسة استشارية تتخذ من المسجد مقرا لها، ولم يفهم فان فلوتن أن أصحاب الصفة هؤلاء هم أضعف المسلمين حالا، لا يملكون مأوى لهم فاتخذوا المسجد مأوى!! وليس هذا بمستغرب من مستشرق لا يتقن العربية، ولا تعنيه فداحة الخطأ العلمي بقدر ما يعنيه الادلاء برأيه..لكن المستغرب أن يأتي باحث كمحمد عمارة فيعتمد هذا الخطأ العلمي مصدرا لتثبيت قضية هامة كهذه، قائلاً: (نعم، فهناك ما يشير إلى وجود مجلس للشورى في عهد الرسول كان عدد أعضائه سبعين عضواً) ويصرح أن مصدره فان فلوتن [v] ..

      ماذ يعني تأله الكنيسة - في حال الغرب المسيحي، أو تأله الدولة – في حال الدولة الإسلامية؟ ببساطة شديدة: يعني أن تأتي أنت بما لم يأتي به أو يشرعه الله تعالى، أو تحزف أنت أو تسقط ما أتى به الله تعالى من تشريعات – وينطبق ذلك على شخص الدولة أو الكنيسة. فالمشرع هو الله لا غيره سبحانه وتعالى، ثم الرسول (ص) عن ربه عن جبريل عليه السلام. ولقد رفع الله تعالى رسوله (ص) درجات على كل الأنبياء: ورفعنا لك ذكرك، أي قرن أسمه تعالى بأسم الرسول (ص) في الشهادة والآذان الخ، ولا ينطق عن الهوى؛ وطاعة الرسول (ص) هي من طاعة الله سبحانه. إذن لا يوجد شخص في مقدوره أن يسقط العمل بآية في القرآن أو بعمل أو قول للرسول (ص)، أو أن يعطله، أو أن يشرع ما لم يشرعه الله ورسوله، هذه كلها من الممنوعات حتى ولو كان عمر بن الخطاب. وبما أن الشارع هو الإله الواحد الأحد حصرا، فماذا يعنى أن تشرع الدولة بما لم يأتى به الله من سلطان سوى أنها أصبحت شريكا لله؟ هذا هو المقصود لدينا بتأله الكنيسة الغربية أو الدولة الإسلامية. وتأله الدولة الإسلامية هو أكتشاف أصيل لكاتب هذه المقالة. ولنضرب مثلا كيف تألهت الدولة الإسلامية.

      أبو جعفر المنصور ومالك بن أنس 148 هـ:
      وتحت هذا العنوان نثبت للقراء أن المذاهب هي من اختراع الحكام والسلاطين، وهذا المثال يعكس العلاقة ما بين الحاكم ودائرة التراث والتفقه الحر والثقافة الإسلامية، يكبرها أم يضيقها، يفرجها أم يخنقها؟ وسبب التجاء أبي جعفر المنصور لمالك بن أنس هي شهرة الإمام جعفر بن محمد الصادق في المدينة المنورة؛ إذ عكف جده علي بن الحسين منذ مذبحة كربلاء 61 هـ للعلم والتعلم وأبتعد عن السياسة، فأسس مدرسة المدينة وهي التي أسست عمد الدين حيث أنشغل الأمويون عنهم بملذاتهم، وساهم في انتشار صيت هذه المدرسة ابنه محمد بن علي الملقب بالباقر، باقر علم النبيين، ووصلت ذروتها عند الصادق الذي ورث علم أبيه وجده، فأصبحت هذه المدرسة قبلة المسلمين تشد لها الرحال – كان يتتلمذ عليه أربعة ألف عالم في وقت واحد – ومن تلامذته أبو حنيفة ومالك بن أنس نفسه؛ فخاف المنصور أن يسحب المسلمون منه البيعة ويعطونها للإمام جعفر الصادق. طلب أبو جعفر المنصور مقابلة مالك بن أنس، وفي هذه المقابلة 144 هـ تم أول عهد كتابة الحديث في تاريخ المسلمين، طلب المنصور من مالك كتابة كتاب سمى لاحقا الموطأ – معظم أحاديثه عن عبد الله بن عمر بن الخطاب؛ وكان مالك بعد هذه الزيارة أول مفتى رسمي للدولة، لا يفتى أحد غيره، وقال المنصور: لا يفتى أحد ومالك في المدينة! وهذا الأحد ليس سوى الإمام جعفر الصادق، عليه السلام، ومدرسة آل البيت. لاحظ قول المنصور: يحملون عليه ونضرب عليه هاماتهم بالسيف ونقطع طي ظهورهم بالسياط ، وإليكم الرواية:

      هذه الرواية التي يرويها ابن قتيبة المؤرخ الكبير في كتابه تاريخ الخلفاء منقولة عن مالك نفسه، فلابد من هذه الملاحظة وأخذها بعين الاعتبار. قال مالك: لما صرت بمنى أتيت السرادقات، فأذنت بنفسي، فأذن لي، ثم خرج إلي الآذن من عنده فأدخلني، فقلت للآذن: إذا انتهيت بي إلى القبة التي يكون فيها أمير المؤمنين فأعلمني، فمر بي من سرادق إلى سرادق، ومن قبة إلى أخرى، في كلها أصناف من الرجال بأيديهم السيوف المشهورة والأجزرة المرفوعة، حتى قال لي الآذن: هو في تلك القبة، ثم تركني الأذن وتأخر عني. فمشيت حتى انتهيت إلى القبة التي هو فيها، فإذا هو قد نزل عن مجلسه الذي يكون فيه إلى البساط الذي دونه، وإذا هو قد لبس ثيابا قصدة لا تشبه ثياب مثله تواضعا لدخولي عليه، وليس معه في القبة إلا قائم على رأسه بسيف صليت. فلما دنوت منه، رحب بي وقرب، ثم قال: ها هنا إلي فأوميت للجلوس فقال: ها هنا، فلم يزل يدنيني حتى أجلسني إليه ولصقت ركبتي بركبتيه. ثم كان أول ما تكلم به أن قال: والله الذي لا إله إلا هو يا أبا عبد الله ما أمرت بالذي كان ولا علمته قبل أن يكون، ولا رضيته إذ بلغني (يعني ضرب مالك بالسياط في المدينة المنورة من والي المنصور). قال مالك: فحمدت الله تعالى على كل حال وصليت على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ثم نزهته عن الأمر بذلك والرضا به، ثم قال: يا أبا عبد الله، لا يزال أهل الحرمين بخير ما كنت بين أظهرهم، وإني أخالك أمانا لهم من عذاب الله وسطوته ولقد دفع الله بك عنهم وقعة عظيمة، فإنهم ما علمت أسرع الناس إلى الفتن وأضعفهم عنها، قاتلهم الله أنى يؤفكون. وقد أمرت أن يؤتى بعدو الله من المدينة على قتب، وأمرت بضيق مجلسه والمبالغة في امتهانه، ولابد أن أنزل به من العقوبة أضعاف ما نالك منه. فقلت له: عافى الله أمير المؤمنين، وأكرم مثواه، قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم منك. قال أبو جعفر: وأنت فعفى الله عنك ووصلك. قال مالك: ثم فاتحني فيمن مضى من السلف والعلماء، فوجدته أعلم الناس بالناس، ثم فاتحني في العلم والفقه، فوجدته أعلم الناس بما اجتمعوا عليه، وأعرفهم بما اختلفوا فيه، حافظا لما روي واعيا لما سمع. ثم قال لي: يا أبا عبد الله ضع هذا العلم ودونه، ودون منه كتبا، وتجنب شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس، وشواذ عبد الله بن مسعود، واقصد إلى أواسط الأمور، وما اجتمع عليه الأئمة والصحابة (رضي الله عنهم)، لنحمل الناس إن شاء الله على علمك وكتبك ونبثها في الأمصار، ونعهد إليهم أن لا يخالفوها ولا يقضوا سواها. فقلت له: أصلح الله الأمير، إن أهل العراق لا يرضون علمنا ولا يرون في عملهم رأينا. فقال أبو جعفر: يحملون عليه ونضرب عليه هاماتهم بالسيف ونقطع طي ظهورهم بالسياط، فتعجل بذلك وضعها فسيأتيك محمد المهدي ابني العام القابل إن شاء الله إلى المدينة ليسمعها منك، فيجدك وقد فرغت من ذلك إن شاء الله.

      قال مالك: فبينما نحن قعود إذ طلع بني له صغير من قبة بظهر القبة التي كنا فيها، فلما نظر إلي الصبي فزع ثم تقهقر فلم يتقدم، فقال له أبو جعفر: تقدم يا حبيبي إنما هو أبو عبد الله فقيه أهل الحجاز، ثم التفت إلي فقال: يا أبا عبد الله أتدري لم فزع الصبي ولم يتقدم؟ فقلت: لا! فقال: والله استنكر قرب مجلسك مني إذ لم ير به أحدا غيرك قط، فلذلك تقهقر. قال مالك: ثم أمر لي بألف دينار عينا ذهبا، وكسوة عظيمة، وأمر لابني بألف دينار، ثم استأذنته فأذن لي، فقمت فودعني ودعا لي، ثم مشيت منطلقا، فلحقني الخصي بالكسوة فوضعها على منكبي وكذلك يفعلون بمن كسوه وإن عظم قدره، فيخرج بالكسوة على الناس فيحملها ثم يسلمها إلى غلامه. فلما وضع الخصي الكسوة على منكبي انحنيت عنها بمنكبي كراهة احتمالها، تبرؤا من ذلك. فناداه أبو جعفر: بلغها رحل أبي عبد الله … انتهى

      ولقد توهم الأستاذ محمد عثمان الخليفة العلمانية حين أوقف عمر حد السرقة – بينما فات عليه لا أحد كائنا من كان يستطيع أيقاف حد من حدود الله، ولا الرسول (ص) نفسه - فهذا ممنوع، ولكن الأصح هو التعذير، أي إدراء الحدود بالشبهات – وهذا قول النبي (ص). بينما لا يصح لعمر أن يوقف عطاء المؤلفة قلوبهم، ولا يحق له. وننبه هنا، الكثير من الدعاة ورجال الدين قد يتخيلون أنه يحق لعمر بن الخطاب أو الخلفاء عموما أن يشرعوا أو يبدلوا ما يشاءون، وهذا عين الطيش والجهل بإلإسلام. ولكننا سنفسر هذه النقطة عندما نشرح ماذا يعني الإجتهاد إعتمادا على النص في المقالة الثانية.

      كذلك لم أرى اسوأ مما كتب محمد عمارة حين وضع الأمر بين قطبين بتعريفه للعلمانية بقوله: هي التفريق بين ما هو ديني وما هو دنيوي..الخ ولا أرى في قوله سوى التهافت. لقد ذكرنا سابقا لو طبق الدين الإسلامي منذ البداية وإلى يومنا هذا بشكل صحيح لما كان هذا التهافت نحو العلمانية. ولكننا نضيف هنا ما يؤيد وجهة نظرنا: أولا أن الدين الإسلامي بحر عظيم والقرآن خاطب العقل، فهو عقلاني، وأستخدم كل أساليب المناظرة والحوار، وحتى التحدى. فخذ قوله تعالى: ولقد حث الله تعالى الإنسان أن يتأمل آياته بعقله (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق..) فصلت، 53 ، وذكر الله أنه أي الأنسان يكدح لمعرفة ربه (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه) الإنشقاق، 6 ، على المستوى الفردي القصير، أو على مستوى الإنسانية في مراحلها المتدرجة. ولكن هنالك وحدة الكون، فالجميع يسبح لله تعالى: (تسبح له السموات السبعة والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم، إنه كان حليما غفورا) الإسراء، 44 .

      إذا كانت الذرة تسبح بحمد الله وهي وحدة المادة المصنوعة، حيوية أو غير حيوية، في كل أشكالها وتراكيبها الفيزيائية، إذن فالإنسان في نظر الله هو مخلوق للعبادة، وقد سخر له هذا الكون ليس فقط ليتأمله فيقترب إلى خالقه الله سبحانه وتعالى بعد أن علمه الأسماء كلها، بل أيضا سخر له هذا الكون لخدمته بعد معرفة سننه. ولقد حث الله الإنسان على العلم والتعلم والتفكر والتفكير في سنن الله، وشرح له نقاط قوته وضعفه، ويكفي الرسالة الإسلامية شرفا أن أول كلمة في القرآن هي: أقرأ. ولقد قال الفيلسوف الفرنسي المسلم روجيه جارودي: أن الله أنزل العلم للإنسان لكي يصعد إليه مرة أخرى، وعبر هذه الرحلة يدرك الإنسان خالقه. وعلى ضوء ذلك بدأت مفردة العلمانية (دنيوي) secular في مبدأها في الغرب بلحاظ سلطة الشعب الدنيوية، ثم أخذت منحى أو فهما علميا حين صادرت الكنيسة التفكير العلمي - مثلا قصة جاليليو وكروية الأرض، وتلونت بالإلحاد على يد القلة من الفلاسفة. ورغم ذلك، نعذر الغربيين فهم وإن كانوا لا يملكون من الدين مثلما يملك المسلمون، فهم لا محالة في كدحهم ملاقون ربهم الحقيقي – يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، ولم يقل سبحانه وتعالى: يا أيها المؤمنون أو المسلمون. فما عذر المسلمين أنهم تخلفوا منذ ألف سنة؟ بعضهم يعزي ذلك إلى الخليفة العباسي الداعر المتوكل الذي سحق المعتزلة، وسلم الراية للحنابلة فكانت ضربة قاضية للعقل العربي أو للعقل المسلم.

      ما قصدناه بالمجموع هو أنه يستحيل تقسيم وعي الإنسان بلحاظ المعرفة والترقي إلى معرفة دينية ومعرفة دنيوية (علمانية)، فهذا التقسيم عبيط، ولا أساس له، ولا معنى له. ونرى في تاريخ المسلمين أن جعفر الصادق عليه السلام هو مؤسس علم الكيمياء، وهو من أملاءه وسلم أسسه لأبي حيان التوحيدي، وكان يدفع له الأموال لحثه في طلب علم الكيمياء. وعندما تتحدث عن بقية العلوم، وبقية علماء المسلمين من كل أصقاع الأرض كيف ساهموا في العلوم الطبيعية أو العقلية بجهدهم الفردي مثل البيروني، وابن الهيثم وغيرهم كثير وما لاقوه من أذى أو قتل من قبل السلاطين، ستفهم أن الإستبداد هو الذي آخر المسلمين.

      إذن الأصل في الرسالة الإسلامية على يد خاتم الرسل (ص) هي الحرية كنقيض للإستبداد. قال النبي (ص): لقد أمرت أن أحكم على الناس بالظاهر، وعلى الله حكم السرائر. معني ذلك، أن كلمة لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، هي كلمات يصون المرء بها دمه. فهذه الكلمات حتى المنافقون في حياة النبي (ص) قالوها، ويعني ذلك، قد يحيا المرء ويموت وهو مسلم وقد صان دمه ولكنه قد لا يدرك هذا الدين في العمق في ظل الإستبداد، وقد لا يذوق حقيقة الإيمان الحقيقي – لذا الحرية هي الأصل دون إستلابات. وفقط في إطار هذه الحرية يصل الإنسان إلى خالقه عبر المراهقة النفسية والعقلية، وهما مطلوبان – وصفهما الله تعالى بوجل القلوب. لقد وصف الله تعالى الإيمان الحق في سورة الأنفال في خمسة صفات: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، وعلى ربهم يتوكلون* الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* اؤلئك المؤمنون حقا..) الأنفال، 2 - 4 . قد لا يمتلك المسلم كل هذه الصفات الخمسة بالمجموع وقد يمتلك واحدة أو أثنتين الخ ولكن لكل درجة ورزق كريم على حسب درجته من تحصيله لهذه الصفات الخمسة.

      لذا تصورنا ما بين الفرد والدولة هو كالتالي: عليك أن تتخيل الصورة والإطار، يمثل الإطار نواهي الله تعالى وحدوده، بينما المساحة التي بين الإطار أو داخل الإطار هي مساحة الحرية التي يجب أن يمتلكها المسلم، وفي هذه المساحة هو حر التفكير تماما، ولا دخل ولا سلطان للدولة ومؤسساتها على الفرد في هذه المساحة. ونفس هذا المثال ينطبق على تربية الطفل، إذا أنت صغرت من المساحة الداخلية في الإطار إلى الصفر، ستخنق طفلك، ستراقب أفعاله وكل حركاته وسكناته، سيصبح غبيا بليدا، مرعوبا، فاقد الثقة بنفسه، قدريا فاقدا للمشيئة وللمبادرة الخ. ولماذا الإطار؟ يجب أن ندرك أن العقل البشري وحده ليس حكيما بما فيه الكفاية، فإذا تركنا له القضية بالكامل ربما قد يقودنا إلى كوارث – بل في الحق قادنا إلى العديد من الكوارث، فخذ مثلا قضية النظام النقدي الربوي عالميا هو المسئول عن هذه الحروب أو الفقر الذي يعم شعوب العالم، أو الإفساد الحادث في البيئة الخ.

      هذا المثال أي مثال الصورة والإطار يجيب على كل أسئلتك أو ملحوظاتك يا دكتور كامل فيما يخص تعريفاتك للعلمانية، فمقولة فصل الدين عن الدولة مقولة سطحية ليست علمية، فهل مثلا عندما يذهب رئيس الجمهورية من منزله إلى مكتبه أو الموظف الخ، يترك الدين في منزله؟ وهل ممنوع عليه أن يعبر عن نفسه دينيا في موقف من المواقف؟ هذا يستحيل، ولكن الأصح هي مقولة ألا تتأله الدولة أو مؤسساتها أو رموزها، كأن تسقط في أيديولوجية دينية منحولة، أو تراقب الدولة كيف يفكر الفرد، أو أن تصادر منه أو تضيق عليه الحريات، أو تسيطر على المقروء من الكتب الخ فخذ مثلا في الجامعات السعودية على حسب قول الشيخ الكويتي هاشم الرفاعي، وهو شافعي المذهب، يقول لعلماء نجد محذرا وموبخا: تعملون عمل الخوارج، فإذا جاءكم أحد من المسلمين – وخاصة طلبة العلم – تبدأون في عقيدته أصحيحه عندكم أم لا؟ ما تقول في كذا وكذا...وأين الله؟ و...؟ وهكذا كان يعمل الخوارج فيما سبق فكانوا إذا جاءهم أو مر بهم المسلم الموحد امتحنوه فإذا خالفهم قتلوه – أما المشرك أو الكافر فيتلطفون به ويتلون الآية: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون)، وكذلك قوله تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين* ما لكم كيف تحكمون).

      أما قولك أن العلمانية في إعتقاد البعض "مجموعة أفكار وممارسات واضحة" لذا أهملوا العلمنة بمعنى التطور، أو أنها "فكرة ثابتة لا متتالية آخذة في التحقق" من منظور الفلسفة الجدلية، كلها تدق على باب أهمية التطور، وجدل الواقع وصيروته إما أخذه بوعي مدروس وهادف أو بشكل سلبي passive . عموما، أجد هنا الإتكال على مفردة العلمانية هو نوع من التكلف ولزوم ما لا يلزم، لأنه كل ما تشتاق إليه موجود في القرآن وسنة نبيه الصحيحة. ولكن الإشكالية أن الدين الذي في يديك هو ملعوب فيه أمويا وعباسيا، فمن باب أولى ليس الإستغراق في العلمانية بل في دراسة هذا الدين بشكل حقيقي وليس بشكل إعتباطي. والإعتباطية هي ما نراه في البحوث السطحية والزائفة التي يسلقونها في الجامعات الإسلامية. فمثلا خذ شخصا على وزن محمد سعيد رمضان البوطي له كتاب ألفه منذ السبعينيات في الحاكمية والدولة الإسلامية، وأدعى فيه أن حديث "كتاب الله وسنتي" أخرجه البخاري ومسلم، وحين نبهه علماء الشام في سوريا أن الشيخين البخاري ومسلم رفضا إخراج هذا الحديث، ولا وجود له حتى في بقية الصحاح، وأعترف البوطي بخطئه ذلك، لكنه في طبعاته التالية لم يصحح هذا الخطأ. فكيف تفسر ذلك؟ تفيد هذه الحادثة معنى محددا: وهي أن البوطي يتعمد أن تبقى الأيديولوجية الأموية هي السائدة. فحقيقة هذا الحديث هي: كتاب الله وعترتي. والفرق هنا كبير، لقد نبه النبي (ص) المسلمين أن العلم في كل أوجهه والتأويل زقه الله في ذرية محمد وأوصانا النبي (ص) أن نأخذ علومنا منهم إذا رغبنا في النجاة. ولكن الأيديولوجية الأموية تعمدت أقصاء أئمة وعلوم آل البيت، فحورت الحديث النبوي. وليس هذا أول وآخر تحريف ولا مجال لسرد التحريفات. ولكن لكي نؤكد للدكتور كامل على أصالة ما نكتب هنا دعنا نسأل مستشار رئيس الجمهورية الشيخ أحمد علي الإمام في هذا الحديث هل أخرجته كتب الصحاح؟

      ولا أستغرب أن يصل الغرب عبر العلمانية إلى المزيد من الحيرة والمأزق الروحي والإجتماعي، فاللهث خلف العقل على أنه سيد نفسه وسيد العلوم (الدنيوية) مع إغفال القضية الروحية والدينية تقود قطعا إلى باب مسدود. أما التصالح المزعوم ما بين القوميين العلمانيين على حسب قولك والإسلاميين الإيمانيين فهذه ألاعيب سياسية تخرج من العباءة الخليجية، فإذا فهمت أن نفس هذه الجهات التي تخرج لنا في كل حقبة مسمياتها ومقولاتها وشعاراتها هي نفسها التي سممت الرئيس جمال عبد الناصر، وعجبا أصبحت هي نفسها التي تقود النضال العربي – حتى أنهم أسسوا ما يسمى "مؤسسة الفكر العربي"، لا تتملك نفسك من التبسم والترحم على عبد الناصر. وستضحك أكثر لو علمت أن أحد أمناء "مؤسسة الفكر العربي" من يسمى بعبد الرحمن حسن الشربتلي. التصالح ما بين الإسلامويين والقوميين ما بعد ناصر هدف إقصائي مطلوب من أنظمة الدول الخليجية لتحقيق التالي: أن القومية العربية سنية المذهب، بينما الشيعة والمتشيعين لآل البيت فرس أو هم من صناعة القومية الفارسية.

      ما زلت أنا مصرا أنه لا حوجة لمفردة العلمانية، وأن القرآن فيه كل شيء، والأحاديث النبوية الصحيحة فيها كل شيء يحتاجه الإنسان، هذا شرط تنقية الدين من الشوائب الأموية والعباسية. فالمسيرة التي تنشدها يا دكتور كامل، والتجدد والنشاط العقلي والعقلاني المتعمد والهادف والمقصود الذي تتمناه، يسهل فرملته بكلمة واحدة: إن العلمانية ضرب من الإلحاد، وهكذا يفعل حرس الأيديولوجية الأموية. أضف إلى ذلك، أن السكون والكسل الفكري مطلوبان لذاتهما، فماذا يعني الدوران حول السلف الصالح في دائرة مغلقة، أو قفل باب الإجتهاد من قبل الأتراك العثمانيين لأربعة قرون خلت، أو سلق البحوث الدينية في الكليات الإسلامية، وأخيرا وليس آخر أن يقول الشيخ القرضاوي أن كتب التراث الإسلامي مغلقة بالضبة والمفتاح وقال حرفيا: (وليس لدي السنة أي حصانة ثقافية ضد هذا الغزو (الشيعي). فنحن علماء السنة لم نسلحهم بأي ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفاً من إثارة الفتنة، وسعياً إلي وحدة الأمة) . فهل هنالك أكثر صراحة من أن الدولة الإسلامية قديما وحديثا أعتقلت الدين؟

      شوقي إبراهيم عثمان
      كاتب ومحلل سياسي






    اعلاه الرد علي بروف كامل يا ريت لو واحد يمدنا او تمدنا بمقال او كتاب كامل عن العلمانية وهو عضو حزب شيوعي لا يزال



    والناقد يقول ان في القران والسنة كل شي لذا هو لا يريد العلمانية

    ونوجه ابصارنا نحو كافة التجارب المسماة تجارب اسلامية ونري منهاج القران او السنة في الحكم وغيره


    المجال هنا لا يمكن ان نتركه فضفاض لقوي الهوس الديني لكي تقرر اي مصطلح ممكن نستخدمه

    غدا يقولون المدنية ايضا كفر واللبرالية والديمقراطية



    يجب الا نستجيب لضغوط قوي الهوس الديني

    حياد الدولة تجاه الاديان هو ضمان المساواة في الاوطان
                  

05-26-2013, 08:03 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    شكراً كثير كثير استاذنا فيصل زبير ..
    بوست في معرفي على مستوى عالي جداً من الاحترافية
    من الاستاذ / بدرالدين والاستاذ/ احمد ..
    التحية لكما على هذا الطرح العالي ..
    أرجو المواصلة على خط المعرفة التي تسلكانه ..
    أرجو عدم الدخول في اي مناوشات سياسية ..
    هذه الطريقة العلمية هي التي تفيدنا ..
    صدقني هذا الفهم عالى منكما .. وخاصة انكم بسطتم لنا المعرفة دون اي تعقيد
    جزاكما الله عنا كل خير .. ارجو المواصلة ..
    شكراً استاذي فيصل ..
    والتحية للاستاذين بدرالدين واحمد ..
    اخي فيصل حافظ على هذا البوست من الانحراف ..
    لمزيد من الاثراء ..
                  

05-26-2013, 09:10 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    ما مختلفين حول مفهوم ماركس للدولة المدنية او الحكومة المدنية
    ولكن هل تتفق معى ان اى دولة حتى لو دستورها وقوانينها دينية
    فهى كذلك دولة مدنية

    رؤوف جميل

    تحياتي

    "ما مختلفين حول مفهوم ماركس للدولة المدنية او الحكومة المدنية
    ولكن هل تتفق معى ان اى دولة حتى لو دستورها وقوانينها دينية
    فهى كذلك دولة مدنية"

    لا يا رؤوف, الدولة الدينية بتعريف لوك لا يمكن ان تكون دولة مدنية لأنها مثلها مثل الدولة العلمانية (دا رأيي انا اي ان الدولة العلمانية تفرض رؤية احادية على مجتمع متعدد) تفرض ديانة واحدة او مذهب واحد على المجتمع كله و بما ان الامر دين فلا يمكن يكون بالتراضي
    يعني اذا كان هناك شيعة في دولة سنية ستجد انهم لن يكونوا جزء من تلك الدولة بالتراضي و انما قسرا و نفس الشئ دولة البروتستانت لن تكون ضامة اذا كان في المجتمع كاثوليك او اقباط لأن الدين و المذهب من الصعب ان يقبل ان يعيش تحت سيطرة مذهب اخر طوعا
    جون لوك في كتابه اون تولريشين (القبول بالاخر يمكن تكون ترجمة خشنة) اوضح انه في مفهومه للدولة المدنية يجب ان تكون الدولة منفصلة عن عن الدين

    however, that some may not colour their spirit of persecution and unchristian cruelty with a pretence of care of the public weal and observation of the laws; and that others, under pretence of religion, may not seek impunity for their libertinism and licentiousness; in a word, that none may impose either upon himself or others, by the pretences of loyalty and obedience to the prince, or of tenderness and sincerity in the worship of God; I esteem it above all things necessary to distinguish exactly the business of civil government from that of religion and to settle the just bounds that lie between the one and the other. If this be not done, there can be no end put to the controversies that will be always arising between those that have, or at least pretend to have, on the one side, a concernment for the interest of men's souls, and, on the other side, a care of the commonwealth
    http://www.constitution.org/jl/tolerati.htm

    طيب يا روؤف ليه انا اعتقد ان الدولة العلمانية لا تفرق عن الدولة الدينية?
    اهم شئ يا روؤف لما نتكلم عن شئ ان يكون لنا تعريف واضح نتواضع على الرجوع اليه
    مثلا انا عندما اتحدث عن الدولة المدنية دائما ما احيل الي تعريف جون لوك و هو يعطي معنى صريح عن ماهية الدولة و مكوناتها و دورها في المجتمع وعندما اتحدث عن العلمانية اعرفها كما تعرفها المعاجم و ليس على هواي او ابتسر المفهوم ليخدم غرضي تدليسا
    هاك تعريف عدة معاجم لكلمة و مفهوم علمانية
    Definition of SECULARISM


    1.
    secular spirit or tendency, especially a system of political or social philosophy that rejects all forms of religious faith and worship.

    2.
    the view that public education and other matters of civil policy should be conducted without the introduction of a religious element.
    http://dictionary.reference.com/browse/secularism
    Definition of SECULARISM


    : indifference to or rejection or exclusion of religion and religious considerations
    http://www.merriam-webster.com/dictionary/secularism
    العلمانية حسب التعريفات اعلاه منهج فلسفي يدين به جزء من افراد المجتمع و السماح لاي جزء بالسطو على جهاز الدولة لفرض مفاهيمه هو فرض ديكتاتورية عقدية مهما سميناها بغير ذلك
    الاسلاميين او المسيحيين ايضا يحلفون جهد ايمانهم انهم سيحمون عقائد الاخرين حال سيطرتهم على جهاز الدولة و التجربة كذبتهم و اول تجربة علمانية في العالم ايضا فضحت العلمانيين (طبعا علمانيتي انا بقت كابة دم عديل لكن قول الحقيقة واجب) فقد ذبحوا الاف القساوسة في فرنسا و طبعا ما في داعي لذكر الامثلة الاخرى (هههههههه)
    الدولة المدنية تضمن حقوق الجميع و لا تخضع اي جزء في المجتمع لمعتقدات اي جزء اخر لذلك يا رؤوف تجد انه لا تجد الولايات المتحدة تنص في دستورها على انها دولة علمانية لكن تجد ان فرنسا التي تنص على علمانية الدستور فيها تحظر على المسلمين ممارسة دينهم كما يريدون فتمنع الحجاب بالقانون في انتهاك صارخ لحقوق الانسان

    الهند من الدول الديمقراطية تنص صراحة على علمانية الدولة هل حلت تلك الصفة المشاكل العقائدية في الهند?
    http://archive.org/stream/indiaasaseculars033...rs033124mbp_djvu.txt




    -----

    (عدل بواسطة بدر الدين احمد موسى on 05-26-2013, 09:28 AM)

                  

05-26-2013, 11:52 AM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    شكراً يابدر على إيرادك لرأي لوك حول أن الدولة منفصلة عن الدين وهذه هي الدولة العلمانية عديل. وللمساعدة على ترسيخ هذا الفهم الذي أسس له لوك في كتابه "الحكومة المدنية" التي نسبها للمجتمع المدني بوصفه مصدر سلطاتها، أنقل لك ما يعضد ذلك من رسالته حول التسامح التي أشرت إليها فيما يلي:
    "كل ما أريد قوله هو أياً كان مصدر السلطة فإن السلطة مادامت ذات طابع كنسي فيجب أن تكون مقيدة بحدود الكنيسة، إذ ليس في إمكانها، بأي حال من الأحوال، أن تمتد إلى الشئون الدنيوية، لأن الكنيسة ذاتها منفصلة عن الدولة ومتميزة عنها تماماً. فالحدود بينهما ثابتة ومستقرة. ومن يخلط بين هذين المجتمعين كمن يخلط بين السماء والأرض".
    جون لوك- رسالة في التسامح – ترجمة منى أبوسنة- تقديم ومراجعة مراد وهبة- المجلس الأعلى للثقافة- الإسكندرية- ص 36
    أرجو أن تكون فكرتي الآن أشد وضوحاً، حين أكدت أن دولة لوك دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة، وأن حكومته المدنية ليست هي الدولة المدنية المختلف عليها منذ الإمام محمد عبده حتى الآن، ولكنها حكومة دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة بفصل الكنيسة عنها. سأترك لرؤوف الرد طالما أن مداخلتك موجهة له.
    مع مودتي الخالصة لك ولجهدك ومثابرتك ومواصلتك التداخل.
    الشكر مجدداً لعزيزنا فيصل.
    ودمتم
                  

05-26-2013, 03:36 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    بوست جميل ..
    لغة سهلة وسلسلة ..
    بدون تعقيد
    التحية للاستاذة ..
    بدرالدين واحمد ..
    نحن جلوس في حضرتكم

    واصلوا ..
                  

05-26-2013, 03:43 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    Quote: جون لوك- رسالة في التسامح – ترجمة منى أبوسنة- تقديم ومراجعة مراد وهبة- المجلس الأعلى للثقافة- الإسكندرية- ص 36
    أرجو أن تكون فكرتي الآن أشد وضوحاً، حين أكدت أن دولة لوك دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة، وأن حكومته المدنية ليست هي الدولة المدنية المختلف عليها منذ الإمام محمد عبده حتى الآن، ولكنها حكومة دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة بفصل الكنيسة عنها. سأترك لرؤوف الرد طالما أن مداخلتك موجهة له.
                  

05-26-2013, 05:23 PM

علاء الدين صلاح محمد
<aعلاء الدين صلاح محمد
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 4804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    ويدعو رئيس وزراء تركيا الى علمانية الدولة ويدعي انه رئيس وزراء مسلم (اسلاموي ) لدولة علمانية
    Quote: دبي - العربية.نت
    أثار كلام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول مفهوم العلمانية، ردود فعل في الأوساط الصحفية والسياسية المصرية، وتباينت الردود طبقاً للتفسيرات المختلفة لما قاله.

    ففي حديثه الذي أدلى به لبرنامج العاشرة مساء للإعلامية المعروفة منى الشاذلي في اسطنبول قبل سفره إلى القاهرة قال أردوغان إن الدستور التركي يعرف العلمانية بأنها تتعامل مع أفراد الشعب على مسافة متساوية من جميع الأديان، وأن الدولة العلمانية لا تنشر اللا دينية.

    وقال عن نفسه: رجب طيب أردوغان ليس علمانيا فهو مسلم لكنه رئيس وزراء دولة علمانية مضيفا: أقول للشعب المصري إلا يكون قلقا من العلمانية، وأظن أنه سيفهما بشكل مختلف بعد تصريحي هذا.

    وأكد أن الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، متمنيا وجود دولة مدنية تقوم على احترام جميع الأديان والشرائح في المجتمع في مصر. وموضحاً أن العلمانية الحديثة لا تتعارض مع الدين بل يجب عليها أن تتعايش معه.
    ودعا أردوغان، خلال لقائه مع الإعلامية مني الشاذلي على قناة "دريم" في برنامج "العاشرة مساء" ، إلى وضع دستور مصر يقوم علي المبادئ التي من شأنها أن ترسي قواعد دولة مدنية حديثة تتيح للجميع أن يدين بالدين الذي يريد، حيث ضرب مثلاً عن نفسه بقوله أنا لست علمانيا بل مسلم و رئيس وزراء لدولة علمانية مؤكّداً أنه لا تعارض بين الإسلام والعلمانية بمفهومها الحديث.

    وفي نص إجابته على سؤال للشاذلي حول هذا الموضوع قال أردوغان: مفهوم العلمانية ليس مفهوم رياضيات كأن نقول حاصل 2 ضرب 2 يساوي 4، فتعريفات المفاهيم الاجتماعية تختلف فيما بينها، فالعلمانية في المجتمع الانجلوسكسوني لها مفهومها المختلف عنه في أوروبا، كما أن المفهم التركي لها مختلف، وقد دفعنا ثمنا باهظا من أجل ذلك المفهوم في تركيا.

    وأضاف: في دستور 1982 تم تعريف العلمانية بأن معناها وقوف الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان، أما الأشخاص فلا يكونون علمانيين، يستطيعون أن يكونوا متدينين أو ضد الدين أو من أديان أخرى، فهذا شيء طبيعي.

    واستطرد رجب طيب أردوغان: مثلا في مصر هناك مسلمون وهناك غير مسلمين كالأقباط ومن ينتمي إلى ديانات أخرى، وفي تركيا 99% مسلمون إلى جانب أديان أخرى، إلا أن الدولة على مسافة متساوية في تعاملها مع كل هذه الفئات والشعوب.
    وأضاف: يجب على المسلم أن يعيش دينه بكل حرية وكذلك المسيحي واليهودي وغيرهما، وأن تضمن الدولة هذا، وعندما ننظر إلى حضارتنا السابقة في التاريخ الإسلامي ترون الأمثلة كثيرة.
    وقال: أنا أؤمن بأن المصريين سوف يقيمون هذا الموضوع بكل جدية في هذه الفترة الانتقالية وما بعدها خصوصا ما يتعلق بالديمقراطية ومسيرتها، وسوف يكتشفون أن الدولة العلمانية لا تنشر اللا دينية ولكنها تحترم كل الأديان وأن يعيش كل فرد دينيه ويجب ألا يقلقوا من هذا الشيء.

    ونصح إردوغان الذين يعدون الدستور المصري الجديد بالحرص على ضمان وقوف الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان والفئات وعدم حرمان الناس من أن يعيشوا دينهم واعطاؤهم ضمانا لذلك، فإذا بدأت الدولة بهذا الشكل فإن المجتمع كله سيجد الأمان، المسلمون والمسيحيون وغيرهما من أديان أخرى واللا دينيون، فحتى الذي لا يؤمن بالدين يجب على الدولة أن تحترمه.. إذا تم وضع تلك الضمانات فهذه هي الدولة العلمانية.

    وشدد قائلا: الدولة تكون علمانية ولكن الأشخاص ليسوا علمانيين "رجب طيب أردوغان ليس علمانيا وإنما مسلم ولكنه رئيس وزراء دولة علمانية ويفعل ما توجبه هذه الدولة". وأشار إلى الجدل السائد في مصر ردا على سؤال منى الشاذلي حول اعتقاد البعض بأن الدولة العلمانية دولة كافرة، أجاب أردوغان: بعد تصريحي هذا أظن أنهم سوف يفهمون بشكل مختلف وسوف يناقشون ما أقوله. أقول للشعب المصري لا تقلق ويجب أن تأخذوا هذه الفكرة من هذه الزاوية، وأتمنى أن تستفيد الدولة العلمانية في مصر من الأخطاء التركية ونتناقش ونتبادل الأفكار والتجارب.

    وأنهى حديثه حول ذلك مضيفا: أؤمن أن مصر ببنيتها البحثية العلمية تستطيع انجاز هذا الموضوع بكل سهولة.
    ثم وصف مصر بكلمات لأغنية تركية كلاسكية غناها فى إحدى لقائاته جاء فيها:

    أقول لمصر إننا مشينا فى هذا الطريق مع بعض و نحن تبللنا فى نفس المطر مع بعض و فى كل أغنية أسمعها كل شئ يذكرني بك". ثم قال: إلى إخواني فى مصر أرسل إليكم تحية السلام لأن ديينا هو دين السلام دييننا هو الإسلام ".

    وعلق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين لقناة "العربية" بقوله إن كلامه موجه في الأساس للشعب التركي فقد رأى بعد وصوله للقاهرة اللافتات التي تتحدث عن الخلافة الإسلامية، وبذكائه أراد أن يطئن الأتراك على الدولة العلمانية. جدير بالذكر أن حواره مع منى الشاذلي الذي تضمن تصريحه حول العلمانية سبق زيارته لمصر ، حيث أجرته الإعلامية المصرية في اسطنبول وقال فيه إنه سيصطحب عائلته معه لأنه يعتبر أن مصر أيضا عائلته التي سيزروها مضيفا "نحن نحب الشعب المصري في الله".

    وقال المتحدث باسم الجماعة الدكتور محمود غزلان في تصريحات صحافية إن تجارب الدول الأخرى لا تستنسخ، وأن ظروف تركيا تفرض عليها التعامل بمفهوم الدولة العلمانية، معتبراً نصيحة رئيس وزراء تركيا للمصريين تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد.
    للمزيد الرابط ادناه
    http://www.alarabiya.net/articles/2011/09/14/166779.html
                  

05-26-2013, 05:32 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: علاء الدين صلاح محمد)

    أستاذي صاحب البوست الاخ فيصل الزبير ..
    عفواً سوف ارفع هذا البوست دائماً ..
    لأن البحث الذي فيه كنت ابحث عنه وهو مثار اهتمامي ..
    وقد فتح استاذنا علاء نافذة بحث في غاية الروعة ..
    عفواً صاحب البوست .. اخي فيصل ..
                  

05-26-2013, 06:31 PM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    عزيزنا احمد عثمان

    يا احمد دولة لوك المدنية ليست دولة علمانية و انما تتضمن ما يعتبره العلمانيون اقصى امانيهم لجزء من مفهوم واسع لدولة لا يفرض فيها اي رؤى فلسفية او دينية على الشعب
    فرق دولة لوك من الدولة العلمانية ان الدستور الذي ينص على فصل الدين و الدولة يتوافق عليه الدينيون و اصحاب الفلسفة الدنيوية بالتراضي كما حدث في امريكا
    عندما كتب الدستور الامريكي و نص فيه ان الدولة لا يجب تحابي اي دين كان هذا نتيجة للفهم العميق للمتدينين في "المؤتمر الدستوري" بان فرض الدين على الدولة في النهاية هو فرض رأي مذهب واحد و سيادته على بقية المذاهب و تجربتهم في اوروبا كانت طازجة لذلك اقروا بعدم دينية الدولة و وقف العلمانيون ال احمر و رفضوا اجازة الدستور الا بعد وضع بند يضمن حرية العقيدة
    يا احمد انا هنا سنوات انبح و اقول دولة لوك المدنية انفع من الدولة العلمانية الساذجة و انت تجي تخم البيض و تعملني جبت ما يؤيد رأيك?
    دا ياهو كلام ابو عاقلة فيكم معشر الكوادر الخطابية هههههههه

    يا احمد العوة العاملينها بعض الناس ضد فكرة الحزب الشيوعي للدولة المدنية هنا جاية فقط من انهم لم يعرفوا ما قال و يقول لوك و مونتسيكو و روسو و ماركس و توكفيل و غيرهم من فلاسفة السياسة في اوروبا و عاملين كأن الحزب الشيوعي داخل في عباءة الاسلاميين
    الحمد لله الذي هداك للحق هههههههههه
    يا احمد لو لقيت طريقة ابحث عما كتبته انا هنا لسنوات من اجل الدولة المدنية الديمقراطية في السودان.



    ---
    احمد اليوم الاحد و انا كنت كرسته للرد عليك و الله العظيم محضر اكثر من عشرة كتب لكن واضح انك عرفت ماهي الدولة المدنية من خشم سيدها بس كلمة علمانية ما لازمة
    لوك كتب كتابه (1689) ب 162 سنة قبل ان يصك لفظ علمانية (secularism was coined in 1851)
                  

05-27-2013, 05:22 AM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    عزيزى بدر الدين
    كتبت
    Quote: لا يا رؤوف, الدولة الدينية بتعريف لوك لا يمكن ان تكون دولة مدنية لأنها مثلها مثل الدولة العلمانية (دا رأيي انا اي ان الدولة العلمانية تفرض رؤية احادية على مجتمع متعدد) تفرض ديانة واحدة او مذهب واحد على المجتمع كله و بما ان الامر دين فلا يمكن يكون بالتراضي

    كيف العلمانية تفرض رؤية واحدة على الاخرين
    الدولة فى الدستور العلمانى يفترض ان تكون مدنية ومحايدة ولا تملك رؤية محددة لا سياسية ولا دينية تجاه الاخرين
    مع الاعتبار انه كانت هناك دول علمانية دكتاتورية ولكنها دول مدنية
    الاتحاد السوفيتى كان يفرض وفق الدستور ايدلوحية واحدة والدولة بنص دستورى كانت ملحدة اى غير محايدة
    لانها كانت تستخدم اجهزتها ضد الدين
    ولكن هل تنكر انها كانت دولة مدنية
    واذا فقدت الدولة حيادها
    ينزاح منها لفظ الحياد
    وانا هنا استخدم لفظ الحياد الايجابى اى انها تقدم المساعدات للجوامع والكنائس والمعابد والاجهزة المدنية الاخرى

    (عدل بواسطة رؤوف جميل on 05-27-2013, 05:25 AM)

                  

05-27-2013, 06:16 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: رؤوف جميل)

    رؤوف جميل

    تحياتي

    Quote: الاتحاد السوفيتى كان يفرض وفق الدستور ايدلوحية واحدة والدولة بنص دستورى كانت ملحدة اى غير محايدة
    لانها كانت تستخدم اجهزتها ضد الدين
    ولكن هل تنكر انها كانت دولة مدنية


    روسيا قبل الاتحاد السوفيتي كانت "مملكة" قيصرية و حسب تعريف جون لوك الملكيات ليست دول مدنية و قد تحدث عن ذلك كثيرا في كتابه الاول مقاربة اولى للدولة
    الاتحاد السوفيتي قام على فكرة الحزب الواحد الذي فرض ارادته على شعوب روسيا و سيطر على الدولة و بالتالي حسب تعريف جون لوك فانه دولة ديكتاتورية و ليست دولة مدنية

    رأيك شنو في فرنسا الدولة التي تنص في دستورها انها دولة علمانية و تتدخل في الشئون الدينية و تمنع النساء المسلمات عن ارتداء الحجاب برغبتهن مع العلم فان الدولة الفرنسية تجمع ضرائب لصالح الكنيسة من الشعب قسرا!?
                  

05-27-2013, 08:45 AM

بدر الدين احمد موسى
<aبدر الدين احمد موسى
تاريخ التسجيل: 10-03-2010
مجموع المشاركات: 4858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    عزيزنا احمد عثمان

    تحياتي

    "
    Quote: وأن حكومته المدنية ليست هي الدولة المدنية المختلف عليها منذ الإمام محمد عبده حتى الآن، ولكنها حكومة دولة علمانية تفصل الدين عن الدولة بفصل الكنيسة عنها
    "

    حسب كلامك دا يا احمد عثمان و بما ان جون لوك كتب عن الدولة المدنية في القرن السابع عشر(1689) و محمد عبده كتب "مفهومه" في القرن العشرين كما تفضلت انت (1902) فانت بذلك تكون دحضت كلامك في اول البوست حيث قلت
    "
    Quote: كقانوني لا أرى أن مصطلح الدولة المدنية الذي يتبناه الحزب الشيوعي صحيحاًز فهو ليس له دلالة قانونية محددة في العلوم القانونية ويبقى مجرد مصطلح سياسي ملتبس يحتاج إلى شرح وتحديدز فالمصطلح أول من نادى به واستخدمه هو الإمام محمد عبده، ولا أظن أن الحزب الشيوعي يستخدمه بنفس المعنىز"


    و بالمناسبة المفهوم اقدم من لوك و اول من طرقه كان ارسطو في كتابه السياسة و قام سيسرو بتوسيعه في كتابه الجمهورية (الكتاب يحمل نفس اسم كتاب افلاطون الجمهورية لكنه يعتبر رد على مفهوم افلاطون عن الدولة) هوببز في كتابه الليفياثان
    حاول ان يطوع المفهوم ليخدم النظم الملكية لذلك كتب لوك كتابه بجزئيه الول في الرد على سير روبرت فيلمر لكنك يا احمد تحاول تقليل مفهوم لوك و حصره و كأنه يعني بالحكومة لغرض الجدل فقط في الاقتباس اعلاه لكنك ترجع و تتحدث عن مفهومه عن الدولة عندما قال ما يعجبك و هو فصل الدين
    لاحظ كلامك في المقتبس ادناه:
    Quote: شكراً يابدر على إيرادك لرأي لوك حول أن الدولة منفصلة عن الدين وهذه هي الدولة العلمانية عديل

    كل الكتب في العلوم السياسية و الانسانية عندما تتحدث عن الدولة تشير لمفهوم لوك للدولة و النقاش منذ افلاطون و ارسطو كان دائرا حول مفهوم الدولة فخلينا نسمي الاشياء باسمائها خدمة للمعرفة.
    مفهوم الدولة المدنية لم يأت به محمد عبده لكني افهم انه قد يكون اغفل ذكر المراجع التي اخذ منها المفهوم و لا تنسى انه سافر الي و عاش في فرنسا

    نقطة اخرى يا احمد انت قلت:
    Quote: "وبما أنك تمتلك كتاب ماركس حول المسألة اليهودية "وأنت في قلب الوحش الإمبريالي!!"، أرجو أن تعود لقراءته مرة أخرى ليتضح أن هذه المساهمة القيمة لم تكن بخصوص مصطلح الدولة المدنية بأية حال.

    يا احمد انا لم اذكر كتاب ماركس "حول المسالة اليهودية" اطلاقا و لم اقل انه يتحدث عن الدولة المدنية انت الذي ذكر الكتاب و عرضت ان ترسله لي بالايميل انظر لكلامك
    Quote: أرجو أن تلاحظ بأن جميع فلاسفة الغرب بلا إستثناء أسسوا لظهور الدولة العلمانية وليس الدولة المدنية. فهم ميزوا بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية تأسيساً لفصل الدين عن الدولة وجوهره فصل الدين عن السياسة. لذلك لم ينظروا للدولة المدنية بل الدولة العلمانية. حتى كارل ماركس، لم يذكر الدولة المدنية مرة واحدة، ففي أهم مساهمة له حول علاقة الدين بالدولة وهي "حول المسألة اليهودية"، ميز ماركس بين الدولة المسيحية والدولة السياسية (ارجو أن ترسل لي إيميلك لإرسال الكتاب).


    لكن مع ذلك اطمئنك اني قرأت كتاب ماركس عدة مرات و استشهدت به هنا في سودانيز اونلاين على مدى السنوات الثلاثة او الاربعة الماضية
    اما كلامك عن مفهوم الحزب فيا احمد تأسيس المفهوم و ترسيخه دورنا نحن كمثقفين في الحزب, و لا اعتقد ان هناك حزبا مجردا يطرح مفاهيم مفاهيم بلورية النقاء و مفهومة لكل الناس, لكن اعضاء الحزب هم الذين يعطون برامج الحزب معانيها و يؤسسونها فلنضطلع بدورنا!
                  

05-27-2013, 08:56 AM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: بدر الدين احمد موسى)

    المتداخلون - تحياتي :

    وماذا عن التجربة في السودان وعنوانها العريض(الفشل)

    واظن ان نقد التجربة هو الجزء الاهم، ليت الدكتور احمد عثمان يحدثنا في هذه الزاوية، حتى تكتمل الصورة.
                  

05-27-2013, 09:12 PM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Faisal Al Zubeir)

    شكراً جزيلاً يابدر على الإستعدادللحوار وتجهيز الكتب، وبرغم من أن وقتي الممحوق حرمني من المشاركة في هذا الموقع لعام كامل، إلا أنني أرحب بمواصلة النقاش معك في هذا لموضوع الشيق. ودعني ألخص ردي على مداخلاتك فيما يلي:
    أنا مازلت مصراً على أن مساهمة لوك حول الحكومة المدنية لا تجعله منظراً للدولة المدنية بأية حال، وهي لا تكفي بذاتها وبمعزل عن مشروعه متكاملاً لتحديد مفهومه للدولة. لذلك تجده تحدث عن فصل ادولة عن الكنيسة في كتاب آخر هو رسالته حول التسامح. وبضم هذه المساهمة لمساهمته حول الحكومةالمدنية ومساهماته الأخرى ، تستطيع أن تخرج بخلاصة موقفه الذي يعتبره المدافعين والمخاصمين للدولة العلمانية معاً مؤسساًللدولة العلمانية. ولا يقدح في ذلك أنه لم يصك المصطلح، فهو قد وضع الأسس للتعريف الأكثر شيوعاً للدولة العلمانية القائم على فصل الدين عن الدولة وليس فرض رؤية أو دين معين على المواطن. مساهمته في الحكومة المدنية غير كافية لطرح كامل رؤيته عن الدولة، لأنها تركز على الحكومة وتتعرض للجهاز التنفيذي ولا تحظى بمقاربة لإستقلال القضاء لأنها كانت تتلمس بدايات نظرية الفصل بين السلطات، وبالتالي هي لا تستطيع أن تقدم طرحاً كاملاً عن الدولة المؤسسة إلا إذا ما أضيف لها مساهماته الأخرى التي تحدد مايلازم طبيعة الدولة المؤسسةوهو موقفها من الدين وعلاقتها به. ومناداته بفصل الدولة عن الكنيسة، تحدد خصيصة ملازمة للمؤسسة ترفع تنظيره الملتبس في الحكومة المدنية المكرس بالأساس لدور المجتمع المدني وجوهر نظرية العقدالإجتماعي التي هي في أصل مشروعية السلطةوأسسها، وتجعله تنظيراً للدولة مع الأخذ في الإعتبار طبيعة الدولة التاريخية التي عاصرها. والسلطة بكل تأكيد ليست هي الدولة. أرجو أن يكون الآن قد زال ماظننته من تناقض في استدلالاتي. فأنا حين أوردت المقتطف العلماني من رسالة التسامح، كان قصدي أن أكمل فهم لوك الوارد في الحكومة المدنية بالتوصيف لعلاقة الدولة بالدين المكملة للرؤية والمرفعة للحكومة املدنية إلى دولة علمانيةكاملةالدسم. وهذا ماظللت أقوله مذ البداية، أن حكومة لوك المدنية هي حكومةالدولة العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة. فهي حكومة ابنة المجتمع المدني وخاضعة للدستور وتأخذ برأي الأغلبية وتحترم حقوق الأفراد، ترتفع لمقام دولة بتحديد هويتها وتكريسها بتأكيد إنفصالها كمؤسسة عن المؤسسة الدينية. هذا فيما يخص عمنا لوك.
    لا حظت أيضا يابدر أنك مصر على الأخذ بتعريف وحيد للعلمانية في بعدها الفلسفي، مع تجاهل لتعاريف أخرى ترد سواء على المستوى اللغوى أو الإصطلاحي. كذلك لا أدري لماذا تتجاهل تعريف الدولة العلمانية المعتمد بالمعاجم الدستورية وتأخذ به المحاكم والذي لم يتضمن يوماً موقفاً ضد الدين أو إلزاما بمعتقد معيناً ولا حتى العلمانية المتطرفة فلسفيا. وبما أننا في معرض الحديث عن الدولة العلمانية، أعتقدأن التعريف الدستوري والقضائي المعتمد أمر مهم ومعياري أيضاً. وإذا رغبت الخوض في هذا الجانب العملي لمحاكمة النظري أناحاضر ورهن الإشارة.
    أما فيما يخص ماركس والمسألة اليهودية، فلم يكن ذكري لها بغرض التجهيل لك لا سمح الله، بل ذكرتها أنابالفعل ولم تذكرها أنت في سياق التدليل على أن مساهمة ماركس الأساسية حول علاقة الدين بالدولة جاءت فيهاحين فرق بين الدولة المسيحية والدولة السياسية ولم يشر من قريب أو بعيد للدولة المدنية. فمساهماته في إطار مصطلح المدنية بعامة إن صح التعبير، دائماً تقرأ في إرتباطها بالمجتمع المدني ونقده وليس الدولة المدنية.
    ما زلت أؤكد أن المصطلح المعروف بـ"الدولة المدنية"، صكه الإمام محمد عبده وادخله ساحة الجدل السياسي والفلسفي في العالم العربي والإسلامي لتمييز نفسه عن العلمانيين. وهو لم ينقله من فرنساولا من أياً من الفلاسفة الغربيين . أرجو أن تلاحظ أنني ومنذ البداية أركز على المصطلح ومن إبتدعه، ولا أقول بأن الإمام محمد عبده هو أول من تحدث عن دولة لا تقوم على أساس ديني. أن يكون هذا فهمه للتراث الغربي لخصه في مصطلح من صنعه، لا يجعل هذا المصطلح غربياً، تماماً كما لا يفقد لوك عدم صكه لمصطلح الدولةالعلمانية الحق في أن يكون من كبار منظريها.وذلك لأنه لا تلازم بين المظهر والجوهر ولا المصطلح وجوهره المعرفي، فأياً منهما من الممكن أن يسبق الآخر وإن كان الجوهر في هذه الحالة كثيراً مايسبق صك المصطلح أو ضبطه لا حقاً.
    كذلك أرجو أن أوضح بأني حين أقول بأن الحزب الشيوعي أخطأ في إستخدام مصطلح الدولة المدنية غير المنضبط، لا أقصد بأنه قد دخل في جلباب الإسلاميين بأية حال. ولكنني أقصد بأن تبنيه لهذا المصطلح الغامض حمال الأوجه، لا يحل أزمة السياسة السودانيةولا يعفيه من معركته حول الدولة العلمانية التي تفصل الدين عن الدولةبفهم سوداني مثلما تعددت مفاهيم هذا الفصل فيأوربا نفسها وسائر الدول العلمانية. فإذا كان الحزب ينادي بدولة سيادة حكم القانون القائمة على حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة، فهو ينادي بدولة علمانية حتى وإن أسماها بإسم حركي هو "الدولة المدنية". ومن الأفضل له إن كان لا يرغب في إستخدام مصطلح العلمانيةلأسباب تخصه أو لأنه يعتقد مثلك أنها ضدالدين وأن الدولة االعلمانية مثلها مثل الدولة الدينية تفرض تصوراً وحيداً على المواطنين،من لأفضل أن يدعو مباشرة لدولة المواطنة أو دولة سيادة حكم القانون مع ضماناتها وهي دولة محددة المعالم دستورياً وقانونياً ولا داعي في هذه الحالةللأسم الحركي "الدولة المدنية".
    كنت أود أن أواصل أكثر ولكن يبدو أني أسهبت، وفي نفس الوقت لابد لي من الاعتذار لصديقنا صاحب البوست الذي احتللناه فيصل الزبير عن عدم القدرة على الإنتقال لتجربة السودان فيما إذا أصر عزيزنا بدر على المواصلة في مناقشة المفاهيم النظرية. أما إذا ترخص وسمح لنا بمغادرة محطة الفكر الغربي للدخول في معمعة ومتاهات التجربة السودانية ، فأنا حاضر وجاهز للحديث عن الدولة السودانية بما هي نظام قانوني ماثل للعيان.
    آسف للإطالة و اعتذر عن التقصير وأكررشكري للجميع وخصوصاً صديقنا بدر الذي أعادنا لأيام زاهيات لها دوما حنيننا، وساعدنا في نفض الغبار عن مراجعناالتي غشاه الغبار وأنهكتها السنون، وأعادنا لدائرة التخصص بعد إنقطاع.
    للجميع مودة خالصةوشكر على ماتعلمته منكم.
    ودمتم

                  

05-27-2013, 11:54 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    Quote: الدولة فى الدستور العلمانى يفترض ان تكون مدنية ومحايدة ولا تملك رؤية محددة لا سياسية ولا دينية تجاه الاخرين
    مع الاعتبار انه كانت هناك دول علمانية دكتاتورية ولكنها دول مدنية



    حديث سليم يا روؤف اتفق فيه معك

    وتجربة العلمانية مع حكم ديكتاتوريي لا تقدم للانسان اي خدمة غير الاهانة والقهر


    الدولة العلمانية تحت النظام الديمقراطي المدني لا العسكري التعددي لا الشمولي هي مفتاح الخروج من هذه الازمة

    وحقوق الانسان لا تخضع للاغلبية او التصويت مثلا لاقامة دولة دينية حتي ولو اتفق 99 في المائة علي ذلك

    الحقوق والحريات والمواطنة لا تقبل المزايدات ولا التصويت وانما يحميها الدستور العلماني
                  

05-28-2013, 01:53 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    Quote: الدولة فى الدستور العلمانى يفترض ان تكون مدنية ومحايدة ولا تملك رؤية محددة لا سياسية ولا دينية تجاه الاخرين
    مع الاعتبار انه كانت هناك دول علمانية دكتاتورية ولكنها دول مدنية



    حديث سليم يا روؤف اتفق فيه معك

    وتجربة العلمانية مع حكم ديكتاتوريي لا تقدم للانسان اي خدمة غير الاهانة والقهر


    الدولة العلمانية تحت النظام الديمقراطي المدني لا العسكري التعددي لا الشمولي هي مفتاح الخروج من هذه الازمة

    وحقوق الانسان لا تخضع للاغلبية او التصويت مثلا لاقامة دولة دينية حتي ولو اتفق 99 في المائة علي ذلك

    الحقوق والحريات والمواطنة لا تقبل المزايدات ولا التصويت وانما يحميها الدستور العلماني
                  

05-28-2013, 06:13 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    ***
                  

05-30-2013, 10:57 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    فوق لكي نستطع المساهمة في نشر العلمانية وان تكون الدولة محايدة تجاه الاديان


    الحوار كويس ما بين بدر الدين واحمد شندي اذا كان صحيحا ايام الجامعة يطلق عليه في الاركان



    والحاجه الاساسية هي ان حق الانسان غير قابل للاغلبية او الاقلية مثل حق المواطنة
    والمساواة امام القانون وحق التفكيلا وحق الاعتقاد او عدمه

    مش اغلبية تصوت من اجل اقامة الشريعة او اي دولة دينية وتجهض حقوق اخرين \ات


    ارفع البوست لاهل الاستنارة
                  

05-31-2013, 07:33 AM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    أبدأ بتكرار شكري للجميع على هذه السياحة الفكرية الراقية، وشكراً يا أستاذنا صبري وأستاذنا رؤوف على تحديد طبيعة الدولة العلمانية المطلوبة وربطها بالديمقراطية وهي بلغة القانون دولة سيادة حكم القانون القائمة على المواطنة مع توفر ضماناتها، وتعرف بالنظام القانوني الحديث في تفريق واضح لها عن مفهوم البنية القانونية.
    وقبل أن أنطلق لمقاربة التجربة السودانية تلبيةً لطلب صديقنا فيصل الزبير صاحب البوست الذي احتللناه، أود أن أقول لصبري أن ما ذكره صحيحاً، فالكثيرون يعرفونني بـ "أحمد شندي " أيام الجامعة وأركان النقاش، سقى الغمام ذكرى تلك الأيام وحي أهلنا في شندي لهم المحبة.
    إدعاءات أن الدولة دينية أو إسلامية في السودان، هدمت الشخصية المعنوية أو الإعتبارية للدولة وإعادتها لعصور ماقبل الدولة الحديثة لتصبح دولة للخليفة أو الإمام أو العصابة الحاكمة، وذلك عبر تهديم أهم مبدئين يميزان الدولة الحديثة ذات الشخصية الإعتبارية التي يستحيل أن تكون دينية. فالدولة الحديثة تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات وجوهره إستقلال القضاء، فتنشأ ثلاث سلطات منفصلة تنفيذية وتشريعية وقضائية لها شخصيتها الإعتبارية، تعمل في تناغم عبر نظرية الرقابة المتبادلة أو التعاون بين السلطات كما يحلو للبعض، لتنتج الدولة الحديثة التي هي كلٌ أرقى من مجموع أجزاءه. هذه الدولة التي تمثل رافد المؤسسية في الدستور، يكملها رافد الدستورية ليكتمل الدستور ويصبح وثيقة حاكمة لا يعلو عليها أي شئ ، بحيث تعتبر مصدراً للمؤسسية والدستورية بشكل معياري وفقاً لنظرية سيادة الدستور.
    عندما هبط الوحي على الرئيس جعفر نميري فجأة واستعجل في طبخ قوانينه، لم يستطع ترزية تلك القوانين أن يقنعوه بأن يبدأ البداية الصحيحة بإلغاء دستور العام 1973م العلماني على قصوره وماشمله من عيوب، ومن ثم يسنوا القوانين من بعده، فاستعجل وأصدر قوانين سبتمبر المشؤومة، وحاول أن يستكمل بناء دولته الدينية المزعومة لا حقاً بسن دستور الخلافة الذي لم ير النور لأن الإنتفاضة قذفت بنظامه في مزبلة التاريخ. تنبه أستاذنا العالم الريح حسن خليفة وأستاذتنا العالمة إعتدال محمد فضل لهذا المأزق فتقدما بطعن دستوري ضد السلطة التشريعية قائم على عدم دستورية قوانين سبتمبر، هربت المحكمة الدستورية من الفصل في موضوعه بإعمال شرط المصلحة في الطعن ورفضته، ولكنها لم تكتف بذلك بل إسترسلت ووضعت الشريعة الإسلامية فوق الدستور.
    وضع الشريعة فوق الدستور يعني أنها أصبحت فوق الدولة كمؤسسة أو شخصية إعتبارية لأن الدولة تستمد هذه الشخصية من الدستور، ويعني أيضاً أنها فوق الحقوق والحريات الواردة بالدستور وبالتالي فوق مبدأ الدستورية نفسه. وبما أن الشريعة الإسلامية تعني مفهوم الحاكم لها بإعتبار أن إجتهاد الحاكم يرفع الخلاف، يصبح رأي الحاكم فوق الدولة والمؤسسة وفوق الحقوق والحريات الواردة بالدستور. وهذا يعني فعلياً إلغاء مؤسسة الدولة وشخصيتها الإعتبارية من حيث هي دولة، ويصبح وجود المؤسسات في أرض الواقع شكلي وإجرائي فقط. وهذا يؤكد أن الدولة من ناحية قانونية لا يمكن أن تصبح دينية إلا بإلغاء لجوهرها المؤسسي وشخصيتها الإعتبارية التي لا تعتبر حاصل جمع بسيط لوجود شخصيات إعتبارية لمؤسساتها.
    وقبل أن نوضح كيف حافظت الإنقاذ على جوهر هذه المسألة، نود أن نعطي بعض الأمثلة لتداعيات ترفيع الشريعة فوق الدستور، ومنها: أن مايراه البشير من حق في إبادة أهل دارفور حتى وإن خالف الدستور فهو يشكل فهمه للشريعة التي هي فوق الدستور وبالتالي يكتسب المشروعية، وأن مايراه جهاز الأمن من حق في إعتقال وتعذيب المواطنين حتى وإن خالف الدستور فهو مشروع طالما أنه يأتي في إطار الشدة في مواجهة الكفار والرحمة بين المسلمين ، ومايراه عبدالرحيم محمد حسين وغيره من الوزراء من ضرورة لتجنيب المال العام بالمخالفة للقواعد المؤسسية القانونية والدستورية يصبح مشروعاً في إطار أنه يجنب لخدمة الإسلام، وما يختلسه الوالي من أموال بالمخالفة للنظم القانونية والمؤسسية يصبح نصيباً له من المال العام إقتداءً بما يروى عن حبر الأمة عبدالله بن عباس حين كان والياً للإمام علي بالعراق.
    ولسنا في حاجة للقول بأن ترفيع الشريعة كمصدر مادي أو تاريخي للقوانين فوق الدستور يخالف بدهيات مفهوم النظام القانوني الذي يجعل من الدستور المعيار الأعلى والأوحد، ولكنه في الوقت نفسه يؤكد إستحالة إعطاء المؤسسة نفسها صبغة دينية. وللمحافظة على هذا الوضع، قامت الإنقاذ في بداياتها بإلغاء الدستور والحكم وفقاً لمراسيم دستورية، ومن ثم انتقلت في العام 1998م لسن دستور جعلت المادة (65) منه الشريعة الإسلامية مكافئة للدستور بإعتبار الإثنين مصدراً للقوانين! وهذا في العلوم الدستورية وفقاً لمبدأ تكافؤ المصادر يعني إمكانية التشريع إستناداً للشريعة الإسلامية وبالمخالفة للدستور، والمحصلة هي أن الشريعة أصبحت فوق الدستور مجدداً! أما دستور نيفاشا في مادته الخامسة فقد إحتفظ بمصدر وحيد للتشريع في الولايات الشمالية (السودان الحالي) هو الشريعة الإسلامية، وفهم السلطة الحالية لذلك أن هذا المصدر هو مصدر للدستور نفسه وبالتالي هو فوقه.
    الأمر يحتاج لتوضيح وتفصيل أرجو أن يتم من خلال الحوار لأنني أطلت، ولكن الخلاصة هي أن الدولة السودانية الإنقاذية ليست دولة حديثة ولا هي دولة ذات شخصية إعتبارية تعمل وفقاً لمفهوم الدولة الحديثة، والسبب هو الإدعاء بأن الدولة الحديثة من الممكن أن تكون دينية.
    أشكر الجميع مجدداً واعتذر عن الإطالة.
    ودمتم

    (عدل بواسطة أحمد عثمان عمر on 05-31-2013, 07:36 AM)

                  

06-13-2013, 07:20 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: أحمد عثمان عمر)

    أبدأ بتكرار شكري للجميع على هذه السياحة الفكرية الراقية، وشكراً يا أستاذنا صبري وأستاذنا رؤوف على تحديد طبيعة الدولة العلمانية المطلوبة وربطها بالديمقراطية وهي بلغة القانون دولة سيادة حكم القانون القائمة على المواطنة مع توفر ضماناتها، وتعرف بالنظام القانوني الحديث في تفريق واضح لها عن مفهوم البنية القانونية.



    الغريبة انني تعلمت العلمانية ايام انت تدعو لاركان النقاش
    منك ومن غيرك الخاتم عدلان والحاج وراق والبروف كامل ابراهيم حسن وغيرهم زي عشه الكارب لا زالت تقول بها

    والان يطل علينا اصطلاح جديد لا اعرف ما هو السبب في التراجع ؟؟

    لك محبتي يا احمد
                  

06-01-2013, 06:17 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    ****
                  

06-04-2013, 00:39 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    andandand
                  

06-11-2013, 00:25 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    ان العلمانيه او بمفهوم اخر المدنيه وقيادتها للمجتمع لاتعني الالحاد مطلقا ,انها طريقه تعبر عن مصالح المجتمع وتطلعاته على اسس سليمه ومؤطره بقوانين ودستور والذي ينظم العلاقه مابين الناس على اساس المدنيه والحضاره والتطور الذي يخضع لقوانين كثيره في عقل الانسان وسلوكه وتاثير الاكتشافات العلميه في صياغه كثير من الامور المهمه والمفيده للبشريه وعلى سبيل المثال عمليه استنساخ اعضاء بشريه للمرضى والمشوهين ,كذلك القياده المدنيه تعتمد على تبادل الخبره بين الشعوب والاستفاده من تجاربها في صياغه الحقوق المدنيه على اساس العداله والمساواه والابتعاد عن كل شي يحجم العقل ويضعه ضمن قوالب جاهزه عمرها الاف من السنين كما هي في مفاهيم الدين والمذهب و التي لاتخضع للقوانين الطبيعيه والوضعيه,ان العلمانيه لاتقف بوجه الدين ولكن تدافع عنه باعتباره يدخل ضمن حريه الاختيار والايمان وهو فعل شخصي ويدخل ضمن الحصوصيه الفرديه والذي يتجاوز عليها فانه سوف يعاقب حسب القانون وهنا يتبين الفرق مابين العلمانيه او المدنيه ومابين الدين فالاولى تقود المجتمع ضمن ضوابط وقوانين اقتصاديه ,اجتماعيه وسياسيه بصوره متساويه فلايوجد افضليه او امتياز لاحد على الاخر ومن مفهوم يقترب جدا الى مفاهيم الله والاديان وهو ان الله خلق الناس احرار عندما ولدتهم امهاتهم ولذا فيجب التعامل معهم على اساس عداله الله وليس تشريعات مدونه ومتناقضه وبها شك بان تم تحويرها لخدمه اصحاب المصالح من الرجال ,انني لااشك بالكتب الدينيه ولكن اشك بتناقضاتها والتي نعترف بعداله الله وكرهه للفقر من جهه وفي نفس الوقت نرى تفسيرات رجال الدين والتي تقودنا الى خارج المساواه والعداله,ان العلمانيه او بمعنى اخر المدنيه لكي لايتهمناالاخرين بالالحاد هي فعل عام في قياده المجتمع,اما الايمان او الدين ففي الحاله الاولى يدخل ضمن حصوصيات الانسان ومستواه الثقافي والعلمي وهو قناعته ,اما بالنسبه للدين وبسبب تعدد الاديان فانه يمثل مجموعه من الناس وليس كلهم وبدون التحجج بمفهوم ديمقراطيه الاكثريه لان هكذا ديمقراطيه سوف تقود الى دكتاتوريه الاكثريه استنادا الى اخضاع الجميع لمنصوصات دينيه جامده والتي تقول لاتجادل بكلام الله ولاتسال بما معناه نفذ ولانتاقش وهو اسلوب اسوأ من مفهوم الاحزاب الدكتاتوريه وطريقتها على شكل او صيغه نفذ ثم ناقش ...لاتطور ولاتقدم مع احتكار الدين ورجال الدين للسلطه السياسيه ….حان الوقت لفصل الدين عن السياسه من اجل اطفال العراق واطفال المنطقه والعالم ..فهل نرى صحوه ضمير ووعي انتخابي يقودنا الى الهدف الانساني في قياده المجتمع من قبل المخلصين من القوى المدنيه

    اكرم النشمي
    U
                  

06-13-2013, 07:36 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)
                  

06-13-2013, 07:41 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    قلنا أن المنهجية العلمانية التي تقوم بتحييد الدين سواء كان دين أغلبية أم دين أقلية أفضل ألف مرة من سماع رأي الأغلبية أو الأقلية في مسألة الدين ... أي حفظ حقوق كل الأديان مبدئيًا وبمنهجية محايدة في أساسها اءمن من هذا الحوار غير المجدي بين مذهب الأغلبية ومذاهب الأقليات بمختلف مستويات اختلافاتها مع المذهب المهيمن ...


    الكلام الفوق ل تبارك شيخ الدين
                  

06-22-2013, 02:33 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    **
                  

06-22-2013, 03:25 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة الدوحة :عبد الله النعيم يتحدث عن andquot;الإسلام وعلمانية ال (Re: Sabri Elshareef)

    يا فيصل هل ممكن تاخذه للربع الجديد ؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de