|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: خالد علي)
|
كانت إدارة العلاقات الثقافية هي مقصدنا لنعرف ما هي الخطوة القادمة. وبالفعل تم تزويدنا بكافة التفاصيل وبدأت رحلة الإجراءات. من وزارة التعليم العالي إلى العلاقات الثقافية إلى وزارة المالية إلى الجوازات إلى الخطوط السودانية وأخيراً تمكنا من استلام مجموعة أوراق مستطيلة ذات لونين أصفر وأزرق في تجانس جميل هي تذكرة الخطوط السودانية. جلسنا مشدودين ومشدوهين على كراسي الطائرة وأعيننا تجوب أرجاء هذا الطائر العجيب.. أول مرة في حياتي أدخل جوه بطن طيارة.. ما أشاع في نفسي الاطمئنان هو وجود العديد من الطلاب على ذات الرحلة.. أعمار متقاربة.. تعابير متباينة.. والجميع يشترك في شيء واحد هو .. المصير المجهول .. حطت بنا الطائرة على مطار بغداد وكان يسمى وقتذاك (مطار صدام الدولي) فهرولنا جميعاً نحو باب الخروج قبل أن تعترض طريقنا إحدى المضيفات طالبة منا تنظيم أنفسنا وهي تبدىء امتعاضها بأن هذه اسوأ رحلة تقوم بها وأنها أُرهقت من كثرة استعمال هؤلاء (الشفع) لأزرار الطائرة قصداً ودون قصد أضف إلى ذلك الصخب والفوضى العارمة التي خلفوها داخل الطائرة. أول ما لفت نظري وأنا داخل مطار بغداد تلك السحنات العجيبة التي تميز هؤلاء القوم. صرامة واضحة على قسماتهم.. أشناب طويلة .. جدية. تذكرت مقولة والدي فارتجفت أوصالي. انتهت الإجراءات بسرعة ملحوظة لم تتح لنا فرصة (التفرج) على هذا المطار الفخم.. حقيقة تحفة معمارية رائعة أضف إلى ذلك (النظافة) التي جعلتنا نتحرك ونحن ننظر حولنا خوفاً من ترك أي آثار يمكن أن تثير هؤلاء القوم وهنا تعلمنا الدرس الأول في النظام. لفحتنا موجه برد قاسية ونحن نخرج رؤوسنا خارج بوابة المطار .. تراجعنا إلى الخلف واخترنا ركناً قصياً فتحنا حقائبنا الصغيرة وعبثنا في كل أركانها قبل أن تقبض أيادينا على (فنائل ومعاطف رقيقة) ارتديناها على عجل ولسان حالها يقول لن أُقيكم من هذا البرد. حمدنا الله على وجود بعض الطلاب (السناير) في انتظارنا خارج المطار وبصحبتهم (باص) كبير تم حشرنا فيه جميعنا ولأول مرة أدرك بأن عددنا كان كبيراً داخل الطائرة.. لم أكن أعلم بأن كل من كان بمعيتنا ذاهب للدراسة فقد خِلتهم مقيمون في العراق. ولكن حمدت الله بأن كل منّا سيخفي سر صاحبه فيما حدث داخل الطائرة . فمصرينا مشترك. يا إلهي لم أشعر ببرد مثل هذا منذ ولادتي . أفواهنا تخرج بخاراً أبيضاً كلما فُتحت..رحت أرقب أصدقائي وهم يفتحونها ويغلقونها استمتاعاً برؤية هذا المنظر الغريب. انتبهت إلى بعض الزملاء القدامى الذين سبقونا بسنوات في الوصول إلى هذا البلد وكانوا في استقبالنا يرحبون بنا وأذكر منهم طارق فضل الله الذي أصبح حكماً دولياً يشار إليه بالبنان. . تشاغلتُ بالنظر إلى الطرقات والأبنية . لابد لي من استكشاف كل صغيرة وكبيرة. تذكرت بيتنا وتذكرت والدي وهو يحضنني مودعاً تذكرت دمعات شقيقاتي فتقاطرت الدمعات على خدي..
نواصل المرة الجاية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: خالد علي)
|
خوش حكي أخوي صلوحي
إيش لونك يوبا، ترا يا معود هواية مشتاقين لأهلنا بأرض الرافدين .
الحكي مالك كل شئ زين ، تراك رحت من باب المعظم للوزيرية ،
يا سلام عليك وأنت بتذكرنا خوش ناس ، شاكو ماكو يا عيوني ، الحين كل شئ ماكو بالعراق ، لا تمن ولا صمون
لا باب شرقي ، لا شارع السعدون ، لا ساحة التحرير ولا شارع الرشيد.
آه من شارع أبي نواس ، الكرخ والرصافة وساحة النهضة وكراج علاوي
البياع وبغداد الجديدة ، حي الثورة والكرادة والبتاويين .
أكو موت أكو دمار .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: ولياب)
|
Quote: تحرك القطار مغادراً مدينة (أمروابة) الحالمة هذه المدينة التي قضيت فيها أجمل سنوات عمري |
سلام يا أخي العزيز.. أم روابة قضيت فيها سنوات طفولتي الأولى.. ودخلت فيها الصف الأول في مدرستها الابتدائية.. وما زالت ليها فيها ذكريات وأصدقاء فارقتهم قبل ثلاثين عاما ويزيد.. ما زلت أذكر محطة السكة حديد ودكان عبدالعاطي وسوق الروب والسينما ونادي الهلال.. يا لها من أيام.. شكرا ومنتظرين باقي ذكرياتك وأيامك في بلاد الرافدين..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: خالد علي)
|
Quote: ترا أنت المفروض تحجي ويا خالد مو صلوحي يا ولياب |
أي والله صدج ، ترا أخوك صاير مخبل
مما دزيت هاي الحجي ماني قادر أنسي هيج ذكريات .
العفو أستاد ، والله يساعدهم .
هل بعيوني وهلا بغاتي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: ايهاب الطيب بله)
|
للأسف الحين Quote: أكو موت أكو دمار . |
وكلنا مررنا من هناك، ونزلنا في الباب الشرقي، و... عشان كدة سألتك عن التاريخ يا خالد، طيب ما فيش داعي ممكن نستنتج من السياق ههههه أنا الفترة القضيتها في العراق هي الفترة التي (توفي) فيها عدنان خير الله! ثم مشيل عفلق رحمه الله!
يا زول إحنا عاوزين ذكرياتك إنت!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: عبدالكريم الاحمر)
|
تحياتى وتقديرى لصاحب البوست اخونا الفنان الانيق (خالدعلى) او (خالد زيدان) كما يحلو لمحبيه ومعجبيه فى جده متابعين معااااك سرد ذكرياتك الجميله فى بلاد الرشيد ولازم تحكى (كل حاجه) والا سوف تكون هناك قوات ردع وتدخل سريع عند الحاجه لذلك
مودتى وتقديرى د.محمد الهادى - دفعه دراسة فى بغداد الرشيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: محمد الهادى عبد الرحيم)
|
والله يا خالد ما قضيت فيها أكتر من تسعة شهور، لكن شاعر بيها بتمثل وجود كبير حياتي، وخاصة من خلال هذا البوست، شاعر بكمية من الشوق والحنين!
هل تعرف إبراهيم حسين؟ سؤال عابر، فقط هو من الطلاب الذين تعرفت عليهم في بغداد!
المهم عد إلى سياق الحكي الجميل!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: ايهاب الطيب بله)
|
اخى خالد
سلامات
اتابع ذكرياتك عن بلد الرشيد, وهى مدينة عشقتها حد الثماله وعرفت احيائها فى زمانى معرفتى بأمدرمان ورفاعة. مع ودى وتقديرى المعز ابونورة خريج كلية الاداره والاقتصاد عندما كانت فى راغبة خاتون, 1978 سجين ضمير معتقل الامن العام, بغداد, ابريل- مايو, 1975
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: Elmoiz Abunura)
|
Quote: الاخ ابراهيم حسين خريج كلية القانون بغداد وهو الان يعمل فى سلطنة عمان |
شكراً لك أخي إيهاب، وتحياتي للأخ إبراهيم حسين وكل الطلاب الرائعين الذين تعرفت عليهم في بغداد، عند مروري بها، ولم يبق إلا اسم إبراهيم في الذاكرة، لكن أذكر في نفس السكن كان في طالب أهله مقيمين في الكويت، على ما أظن اسمو خالد أو طارق، وكذلك كان في أخ عزيز من أولاد كوستي! طيب في زول بعرف (عبدالله جابر عرب) من طلاب بغداد؟ أعذروني ياجماعة هيجتني الذكرى!
غايتو لحدّ ما يجي خالد!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: خالد علي)
|
يا جماعة القروش دي لازم نلمها ونقتصدها.. لأنه ما عارفين اللي حيحصل شنو.. بهذه الكلمات بدأ ياسر يومنا الصباحي .. أعرفه منذ أن كنا أطفالاً (يموت في القرش). أمنت على حديثه. وبعد استفسارات علمنا أن هناك مجمع تجاري كبير يبيع بنصف القيمة لأنه مدعوم من الدولة ويسمى (الأسواق المركزية). كعادتنا أسرعنا إليه وبالفعل وصلنا ووجدناها كما وُصف لنا.. أشترينا كميات كبيرة من حليب البدرة وأسماك (التونا) والجُبن المعلب وكمية من الخبز الذي يبقى لفترة طويلة (شيبه بالخبز الفرنسي). عُدنا إلى الفندق وشرعنا في تنظيم هذه المؤن وتكديسها كأن حرباً قادمة. تسامرنا لفترة وتذوقنا كافة الأصناف التي جلبناها وخلدنا إلى النوم.. في هذه الليلة حدث ما جعلنا نغير تفكيرنا (180 درجة) .. صحونا على أسرتنا وهي تهتز بقوة وسمعت دوياً لم أسمع مثله طيلة حياتي.. صحونا مفزوعين وجرى كلا منا تجاه الآخر. أصوات عالية صادرة من كافة الغرف التي بجوارنا وأصوات تجري مذعورة على السلالم .. تجمهرنا جميعاً لدى الاستقبال.. وجدنا محمد المصري يصيح: ياجماعة ما تخافوش .. خلاص الحمد لله الصاروخ وقع في منطقة بعيدة نسبياً مننا.. صااااااااااروخ صحنا جميعاً وبصوت واحد.. ما الذي يحدث.. أتينا بأرجلنا للموت.. هنا تذكرت أهلي.. تذكرت والدي ووصاياه.. تذكرت أخوتي فرداً فرداً.. تمنيت أن أكون في هذه اللحظة معهم.. تمنيت أن أكون في هذه اللحظة نائماً هانئاً آمناً في سريري جوار أخوتي.. تمنيت أن أسمع في هذه اللحظة صوت أحد الديوك وهو يصيح بعيداً معلناً أقتراب الفجر.. تمنيت أن أرى في هذه اللحظة أحد أخوتي وهو يتقلب في فراشه.. تمنيت أن أفيق من هذا الحلم .. تمنيت وألححت في التمني أن يكون كل ما يحدث حلماً ... للأسف كان كل ما يحدث واقعاً.. لم تساعدنا سنوات عمرنا على التماسك.. لم ننم بقية ذاك اليوم.. تكومنا جميعاً في أحد الأسرة ننظر إلى بعضنا البعض. تغيرت الأمور وبسرعة كبيرة.. حلّ الخوف من المستقبل مكان الترقب وحل الإحباط مكان التفاؤل.. لم نصدق بأننا تأقلمنا على جو هذه البلاد وأبدينا استعداداً طيباً لبدء حياتنا الدراسية ولكن أتى سريعاً ما أربك خططنا وجعلنا نعود مرة أخرى إلى المربع الأول.. سأعود إلى السودان.. قلتها بإصرار... نظرت إليهم جميعاً .. وجدت في أعينهم ذات الرغبة!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: عبدالمطلب محمد عبدالرسول)
|
حبيبنا عبد المطلب..
تحياتي وأشواقي.. حقيقي زمن طويل.. واليوم ذكرتني أسماء رائعة ياخ.. خاصة حسن حجي أبو نظارات.. والمرحوم عازف الباص جيتار جمال عركي.. حقيقي كانت أيام جميلة خاصة أيام غرفة الفنية والشلة الجميلة مجدي علي وعبد المنعم الحارث وصفاء وإيمان وإلهام وكوثر وعبد المنعم الطيب وكل الرائعين في ذلك الوقت.. لك تقديري وشكري على المداخلة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: خالد علي)
|
Quote: في هذه الليلة حدث ما جعلنا نغير تفكيرنا (180 درجة) .. صحونا على أسرتنا وهي تهتز بقوة وسمعت دوياً لم أسمع مثله طيلة حياتي.. صحونا مفزوعين وجرى كلا منا تجاه الآخر. أصوات عالية صادرة من كافة الغرف التي بجوارنا وأصوات تجري مذعورة على السلالم .. تجمهرنا جميعاً لدى الاستقبال.. وجدنا محمد المصري يصيح: ياجماعة ما تخافوش .. خلاص الحمد لله الصاروخ وقع في منطقة بعيدة نسبياً مننا.. صااااااااااروخ صحنا جميعاً وبصوت واحد.. |
أهلا يا خالد
أنه حرب المدن ، صقور الجو يدكون طهران وبوشهر والخرج ( يا صقور الجو يا فرسان كل ساعة وياهم غارة ،،، يا صدام صاروا ساحة جنود نحن وما ضاقوا الراحة والعايلة هدمنا أوكرها،،، هكذا كانت ثقافة الأغاني والأناشيد العراقية ( أًخوة النشامى ها ها ) ( ويا قاع ترابج كافوري على ساتر هلهل شاجوري) وسيل من الأناشيد الحماسية ،،، في المقابل لا تصل الطيران الأيراني للعمق العراقي ، وما كان البديل إلا تلك الصواريخ .
أول صاروخ إيراني لبغداد دك البنك المركزي العراقي وكان ذلك إعلاناً لحرب المدن ، وقد إهتزت بغداد تلك الليلة ، ونحن نغط في نوم عميق إهتزت اسرتنا عند شارع السعدون ، ومن ليلتها كنا ننتظر الوجبة الايرانية كل مساء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: خالد علي)
|
Quote: والمرحوم عازف الباص جيتار جمال عركي |
يا أخ خالد انا كنت اقصد عازف الجيتار الاخ المرحوم محمد عثمان ابو طربوش الذي توفي في البصرة ، وانت ذكرت الاخ جمال عركي ، هل توفي هو الآخر؟ نسأل الله له الرحمة ان كان قد ذهب الى الدار الآخرة ، والصحة والعافية ان كان حياً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ممكن تخليك معاي دقائق!! (Re: خالد علي)
|
أنتظمنا في الدراسة ونسينا كل مرارات البداية.. كان جميلاً وشامخاً هذا البلد.. لم تعد صافرات الإنذار التي نسمعها بين الفينة والأخرى تُدخل الرعب في قلوبنا.. وأصبح دوي الصواريخ كفرقعات الألعاب النارية على أسماعنا. أصبحنا أكثر قوةً وتمرساً .. عركتنا الحياة وانصهرنا داخلها .. خبرنا مداخل ومخارج مدينة بغداد. تنسمنا هواء دجلة مروراً بحدائق (أبي نواس) الشهيرة .. كنا نخرج ليلاً وفي أوقاتٍ متأخرة بعد انتقالنا للسكن في حي (الكرادة) الراقي ونجلس لساعات متأخرة في هذه الحدائق. كانت ممتلئة بأنواع كثيرة من الزهور والورود ذات الروائح الجميلة. نرى مجموعات كبيرة من الأخوة العراقيين وبعض العرب يجلسون بأسرهم يستمتعون بتناول السمك المشوي أو (المسكوف) كما يُطلق عليه.. كانت بغداد مليئة بدور السينما نلجأ إليها في أوقات الإجازات ونجلس بداخلها لأوقات طويلة دون ملل. ونلجأ أحياناً إلى شارع الرشيد هذا المعلم البارز في قلب العاصة العراقية.. فإن لم تزره فانت لم تطلع على معالم المدينة بشكل كامل.. أبنيته ذات طراز خاص يغلب عليه القِدم ولكن الطابع المعماري المتفرد يشدك إلى تأمله.. أنماط متعددة من الحياة داخل هذا الشارع .. إزدحام واضح ليل نهار. الكل يريد عرض تجارته .. يتداخل معه سوق (الشورجة) الشهير حيث الموروثات العراقية .. تحُس وأنت بداخله بأنك تعيش أمجاد العباسيين. نسترق النظر لبعض الصبايا العراقيات وهن يتجولن ويتسوقن.. جمالهن لا تُخطئه الأعين.. لم يُكذب كل من نظم بيتاً من الشعر في حِسان دجلة والفرات.. أذكر أنني كنت استرجع كلمات من إحدى القصائد (عراقية الأطراف) وكنت أعقد مقارنة سريعة بين ما سمعت وما أرى فلا أجد صعوبة في ذلك فالأمر لا يحتاج لمقارنات. كنت أحب الأسفار .. سافرت إلى الشمال حيث الموصل وأربيل وأتجهت صوب الجنوب فعانقت البصرة أرض المليون نخلة وبلد شاكر السياب.. كنتُ أرى الحُزن يعتريها .. كانت بمثابة البوابة الجنوبية للعراق والشرقية للوطن العربي .. كانت رمزاً للصمود ويبدو ذلك على أبنيتها التي صمدت طويلاً في وجه المدافع والراجمات.. فبعضها باقٍ وآخر آيلٌ للسقوط وهناك من لم يحتمل فهوي.. أحببت مقدسات هذا البلد زرت كربلاء والنجف والكوفة والكاظمية وضريح عبد القادر الجيلاني.. (بلد التناقضات).. أخترته أسماً لهذا البلد .. تجد العنف والرقة .. الجمال والقُبح .. الأماكن المقدسة وأضرحة الأنبياء والصالحين وأيضاً الحانات تتراص جنباً إلى جنب.. يخرج أحدهم لصلاة الصبح في أحد المساجد فيلقي عليه السلام خارجاً من حانةٍ وهو يمسح بظهر يده أشنابه مترنحاً.. تسقط قذائف وصواريخ تدمر أبنية وتُغيّب جيلاً فيُبنى في ذات المكان بناية جديدة أكثر شموخاً ويخرج جيلاً جديداً يده على الزناد وأخرى تحمل السنابل.. شعبٌ لا يعرف الاستكانة ولا الخضوع ..
| |
|
|
|
|
|
|
|