الخاتم عدلان وذكرى رحيل بطعم كافكا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-03-2013, 03:13 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخاتم عدلان وذكرى رحيل بطعم كافكا

    الخاتم عدلان وذكرى رحيل بطعم كافكا

    فى دراسته الشهيرة " آن أوان التغيير" التى طرحها للحوار داخل اروقة الحزب الشيوعى أوائل تسعينات القرن الماضى ، من أجل الإصلاح الديمقراطى وبهدف التصالح مع (ضميره الفلسفى)، قبل أن يصيبه اليأس من الإصلاح ويتقدم بإستقالته بمدينة الضباب، كان الراحل المقيم الخاتم عدلان قد كتب: (ان مآلات ومصائر الطبقة العاملة هامة جدا بالنسبة لحزب كحزبنا . فمشروع حزبنا قائم بجوهره على صيرورة الطبقة العاملة القوة الاساسية القائدة فى المجتمع . وهذا الموقع لن يتحقق لها الا اذا صارت المنتج الاساسى لثروة المجتمع ، وتحققت لها الغلبة العددية. ولكن هذه الاهداف التى هى أهدافنا لم تعد اهدافا للتاريخ. فقد كف التاريخ عن السير فى هذا الإتجاه.) ثم أضاف الخاتم فى ذات السياق العبارات التالية: ( ومن هنا يصعب الحديث عن الطبقة العاملة السودانية الا اذا تعاطينا مع التلفيق ، وحددنا بصورة مسبقة وتحكمية ، ان الماركسية اللينينية هى تلك الايديولوجية وعلى الطبقة العاملة ان تتبناها رغم انفها وفى هذه الحالة لا يكون هناك فرق بين ان تتبنى هذه الايديولوجية او ان ترفضها ، لاننا لم نضع اعتبارا لهذا القبول او الرفض، فى وصف الماركسية بانها ايديولوجية الطبقة العاملة. ونحن قد فعلنا ذلك وما زلنا نفعله. ولكن الوصاية المبثوثة فى هذا القول لم تعد محتملة اليوم . فالوعى الديمقراطى قد تنامى بصورة تجعل من مثل هذا الادّعاءات فادحة الثمن على المروجين لها. إن ازمة المشروع الماركسى تتمثل فى هذه النقطة بالذات ، وقد راهن هذا المشروع على حصان بدا جامحا ولكنه اصيب بالوهن فى منتصف الطريق. ولعله سيكون من المفيد ان نتذكر ان تعلق ماركس بالبروليتاريا كان فى اساسه تعلقا رومانسيا لفتى لم يتعدى العشرين الا قليلا عندما كان يبحث عن العدالة المطلقة ، فاستعار دون ان يعى مفهوم المسيح المخلص ، واصبغه على طبقة اثارت شفقته ، واستفز شقاؤها حسه العميق بالعدالة . وقد ظل ماركس فى نضجه وشيخوخته امين امانة مدهشة ، لمشروع كان قد صاغه فى صباه . إن من يقرأ نصوصه حول العمال الفرنسيين ، والعمال المهاجرين الالمان - الذين يشع النبل من اجسادهم - سيدرك بسهولة ما نرمى اليه . ان المطلع على اعمال ماركس لن يجد فى ترشيحه للبروليتاريا لقيادة التاريخ الانسانى سوى اسباب واهية) . إنتهى الإقتباس..
    للخاتم عدلان عليه رحمة الله مشروع إنسانى أخّاذ، لا يمكن التعرّف عليه بالعمق المطلوب إلا بإجلاء الخرافة والشائعات عنه، أى بالتعرف عليه من خلال نصوصه نفسها، وليس من خلال ما يقوله الآخر عنه خاصة إذا كان من خصومه الفكريين. وقد ترك لنا الرجل نصوص رفيعة الشأن وعظيمة الدلالة، وربما تشهد الفقرات المقتبسة بعاليه على صحة ذلك الإدّعاء حيث يمكن إعتبار كتابات الخاتم واحدة من افضل ما كتب فى السياسية السودانية على الإطلاق فى كل ما يخص ملامح اى مشروع ديمقراطى منشود ومرتقب. نستطيع أن نصف نصوص الخاتم, ونظل منصفين, حينما نقول ان روح الكاتب الألمانى العظيم فرانز كافكا قد ظلت تتقمصها بإستمرار، ربما لجدية كتابات الخاتم وقدرتها على التفاعل مع الواقع الماثل ومصارعة الكوابيس والشرور التى يمور بها الواقع تمهيدا لعملية إصطيادها منه، حتى يغدو هذا الواقع معافى بعدها، تماما مثلما يحدث فى بعض الطقوس الدينية وعلى طريقة طرد الأرواح الشريرة من الجسد exorcism. وإذا كان فرانز كافكا قد قدم للقرن العشرين عملا ادبيا رفيع المستوى فى نقد البيروقراطية والشرور التى تصاحبها وضرورة التعاطى الجاد مع تلك الشرور وتقديم معالجات مستمرة لها، خاصة فى روايته الشهيرة ( البلاغ) The Trial ، فإن المرحوم الخاتم عدلان قد قدم نصوصا عميقة وجهدا مخلصا فى قراءة الواقع فى السودان والمنطقة قراءة صحيحة من خلال دراسته " آن اوان التغيير" ونحن بعد على اعتاب القرن الحادى والعشرين. والكافكاوية Kafkaesque ظاهرة مهمة وتعنى الخطر المحدق a sense of impending danger ، وقد تعرّض لها الخاتم نفسه فى كتاب (ما المنفى وما هو الوطن) الذى قام بجمعه ونشره مركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية البشرية، حينما تحدث عما أسماه بقانون التكتل الكافكوى داخل الحزب الشيوعى، الذى كان وما يزال، يصادر حق الأقلية الفكرية فى التوثيق المستقل لمواقفها وعدم تمتعها بحرية التعبير والتنظيم من أجل الدفع بأجندتها داخل الحزب والمجتمع. وقد وصفها الخاتم بالكافكوية لانها تحمل معها خطر الإنقسام حيث يشكل تبلور رأى الأقلية إلى تيار عام- غض النظر عن مدى حجمه وتأثيره- بوادر إنقسام جديد، بحكم تحديها للائحة الحزب الشيوعى وتمردها بالتالى على القيادة. وهو سيناريو قد تكرر عدة مرات فى تاريخ ذلك الحزب كان اشهرها الإنقسام الذى طال تقريبا نصف لجنته المركزية فى العام 1970م على أثر الخلاف حول التاكتيكات الواجب على الحزب إتباعها فى التعامل مع إنقلاب مايو.
    وليس من قبيل المصادفة أيضا أن تأتى الذكرى السنوية الثامنة لرحيل هذا المفكر العملاق الذى رحل عن دنيانا فى 23 ابريل 2005م، والسودان على شفا حرب أهلية شاملة بعد أن ذهبت الإنقاذ أشواط بعيدة فى تنفيذ اجندتها الشمولية على حساب واقع التعدد الإثنى والثقافى الذى تذخر به البلاد ،ولذلك فإن المناسبة نفسها تتخذ طابعا كافكويا فى توقيتها هذه المرّة وهو امر شبيه بنصوص الخاتم والكوابيس المرتبطة بها نتيجة طابعها الشفاف فى التعامل مع الواقع. وفى نصوص الخاتم أعلاه طرحت ثلاث قضايا مهمة تعتبر من صلب أى إصلاح ديمقراطى حقيقى، وهى قضية الوصاية على الطبقة العاملة وبالتالى الشعب، أو ما عرف فى أدبيات الحزب الشيوعى واليسار عموما بمفهوم (الريادة اوالطليعية) ، ثم قضية إعتبار الماركسية أن الطبقة العاملة تعد تجسيدا لجوهر الخير والعدل والجمال، اما القضية الثالثة فهى المتعلقة بالتطور الأخلاقى لكارل ماركس نفسه والتى أشار إليها الخاتم حينما لمح لإمكانية إستعارة الأول (مفهوم المسيح المخلص ليصبغه على طبقة أثارت شفقته). من المعروف أن فساد الإنقاذ إستند على مبدأ مهم منذ إنقلابها على الشرعية قبل أكثر من عقدين من الزمان، وهو تبنى سياسية التمكين عن طريق مصادرة الديمقراطية وتغييب مبادىء حقوق الإنسان عن الممارسة السياسية حتى تستمر فى الحكم كأقلية. وقد ساعدها عى إعتماد هذا المبدأ الطبيعة الشمولية للإسلام السياسى المتحالف مع اليبروقراطية العسكرية حيث يدّعى التنظيم الطهارة التامة وإحتكار الفضائل الاخلاقية إضافة إلى الغرور والتعالى على التجربة الإنسانية والحكمة التى راكمها النوع البشرى فى عالمنا المعاصر. وقد تجسدت تلك الروح الإقصائية والمتعالية فى محاولات تنزيه النخب الإنقاذية من الإنزلاق فى فساد الرأى والذمم وإمكانية ذلك حتى فى واقع يتميز بضيق دائرة إتخاذ القرار وإحتكار السلطة والقوة من ناحية، وإهمال كل الآليات الخاصة بمحاربة الفساد مثل إتباع الاجراءات المالية الصحيحة والمتعارف عليها فى التوثيق والمراجعة وعدم أحترام حرية التعبير وحرمة القضاء المستقل للبت فى المنازعات بين الناس، من ناحية ثانية. على أنه ومن باب الأمانة يمكن القول بأن تلك الجرثومة الشمولية لا يقتصر وجودها على الإنقاذ لانها مازالت كاملة الدسم فى أحزاب المعارضة حيث يحل المنصب القيادى كما قال الخاتم فى شخص القيادات على طريقة شيوخ الطرق الصوفية و( نظرية الحلول) بدلا عن أن يحدث العكس، فانظر الى ظاهرة الجمع بين رئاسة الحزب السياسى والطائفة الدينية حتى تدرك المعنى. اما الحزب الشيوعى الذى تناوله الكاتب بالنقد فيعد مثالا صارخا لتلك الممارسة لانه لم يكن قد عقد مؤتمره الخامس الا بعد مضى حوالى اربعة عقود كاملة تخللتها فترات كانت تسمح بعقده فى اجواء كاملة من الحريات ولكن قيادته اختارت الا تفعل، ،وهو شىء يؤكد فى حد ذاته على مدى الإستهانة بالاجراءات الديمقراطية. ولان مسألة حلول المنصب القيادى فى شخص الزعيم ربما تصلح لقيادة الطوائف الدينية وليس الأحزاب السياسية فقد تم حسم معظم قضايا ما عرف بالمناقشة العامة التى فتحها الحزب لتقييم تجربة إنهيار حلف وارسو حسما (لائحيا) وليس (برنامجيا). وقد تمخض المؤتمر العام عن ( لائحة) ما زالت تدمن معاقرة هوايتها المتجسدة فى المصادرة للرأى الاخر وحقه فى التنظيم المستقل والإتصالات الأفقية خارج الوحدات التنظيمية، بإفتراض أن القيادة هى الأكثر حرصا حتى من اصحاب الشأن من ذوى الاصوات المعارضة انفسهم، على إبراز اصواتهم وحمايتها من التغول والتهميش والإلغاء!. وهو وضع شبيه كما نرى بوضع الحوار والتابع فى ثقافتنا الدينية المتوارثة وبمثابة توقيع شيك على بياض للقيادة بإعتبارها منزهة عن الاخطاء. وهى الثقافة السياسية التى نهلت منها الانقاذ وإستمدت الجرأة على تطبيق سياسات التمكين. فى تقديرى الخاص من هنا تنبع اهمية نصوص الخاتم فى كشف زيف الوصاية، وصاية القيادة على الحزب، ووصاية الحزب على الطبقة والشعب تحت مختلف الزرائع والمبررات !.
    إلتصقت الشائعات والأساطير بالخطاب النقدى الاصلاحى للمرحوم الخاتم، وكان أبرزها على الإطلاق ما يفيد بأنه قد تخلى عن الماركسية جملة وتفصيلا، إضافة إلى تخليه عن الإشتراكية. لكن القارىء الأمين لخطاب الخاتم قبل خروجه من الحزب الشيوعى وبعده لن يجد لذلك أثرا، فالخاتم لم ينفض يده عن الماركسية تماما، بل نفضها عن الماركسية فى نسختها اللينينية، كما أن تخليه عن الإشتراكية كان لصالح التمسك بما هو أكثر تواضعا وهو شىء نستطيع أن نجده فى مفردة العدالة الإجتماعية. ومازال المنظور الطبقى يجد إعتبارا كبيرا لدى الكاتب فى كلما يتعلق بمسائل التخطيط والتشخيص لقضايا المجتمعات ولكن ضمن إطار تعدد المناظير، أى أنه قد أراد التخلى عنها كمنظور واحد فى دراسة المجتمع. ولا يشترط الخاتم الأنحياز للطبقة العاملة معيارا للالتزام بالعدالة الإجتماعية social justice ولذلك فقد ظل يتساءل عما إذا كان الموقع فى الإنتاج هو المحدد للمواقف الايديولوجية، وهو تساؤل مشروع ولكنه يستمد مشروعيته فيما لو تخلينا عن تعريف الايديولوجيا (بإعتبارها موقف عام لطبقة إجتماعية) وهو تعريف ماركسى كلاسيكى يفترض إهمال الجوانب النفسية والثقافية ويتجاوزها بإستمرار مما يعنى ضرورة التمسك بالنظر إلى الايديوجيا كمنظور perspective . هذا الانتقال فى المصطلحات والمفاهيم تفرضه حقيقة أن المعرفة الماركسية ظلت تستند إلى العمل وعلاقات الإنتاج فى تفسير تراكم الوعى بينما تغفل تماما التربية والتنشئة الأجتماعية التى تقوم بها مؤسسات المجتمع مثل البيت والمدرسة والشارع والاعلام الخ. ذلك أن المعرفة الإنسانية لا تتم بين ذات بشرية وشىء موضوعى فى البيئة الخارجية، بمعزل عن الحوار لان الاشياء والظواهر خارج ذواتنا لا تقدم معرفة مالم يتم الحوار والمحاججة حولها بين البشر. إن إستناد الوعى على العمل وعلاقات الإنتاج يجعله وعيا أداتيا instrumental ، اى يوفر المعرفة التى تستطيع ان تخدمنا كأداة فى إطار محاولاتنا للسيطرة على الطبيعة من خلال الإنتاج.
    جاء فى نفس الورقة ملامح لخطاب معرفى وأخلاقى عظيم حينما كتب الخاتم:
    (لقد تمت صياغة المشروع الماركسى بالتركيز على لحظة التعميم النظرى . والعكس ذلك فى الفكر والممارسة معا . وكان ذلك على حساب الخصوصية ، الامر الذى أصاب الممارسة الثورية بأضرار فادحة . وتمّ التركيز على الاهداف النهائية ، على حساب الاهداف الجزئية كوسائل فقط ، مع انها تشتمل على غائيتها الخاصة ، والتى لا يمكن الوصول الى غاية نهائية - ان كان ثمة شىء كهذا - بدونها . وقد عومل البشر أنفسهم كوسائل فقط فى كثير من لحظات التاريخ المأساوية ، مع أن كانط كان قد حذر من ذلك قبل ماركس بكثير )
    نستطيع ان نلاحظ هنا مدى حرص الكاتب على نقد مبدأ الجوهرانية االفلسفى Essentialism وهو موقف ماركسى يلصق النبل والعدلة الإجتماعية بالطبقة العاملة بإعتبارها رسول التاريخ فى إخراج البشرية من الظلمات إلى النور، مما يعنى أن العدالة الإجتماعية تسير أينما سارت الطبقة العاملة وحزبها الطليعى !. والحقيقة أن تحقيق العدالة الإجتماعية واجب كل مجتمع إنسانى مسئول ولكن يجب أن يأتى تحقيق ذلك الهدف النبيل فى التحليل النهائى، اى بعد وضع الظواهر ومعالجة كل منها على أرضيتها الخاصة، بمعنى ان يتم وضع إعتبار للعديد من العوامل عند التخطيط لتنمية المجتمعات فالتركيز وحيد الجانب مثلا على القطاع العام وإستمرار الإستثمار فى المؤسسات الخاسرة مع وجود بدائل أخرى للتنمية خطأ فادح كانت تمارسه دول حلف وارسو بقيادة (الاتحاد السوفيتى العظيم)ربما كان ذلك سعيا لتحقيق وهم الملكية الجماعية لوسائل الانتاج تلك المقولة الغامضة التى لم يوفق المرحوم نقد فى فك طلاسمها ضمن مساهماته فى المناقشة العامة !. والجوهرانية تعنى تخليد للوسائل مع إهمال للغايات وهو ما يمثل جوهر الفكر الشمولى يمينا او يسارا ، أن الجوهرانية تعبر عن محاولة لايجاد تعاليم يسهل إتباعها بدلا عن تطوير العقل النقدى الأمر الذى يساعد على تغذية عقل القطيع على حساب الإهتمام بالتربية وتطوير الأخلاق للأفراد، فما فعله ماركس هو وضع تعاليم وتحديد ممارسات نمطية تابعة لها وربما مناسك وشعائر تساعدنا فقط على عبور الطريق والوقوف فى الجانب الآخر منه ولكن داخل اطار عالم (الأخلاق العقائدية أو التقليدية) conventional morality دون العبور الحقيقى لإجتياز حدود ذلك العالم الاخلاقى إلى رحابة عالم (الفيلسوف كانط حيث عالم الأخلاق ما بعد التقليدية ) post- conventional morality حيث العقل النقدى والبحث المستمر عن مفهوم العدالة يكون بديلا عن معيار الطاعة للتقاليد السائدة وإرضاء المجموع ومقابلة توقعات الآخرين بإتباع انماط سلوكية سائدة تتبناها الدولة وحزبها الحاكم !
    لكن تبقى فى النهاية ملاحظة على قدر كبير من الأهمية السياسية والفكرية وهى المتعلقة بصدق نبوءة الخاتم فيما يتعلق بمالات الاحوال فى حزبه السابق حينما تمخض مؤتمره الخامس والأخير ليلد (لائحة) فى اهم ما يتعلق بقضايا المناقشة العامة بعد السقوط المدوى للشيوعية, ذلك السقوط الذى يذكرنا بالقصص القرانى وقوم عاد وثمود فيما لو استعرنا تصوير الخاتم. وقد خرج ذلك المؤتمر ببرنامج فضفاض يحتمل الرأى ونقيضه على نحو يدعو للشفقة والرثاء. وقد كان الحزب ورغم ادعاءاته الخاصة باعتماد المنهج العلمى حريص كل الحرص على تماسكه التنظيمى وارضاء جميع الرفاق, وقد جاء كل ذلك على حساب الموضوعية التى يمثلها البرنامج. و صدق الرجل حينما كتب فى هذا الشان:
    ( ان منع تكوين الاقلية ، ومأساة الرأى الاخر ،ومصادرة الديمقراطية ، وانشاء بنية سايكولوجية متينة لدى عضو الحزب تخشى الاختلاف والاستقلال والتميّز خشيتها للمرض ، هى ظواهر كفيلة باحباط وسحق تطور اى حزب او منظمة . ولا غرو ، فذلك يمثل الالغاء العملى لفعلية قانون التناقض الماركسى والذى هو القوّة الدافعة لكل تطوّر. فهذا القانون القائم على وحدة وصراع الاضداد قد ابطل فعله داخل الحزب بالتركيز وحيد الجانب - المرضى احيانا - على الوحدة على حساب الصراع. وانه لمن المفارقات الاليمة فى تاريخ الفكر السياسى والتنظيمى ان يبادر الداعون الى نظرية ما ، والمؤمنون بصحّتها وصوابها ، الى الغاء جوهرها حينما يشرعون فى تطبيقها . خاصة وان تلك النظرية تصر على وحدة الفكر والتطبيق، وتعتقد ان حقيقتها لا تتكشّف الاّ فى وحدتها . للاسف الشديد فان هذا هو بالضبط ما حدث بل ان اكثر ما يثير القيادات الحزبية ويفجّر غضبها هو القدح فى مبدأالمركزية الديمقراطية الذى ادى الى كل هذه النتائج السالبة . ولا يحدث هذا الا لان هذا المبدأ يتعلق بالسلطة الحزبية وبحماية المواقع القيادية).
    جديرا بالذكر ان المرحوم الاستاذ الخاتم عدلان كان يعلم تمام العلم مصير مبادرته الاصلاحية داخل حزبه الشيوعى بدليل انه اختتم ورقته بالاقتباس التالى من شاعر عربى قديم:
    نصحتهم قومى بمنعرج اللوى فلم يسبينوا النصح إلاضحى الغد
    وإن كان قد فعل ذلك فى إطار التحذير من مغبة الجمود والانغلاق داخل إطار الماركسية وهو أمر يدعونا لمزيد من التامل والاندهاش
    طلعت الطيب

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 05-03-2013, 12:44 PM)
    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 05-04-2013, 07:54 PM)
    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 05-04-2013, 08:00 PM)

                  

05-04-2013, 08:09 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان وذكرى رحيل بطعم كافكا (Re: طلعت الطيب)

    تم إجراء تعديلين على النص الاول للمقال اعلاه
    التعديل الاول كان فى تاريخ وفاة الخاتم حيث ورد فى نص المقال:

    Quote: وليس من قبيل المصادفة أيضا أن تأتى الذكرى السنوية الثامنة لرحيل هذا المفكر العملاق الذى رحل عن دنيانا فى 23 ابريل2004م،

    والصحيح :وليس من قبيل المصادفة أيضا أن تأتى الذكرى السنوية الثامنة لرحيل هذا المفكر العملاق الذى رحل عن دنيانا فى 23 ابريل 2005م،
    وهو خطأ اردكته بعد نشر المقال بسويعات فقمت بإجرائه على الفور، لكن ذلك لا يمنع من شكر المهتمين ممن كاتبونى حرصا على تنبيهى للخطأ
    فلهم منى كل تقدير وشكر
    اما التعديل الثانى فقد اجريته على السطرين الاخيرين من المقال
                  

05-10-2013, 06:51 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان وذكرى رحيل بطعم كافكا (Re: طلعت الطيب)
                  

05-10-2013, 08:18 PM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان وذكرى رحيل بطعم كافكا (Re: طلعت الطيب)

    شكرا طلعت
    مقال جيد يستحق التفكير
                  

05-19-2013, 04:09 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان وذكرى رحيل بطعم كافكا (Re: ثروت سوار الدهب)

    شكرا يا ثروت على المرور الكريم

    https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D8%A9

    دريد بن الصمة


    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


    غير مفحوصة

    اذهب إلى: تصفح، ‏ بحث


    دريد بن الصمة شاعر جاهلية، وفارس من قبيلة هوازن قاتل المسلمين فقتل في وقعة حُنين.





    محتويات
    [أخف] 1 نسبه
    2 صـفاته
    3 إخوته
    4 شعره في الصبر على النوائب
    5 دريد بن الصمة وخطوبته للخنساء
    6 مشاركة دريد بن الصمة في غزوة حنين ومقتله
    7 مقتل دريد بن الصمة


    [عدل] نسبه

    اسم الصمة، في ما ذكر أبو عمرو، معاوية الأصغر بن الحارث بن معاوية الأكبر بن بكر بن علقة بن خزاعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر الحمراء بن نزار بن معد بن عدنان. ويقال من ذريته الان القثمه ومفردهم القثامي من عتيبه,, يسكنون مع ابناء عموتهم في الحجاز ونجد

    [عدل] صـفاته

    دريد بن الصمة فارسٌ شجاع شاعر فحل، وجعله محمد بن سلام أول شعراء الفرسان. وقد كان أطول الفرسان الشعراء غزواً، وأبعدهم أثراً، وأكثرهم ظفراً، وأيمنهم نقيبةً عند العرب، وأشعرهم دريد بن الصمة. قال أبو عبيدة: كان دريد بن الصمة سيد بني جشم وفارسهم وقائدهم وكان مظفراً ميمون النقيبة، وغزا نحو مائة غزاةٍ ما أخفق في واحدة منها، وأدرك الإسلام فلم يسلم، وخرج مع قومه في يوم حنينٍ مظاهراً للمشركين، ولا فضل فيه للحرب، وإنما أخرجوه تيمناً به وليقتبسوا من رأيه، فمنعهم مالك بن عوف من قبول مشورته، وخالفه لئلا يكون له ذكر، فقتل دريد يومئذٍ على شركه.

    [عدل] إخوته

    كان لدريد أخوةٌ وهم عبد الله الذي قتله غطفان، وعبد يغوث قتله بنو مرة، وقيس قتله بنو أبي بكر بن كلاب، وخالدٌ قتله بنو الحارث بن كعب، أمهم جميعاً ريحانة بنت معد يكرب الزبيدي أخت عمرو بن معد يكرب كان الصمة سباها ثم تزوجها فأولدها بنيه. وإياها يعني أخوها عمرو بقوله في شعره:

    ابنه وبنته شاعران:

    وكان لدريدٍ ابنٌ يقال له سلمة، وكان شاعراً وهو الذي رمى أبا عامر الأشعري بسهم فأصاب ركبته فقتله وارتجز فقال:

    وكانت لدريد أيضاً بنتٌ يقال لها عمرة وكانت شاعرة، ولها فيه مراثٍ كثيرةٌ.

    [عدل] شعره في الصبر على النوائب

    أبا عمرو بن العلاء يقول: أحسن شعرٍ قيل في الصبر على النوائب قول دريد بن الصمة حيث يقول:

    قال أبو عبيدة: فأما عبد الله بن الصمة فإن السبب في مقتله أنه كان غزا غطفان ومعه بنو جشم وبنو نصرٍ أبناء معاوية فظفر بهم وساق أموالهم في يوم يقال له يوم اللوى ومضى بها. ولما كان منهم غير بعيد قال: انزلوا بنا، فقال له أخوه دريد: يا أبا فرعان - وكانت لعبد الله ثلاث كنى: أبو فرعان، وأبو ذفافة، وأبو أوفى، وكلها قد ذكرها دريدٌ في شعره -: نشدتك الله ألا تنزل فإن غطفان ليست بغافلةٍ عن أموالها، فأقسم لا يريم حتى يأخذ مرباعه وينقع نقيعه، فيأكل ويطعم ويقسم البقية بين أصحابه، فبينا هم في ذلك وقد سطعت الدواخن، إذا بغبارٍ قد ارتفع أشد من دخانهم، وإذا عبسٌ وفزارة وأشجع قد أقبلت فقالوا لربيئتهم: انظر ماذا ترى? فقال: أرى قوماً جعاداً كأن سرابيلهم قد غمست في الجادي قال: تلك أشجع، ليست بشيء. ثم نظر فقال: أرى قوماً كأنهم الصبيان، أسنتهم عند آذان خيولهم. قال: تلك فزارة. ثم نظر فقال: أرى قوماً أدماناً كأنما يحملون الجبل بسوادهم، يخدون الأرض بأقدامهم خداً، ويجرون رماحهم جراً، قال: تلك عبسٌ والموت معهم ! فتلاحقوا بالمنعرج من رميلة اللوى فاقتتلوا فقتل رجلٌ من بني قاربٍ وهم من بني عبس عبد الله بن الصمة فتنادوا: قتل أبو ذفافة فعطف دريد فذب عنه فلم يغن شيئاً وجرح دريد فسقط فكفوا عنه وهم يرون أنه قيل، واستنقذوا المال ونجا من هرب. فمر الزهدمان وهما من بني عبس، وهما زهدمٌ وقيسٌ ابنا حزن أنه بن وهب بن رواحة وإنما فقيل لهم الزهدمان تغليباً لأشهر الاسمين عليهما، كما قيل العمران لأبي بكر وعمر ، والقمران للشمس والقمر. قال دريد: فسمعت زهدماً العبسي يقول لكردم الفزاري إني لأحسب دريداً حياً فانزل فأجهز عليه، قال: قد مات، قال: انزل فانظر إلى سبته هل ترمز? قال دريد: فسددت من حتارها أي من شرجها، قال فنظر فقال: هيهات، أي قد مات، فولى عني، قال: ومال بالزج في شرج دريد فطعنه فيه فطعنه فيه فسال دمٌ كان قد احتقن في جوفه، قال دريد فعرفت الخفة حينئذٍ فأمهلت، حتى إذا كان الليل مشيت وأنا ضعيف قد نزفني الدم حتى ما أكاد أبصر، فجزت بجماعة تسير فدخلت فيهم، فوقعت بين عرقوبي بعير ظعينة، فنفر البعير فنادت: نعوز بالله منك، فانتسبت لها فاعلمت الحي بمكاني، فغسل عني الدم وزودت زاداً وسقاء فنجوت، وزعم بعض الغطفانيين أن المرأة كانت فزارية وأن الحي كان علموا بمكانه فتركوه فداوته المرأة حتى برأ ولحق بقومه، قال: ثم حج كردم بعد ذلك في نفرٍ من بني عبس فلما قاربوا ديار دريد تنكروا خوفاً ، ومر بهم فأنكرهم، فجعل يمشي فيهم ويسألهم من هم? فقال له كردم: عمن تسأل? فدفعه دريد، وقال: أما عنك وعمن معك فلا أسأل أبداً، وعانقه، وأهدي إليه فرساً وسلاحاً، وقال له: هذا بما فعلت بي يوم اللوى. وقال دريد يرثي أخاه عبد الله:








    أرث جديد الحبل من أم معبد


    بعاقبةٍ وأخلفـت كل موعد



    وبانت ولم أحمد إليك جوارها


    ولم ترج منا ردة اليوم أو غـد



    أعاذلتي كل امرئ وابن أمه


    متاعٌ كزاد الراكب المتزود



    أعـاذل إن الرزء أمثال خالدٍ


    ولا رزء مما أهلك المرء عن يد



    نصحت لعارضٍ وأصحاب عارض


    ورهط بني السوداء والقوم شهدي



    فقلت لهـم ظنـوا بألفي مدجج


    سراتهم في الفارسي المسرد



    أمرتهم أمري بمنعرج اللوى


    فلم يستبينوا الرجد إلى ضحى الغد



    فلما عصوني كنت منهم وقـد


    أرى غوايتهم وأنني غير مهتد



    وهل أنا إلا من غزية إن غـوت


    غويت، وإن ترشد غزيـة أرشد



    دعاني أخي والخيل بيني وبينه


    فلما دعاني لم يجدنـي بقعدد



    تنادوا فقالوا أردت الخيل


    فارساً فقلـت أعبـد الله ذلكم الردي



    فإن يـك عبـد الله خلى مكانه


    فلم يك وقافاً ولا طائش اليـد



    ولا برمـاً إذا الرياح تناوحـت


    برطب العضاه والهشيم المعضد



    نظـرت إليه والرماح تنوشه


    كوفع الصياصي في النسيج المدد



    فطاعنت عنه الخيل حتى تبددت


    وحتى علاني أشقر اللون مزبد



    فما رمت حتى خرقتني رماحهم


    وغودرت أكبو في القنا المتقصد



    قتال امرئٍ واسـى أخاه بنفسه


    وأيقـن أن المرء غير مخلد



    صبورٌ على وقع المصائب حافظ


    من اليوم أعقاب الأحاديث في غـد



    وطيب نفسي أنني لم أقل له كذبت


    ولم أبخل بما ملكت يدي



    وهون وجدي أن ما هو فارط أمامي


    وأني هامة اليوم أو غدا

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 05-19-2013, 04:13 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de