Quote: بيان لإنهاء النزاع في دارفور بالسودان صادر عن الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي المنعقدة في مكة المكرمة في الفترة من 4-6/8/1425هـ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد تابع المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، الذي يعقد دورته الثامنة والثلاثين، بجوار بيت الله الحرام، في مكة المكرمة، في الفترة من 4-6 شعبان 1425هـ ما حدث في إقليم دارفور بغرب جمهورية السودان، من نزاع قبلي محليّ، ما كان ينبغي أن يتطور إلى ما وصل إليه الأمر من نزاع مسلح. وإذ اطلع المجلس على التقرير المقدم من الأمانة العامة للرابطة عن جهودها في مساعدة أهل دارفور، وقيام وفدها بزيارة الإقليم، وتفقد أوضاع المواطنين فيه، وتقديم العون للنازحين في المعسكرات، والاجتماع مع القيادات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والأكاديمية والقبلية في الإقليم، فإنه يثني على الجهد الذي بذلته الرابطة في معونة أهل دارفور، والمساعي التي أنجزتها للتوفيق بين فئاتهم، ويطالبها بالاستمرار في مساعيها الحميدة لإنهاء النزاع، ومصالحة الأطراف المختلفة، ودفعها للتعاون في الحفاظ على وحدة السودان، ووحدة أراضيه، ووحدة شعبه، وإحباط المؤامرة التي تسعى إلى فصل إقليم دارفور عن السودان. وإذ تابع المجلس المواقف الخارجية من هذه القضية، فإنه يأسف للمبالغات التي روجت لها بعض وسائل الإعلام العالمية من أن في دارفور تطهيراً عرقياً، وقتلاً جماعياً، واغتصاباً للنساء، وغير ذلك، وينبه المجلس إلى خطورة هذه المبالغات، وخطورة استغلالها لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية. وإذ يؤكد المجلس على أن إقليم دارفور كان عبر التاريخ وما يزال جزءاً لا يتجزأ من أرض السودان، وهي أرض إسلامية، فإنه يدعو جميع القبائل والطوائف والأحزاب والاتجاهات في السودان بعامة، وفي إقليم دارفور بخاصة إلى تجنب النزاع المسلح، والانصياع إلى ما يوجبه الإسلام على المسلمين من وجوب التفاهم بينهم من خلال الحوار الحسن، والتوصل إلى صيغة إسلامية للتعاون في الحفاظ على وحدة السودان، والعمل على تنميته، وعدم التفريط في أي جزء من أجزائه، ونبذ النعرات التي تخل بأمنه، وتحدث الاضطراب بين أهله، ورفض المخططات التي تسعى إلى تقسيمه. كما يدعو الدول والمنظمات الإسلامية إلى دعم جهود حكومة السودان في تحقيق الأمن في الإقليم، وعودة النازحين إلى ديارهم، ومعالجة الجانب الإنساني في حياتهم، والمساعدة في إعمار القرى التي أحرقت، والبيوت التي هدمت، وتقديم العون الكافي لهم، وإغاثتهم وهم في معسكرات النزوح، بتقديم ما يحتاجون إليه من الغذاء والكساء والدواء وأنواع الإغاثة الإنسانية، ولاسيما وأنهم مقبلون على فصل الشتاء، وهذا واجب إسلامي ينبغي على المسلمين القيام به تحقيقاً لمبدأ الأخوة بينهم: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10): (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة:71)، وفي هذا المجال يثني المجلس على الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في مساعدة النازحين في دارفور، وتقديم أنواع العون لهم، وسدّ حاجتهم، ومساعدتهم للعودة إلى المدن والقرى التي نزحوا منها، وتقديم ما يحتاج إليه إعادة إعمارها. ويؤكد كذلك على أن يكون حل المشكلة القائمة في دارفور حلاً (سودانياً – إسلامياً) بعيداً عن التدخلات الأجنبية، وتسلل المنظمات المغرضة إلى الإقليم، للتأثير على ما عليه أهله من تمسك بالدين، ولبث قيم التغريب في نفوسهم، وتحريضهم على بعضهم بعضاً، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وازدياد الخلاف، ويطالب رابطة العالم الإسلامي بمتابعة ما يتعلق بهذا الشأن، والتعاون في ذلك مع المنظمات الإسلامية الرسمية منها والشعبية. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة